مسرور
04-20-2011, 07:55 AM
(( كلمات وألحان محفوظ صالح باحشوان ( يرحمه الله ) غناء كرامه مرسال ))
شربة ماء ياحبايب شربة ماء
كبدي تحترق من كثر الظما
شربة ماء أنا عطشان
رفقا بقلبي جريح تعبان
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
*****
يا ما أرى أحواض مليانه ... بعيني أطوف ... ولا في اليد حيله
من حافة البير دلّيت عالزانه ... طلع دلوي مكسوف ... آبارهم طويله
حرام يذلحوا الماء :) :) ونحن ظمانين
ماحد لعب مثلهم بالمحبين
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
*****
كم ما نزلنا ... على نبعة العين ... عليها يوردون ... إلاّ أنا ماشرّبونا
وبالعين شفنا جميع البداوين ... من الماء يغرفون ... ولا رثونا ما شرّبونا
ياناس رحمه لذولا الظمانين
الحلق يابس وفي الجوف كيرين
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
http://dbkat.com/song_listen_25400_1
في مقالة له بعنوان هوامش على دفتر الفن نشرتها صحيفة الجمهورية اليمنية بتاريخ 16/6/2008 قال صالح حسين الفردي في تحليل / تأويل لهذا النص :
مازالت صرخته الشعرية شربة ماء التي أطلقها الشاعر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي تعاود الحضور كلما عنّ للناس طارئ ذكرهم بفقد ثروة أو ضاقت بهم فسحة الأمل في تغيير يعيد لهم ما فقدوا من هدوء وراحة بال واستقرار معيشة ، وكان الراحل باحشوان عميقا في نصه الرامز وواعيا جدا للعلاقة التي غزلها بين شربة الماء والحرمان منها ، وبين العبث والحرمان الذي من الممكن أن يمارسه أصحاب القرار في التبذير فكان الارتكاز على المثل الشعبي ما حد يلقي سقايه وأهل بيته ظمأ والمطلع الموحي :
شربة ماء يا حبايب شربة ماء
كبدي تحترق من كثر الظما
شربة ماء أنا عطشان
رفقاً بقلبي جريح تعبان
استحلفكم حبائب برب السماء
ما حد يلقي سقاية وأهل بيته ظمأ
يواصل الفردي فيقول :
فـــــ المطلع يتخذ المضمون العاطفي وشاحا شفافا يغطي به ملامح الغرض الأساس من هذا النص الغنائي ، ونلمح كيف استخدم في هذا المطلع لفظة الماء وجعل فقدانها قمة مأساته التي يرغب في البوح بها ليشاركه الناس نكبته أي الظمأ الشديد الذي نشّف الكبد وجعلتها تصل إلى درجة الاختراق ، ويزيد الألم والحسرة تعب القلب وضعفه فكان اللوذ برب البرية لعل أحبابه يسقونه شربة ماء فيها الحياة .
ويتساءل عما إذا كانت مأساة الشاعر قد انتهت ؟ ويرد بـــــــ كلا فقسوة المعشوق بلغت بالعاشق مبلغا كبيرا مدمرا :
يا ما أرى أحواض مليانه ... بعيني أطوف ... ولا في اليد حيله
من حافة البير دلّيت عالزانه ... طلع دلوي مكسوف ... آبارهم طويله
حرام يذلحوا الماء ونحن ظمانين
ماحد لعب مثلهم بالمحبين
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
الشاعر هنا ( والقول للفردي ) يتعمق الجرح في نفسه لما يرى من إهدار للماء الضرورة الحياتية ومعاناته الدائمة في الحصول على ما يبل ريقه ويطفئ حرقة كبده المكلومة من مرارة العطش وقسوته ، ولكي يزيد الحالة بؤسا وسوداوية وصولا إلى التأزم الذي يأتي بعده مخرجا في مقطعه الشعري الأخير :
كم ما نزلنا ... على نبعة العين ... عليها يوردون ... إلا أنا ما شربونـا
وبالعين شفنا جميع البداوين ... من الماء يغرفون ... ولا رثونا ما شربونا
يا ناس رحمه لذولا الظمانين
الحلق يابس وفي الجوف كيريـن
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقي سقايه وأهل بيته ظمأ
يصل صالح الفردي إلى الإستنتاج التالي :
لذا عندما نقف اليوم أمام مثل هذه التجارب الغنائية التي نسجت خيوطها المجتمعية بقوة وتعمقت في ذاكرة الزمن الفنية وانسربت لتسرح في ثنايا الآن والقادم فهي بذلك تسجل ديمومة الفن وعمق أغراضه ومراميه .
لا نختلف معه في أن الأغنية تسجل ديمومة الفن وعمق أغراضه ومراميه لكــــــــــــــن :
شكل الماء محورا أساسيا في قصائد أخرى للشاعر فهل كان الشاعر في أغراضه ومراميه يصور ظمأه العاطفي أم يشرح معاناة مجتمع ؟
كلا التأويلين صحيحين .... ولم يغفل الفردي التأويل الأخير الذي ميزناه بلون أحمر عريض تحته خط ( وإن مر عليه مرور الكرام ) :) ... فماذا لو قصرنا تأويل القصيدة في إطار الهموم الخاصة للشاعر منعا لأن نلبسها هموم مجتمع بأكمله كما فعل صالح حسين الفردي ؟
وبعيدا عن أيدلوجيات سبعينيات القرن الماضي .... لماذا لا تكون المعاناة كامنة في خبايا النفس وزواياها دون إلباس النص لبسا ايدلوجيا ويجنّبه عدم قبول أي تفسير مغاير له ويكسبه منعة ضدّه ؟
إن الشاعر الذي استطاع أن يتخذ من الخيال الفني سلما للوصول إلى الآخرين لا يعكس أحاسيسه منفردا وإنما يقحم أحاسيس غيره من القراء والمطلعين ، وهؤلاء هم الذين يسهمون في تنظيم قصيدة الشاعر بتوافقها مع أحاسيسهم ومشاعرهم ، وأرى أن الشاعر شرح هموما ذاتية تنجر على الآخر وتمثل هما له .... وسينكر علي صالح الفردي وغيره من النقاد والمحللين التحليق بالأغنية في عالم اللاواقع والنأي بها عن التوظيف الفكري لصالح هم مجتمعي وقصرها على الهموم الذاتية بإعتبار أن الأدب لا يمكن أن يكون خيالا ورومانسيات ولذلك فلابد من إستغلال العواطف الذاتية لشرح مأساة الإنسان المقهور المجتمعية في الصراعات السياسية وكأننا لا زلنا نعيش في زمن أدب المارشات العسكرية المأدلج الذي يجرد الإنسان من العواطف ويدفع بكل النتاجات الفكرية للصب القسري في مصب أيدلوجية مقاومة الحرمان الطبقي والتمايزي .
سلام .
شربة ماء ياحبايب شربة ماء
كبدي تحترق من كثر الظما
شربة ماء أنا عطشان
رفقا بقلبي جريح تعبان
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
*****
يا ما أرى أحواض مليانه ... بعيني أطوف ... ولا في اليد حيله
من حافة البير دلّيت عالزانه ... طلع دلوي مكسوف ... آبارهم طويله
حرام يذلحوا الماء :) :) ونحن ظمانين
ماحد لعب مثلهم بالمحبين
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
*****
كم ما نزلنا ... على نبعة العين ... عليها يوردون ... إلاّ أنا ماشرّبونا
وبالعين شفنا جميع البداوين ... من الماء يغرفون ... ولا رثونا ما شرّبونا
ياناس رحمه لذولا الظمانين
الحلق يابس وفي الجوف كيرين
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
http://dbkat.com/song_listen_25400_1
في مقالة له بعنوان هوامش على دفتر الفن نشرتها صحيفة الجمهورية اليمنية بتاريخ 16/6/2008 قال صالح حسين الفردي في تحليل / تأويل لهذا النص :
مازالت صرخته الشعرية شربة ماء التي أطلقها الشاعر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي تعاود الحضور كلما عنّ للناس طارئ ذكرهم بفقد ثروة أو ضاقت بهم فسحة الأمل في تغيير يعيد لهم ما فقدوا من هدوء وراحة بال واستقرار معيشة ، وكان الراحل باحشوان عميقا في نصه الرامز وواعيا جدا للعلاقة التي غزلها بين شربة الماء والحرمان منها ، وبين العبث والحرمان الذي من الممكن أن يمارسه أصحاب القرار في التبذير فكان الارتكاز على المثل الشعبي ما حد يلقي سقايه وأهل بيته ظمأ والمطلع الموحي :
شربة ماء يا حبايب شربة ماء
كبدي تحترق من كثر الظما
شربة ماء أنا عطشان
رفقاً بقلبي جريح تعبان
استحلفكم حبائب برب السماء
ما حد يلقي سقاية وأهل بيته ظمأ
يواصل الفردي فيقول :
فـــــ المطلع يتخذ المضمون العاطفي وشاحا شفافا يغطي به ملامح الغرض الأساس من هذا النص الغنائي ، ونلمح كيف استخدم في هذا المطلع لفظة الماء وجعل فقدانها قمة مأساته التي يرغب في البوح بها ليشاركه الناس نكبته أي الظمأ الشديد الذي نشّف الكبد وجعلتها تصل إلى درجة الاختراق ، ويزيد الألم والحسرة تعب القلب وضعفه فكان اللوذ برب البرية لعل أحبابه يسقونه شربة ماء فيها الحياة .
ويتساءل عما إذا كانت مأساة الشاعر قد انتهت ؟ ويرد بـــــــ كلا فقسوة المعشوق بلغت بالعاشق مبلغا كبيرا مدمرا :
يا ما أرى أحواض مليانه ... بعيني أطوف ... ولا في اليد حيله
من حافة البير دلّيت عالزانه ... طلع دلوي مكسوف ... آبارهم طويله
حرام يذلحوا الماء ونحن ظمانين
ماحد لعب مثلهم بالمحبين
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما
الشاعر هنا ( والقول للفردي ) يتعمق الجرح في نفسه لما يرى من إهدار للماء الضرورة الحياتية ومعاناته الدائمة في الحصول على ما يبل ريقه ويطفئ حرقة كبده المكلومة من مرارة العطش وقسوته ، ولكي يزيد الحالة بؤسا وسوداوية وصولا إلى التأزم الذي يأتي بعده مخرجا في مقطعه الشعري الأخير :
كم ما نزلنا ... على نبعة العين ... عليها يوردون ... إلا أنا ما شربونـا
وبالعين شفنا جميع البداوين ... من الماء يغرفون ... ولا رثونا ما شربونا
يا ناس رحمه لذولا الظمانين
الحلق يابس وفي الجوف كيريـن
استحلفكم حبايب برب السماء
ما حد يلقي سقايه وأهل بيته ظمأ
يصل صالح الفردي إلى الإستنتاج التالي :
لذا عندما نقف اليوم أمام مثل هذه التجارب الغنائية التي نسجت خيوطها المجتمعية بقوة وتعمقت في ذاكرة الزمن الفنية وانسربت لتسرح في ثنايا الآن والقادم فهي بذلك تسجل ديمومة الفن وعمق أغراضه ومراميه .
لا نختلف معه في أن الأغنية تسجل ديمومة الفن وعمق أغراضه ومراميه لكــــــــــــــن :
شكل الماء محورا أساسيا في قصائد أخرى للشاعر فهل كان الشاعر في أغراضه ومراميه يصور ظمأه العاطفي أم يشرح معاناة مجتمع ؟
كلا التأويلين صحيحين .... ولم يغفل الفردي التأويل الأخير الذي ميزناه بلون أحمر عريض تحته خط ( وإن مر عليه مرور الكرام ) :) ... فماذا لو قصرنا تأويل القصيدة في إطار الهموم الخاصة للشاعر منعا لأن نلبسها هموم مجتمع بأكمله كما فعل صالح حسين الفردي ؟
وبعيدا عن أيدلوجيات سبعينيات القرن الماضي .... لماذا لا تكون المعاناة كامنة في خبايا النفس وزواياها دون إلباس النص لبسا ايدلوجيا ويجنّبه عدم قبول أي تفسير مغاير له ويكسبه منعة ضدّه ؟
إن الشاعر الذي استطاع أن يتخذ من الخيال الفني سلما للوصول إلى الآخرين لا يعكس أحاسيسه منفردا وإنما يقحم أحاسيس غيره من القراء والمطلعين ، وهؤلاء هم الذين يسهمون في تنظيم قصيدة الشاعر بتوافقها مع أحاسيسهم ومشاعرهم ، وأرى أن الشاعر شرح هموما ذاتية تنجر على الآخر وتمثل هما له .... وسينكر علي صالح الفردي وغيره من النقاد والمحللين التحليق بالأغنية في عالم اللاواقع والنأي بها عن التوظيف الفكري لصالح هم مجتمعي وقصرها على الهموم الذاتية بإعتبار أن الأدب لا يمكن أن يكون خيالا ورومانسيات ولذلك فلابد من إستغلال العواطف الذاتية لشرح مأساة الإنسان المقهور المجتمعية في الصراعات السياسية وكأننا لا زلنا نعيش في زمن أدب المارشات العسكرية المأدلج الذي يجرد الإنسان من العواطف ويدفع بكل النتاجات الفكرية للصب القسري في مصب أيدلوجية مقاومة الحرمان الطبقي والتمايزي .
سلام .