ابن تيميه
07-11-2002, 02:56 AM
مساواة المرأة بالرجل كيف تكون ؟
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبادة الذين اصطفى
1
تحرير المرأة ... مساواة المرأة بالرجل ... القيود على المرأة ...
شعارات نسمعها كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة في سعيها ( لتحرير المرأة ) ، وإتاحة المجال أمامها .
وفي مقابل هذه الشعارات تسمع أصوات الناصحين والمعترضين والمحذرين من حيل الشياطين وأن دعاوى تحرير المرأة دعوة لتعرية المرأة !!
2
أنت من المقتنعين بأن دعوى ( مساواة المرأة بالرجل ) حيلة شيطانية .
ولكن قد يجمعك لقاء بصديق أو قريب فيحدثك عن ضرورة ( مساواة المرأة بالرجل ) وإتاحة المجال أمامها للمشاركة في التنمية !
فتصاب بالدهشة والحيرة !!!
فهذا المتحدث تعرفه جيداً وتعرف غيرته على محارمه وبعده عن الفحش والخنا !!
ولكن لماذا يدعو ( لمساواة المرأة بالرجل ! )
أيتظاهر بالصلاح ويبطن الزندقة !!!!! .
3
ماذا لو قلت لك بأن الطبيعة البشرية تدعو لـ ( مساواة المرأة بالرجل ) !!!
فهل سأكون داعية للفحشاء والمنكر ؟
دعني أجلي لك الأمر ....
اسـاس
ما من شك في أن بعض شعارات المساواة والتحرير هي كفر وزندقة !
كالمطالبة بإلغاء أحكام الإرث والتعدد وإتاحة الحرية للمرأة لتعاشر من تريد .
ولسنا هنا نتحدث عن هذا الكفر !
ولكننا نتحدث عن دعوى مشاركة المرأة للرجل وخروجها لميادين العمل .. الخ .
المقدمة الأولى
الله سبحانه وتعالى خلق خلقه على مبدأ التفاضل ...
فالملائكة من نور وإبليس من نار وآدم من طين .
وآدم خير من إبليس .
وجعل حكمته في تفاضل البشر وأنواع الخلق .
فالرسل خير البشر ... والعرب خير الأمم ... وقريش خير العرب .... والصحابة خير الأمة ... وأبو بكر خير الصحابة ... وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ... والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ...
والعالم خير من الجاهل ... والمبصر خير من الأعمى ...
والكبش السمين خير من الكبش النحيل !
والجنة درجات ما بين كل درجة ودرجة ما بين السماء والأرض ...
والنار دركات والمنافقين في الدرك الأسفل من النار ...
هل اقتنعت بأن التفاضل سنة الله في خلقه ؟
المقدمة الثانية
ومع أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق على مبدأ التفاضل إلا أنه سبحانه وتعالى لحكمه وعلمه خلق الخلق على عدم الرضى بهذا التفاضل بين الخلق !
فالملائكة : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )(البقرة: من الآية30) .
وإبليس رفض السجود بقوله : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(الأعراف: من الآية12) .
وأبو جهل كفر وأستكبر حتى لا يتميز بنو هاشم !
وجاء الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشتكون من أن الأغنياء ينفقون في سبيل الله وهم لا يجدون ما ينفقونه ! .
المقدمة الثالثة
المخلوق لا ينظر لمن هو أدنى منه بل إلى من هو أعلى .
فالمسكين لا ينظر إلى حال الفقير بل ينظر إلى حال الغني .
والأعور لا ينظر إلى الكفيف بل إلى المبصر السليم .
والجاهل لا ينظر إلى من أجهل منه بل ينظر إلى العالم .
والمؤمن لا يدعو الله سبحانه وتعالى إلا أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء .
مطالبه بالمساواة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
في المدينة و في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الأمة منشغلة في بناء الدولة الإسلامية الأولى وكان ذلك البناء يتمحور حول الجهاد في سبيل الله ، فكان صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث ويجهز الجيوش وكان يحث الناس على الخروج في سبيل الله واعداً من مات شهيداً أن يدخل الجنة ومن عاد عاد منتصراً .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيز لأحد الخروج في سبيل الله إلا من انطبقت عليه الشروط .
فكان يرجع الصغير ومن لم يأذن له والديه ( فكان هذا تطبيق لمبدأ التفاضل القاعدة الأولى )
وكانت الصحابيات يسمعن آيات الله تتلى وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تروى في فضل الجهاد والمجاهدين ، فتتحرك فيهن الطبيعة البشرية التي لا تحب أن ترى غيرها ( الرجال ) متميزاً عنها ( بعبادة ) ( القاعدة الثانية ) .
وجاءت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت :
( يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد قال لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور ) .
الخاتمة
إن من يدعو إلى مساواة المرأة بالرجل ومشاركتها في بناء المجتمع والتنمية
ليس بالضرورة أن يكون ديوث ! فاسق ! مارق !
وليس بالضرورة أن تكون المرأة التي تدعو بأن يفتح لها المجال عاهرة ! فاسقة ! متشبة بالرجال !
ولكن يبقى السؤال الأهم
كيف نتعامل مع هذه الدعوة وكيف نوجهها التوجيه الشرعي الصحيح كما وجه رسولنا صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى ( أحسن الجهاد وأجمله ) في حقهن .
لعل هذا ما يتيسر عرضة في لقاء قادم
والله أعلم وأحكم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبادة الذين اصطفى
1
تحرير المرأة ... مساواة المرأة بالرجل ... القيود على المرأة ...
شعارات نسمعها كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة في سعيها ( لتحرير المرأة ) ، وإتاحة المجال أمامها .
وفي مقابل هذه الشعارات تسمع أصوات الناصحين والمعترضين والمحذرين من حيل الشياطين وأن دعاوى تحرير المرأة دعوة لتعرية المرأة !!
2
أنت من المقتنعين بأن دعوى ( مساواة المرأة بالرجل ) حيلة شيطانية .
ولكن قد يجمعك لقاء بصديق أو قريب فيحدثك عن ضرورة ( مساواة المرأة بالرجل ) وإتاحة المجال أمامها للمشاركة في التنمية !
فتصاب بالدهشة والحيرة !!!
فهذا المتحدث تعرفه جيداً وتعرف غيرته على محارمه وبعده عن الفحش والخنا !!
ولكن لماذا يدعو ( لمساواة المرأة بالرجل ! )
أيتظاهر بالصلاح ويبطن الزندقة !!!!! .
3
ماذا لو قلت لك بأن الطبيعة البشرية تدعو لـ ( مساواة المرأة بالرجل ) !!!
فهل سأكون داعية للفحشاء والمنكر ؟
دعني أجلي لك الأمر ....
اسـاس
ما من شك في أن بعض شعارات المساواة والتحرير هي كفر وزندقة !
كالمطالبة بإلغاء أحكام الإرث والتعدد وإتاحة الحرية للمرأة لتعاشر من تريد .
ولسنا هنا نتحدث عن هذا الكفر !
ولكننا نتحدث عن دعوى مشاركة المرأة للرجل وخروجها لميادين العمل .. الخ .
المقدمة الأولى
الله سبحانه وتعالى خلق خلقه على مبدأ التفاضل ...
فالملائكة من نور وإبليس من نار وآدم من طين .
وآدم خير من إبليس .
وجعل حكمته في تفاضل البشر وأنواع الخلق .
فالرسل خير البشر ... والعرب خير الأمم ... وقريش خير العرب .... والصحابة خير الأمة ... وأبو بكر خير الصحابة ... وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ... والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ...
والعالم خير من الجاهل ... والمبصر خير من الأعمى ...
والكبش السمين خير من الكبش النحيل !
والجنة درجات ما بين كل درجة ودرجة ما بين السماء والأرض ...
والنار دركات والمنافقين في الدرك الأسفل من النار ...
هل اقتنعت بأن التفاضل سنة الله في خلقه ؟
المقدمة الثانية
ومع أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق على مبدأ التفاضل إلا أنه سبحانه وتعالى لحكمه وعلمه خلق الخلق على عدم الرضى بهذا التفاضل بين الخلق !
فالملائكة : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )(البقرة: من الآية30) .
وإبليس رفض السجود بقوله : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(الأعراف: من الآية12) .
وأبو جهل كفر وأستكبر حتى لا يتميز بنو هاشم !
وجاء الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشتكون من أن الأغنياء ينفقون في سبيل الله وهم لا يجدون ما ينفقونه ! .
المقدمة الثالثة
المخلوق لا ينظر لمن هو أدنى منه بل إلى من هو أعلى .
فالمسكين لا ينظر إلى حال الفقير بل ينظر إلى حال الغني .
والأعور لا ينظر إلى الكفيف بل إلى المبصر السليم .
والجاهل لا ينظر إلى من أجهل منه بل ينظر إلى العالم .
والمؤمن لا يدعو الله سبحانه وتعالى إلا أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء .
مطالبه بالمساواة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
في المدينة و في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الأمة منشغلة في بناء الدولة الإسلامية الأولى وكان ذلك البناء يتمحور حول الجهاد في سبيل الله ، فكان صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث ويجهز الجيوش وكان يحث الناس على الخروج في سبيل الله واعداً من مات شهيداً أن يدخل الجنة ومن عاد عاد منتصراً .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيز لأحد الخروج في سبيل الله إلا من انطبقت عليه الشروط .
فكان يرجع الصغير ومن لم يأذن له والديه ( فكان هذا تطبيق لمبدأ التفاضل القاعدة الأولى )
وكانت الصحابيات يسمعن آيات الله تتلى وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تروى في فضل الجهاد والمجاهدين ، فتتحرك فيهن الطبيعة البشرية التي لا تحب أن ترى غيرها ( الرجال ) متميزاً عنها ( بعبادة ) ( القاعدة الثانية ) .
وجاءت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت :
( يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد قال لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور ) .
الخاتمة
إن من يدعو إلى مساواة المرأة بالرجل ومشاركتها في بناء المجتمع والتنمية
ليس بالضرورة أن يكون ديوث ! فاسق ! مارق !
وليس بالضرورة أن تكون المرأة التي تدعو بأن يفتح لها المجال عاهرة ! فاسقة ! متشبة بالرجال !
ولكن يبقى السؤال الأهم
كيف نتعامل مع هذه الدعوة وكيف نوجهها التوجيه الشرعي الصحيح كما وجه رسولنا صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى ( أحسن الجهاد وأجمله ) في حقهن .
لعل هذا ما يتيسر عرضة في لقاء قادم
والله أعلم وأحكم