حد من الوادي
05-08-2011, 02:15 AM
شخصيات حضرمية في سجل التاريخ
المكلا اليوم | القاهرة / كتب: أبوبكر باخطيب2011/5/7
أثناء كتابة مسودة موضوع أوقفني إحساسي وأجبرني على دخول المكلا اليوم لتفقد المواضيع والاطلاع عليها كعادتي اليومية فوجدت مقاله الأستاذ عبدالله بن آل عبدالله فأخذت في قراءة سطوره سطراً سطراً وبعد أن انتهيت منه طبعته للاستمتاع بما يحتويه من عبارات صادقة نابعة من فكر حضرمي تعلم ونشأ في تربة حضرموت وارتشف من ثقافتها وأدابها مما جعله يبدع في تصوراته الأدبية وكأني أمام فنان تشكلي يرسم لوحاته من سهول ووديان وجبال حضرموت تشم في لوحاته تربة الأرض وريحه الأهل والخلان.
ففي كل سطر من سطور مقالته تجد الانتماء الوطني لحضرموت التي مازالت في زاوية الأنطواء الإجباري تترقب شروق شمس الحرية لكي تنهض وتنفض المآسي والأحزان وتقف شامخة كشموخ جبالها وتفتح ذراعيها لأبنائها الأوفياء البارين وتحتضنهم بحنان الأم وتنثر عليهم بعبق رحيقها المعطر ثم تمسح دمعتها على من أنجرف من بعض أبنائها وساروا في ... وأمام أعينهم الجادة وترفع ببصرها إلى من رفع السماء بدون عمد طالبه من المولى الكريم أن يهدى أولادها المنجرفين والذين يتمسكون بجلاليب الأحزاب غير مبالين بها.
لكن على قول المحضار يرحمه الله "إذا قل الوفاء وايش با يبقى مع الإنسان", أن حضرموت أرضاً ووطناً لكل حضرمي سقى بعرقه تربتها وغرس بها شتلة من الشتلات المثمرة سوى كانت نخلة أو شجرة دوم أو أخضر سهولها و/////////////////////////ها .
أن حضرموت كانت في أكمل جمالها حينما كان أبنائها الأبرار المهاجرين في أصقاع الكرة الأرضية يتواصلون معها ويساهمون في تطورها بأفكارهم المتطورة التي استشفوها من دول المهجر, وهنا أذكر بعض من أبناء حضرموت الذين رفضوا المقام في المهجر وعادوا إلى هذه التربة مساهمين في تطورها وأزالة كل رواسب الفقر والجهل ومن هؤلاء أذكر:
السيد أبوبكر بن شيخ الكاف الذي ولد في الثمانينات من القرن التاسع عشر في مدينة سنغافورة وكان والده واسع الثراء ورثها أبنه أبوبكر من بعده ثم أنتقل السيد أبوبكر إلى مدينة تريم وأنغمس في السياسة الاجتماعية والقومية مثل التعليم والصحة والمواصلات وفى الأعمال الخيرية وكان ينفق بسخاء ثم أنتقل إلى سيئون للاستقرار بها وكان يلقب سلطان حضرموت غير المتوج وفي عام 1954م أنعمت عليه ملكة بريطانيا بلقب سير ولقد توفى في عام 1965م عن عمر جاوز الثمانين فقد سخر السيد أبوبكر بن شيخ الكاف كل طاقاته وحبه وكل ممتلكاته لخدمه بلاده وشعبه,وكنمودج للوحدة والتلاحم بين الحضارم وطرح المصالح الشخصية والحساسيات جانباً من اجل الصالح العام لحضرموت وأهلها, فأقام المدارس في كل أنحاء البلاد وتبرع بالصرف عليها رحمه الله بواسع رحمته.
فلم يهمل حضرموت ولم يتركها تعانى الجهل والفقر في زمن الاستعمار البغيض ولم تصدر منه مفردات "ما سيبى وما حولى" فلقد ترك سنغافورة أجمل مدينة في العالم من أجل عيون حضرموت, ولا أنسى السيد عمر بن شيخ الكاف أخ السيد أبوبكر من أبيه, أمه صينية, وهو أصغر أبناء السيد شيخ الكاف والذي استقر في تريم وتوفى بها.
وهناك شخصيات أخرى أمثال الشيخ أحمد محمد بغلف الذي قدم لحضرموت المشاريع الحيوية من توصيل المياه وغيرها من المشاريع.
ولن أنسى المهندس الشيخ عبدالله أحمد بقشان أبن ذاك الأسد الراحل الذي كان يعتبر الأب الروحي للحضارم في المملكة العربية السعودية والذي فتح قلبه قبل باب بيته الكريم لكل حضرمي جاء إلى السعودية للاغتراب والبحث عن لقمة العيش فهذا المهندس لم أتشرف بمقابلته ولكنى تعرفت عليه من خلال الحدث التاريخي الذي جعل حضرموت محط أنظار العالم وهو تتويج مدينة تريم بعاصمة الثقافة الإسلامية فقد كنت متابعاً لهذا الحدث فقد كان خير مرشد سياحي لكل زوار حضرموت من الكتاب والأدباء والمفكرين العرب الذين تعقبوا على زيارة حضرموت بدعوة منه وهذا جهداً يشكر عليه وأنا أعلم علم اليقين أن بداخله انتماء حقيقي وصادق لحضرميته ولأرضه حضرموت.
ومثل هؤلاء هناك من خدم حضرموت من خلال اختصاصهم الأدبية والشعرية أمثال باكثير, والمحضار, وحداد بن حسن, وبن شهاب, وباحريز, وصالح ربيع وهناك المؤرخين أمثال محمد عبدالقادر بامطرف, والحبشى, وغيرهم الكثير الذين لم تسعفني ذاكرتي بذكر أسماءهم ومن عمالقة الفن الذين خدموا حضرموت وأحبوها وهاموا بعشقها رائد الأغنية الحضرمية الراحل محمد جمعة خان وبن هرهرة ودحى وبدوى وأبوبكر سالم بلفقيه وكرامة وبن بريك وغيرهم الكثير والكثير فحضرموت لازالت في رحمها الكثير والكثير من هذه النماذج الصادقة الوفية.
أن حضرموت لم تختل موازينها في يوماً من الأيام إلى يومنا هذا ولن تختل مستقبلاً لأنها حضرموت المحبة والعدل والتآخي فهي مصدر الحنان الإلهي الذي كرمها المولى بذكرها في كتابه الكريم.
حضرموت لم تبغض أو تحقد على أحد من أبنائها منذ أن خلق الله هذا الكون فكيف يسمح بعض ضعفاء النفوس أن يتطاولون على أمهم وتربتهم ويسعون بجرفها إلى الهاوية من خلال معتقدات وأفكار لا معنى لها.
حضرموت تريد أفكاراً تنهض بها في شتى المجالات تريد تنمية حقيقية حضرمية من صنع أبنائها تريد صناعات تطبع عليها صنع في حضرموت تريد مشاركات في المحافل العلمية والمؤتمرات بعلماء من أبنائها لكي يتردد أسمها في هذه المحافل ويتردد أسماء أبنائها حتى يصل البعض منهم إلى أعلى مراتب العلم الحديث والرقى العلمي.
حضرموت تريد شعباً يعتمد على نفسه وهويته وأفكاره دون الاستعانة بأفكار الآخرين تريد سياسة حضرمية خالصة لا تريد سياسة مستوردة بخبراء مستوردين, حضرموت تريد خيراتها لأهلها مصانة من النهب والسلب لا للطامعين والفاسدين لا تريد أن تكون مأجورة لفئة أو مملوكة لفئة أخرى تريد أن تكون مملوكة لكل حضرمي مخلص ووفى لتربتها وللأجيال القادمة حتى لا تسمع ألفاظ التجريح واللعنات من هؤلاء الأجيال على السابقين.
دعونا نتحد ونتكاتف ونشد الهمة ونعتمد على توكلنا على المولى عز وجل ونمضى في سبيل تحقيق أحلام حضرموت حتى نترك بصمات وبصمات من التقدم والازدهار لجيل الغد.
المكلا اليوم | القاهرة / كتب: أبوبكر باخطيب2011/5/7
أثناء كتابة مسودة موضوع أوقفني إحساسي وأجبرني على دخول المكلا اليوم لتفقد المواضيع والاطلاع عليها كعادتي اليومية فوجدت مقاله الأستاذ عبدالله بن آل عبدالله فأخذت في قراءة سطوره سطراً سطراً وبعد أن انتهيت منه طبعته للاستمتاع بما يحتويه من عبارات صادقة نابعة من فكر حضرمي تعلم ونشأ في تربة حضرموت وارتشف من ثقافتها وأدابها مما جعله يبدع في تصوراته الأدبية وكأني أمام فنان تشكلي يرسم لوحاته من سهول ووديان وجبال حضرموت تشم في لوحاته تربة الأرض وريحه الأهل والخلان.
ففي كل سطر من سطور مقالته تجد الانتماء الوطني لحضرموت التي مازالت في زاوية الأنطواء الإجباري تترقب شروق شمس الحرية لكي تنهض وتنفض المآسي والأحزان وتقف شامخة كشموخ جبالها وتفتح ذراعيها لأبنائها الأوفياء البارين وتحتضنهم بحنان الأم وتنثر عليهم بعبق رحيقها المعطر ثم تمسح دمعتها على من أنجرف من بعض أبنائها وساروا في ... وأمام أعينهم الجادة وترفع ببصرها إلى من رفع السماء بدون عمد طالبه من المولى الكريم أن يهدى أولادها المنجرفين والذين يتمسكون بجلاليب الأحزاب غير مبالين بها.
لكن على قول المحضار يرحمه الله "إذا قل الوفاء وايش با يبقى مع الإنسان", أن حضرموت أرضاً ووطناً لكل حضرمي سقى بعرقه تربتها وغرس بها شتلة من الشتلات المثمرة سوى كانت نخلة أو شجرة دوم أو أخضر سهولها و/////////////////////////ها .
أن حضرموت كانت في أكمل جمالها حينما كان أبنائها الأبرار المهاجرين في أصقاع الكرة الأرضية يتواصلون معها ويساهمون في تطورها بأفكارهم المتطورة التي استشفوها من دول المهجر, وهنا أذكر بعض من أبناء حضرموت الذين رفضوا المقام في المهجر وعادوا إلى هذه التربة مساهمين في تطورها وأزالة كل رواسب الفقر والجهل ومن هؤلاء أذكر:
السيد أبوبكر بن شيخ الكاف الذي ولد في الثمانينات من القرن التاسع عشر في مدينة سنغافورة وكان والده واسع الثراء ورثها أبنه أبوبكر من بعده ثم أنتقل السيد أبوبكر إلى مدينة تريم وأنغمس في السياسة الاجتماعية والقومية مثل التعليم والصحة والمواصلات وفى الأعمال الخيرية وكان ينفق بسخاء ثم أنتقل إلى سيئون للاستقرار بها وكان يلقب سلطان حضرموت غير المتوج وفي عام 1954م أنعمت عليه ملكة بريطانيا بلقب سير ولقد توفى في عام 1965م عن عمر جاوز الثمانين فقد سخر السيد أبوبكر بن شيخ الكاف كل طاقاته وحبه وكل ممتلكاته لخدمه بلاده وشعبه,وكنمودج للوحدة والتلاحم بين الحضارم وطرح المصالح الشخصية والحساسيات جانباً من اجل الصالح العام لحضرموت وأهلها, فأقام المدارس في كل أنحاء البلاد وتبرع بالصرف عليها رحمه الله بواسع رحمته.
فلم يهمل حضرموت ولم يتركها تعانى الجهل والفقر في زمن الاستعمار البغيض ولم تصدر منه مفردات "ما سيبى وما حولى" فلقد ترك سنغافورة أجمل مدينة في العالم من أجل عيون حضرموت, ولا أنسى السيد عمر بن شيخ الكاف أخ السيد أبوبكر من أبيه, أمه صينية, وهو أصغر أبناء السيد شيخ الكاف والذي استقر في تريم وتوفى بها.
وهناك شخصيات أخرى أمثال الشيخ أحمد محمد بغلف الذي قدم لحضرموت المشاريع الحيوية من توصيل المياه وغيرها من المشاريع.
ولن أنسى المهندس الشيخ عبدالله أحمد بقشان أبن ذاك الأسد الراحل الذي كان يعتبر الأب الروحي للحضارم في المملكة العربية السعودية والذي فتح قلبه قبل باب بيته الكريم لكل حضرمي جاء إلى السعودية للاغتراب والبحث عن لقمة العيش فهذا المهندس لم أتشرف بمقابلته ولكنى تعرفت عليه من خلال الحدث التاريخي الذي جعل حضرموت محط أنظار العالم وهو تتويج مدينة تريم بعاصمة الثقافة الإسلامية فقد كنت متابعاً لهذا الحدث فقد كان خير مرشد سياحي لكل زوار حضرموت من الكتاب والأدباء والمفكرين العرب الذين تعقبوا على زيارة حضرموت بدعوة منه وهذا جهداً يشكر عليه وأنا أعلم علم اليقين أن بداخله انتماء حقيقي وصادق لحضرميته ولأرضه حضرموت.
ومثل هؤلاء هناك من خدم حضرموت من خلال اختصاصهم الأدبية والشعرية أمثال باكثير, والمحضار, وحداد بن حسن, وبن شهاب, وباحريز, وصالح ربيع وهناك المؤرخين أمثال محمد عبدالقادر بامطرف, والحبشى, وغيرهم الكثير الذين لم تسعفني ذاكرتي بذكر أسماءهم ومن عمالقة الفن الذين خدموا حضرموت وأحبوها وهاموا بعشقها رائد الأغنية الحضرمية الراحل محمد جمعة خان وبن هرهرة ودحى وبدوى وأبوبكر سالم بلفقيه وكرامة وبن بريك وغيرهم الكثير والكثير فحضرموت لازالت في رحمها الكثير والكثير من هذه النماذج الصادقة الوفية.
أن حضرموت لم تختل موازينها في يوماً من الأيام إلى يومنا هذا ولن تختل مستقبلاً لأنها حضرموت المحبة والعدل والتآخي فهي مصدر الحنان الإلهي الذي كرمها المولى بذكرها في كتابه الكريم.
حضرموت لم تبغض أو تحقد على أحد من أبنائها منذ أن خلق الله هذا الكون فكيف يسمح بعض ضعفاء النفوس أن يتطاولون على أمهم وتربتهم ويسعون بجرفها إلى الهاوية من خلال معتقدات وأفكار لا معنى لها.
حضرموت تريد أفكاراً تنهض بها في شتى المجالات تريد تنمية حقيقية حضرمية من صنع أبنائها تريد صناعات تطبع عليها صنع في حضرموت تريد مشاركات في المحافل العلمية والمؤتمرات بعلماء من أبنائها لكي يتردد أسمها في هذه المحافل ويتردد أسماء أبنائها حتى يصل البعض منهم إلى أعلى مراتب العلم الحديث والرقى العلمي.
حضرموت تريد شعباً يعتمد على نفسه وهويته وأفكاره دون الاستعانة بأفكار الآخرين تريد سياسة حضرمية خالصة لا تريد سياسة مستوردة بخبراء مستوردين, حضرموت تريد خيراتها لأهلها مصانة من النهب والسلب لا للطامعين والفاسدين لا تريد أن تكون مأجورة لفئة أو مملوكة لفئة أخرى تريد أن تكون مملوكة لكل حضرمي مخلص ووفى لتربتها وللأجيال القادمة حتى لا تسمع ألفاظ التجريح واللعنات من هؤلاء الأجيال على السابقين.
دعونا نتحد ونتكاتف ونشد الهمة ونعتمد على توكلنا على المولى عز وجل ونمضى في سبيل تحقيق أحلام حضرموت حتى نترك بصمات وبصمات من التقدم والازدهار لجيل الغد.