من السادة
07-16-2010, 05:40 AM
د.أحمد بن عبدالعزيز الحداد
كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
bism2
الاغتيالات السياسية والإجرامية كثيرة في عالم اليوم، وكل جريمة اغتيال تترك الأثر السيئ على وجه البسيطة، فتفسد ألق الحياة، وتقُض مضاجع الآمنين، وتعكر السلم الاجتماعي، وتجعل الحياة أشبه بحياة الحيوانات المفترسة التي يأكل قويها ضعيفها، ولعلها قد تكون معذورة إذا لم تجد ما تتغذى به وهي آكلة اللحوم. إلا أن اغتيال الحرية هو أشد وأنكى على قلوب بني البشرية، إلا أولئك الذين انسلخوا من بشريتهم قديماً، فكانوا قردة وخنازير، وهاهم يجترون هذه الصفة، استصحاباً لأصلهم الذي كانوا عليه، وقد كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق، فما بالك بالأولياء؟! إن اغتيال الأحرار الذين أبوا الظلم فعقدوا حلف الفضول لنصرة المظلوم، وإطعام الجائع وفك العاني، ليس بالأمر السهل على بني البشر، فقد أرق مشاعر الناس، وجعلهم سكارى من هول الصدمة، يود كل امرئ منهم أن لو فعل فعلاً لنصرتهم، فإذا لم يشف غيظه بفعلٍ ما؛ رأى نفسه أنه من الخوالف الذين عذرهم الله تعالى. إلا أن هذا الفعل لن يمر دون عقاب إلهي، فهو سبحانه بالمرصاد لمن عاث في الأرض فساداً، ومنع أقوات العباد، فالخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، كما ورد. ومفهوم المخالفة واضح، ومن كان مبغوضاً لمولاه فإنه وإن عتا وتجبر، وساعدته قوى الاستكبار في الأرض، فإنه لن يفلت من أخذ الله الأليم، وإن تمادى فذلك استدراج يعقبه البطش الشديد من الجبار الذي قال عن نفسه: {فَلا تَحْسَبَن اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِن اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}، وليست هذه تسلية للنفس فحسب، ولكنها سنة الله في الذين خلوا من قبل، فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته، فأين عنتريات الاتحاد السوفييتي، والمملكة التي لا تغيب عنها الشمس؟! وما شُذاذُ الآفاق منهم ببعيد.
أما أهل الأرض المباركة فهم وإن كتب عليهم الرباط واختارهم الله للابتلاء، إلا أن الله تعالى سيجعل لهم الفرج القريب {فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً}، عسى فرجٌ يأتي به الله، إنهأأأأ له كل يوم في خليقته أمر، وقد لا يكون الفرج بفتح المعابر، ولكن بصَحَل الحناجر، وتدفق الدموع على المحاجر ودعاء القلوب الكواسر التي لها عند الله شأن عظيم.
لقد مُنع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من الوصول إلى مكة وهو يسوق هديه ليعتمر وينحر، ويطعم البائس الفقير، والقانع و المعتر، وكان ذلك شاقاً على أصحابه، إلا أن الله تعالى جعل ذلك فتحاً مبيناً، فقد أدرك الناس تسلط القرية الظالمِ أهلُها، فدالت عليهم الدولة، وعرفوا عدالة الإسلام، فدخلوا في دين الله أفواجا، فبعد أن كانوا في عام الحديبية ،1400 وصلوا في عمرة القضية التي كانت بعد عام فقط إلى ،2000 ثم لم تمض بضعة أشهر حتى دخل مكة فاتحاً ومعه عشرة آلاف، وكان الفتح وانكشف الغطاءُ. وهكذا سيكون إن شاء الله تعالى مع من هم في أكناف بيت المقدس، وأساطيل الحرية والإنقاذ، فصبراً يا أهل غزة {فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}، وعسى من الله تعالى واجبة، وقد قال سبحانه: {عَسَى اللهُ أَنْ يَكُف بَأْسَ الذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَد بَأْسًا وَأَشَد تَنْكِيلا}. نعم هو أشد تنكيلاً ممن {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ الناسِ}، على أن صيغة التفضيل هنا ليست على بابها، بل هي من باب المقابلة فقط.
كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
bism2
الاغتيالات السياسية والإجرامية كثيرة في عالم اليوم، وكل جريمة اغتيال تترك الأثر السيئ على وجه البسيطة، فتفسد ألق الحياة، وتقُض مضاجع الآمنين، وتعكر السلم الاجتماعي، وتجعل الحياة أشبه بحياة الحيوانات المفترسة التي يأكل قويها ضعيفها، ولعلها قد تكون معذورة إذا لم تجد ما تتغذى به وهي آكلة اللحوم. إلا أن اغتيال الحرية هو أشد وأنكى على قلوب بني البشرية، إلا أولئك الذين انسلخوا من بشريتهم قديماً، فكانوا قردة وخنازير، وهاهم يجترون هذه الصفة، استصحاباً لأصلهم الذي كانوا عليه، وقد كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق، فما بالك بالأولياء؟! إن اغتيال الأحرار الذين أبوا الظلم فعقدوا حلف الفضول لنصرة المظلوم، وإطعام الجائع وفك العاني، ليس بالأمر السهل على بني البشر، فقد أرق مشاعر الناس، وجعلهم سكارى من هول الصدمة، يود كل امرئ منهم أن لو فعل فعلاً لنصرتهم، فإذا لم يشف غيظه بفعلٍ ما؛ رأى نفسه أنه من الخوالف الذين عذرهم الله تعالى. إلا أن هذا الفعل لن يمر دون عقاب إلهي، فهو سبحانه بالمرصاد لمن عاث في الأرض فساداً، ومنع أقوات العباد، فالخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، كما ورد. ومفهوم المخالفة واضح، ومن كان مبغوضاً لمولاه فإنه وإن عتا وتجبر، وساعدته قوى الاستكبار في الأرض، فإنه لن يفلت من أخذ الله الأليم، وإن تمادى فذلك استدراج يعقبه البطش الشديد من الجبار الذي قال عن نفسه: {فَلا تَحْسَبَن اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِن اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}، وليست هذه تسلية للنفس فحسب، ولكنها سنة الله في الذين خلوا من قبل، فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته، فأين عنتريات الاتحاد السوفييتي، والمملكة التي لا تغيب عنها الشمس؟! وما شُذاذُ الآفاق منهم ببعيد.
أما أهل الأرض المباركة فهم وإن كتب عليهم الرباط واختارهم الله للابتلاء، إلا أن الله تعالى سيجعل لهم الفرج القريب {فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً}، عسى فرجٌ يأتي به الله، إنهأأأأ له كل يوم في خليقته أمر، وقد لا يكون الفرج بفتح المعابر، ولكن بصَحَل الحناجر، وتدفق الدموع على المحاجر ودعاء القلوب الكواسر التي لها عند الله شأن عظيم.
لقد مُنع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من الوصول إلى مكة وهو يسوق هديه ليعتمر وينحر، ويطعم البائس الفقير، والقانع و المعتر، وكان ذلك شاقاً على أصحابه، إلا أن الله تعالى جعل ذلك فتحاً مبيناً، فقد أدرك الناس تسلط القرية الظالمِ أهلُها، فدالت عليهم الدولة، وعرفوا عدالة الإسلام، فدخلوا في دين الله أفواجا، فبعد أن كانوا في عام الحديبية ،1400 وصلوا في عمرة القضية التي كانت بعد عام فقط إلى ،2000 ثم لم تمض بضعة أشهر حتى دخل مكة فاتحاً ومعه عشرة آلاف، وكان الفتح وانكشف الغطاءُ. وهكذا سيكون إن شاء الله تعالى مع من هم في أكناف بيت المقدس، وأساطيل الحرية والإنقاذ، فصبراً يا أهل غزة {فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}، وعسى من الله تعالى واجبة، وقد قال سبحانه: {عَسَى اللهُ أَنْ يَكُف بَأْسَ الذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَد بَأْسًا وَأَشَد تَنْكِيلا}. نعم هو أشد تنكيلاً ممن {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ الناسِ}، على أن صيغة التفضيل هنا ليست على بابها، بل هي من باب المقابلة فقط.