حد من الوادي
05-22-2011, 02:44 AM
الفيدرالية حل منقوص لقضية الجنوب
بواسطة: ابو معتز القسيمي
بتاريخ : السبت 21-05-2011 07:38 مساء
شبكة الطيف - بقلم : عمر أمذيب
في مقارنة لحراك الجنوب السلمي مع حركة الاحتجاج السلمي المنتصرة في تونس ومصر نجد أن أربعة أسابيع من نزول الجمهور التونسي للشارع كانت كافية لاسقاط أعتى أنظمة الحكم العربي وأكثرها بوليسية وقمعاً وثمانية عشر يوماً كانت كافية لتخلي حسني مبارك عن سلطته وهو يمثل أهم حلفاء أمريكا واسرائيل في المنطقة.
حراك الجنوب السلمي تجاوز نضاله السنوات الأربع وهي مدة قد لاتكون طويلة لتحقيق أهداف الحراك في الاستقلال والتحرير من نظام سياسي يعتبر الأكثر تخلفاً بين الأنظمة العربية ومن أكثرها استبداداً وقهراً لارادة شعبه. أربع سنوات ليست مدة طويلة ولكنها خمسين مرة أطول من المدة التي كانت كافية في تونس لتحقيق الأمل وسقوط الطاغية، وثمانين مرة أطول في حالة مصر.
الأمر في اعتقادنا لا يرتبط بعدالة قضية شعب الجنوب ولا بشجاعة وبسالة نساء ورجال الجنوب الذي شمروا السواعد وقالوا للطاغية لا وألف لا، شباب لايملكوا قوت يومهم خرجوا بصدور عارية ليسجلوا أسمى معاني النضال وأعلى صور التضحية التي تجعلنا وأحرار العالم نخجل أمامها.
الفرق الجوهري في اعتقادنا هو وجود خلل في كفاءة القيادات التأريخية للجنوب وافتقارها لرؤية ثابتة تتواءم مع تطلعات شعب الجنوب وترتقي لمستوى تضحياته.
لا نختلف مع أحد أن لقاء القاهرة الأخير لبعض القيادات الجنوبية في الداخل والخارج كان خطوة صائبة وضرورية للم الشمل الجنوبي ومناقشة همومه ووضع تصور لكيفية الحل العادل لقضيته. الإختلاف يكمن في ما
تمخض عنه هذا اللقاء من تحديد رؤية جاءت أقل من متطلبات شعب الجنوب وتطلعاته في الإستقلال والحرية.
دولة الأستاذ العطاس يقول أن شعب الجنوب لا يمكن أن يقبل بأقل من فيدرالية بين أقليمين حلاً لقضيته. فإذا كانت الفيدرالية هي الحد الأدنى لمطالب شعب الجنوبي في نظر دولة الأستاذ العطاس، فلماذا تبنى لقاء القاهرة الفيدرالية كأعلى سقف لرؤية القيادات التاريخية في حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضي غالبية الشعب الجنوبي؟
الشارع الجنوبي وقياداته منقسمة في رؤيتها إلى قسمين مداها الأعلى فك الإرتباط وأدناها البقاء في دولة موحدة لا مركزية بحكم محلي واسع الصلاحيات أو سمها فيدرالية بإقليمين أو أكثر. وهذا هو جوهر الاختلاف الذي يجب على الجميع احترامه ويجب على القيادات الجنوبية الداعية لفك الارتباط أو تلك التي ترى الفيدرالية حلاً عادلاً أن تنصت لمطالب الشارع الجنوبي ولا تقفز عليها، وأي مقترح لحل يتجاوز إشراك الجنوبيين في وضع ملامحه هو حل منقوص ومصيره الفشل. فلا وصاية على شعب بزّ قيادته وعياً ووضوح رؤية وشجاعة وفرض قضيته على أرض الواقع ، وقدم دماءً زكية وأرواحاً طاهرة من خيرة شبابه.
وعليه فإن الدعوة لفك الارتباط هي دعوة في نظر البعض غير قابلة للتطبيق وليس لها آلية واضحة وفي المقابل فإن الدعوة لفيدرالية هي أيضاً غير قابلة للتحقيق لأنها تشكل حلاً منقوصاً لا يحترم نضالات شعب الجنوب ولا يرتقي لمستوى تطلعاته المشروعة.
إن مطلب كل جنوبي هو التحرر من هذا النظام المتخلف الجاثم على صدورنا والذي يحمل مشروعاَ متخلفاَ يكرس القبلية واللادولة والتمييز ونهب الثروات وطمس هوية الجنوب الحضارية، نظام يستصغر كل نضالات شعبنا الجنوبي السابقة وكل انجازاته وتاريخه.
فإذا كانت وحدة القيادات الجنوبية مستحيلة في الوقت الراهن فمن باب أولى الدعوة لوضع رؤية موحدة تتضمن إشراك شعب الجنوبي في صياغة ملامح مستقبله. والقيادة القادرة على إحداث التغيير المطلوب هي ضرورة قصوى تتطلبها المرحلة ولا تقبل التسويف أو التنظير الذي لا مجال له هنا. وإذا تعذر على قياداتنا أن توحد الرؤية لحل قضيتنا بشكل عادل ومنصف فعليها من باب أولى ترك الساحة لمن يستطيع العمل الموحد والمنظم.
الأمر لا يقبل أي تسويف أو تراخي أو تراجع أو وضع شروط وتردد ووضع حسابات بغرض الحصول على مصالح شخصية، الأمر جاد وجلل ويريد وقفة ترتفع فوق أي اعتبار شخصي لأن مستقبل الجنوب وشعبه على المحك، والتاريخ أعمى لا يرحم.
أكاديمي يمني – مقيم في كندا
بواسطة: ابو معتز القسيمي
بتاريخ : السبت 21-05-2011 07:38 مساء
شبكة الطيف - بقلم : عمر أمذيب
في مقارنة لحراك الجنوب السلمي مع حركة الاحتجاج السلمي المنتصرة في تونس ومصر نجد أن أربعة أسابيع من نزول الجمهور التونسي للشارع كانت كافية لاسقاط أعتى أنظمة الحكم العربي وأكثرها بوليسية وقمعاً وثمانية عشر يوماً كانت كافية لتخلي حسني مبارك عن سلطته وهو يمثل أهم حلفاء أمريكا واسرائيل في المنطقة.
حراك الجنوب السلمي تجاوز نضاله السنوات الأربع وهي مدة قد لاتكون طويلة لتحقيق أهداف الحراك في الاستقلال والتحرير من نظام سياسي يعتبر الأكثر تخلفاً بين الأنظمة العربية ومن أكثرها استبداداً وقهراً لارادة شعبه. أربع سنوات ليست مدة طويلة ولكنها خمسين مرة أطول من المدة التي كانت كافية في تونس لتحقيق الأمل وسقوط الطاغية، وثمانين مرة أطول في حالة مصر.
الأمر في اعتقادنا لا يرتبط بعدالة قضية شعب الجنوب ولا بشجاعة وبسالة نساء ورجال الجنوب الذي شمروا السواعد وقالوا للطاغية لا وألف لا، شباب لايملكوا قوت يومهم خرجوا بصدور عارية ليسجلوا أسمى معاني النضال وأعلى صور التضحية التي تجعلنا وأحرار العالم نخجل أمامها.
الفرق الجوهري في اعتقادنا هو وجود خلل في كفاءة القيادات التأريخية للجنوب وافتقارها لرؤية ثابتة تتواءم مع تطلعات شعب الجنوب وترتقي لمستوى تضحياته.
لا نختلف مع أحد أن لقاء القاهرة الأخير لبعض القيادات الجنوبية في الداخل والخارج كان خطوة صائبة وضرورية للم الشمل الجنوبي ومناقشة همومه ووضع تصور لكيفية الحل العادل لقضيته. الإختلاف يكمن في ما
تمخض عنه هذا اللقاء من تحديد رؤية جاءت أقل من متطلبات شعب الجنوب وتطلعاته في الإستقلال والحرية.
دولة الأستاذ العطاس يقول أن شعب الجنوب لا يمكن أن يقبل بأقل من فيدرالية بين أقليمين حلاً لقضيته. فإذا كانت الفيدرالية هي الحد الأدنى لمطالب شعب الجنوبي في نظر دولة الأستاذ العطاس، فلماذا تبنى لقاء القاهرة الفيدرالية كأعلى سقف لرؤية القيادات التاريخية في حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضي غالبية الشعب الجنوبي؟
الشارع الجنوبي وقياداته منقسمة في رؤيتها إلى قسمين مداها الأعلى فك الإرتباط وأدناها البقاء في دولة موحدة لا مركزية بحكم محلي واسع الصلاحيات أو سمها فيدرالية بإقليمين أو أكثر. وهذا هو جوهر الاختلاف الذي يجب على الجميع احترامه ويجب على القيادات الجنوبية الداعية لفك الارتباط أو تلك التي ترى الفيدرالية حلاً عادلاً أن تنصت لمطالب الشارع الجنوبي ولا تقفز عليها، وأي مقترح لحل يتجاوز إشراك الجنوبيين في وضع ملامحه هو حل منقوص ومصيره الفشل. فلا وصاية على شعب بزّ قيادته وعياً ووضوح رؤية وشجاعة وفرض قضيته على أرض الواقع ، وقدم دماءً زكية وأرواحاً طاهرة من خيرة شبابه.
وعليه فإن الدعوة لفك الارتباط هي دعوة في نظر البعض غير قابلة للتطبيق وليس لها آلية واضحة وفي المقابل فإن الدعوة لفيدرالية هي أيضاً غير قابلة للتحقيق لأنها تشكل حلاً منقوصاً لا يحترم نضالات شعب الجنوب ولا يرتقي لمستوى تطلعاته المشروعة.
إن مطلب كل جنوبي هو التحرر من هذا النظام المتخلف الجاثم على صدورنا والذي يحمل مشروعاَ متخلفاَ يكرس القبلية واللادولة والتمييز ونهب الثروات وطمس هوية الجنوب الحضارية، نظام يستصغر كل نضالات شعبنا الجنوبي السابقة وكل انجازاته وتاريخه.
فإذا كانت وحدة القيادات الجنوبية مستحيلة في الوقت الراهن فمن باب أولى الدعوة لوضع رؤية موحدة تتضمن إشراك شعب الجنوبي في صياغة ملامح مستقبله. والقيادة القادرة على إحداث التغيير المطلوب هي ضرورة قصوى تتطلبها المرحلة ولا تقبل التسويف أو التنظير الذي لا مجال له هنا. وإذا تعذر على قياداتنا أن توحد الرؤية لحل قضيتنا بشكل عادل ومنصف فعليها من باب أولى ترك الساحة لمن يستطيع العمل الموحد والمنظم.
الأمر لا يقبل أي تسويف أو تراخي أو تراجع أو وضع شروط وتردد ووضع حسابات بغرض الحصول على مصالح شخصية، الأمر جاد وجلل ويريد وقفة ترتفع فوق أي اعتبار شخصي لأن مستقبل الجنوب وشعبه على المحك، والتاريخ أعمى لا يرحم.
أكاديمي يمني – مقيم في كندا