مشاهدة النسخة كاملة : ومضى رمضان وسيعود ولكن هل سنعود نحن!!
ابونورا
09-08-2010, 12:31 AM
bism2
ومضى رمضان الليله تاركا وراءه قلوب أشتد شوقها اليه وهي تعلم علم اليقين أنه بعد عام واحد سيعود ببركتة ورحمته وخيره كما تعودنا ولكن هل نكون من العائدين للصيام به وهل سيمد الله بنا الأجل حتى ندركه العام القادم انشاء الله وهل أغتنمناه هذا العام كما يجب فهو فرصة وموسم للعمل الرابح والتجارة مع الله وفرصة لنيل الرحمه والمغفره والعتق من النار
صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال آمين آمين آمين فلما نزل سئل عن ذلك فقال أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين ورغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين هذا أو نحوه
فهل كنا لرمضان كما ينبغي أن نكون !!
وهل ادينا ماعلينا من فرائض وسنن ومستحبات كما يجب في هذا الشهر الكريم
طبعا كل منا يعلم بما في نفسه فمن أحسن فله جزاء الحسنى ومن أساء فلاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم فرصة وفاتت عليه ولا ندري أيدركها من اضاعاها هذا العام ام تسبق عليه شقوته ويمضي الي ربه وقد اضاع موسم الربح والفوز
الليله ختم القران الكريم واجهشت الناس بالبكاء من بلغ من السن عتيا بكى من حسرته وهو يتمني ان يدركه الاجل وقد ادرك رمضان ومن ومن كان فائز مقبولا اشتاقت نفسه لرمضان اخر يجد فيه العزم ليكسب المزيد من الاجر
نسأل الله العظيم رب البيت المعمور أن يعيد رمضان علينا وعلي اهلينا ووالدينا وزوجاتناوذرياتنا واخواتنا وذوي رحمنا والمسلمين اجمعين من وصانا واستوصانا بالدعاء ومن وصيناه واستوصيناه بالدعاء من المسلمين اجمعين
ولاتنسوا اخواني ان جوائز الصائمين توزع بعد صلاة العيد وخطبتها فالله الله بخطبة يوم العيد فلا نغادر موقع الصلاة الا وقد نزل الامام من علي المنبر حتي يتسنى لنا نيل الخير العميم والفضل من ذو الفضل والاكرام سبحانه وتعالي
وكل عام وحلان سقيفتنا الكرام بخير حال وعساكم جميع من عواده
ابونورا
نزيل المدينة المنورة النبويه علي ساكنها افضل الصلاة وأتم التسليم,
sallalah
من السادة
09-08-2010, 02:06 AM
bism2
وكل عام وحلان سقيفتنا الكرام بخير حال وعساكم جميع من عواده
ابونورا
نزيل المدينة المنورة النبويه علي ساكنها افضل الصلاة وأتم التسليم,sallalah
ومضى رمضان الليله تاركا وراءه قلوب أشتد شوقها اليه وهي تعلم علم اليقين أنه بعد عام واحد سيعود ببركتة ورحمته وخيره كما تعودنا ولكن هل نكون من العائدين للصيام به وهل سيمد الله بنا الأجل حتى ندركه العام القادم انشاء الله وهل أغتنمناه هذا العام كما يجب فهو فرصة وموسم للعمل الرابح والتجارة مع الله وفرصة لنيل الرحمه والمغفره والعتق من النار
صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال آمين آمين آمين فلما نزل سئل عن ذلك فقال أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين ورغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين هذا أو نحوه
فهل كنا لرمضان كما ينبغي أن نكون !!
وهل ادينا ماعلينا من فرائض وسنن ومستحبات كما يجب في هذا الشهر الكريم
طبعا كل منا يعلم بما في نفسه فمن أحسن فله جزاء الحسنى ومن أساء فلاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم فرصة وفاتت عليه ولا ندري أيدركها من اضاعاها هذا العام ام تسبق عليه شقوته ويمضي الي ربه وقد اضاع موسم الربح والفوز
الليله ختم القران الكريم واجهشت الناس بالبكاء من بلغ من السن عتيا بكى من حسرته وهو يتمني ان يدركه الاجل وقد ادرك رمضان ومن ومن كان فائز مقبولا اشتاقت نفسه لرمضان اخر يجد فيه العزم ليكسب المزيد من الاجر
نسأل الله العظيم رب البيت المعمور أن يعيد رمضان علينا وعلي اهلينا ووالدينا وزوجاتناوذرياتنا واخواتنا وذوي رحمنا والمسلمين اجمعين من وصانا واستوصانا بالدعاء ومن وصيناه واستوصيناه بالدعاء من المسلمين اجمعين
ولاتنسوا اخواني ان جوائز الصائمين توزع بعد صلاة العيد وخطبتها فالله الله بخطبة يوم العيد فلا نغادر موقع الصلاة الا وقد نزل الامام من علي المنبر حتي يتسنى لنا نيل الخير العميم والفضل من ذو الفضل والاكرام سبحانه وتعالي0
bism2
جزاك الله كل خير سيدي ابونورا
حقيقة انا حسرت كثير لعدم وجودي بين المصلين في الحرمين
اسال الله ان عاد في العمر بقية ان كون من الحاضرين0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
أخي ابو نورا أن من يقارن أحوال الناس في رمضان وبعد رمضان تتعجب حينما ترى الكسل والفتور عن الطاعة 0
و كأنهم يحكون أن العبادة لا تكون إلا في رمضان0
ما علموا أن الله سبحانه هو رب الشهور كلها 0
عساكم من عواده
ربي يحفظكم ويرعاكم
ادعولي أخي
الخليفي الهلالي
09-08-2010, 06:53 AM
نسئل الله ذلك يابونورا من يدري الأعمار بيد الله
كل عام والجميع بخير؛؛؛؛؛
ابونورا
09-08-2010, 05:05 PM
ومضى رمضان الليله تاركا وراءه قلوب أشتد شوقها اليه وهي تعلم علم اليقين أنه بعد عام واحد سيعود ببركتة ورحمته وخيره كما تعودنا ولكن هل نكون من العائدين للصيام به وهل سيمد الله بنا الأجل حتى ندركه العام القادم انشاء الله وهل أغتنمناه هذا العام كما يجب فهو فرصة وموسم للعمل الرابح والتجارة مع الله وفرصة لنيل الرحمه والمغفره والعتق من النار
صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال آمين آمين آمين فلما نزل سئل عن ذلك فقال أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين ورغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين هذا أو نحوه
فهل كنا لرمضان كما ينبغي أن نكون !!
وهل ادينا ماعلينا من فرائض وسنن ومستحبات كما يجب في هذا الشهر الكريم
طبعا كل منا يعلم بما في نفسه فمن أحسن فله جزاء الحسنى ومن أساء فلاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم فرصة وفاتت عليه ولا ندري أيدركها من اضاعاها هذا العام ام تسبق عليه شقوته ويمضي الي ربه وقد اضاع موسم الربح والفوز
الليله ختم القران الكريم واجهشت الناس بالبكاء من بلغ من السن عتيا بكى من حسرته وهو يتمني ان يدركه الاجل وقد ادرك رمضان ومن ومن كان فائز مقبولا اشتاقت نفسه لرمضان اخر يجد فيه العزم ليكسب المزيد من الاجر
نسأل الله العظيم رب البيت المعمور أن يعيد رمضان علينا وعلي اهلينا ووالدينا وزوجاتناوذرياتنا واخواتنا وذوي رحمنا والمسلمين اجمعين من وصانا واستوصانا بالدعاء ومن وصيناه واستوصيناه بالدعاء من المسلمين اجمعين
ولاتنسوا اخواني ان جوائز الصائمين توزع بعد صلاة العيد وخطبتها فالله الله بخطبة يوم العيد فلا نغادر موقع الصلاة الا وقد نزل الامام من علي المنبر حتي يتسنى لنا نيل الخير العميم والفضل من ذو الفضل والاكرام سبحانه وتعالي0
bism2
جزاك الله كل خير سيدي ابونورا
حقيقة انا حسرت كثير لعدم وجودي بين المصلين في الحرمين
اسال الله ان عاد في العمر بقية ان كون من الحاضرين0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
أخي ابو نورا أن من يقارن أحوال الناس في رمضان وبعد رمضان تتعجب حينما ترى الكسل والفتور عن الطاعة 0
و كأنهم يحكون أن العبادة لا تكون إلا في رمضان0
ما علموا أن الله سبحانه هو رب الشهور كلها 0
عساكم من عواده
ربي يحفظكم ويرعاكم
ادعولي أخي
bism2
المساجد كثيره بكل مكان والتراويح تقام باكثرها وكذا صلاة القيام والاجر والخير في مساجد الله جميعا
وان كانت للحرمين خاصية كونها اعظم مقدسات المسلمين فنسال الله لك تحقيق امنيتك بالصلاة بالحرمين انشاء الله
شكرا لمرورك
sallalah
ابونورا
09-08-2010, 05:06 PM
نسئل الله ذلك يابونورا من يدري الأعمار بيد الله
كل عام والجميع بخير؛؛؛؛؛
bism2
نعم
الأعمار بيد الله سبحانه وتعالي
ونتمنى جميعا طول العمر مع صلاح العمل ,
sallalah
عبيد سالم باحنان
09-08-2010, 09:43 PM
8 رمضان لم يمضي شهر رماضان الا وهوتارك الفتو حات والبطولات للمسلمين*الخروج لغزوة بدر:
في اليوم الثامن من رمضان في السنة الثانية تحرك النبي صلى الله عليه وسلم باتجاه قافلة قريش الكبيرة القادمة من الشام محملة بالأموال والأقوات.
قال في البدء والتاريخ (4/186) :
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لثمان خلون من شهر رمضان، وبعث بعدي بن أبي الزغباء وبسبس بن عمرو يتجسسان خبر أبي سفيان، فجاءا حتى نزلا ببدر فوجدا الخبر بأن العير ستقدم غدا أو بعد غد، فانصرفا بالخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وأقبل أبو سفيان حتى وقف على مناخهما ففتَّ أبعار بعيريهما فقال:
ـ علائف يثرب والله.!!
فانصرف وضرب وجه العير عن الطريق وساحَلَ به ، ونزل بدراً على سيارة (مر بسرعة) وأرسل إلى قريش :
ـ إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وقد نجاها الله فارجعوا .
فقال أبو جهل : لا نرجع والله حتى نرد بدراً ـ وكان موسماً من مواسم العرب ـ فنعكف عليها ، وننحر الجزور ، ونسقى الخمور وتعزف علينا القيان ، وتسمع العرب بنا وبمسيرنا هذا ، فلا يزالون يهابوننا أبداً.
فرجع طالب بن أبي طالب والأخنس بن شريق في مائة (من قريش) وسار الباقون وهم تسعمائة وخمسون رجلا من أشراف قريش وأعلام العرب ، حتى نزلوا بالعدوة القصوى من وادي بدر.
غزوة تبوك (العسرة) :
في الثامن من شهر رمضان 9هـ الموافق 18ديسمبر 630م كانت غزوة تبوك، وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة في الشهر نفسه بعد أن أيده الله تعالى فيها تأييدًا كبيرًا.
فبعد استقرار الوضع الداخليّ في مكّة ، توجّه النبي - صلى الله عليه وسلم – بالنظر إلى الخارج لإكمال مهمّة الدعوة والبلاغ ، خصوصاً وأنّ الأنباء كانت قد وصلت إليه أنّ الروم بدأت بحشد قوّاتها لغزو المسلمين ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يبادرهم بالخروج إليهم ، في غزوة عرفها التاريخ باسم " غزوة تبوك " .
وقد جاءت تسمية هذه الغزوة من " عين تبوك " التي مرّ بها المسلمون وهم في طريقهم إلى أرض الروم ، وسُمّيت أيضاً بــ" غزوة العسرة " لما اجتمع فيها من مظاهر الشدّة والعسرة، حيث حرارة الجوّ ، وندرة الماء ، وبعد المكان ، وفوق هذا وذاك كان المسلمون يعيشون حالة من الفقر وضيق الحال ، وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الحال في قوله تعالى : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة } ( التوبة : 117 ) .
ونظراً لتلك الظروف الصعبة ، استقرّ رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - على التصريح بجهة الغزو على غير عادته ، وذلك لإدراكه بعد المسافة وطبيعة العدوّ وحجم إمكاناته ، مما يُعطي الجيش الفرصة الكاملة لإعداد ما يلزم لهذا السفر الطويل ، إضافةً إلى إن وضع الدولة الإسلامية قد اختلف عن السابق ، حيث تمكّن المسلمون من السيطرة على مساحاتٍ كبيرةٍ من الجزيرة العربية ، ولم يعد من الصعب معرفة وجهتهم القادمة .
وهكذا أعلن النبي - صلى الله عليه وسلم - النفير ، وحث الناس على الإنفاق في سبيل الله قائلاً : ( من جهّز جيش العسرة فله الجنة ) رواه البخاري ، فاستجاب الصحابة لندائه ، وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء ، فأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فانطلق مسرعاً إلى بيته وأخذ ألف دينار ووضعها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتكفّل بثلاثمائة بعير بكامل عدّتها ، فاستبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - من فعله وقال : ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) رواه الترمذي .
وحاول عمر بن الخطاب أن يسبق أبا بكر فأتى بنصف ماله ، وإذا بأبي بكر رضي الله عنه يأتي بكل ما عنده دون أن يُبقي لأهله شيئاً ، فقال عمر رضي الله عنه : " والله لا أسابقك إلى شيء أبداً " .
وتصدّق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بألفي درهم ، إلى جانب الصدقات العظيمة التي قدّمها أغنياء الصحابة كالعباس بن عبد المطلب ، و طلحة بن عبيد الله ، و محمد بن مسلمة ، و عاصم بن عدي ، رضي الله عنهم أجمعين .
وكان لفقراء المسلمين نصيبٌ في الصدقة ، حيث قدّموا كل ما يملكون في سبيل الله مع قلّة ذات اليد ، فمنهم من أتى بصاعٍ من تمر ، ومنهم من جاءّ بنصف صاعٍ أو أقلّ .
ووقف علبة بن زيد رضي الله عنه ينظر إلى جموع المسلمين ، وهي تتسابق على الإنفاق والصدقة ، والحسرة تملأ فؤاده حيث لم يجد ما يتصدّق به ، فلما جاء الليل وقف يصلّي ويبكي ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: " اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ، ورغّبت فيه ، ثم لم تجعل عندي ما أتقوّى به مع رسولك ، وإني أتصدّق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض " ، وفي الصباح سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أين المتصدق هذه الليلة ؟ ) ، فلم يقم أحد ، فأعاد النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّة أخرى فلم يقم إليه أحد ، فشعر علبة رضي الله عنه أنه المقصود بذلك ، فقام وأخبره الخبر ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أبشر ، فوالذي نفس محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة ) .
واستغلّ المنافقون هذه المواقف المشرّفة للسخرية من صدقات الفقراء ، والتعريض بنوايا الأغنياء ، وقد كشف القرآن عن خباياهم فقال سبحانه : { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ، والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر اللّه منهم ولهم عذاب أليم } ( التوبة : 79 ) .
كما حاولوا أن يصدّوا الناس عن الخروج ، بالترهيب من لقاء العدوّ تارةً ، والترغيب في الجلوس والإخلاد إلى الراحة تارةً أخرى ، خصوصاً أن الغزوة كانت في وقت شدّة الحرّ وطيب الثمر .
ولم يتوقّف كيد المنافقين عند هذا الحدّ ، بل قاموا ببناء مسجد في أطراف المدينة ليكون مقرّاً لهم ، يدّبرون فيه المؤامرات للقضاء على الإسلام وأهله ، وطلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلّي فيه كنوعٍ من التمويه والخداع ، لكنّ الله بيّن لنبيّه حقيقة نواياهم ، ونهاه عن الصلاة في مسجدهم .
واجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثون ألف مقاتل من المهاجرين والأنصار وغيرهم من أبناء القبائل العربيّة ، ودفع باللواء إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وقام بتقسيم الجيش إلى عددٍ من الألوية ، وعيّن على كلٍ منها قائداً ، ثم استخلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقوم برعاية أهله , فشقّ عليه أن تفوته هذه الغزوة ، فذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في الخروج ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ ، غير أنه لا نبي بعدي ) رواه البخاري .
وجاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلبون منه أن يعينهم بحملهم إلى الجهاد ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يعتذر بأنّه لا يجد ما يحملهم عليه من الدوابّ ، فانصرفوا وقد فاضت أعينهم أسفاً على ما فاتهم من شرف الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخلّد الله ذكرهم إلى يوم القيامة ، وأنزل فيهم قوله: { ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون } ( التوبة : 91 – 92 ) ، وكانت رغبتهم الصادقة في الخروج سبباً لأن يكتب الله لهم الأجر كاملاً ، فقد جاء في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ؛ حبسهم العذر ) .
أما المنافقون فقد تخلّف معظمهم عن الغزو ، وقاموا بادّعاء الأعذار الكاذبة ، فمنهم من اعتذر بعدم القدرة على السفر ، ومنهم من اعتذر بقلّة المتاع ،ومنهم من اعتذر بشدّة الحرّ ، ومنهم من اعتذر بإعجابه بالنساء ، وخوف الفتنة بنساء الروم ، فقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - أعذارهم ، وأنزل الله آياتٍ في سورة التوبة تفضح أمرهم ، وتكشف حقيقة كذبهم ، وتنذرهم بالعذاب الأليم .
وانطلق الجيش بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو الشمال ، وفي الطريق مرّوا على ديار ثمود ، فسارع بعض المسلمين ليروا مساكنهم ، ويقفوا على آثارهم ، وبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس ثم قال لهم : ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، إلا أن تكونوا باكين ؛ حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) ، ثم أمرهم بالإسراع في الخروج ، فأخبره الصحابة أن بعضهم قد تزوّدوا بالماء للشرب وصنع العجين ، فأمرهم بإراقة ذلك الماء ، وإطعام العجين للدواب ، إلا أنه استثنى ما أخذوه من بئر ناقة صالح عليه السلام .
وبدأت المعاناة بسبب نقص المياه ، وشدّة الحرارة ، وقلّة الرواحل ، حتى إن البعير الواحد كان يتناوب عليه الجماعة من الرجال ، واضطرّ بعضهم إلى أكل أوراق الشجر ونحر الإبل ليشربوا ما في بطونها ، وبعد أن بلغ بهم الجهد مبلغاً عظيماً شكوا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فدعا ربّه بنزول المطر ، ولم يكد ينتهي من دعائه حتى أمطرت السماء وارتوى الناس ، وكانت هذه المعجزة تثبيتاً للمؤمنين وتخفيفاً لمعاناتهم .
وكان أبو ذرّ الغفاري رضي الله عنه قد تأخّر عن الجيش ، فبحث عن راحلةٍ تمكّنه من اللحاق بهم ، فلم يجد سوى راحلةٍ هزيلة ، فلما أبطأت به وخشي أن يتأخّر ، أخذ متاعه وحمله على ظهره ، ومشى على قدميه حتى اقترب من الجيش ، فرآه أحد الصحابة فقال : " يا رسول الله ، هذا رجلٌ يمشي على الطريق " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( كن أبا ذر ) ، فلمّا تأمّله القوم قالوا : " يا رسول الله ، هو والله أبو ذرّ " ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويُبعث وحده ) رواه الحاكم .
وكان ممن تخلف عن الغزو في أوّل الأمر ، أبو خيثمة الأنصاري رضي الله عنه ، حيث لم يستطع أن يحمل نفسه على الخروج ، وفي يومٍ من الأيام دخل بستاناً له ، ورأى زوجتيه وهما يعدّان له المكان الظليل والماء البارد ، فاستيقظ ضميره ، وعاتب نفسه ، كيف يجلس في الظلّ والنعيم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعاني شدّة الحرّ ومشقّة الطريق ؟ ، فندم وأخذ سلاحه وركب دابّته، حتى أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبوك ، وذهب إليه معتذراً , فعاتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما كان منه ، ثم عفا عنه ودعا له بخيرٍ .
وعندما وصل الجيش إلى تبوك ، لم يجدوا أثراً للروم أو القبائل الموالية ، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سريّةً بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى دومة الجندل ، وغنموا عدداً كبيراً من المتاع والأنعام ، واستطاعوا أن يأسروا ملكها " أكيدر بن كندة " ، وأتوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فصالحه على دفع الجزية ، ثم أطلق سراحه .
ومكث النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبوك عشرين يوماً ، يستقبل الوفود التي جاءت للمصالحة ودفع الجزية من أهل " جرباء وأذرح "وغيرهما ، وكان منهم وفد ملك " أيلة " الذي بعث بهديّةٍ من كساء وبغلة بيضاء ، فقبلها النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبعد أن تحقّق المقصود من الغزو ، عاد الجيش الإسلاميّ إلى المدينة ، فلما اقترب منها خرجت جموع النساء والأطفال لاستقبال النبي - صلى الله عليه وسلم - والاطمئنان على سلامته ، ثم توجّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مسجده وصلّى فيه ركعتين ، ثم جلس مع الناس ، وجاءه المنافقون يعتذرون إليه ، فقبل أعذارهم وأوكل سرائرهم إلى الله ، وحضر إليه الثلاثة الذين خُلّفوا عن المعركة فلم يقبل أعذارهم ، ونهى الناس عن مخالطتهم والكلام معهم ، حتى أنزل الله توبتهم .
هذه هي أحداث آخر غزوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، استطاع من خلالها إسقاط هيبة الروم ، وتوطيد سلطان الإسلام في الجزيرة ، وإيصال رسالة إلى قبائل العرب بمقدار القوّة التي بلغها المسلمون ، الأمر الذي كان له أعظم الأثر في استجابتهم لدعوة الحق وقبولهم للإسلام بعد ذلك .
عرس المأمون على بوران:
وفي اليوم الثامن من رمضان سنة 210هـ بدأت مراسم وحفلات عرس لم تشهد الدنيا له مثيلاً من قبل !!! إنه حفل زواج الخليفة العباسي المأمون ببوران بنت وزيره الحسن بن سهل ، الذي سارت بذكره الركبان واعتبر أحد الأعراس التاريخية النادرة.
قال الطبري (5/172) وابن الجوزي (المنتظم 10/216) وفي هذه السنة بنى المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل ، وقد شخص المأمون من بغداد إلى معسكر الحسن بن سهل بفم الصلح راكبا زورقاً ، حتى أرسى على باب الحسن وكان العباس بن المأمون قد تقدم أباه على الظهر (الخيل) فتلقاه الحسن خارجاً عسكره في موضع قد اتخذ له على شاطىء دجلة بني له فيه جوسق (قاعة) فلما عاين ابنُ الخليفة العباسُ بن المأمون الوزيرَ الحسن بن سهل ثنى رجله لينزل عن دابته ، فقال له الحسن:
ـ بحق أمير المؤمنين لا تنزل . واعتنقه وهو راكب.
ووافى المأمون بعد ذلك وقت العشاء ، فلما كان في الليلة الثالثة دخل على بوران وابتنى بها ليلته ، ونثرت عليه جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب ، وأوقد في تلك الليلة شمعة عنبر فيها أربعون منّا في تور ذهب ، وأقام المأمون عند الحسن سبعة عشر يوما يعد كل يوم يوم ولجميع من معه جميع ما يحتاج إليه. وخلع الحسن والد بوران على القواد على مراتبهم، وحَمَلهم ووصلهم ، وكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم .
نزول الملك الظاهر بيبرس على صفد:
وجاء في شذرات الذهب (3/314) في حوادث سنة 664هـ
ـ فيها غزا الملك الظاهر (بيبرس) وبث جيوشه بالسواحل (وهو يطارد فلول الغزاة الصليبيين في فلسطين) فأغاروا على بلاد عكا وصور وحصن الأكراد ، ثم نزل على صفد في ثامن رمضان ، وأخذت في أربعين يوماً بخديعة ، ثم ضربت رقاب مائتين من فرسان الغزاة، وقد استشهد على صفد خلق كثير من المسلمين.
وفاة محدث الأندلس بن بشكوال:
وفي سنة 578هـ (شذرات الذهب 2/262) توفي أبو القاسم بن بشكوال الأنصاري القرطبي الحافظ محدث الأندلس ومؤرخها ومسندها
سمع أبا محمد بن عتاب وأبا بحر بن العاص وطبقتهما ، وأجاز له أبو علي الصدفي وسمع العالي والنازل ، وكان سليم الصدر كثير التواضع.
ألف ابن بشكوال خمسين تأليفا في أنواع العلوم منها : الحكايات المستغربة ، وغوامض الأسماء المبهمة، ومعرفة العلماء الأفاضل ، والقربة إلى الله بالصلاة على النبي ، وجزءً ذكر من روى الموطأ عن مالك رتبهم على حروف المعجم فبلغوا ثلاثة وسبعين رجلاً.
وله كتاب المستعينين عند المهمات والحاجات وما يسر الله لهم من الإجابات
ولي قضاء بعض جهات أشبيلية ، ثم ترك القضاء لإسماع العلم، توفي يوم الثامن من رمضان وله أربع وثمانون سنة.
وفاة عبد العزيز الأنصاري الحموي أديب ذكي:
وفي عام 662 (شذرات الذهب 3/309) توفي شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري الدمشقي ثم الحموي الشافعي الأديب ، ولد بدمشق سنة 586 وكان مفرط الذكاء له محفوظات كثيرة وفضائل شهيرة وحرمة وجلالة ، لين الجانب ، يكرم من يعرف ومن لا يعرف .
مات يحماه ودفن بظاهرها في ثامن رمضان في تربة كان أعدها له.
ومن بديع شعره:
سبى فؤادي فتّانُ الجمال إذا طلبت شِبْهاً له في الناس لم أصب
قرأت خط عذاريه فأطمعني بواو عطفٍ ووصلٍ منه عن كثبِ
وأعربت لي نون الصدغ معجمة بالحال عن نجح مقصودي ومطلبي
حتى رنا فسبت قلبي لواحظه والسيف أصدق أنباء من الكتب
دخول القاضي الملكي ابن عسكر مصر:
وينقل لنا ابن كثير (البداية 14/262) أنه في صبيحة يوم الاربعاء ثامن شهر رمضان سنة 759 دخل القاضي المالكي من الديار المصرية (أي وصل إلى دمشق أول تعيينه) فلبس الخلعة السلطانية يومئذ ، ودخل المقصورة من الجامع الأموي ،وقرئ تقليده هناك بحضرة القضاة والأعيان قرأه الشيخ نور الدين بن الصارم المحدث.
وهذا القاضي المالكي هو شرف الدين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عسكر العراقي البغدادي ، قدم دمشق مراراً ، ثم استوطن الديار المصرية بعدما حكم ببغداد نيابة عن قطب الدين الأخوي، ودرس بالمستنصرية (ببغداد) بعد أبيه، وحكم بدمياط أيضاً، ثم نقل إلى قضاء المالكية بدمشق.
ولادة الخليفة العباسي المقتدر:
وممن ولد في الثامن من رمضان الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد الذي تولى الخلافة بعد المكتفي.
ولد في عام 282هـ يوم الثامن من رمضان ، وتولى الخلافة سنة 295 وعمره ثلاث عشرة سنة ، وكثر كلام الناس فيه ، واستصغره وزيره ابن الفرات وكاد أن يطيح به لولا أن الموت داهمه وتم أمر المقتدر (الكامل 6/439).
وصول صلاح الدين إلى مخيمه حول القدس:
وفي الثامن من رمضان وصل صلاح الدين الأيوبي إلى مخيمه حول القدس بعد أن اضطره ضعف رجاله إلى القيام بعمل لم يكن يرغب فيه، وهو تخريب مدينة عسقلان بأكملها ، بعد أن أصحبت هدفاً سهلاً للفرنجة، وعجز جيشه عن حمايتها.
يقول ابن الأثير (الكامل 10/209) أمر بتخريبها وألقيت حجارتها في البحر، وهلك فيها من الأموال والذخائر التي للسلطان والرعية مالا يمكن حصره، وعفى أثرها حتى لا يبقى للفرنج في قصدها مطعم.
الانتصار على الدولة الغزنوية:
في8 من رمضان 431 هـ الموافق 23 مايو 1040 م : انتصر السلطان السلجوقي طغرل بك على جيش الدولة الغزنوية في معركة دندانكان، ويستولي على خراسان، ويجبر الغزنويين على الاعتراف بالدولة السلجوقية كأكبر وأقوى دولة في المنطقة.
أقام السلاجقة في النصف الأول من القرن الخامس الهجري دولة قوية في خراسان وبلاد ما وراء النهر، وأعلنوا تبعيتهم للخلافة العباسية في بغداد، ولم تلبث هذه الدولة الفتية أن اتسعت بسرعة هائلة وتمكنت من بسط سيطرتها على إيران والعراق، وتوج "طغرل بك" إنجازاته العسكرية بدخول عاصمة الخلافة في (25 من رمضان 447هـ= 23 من ديسمبر 1055م)، معلنًا عصرًا جديدًا لدولة الخلافة العباسية، أطلق عليه المؤرخون عصر نفوذ السلاجقة؛ حيث كانت بيدهم مقاليد الأمور، ولم يبق للخليفة العباسي سوى بعض المظاهر والرسوم.
يعد طغرل بك، المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة، التي نشأت على يديه، ومدت سلطانها تحت سمعه وبصره حتى صارت أكبر قوة في العالم الإسلامي، وتُوفي سنة (455هـ= 1063م) دون أن يترك ولدًا يخلفه على الحكم، فشب صراع على السلطة حسمه ابن أخيه ألب أرسلان لصالحه، بمساعدة وزيره النابه نظام الملك.
وكان ألب أرسلان امتدادًا لعمه طغرل في القدرة والكفاءة والمهارة والقيادة، فحافظ على ممتلكات دولته، ووسع حدودها على حساب الأقاليم المسيحية للأرمن وبلاد الروم، وتوَّج جهوده في هذه الجبهة بانتصاره الرائع على قيصر الروم في معركة "ملاذكرد" في (ذي القعدة 463هـ= أغسطس 1071م) بعد أن سحق الجيش الرومي سحقًا تامًا، ووقع القيصر أسيرًا، ولم يخلص نفسه إلا بفدية كبيرة قدرها مليون ونصف من الدينارات، وعقد الروم صلحًا مع السلاجقة مدته خمسون عامًا، واعترفوا بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلاد الروم.
ولم يهنأ ألب أرسلان كثيرًا بما حققه من نصر عظيم ويجنِ ثماره، ويواصل فتوحاته، فقد قُتل بعد عام وبضعة أشهر من فوزه العظيم على يد أحد الثائرين عليه، وهو في الرابعة والأربعين من عمره، في (10 من ربيع الأول 465هـ= 29 من نوفمبر 1072م)، وخلفه ابن ملكشاه.
ولاية ملكشاه
ولي ملكشاه السلطنة بعهد من أبيه، وتولى الوزير نظام الملك أخذ البيعة له، وأقره الخليفة العباسي "القائم بأمر الله" على السلطنة، ولم يكتف ملكشاه بإقراره نظام الملك في الوزارة كما كان في عهد أبيه، بل زاده بأن جعل تدبير الأمور في يديه، وفوَّضه في إدارة الدولة لما يعلم من قدرته وكفاءته، ولقبه ألقابًا كثيرة، أشهرها لقب "أتابك" الذي يعني الأمير الوالد، وكان نظام الملك هو أول من أُطلق عليه هذا اللقب.
فتوحات..
وما كاد الأمر يستقر لملكشاه حتى انصرف إلى إكمال ما بدأه أبوه من الفتوح، وبسط نفوذ دولة السلاجقة حتى تشمل جميع أنحاء العالم الإسلامي، فولَّى وجهه أولاً شطر بلاد الشام، وكان قد دخلها في عهد أبيه حتى وصل إلى بيت المقدس عام (463هـ= 1070م)، واستطاع أن يضم إلى دولته معظم بلاد الشام، وأرسل جيشًا للاستيلاء على مصر، فتوغل في أراضيها حتى بلغ القاهرة وحاصرها، غير أنه فشل في فتحها، لاستماتة الفاطميين في الدفاع عنها، وارتد راجعًا إلى الشام، ولم يفكر في غزو مصر مرة أخرى.
وحرص ملكشاه على تأمين بلاد الشام بعد انتزاعها من الفاطميين، فأسند حكمها إلى أخيه تاج الدين تتش في سنة (470هـ= 1077م)، وفوّضه فتح ما يستطيع فتحه من البلاد المجاورة وضمها إلى سلطان السلاجقة.
وفي الوقت نفسه عين سليمان بن قتلمش على البلاد التي فتحها السلاجقة في آسيا الصغرى، ويعد سليمان هذا المؤسس الحقيقي لدولة سلاجقة الروم، التي شاء لها القدر أن تكون أطول عمرًا من الدولة الأم، فقد ظلت تحكم حتى عام ( 700 هـ= 1300م)، وقد نجح سليمان في فتح أنطاكية عام (477هـ= 1084م) وهي من بلاد الشام، لكنها كانت تحت حكم الروم منذ عام (358هـ).
وبعد أن فرغ "ملكشاه" من إقرار الأمن وبسط النفوذ في الجزء الغربي من دولته رحل إلى بغداد، حيث توطدت عرى الصداقة بينه وبين الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله بعد أن تزوج ابنة ملكشاه في سنة (480هـ= 1087م)، فازداد نفوذ السلاجقة قوة واستقرارًا.
ثم تهيأت الفرصة لملكشاه أن يخضع إقليم ما وراء النهر، فانتهزها على الفور، وتجاوزه إلى إقليم "كاشغر" حيث خضع له واليه، وبذلك بلغ ملك السلاجقة أقصى اتساعه، فشمل حدود الهند شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا، وضم تحت لوائه أقاليم ما وراء النهر وإيران وآسيا الصغرى والعراق والشام، وبلغ من نفوذ الدولة وقوتها أن ظل قياصرة الروم يقدمون الجزية المفروضة عليهم بعد معركة ملاذكرد إلى ملكشاه كل عام دون إخلاف أو تسويف.
ملكشاه ونظام الملك
ارتبط نجاح ملكشاه في سياسة الدولة بوزيره "نظام الملك" الذي كان له أثر لا يُغفل ويد لا تُنسى في ازدياد قوة الدولة السلجوقية، واتساع نفوذها، وازدهار حركاتها الثقافية، واستطاع بحسن سياسته، ورجاحة عقلة أن يجعل الأمور منتظمة في جميع أنحاء الدولة، وأن يوجه سياسة السلاجقة نحو الثغور الإسلامية المتاخمة للروم، وهو ما أكسب السلاجقة احترام المسلمين وتقديرهم، وبث الهيبة في نفوس أعدائهم.
وقد وضع هذا الوزير النابه كتابًا عظيمًا في تدبير الملك سماه "سياست نامه" ضمنه آراءه في السياسة والحكم، وكيفية إدارة البلادة وتنظيم شئون الحكم.
وشجّع نظام الملك على تعمير المدن وإصلاح البلاد، وشيد كثيرًا من المساجد والمدارس، وخلف كثيرًا من الأبنية والآثار العظيمة في بغداد وأصفهان، كما كان خيّرًا عادلاً، أقر الأمن والنظام في جميع البلاد الخاضعة للسلاجقة.
المدارس النظامية
كان نظام الملك عالمًا أديبًا، محبًا لنشر العلم والثقافة، أنشأ كثيرًا من المدارس التي حملت اسمه، فعرفت بالمدارس النظامية، وكان الهدف من إنشائها مواجهة الدعوة الشيعية التي ذاعت بعد قيام الدولة الفاطمية، وقد انتشرت هذه المدارس في بغداد ونيسابور وطوس وهراة وأصفهان وغيرها من البلاد، غير أن أشهرها "نظامية بغداد" التي تخير نظام الملك لها مشاهير الفكر والثقافة وكبار أئمة العلم للتدريس فيها، مثل: حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، صاحب كتاب إحياء علوم الدين، الذي فوّض إليه نظام الملك مهمة التدريس في المدرسة النظامية في بغداد ونيسابور التي كان يدرّس فيها أبو المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين، وكان الوزير ينفق في كل سنة على أصحاب المدارس والفقهاء والعلماء ثلاثمائة ألف دينار.
وفاة ملكشاه
ظل ملكشاه عشرين عامًا يعمل دون ملل حتى بلغ بالدولة السلجوقية إلى ما بلغت من القوة والازدهار، حتى وصف بأنه أعظم سلاطين السلاجقة، وأحسنهم سيرة، وأعدلهم حكمًا، وأسخاهم يدًا، وأبذلهم في الإنفاق على وجوه الخير، حتى تُوفي في (15 من شوال 485هـ= 18 من نوفمبر 1092م)، وكان قد سبقه إلى ربه بخمسة وثلاثين يومًا وزيره النابغة "نظام الملك".
من مصادر الدراسة:
• در الدين الحسيني: أخبار الدولة السلجوقية ـ تحقيق محمد إقبال ـ لاهور ـ 1933م.
• عبد المنعم محمد حسنين: إيران والعراق في العصر السلجوقي ـ دار الكتب الإسلامية ـ القاهرة ـ 1402 هـ= 1982م.
• عصام عبد الرؤوف الفقي: الدول الإسلامية المستقلة في الشرق ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1987م.
• حسن أحمد محمود وأحمد إبراهيم الشريف: العالم الإسلامي في العصر العباسي ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ 1977م.
• حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلامي الديني والسياسي والثقافي ـ دار الجبل ـ بيروت ـ 1991م.
السلطان ألب أرسلان يتحمل الولاية:
في 8 من رمضان 455هـ الموافق 4 من سبتمبر 1036م : بداية ولاية السلطان السلجوقي "ألب أرسلان"، بعد وفاة عمه السلطان "طغرل بك" المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة، ويعد ألب أرسلان من كبار رجال التاريخ، وصاحب الانتصار الخالد على الروم في معركة "ملاذ كرد".
كان ألب أرسلان قائدًا بارزًا ماهرًا متلهفًا للجهاد، لا يستقر أبدًا في عاصمة دولته «الري» بل دائمًا يتحرك من كان لآخر، لتثبيت أركان حكمه في الأقاليم التابعة للسلاجقة قبل التطلع لفتح أخرى جديدة، وكان محبًا لنشر الإسلام بين قبائل الأتراك وبلاد الأرمن والروم، وأكسب كل حروبه الصفة الإسلامية الخالصة، ففتح بلاد كبيرة مثل بلاد الكرج «جوجيا الآن».
كان ألب أرسلان صاحب عقيدة صحيحة كباقي السلاجقة شديد البغض للبدع خاصة بدع الروافض لذلك عمل بكل قوته لإسقاط الدولة الفاطمية العبيدية بمصر والشام، وأعاد الخطبة والدعاء للخليفة العباسي بالحرمين والشام وأعاد الأذان الشرعي بدلاً من الآذان البدعي «حي على خير العمل».
أما أعظم أعماله وهو انتصاره الأروع في معركة ملازكرد على جحافل الدولة البيزنطية بقيادة «رومانوس الرابع» إمبراطور الروم وذلك سنة 463هـ ـ 1070م، وقد تسببت هذه المعركة في تغيير خريطة العالم القديم وتعتبر من المواقف الحاسمة في تاريخ البشرية عامة وتاريخ العلاقة بين المسلمين والنصارى خاصة.
مع شدته وقوته واعتنائه الدائم بالجهاد والجيوش إلا إنه كان رحيم القلب، رفيقًا بالفقراء وكثير الدعاء بدوام ما أنعم الله عليه وكان يتصدق في رمضان بخمسة عشر ألف دينار، وكان وزيره «نظام الملك» خير معين له في حكمه وجهاد.
وقد قتل هذا السلطان العظيم على يد أحد الخارجين عليه واسمه «يوسف الخوارزمي» وذلك في يوم السبت 10 ربيع أول 29/11/1072، وهكذا نرى دائمًا أصابع الغدر والخيانة تغتال أبطال وقادة المسلمين، لتقضي على حكم المسلمين بالتقدم والسيادة.
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir