من السادة
09-13-2010, 08:41 AM
حرق القرآن
المصدر: خليل قنديل
الكنيسة المعمدانية في ولاية فلوريدا الأميركية، التي يرأسها القس المغمور جونز، ولها من الرعية الكنسية ما لا يزيد على 50 تابعاً، استطاعت أن تدير رأس العالم خلال الأسابيع الفائتة، بإعلانها أنها تعتزم إحراق القرآن في احتفال ديني معلن في الحادي عشر من سبتمبر الجاري، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة لتفجير برجي نيويورك.
إن إدارة رأس العالم باتجاه قس مغمور هو وكنيسته، وجعل القس جونز يتلقى استجداءات من قبل الرئيس الأميركي أوباما والبيت الأبيض وقادة حلف «الناتو»، ومن الفاتيكان وبقية القيادات الكنسية في العالم، كل هذا يدلل على أن العالم بدأ يغرق في صبيانية إعلامية قادرة على تفجير التوتر وربما الحرب العالمية الرابعة، بسبب أن هذه «الميديا» أخذت على عاتقها ضخ السمنة والتوريم في أي خبر يتعلق بالمحرم والمقدس الإسلامي.
فهذا الإعلام الذي أنهض عدوانيته الثاوية في الوجدان الجمعي الأميركي خصوصا والغربي عموما، منذ أن أعلن الرئيس الأميركي السابق بوش الابن الحرب على الإرهاب، إثر تفجير برجي نيويورك، بدأ من ذلك الوقت في استدراج الخبر الذي يخص المقدس الإسلامي والاعتداء عليه، بالعمل على توسيع مساحته ونشره.
إن الخبر الذي صار بإمكان «الميديا» العالمية عولمته أخذ يشكل حافزاً عدوانياً ضد الإسلام وضد المسلمين عموما، ويجلب معه حركات مسيحية يمينية متطرفة، صارت لها مساحة عدوانية على أرض الواقع، وصارت البرلمانات الغربية تهتم بتشريعات جديدة تخص تحريم نقاب المرأة المسلمة، وتخص التصويت برلمانياً على العمارة المسجدية ومنع ارتفاع المئذنة معمارياً.
ويحق لنا أن نستهجن تلك الاستجابة العالمية السريعة لكتب يمكن اعتبارها رثة فكرياً، مثل كتاب هينتغتون عن صراع الحضارات، واعتبار الإسلام هو العدو الحقيقي للغرب وتقدمه بعد انهيار عدائية الاتحاد السوفييتي السابق وتفكك منظومة دوله.
لكن يبدو أن الحضارات حين تفقد مبررات صرامتها العدوانية، وتفقد عدوها المباشر مثلما حدث لحضارة الغرب التي فقدت فجأة الاتحاد السوفييتي عدواً، كان عليها ان تخترع عدواً جديداً، وقد استطاع هينتغتون اختيار اللحظة الحضارية المناسبة، كي يفرغ سُم حبره في العدائية ضد الإسلام.
لكن الحضارة حينما تدخل في الفجاجة الفكرية، وفهاهة التوجه، والمغامرات الغبية في الاعتداءات والاحتلال، فإنها تكون في مرحلة الهبوط التدريجي نحو الانحطاط والاختفاء.
ومن تابع الأخبار التي اختصت بالقس المغمور جونز، وعزمه على إحراق القرآن، لابد أن يتأكد أن دخول التاريخ صار مجانياً، وأن الصبينة السياسية والإعلامية وحتى العسكرية، هي التي أخذت تهيمن على الشعوب، وتكرس كل هذا الغباء العالمي، وتفقد الحضارة طعمها الإنساني النبيل.
المصدر: خليل قنديل
الكنيسة المعمدانية في ولاية فلوريدا الأميركية، التي يرأسها القس المغمور جونز، ولها من الرعية الكنسية ما لا يزيد على 50 تابعاً، استطاعت أن تدير رأس العالم خلال الأسابيع الفائتة، بإعلانها أنها تعتزم إحراق القرآن في احتفال ديني معلن في الحادي عشر من سبتمبر الجاري، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة لتفجير برجي نيويورك.
إن إدارة رأس العالم باتجاه قس مغمور هو وكنيسته، وجعل القس جونز يتلقى استجداءات من قبل الرئيس الأميركي أوباما والبيت الأبيض وقادة حلف «الناتو»، ومن الفاتيكان وبقية القيادات الكنسية في العالم، كل هذا يدلل على أن العالم بدأ يغرق في صبيانية إعلامية قادرة على تفجير التوتر وربما الحرب العالمية الرابعة، بسبب أن هذه «الميديا» أخذت على عاتقها ضخ السمنة والتوريم في أي خبر يتعلق بالمحرم والمقدس الإسلامي.
فهذا الإعلام الذي أنهض عدوانيته الثاوية في الوجدان الجمعي الأميركي خصوصا والغربي عموما، منذ أن أعلن الرئيس الأميركي السابق بوش الابن الحرب على الإرهاب، إثر تفجير برجي نيويورك، بدأ من ذلك الوقت في استدراج الخبر الذي يخص المقدس الإسلامي والاعتداء عليه، بالعمل على توسيع مساحته ونشره.
إن الخبر الذي صار بإمكان «الميديا» العالمية عولمته أخذ يشكل حافزاً عدوانياً ضد الإسلام وضد المسلمين عموما، ويجلب معه حركات مسيحية يمينية متطرفة، صارت لها مساحة عدوانية على أرض الواقع، وصارت البرلمانات الغربية تهتم بتشريعات جديدة تخص تحريم نقاب المرأة المسلمة، وتخص التصويت برلمانياً على العمارة المسجدية ومنع ارتفاع المئذنة معمارياً.
ويحق لنا أن نستهجن تلك الاستجابة العالمية السريعة لكتب يمكن اعتبارها رثة فكرياً، مثل كتاب هينتغتون عن صراع الحضارات، واعتبار الإسلام هو العدو الحقيقي للغرب وتقدمه بعد انهيار عدائية الاتحاد السوفييتي السابق وتفكك منظومة دوله.
لكن يبدو أن الحضارات حين تفقد مبررات صرامتها العدوانية، وتفقد عدوها المباشر مثلما حدث لحضارة الغرب التي فقدت فجأة الاتحاد السوفييتي عدواً، كان عليها ان تخترع عدواً جديداً، وقد استطاع هينتغتون اختيار اللحظة الحضارية المناسبة، كي يفرغ سُم حبره في العدائية ضد الإسلام.
لكن الحضارة حينما تدخل في الفجاجة الفكرية، وفهاهة التوجه، والمغامرات الغبية في الاعتداءات والاحتلال، فإنها تكون في مرحلة الهبوط التدريجي نحو الانحطاط والاختفاء.
ومن تابع الأخبار التي اختصت بالقس المغمور جونز، وعزمه على إحراق القرآن، لابد أن يتأكد أن دخول التاريخ صار مجانياً، وأن الصبينة السياسية والإعلامية وحتى العسكرية، هي التي أخذت تهيمن على الشعوب، وتكرس كل هذا الغباء العالمي، وتفقد الحضارة طعمها الإنساني النبيل.