المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما طبيعة العلاقة بين الصحابة وآل البيت


الموسطي
08-14-2010, 02:58 AM
لحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل في هذه الأمة من الصديقين والشهداء والصالحين ما نفتخر به على سائر الأنام.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
((يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1].
((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].
عباد الله: إن أول خلفاء الإسلام هو الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو أحد عظماء الإسلام، وهو صديق هذه الأمة.
لقبه بالصديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ففي حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فارتَجَّ بهم، فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان)، وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق؛ لأنه بادر إلى تصديق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو مِـحْجَن الثقفي:
سَبقتَ إلى الإسْلامِ واللهُ شاهدٌ وكنتَ جليسـاً في العريشِ لأَحمدِ
ولقب بالصاحب، لقبه به الله عز وجل في القرآن الكريم: ((إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)) [التوبة:40].
ولقبه الله بالأتقى فقال تعالى: ((وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى)) [الليل:17-18]، والأتقى هو أبو بكر رضي الله عنه كما ذكر المفسرون، ولُقِّب بالأواه، فعن إبراهيم النخعي قال: كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته، وكان له من الأولاد سته، ثلاث إناث وثلاثة ذكور.
سـُـمِّيتَ صِدِّيقاً وكلُّ مُهاجرٍ سواكَ تسمَّى بِاسمهِ غيرَ منكِرِ
كان أبو بكر في الجاهلية من وُجَهَاءِ قريش وأشرافهم، وأحد رؤسائهم، واشتهر عنه العلم بالأنساب والتجارة، وكانَ موضِع الأُلفَةِ بين قومه، ومَيل القلوب إليه، ولم يشرب خمراً في الجاهلية قط.
أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحمل الدعوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعلم منه أن الإسلام دين العمل والدعوة والجهاد، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً حتى يهبَ نفسه وما يملك لله رب العالمين.
وكان من ثمار دعوته رضي الله عنه دخولُ صفوة من خيرة الخلق في الإسلام بسببه، وهم: الزبير بن العوام، وعثمانُ بن عفَّان، وطلحةُ بن عبيد الله، وسعدُ بن أبي وقاص، وعثمانُ بن مظْعون، وأبو عبيدةَ بن الجرَّاح، وعبد الرحمن بن عَوف، وأبو سلمةَ الأسدي، والأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنهم.
ومع اهتمامه رضي الله عنه بدعوة الناس فقد اهتم بأهل بيته أيضاً، وقد كانت دعوته بالأخلاق والصفات الحميدة التي لابد منها فيمن يريد أن يدعو إلى الله.

الموسطي
08-14-2010, 03:00 AM
تابع

عباد الله! إن شخصية الصديق رضي الله عنه تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف رضي الله عنه بصفات القائد الرباني، وكان له رصيد من الفضائل.
منها: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نفعني مالٌ قط ما نفعني مال أبي بكر)، وسئل صلى الله عليه وآله وسلم: (أي الرجال أحب إليك؟ فقال: أبو بكر).
إن أبا بكر رضي الله عنه هو المساهم الفعلي والمشارك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع الوقائع والأحداث التي تعرض لها منذ البداية إلى النهاية، كيف لا وهو صاحبه وقرينه، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلاً)، وهو في صحيح البخاري أيضاً من حديث ابن الزبير وابن عباس.
قال الزمخشريُّ في الخصائص: «إن أبا بكر كان مضافاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الأبد؛ فإنه صحبه صغيراً، وأنفق ماله من أجل الإسلام كبيراً، وحمله إلى المدينة على راحلته وزاده، ولم يزل ينفق عليه ماله في حياته، وزوجه ابنته عائشة رضي الله عنها، وكانت البكر من نسائه، ولم يزل ملازماً له سفراً وحضراً، فلما توفي رضي الله عنه دفن بجواره»، قال الشاعر:
عَنِ المرءِ لا تَسألْ وسَلْ عنْ قرينِهِ فكلُّ قَرينٍ بالمقارنِ يُنسبُ
عباد الله! إن لأبي بكر الصديق مواقفَ تاريخية لا تنسى، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
هجرته رضي الله عنه إلى الله، فقد هاجر مع رفيقه ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، وقصة الغار معروفة، ومواقف أبي بكر مشهودة، كل ذلك في سبيل المحافظة على حياة رفيقه وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو بكر كما في الصحيحين: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في الغار: (لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأَبصَرنا، فيجيبه النبي بثقة واطمئنان: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)، فنزل في حق أبي بكر قوله تعالى: ((ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)) [التوبة:40]، وقد ذكر المفسرون أن المراد بالصاحب هنا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن مواقفه رضي الله عنه: إنفاق ماله في سبيل الله، وقد كان رأس مال أبي بكر عند إسلامه يبلغ أربعين ألف درهم، وهذا مال كبير بالنسبة لغيره من الأغنياء، فأنفقه كله في إرساء دعائم هذا الدين، ومن ذلك شراء كثير من العبيد والموالي الذين أسلموا وكانوا مستضعفين معذبين وإعتاقهم في سبيل الله، ومنهم بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد شهد رسول الله بهذا الإنفاق، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن أمنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخوةُ الإسلام).
أيها الناس! إن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن مجردَ صاحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تكن علاقته به كعلاقته ببقية أصحابه، بل لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينتصر لأبي بكر، ونهى الناس عن معارضته، حتى إنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لمن خالف أبا بكر رضي الله عنه يوماً: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبتَ، وقال أبو بكر: صدقتَ، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فما أوذي بعدها)، كما في صحيح البخاري، وفي هذا دلالة على مكانة الصديق الرفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم عند أصحابه.

الموسطي
08-14-2010, 03:01 AM
يها المسلمون! إننا نتحدث في هذه الخطبة عن سيرة أبي بكر سيرة مجملة، وإن كان كل حدث من سيرته يحتاج إلى وقفات للتأمل، وأخذ العبرة والموعظة منه، ففي عبادته وزهده وورعه وتقواه وإيمانه الشيء الكثير الذي لا يتسع مقام مثل هذا لذكرها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
عباد الله! لعلَّ الحسنَ البصريَّ رحمه الله قال الكلمات السابقة لما سمع من أخبار الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ونحن نقول: لقد كانت هذه الصفات منطبقة على الخلفاء الأربعة، فهم النبراسُ لمن أراد الخلافة الصحيحة، وكان على رأس هؤلاء خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكرنا في الخطبة الأولى بعض مواقفه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيا ترى ما هي مواقف هذا الصديق بعد وفاة صاحبه؟
والجواب ليس باليسير؛ فإن لأبي بكر الصديق مواقفَ جليلة ومشرِّفة، تدل على رسوخ يقينه وقوة إيمانه.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: «لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اضطرب المسلمون، فمنهم من دُهِش فَخُولط، ومنهم من قعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعُتقِل لسانُهُ فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية، كيف وهي قاصمة الظهر، ومصيبة العمر! فأما علي فاستخفى في بيت فاطمة، وأما عثمان فسكت، وأما عمر فانذهل من شدة الفزع حتى قال: (ما مات رسول الله، وإنما واعده ربه كما واعد موسى).
فسمع أبو بكر الصديق الخبر فأقبل ودخل المسجد، فلم يكلم الناس، فدخل بيت عائشة فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مغشّى بثوب حبرة، وكشف عن وجهه ثم أكب عليه فبكى وقبله ثم قال: بأبي أنت وأمي، ثم خرج أبو بكر إلى الناس وقال كلمته الشهيرة، التي تدل على الإيمان الذي لا يتصدع، ووقف وقفته الإيمانية الراسخة، قام رضي الله عنه وأرضاه خطيباً بعد أن حمد الله وأثنى عليه، فقال:
(أما بعد: فإنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا قوله تعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)) [آل عمران]، فنشج الناس يبكون) رواه البخاري.
وبهذه الكلمات القلائل، واستشهاد الصديق بالقرآن الكريم، خرج الناس من ذهولهم وحيرتهم، ورجعوا إلى فهمهم الصحيح رجوعاً جميلاً.. هذا هو أول مواقفه رضي الله عنه التي تدل على قوة قلبه ورسوخ يقينه.
وتأتي هذه المواقف لتوضح متابعته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد موته، فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجهز جيشاً، ثم يتوفاه الله عز وجل والجيش على بعد ثلاثة أميال من المدينة تقريباً، فاقترح بعض الصحابة أن يبقى الجيش في المدينة، واستأذن أسامة بأن يرجع بالجيش إلى المدينة خوفاً على أصل الإسلام من غدر المرتدين، ولكن انظر واسمع إلى جواب أبي بكر رضي الله عنه لموقف الصحابة من هذا الجيش، بعد أن أعطى فرصة لكل من يريد أن يأتي برأيه، وبعد أن استوضح منهم ما يريدون، أمر أن يفض الاجتماع، ثم دعاهم إلى اجتماع عام في المسجد، ثم وقف خطيباً في الصحابة قائلاً: (والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تخطَّفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).

الموسطي
08-14-2010, 03:02 AM
أخي المسلم! انظر إلى هذا الحب والإيمان والصدق الذي لدى الصديق حتى في أحلك الظروف.
رضي الله عنك يا أبا بكر.. إنها المتابعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثالث هذه المواقف علَّ بها يعتبر أقوام من المسلمين في تضييعهم الصلاة والزكاة، وعلّهم يتوبون إلى الله عز وجل، وهو ما صارت إليه أحوال بعض المسلمين بعد موته صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ارتدت أكثر قبائل العرب، واشرأبَّتْ أعناق أهل النفاق، ولا يشك أحد أن أقوى وأخطر الأزمات في تلك الأيام هي ردة العرب، فلولا عناية الله لهذه الدولة الناشئة، ثم حكمة أبي بكر الصديق، والعزيمة الكبرى التي بلغت قمتها حين أعلن أنه سيقود الجيش بنفسه لمواجهة فلول الردة، وأعداء الإسلام الجدد الذين كانوا يتربصون بالمدينة، وقال قولته المشهورة: (والله لو منعوني عِقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه)، وقال: (والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة)، لولا ذلك لكان من الأمور ما لا يحمد عقباه، ولكن الحمد لله الذي أحبط كيدهم على يد هذا الخليفة رضي الله عنه وأرضاه.
فأرسل الجيوش المنظمة للقضاء عليهم، ولْنُورِد هنا إحدى رسائله التي كتبها إلى أحد عماله، وهو المهاجرُ بن أبي أميَّةَ، والتي تدل على منتهى الحزم والصرامة التي كان عليها أبو بكر رضي الله عنه، وقد جاء فيها: (فإذا جاءك كتابي هذا فسر إليهن بخيلك ورجلك حتى تقطع أيديهن، فإن دفعك عنهن دافع فاعذر إليه باتخاذ الحجة عليه، وأعلمه عظيم ما دخل فيها من الإثم والعدوان، فإن رجع فاقبل منه، وإن أبى فنابذه على سواء، إن الله لا يهدي كيد الخائنين).
تأمل يا عبد الله! صدق عزيمة أبي بكر رضي الله عنه في الذود عن الإسلام، وأنه لن يسامح من يفرط في حقوق هذا الدين سواء كان له أو عليه.
والمواقف كثيرة كما أسلفت، ونكتفي بهذه النماذج، ثم نعود فنقول: إن أبا بكر لم يكن مجرد صاحب، بل كان أعظم صاحب، ولم يكن مجرد خليفة؛ بل كان أعظم الخلفاء، إنه الحارس الأمين لهذا الدين يوم أن ارتد من ارتد، وتخاذل من تخاذل، من أجل ذلك أثنى عليه الصحابة الأبرار وأهل البيت الأطهار.
ومن ذلك ما جاء عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر رضي الله عنه صعد المنبر ثم قال: (ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر)، وقال علي رضي الله عنه: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر)، وهو متواتر عنه، فقد خطب به علي رضي الله عنه على منبر الكوفة.
عباد الله! ونختم هذه الخطبة بمقال للإمام علي رضي الله عنه حين وفاة الصديق رضي الله عنهما، فعن أسيد بن صفوان رضي الله عنه قال: (لما قبض أبو بكر ارتجَّت المدينة بالبكاء كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجاء علي رضي الله عنه باكياً مسرعاً مسترجعاً وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر مسجى، فقال: رحمك الله يا أبا بكر! كنت إلفَ رسول الله وأنسَه وثقتَه، وموضع سره ومشاورته، كنتَ أولَ القوم إسلاماً، وأخلصَهم إيماناً، وأشدَّهم يقيناً، وأخوفَهم لله، وأعظمَهم عناءً في دين الله، وأحسنَهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوالف، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هدياً وسمتاً ورحمةً وفضلاً وخلقاً، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله والمسلمين خيراً، كنت عنده بمنزلة السمع والبصر، صدَّقته حين كذَّبه الناس، فسماك الله في التنزيل صديقاً، فقال: ((وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)) [الزمر:33]، وواسيته حين بخلوا، وقمت عند المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدائد أحسن صحبة، وخَلفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس... ثم قال بعدها وهي خطبة طويلة: رضينا بقضاء الله وسلمنا له أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبداً، كنت للدين حرزاً، فألحقك الله بنبيه، وجمع بينك وبينه، ولا حرمنا الله أجرك، ولا أضلنا بعدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون).
توفي رضي الله عنه يوم الإثنين ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاثَ عشرةَ للهجرة النبوية، وكان عمره ثلاثةً وستين عاماً، مثل عُمْرِ صاحبه صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير كما أمركم الله في كتابه، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وارض اللهم عن جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم إنا نحب نبيك محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر رضي الله عنه وجميع صحابته العظام، وأهل بيته الكرام، فاللهم اجمعنا معهم في دار كرامتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم نور على أهل القبور من المسلمين قبورهم، واغفر لهم، ويسر للأحياء أمورهم.
عباد الله! اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

الموسطي
08-14-2010, 03:03 AM
الموضوع منقول ...

الشيخ الولي
08-14-2010, 11:52 AM
بارك الله فيك
هذا الكلام سبحان الله ولاحد رد مافية فتنه وينكم ياعيالي

الموسطي
08-18-2010, 06:59 AM
تسلم على مرورك الكريم ....

وين البقه ....

الموسطي
08-18-2010, 07:40 AM
معاشر المسلمين! نقف معكم اليوم أمام علم من الأعلام، من أئمة الصحب الكرام، خاف منه الشيطان، وارتعد لرؤيته الهُرْمُزَان، وانتهت به دولة آلِ سَاسَان.
رجل يعرفه صبيان مسلمي الصين واليابان، وعجائز مسلمي أوروبا والأمريكان، وعامة المسلمين في كل مكان.
إنه عمر الفاروق الخليفة الراشد، والإمام المجاهد، والخاشع العابد، والورع الزاهد رضي الله عنه، الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: (إيه يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)، رواه البخاري ومسلم.
إنه الذي دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ربه أن يعز الإسلام به، وهو الذي بشره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة وهو يمشي على الأرض!
إنه عمر ومن يجهل عمر؟!

الموسطي
08-18-2010, 07:41 AM
تابع

جمع العظمة من أطرافها، فكان عظيم الفكر والخُلق والبيان، فإذا أحصيتَ عظماء الفقهاء والعلماء ألفيت عمر في الطليعة، فلو لم يكن له إلا فقهه لكان به عظيماً، وإن عددتَ الخطباء والبلغاء كان اسم عمر في أوائل الأسماء، وإن ذكرت عباقرة القواد العسكريين، أو كبار الإداريين الناجحين؛ وجدت عمر إماماً في كل جماعة، وعظيماً في كل طائفة، وإن استقريت العظماء الذين بنوا دولاً وتركوا في الأرض أثراً لم تكد تجد فيهم أجلّ من عمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، وهو فوق ذلك عظيم في أخلاقه، عظيم في نفسه.
إنه عمر الذي قال له علي رضي الله عنه: (لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أمير المؤمنين)؛ لأنهم كانوا لا يطيقون أن يفعلوا مثل فعله.
إنه عمر الذي أذل كسرى الفرس، وهرقل الروم، حتى قال عنه رُسْتم قائد الفرس: «قاتل الله عمر لقد أكل كبدي..».
إنه عمر الذي كانت جيوشه تُدِيل معالم الروم والفرس وتدكها دكاً، بينما هو يسير في طرقات المدينة لابساً ثوباً فيه إحدى وعشرون رقعة!! وَيُبْطِئُ عن المسلمين يوماً في صلاة الجمعة ثم يعتذر إليهم حين يصعد المنبر قائلاً: (حبسني قميصي هذا، لم يكن لي قميص غيره!).
خرج رضي الله عنه في سواد الليل فرآه طلحة رضي الله عنه، فذهب عمر فدخل بيتاً ثم دخل بيتاً آخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت، وإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: (ثكلتك أمك يا طلحة! أعثرات عمر تَتَتَبَّع؟!).
لله درك من إنسانٍ باهرٍ عظيم!
لا ينام إلا غباً، ولا يأكل إلا تقوتاً، ولا يلبس إلا خشناً، وكان عمر يقظان دائماً، كان ينعس وهو قاعد، فقيل له: يا أمير المؤمنين! ألا ترقد؟ فقال: (إن نمت بالنهار ضيعت مصالح الرعية، وإن نمت بالليل ضيعت حظي مع الله).

الموسطي
08-18-2010, 07:42 AM
تابع

خرج يوماً إلى السوق فرأى إبلاً سماناً، فقال: إبل من هذه؟ قالوا: إبل عبد الله بن عمر، قال: عبد الله بن عمر!! بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين، وأرسل في طلبه، فلما أتاه قال له: ما هذه الإبل يا عبد الله؟ فقال عبد الله: إنها إبل أَنضَاءُ اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى الحِمَى أتاجر فيها، وأبتغي ما يبتغي المسلمون، فقال عمر: ويقول الناس حين يرونها: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، وهكذا تسمن إبلك، ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين. ثم صاح به: يا عبد الله! خذ رأس مالك واجعل الربح في بيت مال المسلمين.
ويقول لأقاربه: (إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب، لمكانه مني، فمن شاء منكم فليتقدم، ومن شاء فليتأخر).
رضي الله عنك يا عمر، تحمِّل أهلك كل مغارم الحكم، وتحرمهم من كل مغانمه.
أيها المؤمنون! انظروا إلى مسئولية عمر رضي الله عنه تجاه مال المسلمين، وزهده في الدنيا.
قال عبد الله بن عامر بن ربيعة: (صحبت عمر بن الخطاب من المدينة إلى مكة في الحج، ثم رجعنا، فما ضُرب له فِسطاطٌ ولا خِباء، ولا كان له بناء يستظل به، إنما يُلقِي كساءً على شجرة فيستظل تحته).
وقال رضي الله عنه لبشار بن نمير: (كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ فقال بشار: خمسة عشر ديناراً، فقال: لقد أسرفنا في هذا المال)، لله دره! يذوق وَقْدَة الحر، وقَيظَ الرمال المستعرة، وينفق خلال رحلته كلها خمسة عشر ديناراً، ثم يقول: لقد أسرفنا، وتحت عتبة خزائنه وضعت أموال كسرى وقيصر!!
وذات يوم عدا وهرول وراء بعيرٍ أفلت، فلقيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له: (إلى أين يا أمير المؤمنين؟ فقال: بعير نَدَّ من إبل الصدقة أطلبُه، فقال علي: لقد أتعبت الخلفاء بعدك). ((تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)) [القصص:83].

الموسطي
08-18-2010, 07:43 AM
تابع

وكما كان الفاروق عمر يحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حباً عظيماً، حتى إنه ليحبه أكثر من نفسه كما جاء في الصحاح، فقد سرى هذا الحب وذلك الاحترام إلى آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم الكرام، فلقد كان عمر رضي الله عنه يتفقد أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويُجْزِل لهن العطاء، وكان لا يأكل طَريفَةً ولا فاكهة إلا جعل منها لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وآخر من يبعث إليهن حفصة، فإن كان نقصان كان في حقها.
كما كان عمر رضي الله عنه شديد الإكرام لعلي رضي الله عنه وأولاده، مؤثراً لهم على أولاده، فعن أبي جعفر أنه لما أراد أن يفرض للناس بعدما فتح عليه، جمع ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ابدأ بنفسك. فقال: لا والله، بالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفرض للعباس، ثم لعلي حتى والى بين خمس قبائل، حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب، فكتب من شهد بدراً من بني هاشم، ثم من شهد بدراً من بني أمية بن عبد شمس، ثم الأقرب فالأقرب، ففرض الأُعْطِيات لهم، وفرض للحسن والحسين لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولم يكن عمر رضي الله عنه يَبُتُّ برأي في مهمات الأمور قبل أن يستشير علياً رضي الله عنه، والذي كان يشير عليه بغاية من النصح ودافع من الإخلاص، ولما سافر إلى بيت المقدس استخلفه في جميع شئون الخلافة على المدينة، وقد تمثل مدى الانسجام والتضامن بينهما حينما زوجه علي رضي الله عنه من السيدة أم كلثوم بنت فاطمة رضي الله عنها، وسمى علي رضي الله عنه أحد أولاده باسمه، وآخر باسم أبي بكر، وثالثاً باسم عثمان.
ولا يسمي الإنسان أبناءه إلا بأحب الأسماء، وبمن يرى فيهم القدوة المثالية، ولقد استشار الفاروق عمر الإمام علياً رضي الله عنهما حين فتح المسلمون بيت المقدس، وحين فُتِحَتِ المدائنُ، وعندما أراد عمر التوجه إلى نَهاونْد، وقتال الفرس، وحين أراد أن يخرج لقتال الروم، وفي وضع التقويم الهجري.. وغير ذلك من الأمور.
وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنهما قال: قلتُ لأبي -علي بن أبي طالب رضي الله عنه -: (أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر)، حديث صحيح رواه البخاري وأبو داود.

الموسطي
08-18-2010, 07:44 AM
]تابع

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (بينا عمر رضوان الله عليه يَعِسُّ بالمدينة، إذ مر بِرَحَبةٍ من رِحَابِها، فإذا هو ببيت من شَعْرٍ لم يكن بالأمس، فدنا منه، فسمع أنين امرأة، ورأى رجلاً قاعداً، فدنا منه فسلّم عليه، ثم قال: من الرجل؟ قال: من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله، فقال: وما هذا الصوت الذي أسمعه في البيت؟ فقال: انطلق رحمك الله لحاجتك، قال: عليّ ذلك ما هو؟ قال: امرأة تَمخَّضُ، قال: هل عندها أحد؟ قال: لا. قال: فانطلق حتى أتى منزله، فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ قالت: ما هو؟ قال: امرأة غريبة تَمخَّض، ليس عندها أحد، قالت: نعم إن شئتَ، قال: فخذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخِرَقِ والدُّهْنِ، وجيئيني بَبُرْمَةٍ وشَحْمٍ وحُبُوب. قال: فجاءت به فقال لها: ادخلي إلى المرأة، وجاء حتى قعد إلى الرجل فقال له: أوقد لي ناراً. فأوقد تحت البرمة حتى أنضجها، وولدت المرأة، فقالت امرأته: يا أمير المؤمنين! بشر صاحبك بغلام، فلما سمع: (يا أمير المؤمنين) هابه، فجعل يتنحى عنه، فقال له: مكانك كما أنت، فحمل البرمة فوضعها على الباب، ثم قال: أشبعيها، ففعلت، ثم أخرجت البرمة فوضعتها على الباب، فقام عمر رضي الله عنه فأخذها فوضعها بين يدي الرجل فقال: كُلْ ويحك! فإنك قد سهرت الليل، ففعل، ثم قال لامرأته: اخرجي. وقال للرجل: إذا كان غداً فأتنا نأمر لك بما يصلحك. ففعل الرجل، فأجازه وأعطاه).
هذا هو عمر.. منارة الله في الدنيا، وهديته إلى الحياة.. على مائدة سيرته أطايب العظمة.[/SIZE]

الموسطي
08-18-2010, 07:45 AM
تابع

فمهما قيل في مناقب عمر، وأَثَرِ هذه المناقب على سيرة الدعوة الإسلامية، فإن أي مسلم لا يمكن أن يرقى إلى ما درجت عليه وما تسامت به من فضائل ومناقب، فهل ما نسطره أسطورة؟! بل لو كانت أسطورة لصعب تصديقها، ولكن عمر لم يكن أسطورة؛ بل كان حقيقة ملأت الزمان والمكان، وكان هدى من الله، وكان للمتقين إماماً.
وقد كان عمر رضي الله عنه سداً منيعاً، وحصناً حصيناً أمام الفتن، قال حذيفة رضي الله عنه: (كنا عند ابن الخطاب رضي الله عنه فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتنة... وفيه: قال حذيفة: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال: فيكسر الباب أو يفتح؟ قلت: لا، بل يكسر، قال: ذاك أحرى ألَّا يغلق أبداً حتى قيام الساعة. قال أبو وائل: وهل كان عمر يعلم من الباب؟ قال حذيفة: نعم، كما يعلم أن دون غدٍ الليلة! إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، قال أبو وائل: فهبنا أن نسأل حذيفة مَن الباب، فقلنا لمسروق: سل حذيفة من الباب؟ فقال مسروق لحذيفة: من الباب؟ قال حذيفة: هو عمر!!)، رواه البخاري في صحيحه.
ولما تقادم به العهد، وبعد أن حج آخر حجة له سنة (23هـ)، ولما نفر من مِنَى، أَناخَ بالأَبْطَحِ، فكوَّمَ كَوْمَةً من بطحاء، فألقى عليها طرف ثوبه، ثم استلقى عليها ورفع يديه إلى السماء وقال: (اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط)، ثم قدم المدينة.

الموسطي
08-18-2010, 07:46 AM
تابع

ولما قتل الفاروق عمر رضي الله عنه كان هول الفاجعة عظيماً على المسلمين، يقول ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عن ابن عباس وعن سائر آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه ما مر بملأ إلا وهم يبكون، وكأنهم فقدوا أبكار أولادهم).
حتى كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما يُذكَرُ له عمر يبكي حتى تبتل الحصى من دموعه، ثم يقول: (إن عمر كان حصناً للإسلام يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلما مات انثلم الحصن، فالناس يخرجون من الإسلام).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (وضع عمر على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلَّفْتُ أحداً أحب إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وَأَيمُ الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر)، رواه البخاري.
وقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كنت جاراً لعمر بن الخطاب، فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر، إن ليله صلاة، ونهاره صيام، وفي حاجات الناس).
وسئل علي بن الحسين عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومنزلتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (كمنزلتهما اليوم وهما ضجيعان).
فسلام الله عليك يا أبا حفص يوم ولدتَّ، ويوم متَّ، ويوم تبعث إن شاء الله حياً.

الموسطي
08-18-2010, 07:47 AM
منقول