المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من القلب إلى الجزائر الأرض والإنسان


نجد الحسيني
06-24-2010, 03:22 PM
رسالة من مسلم عربي يمني إلى أرض الجهاد وأرض المجاهدين وأرض الشهداء وأرض الأحرار...

يخطئ كلّ من يقول بأن الجزائر بلد المليون والنصف مليون شهيد بل الصدق والصدق أقول والحقيقة تؤكد بأن الجزائر إنما بلد الستة ملايين شهيد.. لكن البعض ينسى والبعض يتناسى..
فالجزائر دفع من الدماء الزكية وقدّم من الشهداء عدد ستة ملايين شهيد وليس واحد مليون ونصف المليون كما هو متواتر، فما العدد 1.5 مليون شهيد إلاّ خلال فترة حرب الاستقلال الواقعة بين العامي 1945- 1962 مـ .. أما العدد مذ بداية الجهاد على أرض الجهاد قد تجاوز الستة ملايين مذ العام 1831 و حتى أشرقت شمس الحرية والاستقلال.
تخيّل هذا الرقم ولا تستغرب ولا تستعجب من 45 ألف شهيد دفعة واحدة في ضحى ساعات من نهار 8 مايو 1945 م

كفى الجزائر عزّة وفخرا ومجدا أن قدمت من الشهداء ما لم تقدمه البلاد العربية والإسلامية مجتمعة..
لا ينكر ذلك إلا جاحد وكذاب.
جزائر الأمير عبد القادر الجزائري مدوخ الفرنسيس على تراب المغرب العربي وتراب الهلال الخصيب من أرض الشام.
جزائر الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس المسلم البربري العربي قلب العروبة والإسلام النابض.

كم وكم في كم أحببنا الجزائر ورجاله ونساءه صغارا .. وكم تعلقت وتعاطفت قلوب أجدادنا وآباءنا وأمهاتنا مع الجزائر الثورة ، جزائر الجهاد ، جزائر التحرير.

ما من شاعر على أرض العروبة إلاّ ونشد باسم الجزائر
وما من فنان ومطرب على أرض العرب إلاّ وغنى للجزائر وتغنى بالجزائر
أموال فقراء العرب قبل أغنياءها كانت تبدل رخيصة لأجل الجزائر

كان والدي رحمه الله تعالى أحد الظباط في الجيش الفرنسي فرقة البحرية marines وقد كان شقيقه عمي أعلى رتبة منه في ذات الفرقة وقد كانا ممن خاضا مع الجيش الفرنسي حروب الهند الصينية ومعارك فيتنام وبيان وبيان فو .. وقد أتهم والدي بالخيانة العظمى في حرب جزائر الاستقلال ، تهمة علت من شأنه ورفعت من قدره .. ليس هناك بنظري أشرف من تهمة أن تكون خائنا لصالح الجزائر ضد الطغاة والمستعمرين الفرنسيين.. وقد صدر الحكم العسكري عليه بالإعدام للخيانة العظمى.. وكان على وشك مواجهة طلق الرصاص على صدره الذي زينته لوحة رقم الإعدام، لولا شفاعة سبقت، تقدم بها والده جدي رحمه الله تعالى وأحد المحاربين القدماء anciens combattants في الجيش الفرنسي أبان الحرب العالمية الثانية والحارس الشخصي للجنرال Muller وزير المستعمرات الفرنسية، لدى الجنرال De Gaulle الذي أصدر عفوه الرئاسي الجمهوري والاكتفاء بتجريد الوالد من رتبته العسكرية وكافة الميزات المقدمة له وسحب جميع حقوقه ومستحقاته والحظر عليه من ممارسة أي نشاط عسكري أو حتى مدني.. وظلّ ممنوعا من أي عمل يسترزق منه ويصرف على عائلته منه حتى توفاه الله تعالى إلى جواره رحمة الله عليه.

هذا نموذج حصل في بيتي ووسط أهلي وأنا يمني .. ونماذج كثيرة صورتها بيوت العرب برجالها ونساءها وأطفالها حبّا في الجزائر وتمجيدا وتخليدا لرجاله الأبطال.

كم من بطل مناضل جزائري قد تشرف بحمله لجواز عربي من يمني وعراقي ومصري الخ... كي ينجو به خشية من أن تقبض عليه المخابرات الفرنسية.. سلوا بن بيلا، سلوا بو مدين، سلوا بوتفليقة، سلوا بو ضياف والعربي وغيرهم من الأفذاذ الثوار ما جوازات سفرهم؟

كم يحزّ في نفسي اليوم بأن أقرأ لجزائري بربري أو عربي من هنا وهناك وأن الجزائر للجزائريين وأن الجزائر لا تمثل إلا الجزائر وبلاها عروبة وإسلام.. ومع احتفاظ بعض الأمازيغيين بالإسلام إلا أنهم ينسون بأن هذا الدين الحقّ القويم إنما حمله إليهم أولئك البدو العرب أهل الصحراء وضحوا بأنفسهم ليقدموا لأهل الجزائر ومصر والمغرب العربي الكبير سعادة الدنيا والآخرة.. جاؤوا لهم بالإسلام. حملوا إليهم سعادة الدارين من دون منّة ولا حظوة.

هل كانت تلك بربرة طارق بن زياد؟ أم بربرة يوسف بن تاشفين؟ أم بربرة عبد الحميد بن باديس؟ أم عروبة الأمير عبد القادر الجزائري... هؤلاء قد رضي الله عنهم وأدخلهم بواسع رحمته وعفوه ومغفرته.. كانوا والله عربا أشدّ عروبة.. وكانوا أصدق المسلمين المجاهدين. رحمة الله عليهم في الأولين والآخرين.

كونوا مثلهم يا أبناء الجزائر أو أصمتوا فالصمت خير...

ليس بعربي ولا بمسلم من شجّع أو يشجّع الانجليزي أو الأميركان على الجزائريين..

إنما يصنع ذلك من لا تجري في عروقه العروبة ويصنع ذلك من في دينه وإسلامه شكّ وعليه أن يتوب ويستغفر لذنبه.

لماذا تصبوا جهالة وقعت من سفهاء في مصر والجزائر على أمة العرب؟

لماذا تخسروا رصيدا هائلا من الحب والإعجاب أودعتموه في صدور العرب بلا مقابل؟

كفانا خسرانا من مقولة الجزائر للجزائريين ومصر للمصريين والعراق للعراقيين و..... الخ.

فوالله ما أصبحنا على ما نحن عليه من نقمة إلاّ جرّاء تلك الأقوال الخارجة عن الملّة والأخوة والعروبة والدين...

فلنعد إلى رشدنا جزائريين ومصريين ويمنيين وعراقيين وشاميين وخليجيين ولنسامح بعضنا ولنغفر ذنب بعضنا على بعض ونعتصم بحبل الله جميعا فلا نفترق.

أهديكم يا أهل الجزائر هذه الأبيات للشاعر اليمني العظيم عبد الله هادي سبيت أنشدها أبان ثورة الجزائر وحرب التحرير ..
عبد الله هادي سبيت الذي كان يجمع التبرعات من النساء والرجال والأطفال في أرض اليمن لشراء السلاح ومدّ المقاتلين المجاهدين الجزائريين في سبيل الحرية والاستقلال
..
عبد الله هادي سبيت الذي فشلت محاولة لاغتياله من العملاء الانجليز بوضع قنبلة له في سيارته أثناء مرافقته للفنان اليمني محمد صالح حمدون لإقامة حفل فني يذهب ريعه لأنجال الجزائر.. وقد نجا وفنانه وكتبت الشهادة لسائق سيارته ومرافق آخر.

أترك شاعر اليمن الغنائي المناضل الثائر عبد الله هادي سبيت يعبر عن تلك المرحلة ببعض من أبيات:

تلكم الثورة في ارض الجزائر * هل خبا يوما لظاها
ضاق صبر الحلف حتى بالحرائر * حين جادت بدماها
فالدماء بين التراب * تصنع اليوم العجاب * إنها فصل الخطاب
فإلى التاريخ يا شعب الجزائر

من أشهر أقواله، رحمه الله تعالى، في ثورة الجزائر ما تأثر بها الرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقة ـ كما ذكر بلسانه ـ وبقية المجاهدين.:

ياشاكي السلاح * شوف الفجر لاح * حط يدك على المدفع زمان الذل راح
هذا الغير سيد * وحنا له عبيد * يا من مات والله انه من القهر استراح
هذا الماء سال * هذا الغصن مال * هذا الزهر يتنسم على ضوء الصباح
ارضي والنبي ويل الاجنبي * ديني او مذهبي * يامرني ان احمل السلاح
يدك يا اخي * يدك يا أخي * كم لك على جسمي وجسمك من جراح
ايمانك سلاح * ضامن بالنجاح * لا تحيا على الايام مقصوص الجناح
ان صاح النفير * كم حر الضمير* بايمشي مع الموكب على اذلاق الرماح
بـاتلقى السماء * في لون الدماء * يوم الدم يطير ملأ هذه البطاح
يالله ياشباب * آن الاكتتاب * ارضك ملك لك والمغتصب لازم يزاح
يالله الى الامام * بانحمي السلام * يالله نشعل الثوره كفى من قول اح


تحية وسلام من:

بلاد العرب أوطاني ... من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن ... إلى مصر فتطوان
فهبوا يا بني قومي ... إلى العلياء بالعلم
وغنوا يا بني أمي ... بلاد العرب أوطاني...


آح سقاها الله من أيام ومن ألحان
كان فيها ما كان
فيا رعا الله ذيّاك الزمان.


نجد الحسيني

صالح خمور
06-24-2010, 10:02 PM
شكرا لك اخي وفعلا تحيا الجزائر بغض النظر عن اي شي..