المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخاطر سيطرة القاعدة على أبين خاصرة ( الجنوب)


حد من الوادي
05-30-2011, 02:16 AM
مخاطر سيطرة القاعدة على أبين خاصرة (الجنوب)

المكلا اليوم / عوض كشميم‏ 29/5/2011

دون ادنى شك الكل ضد ضرب المدنيين، وضد توسع وسيطرة جيوب القاعدة في اية بقعة جغرافية في اليمن عامة فما بالك أن تمد انفاسها في محافظة ابين خاصرة الجنوب كما وصفها البريطانيون وهي بالفعل تشكل منطقة القلب ترتبط بمحافظات :عدن وشبوة وحضرموت ،اضافة الى قربها من الساحل (بحر العرب وخليج عدن) .


لقد تجذر نشاط القاعدة والقوى الجهادية في تضاريس وسهول مناطق ابين منذ مابعد حرب صيف 1994م التي اسقطت الطرف الجنوبي وازاحته من الشراكه في مشروع دولة الوحدة وكانت هذه القوى الجهادية طرفا رئيسيا وفعالا من خلال مشاركتها في الحرب والحسم لصالح نظام صنعاء،وبالفعل استفادت الى حد كبير من مشاركة عناصرها في اجهزة الأمن وتحصلت على مصالح ونفوذ استطاعت خلال تلك الفترة ان تبني نفوذها المادي والعسكري والمالي ان تعزز قدرتها العسكرية والبشرية مستغلة هشاشة الظروف الأمنية وكثير من التسهيلات التي تعطى لها في اطار معادلات التقلبات المحلية والأقليمية وقدرة النظام في توظيف هذه الورقة على الصعيدين الاقليمي والدولي .

شهدت أبين الجريحة مواجهات عسكرية مع هذه العناصر منذ حرب جبال حطاط في 2003م لكنها لم تحسم بل تنتهي بشيء من التوافقات بين الطرفين ويبرز العامل الرئيس في التمدد الأفقي بيئة الواقع الأجتماعي الفقير وموروث التخلف والفقر الذي يعاني منه السكان المحليين وقد استغلت اطراف القاعدة والقوى الجهادية خصوبة هذه البيئة لتنتعش في توجيه هذا المناخ في ظل غياب قيمة مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة ،وماحصل في المعجلة والمداهمات والحملات العسكرية بين الحين والاخر على امتداد مناطق ابين والمؤسف له تعود هذه المسرحية من جديد ونفاجأ ان جيوب وعناصر القاعدة لم يتم القضاء عليها \، من يقف وراءها ومن ينفذها ؟ ثم اين تتركز التكوينات الاجتماعية المناصرة للحراك على امتداد جغرافيا المحافظات التي كانت على الضد في حرب صيف 1994م ؟فاذا وصل الامر بجيوب بالقاعدة الاستيطان في قلب الجبال الجنوبية وتوسع لعناصرها ذات الامتدادات الاقليمية في الجغرافيا الجنوبية وجهاز الحراك والواجهات الأجتماعية والقوى السياسية الأخرى تجهل مايدور ولا تستطيع رصد تحركاتها التي وصلت الى تاسيس معسكرات تدريب وبناء قدرة دفاعية وانشاء وحدة اتصالات فعلى الدنيا السلام .

معطيات الظرف السياسي الحالي التي تشهده اليمن وسط انقسام حاد في المؤسسة العسكرية والسياسية لبنية النظام ننستغرب غياب مكونات أبين ذات الثقل الأجتماعي وكذلك قوى الحراك الذين يطالبون بموقف متقدم من التعاطف الدولي في اطار قضيتهم الجنوبية العادلة ، واذا اصر الحراك بخطابه السياسي إدارة للازمة السياسية وعشوائيته التنظيمية تجاهل تنظيف ادغال مربعات الجنوب من معوقات التعاطف الدولي (جينات وذيول القاعدة) من المؤكد سقوط مشروعية الورقة الاخلاقية للقضية الجنوبية في الداخل بين جبال (تورا بورا الجنوبية) حطاط والمحفد فلابد من توجيه العمل لصالح الرؤى الاستراتيجية في اطار مشروع سياسي تجمع عليه كافة الأطراف الجنوبية بعيدا عن التضارب الجنوبي الجنوبي مع مراعاة المصالح الأقليمية والدولية ،لا لعمل شلل محبطة ناقمة تجر شعب وثروة وهوية نحو الانتحار ، ثمة مصالح يجب أن تعبر عنها السياسة للفعل الايجابي من اجل الانسان الجنوبي عامة وليس للتعبير عن شبكة مصالح فئوية مترابطة من المهرة الى الضالع انا شخصيا ضد القاعدة والعالم الحر والراي العام الدولي يقف على النقيض من سيطرة القاعدة وعناصرها فلا يهمه من بعيد او قريب لو حتى أبيد شعب الجنوب بالمقابل تصفية تواجد اوكار القاعدة .. سيقول مزيدا من النجاحات النوعية لضرب الخطر العالمي في سبيل الحفاظ على المصالح الدولية فدعونا نبني وطنا خال من الأرهاب .

الصراع المسلح الدائر في أبين وسقوط عاصمة المحافظة بيد الجماعات المسلحة الذي تواجهه عمليات عسكرية من قبل الجيش ربما ينذر بتوسع النار الى المحيط المجاور وسط فوضى عارمة ومواجهات مشابهة في العاصمة صنعاء من المرجح أن تنتقل شرارة الحرب في اقرب المحافظات المجاوره وهي شبوه التي لا تقل في تفاعلها من حيث السلاح والبارود عن أبين ناهيك عن تفشي روائح الدم فالمعادلة قابلة للتحولات المفاجئة وقد تسقط في اقرب هزة بيد القبائل المسلحة اذا لم نقل عناصر القاعدة المحتمل دعمها للبيئة المقابلة لها في سلسلة ترابطها على امتداد جبال الكور ليس من السهولة الأستهانة بالقوة التي تشكلها خلايا القاعدة وتحالفاتها الأجتماعية والأيدلوجية وتاثيرها على خلط الأوراق في الحاضر الجنوبي اليمني وقدرتها على التحرك في ظل هذه الأضطرابات وغياب الأستقرار الأمني ، لسنا بصدد تضخيم هذا الخطر ولكنه واقع ومخاوف ينبغي التنبه له في سياق هذه المنزلقات وهشاشة المشهد الذي لا يقل شانا على مانشاهده في الصومال وتحديدا مقديشو العاصمة الصومالية ، أن الحاضن الوحيد للحفاظ على تماسك اليمن لمواجهة الفوضى هي تماسك الجبهة العريضة لقوى الثورة الشبابية وتأكيد سلميتها رغم المخاطر المحيطة بها .