المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضرموت لماذا يتضايق البعض من حديثنا نحن الحضارمة عن هويتنا واستشعارنا لذاتنا


حد من الوادي
05-07-2011, 03:03 AM
العصبية لحضرموت

المكلا اليوم/كتب/الدكتور/احمد هادي باحارثه6/5/2011

لا أدري لماذا يتضايق البعض من حديثنا نحن الحضارمة عن هويتنا واستشعارنا لذاتنا والتذكير بها والانتساب إليها ، ويعد ذلك نوعًا من النرجسية أو ضربًا من العصبية الجاهلية أو يرى فيه عقدة أو خروجًا على الدين وتعاليمه ، وكأننا بدعًا من المجتمعات البشرية التي تتعصب لقومياتها وتحدب على أوطانها .


إنني أسمع كثيرين من أنصاف المتدينين يذكرون في هذا المجال حديث الرسول عليه الصلاة والسلام : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنها منتنة ! ، ويغفلون أن المراد بهذه المقولة هو العصبية الظالمة القائمة على الاستعلاء والاعتداء ، ألسنا نحن الحضارمة ضحية هذه العصبية من غيرنا طوال سنين خلت ، ثم تبين روايات الحديث نفسه أن العصبية للانتصار للنفس وللصاحب المظلوم محمودة ، أليست عصبيتنا لحضرموت اليوم هي من جنس العصبية المحمودة كونها تنتصر من الظلم والانسحاق الواقع علينا أرضًا وإنسانًا وهوية .

هل يتعارض الاتحاد والإخاء مع احترام الخصوصيات ، ألم يضرب مجتمع الصحابة أنفسهم المثل الأعلى في الجمع بين تلك الخصلتين اللتين لا تصلح المجتمعات الإنسانية بغيرها ، لقد تشكل مجتمع المدينة بين المهاجرين المكيين والأنصار اليثربيين فهل طغى أحدهما على الآخر ، ألم يكن الرسول المكي صلى الله عليه وسلم يأخذ الموافقة المسبقة والإذن من الأنصار في القرارات الحاسمة ، كما حدث في شن الحرب في بدر ، وكما حدث في أمر تسليم جزء من ثمار المدينة لإحدى القبائل المناوئة في موقعة الخندق ، وما شابه ذلك ، ما هذا ؟

أليس هو القائد الأعلى للدولة الإسلامية في المدينة ، أليسوا كلهم وحدة واحدة ؟ ، انظر إلى نبينا العظيم الذي دخل مكة فاتحًا منتصرًا كيف يراعي نفسية المجتمع المكي المتأثر بالروح الوثنية فيعرض عن هدم الكعبة مع علمه بالأخطاء التي ارتكبت في كيفية بنائها إبان العهد الوثني ، بينما كانت له حينئذ السلطة والسطوة في مكة ومع ذلك لم يستغلها ويضرب عرض الحائط بطبيعة المجتمعات وفعل الزمان في تشكيلها ، وقارن بما حدث ويحدث اليوم في حضرموت التي لا يرجى لمجتمعها وخصوصياته أي اعتبار ، حدث ولا حرج إلا أن تتحدث بالاعتراض فإنك حينئذ عصبي متعصب وضد الوحدة الإسلامية عند أنصاف المتدينين أو عند من صاروا مسخًا من أبناء جلدتك .

لقد أثبت الحضارمة أنهم ولا فخر من أكثر الشعوب انفتاحًا على الآخرين هل هذا أمر يحتاج إلى إثبات ؟ وأكثرهم اندماجًا وتأثرًا مع غيرهم فهل هذا الشأن يحتاج إلى ضرب أمثلة ، وأشدهم في الوقت نفسه احترامًا للخصوصيات ، وأذكر هنا أن سفيرنا في مصر الأديب باكثير قد لاحظ خوف المصريين على خصوصيتهم الفرعونية من غلواء الدعوة للوحدة والقومية العربية ، فسارع وهو القومي العروبي بإعلان احترامه لخصوصيتهم تلك ، وعبر عن ذلك عمليًا بكتابة جزء من أدبه عن التاريخ الفرعوني لمصر كما هو ماثل في مسرحيتيه ( إخناتون ونفرتيتي ) و( الفلاح الفصيح ) .

بل أثبت الحضارمة بأنهم من أكثر الناس تواضعًا وهضمًا لأنفسهم ، حتى إننا قد نجد كتابًا عربًا يردون على نظرائهم من الحضارم في الدفاع عن حضرموت والإشادة بأعلامها ، وسأضرب مثالاً واضحًا ، الحكم العام الذي أطلقه المؤرخ عبد الله السقاف بأن عامة الشعراء الحضرميين " ليسوا من المجيدين غالبًا " ، من ردّ عليه قوله هذا ، إنه الدكتور المصري المعروف شوقي ضيف حين قال بالنص :

" لعل السيد السقاف بالغ في حكمه حين جعله عامًا ومما لا ريب فيه أن بين من ترجم لهم شعراء نابهين يمكن أن يعدوا في رتبة المجيدين " .

الحضارمة ليس لديهم هواية أو مزاج الحديث عن الذات فضلاً عن تعظيمها ، وإنما دفعوا إلى هذا السلوك دفعًا ، دفعهم إليه من لم يفهم طبيعتهم واستغل حسن نيتهم وسلامة طويتهم ، من جيرانهم أو شركائهم في الوطن الذين أسلموا لهم كل شيء ولم يلقوا منهم إلا كل عنت وتنكر واستخفاف .

فإن لم نصرخ اليوم مع الصارخين فمتى ؟

للأ طلاع على التعليقات على الرابط التالي المكلا اليوم - تفاصيل الخبر (http://www.mukallatoday.com/Details.aspx?ID=10536)

المليونير المفلس
05-07-2011, 10:04 AM
صح ذبحونا انصاف المطاوعه والمطوع من اطاع الله وليس من باع عسل اولبس قميص (ثوب)