قال لي عاذلي:...........

[سالم علي الجرو]

ـ 1 ـ
قال لي عاذلي: أخافك ... أهابك ، بس لاتغضب إذا ما أطلعتك على ماأشعربه نحوك .

أقسم يمينا أنّه يكرهني أحيانا . تبّسمت ، فزاد: زدتني كرها لك .

هو يعرف أنّي صريح معه وأقبل صراحته معي .

قلت له: أنت لا تكرهني بدليل أنّك تسأل عنّي وبين الحين والآخر تأتي إلي ونتجول في المدينة سوى ، ونحتسي إبريقا شاي أخضر ونهرف بما لا نعرف حول السياسة ، أنا أدافع عن اسرائيل وأنت تدافع عن إيران وعندما تدافع أنت عن إيران أنا أدافع عن أمريكا .

قال لي: صحيح أنا لا أكرهك ولكنني أحسدك

قلت له:

ـ وأنا أيضا أحسدك

سألني: فيماذا تحسدني؟

أجبته:

ـ كلّما تحدّثت عن أمّك وعرفت شيئا من وفائك لها ، كلّما حسدتك .ذرفت عيناه بالدّمع وقال: أمّي في العناية المركزيّة

أحتضنته وعيناي ملأى بالدّمع .

[سالم علي الجرو]

ـ 2 ـ

تفضح الحب دموع الفراق بين عشيقين وتكشف حبّا دموع الوفاء للأمّ والوطن
ـــــــ
في اليوم الثالث رحلت أمّه عن دنيانا ، وفي المقبرة لم يتمالك نفسه بعد دفنها حينما اصطفّ مع إخوته الأربعة مستقبلا المعزّين .

كان ممسكا بعبائتها ويبكي ، وكنت من الذين يربتون على كتفه ، لكنني ضعفت وانسحبت واختفيت بين السيارات ولا شعوريا إنتقلت إلى ساحات الحرّيّة والتغيير والطّفلة التي بكت أباها ووقفت عند مصراطة وبين الشأن الليبي والشأن اليمني ذهب بي الخيال برهة، وجاء السؤال:

كم عدد الذين يتوقّع قتلهم وتشويهم في مستقبل الأيام حتّى يجعل الله للشبا ب مخرجا? ... عدت إلى من يبكي أمّه .

[مسرور]

كم عدد الذين يتوقّع قتلهم وتشويهم في مستقبل الأيام حتّى يجعل الله للشبا ب مخرجا? ... عدت إلى من يبكي أمّه .



http://www.youtube.com/watch?v=xqdGRRcrbhI



يقال أنها ابنة أحد تعساء اليمن التعيس من ابناء محافظة اب فارقها منذ عامين تقريبا متجها إلى العاصمة صنعاء للإغتراب في الوطن بحثا عن لقمة عيش شريفة ، ورغم أن المسافة بين صنعاء واب لا تتجاوز 200 كيلومترا فقد فضّل والدها الشهيد إطعامها ومن يعول إلى جانبها بالمردود المادي البسيط وحرمان نفسه من إمتاع نظره بها وببقية أهله ولو بالزيارات الدورية ... شاهد شباب التغيير في الميادين وتوافقت شعاراتهم التي يرفعونها مع تطلعاته نحو مستقبل أفضل للتخلص من ألم وذل حياة غدت عديمة القيمة بالنسبة للفقراء الذين استأثرت بنصيبهم من خيرات الوطن جماعات منتفعة بالوطن والثورة والوحدة وتسيّسهم بشعارات مستهلكة عفى عليها الزمن فتفجّر الوعي لديه وقرر تخصيص ساعات من يومه لإعلان التضامن معهم .



حلم بحياة كريمة ... وقطعت حلمه رصاصة طائشة تلقاها في راسه من قناص مأجور وغادر دنيانا الفانية حالما وستبقى روحه وأرواح غيره من شهداء الثورة الشبابية تحلق في سماء اليمن للتذكير بأن الدكتاتور ومهما تصدى لأصحاب الصدور العارية فلن يستطيع دفن ثورتهم أو إطفاء النار المحتدمة في ضلوع أولئك الشباب .



لم يعد يهم الشباب في بلادنا عدد القتلى الذين سيقدمونهم قربانا على نصب الإنعتاق في قادم الأيام .



صرخة هذه اليمتية المكلومة على أبيها والمطالبة لمن قتل بابا بالرحيل ويتمها في سن مبكرة لن تذهب سدى .


سلام .

[سالم علي الجرو]

يتحدثون عن الدستور الذي أقره الشعب في استفتاء تاريخي بالأمس ، هو الشعب الذي يضخّ بدماء أبنائه في الساحات اليوم من أجل التغيير.

كيف يعترفون له بالحق وفي ذات الوقت ينكرونه؟

هل لك يا أستاذي أن تشرح لنا دواهي هذه الدنيا وخباياها ، لا بل وبلاويها على الإنسان المغلوب على أمره