حد من الوادي
09-27-2010, 01:49 AM
نقاش مع الإرياني والقربي ..القاعدة والاستثمار
مروان الغفوري
[email protected]
أخيراً يشير وزير الخارجية، ربما عن غير قصد، إلى الجذور السياسية للأزمة الاقتصادية. فهو يعتقد، في سلوكه الذهني الأخير، أن اللاستقرار السياسي سبب رئيسي في تردد رأس المال عن الاستثمار في اليمن. من الملاحظ، ولأول مرّة، أن النظام الحاكم بدأ يجسّر المسافة بين مفردتي: السياسي، الاستثمار. هذا تطوّر نوعي في عملية التفكير، لكنه أيضاً متأخّر بصورة نوعية. في الواقع: لا يزال كل رفاق الدكتور القربي في النظام يتحدّثون عن الجذور الأمنية بحسبانها الكامن الحقيقي وراء متتالية المشكلة اليمنيّة. وحتى بالنسبة للمشكلة الأمنية التي يتحدّثون عنها فإنهم لا يملكون تعريفاً واضحاً حول الأسباب التي خلقت المشكلة الأمنية. كما لا يقدّمون فهماً ناجزاً حول العلاقة المركّبة بين العدالة والأمن والاستثمار. بالنسبة للوزير القربي فإن حالة انعدام الاستقرار والوفاق السياسي تعطي صورةً مخيفة عن اليمن، تؤدي في الأخير إلى هروب الاستثمار. وجملة «هروب الاستثمار» تعني: ازدياد البطالة، انخفاض واردات الخزينة العامة، ضعف قدرة الدولة أمام مهام الإنفاق العام ( التعليم والصحّة والأمن).
إننا بإزاء جملة اقتصادية مركّبة: لماذا يهرب المستثمرون من بلدٍ بعينه؟ يسبق هذه الجملة المتسائلة سؤال آخر: لماذا يحجم المستثمرون، في الأساس؟ وبينهما يقع سؤال اعتراضي: ما هي الظروف الملائمة لقدوم رأس المال الأجنبي؟ بيد أنّ ما سيخصنا في هذه الموضوعة هو تنظيم القاعدة في اليمن، الدالة المحلية التي استدعت تأويلات عابرة للحدود لأجل فهمها، على النحو غير الموضوعي المألوف.
في الخطابات الأخيرة للسيد الرئيس ونائبه، كما في كتابات كل أفراد فرقة حسب الله الموالية، فإن تنظيم القاعدة في اليمن يقف بصورة مؤكّدة وراء انخفاض منسوب الاستثمار في اليمن، وتدهور مستوى السياحة إلى حد أن عدد السياح الذين دخلوا اليمن في (شهر) يونيو الماضي لم يتجاوز الرقم (2) بمقابل 70 ألف سائح يدخلون تركيا (يوميّاً). وبدلاً عن الخوض في عملية محاججة مع صحة هذه المقولة من عدمها فإن أمراً ما أكثر أهميّة هو ما ينبغي أن نتناوله قبلاً لحديث ومحاججة كهذه: هل هناك تنظيم حقيقي في اليمن اسمُه «القاعدة». في الواقع، فإن فكرة «تنظيم القاعدة» يعتريها قدر كبير من الشك إذ إن هذه الجملة تبدو في أحايين كثيرة وكأنها غير ذات صلة بموضوعها. فلا وجود مؤكّداً لتنظيم القاعِدة باعتباره تنظيماً هرميّاً يتكون من قاعدة فاعلة ويتصل عبر خيوط طويلة ومعقّدة بقيادة عليا تسيطر على مجمل خيوط التنظيم بصورة عملية كفيلة بمنح هذه المتتالية صفة التنظيم.
لا يوجد أحدٌ، مهما بلغت سذاجته، يمكن أن يجزم بأن الميليشات العنيفة متعدّدة الجنسيات والقوميات، ذات المرجعيات الدينية، تنضوي كلها تحت لافتة تنظيم واحد بالمعنى الأكاديمي والعملي للتنظيم. ولأن الحال كذلك، فإن الدواعي المنهجية ستجبرنا على التعامل مع كل حالة عنفيّة باعتبارها منتجاً محلّياً يجدرُ تفكيكه وفهمه ضمن الآليات المستخدمة في فهم جملة المشكل المحلي: السياسي، الأمني، الأخلاقي، الاقتصادي. سيتوجّب علينا أن ننظر إلى تنظيم القاعدة في موريتانيا باعتباره مشكلة موريتانية خالصة لها جذورها السياسية والحقوقية المحلية. كذلك: الجماعة الإسلامية المسلّحة في اليمن هي مشكلة يمنيّة لا بد وأن تفسّر بآليات تحليل أمنيّة وسياسيّة خاصة بطبيعة المشكلة اليمنيّة، بعيداً عن السطحية الهشّة التي لا تفتأ تشير إلى «بصمات التنظيم العالمي». تشابه النتائج لا يعني تشابه المقدّمات، والمظاهر المتماثلة لا تعني بالضرورة تطابق المنطلقات السياسية والإيديولوجية والأخلاقية. للكاتب المصري ضياء رشوان توصيف ذكي حول تنظيم القاعدة متعدد القوميّات:
أصبح تنظيم القاعدة يشابه إلى حد بعيد سلسلة مطاعم ماكدونالد، بحيث صار من الممكن أن تنشأ جماعة مسلّحة (لأسباب داخلية) في أي بلد لتمارس أعمالاً عنيفة ناسبة نفسها إلى تنظيم القاعدة. وبالنسبة لزعيم التنظيم فإن الأمر يسرّه كثيراً فهو يقود صراع إرادة مع قوى كبيرة. لكنّ جزءاً مهمّاً من هذا التوصيف لا يستقيم مع حقيقة ما بات يُعرف بتنظيم القاعدة. فسلسلة ماكدونالد تتبع، في الأخير، جهة مركزيّة بمجلس إدارة معروف وقادر على اتخاذ قرارات تؤثر فعلياً في خواص المنتج النهائي للسلسلة، وهو أمر لا يتوفر بالمرّة لدى تنظيم القاعدة.
قبل ستة أشهر تساءل توماس فريدمان في «نيويورك تايمز»: بالرغم من أن الهند تعد أكبر بلدٍ في العالم من حيث عدد المسلمين إلا أن معسكر غوانتانامو، حيث اعُتقل 35 ألف سجين مسلم، خلا من أي مسلم يحمل الجنسية الهندية. وبالنسبة لفريدمان فإن السبب يكمن في أن الهند أفسحت مجالات غير محدودة لحرية التعبير والاعتراض والتفكير والسلوك واستقلال القضاء وسيادة القانون وحياديته، مما جعل من فكرة اللجوء إلى الأساليب العنيفة المرهقة والمكلّفة - حتى للشخص المعترض نفسه – أمراً غير عقلانيّ، وفي غالب الأحيان: غير مفكَّرٍ فيه. وهو أمر غير متاح في دول كثيرة مثل باكستان والسعودية والمغرب واليمن ومصر، حيثُ تتوفّر بيئة مناسبة لابتكار بدائل تعبير واعتراض عنيفة للغاية. سيكون العُنف في مثل هذه الدول هو الطريقة الوحيدة المتاحة للتعبير. على سبيل المثال: قبل 5 سنوات تقدم 126 (مثقفاً) سعودياً برسالة شديدة التهذيب إلى الملك السعودي تطالبه بتبني عملية انفراج في الحريّات، وفي مقدمتها حرية الإبداع والتعبير. انتهى بهم المطاف إلى السجن يتقدمهم الشاعر والروائي المرموق علي الدميني. لقد كان المغزى غير المقصود واضحاً: التمسوا حرية التعبير على طريقة الظواهري وبن لادن!
الفكرة لا تتعلق بالهند وحسب، بل دعونا نقُل: لا وجود لأي محاولات لتشكيل تنظيمات عنيفة، ذات مرجعيّات دينية، من قبل «مواطنين» مسلمين في دول كثيفة الوجود السكاني المسلم لكنها توفر لمواطنيها مجالاً سياسياً وبيئة قانونية وحقلاً إبداعياً شديد الشفافية: فرنسا، ألمانيا، أميركا نفسها. هذه الصورة الفاقعة والكاشفة ستضعنا بإزاء صورة أخرى: تنظيم القاعدة، أو الجماعات المحلية المسلّحة التي تنسب نفسها إلى تنظيم دولي لغرض إحداث قدر أكبر من التأثير الداخلي، هي إحدى ارتدادات فساد السلطة القومية الحاكمة، وما يترتب على ذلك الفساد من غياب كامل للقانون، وحرمان الجماعة البشرية من الأمن والحقوق وحصر امتيازات النفوذ والثروة في قلة أوليجاركيّة تفضي إلى خلق صورة ذهنية عن الدولة الجمهورية بوصفها حكومة القراصنة، أو حكومة اللصوص، كما في الأدبيات السياسية الغربية.
يستحسن أن نشير هُنا إلى مثال جاهز: يتحوّل الحراك الجنوبي في اليمن تدريجيّاً إلى الصيغة المسلّحة، وفي كل يوم جديد تكتسب الفكرة المسلّحة أنصاراً جُدداً. وعندما نحصل على الصورة شديدة الاكتمال، بعد زمن ليس ببعيد: تحولُ الحراك الجنوبي برمّته إلى الصيغة المسلّحة، فإننا سنتذكر على نحو جيّد حقيقة أن هذه الجماعة العنيفة والدموية التي أربكت المعادلات كلّها لم تكن كذلك في العام 2007، حين كانت مجرّد مقولة سياسية بمرجعيات حقوقية واضحة التعبير عن نفسها. لكن النظام الحاكم، ذا الذهنية غير الديموقراطية وعديم الخبرة والتراكم الحقوقي والسياسي المعاصر، عجز تماماً عن فهم الآليات التي تحكم هذه المقولات السياسية وعمَد إلى مجابهتها بمقولات تخوينية وبفتح جبهة نار في مقابلة المقولة، اللافتة، اللوحة. سيأتي خبراء السفه والخفّة، في تلك الأثناء، لكي يتحدّثوا عن ضرورة اجتثاث هذه الفئة الدموية الضالة، وهم ربما يدركون في أعماقِهم حقيقة تلك المقولة الأميركية: يكفي أن تنشر الجوع في مدينة لكي يتحوّل سكانها إلى مجرمين. في الواقع: يكفي أن تنشر اللامساواة، وحسب. وحتى بالنسبة للجوع فإن من اللائق أن نعيد تعريفه طبقاً لمعادلات الزمن الراِهن، لئلا تطال لعنته الجميعَ في وقت يحسب فيه النظام أنه قد نجح في مواجهته.
ففي لحظة زمنية نوعية كالتي نحنُ فيها لا يكفي توافر الزيت والخبز والفاصوليا (وهو ما لا يتوافر على الدوام لأكثر من 60% من السكان) لكي نتحدث عن اختفاء الجوع. فمثلاً: في ألمانيا الاتحادية يُعد المواطن الذي يحصل على 761 يورو شهريّاً ( 210 آلاف ريال يمني)، بالتعريف الرسمي، واقعاً تحت خط الفقر. هذا مجرد مثال جزئي.
المهمة الآنية لوسائل الإعلام الرسمية هي ربط الحراك الجنوبي بالقاعدة. لقد سبق أن تحدث رئيس جهاز الأمن القومي لصحيفة الرياض عن امتلاك جهازه وثائق دامغة حول ارتباط جماعة الحوثي بالقاعدة. وفي لحظة سابقة شديدة الدلالة تحدث السيد الرئيس ذاته عبر قناة الجزيرة عن حزب الإصلاح، الذي عاد فوصفه بشريكه في الدفاع عن الوحدة، بالقول: ما هو رصيد الإخوان المسلمين غير الإرهاب! أصبح لدينا مصطلح مترهّل شديد الغموض: تنظيم القاعدة في اليمن. يدخل تحت جناحه كل معارضي السيد الرئيس بدرجة أو بأخرى. الصورة الكاريكاتورية الأخيرة: ينقسم المجتمع اليمني إلى تنظيم القاعدة ولا- تنظيم القاعدة. إننا بإزاء ابتذال، لا توجد مفردة أفضل من هذه، للموضوع الأمني لدرجة الجنون.
فمادّة القاعدة تقع ضمن الملفات الأمنيّة، في حين يقع اللقاء المشترك والحراك والحوثيون ومعارضة الخارج ضمن الملف السياسي ومتعلقاته الحقوقية القانونية والاقتصادية المعيشية. وإذا أردنا أن نضرب مثالاً للابتذال فإن اختطاف ناشط حقوقي معروف من مطار صنعاء بينما هو في طريقه لتلبية دعوة من كوبنهاغن للمشاركة في مؤتمر دولي حقوقي، بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، يخلق حالةً هائلة من الفزع لا بد وأنها قد انتابتنا بضراوة. وأبعد من ذلك، فممثل النظام الحاكم يعود من الدوحة بعد توقيع اتفاق مبادئ مع جماعة الحوثي، التي كانت بالأمس القريب إرهابية قاعديّة، لم يفتأ رئيس جهاز الأمن القومي يؤكّد ذلك مراراً وتكراراً. على الصعيد الشخصي: نالني جزء مفاجئ من هذا الابتذال والطيش. فبعد أن كتبت مقالة حول فيلم «الرهان الخاسر» وصفته فيها بالفاشل فنيّاً، تصدّى للمقالة أحد تنابلة السلطان، أحمد الحبيشي. لقد كتب هذا الرجل العنيف 12 مقالاً أسبوعيّاً ضدّاً لمقالتي. كان المقال الأخير فيها يتحدث عني بجلاء شديد بصفتي أحد ناشطي تنظيم القاعدة على مستوى التفكير وربما الممارسة!
يبدو أن السيد الإرياني تنبّه أخيراً لهذا الابتذال المخيف فأدخل في تناولات حزبه مقولة جديدةً ذات قدر من المنطق والمنهجية: لا توجد علاقة مباشرة بين الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة، لكن الأوّل أتاح فرصة لتمدد الثاني في الجنوب. هذا، بالرغم من أن الإرياني ذاته تحدث لصحيفة 26 سبتمبر قبل أكثر من عام بالقول: لا أتابع ما يُسمى بالحراك الجنوبي. ولا ندري ما إذا كان تغافله عن متابعة الحراك، وهو مستشار سياسي للسيد الرئيس، واحداً من الأسباب التي أتاحت للحراك الجنوبي فرصة لكي يتيح فرصةً أخرى لتمدد تنظيم القاعدة في مناطق الجنوب!
وعطفاً على مقولة الإرياني الأخيرة لقناة العربية، فإن هذه المقولة على وجاهتها تظل مجرّد بطة عرجاء، لا يمكن لها أن تمشي على نحو متماسك ما لم تضف إليها الساق المفقودة: فساد النظام السياسي في اليمن هو الذي أطلق البشر من بيوتهم في موجةٍ عالية المد تصادف أن أصبحت في منطقة كثافتها العليا: حراكاً بشرياً جنوبيّاً. دعونا نراجع هذه المتتالية بالقياس على المنطق الجديد للسيد الإرياني والسيد القربي: فساد النظام السياسي يؤدي إلى الحراك الجنوبي. الحراك الجنوبي أتاح فرصة ذهبية لظهور تنظيم مسلّح ينسب نفسه إلى القاعدة. القاعدة، أو التنظيم الاسلامي العنيف، أدى في النهاية إلى هروب الاستثمار وتفشي المجاعة وخراب جزيرة أتلانتس. وبعملية حسابية بسيطة جدّاً يمكن اختزال هذه المتتالية إلى معادلة نوعية ضابطة: فساد النظام السياسي يؤدي إلى هروب المستثمرين، وتفشي المجاعة وخراب جزيرة أتلانتس. وفي الأخير: غرق الملك، أو هروبه! وبالنسبة للحراك الجنوبي والقاعدة فإن هذه الدوال مجرّد تفاصيل جزئيّة في المشكلة الكبيرة: فساد النظام السياسي، وهو منطق سيلتحم على نحو بديع مع ما تطرحه آلية التفكير الغربي عبر أحد أهم رموزها المشار إليهم: توماس فريدمان.
في الأخير: على مدى 4 أعوام ورجال النظام يتحدّثون عن شروط للحوار مع أبناء الجنوب اليمني في الداخل والخارج. وفي مقدمتها «سقف الوحدة». وهم بهذا التفكير الكاريكاتوري يعيدون إلى الذهن مقولة سهيل بن عمرو في صلح الحديبة: لو شهدتُ بأنك رسول الله لما قاتلتُك. ولو أن المطلوبين للحوار بدرجة ماسّة يؤمنون بالوحدة، ويحترمون النظام والقانون النافذ، ويخضعون للدستور في صورته القائمة كما هي اشتراطات الجماعة الحاكمة لما كان هناك من داعٍ للحوار. وبعد اللت والعجن، إذ من الواضح أن رجال السلطة لا يدركون طبيعة الكارثة إلا بعد أن تتجاوز نقطة اللاعودة، تقرّر أن يكون هنالك حوارٌ بلا شروط سوى شرط واحد: الرغبة في الحوار. لكن فيما يبدو فإن ثمّة فصائل شديدة الأهمية في الفعل السياسي اليمني عمَدت إلى إخصاء هذه الرغبة بفعل الزمن والصلف الرسمي. وهو أمرٌ سيضيف تعقيدات أكثر تركيباً إلى جسد المشكلة اليمنيّة. رحم الله محمود درويش، فـ« طول الطريق يغيّر العاداتْ، حتى تكونَ اثنينِ في طول الطريق!».
المصدر أونلاين
1 - ابداع
حسين عمر
مبدع يا د مروان والله انك مبدع (((ولو علمنا انك رسول الله ماقاتلناك)))
2 - الحمية اهم من العلاج
محمد المصري
ابدعت يادكتور في الشرح والوصف وظربت اجمل الامثلة ونورتنا وافدتنا ارجو ان يستفيد من جهودك لصوص السلطة ومجاذيب ابن لادن
3 - رهيب
اليمن
كلامك قوي جدا , صدقنا مش كل اليمنين بايفهموة . فعلا مبدع وكتاباتك تدل انة راسك مليان ومثقف جدا
4 - إلى حسين عمر
أبو أحمد
لا بد من التعليق بعناية ، وإنتقاء الألفاظ بعقل وحس
5 - ليت قومي يعلمون
متابع
ياريت حد من مراقبي المواقع يوصل المقال هذا لفووووووووووق!
6 - ما فيش فائده
حسين ناصر منصور
الغفوري يقول كلام صريح وواضح وهو مخلص وحريص على اليمن لكن لا حياة لمن تنادي يابن الغفوري. اخاف ان في حد يصدق نداء صاحب التعليق رقم خمسه ويقوم الامن القومي السياسي الاستخبارات العسكريةالامن الخاص امن الرئاسة امن مدري ماهو باعتقال الغفوري زي ما حصل لعبدلاه شائع . وبعدين اجهزة لا لها شرف ولا طرف ونظام يكتفي بدعم اسرائيل له ويفعل كل الموبقات ويرتكب كل الجرائم ويخلط كل الاوراق ولا من يحاسبه .
7 - اين من يقرأ ويفهم؟؟؟
محمد العواضي
اولا كل الشكر والتقدير للمبدع دكتور مروان , دائما يتحفنا بعقلانية مقالاته ومحاكاته للواقع , فهو يقول الحقيقه ويصنفها ولو كانت مره دون خوف ا و نفاق او تملق او انه يعمل له خط رجعه مع اللاحواريين والذين يمثلون السلطه بكل مقوماتها المتعفنه نعم انه فى الجسد مضغه اذا صلحت صلح باقى الجسد فالسلطه فاسده ومفسده فكيف سيصلح حال اليمن؟؟؟ نسأل الله ان يبدلنا خير منهم
8 - أولئك الذين يعارضون الإصلاح !!!
مراد حسن
إزدراء واضح يا دكتور يعتلي صوتك اليوم على أولئك من يدعون أنهم حماة الفضيلة ! ، في الوقت الذين يفتقدون فيه لأي رصيد جماهيري كأفراد مجرد ممثلين لـ البلوتوقراطية ( حكم الأثرياء ) التي تكونت في بلد فقير لم يكن كذلك البتة حين قدموا إليه ، كما لم يكونوا أيضاً أثرياء حينه ، حسبنا أن نتعلم في حضورك ، ولكن لا بأس أن أشارك ببعض مالدي ـ على الأقل فرصه لإبداء أعجابي بفكرك وقلمك على السواء ـ وخلاصة إضافتي التي أسعى لإبدائها بخصوص ما كتبت هنا ، أن هناك تصور آخر ، رغم أنك لم تبقي حجة لأولئك الذين يعارضون فقط الإصلاح في بلدنا المنهك حول ماهية القاعدة وسذاجة التبرير والإستغلال لضرب أي خصوم كانوا في نظرهم ليس فقط الخصوم السياسيين ، أو من يحملون مطالب حقوقية في المقام الأول كما أشرت لكل ذلك ببراعة متناهية الدقة والوضوح ، أن ( الحوثي و القاعدة المحلية ) أدوات ضغط تم إنشاؤها من قبل تلك النخبة ذاتها في قمة الهرم ، لتشويه مظاهر الدعوة إلى الإصلاح التي تشكلت في الشمال والجنوب ، الأداة الأولى صنعت ببطء لوقف المد السلفي ناحية القصر الجمهوري ، استخدمت في الوقت الراهن لتشويه الحراك الإجتماعي المتصاعد ضد مشروع التوريث ( في الشمال )، والأداة الثانية استدعيت بسرعة لتشويه الحراك الجنوبي ذو النزعة الحقوقية الخالصة والتي تحولت بفعل فاعل إلى نزعات عنصرية او بالاصح يُراد لها ذلك ، شكراً لك يادكتور مروان نيابة عن نفسي أنا أعتبرك المتحدث الرسمي للجمهور وبلغة الكبار ، فما تكتبه أكثر من مجرد مقال .
9 - أولئك الذين يعارضون الإصلاح !!! " نسخة منقحة "
مراد حسن
ازدراء واضح يا دكتور يعتلي صوتك اليوم على أولئك من يدعون أنهم حماة الفضيلة ! ، في الوقت الذي يفتقدون فيه لأي رصيد جماهيري كأفراد مجرد ممثلين لـ البلوتوقراطية ( حكم الأثرياء ) التي تكونت في بلد فقير لم يكن كذلك البتة حين قدموا إليه ، كما لم يكونوا أيضاً أثرياء حينه ، حسبنا أن نتعلم في حضورك ، ولكن لا بأس أن أشارك ببعض مالدي ـ على الأقل فرصه لإبداء إعجابي بفكرك وقلمك على السواء ـ وخلاصة إضافتي التي أسعى لإبدائها بخصوص ما كتبت هنا ، أن هناك تصور آخر ، رغم أنك لم تبقي حجة لأولئك الذين يعارضون فقط الإصلاح في بلدنا المنهك حول ماهية القاعدة وسذاجة التبرير والاستغلال لضرب أي خصوم كانوا في نظرهم ليس فقط الخصوم السياسيين ، أو من يحملون مطالب حقوقية في المقام الأول كما أشرت لكل ذلك ببراعة متناهية الدقة والوضوح ، هذا التصور ربما محشور فيما كتبته بشكل أو بأخر وهو أن ( الحوثي و القاعدة المحلية ) أدوات ضغط تم إنشاؤها من قبل تلك النخبة ذاتها في قمة الهرم ، لتشويه مظاهر الدعوة إلى الإصلاح التي تشكلت في الشمال والجنوب ، الأداة الأولى صنعت ببطء لوقف المد السلفي ناحية القصر الجمهوري ، استخدمت في الوقت الراهن لتشويه الحراك الاجتماعي المتصاعد ضد مشروع التوريث ( في الشمال )، والأداة الثانية استدعيت بسرعة لتشويه الحراك الجنوبي ذو النزعة الحقوقية الخالصة والتي تحولت بفعل فاعل إلى نزعات عنصرية او بالأصح يُراد لها ذلك ، شكراً لك يادكتور مروان نيابة عن نفسي أنا أعتبرك المتحدث الرسمي عن الجمهور وبلغة الكبار ، فما تكتبه أكثر من مجرد مقال .
10 - تعرفوا يا جماعة ايش أتمنى ؟
يماني
أتمنى أن يتمكن كل يمني من قراءة مقالات أخينا المبدع الغفوري .. موقع المصدر محدود الزيارات و الصحيفة محدودة الطبعات .. ليعرفوا أن هناك شباب ما زالوا يضعوا اليمن فوق كل الحسابات.. اللهم احفظ اليمن من كل مكروه
11 - مجردإقتراح
ابوالنوادر
أتمنى من كل قلبي لوجمعت كل مقالات الدكتور/مروان في كتاب لما في مقالاته من كثافة اللغة وغزارة السرد وتنوع الأمثلة وإستحضارها من شتى الأمكنة لخدمة الموضوع فلم أقرأ_للدكتور _مقالاوحدا ليس مثقلا لكنه ثقل السحب أو ثقل موازين الرضى .نفعنا الله بقولك وعلمك وعملك وقيض لنا من أمثال ذاكرتك الكثير.
12 - يرفضون الوصفات
ابو اكرم
كثير من الشعب يفهم هذه الوصفات ويتقبلها واذا كان البعض لايفهمها ممكن تصل الى جسمه عن طريق الحقن المشكلة هم روافض السلطة فهم يرفضون كل الوصفات رفضوا ادانة غزو صدام للعراق رفضوا وثيقة العهد والاتفاق رفضوا اجراء انتخابات نزيهة رفضوا الحوار مع المسرحين من ابناء القوات المسلحة رفضوا الحوار مع اللقاء المشترك رفضوا اصحاب المؤهلات والخبرة قال لهم العالم اذهبوا فانتم الروافض
مروان الغفوري
[email protected]
أخيراً يشير وزير الخارجية، ربما عن غير قصد، إلى الجذور السياسية للأزمة الاقتصادية. فهو يعتقد، في سلوكه الذهني الأخير، أن اللاستقرار السياسي سبب رئيسي في تردد رأس المال عن الاستثمار في اليمن. من الملاحظ، ولأول مرّة، أن النظام الحاكم بدأ يجسّر المسافة بين مفردتي: السياسي، الاستثمار. هذا تطوّر نوعي في عملية التفكير، لكنه أيضاً متأخّر بصورة نوعية. في الواقع: لا يزال كل رفاق الدكتور القربي في النظام يتحدّثون عن الجذور الأمنية بحسبانها الكامن الحقيقي وراء متتالية المشكلة اليمنيّة. وحتى بالنسبة للمشكلة الأمنية التي يتحدّثون عنها فإنهم لا يملكون تعريفاً واضحاً حول الأسباب التي خلقت المشكلة الأمنية. كما لا يقدّمون فهماً ناجزاً حول العلاقة المركّبة بين العدالة والأمن والاستثمار. بالنسبة للوزير القربي فإن حالة انعدام الاستقرار والوفاق السياسي تعطي صورةً مخيفة عن اليمن، تؤدي في الأخير إلى هروب الاستثمار. وجملة «هروب الاستثمار» تعني: ازدياد البطالة، انخفاض واردات الخزينة العامة، ضعف قدرة الدولة أمام مهام الإنفاق العام ( التعليم والصحّة والأمن).
إننا بإزاء جملة اقتصادية مركّبة: لماذا يهرب المستثمرون من بلدٍ بعينه؟ يسبق هذه الجملة المتسائلة سؤال آخر: لماذا يحجم المستثمرون، في الأساس؟ وبينهما يقع سؤال اعتراضي: ما هي الظروف الملائمة لقدوم رأس المال الأجنبي؟ بيد أنّ ما سيخصنا في هذه الموضوعة هو تنظيم القاعدة في اليمن، الدالة المحلية التي استدعت تأويلات عابرة للحدود لأجل فهمها، على النحو غير الموضوعي المألوف.
في الخطابات الأخيرة للسيد الرئيس ونائبه، كما في كتابات كل أفراد فرقة حسب الله الموالية، فإن تنظيم القاعدة في اليمن يقف بصورة مؤكّدة وراء انخفاض منسوب الاستثمار في اليمن، وتدهور مستوى السياحة إلى حد أن عدد السياح الذين دخلوا اليمن في (شهر) يونيو الماضي لم يتجاوز الرقم (2) بمقابل 70 ألف سائح يدخلون تركيا (يوميّاً). وبدلاً عن الخوض في عملية محاججة مع صحة هذه المقولة من عدمها فإن أمراً ما أكثر أهميّة هو ما ينبغي أن نتناوله قبلاً لحديث ومحاججة كهذه: هل هناك تنظيم حقيقي في اليمن اسمُه «القاعدة». في الواقع، فإن فكرة «تنظيم القاعدة» يعتريها قدر كبير من الشك إذ إن هذه الجملة تبدو في أحايين كثيرة وكأنها غير ذات صلة بموضوعها. فلا وجود مؤكّداً لتنظيم القاعِدة باعتباره تنظيماً هرميّاً يتكون من قاعدة فاعلة ويتصل عبر خيوط طويلة ومعقّدة بقيادة عليا تسيطر على مجمل خيوط التنظيم بصورة عملية كفيلة بمنح هذه المتتالية صفة التنظيم.
لا يوجد أحدٌ، مهما بلغت سذاجته، يمكن أن يجزم بأن الميليشات العنيفة متعدّدة الجنسيات والقوميات، ذات المرجعيات الدينية، تنضوي كلها تحت لافتة تنظيم واحد بالمعنى الأكاديمي والعملي للتنظيم. ولأن الحال كذلك، فإن الدواعي المنهجية ستجبرنا على التعامل مع كل حالة عنفيّة باعتبارها منتجاً محلّياً يجدرُ تفكيكه وفهمه ضمن الآليات المستخدمة في فهم جملة المشكل المحلي: السياسي، الأمني، الأخلاقي، الاقتصادي. سيتوجّب علينا أن ننظر إلى تنظيم القاعدة في موريتانيا باعتباره مشكلة موريتانية خالصة لها جذورها السياسية والحقوقية المحلية. كذلك: الجماعة الإسلامية المسلّحة في اليمن هي مشكلة يمنيّة لا بد وأن تفسّر بآليات تحليل أمنيّة وسياسيّة خاصة بطبيعة المشكلة اليمنيّة، بعيداً عن السطحية الهشّة التي لا تفتأ تشير إلى «بصمات التنظيم العالمي». تشابه النتائج لا يعني تشابه المقدّمات، والمظاهر المتماثلة لا تعني بالضرورة تطابق المنطلقات السياسية والإيديولوجية والأخلاقية. للكاتب المصري ضياء رشوان توصيف ذكي حول تنظيم القاعدة متعدد القوميّات:
أصبح تنظيم القاعدة يشابه إلى حد بعيد سلسلة مطاعم ماكدونالد، بحيث صار من الممكن أن تنشأ جماعة مسلّحة (لأسباب داخلية) في أي بلد لتمارس أعمالاً عنيفة ناسبة نفسها إلى تنظيم القاعدة. وبالنسبة لزعيم التنظيم فإن الأمر يسرّه كثيراً فهو يقود صراع إرادة مع قوى كبيرة. لكنّ جزءاً مهمّاً من هذا التوصيف لا يستقيم مع حقيقة ما بات يُعرف بتنظيم القاعدة. فسلسلة ماكدونالد تتبع، في الأخير، جهة مركزيّة بمجلس إدارة معروف وقادر على اتخاذ قرارات تؤثر فعلياً في خواص المنتج النهائي للسلسلة، وهو أمر لا يتوفر بالمرّة لدى تنظيم القاعدة.
قبل ستة أشهر تساءل توماس فريدمان في «نيويورك تايمز»: بالرغم من أن الهند تعد أكبر بلدٍ في العالم من حيث عدد المسلمين إلا أن معسكر غوانتانامو، حيث اعُتقل 35 ألف سجين مسلم، خلا من أي مسلم يحمل الجنسية الهندية. وبالنسبة لفريدمان فإن السبب يكمن في أن الهند أفسحت مجالات غير محدودة لحرية التعبير والاعتراض والتفكير والسلوك واستقلال القضاء وسيادة القانون وحياديته، مما جعل من فكرة اللجوء إلى الأساليب العنيفة المرهقة والمكلّفة - حتى للشخص المعترض نفسه – أمراً غير عقلانيّ، وفي غالب الأحيان: غير مفكَّرٍ فيه. وهو أمر غير متاح في دول كثيرة مثل باكستان والسعودية والمغرب واليمن ومصر، حيثُ تتوفّر بيئة مناسبة لابتكار بدائل تعبير واعتراض عنيفة للغاية. سيكون العُنف في مثل هذه الدول هو الطريقة الوحيدة المتاحة للتعبير. على سبيل المثال: قبل 5 سنوات تقدم 126 (مثقفاً) سعودياً برسالة شديدة التهذيب إلى الملك السعودي تطالبه بتبني عملية انفراج في الحريّات، وفي مقدمتها حرية الإبداع والتعبير. انتهى بهم المطاف إلى السجن يتقدمهم الشاعر والروائي المرموق علي الدميني. لقد كان المغزى غير المقصود واضحاً: التمسوا حرية التعبير على طريقة الظواهري وبن لادن!
الفكرة لا تتعلق بالهند وحسب، بل دعونا نقُل: لا وجود لأي محاولات لتشكيل تنظيمات عنيفة، ذات مرجعيّات دينية، من قبل «مواطنين» مسلمين في دول كثيفة الوجود السكاني المسلم لكنها توفر لمواطنيها مجالاً سياسياً وبيئة قانونية وحقلاً إبداعياً شديد الشفافية: فرنسا، ألمانيا، أميركا نفسها. هذه الصورة الفاقعة والكاشفة ستضعنا بإزاء صورة أخرى: تنظيم القاعدة، أو الجماعات المحلية المسلّحة التي تنسب نفسها إلى تنظيم دولي لغرض إحداث قدر أكبر من التأثير الداخلي، هي إحدى ارتدادات فساد السلطة القومية الحاكمة، وما يترتب على ذلك الفساد من غياب كامل للقانون، وحرمان الجماعة البشرية من الأمن والحقوق وحصر امتيازات النفوذ والثروة في قلة أوليجاركيّة تفضي إلى خلق صورة ذهنية عن الدولة الجمهورية بوصفها حكومة القراصنة، أو حكومة اللصوص، كما في الأدبيات السياسية الغربية.
يستحسن أن نشير هُنا إلى مثال جاهز: يتحوّل الحراك الجنوبي في اليمن تدريجيّاً إلى الصيغة المسلّحة، وفي كل يوم جديد تكتسب الفكرة المسلّحة أنصاراً جُدداً. وعندما نحصل على الصورة شديدة الاكتمال، بعد زمن ليس ببعيد: تحولُ الحراك الجنوبي برمّته إلى الصيغة المسلّحة، فإننا سنتذكر على نحو جيّد حقيقة أن هذه الجماعة العنيفة والدموية التي أربكت المعادلات كلّها لم تكن كذلك في العام 2007، حين كانت مجرّد مقولة سياسية بمرجعيات حقوقية واضحة التعبير عن نفسها. لكن النظام الحاكم، ذا الذهنية غير الديموقراطية وعديم الخبرة والتراكم الحقوقي والسياسي المعاصر، عجز تماماً عن فهم الآليات التي تحكم هذه المقولات السياسية وعمَد إلى مجابهتها بمقولات تخوينية وبفتح جبهة نار في مقابلة المقولة، اللافتة، اللوحة. سيأتي خبراء السفه والخفّة، في تلك الأثناء، لكي يتحدّثوا عن ضرورة اجتثاث هذه الفئة الدموية الضالة، وهم ربما يدركون في أعماقِهم حقيقة تلك المقولة الأميركية: يكفي أن تنشر الجوع في مدينة لكي يتحوّل سكانها إلى مجرمين. في الواقع: يكفي أن تنشر اللامساواة، وحسب. وحتى بالنسبة للجوع فإن من اللائق أن نعيد تعريفه طبقاً لمعادلات الزمن الراِهن، لئلا تطال لعنته الجميعَ في وقت يحسب فيه النظام أنه قد نجح في مواجهته.
ففي لحظة زمنية نوعية كالتي نحنُ فيها لا يكفي توافر الزيت والخبز والفاصوليا (وهو ما لا يتوافر على الدوام لأكثر من 60% من السكان) لكي نتحدث عن اختفاء الجوع. فمثلاً: في ألمانيا الاتحادية يُعد المواطن الذي يحصل على 761 يورو شهريّاً ( 210 آلاف ريال يمني)، بالتعريف الرسمي، واقعاً تحت خط الفقر. هذا مجرد مثال جزئي.
المهمة الآنية لوسائل الإعلام الرسمية هي ربط الحراك الجنوبي بالقاعدة. لقد سبق أن تحدث رئيس جهاز الأمن القومي لصحيفة الرياض عن امتلاك جهازه وثائق دامغة حول ارتباط جماعة الحوثي بالقاعدة. وفي لحظة سابقة شديدة الدلالة تحدث السيد الرئيس ذاته عبر قناة الجزيرة عن حزب الإصلاح، الذي عاد فوصفه بشريكه في الدفاع عن الوحدة، بالقول: ما هو رصيد الإخوان المسلمين غير الإرهاب! أصبح لدينا مصطلح مترهّل شديد الغموض: تنظيم القاعدة في اليمن. يدخل تحت جناحه كل معارضي السيد الرئيس بدرجة أو بأخرى. الصورة الكاريكاتورية الأخيرة: ينقسم المجتمع اليمني إلى تنظيم القاعدة ولا- تنظيم القاعدة. إننا بإزاء ابتذال، لا توجد مفردة أفضل من هذه، للموضوع الأمني لدرجة الجنون.
فمادّة القاعدة تقع ضمن الملفات الأمنيّة، في حين يقع اللقاء المشترك والحراك والحوثيون ومعارضة الخارج ضمن الملف السياسي ومتعلقاته الحقوقية القانونية والاقتصادية المعيشية. وإذا أردنا أن نضرب مثالاً للابتذال فإن اختطاف ناشط حقوقي معروف من مطار صنعاء بينما هو في طريقه لتلبية دعوة من كوبنهاغن للمشاركة في مؤتمر دولي حقوقي، بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، يخلق حالةً هائلة من الفزع لا بد وأنها قد انتابتنا بضراوة. وأبعد من ذلك، فممثل النظام الحاكم يعود من الدوحة بعد توقيع اتفاق مبادئ مع جماعة الحوثي، التي كانت بالأمس القريب إرهابية قاعديّة، لم يفتأ رئيس جهاز الأمن القومي يؤكّد ذلك مراراً وتكراراً. على الصعيد الشخصي: نالني جزء مفاجئ من هذا الابتذال والطيش. فبعد أن كتبت مقالة حول فيلم «الرهان الخاسر» وصفته فيها بالفاشل فنيّاً، تصدّى للمقالة أحد تنابلة السلطان، أحمد الحبيشي. لقد كتب هذا الرجل العنيف 12 مقالاً أسبوعيّاً ضدّاً لمقالتي. كان المقال الأخير فيها يتحدث عني بجلاء شديد بصفتي أحد ناشطي تنظيم القاعدة على مستوى التفكير وربما الممارسة!
يبدو أن السيد الإرياني تنبّه أخيراً لهذا الابتذال المخيف فأدخل في تناولات حزبه مقولة جديدةً ذات قدر من المنطق والمنهجية: لا توجد علاقة مباشرة بين الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة، لكن الأوّل أتاح فرصة لتمدد الثاني في الجنوب. هذا، بالرغم من أن الإرياني ذاته تحدث لصحيفة 26 سبتمبر قبل أكثر من عام بالقول: لا أتابع ما يُسمى بالحراك الجنوبي. ولا ندري ما إذا كان تغافله عن متابعة الحراك، وهو مستشار سياسي للسيد الرئيس، واحداً من الأسباب التي أتاحت للحراك الجنوبي فرصة لكي يتيح فرصةً أخرى لتمدد تنظيم القاعدة في مناطق الجنوب!
وعطفاً على مقولة الإرياني الأخيرة لقناة العربية، فإن هذه المقولة على وجاهتها تظل مجرّد بطة عرجاء، لا يمكن لها أن تمشي على نحو متماسك ما لم تضف إليها الساق المفقودة: فساد النظام السياسي في اليمن هو الذي أطلق البشر من بيوتهم في موجةٍ عالية المد تصادف أن أصبحت في منطقة كثافتها العليا: حراكاً بشرياً جنوبيّاً. دعونا نراجع هذه المتتالية بالقياس على المنطق الجديد للسيد الإرياني والسيد القربي: فساد النظام السياسي يؤدي إلى الحراك الجنوبي. الحراك الجنوبي أتاح فرصة ذهبية لظهور تنظيم مسلّح ينسب نفسه إلى القاعدة. القاعدة، أو التنظيم الاسلامي العنيف، أدى في النهاية إلى هروب الاستثمار وتفشي المجاعة وخراب جزيرة أتلانتس. وبعملية حسابية بسيطة جدّاً يمكن اختزال هذه المتتالية إلى معادلة نوعية ضابطة: فساد النظام السياسي يؤدي إلى هروب المستثمرين، وتفشي المجاعة وخراب جزيرة أتلانتس. وفي الأخير: غرق الملك، أو هروبه! وبالنسبة للحراك الجنوبي والقاعدة فإن هذه الدوال مجرّد تفاصيل جزئيّة في المشكلة الكبيرة: فساد النظام السياسي، وهو منطق سيلتحم على نحو بديع مع ما تطرحه آلية التفكير الغربي عبر أحد أهم رموزها المشار إليهم: توماس فريدمان.
في الأخير: على مدى 4 أعوام ورجال النظام يتحدّثون عن شروط للحوار مع أبناء الجنوب اليمني في الداخل والخارج. وفي مقدمتها «سقف الوحدة». وهم بهذا التفكير الكاريكاتوري يعيدون إلى الذهن مقولة سهيل بن عمرو في صلح الحديبة: لو شهدتُ بأنك رسول الله لما قاتلتُك. ولو أن المطلوبين للحوار بدرجة ماسّة يؤمنون بالوحدة، ويحترمون النظام والقانون النافذ، ويخضعون للدستور في صورته القائمة كما هي اشتراطات الجماعة الحاكمة لما كان هناك من داعٍ للحوار. وبعد اللت والعجن، إذ من الواضح أن رجال السلطة لا يدركون طبيعة الكارثة إلا بعد أن تتجاوز نقطة اللاعودة، تقرّر أن يكون هنالك حوارٌ بلا شروط سوى شرط واحد: الرغبة في الحوار. لكن فيما يبدو فإن ثمّة فصائل شديدة الأهمية في الفعل السياسي اليمني عمَدت إلى إخصاء هذه الرغبة بفعل الزمن والصلف الرسمي. وهو أمرٌ سيضيف تعقيدات أكثر تركيباً إلى جسد المشكلة اليمنيّة. رحم الله محمود درويش، فـ« طول الطريق يغيّر العاداتْ، حتى تكونَ اثنينِ في طول الطريق!».
المصدر أونلاين
1 - ابداع
حسين عمر
مبدع يا د مروان والله انك مبدع (((ولو علمنا انك رسول الله ماقاتلناك)))
2 - الحمية اهم من العلاج
محمد المصري
ابدعت يادكتور في الشرح والوصف وظربت اجمل الامثلة ونورتنا وافدتنا ارجو ان يستفيد من جهودك لصوص السلطة ومجاذيب ابن لادن
3 - رهيب
اليمن
كلامك قوي جدا , صدقنا مش كل اليمنين بايفهموة . فعلا مبدع وكتاباتك تدل انة راسك مليان ومثقف جدا
4 - إلى حسين عمر
أبو أحمد
لا بد من التعليق بعناية ، وإنتقاء الألفاظ بعقل وحس
5 - ليت قومي يعلمون
متابع
ياريت حد من مراقبي المواقع يوصل المقال هذا لفووووووووووق!
6 - ما فيش فائده
حسين ناصر منصور
الغفوري يقول كلام صريح وواضح وهو مخلص وحريص على اليمن لكن لا حياة لمن تنادي يابن الغفوري. اخاف ان في حد يصدق نداء صاحب التعليق رقم خمسه ويقوم الامن القومي السياسي الاستخبارات العسكريةالامن الخاص امن الرئاسة امن مدري ماهو باعتقال الغفوري زي ما حصل لعبدلاه شائع . وبعدين اجهزة لا لها شرف ولا طرف ونظام يكتفي بدعم اسرائيل له ويفعل كل الموبقات ويرتكب كل الجرائم ويخلط كل الاوراق ولا من يحاسبه .
7 - اين من يقرأ ويفهم؟؟؟
محمد العواضي
اولا كل الشكر والتقدير للمبدع دكتور مروان , دائما يتحفنا بعقلانية مقالاته ومحاكاته للواقع , فهو يقول الحقيقه ويصنفها ولو كانت مره دون خوف ا و نفاق او تملق او انه يعمل له خط رجعه مع اللاحواريين والذين يمثلون السلطه بكل مقوماتها المتعفنه نعم انه فى الجسد مضغه اذا صلحت صلح باقى الجسد فالسلطه فاسده ومفسده فكيف سيصلح حال اليمن؟؟؟ نسأل الله ان يبدلنا خير منهم
8 - أولئك الذين يعارضون الإصلاح !!!
مراد حسن
إزدراء واضح يا دكتور يعتلي صوتك اليوم على أولئك من يدعون أنهم حماة الفضيلة ! ، في الوقت الذين يفتقدون فيه لأي رصيد جماهيري كأفراد مجرد ممثلين لـ البلوتوقراطية ( حكم الأثرياء ) التي تكونت في بلد فقير لم يكن كذلك البتة حين قدموا إليه ، كما لم يكونوا أيضاً أثرياء حينه ، حسبنا أن نتعلم في حضورك ، ولكن لا بأس أن أشارك ببعض مالدي ـ على الأقل فرصه لإبداء أعجابي بفكرك وقلمك على السواء ـ وخلاصة إضافتي التي أسعى لإبدائها بخصوص ما كتبت هنا ، أن هناك تصور آخر ، رغم أنك لم تبقي حجة لأولئك الذين يعارضون فقط الإصلاح في بلدنا المنهك حول ماهية القاعدة وسذاجة التبرير والإستغلال لضرب أي خصوم كانوا في نظرهم ليس فقط الخصوم السياسيين ، أو من يحملون مطالب حقوقية في المقام الأول كما أشرت لكل ذلك ببراعة متناهية الدقة والوضوح ، أن ( الحوثي و القاعدة المحلية ) أدوات ضغط تم إنشاؤها من قبل تلك النخبة ذاتها في قمة الهرم ، لتشويه مظاهر الدعوة إلى الإصلاح التي تشكلت في الشمال والجنوب ، الأداة الأولى صنعت ببطء لوقف المد السلفي ناحية القصر الجمهوري ، استخدمت في الوقت الراهن لتشويه الحراك الإجتماعي المتصاعد ضد مشروع التوريث ( في الشمال )، والأداة الثانية استدعيت بسرعة لتشويه الحراك الجنوبي ذو النزعة الحقوقية الخالصة والتي تحولت بفعل فاعل إلى نزعات عنصرية او بالاصح يُراد لها ذلك ، شكراً لك يادكتور مروان نيابة عن نفسي أنا أعتبرك المتحدث الرسمي للجمهور وبلغة الكبار ، فما تكتبه أكثر من مجرد مقال .
9 - أولئك الذين يعارضون الإصلاح !!! " نسخة منقحة "
مراد حسن
ازدراء واضح يا دكتور يعتلي صوتك اليوم على أولئك من يدعون أنهم حماة الفضيلة ! ، في الوقت الذي يفتقدون فيه لأي رصيد جماهيري كأفراد مجرد ممثلين لـ البلوتوقراطية ( حكم الأثرياء ) التي تكونت في بلد فقير لم يكن كذلك البتة حين قدموا إليه ، كما لم يكونوا أيضاً أثرياء حينه ، حسبنا أن نتعلم في حضورك ، ولكن لا بأس أن أشارك ببعض مالدي ـ على الأقل فرصه لإبداء إعجابي بفكرك وقلمك على السواء ـ وخلاصة إضافتي التي أسعى لإبدائها بخصوص ما كتبت هنا ، أن هناك تصور آخر ، رغم أنك لم تبقي حجة لأولئك الذين يعارضون فقط الإصلاح في بلدنا المنهك حول ماهية القاعدة وسذاجة التبرير والاستغلال لضرب أي خصوم كانوا في نظرهم ليس فقط الخصوم السياسيين ، أو من يحملون مطالب حقوقية في المقام الأول كما أشرت لكل ذلك ببراعة متناهية الدقة والوضوح ، هذا التصور ربما محشور فيما كتبته بشكل أو بأخر وهو أن ( الحوثي و القاعدة المحلية ) أدوات ضغط تم إنشاؤها من قبل تلك النخبة ذاتها في قمة الهرم ، لتشويه مظاهر الدعوة إلى الإصلاح التي تشكلت في الشمال والجنوب ، الأداة الأولى صنعت ببطء لوقف المد السلفي ناحية القصر الجمهوري ، استخدمت في الوقت الراهن لتشويه الحراك الاجتماعي المتصاعد ضد مشروع التوريث ( في الشمال )، والأداة الثانية استدعيت بسرعة لتشويه الحراك الجنوبي ذو النزعة الحقوقية الخالصة والتي تحولت بفعل فاعل إلى نزعات عنصرية او بالأصح يُراد لها ذلك ، شكراً لك يادكتور مروان نيابة عن نفسي أنا أعتبرك المتحدث الرسمي عن الجمهور وبلغة الكبار ، فما تكتبه أكثر من مجرد مقال .
10 - تعرفوا يا جماعة ايش أتمنى ؟
يماني
أتمنى أن يتمكن كل يمني من قراءة مقالات أخينا المبدع الغفوري .. موقع المصدر محدود الزيارات و الصحيفة محدودة الطبعات .. ليعرفوا أن هناك شباب ما زالوا يضعوا اليمن فوق كل الحسابات.. اللهم احفظ اليمن من كل مكروه
11 - مجردإقتراح
ابوالنوادر
أتمنى من كل قلبي لوجمعت كل مقالات الدكتور/مروان في كتاب لما في مقالاته من كثافة اللغة وغزارة السرد وتنوع الأمثلة وإستحضارها من شتى الأمكنة لخدمة الموضوع فلم أقرأ_للدكتور _مقالاوحدا ليس مثقلا لكنه ثقل السحب أو ثقل موازين الرضى .نفعنا الله بقولك وعلمك وعملك وقيض لنا من أمثال ذاكرتك الكثير.
12 - يرفضون الوصفات
ابو اكرم
كثير من الشعب يفهم هذه الوصفات ويتقبلها واذا كان البعض لايفهمها ممكن تصل الى جسمه عن طريق الحقن المشكلة هم روافض السلطة فهم يرفضون كل الوصفات رفضوا ادانة غزو صدام للعراق رفضوا وثيقة العهد والاتفاق رفضوا اجراء انتخابات نزيهة رفضوا الحوار مع المسرحين من ابناء القوات المسلحة رفضوا الحوار مع اللقاء المشترك رفضوا اصحاب المؤهلات والخبرة قال لهم العالم اذهبوا فانتم الروافض