المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون يحثون المعارضة على عدم تشكيل حكومة مؤقتة قبل تنحي صالح


حد من الوادي
06-07-2011, 01:44 AM
دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون يحثون المعارضة على عدم تشكيل حكومة مؤقتة قبل تنحي صالح رسمياً

المصدر أونلاين - صنعاء

أطلق بعض اليمنيين يوم الأحد الماضي الألعاب النارية ورقصوا في الشوارع احتفالاً بنهاية حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممكنة، في وقت سارع فيه ساسة المعارضة ودبلوماسيوها لوضع مخطط يروم وقف صراع عنيف ومتواصل على السلطة. غير أن مشاعر الفرح التي خيمت على العاصمة صنعاء سرعان ما خفت وانحسرت عقب اندلاع اشتباكات جديدة في مدينة تعز الواقعة في الجنوب، وكذلك جراء حزمة من الأسئلة التي ما زالت بدون جواب بشأن الكيفية التي سيحدث بها تغير في النظام، وما إن كان سيحدث أصلاً. فقد أفاد سكان في صنعاء بسماع صوت انفجارات قوية وإطلاق نار مستمر ليلة الأحد، غير أنه لم تتوفر معلومات كافية بخصوص تفاصيل أو خلفيات أعمال العنف. وكان صالح قد تخلى مؤقتاً عن السلطة لنائبه ليلة السبت قبل أن يسافر إلى السعودية من أجل إجراء عملية جراحية، وذلك بعد يوم واحد من إصابته بجروح في ضربة بواسطة قذيفة تعرض لها قصره. وكان صالح، الذي يعد حليفاً مهمّاً للولايات المتحدة في جهود محاربة "القاعدة"، قد كافح خلال الأشهر الأخيرة للصمود في وجه انتفاضة يقودها الشباب، فأطلق عمليات أسفرت عن مقتل عدد من اليمنيين ودفعت حلفاء غربيين وقبائل نافذة للانقلاب عليه.


وفي اجتماعات يوم الأحد الماضي، حث دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون، من بينهم السفير الأميركي جيرالد فيرشتاين، ساسة المعارضة على الامتناع عن تشكيل لجان حكومة مؤقتة قبل تنحي صالح رسميّاً عن السلطة، وذلك خشية أن تثير خطوة من هذا القبيل ردّاً عنيفاً، مثلما قال أحد زعماء المعارضة الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه.



وقد أحيت مغادرة صالح المفاجئة الآمال بين دبلوماسيين وزعماء من المعارضة في إمكانية أن يقتنع الرئيس البالغ من العمر 65 عاماً أخيراً بالتخلي عن السلطة وفق بنود المبادرة الخليجية التي تصدرت جهود إنهاء الأزمة الشهر الماضي.



وكان مسؤولون كبار في الحزب الحاكم وأحزاب "اللقاء المشترك"، التي تشكل المعارضة، قد قاموا بتوقيع ذلك الاتفاق؛ إلا أن صالحاً تراجع عنه في اللحظة الأخيرة، علماً بأنه كان سيمنحه الحصانة من المتابعة القضائية شريطة أن يتنحَّى عن السلطة بسرعة.


وفي هذا السياق، يقول محمد قحطان، المتحدث باسم ائتلاف المعارضة: "إن الكرة الآن في ميدانهم"، في إشارة إلى الرئيس وأقاربه الذين يقودون قوات النخبة العسكرية، مضيفاً أن "السؤال هو ما إن كانوا سيقبلون بانتقال السلطة وفق ما ينص عليه الدستور"، والاتفاق الذي رعته دول الخليج العربي.



وقالت متحدثة باسم السفارة الأميركية في صنعاء يوم الأحد الماضي إنها لا تستطيع مناقشة فحوى اجتماعات فيرشتاين، ولكنها أوضحت أن الولايات المتحدة ما زالت تحاول حث حليفها السابق على التنحي عن السلطة، موضحة أن: "السفير يواصل الالتقاء مع كل الأطراف في محاولة للتوصل إلى عملية انتقالية سلمية".



وفي غضون ذلك، سعى مسؤولون يمنيون إلى وصف رحلة الرئيس باعتبارها مجرد غياب قصير. وفي هذا السياق، أصدرت وكالة الأنباء التي تديرها الدولة بياناً يوم الأحد الماضي يشير إلى أن أقارب صالح لم يرافقوه إلى السعودية -في محاولة على ما يبدو للإشارة إلى أن عهد صالح لم ينتهِ بعد.



يذكر هنا أن أقارب صالح لعبوا دوراً مهمّاً في الاشتباكات الأخيرة مع مليشيات قبلية قوية يتزعمها صادق الأحمر، انقلبت على الحكومة بعد استعمال قوات الأمن القوة القاتلة ضد محتجين غير مسلحين الشهر الماضي. وقد حمَّل صالح آل الأحمر مسؤولية الهجوم على قصره، ويبدو أنه وجه تعليمات للقوات الحكومية بالرد عبر إطلاق هجوم بالمدفعية لأيام على منازلهم في صنعاء.



وفي هذا السياق، تقول سارة فيليبس، الخبيرة في شؤون اليمن بجامعة سيدني، يوم الأحد: "إن العداء بين آل الأحمر وآل صالح ازداد سوءاً خلال العشر سنوات الماضية"، مضيفة "وأتصور أن أبناء (صالح) وأبناء عمومته سيريدون الثأر". ومن بين الأسئلة المهمة الأخرى التي لم تجد جواباً بعد سؤال يتعلق بالكيفية التي ستستعمل بها السعودية نفوذها الكبير -الآن في وقت يوجد فيه صالح في المملكة- في محاولة للدفع باتفاق انتقال للسلطة إلى الأمام. غير أن المملكة يبدو أنها قد أدارت ظهرها لصالح خلال الأشهر الأخيرة في وقت أصبح فيه من الواضح بشكل متزايد أن رفضه الاستقالة يهدد بإغراق اليمن، الذي يعد أصلاً معقلاً لبعض الإرهابيين الأصوليين، في الفوضى وغياب القانون.



وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول كينيث كاتزمان، الخبير في الشرق الأوسط بمركز البحوث التابع للكونجرس الأميركي: "إن عدم الاستقرار يميل عادة إلى التمدد والانتشار. ولذلك، فإن السعوديين يرغبون أولاً وقبل كل شيء في الاستقرار". بيد أن إمكانية تحول اليمن إلى بلد ديمقراطي من المرجح أن يجعل بعض المسؤولين في الفضاء الإقليمي غير مرتاحين على اعتبار أن الإصلاحات الديمقراطية يمكن أن تشكل ضغطاً على دول إقليمية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، كما يرى بعض المحللين، حيث تقول سارة فيليبس، المذكورة سابقاً: "إنهم لا يرغبون في رؤية تغير في النظام في اليمن". وحتى في الوقت الذي كان فيه القتال في العاصمة والجنوب متواصلاً، فإن كثيرين كانوا ينظرون إلى نهار الأحد الماضي باعتباره يوم نهاية حكم صالح الذي بدأ قبل 33 عاماً. وفي هذا السياق، قالت فاطمة أحمد، وهي امرأة في الثانية والسبعين، وهي تفتح مظلتها لتقي نفسها من أشعة الشمس الحارقة: "لقد انتهى الكابوس... لقد وُلد الشعب اليمني من جديد!".



أرنستو لندونو - القاهرة

*عن جريدة الاتحاد الاماراتيه نشرته بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»

*العنوان الأصلي للمادة: اليمن: استمرار الأزمة بنهايات مفتوحة!