احمد سعيد
04-06-2005, 12:24 AM
الجنرال الذي فضح الجميع!!
أحمد منصور
بعد مرور ما يقرب من عام علي ظهور صور معتقلي سجن أبو غريب في العراق والتي ظهرت في شهر ابريل من العام الماضي وهم في أوضاع مهينة مختلفة مما أثار الرأي العام العالمي، اتضح أن الشخص الوحيد الذي ربما كان صادقا في كل الرواية هي الجنرال جانيس كاربينسكي الرئيسة السابقة لإدارة السجون الأمريكية في العراق، فقد أشارت بأصابع الاتهام من البداية إلي الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية السابق في العراق في مقابلة نشرتها معها بي بي سي، في منتصف شهر يونيو من العام الماضي 2004، وقالت الجنرال كاربينسكي التي أوقفت عن العمل لكنها لم تحاكم 'أعرف أن المدة التي أمضتها وحدة الشرطة العسكرية التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود لم تكن كافية حتي تمنحهم الثقة للقيام في ليلة واحدة أو في وقت مبكر من الصباح بإخراج السجناء من زنازينهم وتكويمهم فوق بعضهم البعض، وتصوير أنفسهم في المواقع المختلفة مع هؤلاء المحتجزين'. وقالت الجنرال كاربينسكي: 'إن الاستخبارات العسكرية أدارت جزءا من سجن أبو غريب لاستجواب العراقيين بنفس الطريقة التي جرت في معسكر الاعتقال في خليج جوانتانامو بكوبا'. وأضافت: أن مدير السجون العراقية الحالي الميجور جنرال جيفري ميلر الذي كان مسئولا عن خليج جوانتانامو زارها في بغداد وقال لها: 'تعلمنا في جوانتانامو أن السجناء يستحقون كل ما يحدث لهم.. إنهم مثل الكلاب، وإذا سمحت لهم بالاعتقاد أنهم أكثر من ذلك بدرجة بسيطة فمن ثم ستفقدين السيطرة عليهم'.
وأشارت كاربينسكي إلي الجنرال ريكاردو سانشيز أكثر من مرة وقالت: 'إنه يجب أن توجه له أسئلة جادة بشأن ما عرفه حول الانتهاكات ومتي حدثت بالضبط'، وقد ظهرت الجنرال كاربينسكي علي شاشة التلفزة في فيلم وثائقي أعدته شركة فرنسية عن سجن أبو غريب وبثته 'قناة الجزيرة' في شهر يناير الماضي، وقالت نفس الكلام ووجهت الاتهام إلي قيادات عسكرية عليا بمعرفتها بما تم بل ربما لم تقف عند حد المعرفة، بل أصدرت الأوامر بذلك وقالت: 'إن الأمور ستتكشف إذا جرت محاكمة لكل شخص علي حدة' ورغم أن كافة العسكريين الأمريكيين وعلي رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد كذبوا ما ذكرته كاربينسكي، ونفي الجنرال سانشيز الذي سلم قيادة القوات الأمريكية في العراق إلي الجنرال جورج كايسي في بداية يوليو من العام الماضي 2004 أن يكون قد أصدر أي أوامر تسمح باستخدام تقنيات تحقيق مع السجناء كالحرمان من النوم، إلا أن مذكرة نشرها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في 30 مارس 2005 تم الحصول عليها من الحكومة بأمر من المحكمة من خلال قانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة ونشرتها وكالة 'رويترز' أكدت أن اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز فوض باستخدام أساليب استجواب غير قانونية في العراق وقالت أمرين سينغ محامي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية: 'إن 12 أسلوبا علي الأقل من أساليب التحقيق التي حددها سانشيز كانت بعيدة عن الكتيب الميداني للجيش الذي تقضي قواعد الاستجواب به الالتزام بمعاهدات جنيف'. وتحمل مذكرة سانشيز تاريخ 14 سبتمبر عام 2003 أي قبل بداية الحديث عن عمليات التعذيب في سجن أبو غريب التي بدأت في يناير من العام 2004، ثم أصبحت فضيحة مدوية بعد نشر صور السجناء في ابريل 2004، وسمحت مذكرة سانشيز للجيش باستخدام الكلاب في التعذيب واجبار المعتقلين علي أوضاع مجهدة ومؤلمة بدنيا لاجبارهم علي التحدث. كما سمحت بالتلاعب في البيئة المحيطة بهم وقال محامي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أمرين سينغ: من الواضح أن الحكومة تحتجز هذه الوثيقة ليس بسبب قلق حقيقي من أنها ستضر بالأمن القومي وإنما لحماية نفسها من الاحراج.
لقد كشفت هذه المذكرة حجم ومساحة الأكاذيب التي تمارس بشأن العراق وعلي أعلي المستويات في الإدارة الأمريكية وأن كشف مزيد من المذكرات والوثائق كل يوم سوف يبين حجم التورط للكبار قبل الصغار في الانتهاكات التي تحدث ويكفي أنه بعدما يقرب من عام من كشف فضيحة التعذيب بالصور في سجن أبو غريب اتضح أن الجميع كذبوا في حرب قامت من البداية علي الأكاذيب.
تاريخ النشر : 26/2/1426 هـ
أحمد منصور
بعد مرور ما يقرب من عام علي ظهور صور معتقلي سجن أبو غريب في العراق والتي ظهرت في شهر ابريل من العام الماضي وهم في أوضاع مهينة مختلفة مما أثار الرأي العام العالمي، اتضح أن الشخص الوحيد الذي ربما كان صادقا في كل الرواية هي الجنرال جانيس كاربينسكي الرئيسة السابقة لإدارة السجون الأمريكية في العراق، فقد أشارت بأصابع الاتهام من البداية إلي الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية السابق في العراق في مقابلة نشرتها معها بي بي سي، في منتصف شهر يونيو من العام الماضي 2004، وقالت الجنرال كاربينسكي التي أوقفت عن العمل لكنها لم تحاكم 'أعرف أن المدة التي أمضتها وحدة الشرطة العسكرية التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود لم تكن كافية حتي تمنحهم الثقة للقيام في ليلة واحدة أو في وقت مبكر من الصباح بإخراج السجناء من زنازينهم وتكويمهم فوق بعضهم البعض، وتصوير أنفسهم في المواقع المختلفة مع هؤلاء المحتجزين'. وقالت الجنرال كاربينسكي: 'إن الاستخبارات العسكرية أدارت جزءا من سجن أبو غريب لاستجواب العراقيين بنفس الطريقة التي جرت في معسكر الاعتقال في خليج جوانتانامو بكوبا'. وأضافت: أن مدير السجون العراقية الحالي الميجور جنرال جيفري ميلر الذي كان مسئولا عن خليج جوانتانامو زارها في بغداد وقال لها: 'تعلمنا في جوانتانامو أن السجناء يستحقون كل ما يحدث لهم.. إنهم مثل الكلاب، وإذا سمحت لهم بالاعتقاد أنهم أكثر من ذلك بدرجة بسيطة فمن ثم ستفقدين السيطرة عليهم'.
وأشارت كاربينسكي إلي الجنرال ريكاردو سانشيز أكثر من مرة وقالت: 'إنه يجب أن توجه له أسئلة جادة بشأن ما عرفه حول الانتهاكات ومتي حدثت بالضبط'، وقد ظهرت الجنرال كاربينسكي علي شاشة التلفزة في فيلم وثائقي أعدته شركة فرنسية عن سجن أبو غريب وبثته 'قناة الجزيرة' في شهر يناير الماضي، وقالت نفس الكلام ووجهت الاتهام إلي قيادات عسكرية عليا بمعرفتها بما تم بل ربما لم تقف عند حد المعرفة، بل أصدرت الأوامر بذلك وقالت: 'إن الأمور ستتكشف إذا جرت محاكمة لكل شخص علي حدة' ورغم أن كافة العسكريين الأمريكيين وعلي رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد كذبوا ما ذكرته كاربينسكي، ونفي الجنرال سانشيز الذي سلم قيادة القوات الأمريكية في العراق إلي الجنرال جورج كايسي في بداية يوليو من العام الماضي 2004 أن يكون قد أصدر أي أوامر تسمح باستخدام تقنيات تحقيق مع السجناء كالحرمان من النوم، إلا أن مذكرة نشرها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في 30 مارس 2005 تم الحصول عليها من الحكومة بأمر من المحكمة من خلال قانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة ونشرتها وكالة 'رويترز' أكدت أن اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز فوض باستخدام أساليب استجواب غير قانونية في العراق وقالت أمرين سينغ محامي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية: 'إن 12 أسلوبا علي الأقل من أساليب التحقيق التي حددها سانشيز كانت بعيدة عن الكتيب الميداني للجيش الذي تقضي قواعد الاستجواب به الالتزام بمعاهدات جنيف'. وتحمل مذكرة سانشيز تاريخ 14 سبتمبر عام 2003 أي قبل بداية الحديث عن عمليات التعذيب في سجن أبو غريب التي بدأت في يناير من العام 2004، ثم أصبحت فضيحة مدوية بعد نشر صور السجناء في ابريل 2004، وسمحت مذكرة سانشيز للجيش باستخدام الكلاب في التعذيب واجبار المعتقلين علي أوضاع مجهدة ومؤلمة بدنيا لاجبارهم علي التحدث. كما سمحت بالتلاعب في البيئة المحيطة بهم وقال محامي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أمرين سينغ: من الواضح أن الحكومة تحتجز هذه الوثيقة ليس بسبب قلق حقيقي من أنها ستضر بالأمن القومي وإنما لحماية نفسها من الاحراج.
لقد كشفت هذه المذكرة حجم ومساحة الأكاذيب التي تمارس بشأن العراق وعلي أعلي المستويات في الإدارة الأمريكية وأن كشف مزيد من المذكرات والوثائق كل يوم سوف يبين حجم التورط للكبار قبل الصغار في الانتهاكات التي تحدث ويكفي أنه بعدما يقرب من عام من كشف فضيحة التعذيب بالصور في سجن أبو غريب اتضح أن الجميع كذبوا في حرب قامت من البداية علي الأكاذيب.
تاريخ النشر : 26/2/1426 هـ