المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخـطاب الشعري في الثلاثينات من القرن الماضي...!!!


أبوعوض الشبامي
11-11-2010, 09:09 AM
.

المتابع لحركة الشعر الشعبي الحضرمي بإمكانه رصد الخطاب الشعري من القصائد التي قيلت في ثلاثينيات القرن الماضي ، ذلك من خلال البنية الدلالية والرؤية التأويلية حول النص الشعري الشعبي ، فقد شهدت مرحلة الثلاثينيات كثيراً من التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الحضرمي ، فكان من الطبيعي أن تستجيب الحياة الثقافية بعامة والأدبية بخاصة لكل هذه التحولات.

في اعقاب عقد اتفقيات الصلح بين القبائل عام 1938م ، وما تلاها من فرض دولة النظام والقانون ، سقطت الرموز القبلية وتلاشى نفوذها على المجتمع الحضرمي ، وتبددت أساطيرها التى هيمنت على الواقع الحضرمي ، مما أدى إلى سقوط الكابوس والرعب الذى راود عقول الحضارمة بعامة والمصلحين منهم خاصة. وعلى أثر هذا السقوط، تشكل الوعي الحضرمي الجديد ، والذي كان سبباً قوياً فى تمرد شعراء الشعر الشعبي في حضرموت ، وتمكن شعراء الثلاثينات من طرح إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية، لتأسيس الشكل الفكري الجديد للقصيدة الحضرمية لمجابهة الحياة الجديدة بعد فرض السلم الاجتماعي وفرض دولتي القانون ( سلطنة القعيطي - سلطنة الكثيري ) ، وفرض الاصلاحات التي كانت سببا في دفع المجتمع الحضرمي نحو اعتاب العصر الحديث . ورفض الفوضى والحروب الأهلية القبلية واضطراب السلم الاجتماعي وهيمنت القبيلة وافكارها على المجتمع .

ولهذا نطرح هنا من نماذج الشعر لجيل الثلاثينات و إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية، لتأسيس الشكل الجديد للقصيدة الثلاثينية والتى ينتمون إليها وتنتمى لهم..مجابهين بذلك الحياة الثقافية السائدة آنذاك.
ونطرح في هذا الموضوع الملامح الفنية للقصيدة الثلاثينية ومدى قدرة شعراء الثلاثينيات على امتلاك أدواتهم الفنية من خلال تجاوزاتهم على مستويي الشكل والمضمون وطرح جماليات الخطاب الشعرى الثلاثيني من خلال رصد الأدوات الفنية فى النص الشعرى الثلاثيني (كاللغة، والإيقاع، والصورة، والرمز الشعرى، وتوظيف التراث ...) .

النموذج الأول للخطاب الشعري الثلاثيني قصيدة الشاعر ( محمد البحر ) نشرها في مجلة الترجمان والتي كانت تصدر في المهجر الشرقي الحضرمي بين اعوام 1356- 1357هـ يقول الشاعر الذي اختار عنوان قصيدته ( بين أمس واليوم ) .


امس لاسمعنا قرحة البندق= تخمخمت من هولها المصران (1)
واليوم إلاّ بالقبولة ننذق= لما قد جات مراكب الطيران (2)

امس لا قرح بيننا البادي= تقافزنا توّاً الى النيران(3)
واليوم ظهرت شجاعة القادي= لي هي مخبيه في قلوب الشجعان(4)

امس لو باتعمل جاك خنفوس= يقهرك مرفوق حطيط كرعان(5)
واليوم الظلم قده منفوس=- قبلت النصفة وانكسرت الكيزان(6)

امس الظلم في نياحه= خوفا من عقربه والحنشان
واليوم المعتزي ابن حه ياحه= كرفت كرانيفك شف قفاك حمران(7)

امس ما يذوق النوم شارح = على ماله وروحه في البلد سرقان(8)
واليوم يانعسان نم واسترح= لحيث سيف العدل مصلت على الكيران(9)

امس غراب الظلم في الجو يعربد= جالك مشؤوم ياتي على العمران
واليوم عندليب السعد غرد= ومن شجى صوتك يطرب الفزعان(10)

امس في مسقط الراس الدم سائل= لا شيخ له قيمه ولا سيد ولاقروان
واليوم يهناك الأمان يافاضل= فتح له الابواب والسدد والخلفان

امس الناس في غدرا ياساتر= ما حد يذكر ولا ينصح ينبه السكران
واليوم والحمدالله الواحد القادر= خرجت جريدة للعرب الترجمان


من قراءتنا لهذه الخطاب الشعري الثلاثيني لابد من وقفة حول البنية اللغوية للقصيدة في تلك الفترة ، من حيث ركنيها الاساسيين الإفرادي والتركيبي ، ومعرفة منهج الشكل فالنص كما يقال ( مجرد كائن لغوي مركب من مجموعة عناصر ابداعية متضامّة ) ، ويمكن تحليلها و تفكيكها من حيث التركيز عن ملاصقة الشعر بالواقع ، وتركيز الشاعر على الدور الإيجابي في تحديد الموضوع . حتى جاءت القصيدة انعكاسا للصورة الاجتماعية ، وصورا واضحة بين الأمس الماضي والحاضر المطل على المستقبل . ونستقرأ الألفاظ التي جاءت كمادة إبداع أدبي و ليست مجرد انفعالات .

أولا : نلاحظ في النص تمرد الشاعر على النمط التقليدي لشكل القصيدة الحضرمية والخروج عن قاعدة ( الاستهلال ) التي عادة ما يبدأ الشعر الحضارمة بها ( أبدي - وبسم الاله - وابديت بك وادعوك ..الخ ) ، وعدم توظيف آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي ، أوتوظيف الأسطورة ضمن استهلاليات قصيدته ، كما دأب كثير من شعراء عصره .


ثانيا : نلاحظ في النص توزع الفعل بين دلالتي الماضي و الحاضر ( امس واليوم ) والأمر , حيث احتوت الأبيات على أفعال ماضية منها : ( سمعنا ، تخمخمت ، قرح ، تقافزنا ، باتعمل ...الخ ) في حين احتوت على افعال امر منها: ( ننذف ، كرفت شف نم ، استرح ، غرد ، فتح ... الخ ) و نلاحظ في هذا الشأن سيطرة فعل الأمر على الماضي ، وهذا يحيلنا الى أن التحول الاجتماعي والسياسي كان قد جاء بقرار ( فعل أمر ) ، والدلالة على ذلك ( لما قد جات مراكب الطيار ) وهذا يحيلنا بوجود قوة عسكرية كبيرة ( الوجود البريطاني ) الذي فرض اتفاقية الصلح بين القبائل وفرض النظام والقانون والسلم الاجتماعي في حضرموت . وانهى بذلك قرون من حالة الفوضى والاضطراب الذي كانت تشهده حضرموت قبل عام1938م .

ثالثا : نلاحظ بوضوح شكل القصيدة التي ابتعدت عن الرمز الشعري ، لأنه ليس هناك من سبب يجعل الشاعر يتوارى خلف الرموز الغامضة خوفا في التعبير عن رؤيته ومقارنته ( بين الامس واليوم ) ، فالشجاعة الأدبية تنشأ مع وجود الحرية الشخصية ، وحرية التعبير في ظل دولة المؤسسات والقانون .

رابعا : الصور ضمن النص، احتوت هذه القصيدة على صور متعددة منها ما عبر عن الخوف والقهر الطبقي (( تخمخمت - هولها - تقافزنا - يقهرك - نياحة خوفا - مايذوق النوم - غراب الظلم - الدم سائل- ) ومنها صورا تعبر عن الفرح والسعادة وانتصار السلم عبر الصلح ودعاته ، والاصلاح وانصاره ( بالقبولة ننذف- الظلم منفوس- قبلت النصفة - نم واسترح - عندليب السعد غرد - يطرب - يهناك الأمان ... )

خامسا : إن كانت هناك وقفة أخيرة في هذه القصيدة فإنها مع هذين البيتين وما يحملانه من صور جميلة ودلالات عميقة:


امس لاقرح بيننا البادي= تقافزنا توّا الى النيران
واليوم ظهرت شجاعة القادي= لي هي مخبيه في قلوب الشجعان

( البادي والقادي ) مصطلحان في فقه اللغة الحضرمية ضمن مصطلحات الحرب ومعنى ( البادي ) المعركة القبلية المحدودة بزمان ومكان معين ، اما ( القادي ) فمعناه الاستسلام والخضوع للمنتصر فالصورة الجميلة التي ركبها الشاعر من كلمتي ( البادي والقادي ) هو انه في الماضي إذا سمع قرحة وضرب البندق معلنا عن بداية معركة قبلية فيدفعه الخوف الفطري الى القفز نحو مصدر النار المشتعلة في البيت لإطفاء ضوءها حتى لايكون مصدر الضوء هدفا يتعرض لضرب البنادق ، اما في الحاضر فيسخر الشاعر حين رأى هؤلاءك الاشاوش الذين ظهرت شجاعتهم على حقيقتها شجاعة والتي كانت ( مخبية في قلوبهم ) انها ( شجاعة القادي) شجاعة الاستسلام والخضوع للقوي المنتصر .
وهنا دلالة على قوة دولة النظام والقانون في حضرموت ، والتي استطاعت فرض الأمن والأمان واشاعة السلم الإجتماعي بين جميع طبقات المجتمع الحضرمي .




_______________________________________________
(1) قرحة البندق : الصوت الناتج عن اطلاق رصاصة البندق ، ( تخمخمت ) تقلص الأمعاء وانقباضها من الخوف.
(2) ننذق : نلقي بها ونرميها بعيدا.
(3) البادي : المعركة القبلية المحدودة بزمان ومكان معين.
(4) القادي : الاستسلام والخضوع للمنتصر.
(5) مرفوق : الرفق عادة قبلية كانت تفرض على الغير وهي تعني المنع عن العمل أو التصرف في الممتلكات.( حطيط ) نحيف .
(6) النصفة : دعاء المظلوم بطلب العدالة السماوية لتأخذ بحقه ، كقولهم ( الله ينصف لنا ).
(7) المعتزي : العزوة املتفاخر بالنسب أو بالكنية ، ( ابن حه ياحه ) كلمتان تقال للتعبير عن التوجع والألم ، ( كرفت كرانيفك ) أثني كفيك .
(8) شارح : حارس النخل والزرع.
(9) الكيران : جمع كور والكور هو الرأس.
(10) الفزعان : الخوفان.

لنا تواصل مع الموضوع.



.

عبدالله الجعيدي
11-11-2010, 10:13 AM
يقال ان الشاعر ابن بيئته وهو يعبر بحق عن تلك البيئة التي عاش وترعرع فيها وبالطبع تنعكس الإحداث سلبية كانت ام ايجابية على الشاعر نفسه . وقريحته لا تاتي الا بما تختزل النفس من مفردات كانت نتاج تلك البيئة وتاتي معبرة تعبيرا صادقا عن الواقع المعاش في ذلك الوقت . وماهذه القصيدة والنابعة من قلبا صادقا عاش مرارة القهر والكبت والحرمان وظلم وجبروت القوي على الضعيف او الخوف من الحروب ومايترتب عليها من محن والآم .الا اكبر دليل على ذلك . حيث اتت بدون أي تكلف او تشبيه مبطن لايستطيع الشاعر قوله او الاتيان به وبوضوح في غير ذلك الزمان التي كتبت فيه هذه القصيدة ( مع تحفظي على الكثير من العيوب في هذه القصيدة ) الا انها تحمل معاني سامية كانت مفقودة في وقتا من الأوقات نتيجة الواقع المرير المعاش حينها. ولو نعود الي القصائد التي قيلت ماقبل ذلك التاريخ لكانت بعكس هذه القصيدة تماما. فذلك هو التاريخ وما الشاعر الا ناقل للتاريخ في كل وقت وزمان . اذ بامكان المتتبع ان يحدد الفترة التي عاش فيها الشاعر من خلال القصائد التي كتبها فهو لسان حال امته وزمانه وبيئته . شكرا لك عمدتنا على هذا الطرح وطرق المواضيع المفيدة والموغلة في أعماق تاريخنا . تحياتي

بارق الدمع
11-11-2010, 03:39 PM
الاخ ابو عوض عندي سوال ومن زمان نبحث عن الاجابه الشافيه والكافيه وبكل مصداقيه ووضوح!

ايام العرب وفطاحلة الادب واللغه العربيه كانوا يكتبون شعرهم بالعربيه الفصحاء وذلك لان اللغه كانت موجوده في كلامهم العادي وليس محصوره في الشعر


والحضارم كانت عندهم مفردات يتداولونها في كلامهم العادي اذا لاشك انها ستنعكس في اسعارهم

والان العالم اصبح قريه هل اذا شاعر حضرمي كتب بمفردات مفهومه لدى جميع الاقطار العربيه يعتبرلا نقصأ في الشعر الحضرمي؟؟؟؟!!!

ام انه لابد لمن كان من شعراء حضرموت ان يلتزم باالهجه الحضرميه في كتابة شعره .؟؟؟؟؟

ام انك مع ولا تنسى نصيبك من..........؟؟؟؟؟؟

ياريت ترد على هذا الاسئله حسب مفهومها لاني ضعيف في التعبير الكتابي وقد لا تصل فكرتي ولكنني واثق من نباهتك ايها الكاتب المثقف

الشبامي
11-11-2010, 03:40 PM
فترة الثلاثينات والأربعينيات تعتبر فترة ذهبيه لحضرموت حيث أُدخلت الأنظمه الإداريه كنظام البلديه والمحاكم المدنيه والجنائيه والبرقيات ايضا إنشاء الجمعيات الإجتماعيه ، كما أُنشئت في تلك الفتره القوات العسكريه النظاميه بينما كانت باقي أنحاء اليمن تغط في أنظمه ظلاميه متخلفه بإستثناء المناطق الواقعه تحت الإحتلال البريطاني كعدن تحديدا وبعض المناطق المحيطه بها !!
في تلك الفتره ايضا كانت هناك صحف تصل لحضرموت من جاوه ومن مصر مما يدل على المستوى الثقافي الذي بلغته بعض شرائح المجتمع الحضرمي آنذاك !!
وكما يقال الشاعر مرآة عصره ، لذا نرى ذلك ينعكس على إبداعات شعراء تلك الحقبه ومنهم شاعرنا محمد البحر والمقتبس أعلاه جزء منها !!
خلال آخر رحله لي لأرض الوطن وأثناء تصفحي لبعض الكتب والصحف القديمه فوجئت بوجود صحيفه قديمه جدا من تراث المرحوم جدي علي بن أحمد بالربيعه ، والذي كان يساهم بكتاباته في تلك الصحف فيما بعد، لم أكن لأصدق انها طبعت قبل 100 عام وهي صادره من جاوه !!
هناك أيضا صحيفه أتذكرها وكنت حينها طالبا في المرحله الإبتدائيه في شبام واذا لم تخني الذاكره إسمها اللطائف المصوره ، كنت مذهولا وانا ارى رسومات ملونه لرسام الكاريكاتور المصري (( صاروخان )) ، وغيره !!
لقد كانت تلك الفتره الزمنيه التي مرت بها حضرموت ذهبيه بمعنى الكلمه ، وبالتالي يجب ان يكون الشعر فيها ايضا يتحدث عنها وبنفس المستوى !!
أبوعوض لآ يسعني إلا ان اشكرك ومن الصميم ، سأحاول مستقبلا ان أقوم بنسخ تلك الصحف او بعضها الكترونيا وتوثيقها هنا في سقيفتنا العامره !!

أبوعوض الشبامي
11-11-2010, 06:48 PM
يقال ان الشاعر ابن بيئته وهو يعبر بحق عن تلك البيئة التي عاش وترعرع فيها وبالطبع تنعكس الإحداث سلبية كانت ام ايجابية على الشاعر نفسه . وقريحته لا تاتي الا بما تختزل النفس من مفردات كانت نتاج تلك البيئة وتاتي معبرة تعبيرا صادقا عن الواقع المعاش في ذلك الوقت . وماهذه القصيدة والنابعة من قلبا صادقا عاش مرارة القهر والكبت والحرمان وظلم وجبروت القوي على الضعيف او الخوف من الحروب ومايترتب عليها من محن والآم .الا اكبر دليل على ذلك . حيث اتت بدون أي تكلف او تشبيه مبطن لايستطيع الشاعر قوله او الاتيان به وبوضوح في غير ذلك الزمان التي كتبت فيه هذه القصيدة ( مع تحفظي على الكثير من العيوب في هذه القصيدة ) الا انها تحمل معاني سامية كانت مفقودة في وقتا من الأوقات نتيجة الواقع المرير المعاش حينها. ولو نعود الي القصائد التي قيلت ماقبل ذلك التاريخ لكانت بعكس هذه القصيدة تماما. فذلك هو التاريخ وما الشاعر الا ناقل للتاريخ في كل وقت وزمان . اذ بامكان المتتبع ان يحدد الفترة التي عاش فيها الشاعر من خلال القصائد التي كتبها فهو لسان حال امته وزمانه وبيئته . شكرا لك عمدتنا على هذا الطرح وطرق المواضيع المفيدة والموغلة في أعماق تاريخنا . تحياتي

هذا الموضوع عن الخطاب الشعري في ثلاثينيات القرن الماضي وهو محاولة لالقاء الضوء على بعض مواطن الخصوبة والثراء في صور الخطاب الشعري اثناء وبعد تلك الحقبة التي بدأت معها إرهاصات ارساء دعائم السلم الاجتماعي والسعي نحو الصلح بين القبائل كما حملته وثائق تلك الحقبة المهمة من تاريخ حضرموت .

نستشف في قصيدة الشاعر محمد البحر من قوله :


امس في مسقط الراس الدم سائل= لاشيخ له قيمه ولا سيد ولا قروان


ان هيكل النظام الاجتماعي اصابه الخلل والحقوق والدماء اهدرت ، وكما نعي أنه في السلم الإجتماعي الحضرمي يحتل السادة ( آل باعلوي ) القمة في ذلك التقسيم ، ذلك لشرف انتسابهم للبيت النبوي الشريف ، ثم تليهم طبقة المشائخ للمنزلة الروحية والعلمية التي حظيوا بها ، ثم تأتي بقية الطبقات ، وفي العرف القبلي والاجتماعي في حضرموت كان للسيد وللشيخ قيمة واعتبار ، وكانت بقية الطبقات من قروان وغيرهم ، تحت حمى رجال القبائل من حملة السلاح ، ولكن الفتن والحروب الأهلية التي كانت تشهدها حضرموت قبل إتفاقية الصلح جعلت بجميع الطبقات تستصرخ بإنجرامز المستشار البريطاني ليضع حدا لإرهاب رجال القبائل الذي يعيثون في الأرض فسادا ولا عجب أن نقرأ وثيقة بعثها المشائخ آل باوزير يستحثون فيها انجرامز ( حماه الله ورعاه ) التدخل وطلب الخلاص .


http://qatar4up.com/upfiles/w3T90150.jpg (http://qatar4up.com/)




.

محمد التميمي
11-11-2010, 07:09 PM
شكراً للأخ ابوعوض على هذا الغوص والبحث في كنوز الشعر الشعبي الحضرمي في تلك الحقبه الثلاثينيه من القرن الماضي , ولاشك ان الشعر الشعبي عموماً والحضرمي خصوصاً كان مرآة عكست واقع وحال الأمة , ومن خلاله نستطيع قرأة التاريخ والأحداث فقد وثق الشعر الشعبي الكثير من المراحل السياسية والاجتماعية التي واكبت تطور المجتمع الحضرمي , فمن خلال إطلاعي على بعض أشعار المعلم عبدالحق وجدت العديد من القصائد وثقت أحداث سياسيه هامة عاشها المجتمع الحضرمي .

لقد حمل شعراء ثلاثينيات القرن الماضي راية الشعر الشعبي الحضرمي بكل أمانة ومسولية وجسدو وترجموا من خلاله معاناة أمتهم وتطلعاتها وأمالها نحو الرقي والتطورومستقبل زاهر .

الشعر الشعبي في عهدة من ؟؟ سوال مازال مطروحاً منذو حوالي نصف شهر في سقيفة الشبامي ولم نجد الإجابة عليه !! لم نشاهد سوى هذيان وحديث لايسمن ولايغني ولايشبع فضول من أطلع عليه !!

سؤال مازال محيرني ياليتني أجد الأجابة الشافية الوافيه منكم هل تعتقد ان شعراء عالم النت الحضارم يستطيعون تحمل مسؤلية وقيادة لواء الشعر الشعبي الحضرمي وهل يستطيعون من خلاله ترجمة هموم وتطلعات مجتمعهم الحضرمي !! ؟؟


رمضان باعكيم شاعر شعبي حضرمي يقف في شموخ رافضاً كل العادات الدخلية على المجتمع الحضرمي منتقداً كل السلبيات متباكياً على الماضي وأيام الهدو والسكينة والأمن وألامان !! [url]http://www.youtube.com/watch?v=Kt5uiQc9TwM&feature=related

أبوعوض الشبامي
11-12-2010, 12:37 AM
الاخ ابو عوض عندي سوال ومن زمان نبحث عن الاجابه الشافيه والكافيه وبكل مصداقيه ووضوح!

ايام العرب وفطاحلة الادب واللغه العربيه كانوا يكتبون شعرهم بالعربيه الفصحاء وذلك لان اللغه كانت موجوده في كلامهم العادي وليس محصوره في الشعر


والحضارم كانت عندهم مفردات يتداولونها في كلامهم العادي اذا لاشك انها ستنعكس في اسعارهم

والان العالم اصبح قريه هل اذا شاعر حضرمي كتب بمفردات مفهومه لدى جميع الاقطار العربيه يعتبرلا نقصأ في الشعر الحضرمي؟؟؟؟!!!

ام انه لابد لمن كان من شعراء حضرموت ان يلتزم باالهجه الحضرميه في كتابة شعره .؟؟؟؟؟

ام انك مع ولا تنسى نصيبك من..........؟؟؟؟؟؟

ياريت ترد على هذا الاسئله حسب مفهومها لاني ضعيف في التعبير الكتابي وقد لا تصل فكرتي ولكنني واثق من نباهتك ايها الكاتب المثقف


لازالنا مع وقفتنا حول الخطاب الشعري في ثلاثينيات القرن الماضي حيث كانت عجلة السلام تدور بسرعة لتبحث عن حلول واقتراحات تحقق السلام في المجتمع الحضرمي بعد قرون من الفتن واضطراب الأمن والفوضى .

عرفت حضرموت لأول مرة مصطلحات جديدة (( قوانين - أمن - سلام - لجنة - اصلاحات - اصلاح مؤبد )) تلك المصلحات وما شابهها كانت وليدة ارهاصات السلام والحرص على تحقيق الصلح بين جميع فئات المجتمع الحضرمي ، خلال حقبة الثلاثينات من القرن الماضي وصور هذه الوثائق تحيلنا الى دلالات تاريخية موثقة قبل أن يوثق الشعر نزعة الخيرين من الشعراء نحو الجنوح للسلم والصلح والاصلاح الاجتماعي .


http://qatar4up.com/upfiles/1yO04812.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/Fn404812.jpg (http://qatar4up.com/)


لعل بعضكم لا يؤمن بأهمية الوثائق كأدلة على حرص الجميع في مناشدة السلام ، وتحقيق التطلعات للسلم والسلام في المجتمع الحضرمي ، ويؤمن بالشعر الذي (( يؤجج الفتن ويرفض السلام ومعاهدات الصلح )) .
نعود نحو الشعر الشعبي ، ونستشف في تحول الخطاب الشعري تماهيه مع تلك المطالب والدعوات بالصلح والاصلاح والسلم والسلام الاجتماعي .

نضع لكم النموذج الثاني من الخطاب الشعري في الثلاثينات ، ضمن شعراء جيل الثلاثينات بغية معرفة إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية ، وتطلعاتهم لتأسيس الشكل الجديد للقصيدة الثلاثينية والتى ينتمون إليها وتنتمى لهم ، مجابهين بذلك الحياة الثقافية السائدة آنذاك.

من هؤلاء الشعراء (( بودويله )) والذي جادت قريحته بقصيدته ارسلها من مهجره من سوربايا يرد فيها على الشاعر المكنى (( الفرزدق )) وهو الاسم المستعار للشاعر صلاح احمد الاحمدي الذي تزعم الدعوة في رفض الصلح والاصلاح وعقد اتفاقيات السلام بين القبائل ، وعبر عن ذلك الرفض بقصائد قليلة ربما كان يهدف من وراءها استثارة الشعراء ، يقول الشاعر بودويله في قصيدته التي وضع عنوانها ( ياذيب كلت الضان جالك أسد ) :


حيا وسهلا عدد ناظم نظم = ابيات شاعر من المشهور ذاك
لي تكنى الفرزدق ونطق= قوله في أهل الظلم وقعو في الهلاك
حقيق ما قاله وتشهد له مدن= هينن وحوره با تجدهن في الضناك
(صمان) غفـّل وغيره قد بكا= شلو خطوط الرهن واستلمو الفكاك
ياكم حوادث جرت في اهل البلد= أشبام ركت ودخلت في الركاك
دلالالها مردوف وقع له كم وكم= من المصايب سرح لما هناك
حيدر آباد الهند وصلها مشتكي= عند قبر بومقعط عوض مولى الملاك
لاشرع يمشي ولا قانون دول= ذلاّ برز به وقسم له في غذاك
احكام تصدر وبكره تنتقض = في البرزه يوخذ ويعطي من قداك
ياذيب كلت الضان قد جاك الأسد= با ينتقم للقرح وقدملك رداك
العدل أساس الملك ينمو الى العلا= والظلم يخرب ساسه المبني دكاك
بين أمس والبارح نرى الغرفه مست= تنافس الصفرا شبام أم الفلاك
وانظر الى سيئون فازت بكل شي= واما تريم ارفع بنفسك في مناك
فيها هميم الخرف بن شيخ اشتهر= بوبكر السقاف سقف الاملاك
عسى القياده تقع له دائما = تصبح لحقاف تناطح السماك

من خلال القراءة الأولية لهذا الخطاب الشعري هناك صورا واضحة لا تبتعد عن القصيدة السابقة التي تصور الأمس الماضي ، والحاضر المطل على المستقبل . ولكن هنا نستقرأ الألفاظ التي جاءت كمادة إبداع أدبي .

أولا : من سياق النص تتفق هذه القصيدة مع القصيدة الأولى للشاعر ( حسن البحر ) و نلاحظ ايضا أن الشاعر تمرد على النمط التقليدي لشكل القصيدة الحضرمية والخروج عن قاعدة ( الاستهلال ) التي عادة ما يبدأ الشعراء الحضارمة به قصائدهم على نحو ( أبدي - وبسم الاله - وابديت بك وادعوك ..الخ ) ، وعدم توظيف آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي ، أوتوظيف الأسطورة ضمن استهلاليات قصيدته ، كما دأب كثير من شعراء عصره .

ثانيا : ، يجب معرفة منهج شكل الخطاب الشعري من خلال النص والنص كما قلنا ( مجرد كائن لغوي مركب من مجموعة عناصر ابداعية متضامّة ) ، والنص الشعري جسد حي كيف ما كان بناؤه ، يفترض ان يكون فيه تماسكا وترابطا فاستهلال القصيدة جاء كرأس هذا الجسد ، ولكنه مختزلا في عبارة كانت بمثابة قنطرة تؤدي للفكرة والوصول للموضوع ( اهل الظلم وقعو في الهلاك ).

ثالثا : ضمن الخطاب الشعري الذي يربط الدلالات المهمة في هذه القصيدة عناصر مهمة رئيسة وهي تصوير للظلم المهيمن والمرفوض وعبر عنه الشاعر على النحو التالي:

1- شهادة ة تلك المدن الحضرمية ر ( حوره وهينين ) والتي ربما ينتمي اليها الشاعر ويشهد كشاهد حال على وجود الظلم والمظالم ومعاناتها اهلها من جراء ذلك.

2- سرد نموذجا تجلى فيه الظلم بما لحق بشخص اسمه ( صمان ) والذي صاح وغفّل وبكا حين اخذت منه وثائق رهن ارضه واستلم منه قيمة الفكاك.

3 - نموذجا آخر حكاية ( الدلال مردوف حم الشبامي ) وهي حكاية مشهورة ، تدل الى شيوع الظلم الذي مس جميع الطبقات ، ما نزل بمردوف من ظلم كان سببه حاكم شبام علي بن صلاح القعيطي ، وقد لجأ محتميا بقبر السلطان عوض القعيطي بحيدر آباد ، واستصرح ( مردوف حم ) بصلاح الأحمدي فارسل له قصيدته التي استهلها بقوله:



سبوح قدوس عبدك فرج همومه= ياللي تفرج على من ضاق جم هموم

فرد عليه صلاح الأحمدي بقصيدة ينصحه فيها أن يرجع بيته ويتغطى وينام (( أمام سياسة الأمر الواقع )) وهيمنة القوي على الضعيف .

4- غياب الشرع والقانون.

5- فوضى احكام القضاة والحكام المحليين.

ثم نلاحظ الحضور القوي لعنوان النص والذي جاء ضمن النص (( ياذيب كلت الضان جالك أسد )) ومنه يمكننا استخراج الوحدات الدلالية ، وبعد هذا البيت هناك صورا مكثفة جاءت ضمن النص.
بالامكان تفكيك عناصومكوناتها ( التشبيه ، الاستعارة ، المجاز ..الخ ) .


.

باشراحيل
11-12-2010, 02:15 AM
.

المتابع لحركة الشعر الشعبي الحضرمي بإمكانه رصد الخطاب الشعري من القصائد التي قيلت في ثلاثينيات القرن الماضي ، ذلك من خلال البنية الدلالية والرؤية التأويلية حول النص الشعري الشعبي ، فقد شهدت مرحلة الثلاثينيات كثيراً من التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الحضرمي ، فكان من الطبيعي أن تستجيب الحياة الثقافية بعامة والأدبية بخاصة لكل هذه التحولات.

في اعقاب عقد اتفقيات الصلح بين القبائل عام 1938م ، وما تلاها من فرض دولة النظام والقانون ، سقطت الرموز القبلية وتلاشى نفوذها على المجتمع الحضرمي ، وتبددت أساطيرها التى هيمنت على الواقع الحضرمي ، مما أدى إلى سقوط الكابوس والرعب الذى راود عقول الحضارمة بعامة والمصلحين منهم خاصة. وعلى أثر هذا السقوط، تشكل الوعي الحضرمي الجديد ، والذي كان سبباً قوياً فى تمرد شعراء الشعر الشعبي في حضرموت ، وتمكن شعراء الثلاثينات من طرح إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية، لتأسيس الشكل الفكري الجديد للقصيدة الحضرمية لمجابهة الحياة الجديدة بعد فرض السلم الاجتماعي وفرض دولتي القانون ( سلطنة القعيطي - سلطنة الكثيري ) ، وفرض الاصلاحات التي كانت سببا في دفع المجتمع الحضرمي نحو اعتاب العصر الحديث . ورفض الفوضى والحروب الأهلية القبلية واضطراب السلم الاجتماعي وهيمنت القبيلة وافكارها على المجتمع .

ولهذا نطرح هنا من نماذج الشعر لجيل الثلاثينات و إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية، لتأسيس الشكل الجديد للقصيدة الثلاثينية والتى ينتمون إليها وتنتمى لهم..مجابهين بذلك الحياة الثقافية السائدة آنذاك.
ونطرح في هذا الموضوع الملامح الفنية للقصيدة الثلاثينية ومدى قدرة شعراء الثلاثينيات على امتلاك أدواتهم الفنية من خلال تجاوزاتهم على مستويي الشكل والمضمون وطرح جماليات الخطاب الشعرى الثلاثيني من خلال رصد الأدوات الفنية فى النص الشعرى الثلاثيني (كاللغة، والإيقاع، والصورة، والرمز الشعرى، وتوظيف التراث ...) .

RIGHT]

لنا تواصل مع الموضوع.[/SIZE][/COLOR]




.




تحليل موضوعي وفني من استاذنا الكبير "أبوعوض الشبامي" ، يتسم بالعمق المعرفي لمرامي الشعر والشعراء استنادا الى تاريخ حضرموت السياسي والعام والحقبة الزمنية التي قيل فيها هذا الشعر (الثلاثينات) ..

تحليل يتكىء على ثقافة تراثية وتاريخية وأدبية وبيئية واسعة .. ليست علاقة "ابوعوض الشبامي" بالشعر والتراث والأدب علاقة عابرة بل هي قصة حب مع الثقافة الجديدة التي تفتح للوعي افقا وللنضج طريقا وللرؤية اكتمالا ..

لذا فقصة استاذنا مع الثقافة والمعرفة في كتاباته خلقت ذائقة أدبية وفنية عالية و مغايرة لتاريخ من الرتابة التي رسختها الصورة التقليدية لمسار الشعر الشعبي الحضرمي طيلة نحو ثمانية عقود .

الموضوع لا شك أنه مهم للغاية ورائع في اسلوب عرضه رغم ماشاب نقل القصائد من مصادرها من أخطاء طباعية أدت الى احداث العديد من الكسور الوزنية الواضحة .. ولاشك أن أمانة النقل للمادة التراثية الشعرية لدى استاذنا جعلته يدونها كما هي دون اي تعديل او اضافة او حذف رغم معرفته بمكامن الخلل في تدوين الاشعار ..





ولأهمية مايحمله الموضوع من سرد نقدي ووثائق شعرية وسياسية وتاريخية ..


(( يثبت الموضوع )) ..

عبدالقادر صالح فدعق
11-12-2010, 02:24 AM
موضوع أكثر من رائع لعمنا ابوعوض ., قرأته عدة مرات وتشبعت بما يحوية .. ! ولاشك ستكون لنا عودة الى هذا المتصفح الدسم كان للقراءة والتزوّد او للمشاركة فيه !

مودتـــي

.

عبدالقادر صالح فدعق
11-12-2010, 03:11 AM
دوما مانجد من يحبذ التمسك بالتراث وإتباع السلف في كثير من المضامير الإجتماعية كانت او الأدبية وهذا أمر مستحسن ! ولكن مايثير العجب ان هذا التأثر جزئي وهو إختياري من قبل أبناء اليوم ! وليس مفروض عليهم من قبل الآخــــــر ! أي ان التطور قد لامس كل جوانب حياتهم من طريقة عيشهم الى نوعية المسكن والملبس وتجاوز الى أمور أخرى شهدت جانب من التجديد والتمرد على الماضي ولم يبق الى الشعر الحضرمي لايكاد يراوح مكانه وهنا فقط يكمن الإستغراب في عدم التجديد !

يكاد يكون الطرح المتداول شبيه ببعضه الى حد كبير من المستهل الى المنتهى في أي طرح أدبـــي يتشابه كثيرا وتكاد الأخيلة ان تكون متشابهة ايضا ! مهما على شأن صاحب الطرح المتشابه مهما وصل الى أعلى المستويات سيكون نسخة مكررة ممن سبقه !

من خلال الإطلاع على القصيدة أعلاه ستجد انها ثنائية الصدر اي ان قافية الصدر تتشابه في كل بيتين وهذا الأمر أصبح غير مستحب في وقتنا من قبل الأغلبية ( رغم وجوده في أشعار أهل شبوه - حيث لايشترط فيه تشابه قافية الصدر ) وأصبح كل مايكتب على هذه الشاكلة يصنّف من قبل المتلقي في خانة الشعر الغنائي وإن لم يحتوي على تخميسة !

لاأعلم لماذا يشعر البعض بالخوف من التجربة من محاولة بناء إيقاعات لحنية جديدة يتم الكتابة على ضوئها في محاولة للتجديد والإبتعاد عن الرتابة ! حتى لايكون جيل الشعار المتواجد خلاّق وليس مجرد مستوعب للمتوفر من التراث ..

تحيتي وأحييك على هذا الموضوع الأكثر من رائع ..

.

.

ديك الجّن
11-12-2010, 03:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شيخ القبايل.
11-12-2010, 05:20 AM
يعجز اللسان عن الكلام وقد عقدته الدهشة ، والاعجاب بما كتبته يا عمنا ويا استاذنا

روح الابتكار عندك - ماشاء الله - متوقدة دوما .. الصلاة على النبي

التحليل العميق للنص من أجل قراءة التفاؤل في نفوس الحضرميين بعهود من الأمن و النظام والازدهار ،

والوثائق القيمة التي تخص بها السقيفة

وجهدك الدؤوب في متابعة واستقراء تراثنا

كل هذا يجعلك جدير بأن تكون علامة في موضوع التراث الحضرمي وعلامة إليه !

وكم نتمنى أن تطرح المزيد من الوثائق التي تبين المعاهدات القبلية او المعاهدات بين اهل مدينة وفئة .. الخ

وتقرأ لنا في الظروف التي استدعت ذلك ، وانعكاس الاحوال الجديدة على منطق الشعر والعادات .

شكرا جزيلا لك يا أستاذ الكل .
http://www.alshibami.net/saqifa/uploaded/55_01289528326.jpg

أبوعوض الشبامي
11-12-2010, 01:10 PM
فترة الثلاثينات والأربعينيات تعتبر فترة ذهبيه لحضرموت حيث أُدخلت الأنظمه الإداريه كنظام البلديه والمحاكم المدنيه والجنائيه والبرقيات ايضا إنشاء الجمعيات الإجتماعيه ، كما أُنشئت في تلك الفتره القوات العسكريه النظاميه بينما كانت باقي أنحاء اليمن تغط في أنظمه ظلاميه متخلفه بإستثناء المناطق الواقعه تحت الإحتلال البريطاني كعدن تحديدا وبعض المناطق المحيطه بها !!
في تلك الفتره ايضا كانت هناك صحف تصل لحضرموت من جاوه ومن مصر مما يدل على المستوى الثقافي الذي بلغته بعض شرائح المجتمع الحضرمي آنذاك !!
وكما يقال الشاعر مرآة عصره ، لذا نرى ذلك ينعكس على إبداعات شعراء تلك الحقبه ومنهم شاعرنا محمد البحر والمقتبس أعلاه جزء منها !!
خلال آخر رحله لي لأرض الوطن وأثناء تصفحي لبعض الكتب والصحف القديمه فوجئت بوجود صحيفه قديمه جدا من تراث المرحوم جدي علي بن أحمد بالربيعه ، والذي كان يساهم بكتاباته في تلك الصحف فيما بعد، لم أكن لأصدق انها طبعت قبل 100 عام وهي صادره من جاوه !!
هناك أيضا صحيفه أتذكرها وكنت حينها طالبا في المرحله الإبتدائيه في شبام واذا لم تخني الذاكره إسمها اللطائف المصوره ، كنت مذهولا وانا ارى رسومات ملونه لرسام الكاريكاتور المصري (( صاروخان )) ، وغيره !!
لقد كانت تلك الفتره الزمنيه التي مرت بها حضرموت ذهبيه بمعنى الكلمه ، وبالتالي يجب ان يكون الشعر فيها ايضا يتحدث عنها وبنفس المستوى !!
أبوعوض لآ يسعني إلا ان اشكرك ومن الصميم ، سأحاول مستقبلا ان أقوم بنسخ تلك الصحف او بعضها الكترونيا وتوثيقها هنا في سقيفتنا العامره !!

الحديث متصل فما اشبه الليلة بالبارحة ، خاصة حين استذكر ما قرأته ، وما اضافه الاخ ( عقيل ) حين يكون تحت يدي نصوص من الشعر الشعبي ، منها هذا النص الذي نشرته ( مجلة الترجمان 1357هـ ) والتي كان يرأس تحريرها السيد محمد بن عقيل بن يحي ، النص كتبه شاعر من تريم بعنوان ( يارحمة حضرموت ) والعنوان يأتي ضمن سياق النصوص السابقة وهو التمرد عن النمطية الحضرمية في صياغة شكل القصيدة الشعبية الحضرمية فالشاعر يستهل القصيدة بالخطاب المباشر لرئيس مجلة الترجمان ( بن عقيل ) فيقول له :



بعض الناس فرحو من بن عقيل= يوم لقالهم ورقة خبر
شفنا غصت في بحر اللول= جيت منه بالجواهر والدرر

نعم ؛ ما اشبه الليلة بالبراحة ..!! إذا كان (( بن عقيل )) شيخ الصحافة الحضرمية قد خلده الشعر الشعبي حين (( لقالهم ورقه وخبر )) كناية لمجلة الترجمان ، فإن ( عقيل ) بالربيعة ، شيخ المنتديات الحضرمية ، قد القا ايضا بعد سبعين عاما موقعا الالكترونيا ضمن الشبكة العنكبوتية الهائلة اسمه (( سقيفة الشبامي )) ورسالة هذه السقيفة هي إمتداد لرسالة (( مجلة الترجمان ))..!!

وقد اعجبتني قصيدة الشاعر التريمي الذي لم يشأ كتابة اسمه الصريح ، اعجبتني لما حوته من صور جميلة ورائعة تضمنها خطابه الشعري ، وهي تحمل في ثناياها احالات دلالالية ربما تتوافق في اسقاطاتها لكلا الإثنين (( بن عقيل )) صاحب مجلة الترجمان ، و (( عقيل )) صاحب موقع سقيفة الشبامي ، من هذه الصور قول الشاعر:


ومعي بنايه فوق الستره تبتني = وين طينك والمدر هيا نشر
إن هو مبقل عطب في المغزل= في قنبوسنا ما يصلح منه وتر
ما نا مداهن ولا بسكت وبإجلس = في طريق الضيق باقولك شبر
داوي دوا في الراس ما قط إمتسك= معي ومعي للترجمان غرفة خبر
على ذاك لي خلا الدباه يبست= وراح يسقي شجيرات العشر
ان زليت في وحده وكه= فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر


البيت الأخير على حد علمي حتى الأن لم اقرأ او اسمع بشاعر نظم مثله (( إن زليت في وحده وكه ..... فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر )) ، فيه إشارة لطيفة جاءت ضمن توظيف جيد وببراعة جميلة ، استمدها الشاعر من نص قرآني مما جرى بين النبي موسى والرجل الصالح ( الخضر ) . ففي هذا الخطاب الشعري تتضح خصوصية شاعرنا (( التريمي )) فالشاعر أشتغل على منحى الاشتغال السردي والاشتغالات السردية تعني محاولة الظفر بأكبرمساحةأنتقائية من التعبير منها تضمين القصص القرآنية للشخوص الى رموز معروفة .


ثم يمضي الشاعر في صياغة النص بمفردات جميلة ينسجها من واقع الافراح والتطلعات نحو تحقيق أماني ( الصلح واحلال السلام في حضرموت ) على يدي أولي الفضل ويشير اليهم والى دورهم وربما كان عنوان القصيدة ( يارحمة حضرموت ) اشارة الى السيد ابوبكر بن شيخ الكاف الذي سعى الى توطيد دعائم السلام في حضرموت واد وساحل ، يقول الشاعر:


ياطائر الانس شل = كتابي مختوم من عندي وفر
الى الغنا تريم إذا جيت= رباها والدويرات ثمّ وفر
وكرر بالسلام على رجال الجود= والعفه وفي طريقك تو سر
بذي الابيات الى ابن شيخ ابوبكر= ومن عنده من اخوانه حضر
هو الباسل الضرغام لي= حاتم وكل باذل دونه قصر
هو لذي التمهيد قد مهد= وذللها بعد ماصارع قدر
وفك الأغلاق وبتـّـاها = بعد ما كانت صيم في شعر
شرق للناس شمس شارقه= في حالك الليل مظلم غدر
يارحمة حضرموت وماسك= سكان الفلوك لي مشحونه درر
لولاك ما انزاحت هموما= معسره ولا حالي في الحلق عبر
ولا سارت بالوادي جمال= راتعه ولا رفعو خفر
ولا كانت هتون الأمن هاطله= كما هطلت على الارض المطر
هنيئا بذا ياخالد الذكر= هنا وفي الجنات نعم المستقر
خليت ذي الشاه لي ترعى همل= ترعى مع الذيب هو والنمر
والله ما با امدح فعالك وهي= صبابه علينا في العشيه والبكر
بذلت الروح في ذي السفوح= ولعنه على الجاحد ولي نكر
بك الارض طابت وطاب= بها المسكن وابليس اندحر
على رغم الحسود والشيطان وذاك لي بغا الناس الا طير


من قراءتنا لهذا الخطاب الشعري علينا استقراء الألفاظ التي جاءت ضمن سياق النص والتي تعد مادة لغوية مهمة وظفت ضمن إبداع أدبي يهيمن فيه السلام ودعاته على محور النص (( وكرر بالسلام )) (( هتون الأمن )) (( بك الأرض طابت )) ومن نتاج هذا السلام أن نرى (( الشاة الهمله ترعى مع الذيب والنمر )) [/COLOR[COLOR="red"]](( ولاسارت بالوادي جمال راتعه ولا رفعو خفر )) .

الملاحظة الاولى : ن هذه القصيدة جاءت كصفعة قوية للرد على قصيدة صلاح الاحمدي والتي سماها البعض قصيدة الغضب وهي في الواقع قصيدة ( العطب ) ذلك ان صلاح الاحمدي وجه نقدا واتهاما مبطنا للسيد ابوبكر بن شيخ الكاف حين قال:


هم حضرو البيعه وهم وقعو على البيعه شهود=

لهذا جاء رد الشاعر التريمي وقال:


على رغم الحسود والشيطان= وذاك لي بغا الناس طير


الملاحظة الثانية : في مستهل القصيدة وجه الشاعر انتباه السيد محمد بن عقيل بن يحى رئيس تحرير مجلة الترجمان بأن بعض الناس من شاكلت الشاعر صلاح الاحمدي فرحو ان (( القالهم ورقه وخبر )) حين نشر صلاح الاحمدي الشاعر المغمور والمقيم بحيدر آباد قصائده باسمه الصريح تارة ، وباسمه المستعار ( الفرزدق ) تارة أخرى

الملاحظة الثالثة : استثمر الشاعر مدح السيد ابوبكر بن شيخ الكاف لمدح السلام والصلح والذي اعاد الفضل لأياديه البيضاء والتي سعت وبذلت لتحقيقه الغالي والنفيس ولهذا لاعجب ان يطلق عليه الشاعر ( رحمة حضرموت ) التي جاءت بعد عذاب وفوضى واضطرابات دامت قرون وحروب اهلية عشائرية افنت الأخضر واليابس وعطلت الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية في البلاد.

http://qatar4up.com/upfiles/1zj56325.jpg (http://qatar4up.com/)



.

خالد بن مهنا
11-12-2010, 04:04 PM
ماشاء الله تبارك الله ,عليك, يابو عوض..كاتب بحق وحقيق..

كنز من كنوز المعرفه...اسلوب كتابتك جميل .واعجابنا بقلمك غير محمدود...واصل وثق كل الثقه اننا متابعين..

اخوك:خالد بن مهنا

بو شوق
11-12-2010, 08:15 PM
لك تحياتي ابو عوض والله شي رائع رائع بمعنى الكلام اشكرك على التفاعل المثمر . جزيت خيراً ايها الاب الفاضل >>>هذه الوثائق من اين حصلت عليها ؟؟؟

أبوعوض الشبامي
11-12-2010, 11:11 PM
[QUOTE=محمد التميمي;566484]شكراً للأخ ابوعوض على هذا الغوص والبحث في كنوز الشعر الشعبي الحضرمي في تلك الحقبه الثلاثينيه من القرن الماضي , ولاشك ان الشعر الشعبي عموماً والحضرمي خصوصاً كان مرآة عكست واقع وحال الأمة , ومن خلاله نستطيع قرأة التاريخ والأحداث فقد وثق الشعر الشعبي الكثير من المراحل السياسية والاجتماعية التي واكبت تطور المجتمع الحضرمي , فمن خلال إطلاعي على بعض أشعار المعلم عبدالحق وجدت العديد من القصائد وثقت أحداث سياسيه هامة عاشها المجتمع الحضرمي .

لقد حمل شعراء ثلاثينيات القرن الماضي راية الشعر الشعبي الحضرمي بكل أمانة ومسولية وجسدو وترجموا من خلاله معاناة أمتهم وتطلعاتها وأمالها نحو الرقي والتطورومستقبل زاهر .

الشعر الشعبي في عهدة من ؟؟ سوال مازال مطروحاً منذو حوالي نصف شهر في سقيفة الشبامي ولم نجد الإجابة عليه !! لم نشاهد سوى هذيان وحديث لايسمن ولايغني ولايشبع فضول من أطلع عليه !!

سؤال مازال محيرني ياليتني أجد الأجابة الشافية الوافيه منكم هل تعتقد ان شعراء عالم النت الحضارم يستطيعون تحمل مسؤلية وقيادة لواء الشعر الشعبي الحضرمي وهل يستطيعون من خلاله ترجمة هموم وتطلعات مجتمعهم الحضرمي !! ؟؟ [url]


رمضان باعكيم شاعر شعبي حضرمي يقف في شموخ رافضاً كل العادات الدخلية على المجتمع الحضرمي منتقداً كل السلبيات متباكياً على الماضي وأيام الهدو والسكينة والأمن وألامان !! [url] ]




هنا بعض المتطفلين والمتحرشين بكتابة التراث وكتابة الشعر الشعبي ، فكل همهم أن يقال بأنهم ( كتاب ) أو ( شعراء ) وهم في الحقيقة لم يعوا حقيقة الكتابة عن التراث وعن الشعر، ولم يسبروا مكونات الأدب الشعبي بل كانت نظرتهم إلى التراث نظرة سطحية، ربما عن قصور معرفي منهم أو أنهم لم يدركوا العلاقة القائمة بين الشعر في تجربته الجديدة وبين التراث عامة .

من الشعراء الذين كانوا لهم بصمات في تغير الخطاب الشعري الحضرمي في ثلاثينيات القرن الماضي الشاعر عبدالقادر بن شيبان التميمي صاحب ديوان ( مخطوط ) يحتوي على مئات القصائد البليغة ، فقد كان شاعرا عصريا وشديد الاتصال في الوقت نفسه بالتراث ، و لأن كان الشاعر عبدالقادر بن عمر التميمي (( الملقب بالشعيرة )) لا يقبل أحيانا بالتراث كله ، فإنه أحيانا أخرى لا يرفضه كله ، وإنما تنشأ في قصائده علاقته بالتراث من التفاعل وتجاذب يصف خلالها التراث من منظور العصر ، بحكم أنه كان مهاجرا في جاوه ، ووقف هناك على الأنظمة والقوانين وقوة الدولة التي تهيمن على كل مفاصل الحياة ، فهو يصف ما حاق بالمجتمع الحضرمي من اختلالات قبل عقد اتفاقيات الصلح ، ويحدد هيكلة النظام الاجتماعي الحضرمي ضمن ضوابط عصرية ، و ضمن دوائر حددها لكل الطبقات التي تتبوأ السلم الاجتماعي في حضرموت ، ( المسيده جاه وبرهان ) و ( المشيخة علم ونزاهة الأحكام ) و ( الديولة سلطان عادل ) أما القبوله فتبقى كشكل اجتماعي ضعيف أمام قوة السلطان العادل ( القبوله الله يصون القبوله ما باتقوم الديوله إلا إذا هي مبهله )..

هذه القصيدة قالها إثناء التحركات الكبيرة من قبل الأخيار من الإصلاحيين الحضارمة الذين كانوا يسعون لاستكمال معاهدات الصلح بين القبائل وعقد الهدنة وإحلال الأمن في حضرموت .ونشرها في مجلة ( الترجمان ) عام 1356هـ :



يقول بن شيبان ضاع العقل يااهل المعقله= المسيده والمشيخه والديوله والقبوله
وقعت لبوهم كسوره وقعت لبوهن زلزله= ماليوم قدهن في حلق صمّت عليهن سلسله
ولعاد حد بلبل ولا جاء في طريق البلبله= خذبلهم الله في الخذبله والبهذله
وإن جيت باتجلس مع واحد لحقته مطبله= قحزل كماهم ان بغيت الصفو وقت القحزله
طلعت مناشي صدق في وديانها متقلقله= مكّن سواقي ثابته ما هي سواقي محوله
المسيده بالجاه والبرهان في أعلى منزله= يظهر لها سني حسيني بايفض السلسله
والمشيخه عالم يفرقها قسوم امعدله= والديوله سلطان عادل بيصمم الديوله
والقبوله ياسامعين الله يصون القبوله= ما باتقوم الديوله إلا إذا هي مبهله
في نشرة التبجيل ماهي في ثياب أمرذله= والملك ملك الله يرفع من يشا أو ينزله

انضمت قبائل آل تميم الى قوافل القبائل التي تنشد السلام والأمن ، وتصالحت مع غرمائها ، استجابة لدعوة المصلحين من رجالات حضرموت والذين استعانوا بالمستشار البريطاني في إرساء دعائم السلم الاجتماعي . وهذه الوثيقة تبين حرص مقدم آل تميم ( العبد بن علي بن يماني ) على الاستجابة لدعوة الصلح والأمان وانهاء سنين الفوضى والاختلالات الأمنية ....


[CENTER]http://qatar4up.com/upfiles/Kph91873.jpg (http://qatar4up.com/)



.

الدموني
11-13-2010, 12:08 AM
ابداع جميل و طرح قوي واسلوب ممتاز وموضوعي ؛؛ دراسه راقيه موثقة تاريخيا ووثائق مهمه تعزز اطروحات الموضوع الموضوعية

الترقي في التعقيبات من ابداع في طرح جديد الى طرح أروع منه

شكرا لاستاذنا ابوعوض الذي نقلنا الى تلك السنوات التي شهدت ميلاد مشروع السلام وقيام نواة دولة عصرية في حضرموت، استفدت كثيرا وتكونت صورة كاملة عن تطور الخطاب الشعري في ذلك العصر.

ديك الجّن
11-13-2010, 04:03 AM
سقيفة الشبامي ليست مجرد منتدى هذه مكتبة حضرموت الشامله اشكر القدر الذي اتى بي الى هنا

أبوعوض الشبامي
11-14-2010, 09:22 AM
تحليل موضوعي وفني من استاذنا الكبير "أبوعوض الشبامي" ، يتسم بالعمق المعرفي لمرامي الشعر والشعراء استنادا الى تاريخ حضرموت السياسي والعام والحقبة الزمنية التي قيل فيها هذا الشعر (الثلاثينات) ..

تحليل يتكىء على ثقافة تراثية وتاريخية وأدبية وبيئية واسعة .. ليست علاقة "ابوعوض الشبامي" بالشعر والتراث والأدب علاقة عابرة بل هي قصة حب مع الثقافة الجديدة التي تفتح للوعي افقا وللنضج طريقا وللرؤية اكتمالا ..

لذا فقصة استاذنا مع الثقافة والمعرفة في كتاباته خلقت ذائقة أدبية وفنية عالية و مغايرة لتاريخ من الرتابة التي رسختها الصورة التقليدية لمسار الشعر الشعبي الحضرمي طيلة نحو ثمانية عقود .

الموضوع لا شك أنه مهم للغاية ورائع في اسلوب عرضه رغم ماشاب نقل القصائد من مصادرها من أخطاء طباعية أدت الى احداث العديد من الكسور الوزنية الواضحة .. ولاشك أن أمانة النقل للمادة التراثية الشعرية لدى استاذنا جعلته يدونها كما هي دون اي تعديل او اضافة او حذف رغم معرفته بمكامن الخلل في تدوين الاشعار ..[/SIZE][/COLOR]

ولأهمية مايحمله الموضوع من سرد نقدي ووثائق شعرية وسياسية وتاريخية ..

(( يثبت الموضوع )) ..

شكرا على ثبيت هذه الحلقات التي تلقي الضوء على بداية تطور الخطاب الشعري الحضرمي ، في مرحلة مهمة وخطيرة شهدت إرهاصات ارساء دعائم السلام والسلم الاجتماعي في حضرموت ، والسعي نحو قيام بنية الدولة الحضرمية الحديثة .
لعل مثل هذه النماذج من النصوص الشعرية التي تأتي تباعا في هذا الموضوع نعززها بوثائق رسمية من وثائق ذلك العصر ، مفيدة للباحث المهتم من ذوي الاختصاص وليس من قبل المتحرشين بكتابة التراث .

في اواخرالقرن الثامن عشرالميلادي شهدت هجرة الحضارمة الى جنوب شرق آسيا تدفق افواجا متزايدة من المهاجرين الى تلك الاصقاع النائية مضيفين بذلك بعدا جديدا إلى قائمة الشتات الحضرمي الممتد على طول البحر الأحمر والساحل الشرقي الأفريقي والمحيط الهندي ، وخلال القرنين الماضيين ظهر الوجود الحضرمي البارز في جميع أنحاء الارخبيل الاندونيسي - الملايو - وخاصة في المراكز التجارية الرئيسية على طول الساحل الشمالي ، وبحلول عام 1900 بلغ عدد الحضارمة في جزر الهند الشرقية حوالي 27000 نسمة ، وبحلول عام 1942 ، عشية الاحتلال الياباني للأرخبيل الاندونيسي بلغ عددهم نحو 80000.نسمة حسب الاحصاءات الهولندية.

كانت الهجرة إلى جزر الهند الشرقية تنطوي على احلام الانتقال من اراضي حضرموت الجرداء إلى حد كبير ، والتي أفسدتها الحروب القبلية ، واضطراب الأمن ، وتفشي الجهل والفوضى ، وغياب الدولة القوية ، الى الجزر الخضراء الواعدة بالخيرات وسعة في الرزق ، وقد ساهم المهاجرون الحضارم في ازدهار اقتصاديات جزر الهند الشرقية ( إندونيسا ) واندمجوا في المجتمعات الجديدة .

ومن الشرق البعيد ؛ من جزر الأرخبيل الأندنوسي بدأت الصحوة الحضرمية ، و تشكل جوهر هذه الصحوة ، وتشكلت معها الهوية الحضرمية ، ذلك أنه في منتصف عام 1910م شعر الحضارمة بالانفصال مؤسسيا بفعل السياسة الاستعمارية الهولندية ، التي حددت من قيود هجرتهم وتنقلاتهم وفرضت نوعا من أنواع العزل وفرض قيود على سفرهم وتنقلاتهم بين الجزر الاندونيسية وكانت هذه القرارات التي اتخذت ضدهم عاملا حاسما في إجبارهم على اللجوء إلى وطنهم كمصدر للهوية.


ومن نتاج الصحوة الحضرمية في المهجر تشكل الهوية الحضرمية ، وبداية قيام النهضة الحضرمية الفكرية والسياسية الحديثة ، بقيادة النخبة الناشئة والمتعلمة ، والتي تتجسد في صدور الصحف والمجلات ، وشبكة متنامية من الجمعيات الطوعية والمدارس الحديثة . ولكن المستعمر الهولندي الذي فشلت حملاته التبشيرية عن تحقيق النجاحات أمام نجاح الحضارمة في نشر الدين الاسلامي بين السكان المحليين ، أدرك النفوذ الحضرمي المتنامي وسط السكان المحليين ، فسعى في إشعال فتيل نزاع طال أمده ، على اساس عقائدي ، وهذا الصراع ( الارشادي العلوي ) تركز على الوضع الاجتماعي والسلطة الدينية التي يطالب بها العلويين (السادة ) ، وعلى الرغم من هذا النزاع ، في صلب تحقيق النهضة وساهم إنشاء نظام تعليمي متطور في المهجر ، يهدف إلى تحويل جيل جديد من الحضارمة في المهجر ، الى جيل متسلح بالمعرفة واجادة اللغتين العربية والأوروبية ، مع كسب والمهارات العلمية الأساسية والتدريب المهني التي يحتاجونه ، (على غرار التجربة الصينية في جاوة ) .

كانت اذهان الحضارمة في مهجرهم تركز على الوطنية والهوية الحضرمية والتشبث بها ، والتركيز على الوطن الحضرمي - حضرموت - والهم الحضرمي في الوطن ، ومن هناك تدفقت الأموال على حضرموت ، وظهرت قصور من الطين ، وبيوت من الطوب والحجارة ، وحصون شيدت للفتن القبلية ، وظهرت البنادق الحديثة ، التي كانت تغذي ذخائرها أموال المهاجرين من ابناء القبائل ، وادى هذا الى زيادة أمد الفوضى والحروب القبلية . فمع الاسف أن أجزمت بأن الأموال التي كسبها الحضارمة في الجزر الاندونيسية ذهب معظمها في إذكاء روح الفتن القبلية في حضرموت ، والفتن المذهبية في المهجر ، والتي تفاقمت بين حضارم المهجر وقسمتهم الى حزبين (( علوي - إرشادي )) . وكل حزب له صحافته وله شعراءه وربما ساهمت صحافة الفريقين في زيادة الشرخ في المجتمع الحضرمي المهجري ، وتفاقم الصراع وتغيرت لغة الخطابة ( النثري والشعري ) .

ننطلق من فهمنا أن الخطاب الشعري بمعناه الواسع هو ثقافة المجتمع ، وهو حضارته ، وتاريخه الفكري والسياسي والديني والنفسي والاجتماعي والعاطفي ، الذي تحول إلى نص له دلالة الخطاب على هذا فإن لغة الخطاب الشعري الحضرمي تحول الى خطاب سياسي يكمل لغة خطاب الصحافة التي كانت تصدر في المهجر الحضرمي ، فمن اشعار تلك الحقبة بين يدي قصيدة لشاعر اسمه ( بودويله ) نشرها في مجلة الترجمان ( 1357هـ )) قال فيها:


خرج ذا فصل والثاني اعتليت المنابر= اخاطب بني قومي لحل القضايا
قضايا عليها كان شعبي يغامر= ويصرف عزيز الوقت بعد الحزايا
إذا جيت راجع حسبتي في الدفاتر= وحسبة بني حضرم لقيت الرزايا
تطاحن وبغضا بثها سحر ساحر= وخلا بني الأحقاف نتها ندايا
رشن نارهم ما بينهم شور عاثر= ولا حزب من احزابهم له مزايا


نستشف من تلك المقدمة تطور الخطاب الشعري السياسي في الشعر الشعبي الحضرمي ، ودخول المصطلحات السياسية ضمن سياق النص (( المنابر - اخاطب - بني قومي - القضايا - شعبي- حزب - احزابهم ))
فالشاعر ( بودويله ) يريد ان يزيل الالتباس من وراءه سوء الفهم من هذا الخطاب السياسي وعدم تكريس الوهم الذي يسعى اصحابه لإلغاء الآخر عبر نمطية الخطاب الثقافي والسياسي الفج والعقيم ، فيقول:


افيقوا دعوا الماضي وقبح النواظر= ولاتتركونا للمصالح ضحايا
كبيش الذي انشى البلايا غير فاكر= وبن شحبل العاقل يعيد القضايا
كما ابليس خلوهم ومن هو مناصر= لهم أو محبذ فوق راسه عصايا
دعوهم كما الشيطان مقطوع دابر= فإن القنابل منها إلا شظايا

وفي اشارة كانت صريحة وجه اللوم لاصحاب الصحف من الطرفين ، الذين كانوا يغذون الفتنة الحضرمية ( العلوية - الارشادية ) فجاءت رسالة شاعرنا واضحة عبر ( مجلة الترجمان ) قال فيها:


ايا الترجمان انصحك لست بآمر= إذا كان لك في ذا القضية نوايا
خصرها ولا تجعل غذاها المحابر= فانت الذي توصف بخير السجايا
فلا الشحبلي من مدرسة البشائر= ولا مدرسة الارشاد منها منايا

كانت بعض تلك المدارس التي أسسها الحزبين ( العلوي والارشادي ) تميل الى دعوات التطرف والتشدد في مهاجمة الآخر ، والسعى الى الغاءه بشتى الوسائل والطرق ، فوجدت في تعبئة الجيل الجديد ايديولوجيا وعقائديا طريقا سهلا ضد الآخر، لإقصاءه والغاءه دوره في المجتمع المهجري والداخلي ، وبهذا ابتعدت عن الوسطية الحضرمية التي اشتهر بها الحضارمة وبفضلها استطاعوا ان ينشرون الدين الاسلامي في تلك الاصقاع النائية من جزر الارخبيل الاندونيسي لهذا قال الشاعر:


فمن شاء ان يخسر بنيه يبادر= يجرب ليفقد فتية وفتايا
دعوهم وباطلهم فلسنا مساخر= وقد ظهرت كالشمس تلك الخافايا
فإن الوطن في حاجة للمعابر= لتحفظ لنا من مجدنا شئ بقايا
وإلا غزونا القوم والقوا مناكر= واخذوا نسانا والعذارى سبايا
هذا ختام القول يا اهل الميازر= وهذا وفائي للوطن في ندايا

لاينكردور السادة العلويون الحضارمة في نشر الاسلام وقيام النهضة العلمية إلا جاحد مكابر ، أوجاهل مغتر . لهذا حين ضاقت حلقات التآمر الهولندي على كلا الحزبين من أجل تشتيت جهودهم على حساب الحملات التبشيرية المسيحية ، زاد السادة العلويين من تماسكهم ووحدتهم ، والأصرار في عزمهم على القيام بدورهم الريادي في الاصلاح والأمر بالمعروف وإرساء دعائم الصلح في حضرموت ، والحث على قيام دولة حديثة قوية تقوم بمهام بسط السلام وتأمين الناس وممتلكاتهم ، وتنشر العلم عبر المدارس وقيام نهضة حضرمية شاملة .

اقدم وثيقة موقعة من سادة ووجهاء حضرموت ( رجب1294هـ ) موجهة الى كافة من في بندر بتاوي ( جاكرتا ) وسنغفوره تتحدث عما نزل بالجهة الحضرمية من نوازل وانتشار للباطل والفتن والظلم الى درجة اشرفت البلاد الحضرمية للهلاك (( ومرّت بالبلاد أمور تذر الحليم حيرانا ، والفصيح أخرس حتى كاد لأهلها الهجرة والارتحال ( مع ملاحظة الإختلاف في صيغة التوقيع في الوثائق الحضرمية فعلماء السادة يكتبون (( الفقير الى ربه فلان ابن فلان ، بينما القبائل يصرون على كتابة (( المقدم ، أو الأبو ، أو الحكم )) ...


http://qatar4up.com/upfiles/Y2215697.jpg


http://qatar4up.com/upfiles/Vwv15697.jpg (http://qatar4up.com/)



,

أبوعوض الشبامي
11-15-2010, 11:18 AM
دوما مانجد من يحبذ التمسك بالتراث وإتباع السلف في كثير من المضامير الإجتماعية كانت او الأدبية وهذا أمر مستحسن ! ولكن مايثير العجب ان هذا التأثر جزئي وهو إختياري من قبل أبناء اليوم ! وليس مفروض عليهم من قبل الآخــــــر ! أي ان التطور قد لامس كل جوانب حياتهم من طريقة عيشهم الى نوعية المسكن والملبس وتجاوز الى أمور أخرى شهدت جانب من التجديد والتمرد على الماضي ولم يبق الى الشعر الحضرمي لايكاد يراوح مكانه وهنا فقط يكمن الإستغراب في عدم التجديد !

يكاد يكون الطرح المتداول شبيه ببعضه الى حد كبير من المستهل الى المنتهى في أي طرح أدبـــي يتشابه كثيرا وتكاد الأخيلة ان تكون متشابهة ايضا ! مهما على شأن صاحب الطرح المتشابه مهما وصل الى أعلى المستويات سيكون نسخة مكررة ممن سبقه !

من خلال الإطلاع على القصيدة أعلاه ستجد انها ثنائية الصدر اي ان قافية الصدر تتشابه في كل بيتين وهذا الأمر أصبح غير مستحب في وقتنا من قبل الأغلبية ( رغم وجوده في أشعار أهل شبوه - حيث لايشترط فيه تشابه قافية الصدر ) وأصبح كل مايكتب على هذه الشاكلة يصنّف من قبل المتلقي في خانة الشعر الغنائي وإن لم يحتوي على تخميسة !

لاأعلم لماذا يشعر البعض بالخوف من التجربة من محاولة بناء إيقاعات لحنية جديدة يتم الكتابة على ضوئها في محاولة للتجديد والإبتعاد عن الرتابة ! حتى لايكون جيل الشعار المتواجد خلاّق وليس مجرد مستوعب للمتوفر من التراث ..

تحيتي وأحييك على هذا الموضوع الأكثر من رائع ..

.

.

الديسابورا ( Diaspora ) كلمة هي في الأصل يونانية ، وتعني الشتات أو التشتت ، استخدمت في المصطلحات السياسية والاجتماعية للدلالة على الأقليات العرقية الموجودة خارج اوطانها ، واستخدم الكتاب اليهود هذا المصطلح للدلالة على شتات اليهود والحلم بلم الشتات في دولة اسمها إسرائيل .

وفي الآونة الأخيرة قرأت لكتاب غربيين ومستشرقين استخدموا هذا المصطلح في الحديث او الكتابة عن هجرة الحضارم ، ومهما يكن من أن الكلمة تعني في الأصل : (( الشتات )) ، إلا أنه من الملاحظ هناك بون شاسع حول استخدام هذا المصطلح ( الديسابورا ) للمقارنة بين شتات اليهود ، وهجرة الحضارمة ، فالحضارمة لهم وطن قديم قدم الانسان وحضارته اسمه ( حضرموت ) ، وكانت هجرتهم نحو الأرخبيل الاندونيسي تهدف الى تحقيق هدفين رئيسيين:

الأول : الإقتصاد ، و يتمثل في البحث عن مصادر الرزق والاشتغال بالتجارة مع تلك الشعوب لرفع دخل الفرد وتحقيق الثراء المنشود.

الثاني : نشر الدين الاسلامي في تلك الاصقاع النائية .

نجح الحضارمة في التصدي للحملات التبشيرية المسيحية ، وتمكنوا من وقفها ، وبفضل من الله تمكنوا من نشر الدين الاسلامي بين أوساط السكان المحليين ، وساهموا في إرساء دعائم الإسلام وتعاليمه السمحاء بالدعوة الى الوسطية والاعتدال . ولهذا كان لهذا الدور الذي لعبه الحضارمة الأثر والتأثير الكبير ، فلاغرابة أن يكون مصدر حقد وحسد من بعض المستشرقين والمستغربين ، حين تصدر مؤلفاتهم في الآونة الأخيرة ويكتبون عن هجرة الحضارمة ويطلق عليها في عنوان كتاباتهم (( الديسابورا الحضرمية )) ( Tha hadarami Diaspora ) أي ( الشتات الحضرمي ) .


http://qatar4up.com/upfiles/vtC08833.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/8pf08833.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/W7g08833.jpg (http://qatar4up.com/)



فالشتات ليس مصطلحا جديدا في فقه اللغة الحضرمية ، إذ يعني التفرق القسري نتيجة العمل السئ والظلم الاجتماعي فقد قال الشاعر ربيع بن سليم يصف ما حاق بيافع حين انهزموا في تريم عام 1847م :


لكنهـم بالظلم والجــــور والهــــوى=رموا في مهاويها وهم يحذرونـهــــا
ولما عتوا وأستعظموا رفع شأنـهــم= وهلـكـوا رعاياهم ولم يرحمـونهــا
أتـتهم مصايب شتت جمع شــمـلـهـم=جــزاء تلكم الأفعال لي يفعـلونـهــــا

والشتات ايضا في الخطاب الشعري الحضرمي يحيل الى دلالات اجتماعية ، يعني بها التشتت والتفسخ الخلقي ، وهكذا كان شتات الحضارم في المهاجر البعيدة ، حيث كان للمال والثراء مردوداته السلبية على تربية النشئ ، وانحلال بعضهم وابتعادهم عن الانتماء والهوية الحضرمية ، حيت نجح الحضارمة بالعمل الدؤوب في السيطرة على المفاصل الاقتصاد في التجارة في تلك البلدان التي نجعوا اليها ، إلا ان لآثار زيادة الثراء مردودات سلبية على البنية الاجتماعية الحضرمية التي عرفت بصرامة القيود الاجتماعية في التماسك والترابط فيما بينها البين ، والسلوك الاخلاقي الاسلامي في تربية النشيء على التقاليد الحضرمية والاسلامية .

بين يدي قصيدة للشاعر ( عمر بامعرفة ) وجهها للسيد محمد بن عقيل بن يحيى بعنوان ( جرذان تقرط فلوس ) وقد نشرت مجلة ( الترجمان ) عام 1356م القصيدة ، وهي عبارة عن خطاب شعري قوي لنقد ظاهرة الانحلال الخلقي والانحراف التربوي عند حضارمة المهجر الاندونيسي الذين افسدتهم حياة الثراء والبذخ ، فشق على الشاعر ان يرى بني قومه اشبه بالفئران التي لاهم لها الا ( قرط الفلوس ) وجمعها بشتى الوسائل والطرق ، لهذا اطلق الشاعر ( عمر بامعرفة ) صيحة الإنذار المبكر بوجود الخطأ والإعتلال في السلوك وشبهه بنخر السوس في جسم المجتمع الحضرمي ، بينما هم في غفلة عن ذلك ، فحالهم كحال الشياطين المصفدة لنبي الله سليمان بن داود ، والذي حين قضى الأجل وهو جالس على كرسيه ، لم ولو دابة الأرض السوس نخرت في الكرسي حتى سقط وتهاوى لما علمت الجن والشياطين بموته ( والسوس فيهم ظاهر ومحسوس على الكراسي هم عليها جلوس )

ونلاحظ ضمن هذا الخطاب الشعري الاجتماعي نقد الشاعر لبني قومه في اسلوب تربيتهم لأولادهم والسماح لنساءهم بالتبرج ومزاحمة الصينيين والهنود الهندوس في الدكاكين (( التوكو )) قال الشاعر عمر بامعرفة


يابن عقيل الفكر صار معكوس= جرذان ذالوقت تقرط فلوس
كم من مقرفط له نصيب محسوس= وكم وكم عاقل تراه ممفوس
ان الحضارم قد أكلهم السوس= والسوس فيهم ظاهر ومحسوس
على الكراسي هم عليها جلوس= لا خير فيهم ولا فيهم مروة نفوس
قالوا عرب ! وين العرب ذلا تيوس= أهل السرف والخناء وأهل اللحوس
ذلا كرب أو جرب في ثالتها خموس= هم اللي غيروا أولادهم بالفلوس
يا ويلهم إن لم يحاربوا البوس= أولادهم تصبح جياع ( كوروس )
حريمهم ذا الوقت كاشفات الروس= يمشين في الغدرا يرمن الروس
يسرحن ( للتوكو ) لاجل اللبوس= مع الشين أو مع أبو الهندوس


وكما يبدو لي أن صرخة الشاعر ( عمر بامعرفة ) لم تلق آذانا صاغية في تلك الحقبة ، وكان من نتاج ذلك (( الشتات والتشتت )) الاجتماعي والخلقي أن نخر السوس تحت هيكل كرسي الحضارمة والذي كانوا يتربعونه قرونا في تلك المهاجر الشرقية ، فأنهار الكرسي بهم وتشتتوا من مهجرهم الإندونيسي الى مهاجر جديدة في الخليج والسعودية .





.

مسرور
11-15-2010, 12:42 PM
كلنا يدرك الفرق بين الإشتهاء والتخيّر ، فرائحة اللحم المشوي وغيره من المأكولات المطبوخة تثير شهية الجائع وتبقيه في حالة ترقب لبسط المائدة لينال بغيته منها بخلاف تخيّر أصناف الفاكهة التي لا تخضع للإشتهاء وإنما للرغبة في التخير لغايات الترف والإنتقائية حسب هوى النفس ولذلك فالفروق واضحة جدا بين الإشتهاء والتخيّر ولا ينكرها إلا مكابر ، فالأخير يأتي كمكمل لشهوة أساسية فطرية حققتها النفس في الأكل وبخاصة في حالات الجوع الشديد ( أيا كان ذلك الجوع ) :) أما خلافه مما يتخيّر فلا يمثل شيئا أساسيا لديمومة الحياة أو النعيم اللازم لتلك الديمومة ويعد مظهرا من مظاهر الترف الإضافية ليس إلا ، وصدق الحق ( في وصف من عدة أوصاف لأحوال أهل الجنة ) حين قال في محكم التنزيل :

وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون


بعد هذه المقدمة اللازمة والضرورية :




من خلال متابعتي لمواضيع عمدتنا الفاضل الشيخ أبو عوض الشبامي أتضح لي أنها ( في مجملها ) من المواضيع الإختيارية الإنتقائية المركبّة وليست بحوثا موثقة وهي ( إن جاز الوصف ) أشبه ما تكون بإنتقاء الفاكهة حسب الهوى وليس الشهيّة :) ، وما يتناوله من قضايا في الكلام المرّكب الذي يكتبه إنتقاء لا تخدم غاية ولا تحقق هدف ولا يمكن وصفها بالبحث العلمي الدقيق والرصين وما تحويه لا يتجاوز الإثارة فقط . :) :) :)


والسؤآل الذي يطرح نفسه ولم يعالجه الكاتب وخرج عن أصل موضوع حول الخطاب الشعري في ثلاثينيات القرن الماضي وشعبّه وفرعه دون فوائد تذكر من الإجترار الكلامي اللاحق بقصد التغطية على هفواته وإفلاسه وعدم قدرته على سوق الأدلة الإضافية حول الخطاب الشعري في تلك الحقبة من عمر الزمن وما طرأ عليه من تغيرات لشعراء قبائليون وليس لأبناء المدن الذين لم يعايشوا دوي صوت الرصاص ولا طعن الجنابي في حروب ثارية ، وإن مرت بهم أحداثا من هذا القبيل أو شهدوا عليها فلم يكونوا محورها :



هل نتج عن معاهدات الصلح بين قبائل حضرموت واقعا قبليا جديدا !!!!! وهل يحق للباحث تأكيد قراءة ذلك الواقع في مقولة يقولها قائل أو قصيدة لشاعر خاصة اذا كان ذلك الشاعر من الطبقات الدنيا المهمشة في مجتمعها وليس من الفاعلين في الصدامات القبلية ؟



يجمع اساتذة علم الإجتماع السياسي أن القصائد ليست شيئا يستشهد به لتصوير واقع أو تأكيده كونها تأتي تحت ظرف إنفعالي سرعان ما يتغيّر بتغيّر موقف الشاعر من القضية التي يعالجها في قصيدته أو بتغير عواطفه تجاه شخص بعينه ، وفي رأيي الشخصي المتواضع أن معاهدات الصلح بين قبائل حضرموت أتت بمبادرة من المستشار أنجرامس ولم تغيّر في الواقع المعاش شيئا وإن أثرت فتأثيراتها كانت جزئية وليست لبسط نفوذ الدولة بقدر ماكانت بهدف ترسيخ نفوذ الدولتين القعيطية والكثيرية وإحكام سيطرتها على القبائل في حدود المناطق الخاضعة لنفوذها ، ومما هو جدير بالذكر لأهميته الإشارة إلى استثناء أنجرامس لقبائل الصيعر من الدخول في مصالحات أو معاهدات مع بقية القبائل وترك لها حقها في إدارة شأنها شريطة عدم تهديد سطوة ونفوذ دويلتي حضرموت .




خدمت المصالحة غاية ولم تلغي واقعا معاشا أو تستبدله بآخر خيرا منه ، وظلت الصراعات القبلية كسابق ما كانت عليه ( رغم اتفاقيات الصلح الصورية ) وسأدلل على ذلك ( لاحقا إن كان في العمر بقية ) بأحداث قبلية جسيمة مرت بها المنطقة ولم يكن للدولتين الكثيرية والقعيطية دورا يذكر في اثبات وجودها كدول لها سطوة ونفوذ على مواطنيها ( قبائلها ) في حدود رقعتها الجغرافية وإلزامها لتلك القبائل بتنفيذ ماتم بينها من مصالحات :) !!!!


استاذنا الباحث أبو عوض الشبامي



لتأكيد مصداقية ما حوته الوثائق التي أرفقتها نرجو منك التكرّم بالإشارة إلى المرجع الذي نقلتها منها ( وأغلب ظني أنه كتاب وثائق الصلح بين قبائل حضرموت للقدال والقعيطي ) أما إذا كانت الوثائق مما حفظه لك الآباء والأجداد وورثته عنهم فالمطلوب هو توضيح ذلك لغايات التوثيق



علي بعد ذا شي ذنب ؟ :) :) لا لا ........ أقول له ايه :) :)


ولا أنا مخطىء !!!!!!!!!!!!!!!! والحق في الإبتكار محفوظ للخليفي الهلالي



سلام ياباشا .

أبوعوض الشبامي
11-15-2010, 02:30 PM
يعجز اللسان عن الكلام وقد عقدته الدهشة ، والاعجاب بما كتبته يا عمنا ويا استاذنا

روح الابتكار عندك - ماشاء الله - متوقدة دوما .. الصلاة على النبي

التحليل العميق للنص من أجل قراءة التفاؤل في نفوس الحضرميين بعهود من الأمن و النظام والازدهار ،

والوثائق القيمة التي تخص بها السقيفة

وجهدك الدؤوب في متابعة واستقراء تراثنا

كل هذا يجعلك جدير بأن تكون علامة في موضوع التراث الحضرمي وعلامة إليه !

وكم نتمنى أن تطرح المزيد من الوثائق التي تبين المعاهدات القبلية او المعاهدات بين اهل مدينة وفئة .. الخ

وتقرأ لنا في الظروف التي استدعت ذلك ، وانعكاس الاحوال الجديدة على منطق الشعر والعادات .

شكرا جزيلا لك يا أستاذ الكل .
http://www.alshibami.net/saqifa/uploaded/55_01289528326.jpg


كتب ( انجرامز ) في تقريره حول ( الحالة في حضرموت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا 1934-1935م ) ص93 عن الاوضاع الداخلية في السلطنة الكثيرية قال :

(( قبل سنوات خمس بدأ افراد من قبلية ( آل عمر ) يتدخلون في شئون الاهالي في الغرفة ، والمح بن عبدات انه في حالة عدم مساعدة آل عمر له فسيؤسس نظاما مستقلا في الغرفة ، لم يكن ذلك التصرف مقبولا وقد احدث كما يبدو بعض الارباكات خارج الحدود المحلية ، فقد جاء وزير السلطنة القعيطية الى شبام وضغط على السلطان علي بن منصور ليتحد معه ومع سالم بن جعفر لارغام بن عبدات على اخلاء الغرفة والعودة الى مكانه الاصلي ، زحف السلطان بن منصور على بن عبدات بمدفع واحد وبعض القوات وكان السيد حسين بن حامد تقدم بمدفع وبعض القوات من شبام وتجمعوا جميعا في منطقة الغيل ثم الغرفة ويقال انه جرت بينهم معركة لكن دون نجاح... لقد اصبح الموقف لا يحتمل لكن الحرب استمرت لسنوات ))

انسحب وزير السلطنة القعيطية حسين بن حامد الى المكلا ولم يلبث إلا مدة يسيرة فتوفاه الله ، ولكن بن عبدات بقي في تحصيناته واستعدادته لحفر الخنادق وأعلن نفسه أميرا (( على قرية الغرفة )) ثم بعد وساطة قام بها صديقه عبدالرحمن الجفري والسادة آل الكاف في أن ينضم بن عبدات الى معاهدات الصلح بين القبائل ( صلح السنتين ) ، فقبل الانضمام ، وما أن شارفت مدة الصلح الى الانتهاء حتى بدأ بن عبدات في التحرش بالناس وفرض الأتاوات ورفضه الصلح ، إلا أن سوء حظه كان تمرده في اثناء عقد اتفاقيات الصلح بين القبائل (( صلح السنتين )) وتواجد المستشار القوي ( انجرامز )، الذي كان يصر على تحقيق اتفقيات الصلح ونشر السلم والسلام الأبدي في حضرموت . ولقي في تمرد بن عبدات فرصة لفرض الصلح والأمان وسلطة الدولة بالقوة العسكرية ليكون عبرة ودرسا بليغا لغيره.

سعت اللجان الاصلاحية في تمديد فترة الصلح الى عشرة سنوات ، فوقف بن عبدات موقف المعارض للصلح واعلن التنصل عن الاتفاقيات السابقة ، إلا بن عبدات لم يشفع له مكاتبته للإنجليز - لأنجرامز - ( انظر الوثيقة رقم 3 ) و إبداءه الولاء والطاعة للحكومة البريطانية ، ولم ينفعه التآمر السري بينه وبين امير القطن ( علي بن صالح القعيطي ) ( انظر الوثيقة رقم 5 ) ، ولم تقيه تحصيناته عن اعلان ضرب حصونه بقنابل الطائرات البريطانية . حتى استسلم ونفي عن حضرموت .

لم يغفل الخطاب الشعري السياسي في حضرموت عن توثيق تلك الحرب ، وما تعنيه من دلالات بين مؤيد لبن عبدات (( وهم قلة )) ، وبين معارض وهم كثر لهذا التمرد الذي يهدف الى افشال عملية السلام الاجتماعي في حضرموت لهذا تساجل شعراء الدان الحضرمي حول فتنة وتمرد بن عبدات فقال شاعر الدان خميس سالم الكندي :


ردوش يا لغرفة كما برلين =مستر جرامس هو وشمبرلين
بن صالح مبارك لقالش رسم عاند بش قرانه =هم قايسوش العبرمن ضرب القنابل باتودين

وقال آخر:


والقبوله ما تصلح إلا لبن خالد عمر=لي عامد الحول والغرفه ومثوى بامتين

اما الشاعر ( بومحسن ) فقد كان خطابه الشعري يدل على بهجته بتحقيق الاماني للحضارمة عبر تحقيق السلم والصلح والأمان ، ويخاطب الثري (( بن عبدات )) الذي جلب أمواله من المهجر الشرقي ، وكان يحلم في تأسيس دولة في قرية صغيرة اسمها (( الغرفة (( 1كيلو × نصف كيلومتر )) فتبخرت أحلامه وضاعت أمواله فنفي عائدا مرة أخرى للمهجر معدما ومقيدا في تحركاته لذا يقول الشاعر:


يقول بومحسن تزينت رض لي فيها اللمان= لمان ما مثله ولم تنسم من الخافه ثمان
وبل ما ذلحين ماله منتهى في طول الزمان= قد طابت اللحقاف وللمسكين فيها كنان
واعتزوا العربان حتى لي يجرون الدمان= ولعاد حد ينشد على الهطفه ولا ميزر أي الأمان
كلن سرح شله عصا بيده طويله خيزران=وحلها لا يالحضارم ارضكم احسن من عمان
والذيب لي يعوي من الضيفان ليهم في المكان= اعليت ياسرحان ياذيب المساري يافلان
قد كنت تنهب من الفرقه من الماعز وضان= واليوم قد قوتك مقايس زاد طرحولك رصان
طاحت بك القدره معا قمراه سيبت العنان= كله من التهوين من هوّن اموره بايهان
من لاعدل بفسل وينذل عايدتها الهوان= الوعد لك شعبان حل تقفيل المدارس لمتحان


بعد لغة الخطاب الشعري من تلك الأحداث فلندع لغة الوثائق لتلك الحقبة التاريخية تتحدث ونقرأ مكاتبات بن عبدات لانجرامز والتودد للبريطانيين ، ومكاتباته مع علي بن صلاح القعيطي وخطاب الشيخ سالم بن جعفر الكثيري والذي وصف فيه بن عبدات بأنه راكب على حصان الشيطان .

http://qatar4up.com/upfiles/ndA19540.jpg (http://qatar4up.com/)

http://qatar4up.com/upfiles/CIc19540.jpg (http://qatar4up.com/)

http://qatar4up.com/upfiles/7ZR19540.jpg (http://qatar4up.com/)

http://qatar4up.com/upfiles/u0u19540.jpg (http://qatar4up.com/)

http://qatar4up.com/upfiles/5HF19540.jpg (http://qatar4up.com/)





,

سقراط
11-15-2010, 02:56 PM
كلنا يدرك الفرق بين الإشتهاء والتخيّر ، فرائحة اللحم المشوي وغيره من المأكولات المطبوخة تثير شهية الجائع وتبقيه في حالة ترقب لبسط المائدة لينال بغيته منها بخلاف تخيّر أصناف الفاكهة التي لا تخضع للإشتهاء وإنما للرغبة في التخير لغايات الترف والإنتقائية حسب هوى النفس ولذلك فالفروق واضحة جدا بين الإشتهاء والتخيّر ولا ينكرها إلا مكابر ، فالأخير يأتي كمكمل لشهوة أساسية فطرية حققتها النفس في الأكل وبخاصة في حالات الجوع الشديد ( أيا كان ذلك الجوع ) :) أما خلافه مما يتخيّر فلا يمثل شيئا أساسيا لديمومة الحياة أو النعيم اللازم لتلك الديمومة ويعد مظهرا من مظاهر الترف الإضافية ليس إلا ، وصدق الحق ( في وصف من عدة أوصاف لأحوال أهل الجنة ) حين قال في محكم التنزيل :

وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون


بعد هذه المقدمة اللازمة والضرورية :




من خلال متابعتي لمواضيع عمدتنا الفاضل الشيخ أبو عوض الشبامي أتضح لي أنها ( في مجملها ) من المواضيع الإختيارية الإنتقائية المركبّة وليست بحوثا موثقة وهي ( إن جاز الوصف ) أشبه ما تكون بإنتقاء الفاكهة حسب الهوى وليس الشهيّة :) ، وما يتناوله من قضايا في الكلام المرّكب الذي يكتبه إنتقاء لا تخدم غاية ولا تحقق هدف ولا يمكن وصفها بالبحث العلمي الدقيق والرصين وما تحويه لا يتجاوز الإثارة فقط . :) :) :)


والسؤآل الذي يطرح نفسه ولم يعالجه الكاتب وخرج عن أصل موضوع حول الخطاب الشعري في ثلاثينيات القرن الماضي وشعبّه وفرعه دون فوائد تذكر من الإجترار الكلامي اللاحق بقصد التغطية على هفواته وإفلاسه وعدم قدرته على سوق الأدلة الإضافية حول الخطاب الشعري في تلك الحقبة من عمر الزمن وما طرأ عليه من تغيرات لشعراء قبائليون وليس لأبناء المدن الذين لم يعايشوا دوي صوت الرصاص ولا طعن الجنابي في حروب ثارية ، وإن مرت بهم أحداثا من هذا القبيل أو شهدوا عليها فلم يكونوا محورها :



هل نتج عن معاهدات الصلح بين قبائل حضرموت واقعا قبليا جديدا !!!!! وهل يحق للباحث تأكيد قراءة ذلك الواقع في مقولة يقولها قائل أو قصيدة لشاعر خاصة اذا كان ذلك الشاعر من الطبقات الدنيا المهمشة في مجتمعها وليس من الفاعلين في الصدامات القبلية ؟



يجمع اساتذة علم الإجتماع السياسي أن القصائد ليست شيئا يستشهد به لتصوير واقع أو تأكيده كونها تأتي تحت ظرف إنفعالي سرعان ما يتغيّر بتغيّر موقف الشاعر من القضية التي يعالجها في قصيدته أو بتغير عواطفه تجاه شخص بعينه ، وفي رأيي الشخصي المتواضع أن معاهدات الصلح بين قبائل حضرموت أتت بمبادرة من المستشار أنجرامس ولم تغيّر في الواقع المعاش شيئا وإن أثرت فتأثيراتها كانت جزئية وليست لبسط نفوذ الدولة بقدر ماكانت بهدف ترسيخ نفوذ الدولتين القعيطية والكثيرية وإحكام سيطرتها على القبائل في حدود المناطق الخاضعة لنفوذها ، ومما هو جدير بالذكر لأهميته الإشارة إلى استثناء أنجرامس لقبائل الصيعر من الدخول في مصالحات أو معاهدات مع بقية القبائل وترك لها حقها في إدارة شأنها شريطة عدم تهديد سطوة ونفوذ دويلتي حضرموت .




خدمت المصالحة غاية ولم تلغي واقعا معاشا أو تستبدله بآخر خيرا منه ، وظلت الصراعات القبلية كسابق ما كانت عليه ( رغم اتفاقيات الصلح الصورية ) وسأدلل على ذلك ( لاحقا إن كان في العمر بقية ) بأحداث قبلية جسيمة مرت بها المنطقة ولم يكن للدولتين الكثيرية والقعيطية دورا يذكر في اثبات وجودها كدول لها سطوة ونفوذ على مواطنيها ( قبائلها ) في حدود رقعتها الجغرافية وإلزامها لتلك القبائل بتنفيذ ماتم بينها من مصالحات :) !!!!


استاذنا الباحث أبو عوض الشبامي



لتأكيد مصداقية ما حوته الوثائق التي أرفقتها نرجو منك التكرّم بالإشارة إلى المرجع الذي نقلتها منها ( وأغلب ظني أنه كتاب وثائق الصلح بين قبائل حضرموت للقدال والقعيطي ) أما إذا كانت الوثائق مما حفظه لك الآباء والأجداد وورثته عنهم فالمطلوب هو توضيح ذلك لغايات التوثيق



علي بعد ذا شي ذنب ؟ :) :) لا لا ........ أقول له ايه :) :)


ولا أنا مخطىء !!!!!!!!!!!!!!!! والحق في الإبتكار محفوظ للخليفي الهلالي



سلام ياباشا .





ليس هنا الجواب الشافي0 لن تصل للحقائق0 هنا نسخ ولصق0 هنا سرقه وأبتزاز 0هنا طمس تاريخ0

الإنسان الذي لا يعمل بعلمه كالشجرة المورقة لا ثمر لها.

مسرور
11-15-2010, 06:27 PM
لم يغفل الخطاب الشعري السياسي في حضرموت عن توثيق تلك الحرب ، وما تعنيه من دلالات بين مؤيد لبن عبدات (( وهم قلة )) ، وبين معارض وهم كثر لهذا التمرد الذي يهدف الى افشال عملية السلام الاجتماعي في حضرموت لهذا تساجل شعراء الدان الحضرمي [SIZE="5"]حول فتنة وتمرد بن عبدات فقال شاعر الدان خميس سالم الكندي :


ردوش يا لغرفة كما برلين =مستر جرامس هو وشمبرلين
بن صالح مبارك لقالش رسم عاند بش قرانه =هم قايسوش العبرمن ضرب القنابل باتودين

وقال آخر:


والقبوله ما تصلح إلا لبن خالد عمر=لي عامد الحول والغرفه ومثوى بامتين

اما الشاعر ( بومحسن ) فقد كان خطابه الشعري يدل على بهجته بتحقيق الاماني للحضارمة عبر تحقيق السلم والصلح والأمان ، ويخاطب الثري (( بن عبدات )) الذي جلب أمواله من المهجر الشرقي ، وكان يحلم في تأسيس دولة في قرية صغيرة اسمها (( الغرفة (( 1كيلو × نصف كيلومتر )) فتبخرت أحلامه وضاعت أمواله فنفي عائدا مرة أخرى للمهجر معدما ومقيدا في تحركاته لذا يقول الشاعر:


يقول بومحسن تزينت رض لي فيها اللمان= لمان ما مثله ولم تنسم من الخافه ثمان
وبل ما ذلحين ماله منتهى في طول الزمان= قد طابت اللحقاف وللمسكين فيها كنان
واعتزوا العربان حتى لي يجرون الدمان= ولعاد حد ينشد على الهطفه ولا ميزر أي الأمان
كلن سرح شله عصا بيده طويله خيزران=وحلها لا يالحضارم ارضكم احسن من عمان
والذيب لي يعوي من الضيفان ليهم في المكان= اعليت ياسرحان ياذيب المساري يافلان
قد كنت تنهب من الفرقه من الماعز وضان= واليوم قد قوتك مقايس زاد طرحولك رصان
طاحت بك القدره معا قمراه سيبت العنان= كله من التهوين من هوّن اموره بايهان
من لاعدل بفسل وينذل عايدتها الهوان= الوعد لك شعبان حل تقفيل المدارس لمتحان

,





النزعة الثورية التحررية في قصائد الشاعر خميس سالم الكندي - سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=31368)




أمان ياربي أمان


يتضح أن لكل منظوره ورؤيته حول ما سمي بـــــــ ثورة بن عبدات وفقا لما ورد في جميع المصنفات والمراجع بما فيها أدبيات الجبهة القومية ووريثها الحزب الإشتراكي اليمني وبقية القوى الوطنية اليمنية ( وليس فتنة بن عبدات كما يريد أبو عوض تصويرها ) :) :)



رغم التطرف الديني لبن عبدات وتناقضه مع السادة العلويون وتوافقه مع المشايخ آل باعبّاد !!!!! هل مثلت ثورته افشالا لعملة المصالحة والسلم الإجتماعي في حضرموت إذا علمنا مسبقا أن المصالحة تتم ( عادة ) بين قوى قبلية غير متوافقة وليس بين قيادات سياسية كان كل همها يتركز حول تدعيم مكانتها في الوسط الإجتماعي الحضري والقبلي الحضرمي ؟



سؤآلا اضافيا يفرض نفسه علما أن ثورة بن عبدات لاقت تأييدا من بعض المتنورين وخاصة ذوي النزعة الدينية المتطرفة ومن كانوا يعانون من التمايز الإجتماعي وعلى راس أولئك الشاعر خميس سالم الكندي :)



ننتظر من الباحث أبو عوض الرد عليه .


سلام .


هل عارض [color=#FF0000]بن عبدات النفوذ البريطاني في بلاده أم كان له مطمح في الإستقلال بإحدى المدن الحضرمية لينشىء لنفسه دولة بها شأنه في ذلك شأن آل كثير الذين برز منهم أكثر من سلطان ؟

لماذا اعتبر خميس سالم الكندي حركة صالح عبيد بن عبدات وصمود ابنه عبيد صالح بن عبدات ثورة ، ولم يصنفها كنزاع أسري وقبلي في الوسط الكثيري نفسه ؟

الثورة تعني تغيير الواقع السائد في مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ولم تكن حركة بن عبدات بذلك المستوى .

هجر كندي الوطن على اثر سقوط عبيد صالح بن عبدات واستقر به المقام في الصومال فما الذي حدى بكندي إلى تأييدها ولماذا عاف الوطن ونأى عنه ؟

يقول عبد القوي مكاوي رئيس وزراء عدن في عام 1965 وأحد زعماء جبهة تحرير الجنوب المحتل أن انتفاضة بن عبدات كانت بداية ليقظة الوعي الوطني في الجنوب ... ولو أخذنا برأي مكاوي سنوجد لــــ خميس الكندي ذريعة لتأييده لبن عبدات ، لقد عايش كندي التمايز الطبقي القائم في البيئة الحضرمية وتصور بأن الخلاص قد يأتي من أي ثائر ، ولو كان ذلك الثائر من وسط الفئة المهيمنة على البلاد ورقاب العباد ، وسبقه إلى نفس التفكير أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري في تشجيع إحداث ثورة إنقلابية على الأفكار والتقليد المتوارث من الوسط الإمامي نفسه .

تاليا قصيدة خميس سالم الكندي التي قالها ردا على القصيدة الشهيرة لــــ صلاح الأحمدي كأحد الرافضين للمعاهدة البريطانية مع حكام حضرموت ( سبق لنا ايراد أبيات منها ) :


يالله يارباه يافاتح لنا باب الظفر = ياحي ياقيّوم ياقادر على كل شي يكون
والفي صلاة الله على أحمد لي به الدين انتشر = صلاة دائم عد ما طاهب يهذلل بالمزون
قال الفتى الشاعر سمعت اخبار من بندر عدن = من المكلا والحضارم كلهم يتباشرون
شعبنا المسكين يرقص ولا سمع هاجر هجر = وأذناب لستعمار أصحاب المصالح يزفنون
الحاصل ان الأرض باعوها لهم بيع الجزر = وتشاورا عالبيع لي يعقل ولي ما يعقلون
اغواهم الشيطان بيعوا ما عليكم شي ضرر = تبعو ( جرامس ) كل ماقاله وقاله ( استرون )
ما حد معارض سوى بن صالح مبارك عمر = قاوم وعاند وقال ما بانرخص الغالي بدون
ما حضرموت إلا ارتمت رميه وشرفت عالخطر = لكن نصرها الله برغم اللي بغوا الا تهون
الأصل ضرغام الجزيره ذي كلامه ماقصر = عبيد صالح مارضى بالذل كما لي يرتضون
يعقوب ومناحيم لها قطعوا جوازات السفر = يبغونها مأوى لهم يوم أهلها ما بايعقلون
رضيوا على البيعه ولا شاهد على البيعه حضر = سوى الجماعه حضروا البيعه وهم بايشهدون
آه على همدان لي حضروا ولا واحد فكر = نهار حضروا هم بغوهم يشهدوا ويوقعون
ياكم وكم ذقن صوره لا عباره عالصور = نحنا حسبنا العقل في القوه وأطوال الذقون
ما قاصر إلا الحلق والمحزم لتلقوم البقر = لحقوا عرب لو شي هوس واحبا بايتخطمـون
عاد النشر يوقفن فوق النوف لا شفن الخطـر = وأمامهم الا ناس تبعوهـم علـى مايزعمـون
آه على ذيك الجنابي والمسابت والعصر = واللحي في لفيا يحكمونه وفرقاز العيون
اين الميازر لي يشلوهن قدين أمات جر = يقرحن عالمسكين والا في الطرق يتعثرون
ولعاد حسبوا للشرف ولا على بيض الغرر = ولعاد حسبوا ان بني اسرائيل بكره بايجون
يتحكموا في بلادنا سرا على عدة صور = كي ينهبوا خيراتها وانتم صور ما تعلمون
معاهدات النفط هل للحضرمي فيها نظر = يدري ويعلم عالاقل بالخبرا ء لي يعملون
أين الحبايب لي يريدون السياده عالبشر = لي جابوا المستعمر الغاصب لكي يتسيطرون
في بلادنا والقوا لهم من حيث لا نعلم خبر = كلين إلى داره بغاهم ينزلون
وبعد يالعاني سرح بابيات من شاعر مصر = بالشعر يتكلم كلام الصدق والكائن يكون
من عاصمة بن صالح مبارك عبيد لا انذكر = اسمه ترضوا عنه ياللي بالحقيقة تعلمون
وانظر منجد شف قلاع الحرب من طول النظر = حصن الغبي لي منه العداء بدو يتقهقرون
توك الى المسيال واعبر الى القروقر بالممر = وأعبر طريق الفرط ما بين المثاوي والحصون
واقصد سحيل النور وانشد عالزعيم المعتبر = علوي وأولاده لا طربت لي بايلحقون
خصه سلام آلاف من كندي ثلاثين ألف كر = وان قال لك شي علم قل له لرض في غاية سكون
ذلا سمعت أبيات من شاعر وكندي ما صبر = أيدتها ما حسبت حد في الأرض بايتلومون
صلاح ما قصر وله يالعيدروسي وجهة نظر = حجته قد بانت ولكن وينهم لي يعقلون
وفي الختام أرجو من المولى يجنبنا الخطر = ويحفظ الأمه وكل كاين من الله بايكون
والفي صلاة الله على خير الورى صفوة مضر = صلاه دايم عدد ماقاري قرا عم ونون


سلام .

http://p.vtourist.com/2706809-Things_To_Do-Sayun.jpg

أبوعوض الشبامي
11-15-2010, 07:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الابل ولولا الإبل لما تمكن البدوي ان يبلغ المكان الذي يريده الا بشق الانفس وصعوبتها، انها ثروة البدوي، التي لاتقدر قيمتها ومكانتها . والابل في حضرموت كثيرة ، وكانت لها فائدتها قبل شيوع استعمال السيارات؛ فهي من أرخص وسائل النقل، اعتمد الناس عليها في التنقل وحمل الأثقال من بلد إلى بلد .

إلا أن الإبل لم تهاجر مع الحضارمة نحو شرق افريقيا أو على سواحل الهند وبلدان الشرق الأقصى ، ذلك أن المنطق الجغرافي يقول أن البحار والمساحات المائية الشاسعة تحول عائقا لتنقلات الإبل.

ولكن هل الخطاب الشعري في ثمنينيات القرن الماضي نزع الإبل عن ذاكرة الشعر العامي ؟؟

أو أنها بقيت على الطريقة التقليدية ضمن تجهيز مهمة الرسول ( الوهمي ) و الذي عليه أن يحمل الرسالة او ( الخط ) و يستعد ويقوم بمهمة وضع شدّه (( على ظهر عمانية )) أو يشد على (( مهرية - أوصيعرية )) او على (( ظهر بكره سهاليه )) ...الخ من تلك الاوصاف التي يحبب الشاعر الحضرمي أن يطلقها على الناقة .

قرأت ضمن ما قرأت في اشعار الحضارمة المهاجرين خلال الثلاثينيات خطابا مختلفا ، ربما يختلف عن شعر جيل اليوم في ( هذه السقيفة ) او حتى في منتديات قبائلية اخرى ، ولاحظت كيف تأثر هؤلاءك المهاجرون بالتقنيات في عصر البخار والطاقة ، وعكس ذلك على التعبير والخطاب الشعري في ذكر وسيلة النقل وسفر الرسول المكلف بتوصيل الأبيات ( أو القصيدة )) من الشاعر الى ( فلان المعنى ).

لدينا نص قاله شاعر من بني نهد اسمه (( علي القانص النهدي )) يلقب ب ( بوزيد ) هاجر من بادية حضرموت الغربية ، حين كان شابا يافعا ، ومضى جل عمره في جاوة ، وهو شاعر مجيد اكتسب الشهرة في زمانه ذكره صلاح البكري في كتابه ( تاريخ حضرموت السياسي ) ص 196 قال الشاعر ابوزيد يخاطب رسوله المكلف بنقل خطابه الشعري ، في عصر التنقل بواسطة المحركات التي تعمل بالطاقة ( القطار ).


وياهاجسي حكّم وخل الحليله= واخبارها سوقات رشلا خليّه
قوافي جديده ما بغيت الدويله= وخذ في البدايا لا تجيب العكيّه
وبو زيد ما يغدي مع الريح قيله= كلامه عِبر لأهل العقول الزكيه
وبايضرب امثاله لمن هو مثيله= ولا له سنع بأفكار صكّه بليّه
ويامعتني قم بالذي تعتني له= توكّل بخطي والبيوت الشفيّه
ركب قطار الصبح ساعة رحيله= يطوي المسالك والخبوت الخليّه
تجلس ولا تسمع سوى إلا صهيله= يمشي على العمدان يفرق خويّه

ابدع الشاعر ايما ابداع في البيت الأخير ( تجلس ولا تسمع سوى صهيله = يمشي على العمدان يفرق خويه )) شبه صوت القطار وهو ينطلق فوق القضبان الحديدية كأنه صهيل الخيل المغيرة ، قطار يفرق العمودين ينطلق بالرسول المكلف بتوصيل الرسالة وهي عباره عن بيوت الشعر الموجهة للذي يعتني له .

ولم يكن القطار في الخطاب الشعري المهجري وسيلة التنقل المهمة في جزر جاوة فايضا كانت الطائرة ضمن الخطاب الشعري في العصر الحديث فهذا الشاعر المقدم عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز يطلب من رسوله ركوب الطائرة لاختصار الزمان وسرعة الوصول للمكان كي يبلغ الرسالة المستعجلة /


صدرت من الميدان فيه اجناس جمله والهنود= في مركب الطيار ما توحي رجوجه في الصعود
الى بتاوي قصَّر المده بحنات النقود= اقوال باسمك يامحمد تشفي امراض الكبود

وهذا شاعر آخر يرسل رسوله من ( جاوه ) الى حيدر آباد ويرسم له خريطة تبين وسائل النقل التي سيتعملها وكلفه بنقل ابياته للسلطان عوض القعيطي قال :


وبعد يا العاني بخطي سافر= سرح غبش لاتناظر اسفاره
من ملك هولندا حماها كافر= وقابضين ازمامها كفاره
نوّل وسط بابور شبه الطاير= جديد لآله يسبق الطياره
يعبر بحور امواجها متقاطر= والصيت له في ساير الأقطاره
على تسع ويصبح نهار العاشر= في منبي الخانات خذ لك داره
واطلع الريل العجيب العابر= فوق الظلوع الحاكمه معباره
يعبر طرق ما تعتبر لساير= وانزل على منزل حصين اسواره
ارض الدكن حيدر عباد العامر= اهل الثناء والهوبره عماره

دخلت الطائرة الى حضرموت في الثلاثينيات من القرن الماضي ، ولكن في البدء ليست كوسيلة نقل بل كانت ضمن السلاح الجوي البريطاني الذي كانت تهدد به بريطانيا القبائل المتمردة والرافضة لتوقيع الصلح واتفقيات السلم في حضرموت ، وتم ضرب قبيلة آل يماني الجابرية وقبيلة الصيعر ، وبن عبدات ، وأخير تمرد قبيلة سيبان في المدحر ، وكان التأثير الذي تتركه اصوات الطائرات أثناء تحليقها المنخفض كفيل بأن تستسلم له القبائل المتمردة ، وتتراجع عن التمرد القبائل التي كانت تفكر في التمرد .

http://qatar4up.com/upfiles/ztk37548.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/oFk37548.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/ztF37548.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/YGq37548.jpg (http://qatar4up.com/)




.

شيخ القبايل.
11-16-2010, 12:39 AM
http://www.alshibami.net/saqifa/uploaded/55_01289856930.jpg

شبام 1939 م من كتاب الصحوة الحضرمية في جزر الهند الشرقية (الهولندية) !

تصفح من الكتاب

http://books.google.com/books?id=c45Xvsq2q4UC&lpg=PP1&pg=PP1#v=onepage&q&f=true

شيخ القبايل.
11-16-2010, 12:57 AM
كتاب : التجار والعلماء ورجال الدولة الحضارم في مناطق المحيط الهندي

http://books.google.com/books?id=gBTbS4eNGp8C&printsec=frontcover&dq=Hadhrami+traders,+scholars,+and+statesmen+in+th e+Indian+Ocean&hl=en&ei=xKzhTO_NN4KfOsL-lZ4P&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CCoQ6AEwAA#v=onepage&q&f=false

شيخ القبايل.
11-16-2010, 01:02 AM
كتاب Sufis and scholars of the sea: family networks in East Africa, 1860-1925
http://books.google.com/books?id=aCgzr5jKQEkC&printsec=frontcover&dq=Sufis+and+scholars+of+the+sea&hl=en&ei=OK3hTJj8BMiXOvH7gcsO&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CCUQ6AEwAA#v=onepage&q&f=false

أبوعوض الشبامي
11-17-2010, 01:52 AM
ماشاء الله تبارك الله ,عليك, يابو عوض..كاتب بحق وحقيق..

كنز من كنوز المعرفه...اسلوب كتابتك جميل .واعجابنا بقلمك غير محمدود...واصل وثق كل الثقه اننا متابعين..

اخوك:خالد بن مهنا







المتشار البريطاني ( هارلود وليام انجرامز ) من مواليد 1897م تلقى تعليمه في مدرسة ( شروزبري ) خدم في الجيش البريطاني في سنوات الحرب العالمية الأولى ، وفي عام 1919م عين مساعدا مفوضا في جزيرة زنجبار ، ثم مفوضا بريطانيا عام 1927م في جزيرة مورشيوس ثم انتقل عمله الى عدن عام 1932- 1933م طلب منه الذهاب الى المكلا عام 1934م لإعداد تقرير حول الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في حضرموت ، عين مستشارا مقيما بالمكلا 1937-1942م تقاعد سنة 1968م وتوفى في ديسمبر سنة 1973م . مات انجرامز وبقيت في حوزة عائلته تركة كبيرة من الوثائق والخرائط والصور والتقارير المتعلقة بحضرموت .

http://qatar4up.com/upfiles/29k27219.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/AuY27219.jpg (http://qatar4up.com/)

ذلك هو المستشار البريطاني انجرامز الذي اهتم في خطاباته النثرية بحضرموت وقضاياه السياسية والإجتماعية والتاريخية والاقتصادية ، في المقابل شغل الحضارمة كثيرا ، واعجبوا بشخصيته وسعة اطلاعه بتاريخهم وانسابهم وجغرافية بلادهم وآثارهم ، فكان بحق موسوعة في معرفة حضرموت ، ولهذا استأثر باهتمام الخطاب الشعري الحضرمي ، فكان حضور شخصيته ضمن الخطاب الشعري في الثلاثينيات قويا ، وقد حظي انجرامز بالتقدير من قبل ممثلي فئات المجتمع الحضرمي من سادة ومشائخ وقبائل ، فكانوا يتوددون في مخاطبتهم له ، وتثبت الوثائق التاريخية ذلك ، فمن المراسلات نستقرأ هذا التأدب والتودد والترجي لشخص انجرامز بوصفه ممثلا لحكومة صاحب الجلالة ، وبوصفه مصلحا تعهد بتحقيق الأمان والسلم في حضرموت . ( انجرامز صديق حضرموت ) ( انجرامز دام مجده ) ( انجرامز الأفخم ) ( انجرامز حفظه الله ورعاه )) إلى آخر تلك العبارات المعهودة في مخاطبة الأقوياء .

http://qatar4up.com/upfiles/qeU27219.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/pKx27219.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/d9N27219.jpg (http://qatar4up.com/)



كان انجرامز صديقا مقربا لطبقات السادة والمشائخ والقبائل ، ولأمانة التاريخ لانظلم الرجل ، ولا نجحد فضله ومجهوده في إحلال السلام والسلم الاجتماعي في حضرموت ، ذلك رغبة من حكومته التي تفضل أن ترى انظمة قوية موالية لها ، من انظمة هشة ضعيفة تعصف بها القلاقل والفوضى والتخلف . إذ أن البريطانيون يشعرون بالمسؤولية الأخلاقية التي كانت تقع عليهم ، بحكم أن حضرموت ضمن محمياتهم ، ونفوذهم السياسي ، ولما للحضارم من تأثير مهم في بعض المستعمرات ، تظافرت جهود المصلحين الحضارمة في المهجر لدفع الحكومة البريطانية لتحقيق الصلح والسلام وبناء دولة حديثة .

لهذا سجل الخطاب الشعري السياسي في حضرموت عبارات الشكر والثناء لهذا المستشار الذي لم يترك رقعة جغرافية في حضرموت الا ووطأتها اقدامه تنقل بالطائرة وبالسيارة وبالجمال واختلط مع البدو في السهول والجبال والصحاري والرمال واختلط بالحضر في قراهم ودرس سيكلوجية الشخصية الحضرمية وتعامل معها ضمن معايير خاصة بها مع الاعتراف باهمية خصوصياتها ومراعات عقيدتها وتقاليدها فلا عجب ان نقرأ قول الشاعر الذي قال مبتهجا بتحقيق السلام والصلح بين القبائل


يحيى انجرامز لي جبال الأرض من باسه تنود= بالهيبه اصلحها بلا ضوله ولا عسكر تهود
قيد ذيابتها وبا يحكم بتقييد الفهود=

ولم يغفل شاعر حضرمي من اقتران مشروع الصلح وإحلال السلام في حضرموت بين شخصيتين رئيسيتين لعبتا دورا تاريخيا مهما ، هما السيد ابوبكر بن شيخ الكاف الذي سخر أمكانية ثروته من اجل تحقيق الصلح والسلام في حضرموت ، و المستشار انجرامز الذي عرف بالحزم والشدة وتسخير القوة الجوية البريطانية لضرب الفئات القبلية التي تحاول اجهاض و تخريب مجهود الصلح وزعزعة الأمن لذا قال الشاعر:


اصلح بلد الحقاف بوسقاف الفخر المجيد= بذل وجاهد بلغ بالمال إلمّا زبيد
شاف الخلق يوم احترق بدل به الثوب الجديد= عسى لباس العافيه نلبسه في جمعه وعيد
واما انجرامز قابض الحلقوم مرّه والوريد= قابضه من سابق زمن والقا النظر واحد اكيد
أمّن من المشرق الى المغرب خليق الله مديد= مخلوق من خلقه جعله الله سبب بندق يصيد

الناس في حضرموت تواقون للسلام ، عاشقون للسلم والأمن ، خاصة بعد قرون من التطاحن العشائري والفوضى القبلية التي كانت تخيم على جميع ارجاء حضرموت ، حين اصبح تحرك الأفراد والجماعات في حالة خوف ورعب من قاطع طريق او من القتلة العابثين دون وازع ديني يردعهم او نظام حكومة تعاقبهم ، و تحت نظام (( السيارة )) يلجأ الناس عند تنقلهم من منطقة إلى أخرى الإحتماء بسيّر يكون له نفوذ روحي من السادة أو المشائخ ، أو يكون من عشيرة قوية تستطيع أن تحمي روحه وماله ، لذا اشار الشاعر الى رغبة بريطانيا في احلال السلام وقمع أهل الباطل والغاء نظام السيارة القبلية ، واصبح الجميع يتنقلون في طول الوادي وعرضه تحت حماية الدولة والنظام والقانون .


مولى عدن رد الكبيره صغيره= بايمنع الباطل ويحمى عذورها
ملقي مراكب في غببها قطيره= ومدوّوره بالعساكر برورها
با يعسف البدوي زي الحظيره= وإترزنوا في ذي السنه حظورها
احسن لهم وخيرة الله خيره= كل من صبر يظفر ويلقا خيورها
الارض زانت نعم الجزيره= حتى الرخا فيها وسبرت سبورها
حرثانها كلن سرح عند بيره= احيوا بواسقها واحيو ذبورها
ولعاد حد سيّر لحد في مسيره= خلو مسابتهم وخلو سيورها
والناس مرّه بالسويه عشيره= من حبه الرحمن يلحق سرورها

وكما قال الشاعر ( ربيع بن سليم ) يصف انتصار السلطان عبود بن سالم الكثيري على يافع في استعادة مدينة تريم وكيف اصبحت تريم المدينة عروسا ( فيالله ساعة ضعونها ) .


وودت له الغناء تــريـــم الـمـديــنــــه=وطابت مساعيها وزالت ضعونها
وأغرس عمود العدل فيهــا فأصبحت = عروسا فياالله ساعة ضعــونــهــا
وتحقيق نصر الله يأتيـه من يــشـــــاء= فكــم ذلةٍ قدعزهـا بعــد هونـهــــا


ايضا هنا صورة تختزل انتصار السلام ودعاة الاصلاح ، حين نشاهد مظاهر الاحتفال التي اعقبت تحقيق الصلح والابتهاج بالسلام والأمان ، وقد تحقق على يد دعاة ابناء حضرموت وبمؤازرة المستشار انجرامز ، والذي زف للحضارمة دولة النظام والقانون وبنية دولة حضرمية حديثة قال الشاعر


زفت على يد انجرامز بالملابس والعقود= خذها القعيطي وانت حاضر عند ابوها على المدود
العقد في سيئون والضيفه نباها تحت هود=







.

شيخ القبايل.
11-17-2010, 07:58 AM
كتاب الشتات الحضرمي
من قوقل
http://books.google.com/books?id=mA5IKKZ98IYC&pg=PR10&dq=Hadramaut+history&hl=en&ei=Yl3jTNHgKsqWOoK9lJIB&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=8&sqi=2&ved=0CEYQ6AEwBw#v=onepage&q=Hadramaut%20history&f=false
شكرا للعم ابو عوض

والذي يريد طي صفحة أدعياء الثورة وأدعياء الجمهورية والمزايدين على الشعوب الذي زادوا بلادنا دمارا

ويدعونا لبناء وطننا في ظل السلام والعلم والأمن
حتى لو كان ثمن ذلك هو الاستعانة والتحالف مع آخرين من خارج دائرة الوطن
لهم باع في العلوم والتنظيم وإدارة مصالح الناس وضمان حاجاتهم وإرساء مؤسساتهم .
يؤكد وجهة نظره بالنظر الى حالين : ماض ، موثق ، يؤكد استفتاء الناس على الاوضاع واختيارهم
وحاضر مضطرب .. لم يعد يسمع لعامة الناس فيه صوت استنجاد .
غير عابيء بالمصطلحات الثورية المنفوخة ( عميل .. كهنوت .. معارض .. انفصالي .. ارهابي ...الخ )

فالعبرة بما يحصل عليه الناس من منافع ويستظلون به من قوانين وعدل ..

فشكرا له مرة أخرى

أبوعوض الشبامي
11-17-2010, 05:33 PM
لك تحياتي ابو عوض والله شي رائع رائع بمعنى الكلام اشكرك على التفاعل المثمر . جزيت خيراً ايها الاب الفاضل >>>هذه الوثائق من اين حصلت عليها ؟؟؟




بعض المتحرشين بكتابة التراث يبتذلون في كتاباتهم إلى حد كبير، ذلك ضعفا متأصلا فيهم ، يضعون العناوين الكبيرة والطنانة وهم ليسوا أكفاء على الإجابة عليها ، فهم يكتبون مجرد انهم يكتبون فقط ، وما يكتبونه لايتعدى مستوى طالب في الصف السادس الابتدائي كلفه مدرسه بكتابة موضوع انشائي عن الأدب أو الشعر .

قال جورج أمادو: (( أكتب لكي يقرؤني الآخرون، ولكي أؤثر فيهم ، ومن ثمة استطيع المشاركة في تغيير واقع بلادي وحمل راية الأمل والكفاح ))

أما الأديب التشيكي ياروسلاف سايفرت قال : (( أكتب ربما تعبيرا عن الرغبة الكامنة في كل إنسان في أن يخلف وراءه أثرا ))

فهل ياترى قرأتم من يكتب في هذه السقيفة ( خطرفاته وهطرقاته ) كما يقول عن نفسه وهل أثر فيكم ؟؟
أو هل تعتقدون أن من يقول عن نفسه (( أنه متحرش بالكتابة )) سيترك أثرا من وراءه غير ( الخطرفات والهرطقات ) ..؟؟؟؟

عموما اغراض الشعر الشعبي الحضرمي لا تختلف عن اغراض الشعر الفصيح ( غزل ، ومدح ، ورثاء ، وهجاء ...الخ ) ، إلا ان الخطاب الشعري في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي ؛ طغت عليه لغة الخطاب السياسي والاجتماعي ومدح الرجال الذين يستحقوا المديح لمساعيهم في اصلاح حضرموت ، وتحقيق الصلح والسلم والأمن ، وقد كان المهجر الحضرمي في ارخبيل جزر الملايو ، وحيدر آباد يعج بحراك أدبي تمثل بوجود نخبة من كبار الشعراء ، حظيت قصائدهم بالذيوع والنشر ، حيث كانت هناك صحافة حضرمية حرة غير مقيدة في حرية التعبير ، كانت تصدر في سنغفورة وجاوة ، واهتمت بالشأن الحضرمي الداخلي والمهجري ، ونشرت القصائد في صفحاتها ، فما أن يبعث شاعر بقصيدته لإحد الصحف او المجلات ، حتى تجد من يعارضه ويكون جوابها عليه في العدد الذي يليه ، وربما يكون الجواب اقوى من ( البدع ) . وبفضل تلك الصحف حفظت المكتبة الحضرمية مئات القصائد التي كانت من نتاج تلك المرحلة المهمة في تاريخ تطور الوعي الحضرمي ، وعكس هذا الوعي الحضرمي أهمية الاهتمام بقضاياه الداخلية ( أمن اجتماعي وسلم وطني ، وقيام الدولة الحضرمية الحديثة ) ، و التي من شأنها تفرض النظام والقانون والعدالة الاجتماعية ، وتسعى نحو نهضة البلاد والارتقاء بالمواطن علميا واقتصاديا واجتماعيا .

بعض النظر عن صوت نشاز قرأنا عنه أنه غرّد خارج السرب الحضرمي ، فصاحب ذلك الصوت النشاز قدم اهله من جبل يافع ، وفتحت حضرموت احضانها له ولقومه ، آوتهم واشبعتهم من جوع وآمنتهم من خوف ، ولما اشتد عود صاحب هذا الصوت النشاز وصقلت حضرموت موهبته الشعرية تمادى في فضائحه الداخلية ..... و(( شرد )) ، أنه صلاح احمد الاحمدي ، شرد في سفره الى الهند برا نحو زنجبار ابين ، وكان في معية سالم بن علي النقيب وفي زنجبار ( ابين ) كما جاء في تاريخ بن عبيدالله ( بضائع التابوت ) (( ان صاحب زنجبار سأل النقيب عن احوال القعيطي فأخذ يقلل من شانه ويصغر من أمره فقال له صلاح لوكان صغير الشان لما كنت انا وإياك بهذه المتابه ))
ومن زنجبار توجه صلاح الاحمدي الى عدن وفيها صرف له جواز (( انجليزي )) ، تلك الجوازات التي كانت تصرف لرعايا ( دول الكومنولث Commonwealth of Nations‏) البريطاني .

[CENTER]http://qatar4up.com/upfiles/Vz104066.jpg (http://qatar4up.com/)

شرد صلاح الأحمدي بجوازه ( البريطاني والذي ظل يحمله حتى مماته كهوية وطنية له ) شرد نحو الهند واستقر به المقام في حيدر آباد ، وكانت الهند بما فيها حيدر آباد مستعمرة بريطانية ، وقد اتخذ صلاح الاحمدي لنفسه اسما مستعارا لكتابة قصائد التكسب والهجاء ، وحين علم بالمشروع الوطني الحضرمي في احلال الصلح والسلام في حضرموت صب غضبه على هذا المشروع واتهم الذين وقعوا عليه بأنهم باعوا حضرموت ، جاء ذلك ضمن قصيدة ( صمعاء ) يجدها القارئ ضمن موضوعي في سقفية التميز ، إلا أن الشعراء من ابناء حضرموت لم يطقوا صبرا ، بهذا المتحرش بالشعر وبالسلام وبالشؤون الداخلية الحضرمية ، فأنهالت عشرات الردود عليه ، فكانت قصيدة الشاعر والمقدم عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز المقيم ببندر ( ميدان ) بجاوة هي بمثابة الرد القوي والدامغ والقاصم للظهر الذي أفحم الأحمدي واسكته وجعله يعتزل قول الشعر ، جاء هذا الرد القوي والبليغ في صورة خطاب شعري سياسي تتجلى فيه صور الموقف على حقيقته ، وهو رسالة موجه للذين يرفضون الصلح والسلام ، من على شاكلة صلاح الاحمدي اليافعي والمغرر بهم ، قال المقدم بن عبدالعزيز:



والفسل ما له صيت في مقامات الجدود= لا أفتكت الوديان ما يطلع حموله في السنود
اجواد نسل اجواد رجعوا فيك ياجلد القعود= نسبوه للاحقاف غلطه ما معه في الملك عود
ذلا تبع ظهر نفسه وحده عاد في الشاره ردود= يثني على من مات من الاجواد والشيبه عبود
اولادهم من بعدهم ما نزلوا من امات الشدود= والشغل ما هو عار ياشحاث غشيت النقود
بايجمعون المال للأجواد ما هو للوغود=

كان محتوى هذا الخطاب ضربا من ضروب الهجاء الصريح الموجه لصلاح الاحمدي ( الشرود ) ، كما نعتته كثير من القصائد ، هذا الهجاء جاء كردة فعل مقبولة لتهجم صلاح الاحمدي على قبائل وسادة حضرموت ، ولم تكن قصيدة الاحمدي الذي يحمل الجواز البريطاني والمواطنة الهندية من واقع ( معارض ثوري ) كما يروج له المزايدون بالثوريات والشعارات والمصنفون لشعراء ثوار كانوا يعارضون الوجود البريطاني ، بل كانت قصيدة الاحمدي خطاب هزيل من شاعر (( شحاث )) عرف عنه التكسب بالشعر سوى ، بالذم او الهجاء وهذا ما صرح به المقدم بن عبدالعزيز في خطابه الشعري الصريح دون موارة او خشية من ان يلجأ الاحمدي الى شعر الهجاء تحت اسمه المستعار ( الفرزدق ) لهذا قال المقدم بن عبدالعزيز:


والظاهر انك لي طلبت الرفد في أيام الورود= ما تفطن الجودات لك عادات تجحد كل جود
يافع بني مالك وهمدان المقدم في الوعود= طرحوا على الاصلاح قبل النار توكل كل عود
ما عندهم تأويل فيكم قشاشه في الربود= لي يحسبون العز والناموس يقومون الردود
تبعوا دولهم جابوا الجودات جنوا على العمود= ذا حفظ للأرواح والاموال من زام الجودود
أتعاونوا على الصدق مرّه خلوا المصلح يقود=


وتتسلسل بنية قصيدة بن عبدالعزيز العاشق للسلام والداعم للصلح والاصلاح ، تفنذ مواقف جميع الحضارمة الشرفاء التواقين لحفظ دماء المسلمين ، وأموالهم واعراضهم فيختتتمها بوميض قوي من اشارات جميلة تجلى فيها الخطاب الشعري السياسي والاجتماعي والبطولي ، إشارات لها مدلولاتها التاريخية العمية ، جاءت من ثنايا فخره واعتزازه بأرومته ونسبه الممتد في عمق التاريخ العربي الاسلامي ، حيث كان لهذه القبيلة العربية سيرة وتاريخ ومواقف بطولية مشهودة ومشرفة حين وقفت مع سيدنا ( علي كرم الله وجهه ) وتفاخرت قبيلة همدان بموقفها الشجاع في نصرة سيدنا ( علي كرم الله وجهه ) في معركة الجمل حيث تقول الروايات التاريخية :

(( خرج أهل الكوفة على راياتهم حين أنتدبهم الأمام على بن أبي طلب عليه السلام لنصرته في وقعة الجمل وخرجت فيهم همدان ورأيتها يومئذ لسعيد بن قيس الهمداني ومعه من أشراف قومه وفرسانها: يزيد بن قيس الأرجي، ومالك بن كعب الأرجي، وسعيد بن نمران، والحارث الأعور وقوم من بكيل وشبام . وحين بدأت وقائع القتال في يوم الجمل، وحمي وطيسها، التف الهمدانيون حول الأمام على ووقفوا بين يديه يفتدونه بأنفسهم، فقتل على رأيته يومئذ عشرة فيهم خمسة من همدان وخمسة من سائر اليمن، وبرز منهم فرسان في ذلك اليوم " يزيد بن قيس إذ راح يخترق الصفوف شاهراً سيفه، وإنه بين ذلك ليضرب به وجوه الأزد وضبة فيكشفهم عن مواقفهم ، وانتهت وقعة الجمل بانتصار الأمام علي وهمدان )). ( ( عند الجمل قعود ولا بالوا بشراق الحدود )


ذا قول عبدالله ولد صالح على الجوده يسود= نسبتي من همدان لي حدّث ( علي ) يوم الوفود
هدّوا مع سيد الأمانه بالشجاعه على الجحود= وحضروا الاموال بين ايداه وأوفو بالعقود
حنوا على عاره وجنسه بعد موته في اللحود= عند ( الجمل ) قعود ولا بالوا بشراق الحدود
وختمها ما بات بطيبه صرفها غالي ودود=- والموت عندي على الشرف حبه بزينات الخدود
تاريخ نظم القول في القعده مقرر بالشهود= والست والخمسين وثلاث الميه والألف عود







.

أبوعوض الشبامي
11-18-2010, 10:23 AM
ابداع جميل و طرح قوي واسلوب ممتاز وموضوعي ؛؛ دراسه راقيه موثقة تاريخيا ووثائق مهمه تعزز اطروحات الموضوع الموضوعية

الترقي في التعقيبات من ابداع في طرح جديد الى طرح أروع منه

شكرا لاستاذنا ابوعوض الذي نقلنا الى تلك السنوات التي شهدت ميلاد مشروع السلام وقيام نواة دولة عصرية في حضرموت، استفدت كثيرا وتكونت صورة كاملة عن تطور الخطاب الشعري في ذلك العصر.

لابد من أن نسلم أنه في الثمانينيات من القرن الماضي كان الخطاب الشعري الحضرمي خطابا اصلاحيا ، يدعو الشعراء فيه الى تحقيق الصلح وتحقيق السلام الاجتماعي في حضرموت والسعي نحو الاصلاح . لقد بينا ذلك من خلال تلك النماذج التي استشهدنا بها لشعراء الثلاثينيات ، وكيف كانت تبرز قصائدهم تصورا يتكئ على نماذج شعرية جديدة فيها الحس الوطني الحضرمي ، والحس الوطني العربي والاسلامي ، تتجلى من خلاله إشكاليات حضرمية وعربية محددة وواضحة لا نجدها في خطابات شعراء العامية والنبط في تلك الحقبة الماضية .

وإن كانت القضايا الحضرمية الداخلية هي محور اهتمام شعراء تلك الحقبة من ثمانينيات القرن الماضي ، إلا أن الشاعر النهدي ( علي ابوزيد ) يعد من أول الشعراء الذين استحضروا في خطابهم الشعري قضية فلسطين ، فكان لحضور هذه القضية دلالاته المهمة في الشعر الحضرمي المهاجر في الارخبيل الاندونيسي ، وهذه الدلالة تبين لنا أن الشاعر يعيش حالة متوترة مع جميع العرب تجعل حضوره في قلب احداث أمته و في وسط المتغيرات التاريخية حضور انتماء صادق لأمته وقضاياها المصيرية ، وبدون شك مثل هذه القصيدة تركت أثرها على لغة الخطاب الشعري الحضرمي ، من حيث أنها نموذجا تاريخيا يبين قدرة الخطاب الشعري السياسي على التفاعل مع الأحداث المحلية والعربية .
يقول الشاعر علي النهدي في قصيدته التي جاءت ضمن أعداد مجلة الترجمان ( سنة 1357هـ ) :



ترقـّت الأمه ونحن نسجل هبانق= ولابلغتنا شي زخارف هبانقها
فلسطين غابت تحت خماس باشق= ومن ينقذ ارض الله من خمس باشقها


هبانق : نسبة إلى هبنقة وهو رجل من عرب الجاهلية يضرب به المثل في الغباء والحمق ، قيل من حماقاته انه نظم قلادة من ودع وخزف وضعها في عنقه حتى يميز بها نفسه عن غيره من الناس فيعرفونه ولايضيع عن اهله وعشيرته.
بات ذات ليلة وبينما هو نائم رأى اخوه القلادة بجانبه فتقلدها في رقبته وخرج...فلما نهض (هبنقة) من نومه بحث عن القلادة فلم يجدها... وبينما هو يبحث رأى اخاه يلبسها في عنقه... فناداه فلما جاءه نظر اليه مستغربا حائرا ثم قال له (انت انا... فمن انا؟!)



بريطانيا عملت عمل غير لايق= ولا صورت حد في خطاها ولايقها
تعدت ولا بالت ببلع الحقائق= وزاحت صناديد العرب عن حقايقها
وهانت بني الاحرار هون الرقائق= والاحرار حاشا ما تساوي رقايقها
يضلون ويباتون صرعى المشانق= بظلم العدو صارو ضحايا مشانقها

كما حمّل العرب والعالم معهم بريطانيا مسؤولية ضياع فلسطين ، فالشاعر ( ابوزيد القانص ) يحمّل بريطانيا مسؤوليتها التاريخية من القضية الفلسطينية ، إذ أنه في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 ، كان الفلسطينيون والعرب على موعد مع أكبر كارثة في تاريخهم الحديث تجسدت في ( وعد بلفور) الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين . وما يضاعف من وطأة وقسوة تلك الكارثة الإطار الذي رسمت من خلاله ، ومازال مستمرا ويئن تحت وطأته العالم العربي ، فبريطانيا كانت هى الواجهة والغرب بأكمله يدعمها إبان تنفيذ مخطط إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .

في عام 1916م شجعت وساعدت بريطانيا العرب على قيام الثورة العربية ضد العثمانيين ، نكاية لتحالف الأتراك مع الألمان ، وتمكنت الثورة من طرد القوات التركية من الحجاز , ومن مناطق في شرق الاردن واليمن وبمساعدة المجهود الحربي البريطاني عسكريا وسياسيا . اقترب العرب من اقامة الدولة العربية الموحدة في الجزيرة والمشرق,الا ان بريطانيا بدات تنفذ مخططتاتها في التجزئة والاحتلال والالحاق ، وتبخر حلم العرب من جني حصاد ثورتهم على الأتراك .
وانتقل العرب من حكم العثمانيين إلى سيطرة الأستعمار البريطاني والفرنسي حيث تم تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو دون النظر إلى مصالح العرب ، واصبح العرب الخاسرين ، فلقد تقسمت أراضيهم الى دويلات وتم تأسيس دولة أسرائيل في فلسطين . وتم قمع الأحرار العرب وشنقهم .



اين العروبه اين خالد وطارق= وجيوش في كل الأقاليم تطرقها
واين اهل فـن الحرب واين البيارق= واين الكتايب ذي تقدم بيارقها
واين الذي شد والخوف على المفارق= وعمّال في كل النواحي تفرقها
واين الخشوم العوج ياهل البنادق= واين القبايل ذي تشب بنادقها
اين الخلف بعد السلف والوثائق= واين العرانين القديمه وثايقها
واين أمة الاسلام صاروا فرائق= عسى الله يجمع شملها وفرايقها
بغينا على ملك العدو يوم صادق= نجازيه والابطال تبدي صوادقها
بآلات حربيه وباروت حارق= ذخائره والكرسي وخزنته نحرقها
بضرب الميازر ضيقات المعانق= ودقع الرصاص الذايبي من معانقها
تسمع لها ضجات مثل الصواعق= وقطع المنايا في نوازل صواعقها

دلالات تحيلنا نحو العمق العربي والاسلامي : ( اين العروبة ؟ أين خالد وطارق؟ اين أهل فن الحرب ؟ اين البيارق ؟ أين الكتايب ؟ اين أهل البنادق ؟ أين الخلف ؟ أين القبايل ؟ أين العرانين ؟ اين أمة الإسلام ؟ ))

استصراخ واستهاض بجميع الأمة ورموزها التاريخية وابطالها ، ذلك كان ردا على قصيدة هزيلة قالها الشاعر صلاح الأحمدي قرأنا فيها صرخات استنهاض لقبائل متناحرة مفرقة ومجزأة نتيجة الصراعات والحروب والفتن الداخلية
( اين آل عبدالله ، وين سالم بن عبود ، اين القعيطي ، اين يافع ـ اين التميمي والمناهيل وبن عبدالودود ؟ اين الشنافر اين نهد اين الجعيدي اين كنده لاتعزوى بن كنود ؟ اين العوبثاني وسيبان أين بوعمود ؟؟ )

نستشف من هذا الخطاب الشعري السياسي أن الشاعر قال هذه القصيدة الجزلة القوية ، ردا على قصيدة الشاعر صلاح الأحمدي ومن كانوا ينساقون بإعجاب خلف مجارات جعجة قصيدته الفارغة من المضمون ، سوى جعجة صراخ استنجاد ضعيف موجه نحو دائرة قبلية ضيقة وضعيفة ، ناشد فيها قبائل حضرموت المتناحرة رفض الصلح والمعاهدات في ما بينها البين ، ورفض السلم والسلام الاجتماعي من أجل إطالة أمد الفتن والحروب الأهلية ، والتي تنصب في نهاية المطاف لمصلحة ( اليهود ) الذين كانوا حينها يسعون الى تشتيت العرب وتفريقهم في تلك الفترة عندما غدا المشروع الصهيوني قيد بداية التنفيذ على أرض الواقع الفلسطيني .

لهذا لاعجب أن يرد على اصلاح لاحمدي ، الشاعر المقدم عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز والذي فطن الى ما يهدف اليه صلاح الاحمدي من وراء قصيدته ( الصمعاء ) والتي تتمهاى مع المشروع اليهودي قال المقدم بن عبدالعزيز


اجواد نسل اجواد رجعوا فيك ياجلد القعود= نسبوه للأحقاف غلطه ما معه في الملك عود
ذلا تبع للناس ما يرقع معه قبضه وغود= يضر وهو غابي قياسي شخص من نسل ( )

ما كان بين القوسين فقد تركه الشاعر فراغ ، وعليك ايها القارئ الفطن أن تدرك أن الكلمة هي : ( شخص من نسل ( اليهود ) ) حتى تستقم القافية وتصل الرسالة ...!!


.

مسرور
11-18-2010, 08:16 PM
فلا عجب ان نقرأ قول الشاعر الذي قال مبتهجا بتحقيق السلام والصلح بين القبائل
يحيى انجرامز لي جبال الأرض من باسه تنود= بالهيبه اصلحها بلا ضوله ولا عسكر تهود
قيد ذيابتها وبا يحكم بتقييد الفهود=



.

من هو قائل القصيدة التي نقلت ما وقع اختيارك عليه منها فقط وأتت ( حسب علمي ) كرد على قصيدة صلاح الأحمدي وبإيعاز من أنجرامس نفسه ؟ :)



سلام

مبروك بن ماضي
11-19-2010, 01:57 PM
الاستاذ / ابو عوض الشبامي
كل عام وانت ومن يقرأ بخير
أسمح لي بالمشاركة في موضوعك الهام وان كنت اشكو قلة خبرتي وضعف قريحتي
وكم يعجبني تمسكك بالتراث 0وهو الإمتداد الى الحاضر والمستقبل
وكثيراً ماتصفني بالشاعر ( المستنبط ) :) ولكن ياسيدي الفاضل اين هو التجديد في شعرنا الحضرمي
وان كنت أجده يحظى بأهتمام في سقيفتنا الشبامية ألا انه يحتاج الى الكثير من الجهد للدفع به الى التصدير على الأقل الى الإقليم
ومما يحزني وانا الشاعر النبطي ان شعرنا لم يتجاوز حدود المحافظه غير الأشعار الغنايئة للسيد المحضار والتي نقلتها ربما الأغنية
واصلتها الى الدول المجاوره 00فهلا توافقني اننا بحاجه الى التجديد في المفرده لتتواكب مع تطور لغة العصر لاسيما واننا في زمان العولمه
لقد اصبح الكثير غيري يقرضون النبطي والأكثر يستمعون له ويقرونه وكم تصيبني الدهشه عندما اجد شاب أوفتاة من وسط اليمن
وهو يستمع لقصايد حامد زيد او غيره من الشعراء البارزين بالخليج 00لابد ان نفتش هنا عن التقصير وعدم التجديد وان كنت اجد العذر
لشعراءنا فالشعر من وجهة نظري نوع من أنواع الترف يقرضه الانسان عندما يكون خالي البالي مسرور الخاطر لايشغله التفكير في غيره
وهو الامر الذي لايتسنى لشعراءنا الذين يكافحون من اجل لقمة عيشهم واعتقد ان اغلب من يشاركون في موضوعك هذا هم من أرض الإغتراب0
0
0
واعود هنا لصلب الموضوع وأتذكر ابيات طريفه لأجدادي الشاعر صالح بن حسن بن مسلم ،والشاعرسالم بن عبدالله بن مسلم

فكان احدهما :
ماليوم قدها قعيطية / لاماشي أنواط مخبيه / ولا ريالات نقديه / بايدشرون المدن دشار
بن عمرو تكن وبامزعب / وأهل الرويضه ، وبامخشب / وعاد بادخن يتغلب / جابو له المدفع النقار
ضربوك ياحصن باكيله / برصاص ذي يدقع الميله / وعطوك في القبوله ليله / لمان شرقت على الأصبار

ويقول الثاني :
ماليوم من شل لك قلطه / باتشتكي به على الشرطه / لاحد نسيبك ولاحد جار

هذا مالدي والعذر على القصور وشكرا على هذا الموضوع الثري
تفضل بقبول تحياتي وتقديري ،

الخليفي الهلالي
11-19-2010, 02:22 PM
ماليوم من شل لك قلطه / باتشتكي به على الشرطه / لاحد نسيبك ولاحد جار

وش دراه بالقلطه
سلمت يا بن ماضي؛؛؛؛؛

محمد سعيد بن مخاشن
11-19-2010, 03:33 PM
إقتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس=
في اعقاب عقد اتفقيات الصلح بين القبائل عام 1938م ، وما تلاها من فرض دولة النظام والقانون ، سقطت الرموز القبلية وتلاشى نفوذها على المجتمع الحضرمي .




تحليل ممتاز أخي العمدة ولكن هناك نقطة يجب إثارتها. هل فعلا سقطت الرموز القبلية في يوم من الأيام؟ إلى آخر عهد القعيطي كانت السلطنة تصرف مرتبات شهرية لشيوخ القبائل لشراء ولائهم وإتقاء شرهم وكان إعلاها ما يصرف لبن حبريش. فكيف تقول ( بعد إنهيار الرموز القبلية ............ )؟

ولدي سفر كبير لإنجرامز ( أول مستشار بريطاني ) بالإنجليزية عنوانه ( Arabia and the Isles ) أثنى فيه على شروع القبولة. واليمن اليوم بكاملها ( وربما جيرانها أيضا ) هي دولة القبيلة ولا ينكر ذلك إلا مكابر والخليفي الهلالي:FRlol: الذي يقول بأن اليمن بها كنغرس ومعارضة غير مخترقة وغير مقصوصة الجنحان.
وأن التوريث غير وارد وأن الشللية والمناطقية لا أثر لهما البتة!

شيخ القبايل.
11-20-2010, 10:04 AM
شكرا للاستاذ بن مخاشن على اسم الكتاب
ما جعلني ابحث عنه بين كتب قووقل

وهذا الرابط

http://books.google.com/books?id=9EIpfpPv8WcC&printsec=frontcover&dq=inauthor:%22Harold+Ingrams%22&hl=en&ei=lHHnTM-CFuqT4Abz7eD4Ag&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CCMQ6AEwAA#v=onepage&q&f=false

وكل عام وأنتم بخير

أبوعوض الشبامي
11-20-2010, 11:45 AM
ومما هو جدير بالذكر لأهميته الإشارة إلى استثناء أنجرامس لقبائل الصيعر من الدخول في مصالحات أو معاهدات مع بقية القبائل وترك لها حقها في إدارة شأنها شريطة عدم تهديد سطوة ونفوذ دويلتي حضرموت .


سلام ياباشا .






من ثلاث تعقيبات كتبها ( مسرور ) في هذا الموضوع ، نستقرأ منها ما هو أشبه ببيانات سياسية ثورية تذكرني بالخطاب السياسي والإعلامي لحقبة السبعينيات والثماننيات من القرن الماضي ، وعلى فكرة في هذه الأيام أنا بصدد جمع قصائد قيلت في تلك الحقبة حيث ظهر خطاب سياسي موجه ومتأثر بالأفكار الشيوعية واليسارية ويشيد بقرارات التأميم ، والانتفاضات ، والسحل ، وضرب المعارضة ويشيد بالرفيقة المناضلة ...الخ .

تلك هي الشعارات التي كانت تستهوي الرفيق مسرورووف واشياع الشيوعيون .

عموما استكفيت من تعقيبات أو بيانات مسرور بما اقتبسته اعلاه ، وأكشف له مغالطاته وربما جهله لمسيرة السلام والصلح والإصلاح التي أشرف عليها ( انجرامز ) وفرضها بالقوة على قبائل كانت تعيث فسادا وفوضى وتتطاحن في حروبها الداخلية على اتفه الأسباب ولو كان الخلاف في ما بينها البين على ( عقال بعير ) او مجرى يصرف ماء حمام بيت أحدهم.

يقول انجرامز في تقريره الذي أعده قبل أن يعين مستشارا في حضرموت : ( تنحدر قبائل الصيعر من كندة ويدعون نسبهم الى الأسود الكندي ، وارضهم بور غير مضيافة فلا عشب بها ولا زرع ، وتقع شمالي الوادي الرئيسي وتمتد الى العبر غربا ، وتسمى منطقتهم ( ريدة الصيعر ) ، وقد ذكر ( فيلبي ) أنهم يغيرون عبر الرمال الى ( بير فضل وشرمه ) وربما يصلون الى ( ابوخصبه ) ، ويشير بيتر ام توماس أنهم يغيرون على القطون وهي فخيذة من قبائل القرا ويغيرون على المهرة واغاروا شمالا حتى منطقة ( أم مليسة ) ، وأن كلمة الصيعر هي كلمة الرعب والفزع بالنسبة لآل راشد والمرة في الجنوب ، ويصعب معاقبة الصيعر لأنهم بدو رحل ليس لهم مقر ثابت ، وعند مغادرتهم المنطقة فإنهم يتحركون في جماعات صغيرة ، ويفضلون الحركة ليلا ولكنهم يظهرون علنا في شبام - ويسلكون سلوكا معقولا- كما يحضرون زيارة المشهد في ربيع الأول لبيع جمالهم ...!))

السؤال المطروح من قبل مسرور عن موقف قبيلة الصيعر من مشروع اتفاقيات الصلح ؟؟

جاءت اتفاقيات الصلح بين قبائل حضرموت حين كانت معظم قبائل حضرموت لاتخضع خضوعا كاملا لكلا السلطنتين ( القعيطي - الكثيري ) ، وكانت معظم القبائل تعقد فيما بينه البين هدنة قصيرة ( صلح ) ، والصيعر ضمن تلك القبائل التي كانت تعقد الصلح المؤقت بينها وبين كثير من قبائل حضرموت ولا تزيد احيانا هدنتهم عن بضع اشهر ، ولكن الظروف الصعبة التي كانت تحيط بهم نتيجة عدواتهم بجيرانهم ، جعلتهم ينشدون تمديد الهدنة - الصلح - مع القبائل الأخرى لمدة عام ، يقول انجرامز :

(( حكى لي طناف بن سهيل بن رميدان في الأول من ديسمبر 1934م ان أهم هدنة مع العوامر لمدة عام واحد بقيت منها أربعة اشهر ، ولهم هدنة مع الكثيري لمدة عام واحد بقي منها شهر واحد ، ومع الحموم لمدة عام واحد بقي منها شهران ومع المناهيل والرواشد ويام وبني مرة لمدة عام بقي منها شهر واحد..)).

فالحكم طناف بن رميدان هو من حكمان الصيعر المعدودين والمهمين ، وروايته لانجرامز عن الهدنات التي كانت بين الصيعر وغيرهم من القبائل تدل أن هذه القبيلة شأنها شان بقية القبائل التواقة للسلام ، والجنوح اليه كثيرا ، للسلم والصلح والهدنة ، وان الظروف القاسية التي تحيط ببيئتها ربما تدفعها أحيانا الى غزو القبائل الأخرى طلبا للفيد ، والوثائق الخاصة بقبائل الصيعر تسجل أن قبيلة الصيعر القاطنة جنوب الربع الخالي بمحادات الأراضي السعودية ، كان منها افراد يدفعون ضريبة الزكاة والعشر الشرعي للقائمين على جمع الزكاة في المملكة العربية السعودية وهذه الوثيقة تبين أن المدعو ( عبدالله بن معيقل الصيعري ) أنه في عام 1357هـ دفع للحكومة السعودية زكوات مواشيه وأنه رجل يعشق الأمان والعيش بسلام تحت حكم عادل ونظام سياسي قوي لهذا اعطيت له وثيقة تعريف تؤمنه :

http://qatar4up.com/upfiles/olc40836.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/RUK40836.jpg (http://qatar4up.com/)


في حين أن قبائل حضرموت لا تدفع زكاة لولي أمر ، وربما أن اغلبهم لايزكي من ماله ؟؟
أما مزاعم مسرور التي قال فيها ((

ومما هو جدير بالذكر لأهميته الإشارة إلى استثناء أنجرامس لقبائل الصيعر من الدخول في مصالحات أو معاهدات مع بقية القبائل وترك لها حقها في إدارة شأنها شريطة عدم تهديد سطوة ونفوذ دويلتي حضرموت )) فهي لاتستند على دليل وتفتقر الى الحقيقة والمصداقية . فالوثائق الموجودة تبين أن قبائل الصيعر أجبرت على التوقيع على اتفاقيات الصلح شأنها شأن بقية القبائل الحضرمية ، وربما حركت أيادي خفية قبيلة الصيعر للعبث بإتفاقيات الهدنة فوجهة لها انجرامز بالتحذيرات إما بتحليق الطائرات فوق أراضي القبيلة ، أو رمي منشورات ، أو عمليات محددة بالطائرات لمجرد الضغوط السياسية لإجبار الصيعر على الالتزام بالهدنة والصلح العام.

http://qatar4up.com/upfiles/3YK41575.jpg (http://qatar4up.com/)



http://qatar4up.com/upfiles/j0Q41575.jpg (http://qatar4up.com/)


http://qatar4up.com/upfiles/Fmh41575.jpg (http://qatar4up.com/)



[align=center]URL=http://qatar4up.com/]http://qatar4up.com/upfiles/lzB41575.jpg[/url]


فلماذا المزايدات باسم هذه القبيلة من كتاب العنتريات الثورية ؟
ولماذا يزايد الصوت الذي جاء صاحبه يغرد خارج سرب الخطاب الشعري في الثمانينيات ، بهدف إطالة أمد الفتن والحروب القبلية ، والتحريض على رفض السلام والصلح بين القبائل حين قال :


(( اين الجعيدي أين كندة لي تعزوى بن كنــود ))


.
.

الواقعي
11-20-2010, 01:08 PM
تنويه فقط
وردت صورة مستند تحصيل زكاة مواشي صادر عن الدوله السعوديه يثبت تحصيل مبلغ من المدعو عبد الله بن معيقل
اود ان انوه الى ان ال معيقل الصاعر يعود نسبهم الى ال معروف بطن من الصاعر القاطنين بمنطقة الربع الخالي و لم يسكنو الريده ابداً وكونهم بدو رحّل فمناطق تنقّلهم تمتد الى الحساء. وكذالك قبيلة ال شماخ النهديه القاطنين بمنطقة المنخلي وحبونا على مشارف نجران وال شماخ من المرادعه (المقاريم) نهد.

أبوعوض الشبامي
11-20-2010, 11:06 PM
[QUOTE=شيخ القبايل.;
شكرا للعم ابو عوض

والذي يريد طي صفحة أدعياء الثورة وأدعياء الجمهورية والمزايدين على الشعوب الذي زادوا بلادنا دمارا

ويدعونا لبناء وطننا في ظل السلام والعلم والأمن
حتى لو كان ثمن ذلك هو الاستعانة والتحالف مع آخرين من خارج دائرة الوطن
لهم باع في العلوم والتنظيم وإدارة مصالح الناس وضمان حاجاتهم وإرساء مؤسساتهم .
يؤكد وجهة نظره بالنظر الى حالين : ماض ، موثق ، يؤكد استفتاء الناس على الاوضاع واختيارهم
وحاضر مضطرب .. لم يعد يسمع لعامة الناس فيه صوت استنجاد .
غير عابيء بالمصطلحات الثورية المنفوخة ( عميل .. كهنوت .. معارض .. انفصالي .. ارهابي ...الخ )

فالعبرة بما يحصل عليه الناس من منافع ويستظلون به من قوانين وعدل ..

فشكرا له مرة أخرى[/QUOTE]


من الغباء الفكري والثقافي التحرش بالتراث الحضرمي عن قصور في الاطلاع ، أو سذاجة في حصر البحث حول أبيات قلة قالها الشاعر حسين بن حامد المحضاركانت سجالا لحوادث متفرقة ومحصورة ، قيلت قبل ما يقارب قرنا من الزمان، وكأن من بعدها توقفت عقارب الساعة عن الدوران ، وتوقف الفكر والإبداع الحضرمي من أن يمد التراث بروافد جديدة .

ثم نقرأ لبعض المتحرشين عجزهم عن البحث عن روافد التراث الحضرمي في مضانه في تلك الحقب الزمنية الهامة ، والتي كانت إرهاصاتها تبدو واضحة لميلاد مرحلة إنتقالية جديدة تبلورفيها الفكر والوعي الحضرمي السياسي ، ونضج في الطرح والرؤية . وكم يؤسفني أن أقرأ من تتسم كتاباته بالدوران في نفس الحلقة المفرغة من المعاني الجديدة ، أوالعطاء الفكري أوحتى النضج الثقافي ، فمثل هؤلاء تصبح نتائج ثقافتهم ( خداج ) والخداج لغة هو النقصان في الشئ ، أوولادته قبل تمامه .

لم يكن الخطاب الشعري السياسي الحضرمي مرتبكا في طرحه ، أو تسيطر عليه هواجس الخوف من سلطة قمعية تطارد دعاته ، إذ كان يمثل حضور الشعراء بالقوة على صعيد الأحداث الجارية في الوطن الحضرمي ، وقضاياه الفكرية المطروحة في المهجر ، واستطاع الخطاب الشعري السياسي والاجتماعي ، الخروج عن قيود الرسميات ، والإعلام الرسمي والسياسي الموجه ، حيث كانت الصحف التي تصدر في المهجر الاندونيسي ، ليست صحفا حزبية بمفهوم الحزبية المقيتة والضيقة ، بل كانت صحفا وطنية تسعي لتأسيس منبر فكري يتبنى خطابا وطنيا ، ومنبرا شعريا مستقلا يبلور اتجاه الخطاب السياسي الشعري في حضرموت ، والمهجر الحضرمي ، ويطرح قضايا الحضارم ورغبتهم في السلام مع انفسهم أولا وأخيرا .
ويشدد كثيرا الى تبني الدعوات التي تنبذ الصراعات الداخلية الحضرمية بين ( علوي وإرشادي ) أو بين مواطن كثيري ومواطن قعيطي أو بين قبيلي وغيره من الطبقات الاجتماعية الأخرى . لذا أدرك الشاعر الحضرمي ( ابودويلة ) أن اضرار الفتنة التي تعصف بالحضارمة نتيجة التعصب لتلك الأحزاب التي حكم على نتاجها ب( خداج ) لأنها تأسست ناقصة في النضوج الوعي والإدراك لأهمية المرحلة التاريخية ، لهذا يقول في خطابه الشعري في قصيدته التي قالها عام 1356هـ


يابني حضرم كفاكم من الخجاج= السنين عبرت في فعال اخجاجها
احزاب قامت نتائجها خداج= يا أهل الزعامة دونكم أخداجها
أموال ضاعت في الفتنة خراج= خارت قواكم في الفتن بإخراجها
واليوم ظهرت مصائبها أمواج= في بحر يلطم من فراق أمواجها

ربما ان ذلك الخطاب الشعري سبق عصره في طرحه والتعبير عن رؤية الشاعر للمستقبل المنظور وشهدنا ظهور أحزاب ( خدّج ) والخدج في لغة العرب هو الناقص في خلقه ومنها (( قول علي رضوان الله عليه في ذي الثدية مخدج اليد أي ناقص اليد وقيل إذا ألقت الناقة ولدها ناقصا قبل الوقت قيل خدجت )) نعم شهدنا في الساحة الحضرمية كثيرا من الأحزاب التي قامت وكانت نتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ( خداج ) ناقصة .


.

مسرور
11-21-2010, 11:32 AM
بيّض الله وجهك فعلاً قبيلة ال معروف لم تعيش في اليمن فهم دائماً في الربع الخالي أو في حبونة ونجران كذلك ال شماخ بس سارق التاريخ والتراث المحترف
لديه القدره على النسخ واللصق والسرقة والتزوير بدرجت إمتياز ومن ذكاءه المصطحب بالجبن لاوقع شرد(الوجه وأنت بكرامه مغسول ببول حمار أدغم)


اضافة مهمة :



مما هو جدير بالذكر لأهميته أن آل معروف ليسوا من الصيعر ويجمعهم بهم تحالف اقتضته المصالح المشتركة :) :)


هذا ليس قولي !!!!! إنه قول النسابة والمؤرخ ابراهيم المقحفي (1) ومن لديه اعتراض فليعترض على المقحفي وهو ( بالمناسبة ) لا يزال حيا يرزق :) :)



بقى تذكير شيخ الدلالين أبوعوض الشبامي بأنني لازلت في إنتظار رده على ما جاء في مشاركتي رقم 33 :)


سلام .


(1) معجم البلدان والقبائل اليمنية ابراهيم المقحفي

أبوعوض الشبامي
11-22-2010, 12:42 AM
الاستاذ / ابو عوض الشبامي
كل عام وانت ومن يقرأ بخير
أسمح لي بالمشاركة في موضوعك الهام وان كنت اشكو قلة خبرتي وضعف قريحتي
وكم يعجبني تمسكك بالتراث 0وهو الإمتداد الى الحاضر والمستقبل
وكثيراً ماتصفني بالشاعر ( المستنبط ) :) ولكن ياسيدي الفاضل اين هو التجديد في شعرنا الحضرمي
وان كنت أجده يحظى بأهتمام في سقيفتنا الشبامية ألا انه يحتاج الى الكثير من الجهد للدفع به الى التصدير على الأقل الى الإقليم
ومما يحزني وانا الشاعر النبطي ان شعرنا لم يتجاوز حدود المحافظه غير الأشعار الغنايئة للسيد المحضار والتي نقلتها ربما الأغنية
واصلتها الى الدول المجاوره 00فهلا توافقني اننا بحاجه الى التجديد في المفرده لتتواكب مع تطور لغة العصر لاسيما واننا في زمان العولمه
لقد اصبح الكثير غيري يقرضون النبطي والأكثر يستمعون له ويقرونه وكم تصيبني الدهشه عندما اجد شاب أوفتاة من وسط اليمن
وهو يستمع لقصايد حامد زيد او غيره من الشعراء البارزين بالخليج 00لابد ان نفتش هنا عن التقصير وعدم التجديد وان كنت اجد العذر
لشعراءنا فالشعر من وجهة نظري نوع من أنواع الترف يقرضه الانسان عندما يكون خالي البالي مسرور الخاطر لايشغله التفكير في غيره
وهو الامر الذي لايتسنى لشعراءنا الذين يكافحون من اجل لقمة عيشهم واعتقد ان اغلب من يشاركون في موضوعك هذا هم من أرض الإغتراب0
0
0
واعود هنا لصلب الموضوع وأتذكر ابيات طريفه لأجدادي الشاعر صالح بن حسن بن مسلم ،والشاعرسالم بن عبدالله بن مسلم

فكان احدهما :
ماليوم قدها قعيطية / لاماشي أنواط مخبيه / ولا ريالات نقديه / بايدشرون المدن دشار
بن عمرو تكن وبامزعب / وأهل الرويضه ، وبامخشب / وعاد بادخن يتغلب / جابو له المدفع النقار
ضربوك ياحصن باكيله / برصاص ذي يدقع الميله / وعطوك في القبوله ليله / لمان شرقت على الأصبار

ويقول الثاني :
ماليوم من شل لك قلطه / باتشتكي به على الشرطه / لاحد نسيبك ولاحد جار

هذا مالدي والعذر على القصور وشكرا على هذا الموضوع الثري
تفضل بقبول تحياتي وتقديري ،

ارتقى الشعر الحضرمي وارتقى معه الخطاب الشعري السياسي والاجتماعي خلال حقبة الثلاثينيات في القرن الماضي ، وابدع شعراء مساجلات الدان بشتى انواعه ، في ابتكار الأخيلة والصور المبتكرة في الشعر الشعبي الحضرمي ، حتى قيل أن عصر إزدهار اصوات الدان كان في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي . ولازال جيل اليوم ترنو اسماعه لسماع تلك المسرحات من القصائد ، وتلك المساجلات على أصوات الدان التي كانت تغذي الشعر الحضرمي بأجمل معاني الغزل الوجداني . والتي كانت من نتاج وإبداع حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي

إلا أن فترة الستينيات وما بعدها كانت الانتكاسة التي لحقت بالشعر العامي في حضرموت ، حيث تدنى الخطاب السياسي واصبح خائفا في طرحه ، ذلك نتيجة للقمع والقهر السياسي . فبدا الشعر منـكفأً على ذاتـه، حيث برزت في مفرداته وتعبيرة خطاب سياسي اعتمد على المزايدات الثورية ، التي تتماهى مع النظام الحزبي الشمولي الحاكم . لهذا قال بعض الشعراء يشير للقادم بعد رحيل الاستعمار .


قم وشل بالصيح شل= خل الحضارم تنتشل
من التزلزل تستقل= لأمر واحد تشتغل
الى متى هم راقدين=
الوقت له دورات جم= اكثر سواقيه السقم
يسقي الضعيف شربات سم= وإن غرس يغرس سلم
تنبهوا ياغافلين=
ياويل من دارت اليه= رحى القوى خذت قديه
العاقبه ترجع عليه= في حلها يقول ليه
تفقدوا يامخلصين=
بغيتو تذوقون القار= تحرشوا بالاستعمار
ربو الخلاعه والعار= والخمر والاستهتار
تفكروا ياصامتين=

.

عمر خريص
11-22-2010, 08:09 AM
.

المتابع لحركة الشعر الشعبي الحضرمي بإمكانه رصد الخطاب الشعري من القصائد التي قيلت في ثلاثينيات القرن الماضي ، ذلك من خلال البنية الدلالية والرؤية التأويلية حول النص الشعري الشعبي ، فقد شهدت مرحلة الثلاثينيات كثيراً من التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الحضرمي ، فكان من الطبيعي أن تستجيب الحياة الثقافية بعامة والأدبية بخاصة لكل هذه التحولات.

في اعقاب عقد اتفقيات الصلح بين القبائل عام 1938م ، وما تلاها من فرض دولة النظام والقانون ، سقطت الرموز القبلية وتلاشى نفوذها على المجتمع الحضرمي ، وتبددت أساطيرها التى هيمنت على الواقع الحضرمي ، مما أدى إلى سقوط الكابوس والرعب الذى راود عقول الحضارمة بعامة والمصلحين منهم خاصة. وعلى أثر هذا السقوط، تشكل الوعي الحضرمي الجديد ، والذي كان سبباً قوياً فى تمرد شعراء الشعر الشعبي في حضرموت ، وتمكن شعراء الثلاثينات من طرح إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية، لتأسيس الشكل الفكري الجديد للقصيدة الحضرمية لمجابهة الحياة الجديدة بعد فرض السلم الاجتماعي وفرض دولتي القانون ( سلطنة القعيطي - سلطنة الكثيري ) ، وفرض الاصلاحات التي كانت سببا في دفع المجتمع الحضرمي نحو اعتاب العصر الحديث . ورفض الفوضى والحروب الأهلية القبلية واضطراب السلم الاجتماعي وهيمنت القبيلة وافكارها على المجتمع .

ولهذا نطرح هنا من نماذج الشعر لجيل الثلاثينات و إنتاجهم الشعرى الذى يعبر عن منطلقاتهم الفكرية والثقافية، لتأسيس الشكل الجديد للقصيدة الثلاثينية والتى ينتمون إليها وتنتمى لهم..مجابهين بذلك الحياة الثقافية السائدة آنذاك.
ونطرح في هذا الموضوع الملامح الفنية للقصيدة الثلاثينية ومدى قدرة شعراء الثلاثينيات على امتلاك أدواتهم الفنية من خلال تجاوزاتهم على مستويي الشكل والمضمون وطرح جماليات الخطاب الشعرى الثلاثيني من خلال رصد الأدوات الفنية فى النص الشعرى الثلاثيني (كاللغة، والإيقاع، والصورة، والرمز الشعرى، وتوظيف التراث ...) .

النموذج الأول للخطاب الشعري الثلاثيني قصيدة الشاعر ( محمد البحر ) نشرها في مجلة الترجمان والتي كانت تصدر في المهجر الشرقي الحضرمي بين اعوام 1356- 1357هـ يقول الشاعر الذي اختار عنوان قصيدته ( بين أمس واليوم ) .


امس لاسمعنا قرحة البندق= تخمخمت من هولها المصران (1)
واليوم إلاّ بالقبولة ننذق= لما قد جات مراكب الطيران (2)

امس لا قرح بيننا البادي= تقافزنا توّاً الى النيران(3)
واليوم ظهرت شجاعة القادي= لي هي مخبيه في قلوب الشجعان(4)

امس لو باتعمل جاك خنفوس= يقهرك مرفوق حطيط كرعان(5)
واليوم الظلم قده منفوس=- قبلت النصفة وانكسرت الكيزان(6)

امس الظلم في نياحه= خوفا من عقربه والحنشان
واليوم المعتزي ابن حه ياحه= كرفت كرانيفك شف قفاك حمران(7)

امس ما يذوق النوم شارح = على ماله وروحه في البلد سرقان(8)
واليوم يانعسان نم واسترح= لحيث سيف العدل مصلت على الكيران(9)

امس غراب الظلم في الجو يعربد= جالك مشؤوم ياتي على العمران
واليوم عندليب السعد غرد= ومن شجى صوتك يطرب الفزعان(10)

امس في مسقط الراس الدم سائل= لا شيخ له قيمه ولا سيد ولاقروان
واليوم يهناك الأمان يافاضل= فتح له الابواب والسدد والخلفان

امس الناس في غدرا ياساتر= ما حد يذكر ولا ينصح ينبه السكران
واليوم والحمدالله الواحد القادر= خرجت جريدة للعرب الترجمان


من قراءتنا لهذه الخطاب الشعري الثلاثيني لابد من وقفة حول البنية اللغوية للقصيدة في تلك الفترة ، من حيث ركنيها الاساسيين الإفرادي والتركيبي ، ومعرفة منهج الشكل فالنص كما يقال ( مجرد كائن لغوي مركب من مجموعة عناصر ابداعية متضامّة ) ، ويمكن تحليلها و تفكيكها من حيث التركيز عن ملاصقة الشعر بالواقع ، وتركيز الشاعر على الدور الإيجابي في تحديد الموضوع . حتى جاءت القصيدة انعكاسا للصورة الاجتماعية ، وصورا واضحة بين الأمس الماضي والحاضر المطل على المستقبل . ونستقرأ الألفاظ التي جاءت كمادة إبداع أدبي و ليست مجرد انفعالات .

أولا : نلاحظ في النص تمرد الشاعر على النمط التقليدي لشكل القصيدة الحضرمية والخروج عن قاعدة ( الاستهلال ) التي عادة ما يبدأ الشعر الحضارمة بها ( أبدي - وبسم الاله - وابديت بك وادعوك ..الخ ) ، وعدم توظيف آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي ، أوتوظيف الأسطورة ضمن استهلاليات قصيدته ، كما دأب كثير من شعراء عصره .


ثانيا : نلاحظ في النص توزع الفعل بين دلالتي الماضي و الحاضر ( امس واليوم ) والأمر , حيث احتوت الأبيات على أفعال ماضية منها : ( سمعنا ، تخمخمت ، قرح ، تقافزنا ، باتعمل ...الخ ) في حين احتوت على افعال امر منها: ( ننذف ، كرفت شف نم ، استرح ، غرد ، فتح ... الخ ) و نلاحظ في هذا الشأن سيطرة فعل الأمر على الماضي ، وهذا يحيلنا الى أن التحول الاجتماعي والسياسي كان قد جاء بقرار ( فعل أمر ) ، والدلالة على ذلك ( لما قد جات مراكب الطيار ) وهذا يحيلنا بوجود قوة عسكرية كبيرة ( الوجود البريطاني ) الذي فرض اتفاقية الصلح بين القبائل وفرض النظام والقانون والسلم الاجتماعي في حضرموت . وانهى بذلك قرون من حالة الفوضى والاضطراب الذي كانت تشهده حضرموت قبل عام1938م .

ثالثا : نلاحظ بوضوح شكل القصيدة التي ابتعدت عن الرمز الشعري ، لأنه ليس هناك من سبب يجعل الشاعر يتوارى خلف الرموز الغامضة خوفا في التعبير عن رؤيته ومقارنته ( بين الامس واليوم ) ، فالشجاعة الأدبية تنشأ مع وجود الحرية الشخصية ، وحرية التعبير في ظل دولة المؤسسات والقانون .

رابعا : الصور ضمن النص، احتوت هذه القصيدة على صور متعددة منها ما عبر عن الخوف والقهر الطبقي (( تخمخمت - هولها - تقافزنا - يقهرك - نياحة خوفا - مايذوق النوم - غراب الظلم - الدم سائل- ) ومنها صورا تعبر عن الفرح والسعادة وانتصار السلم عبر الصلح ودعاته ، والاصلاح وانصاره ( بالقبولة ننذف- الظلم منفوس- قبلت النصفة - نم واسترح - عندليب السعد غرد - يطرب - يهناك الأمان ... )

خامسا : إن كانت هناك وقفة أخيرة في هذه القصيدة فإنها مع هذين البيتين وما يحملانه من صور جميلة ودلالات عميقة:


امس لاقرح بيننا البادي= تقافزنا توّا الى النيران
واليوم ظهرت شجاعة القادي= لي هي مخبيه في قلوب الشجعان

( البادي والقادي ) مصطلحان في فقه اللغة الحضرمية ضمن مصطلحات الحرب ومعنى ( البادي ) المعركة القبلية المحدودة بزمان ومكان معين ، اما ( القادي ) فمعناه الاستسلام والخضوع للمنتصر فالصورة الجميلة التي ركبها الشاعر من كلمتي ( البادي والقادي ) هو انه في الماضي إذا سمع قرحة وضرب البندق معلنا عن بداية معركة قبلية فيدفعه الخوف الفطري الى القفز نحو مصدر النار المشتعلة في البيت لإطفاء ضوءها حتى لايكون مصدر الضوء هدفا يتعرض لضرب البنادق ، اما في الحاضر فيسخر الشاعر حين رأى هؤلاءك الاشاوش الذين ظهرت شجاعتهم على حقيقتها شجاعة والتي كانت ( مخبية في قلوبهم ) انها ( شجاعة القادي) شجاعة الاستسلام والخضوع للقوي المنتصر .
وهنا دلالة على قوة دولة النظام والقانون في حضرموت ، والتي استطاعت فرض الأمن والأمان واشاعة السلم الإجتماعي بين جميع طبقات المجتمع الحضرمي .




_______________________________________________
(1) قرحة البندق : الصوت الناتج عن اطلاق رصاصة البندق ، ( تخمخمت ) تقلص الأمعاء وانقباضها من الخوف.
(2) ننذق : نلقي بها ونرميها بعيدا.
(3) البادي : المعركة القبلية المحدودة بزمان ومكان معين.
(4) القادي : الاستسلام والخضوع للمنتصر.
(5) مرفوق : الرفق عادة قبلية كانت تفرض على الغير وهي تعني المنع عن العمل أو التصرف في الممتلكات.( حطيط ) نحيف .
(6) النصفة : دعاء المظلوم بطلب العدالة السماوية لتأخذ بحقه ، كقولهم ( الله ينصف لنا ).
(7) المعتزي : العزوة املتفاخر بالنسب أو بالكنية ، ( ابن حه ياحه ) كلمتان تقال للتعبير عن التوجع والألم ، ( كرفت كرانيفك ) أثني كفيك .
(8) شارح : حارس النخل والزرع.
(9) الكيران : جمع كور والكور هو الرأس.
(10) الفزعان : الخوفان.

لنا تواصل مع الموضوع.



.

يتحفنا استاذنا أبو عوض بجميل موضوعاته القيمة والمثيرة للجدل دائما.. ونلك ميزة امتاز بها استاذنا ابو عوض .. وما موضوعه هذا عن الخطاب الشعري الذي شرق فيه المعقبون وغربوا الا واحدت من تلك المواضيع المثيرة للجدل .. وجدلنا هذا حول الاتفاق والاختلاف لا يزيد الموضوع الا تجلية ولمعانا ..
واعتقد ان الخطاب الشعري في الشعر الحضرمي الشعبي لم يختلف خلال النصف الاول من القرن الثالث عشر للهجرة .. فهواجسه وهمومه واحدة .. ومعاناته المتعددة تنضح من أناء وأحد .. ولعلنا نزكي ماذهبنا اليه بقول استاذنا (محمد عبد القادر بامطرف) اذ قال في كتيبه (التراث وصناعة الشعر) ص 16 ( لكن الشعر الشعبي غير ذلك .. أنه البساطة الفنية التي تخاطب عواطف وعقول الافراد والمجاميع بتصوراتها للحاضر والمستقبل في لهجة عادية مألوفة .. وهذا هو الشاعر الحميني سالم المردوف الحامدي الشعفي يقول في قصيدة عدد ابياتها سبعون قالها سنة (1319هـ) يدين بها جور (الدولة القعيطية) وبتنبأ بأن الملك في النهاية سوف بؤول الى المواطنين ومنهم البدو الرحل ويقول /ـ

ذا فصل والبارحة هاجسي صال=من غيل يشرب ومن ماء الحياة
مايشرب الا كرع صافي زلال=صافي مصفى عتومه جاريات
يوزن كلامه بميزان القفال=ولا يجيب الزلل والمخطيات
معي حليلة لها ميتين فال=تعلم خوافي أمور امغيبات
الى قوله :ـ


رفيق كثرت على الناس الثقال=لهم وقائع كما موت السكات
من زول الناس يبشر بالزوال=موعود به في خطوط مسجلات

الى قوله :ـ


وانته تريض متى ما الظل مال=الملك لهله والبدو الرعات .


انتهى كلام بامطرف .
وهذا الخطاب الشعري من المردوف في عشرينيات القرن الهجري الماضي انما هو امتداد لخطاب شعري سياسي تشكل في اوائل القرن وامتد الى الستينيات منه .
شكرا جزيلا لاستاذتا ابو عوض .

أبوعوض الشبامي
11-22-2010, 09:25 AM
إقتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس=
في اعقاب عقد اتفقيات الصلح بين القبائل عام 1938م ، وما تلاها من فرض دولة النظام والقانون ، سقطت الرموز القبلية وتلاشى نفوذها على المجتمع الحضرمي .




تحليل ممتاز أخي العمدة ولكن هناك نقطة يجب إثارتها. هل فعلا سقطت الرموز القبلية في يوم من الأيام؟ إلى آخر عهد القعيطي كانت السلطنة تصرف مرتبات شهرية لشيوخ القبائل لشراء ولائهم وإتقاء شرهم وكان إعلاها ما يصرف لبن حبريش. فكيف تقول ( بعد إنهيار الرموز القبلية ............ )؟

ولدي سفر كبير لإنجرامز ( أول مستشار بريطاني ) بالإنجليزية عنوانه ( Arabia and the Isles ) أثنى فيه على شروع القبولة. واليمن اليوم بكاملها ( وربما جيرانها أيضا ) هي دولة القبيلة ولا ينكر ذلك إلا مكابر والخليفي الهلالي:FRlol: الذي يقول بأن اليمن بها كنغرس ومعارضة غير مخترقة وغير مقصوصة الجنحان.
وأن التوريث غير وارد وأن الشللية والمناطقية لا أثر لهما البتة!

من اجل شراء المواقف القبلية اوصى المستشار البريطاني بمكافأة لمقادمة القبائل الحضرمية الذين التزموا باتفاقيات الصلح ، أو كسب مواقفهم ، والمكافأة خاصة للمقادمة منهم ، وقد خصصت المكافآت حسب اهمية كل قبيلة عند السلطنة القعيطية.
بالنسبة لقبائل الحموم فإن لها تاريخ طويل مع الصراع القعيطي ، وكانت تجند كقبائل مأجورة في مقابل مبالغ تحارب مع الامارات الحضرمية المتناحرة ، واستطاع بن عبدات أن يجند افراد ضمن صفوف مقاتليه ، واثناء فترة الصلح بين القبائل جاء في تقرير سلاح الطيران البريطاني : (( أنه خلال الأيام العشرة الماضية وقع ما لايقل عن عشر هجمات على العربات التي تستعمل الطريق بين الشحر وسيئون ووقعت خسائر في الأرواح والممتلكات فتم اغلاق الطريق )).

ولهذا لجأ سلاح الجو البريطاني الى استعراض القوة في طلعاته فوق اراضي الحموم وقد أتت تلك الطلعات ثمارها بالاضافة للحصار الاقتصادي الذي تعرضت له الحموم .

وفي 28 فبراير 1938 م وقع المذنبون من قبائل الحموم وثيقة تحملوا فيها مسئولية التعدي والتقطع الذي وقع على الطريق التي تربط الشحر بتريم ، فيما تعرف بطريق الكاف وتعهدوا بإعادة الممتلكات التي نهبت ودفع الغرامة التي قررت وتسليم الرهائن لتتم محاكمتهم بقوانين الشريعة ولم يحضر المقدم علي بن حبريش الاجتماع بحجة انه كان مريضا ولكن الذين أنابوا عنه اكدوا التزامهم بكل ما تم التوقيع عليه .


هذه الوثيقة عبارة عن منشور عمم لجميع القبائل ويشير السطر الرابع من المنشور التحذيري الى (( وأتى بالحموم كجنود مأجورين .....))

http://qatar4up.com/upfiles/lCZ05521.jpg (http://qatar4up.com/)


صورة اثناء مفاوضات السلام والصلح وقد بدا فيها من اقصى اليسار السيد أبوبكر بن شيخ الكاف ثم المقدم أحمد بن حبريش ثم علي بن صلاح القعيطي

http://qatar4up.com/upfiles/Zge05521.jpg (http://qatar4up.com/)


في وسط ساحة قصر السلطان بسيئون عام 1937م الحموم وقد سلموا بنادقهم وتعهدوا بالسلام


http://qatar4up.com/upfiles/EdL05521.jpg (http://qatar4up.com/)

وأخير (( تعهد آل مخاشن في آخر هذه الوثيقة بالصلح والسلام ( شلو آل مخاشن الجميع من كل دار ... صحيح سعيد بن عامر، وسعيد بن عبود ، وعمر بن سليمان ، وعوض بن سعيد ، والمقدم ..... بن عمر .... آل مخاشن ))

http://qatar4up.com/upfiles/5qV05521.jpg (http://qatar4up.com/)

وربما أن جميع الذين جاءت اسماءهم من التواقين والعاشقين للسلام والأمن والصلح ، والذين وقعوا على اتفاقيات الصلح رغبة في العيش بسلام وأمان ، هم في نظر الشاعر المحرض صلاح الأحمدي و( الشارد بعيدا في حيدر آباد ) هم من الذين حضروا بيعة حضرموت .....!!!


هم حضروا البيعه وهم كانوا على البيعه شهود=



.

أبوعوض الشبامي
11-22-2010, 10:17 AM
تنويه فقط
وردت صورة مستند تحصيل زكاة مواشي صادر عن الدوله السعوديه يثبت تحصيل مبلغ من المدعو عبد الله بن معيقل
اود ان انوه الى ان ال معيقل الصاعر يعود نسبهم الى ال معروف بطن من الصاعر القاطنين بمنطقة الربع الخالي و لم يسكنو الريده ابداً وكونهم بدو رحّل فمناطق تنقّلهم تمتد الى الحساء. وكذالك قبيلة ال شماخ النهديه القاطنين بمنطقة المنخلي وحبونا على مشارف نجران وال شماخ من المرادعه (المقاريم) نهد.


الموضوع واضح من عنوانه ليس له علاقة بانساب القبائل ؟ ثم ما دخل قبيلة آل شماخ النهدية بصورة الوثيقة ؟؟

انصرف البعض عن سياق الموضوع (( الخطاب الشعري في الثلاثينيات ...) ولم يهتم بتلك النصوص التاريخية المهمة ، واهتم فقط بصورة وثيقة لدفع الزكاة ، وضعتها ضمن سياق الموضوع ، أردت من خلالها أن أوّصل رسالة للقارئ من إستقراء هذه الوثيقة : وهي كيف أن القبائل الحضرمية حين تجد الأمن والأمان والسلطان العادل ، مستعدة لأداء الولاء والطاعة ، ودفع الفريضة الشرعية (( الزكاة )) للحاكم العادل أيا كان هذا الحاكم .

ودللت بذلك من خلال صورة الوثيقة نموذجا واحدا من قبيلة الصيعر ، الذي كان يدفع الزكاة للحاكم ، وهذا يناقض تعميم الفكرة التي عبر عنها انجرامز في تقريره نقلا عن فيلبي ، وبيتر ام توماس :

(( قد ذكر ( فيلبي ) أنهم يغيرون عبر الرمال الى ( بير فضل وشرمه ) وربما يصلون الى ( ابوخصبه ) ، ويشير بيتر ام توماس أنهم يغيرون على القطون وهي فخيذة من قبائل القرا ويغيرون على المهرة واغاروا شمالا حتى منطقة ( أم مليسة ) ، وأن كلمة الصيعر هي كلمة الرعب والفزع بالنسبة لآل راشد والمرة في الجنوب ، ويصعب معاقبة الصيعر لأنهم بدو رحل ليس لهم مقر ثابت ، وعند مغادرتهم المنطقة فإنهم يتحركون في جماعات صغيرة ، ويفضلون الحركة ليلا ولكنهم يظهرون علنا في شبام - ويسلكون سلوكا معقولا- كما يحضرون زيارة المشهد في ربيع الأول لبيع جمالهم ...)).


.

عمر خريص
11-22-2010, 04:36 PM
يتحفنا استاذنا أبو عوض بجميل موضوعاته القيمة والمثيرة للجدل دائما.. ونلك ميزة امتاز بها استاذنا ابو عوض .. وما موضوعه هذا عن الخطاب الشعري الذي شرق فيه المعقبون وغربوا الا واحدت من تلك المواضيع المثيرة للجدل .. وجدلنا هذا حول الاتفاق والاختلاف لا يزيد الموضوع الا تجلية ولمعانا ..
واعتقد ان الخطاب الشعري في الشعر الحضرمي الشعبي لم يختلف خلال النصف الاول من القرن الثالث عشر للهجرة .. فهواجسه وهمومه واحدة .. ومعاناته المتعددة تنضح من أناء وأحد .. ولعلنا نزكي ماذهبنا اليه بقول استاذنا (محمد عبد القادر بامطرف) اذ قال في كتيبه (التراث وصناعة الشعر) ص 16 ( لكن الشعر الشعبي غير ذلك .. أنه البساطة الفنية التي تخاطب عواطف وعقول الافراد والمجاميع بتصوراتها للحاضر والمستقبل في لهجة عادية مألوفة .. وهذا هو الشاعر الحميني سالم المردوف الحامدي الشعفي يقول في قصيدة عدد ابياتها سبعون قالها سنة (1319هـ) يدين بها جور (الدولة القعيطية) وبتنبأ بأن الملك في النهاية سوف بؤول الى المواطنين ومنهم البدو الرحل ويقول /ـ

ذا فصل والبارحة هاجسي صال=من غيل يشرب ومن ماء الحياة
مايشرب الا كرع صافي زلال=صافي مصفى عتومه جاريات
يوزن كلامه بميزان القفال=ولا يجيب الزلل والمخطيات
معي حليلة لها ميتين فال=تعلم خوافي أمور امغيبات
الى قوله :ـ


رفيق كثرت على الناس الثقال=لهم وقائع كما موت السكات
من زول الناس يبشر بالزوال=موعود به في خطوط مسجلات

الى قوله :ـ


وانته تريض متى ما الظل مال=الملك لهله والبدو الرعات .


انتهى كلام بامطرف .
وهذا الخطاب الشعري من المردوف في عشرينيات القرن الهجري الماضي انما هو امتداد لخطاب شعري سياسي تشكل في اوائل القرن وامتد الى الستينيات منه .
شكرا جزيلا لاستاذتا ابو عوض .


تصحيح
القرن الرابع عشر الهجري وليس الثالث آسف على الخطاء

الشبامي
04-20-2011, 01:29 AM
الحديث متصل فما اشبه الليلة بالبارحة ، خاصة حين استذكر ما قرأته ، وما اضافه الاخ ( عقيل ) حين يكون تحت يدي نصوص من الشعر الشعبي ، منها هذا النص الذي نشرته ( مجلة الترجمان 1357هـ ) والتي كان يرأس تحريرها السيد محمد بن عقيل بن يحي ، النص كتبه شاعر من تريم بعنوان ( يارحمة حضرموت ) والعنوان يأتي ضمن سياق النصوص السابقة وهو التمرد عن النمطية الحضرمية في صياغة شكل القصيدة الشعبية الحضرمية فالشاعر يستهل القصيدة بالخطاب المباشر لرئيس مجلة الترجمان ( بن عقيل ) فيقول له :



بعض الناس فرحو من بن عقيل= يوم لقالهم ورقة خبر
شفنا غصت في بحر اللول= جيت منه بالجواهر والدرر

نعم ؛ ما اشبه الليلة بالبراحة ..!! إذا كان (( بن عقيل )) شيخ الصحافة الحضرمية قد خلده الشعر الشعبي حين (( لقالهم ورقه وخبر )) كناية لمجلة الترجمان ، فإن ( عقيل ) بالربيعة ، شيخ المنتديات الحضرمية ، قد القا ايضا بعد سبعين عاما موقعا الالكترونيا ضمن الشبكة العنكبوتية الهائلة اسمه (( سقيفة الشبامي )) ورسالة هذه السقيفة هي إمتداد لرسالة (( مجلة الترجمان ))..!!

وقد اعجبتني قصيدة الشاعر التريمي الذي لم يشأ كتابة اسمه الصريح ، اعجبتني لما حوته من صور جميلة ورائعة تضمنها خطابه الشعري ، وهي تحمل في ثناياها احالات دلالالية ربما تتوافق في اسقاطاتها لكلا الإثنين (( بن عقيل )) صاحب مجلة الترجمان ، و (( عقيل )) صاحب موقع سقيفة الشبامي ، من هذه الصور قول الشاعر:


ومعي بنايه فوق الستره تبتني = وين طينك والمدر هيا نشر
إن هو مبقل عطب في المغزل= في قنبوسنا ما يصلح منه وتر
ما نا مداهن ولا بسكت وبإجلس = في طريق الضيق باقولك شبر
داوي دوا في الراس ما قط إمتسك= معي ومعي للترجمان غرفة خبر
على ذاك لي خلا الدباه يبست= وراح يسقي شجيرات العشر
ان زليت في وحده وكه= فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر


البيت الأخير على حد علمي حتى الأن لم اقرأ او اسمع بشاعر نظم مثله (( إن زليت في وحده وكه ..... فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر )) ، فيه إشارة لطيفة جاءت ضمن توظيف جيد وببراعة جميلة ، استمدها الشاعر من نص قرآني مما جرى بين النبي موسى والرجل الصالح ( الخضر ) . ففي هذا الخطاب الشعري تتضح خصوصية شاعرنا (( التريمي )) فالشاعر أشتغل على منحى الاشتغال السردي والاشتغالات السردية تعني محاولة الظفر بأكبرمساحةأنتقائية من التعبير منها تضمين القصص القرآنية للشخوص الى رموز معروفة .


ثم يمضي الشاعر في صياغة النص بمفردات جميلة ينسجها من واقع الافراح والتطلعات نحو تحقيق أماني ( الصلح واحلال السلام في حضرموت ) على يدي أولي الفضل ويشير اليهم والى دورهم وربما كان عنوان القصيدة ( يارحمة حضرموت ) اشارة الى السيد ابوبكر بن شيخ الكاف الذي سعى الى توطيد دعائم السلام في حضرموت واد وساحل ، يقول الشاعر:


ياطائر الانس شل = كتابي مختوم من عندي وفر
الى الغنا تريم إذا جيت= رباها والدويرات ثمّ وفر
وكرر بالسلام على رجال الجود= والعفه وفي طريقك تو سر
بذي الابيات الى ابن شيخ ابوبكر= ومن عنده من اخوانه حضر
هو الباسل الضرغام لي= حاتم وكل باذل دونه قصر
هو لذي التمهيد قد مهد= وذللها بعد ماصارع قدر
وفك الأغلاق وبتـّـاها = بعد ما كانت صيم في شعر
شرق للناس شمس شارقه= في حالك الليل مظلم غدر
يارحمة حضرموت وماسك= سكان الفلوك لي مشحونه درر
لولاك ما انزاحت هموما= معسره ولا حالي في الحلق عبر
ولا سارت بالوادي جمال= راتعه ولا رفعو خفر
ولا كانت هتون الأمن هاطله= كما هطلت على الارض المطر
هنيئا بذا ياخالد الذكر= هنا وفي الجنات نعم المستقر
خليت ذي الشاه لي ترعى همل= ترعى مع الذيب هو والنمر
والله ما با امدح فعالك وهي= صبابه علينا في العشيه والبكر
بذلت الروح في ذي السفوح= ولعنه على الجاحد ولي نكر
بك الارض طابت وطاب= بها المسكن وابليس اندحر
على رغم الحسود والشيطان وذاك لي بغا الناس الا طير


من قراءتنا لهذا الخطاب الشعري علينا استقراء الألفاظ التي جاءت ضمن سياق النص والتي تعد مادة لغوية مهمة وظفت ضمن إبداع أدبي يهيمن فيه السلام ودعاته على محور النص (( وكرر بالسلام )) (( هتون الأمن )) (( بك الأرض طابت )) ومن نتاج هذا السلام أن نرى (( الشاة الهمله ترعى مع الذيب والنمر )) [/COLOR[COLOR="red"]](( ولاسارت بالوادي جمال راتعه ولا رفعو خفر )) .

الملاحظة الاولى : ن هذه القصيدة جاءت كصفعة قوية للرد على قصيدة صلاح الاحمدي والتي سماها البعض قصيدة الغضب وهي في الواقع قصيدة ( العطب ) ذلك ان صلاح الاحمدي وجه نقدا واتهاما مبطنا للسيد ابوبكر بن شيخ الكاف حين قال:


هم حضرو البيعه وهم وقعو على البيعه شهود=

لهذا جاء رد الشاعر التريمي وقال:


على رغم الحسود والشيطان= وذاك لي بغا الناس طير


الملاحظة الثانية : في مستهل القصيدة وجه الشاعر انتباه السيد محمد بن عقيل بن يحى رئيس تحرير مجلة الترجمان بأن بعض الناس من شاكلت الشاعر صلاح الاحمدي فرحو ان (( القالهم ورقه وخبر )) حين نشر صلاح الاحمدي الشاعر المغمور والمقيم بحيدر آباد قصائده باسمه الصريح تارة ، وباسمه المستعار ( الفرزدق ) تارة أخرى

الملاحظة الثالثة : استثمر الشاعر مدح السيد ابوبكر بن شيخ الكاف لمدح السلام والصلح والذي اعاد الفضل لأياديه البيضاء والتي سعت وبذلت لتحقيقه الغالي والنفيس ولهذا لاعجب ان يطلق عليه الشاعر ( رحمة حضرموت ) التي جاءت بعد عذاب وفوضى واضطرابات دامت قرون وحروب اهلية عشائرية افنت الأخضر واليابس وعطلت الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية في البلاد.

http://qatar4up.com/upfiles/1zj56325.jpg (http://qatar4up.com/)



.

ونحن أيضا شكرنا يتجدد لعمدة سقيفة الشبامي لهذه المواضيع القيّمه بل الكنوز والدرر الثمينه !!
يعاد الموضوع مره اخرى لمكانه الأساسي لمن يريد المشاركه ورفد الموضوع بمايفيد ، مع الإحتفاظ بنسخه منه هنا في التميّز لتميّزه !!
وهذا رابط الموضوع الأساسي لمن يريد المشاركه
الخـطاب الشعري في الثلاثينات من القرن الماضي...!!! - سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=85461)