حد من الوادي
06-23-2011, 02:40 AM
حضرموت التي نريد 6/22/2011 حسن الجريري
أجمع المؤرخون الذين كتبوا عن إقليم حضرموت ومناطق جنوب اليمن وشرقه في الفترة ما بين القرن السادس عشر إلى القرن العشرين بأن هذا الجزء من اليمن أومن شبه الجزيرة العربية لم يشهد استقرارا سياسياً أو اجتماعياً ولم يتم قيام دولة تضمن للشعب حداً مقبولاً من الحرية والكرامة الإنسانية والحقوق السياسية والاجتماعية كلنا شهود على ما حل بحضرموت في دولة الوحدة الاندماجية مع الشمال 90-2011م، وكثير منا لازال يتذكر سوء الأوضاع أيام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 67-90م فإقليم حضرموت وبما لا يتناسب مع مساحته وثرواته الطبيعية وعدد سكانه وطبيعة مجتمعه المدني تعرض للتهميش والإقصاء والحرمان من قبل كل الدول في الفترات السابقة ففي دولة الجنوب على سبيل المثال في مجال التعليم الجامعي تم افتتاح كلية التربية - المكلا بشهادة دبلوم في وضع مشابه لمنطقة صبر وشبوه، أما في دولة الجمهورية اليمنية فقد نهبت حضرموت بالجملة وتم العبث بكل مقدراتها بشكل شبه كامل.
لقد وفرت ثورة الشباب السلمية فرصة تاريخية لتضع الجميع على المحك والسؤال المطروح هو هل ننجح في إيجاد وضع مناسب لإقليم حضرموت في ضوء الاستفادة من التجارب السابقة المريرة، وفي ظل تحولات العصر، أم أننا سنكرر الأخطاءات التاريخية ونسيء التقاط الفرصة التاريخية التي ولدتها ثورة الشباب لتعصف بنا الأحداث كما عصفت بأسلافنا لا سيما وقد ظهرت على السطح بعض السلوكيات السلبية تمثلت في الضيق بالآخر، والتصدعات والانشقاقات ونحن لا زلنا في ميدان الكفاح وتحف بنا المحن من كل جانب, وكيف سيكون حالنا إذا انتقلنا إلى مربع المنح وموقع القرار ؟ هناك بالتأكيد مبشرات ناتجة عن سعي الرجال المخلصين الأوفياء لهذه المحافظة لكنها قد لا تكتمل إذا لم يتم احتواء المظاهر السلبية التي تشوه ميدان الكفاح, وهنا لا بد من توضيح الآتي:
من المهم أن نتعامل مع حضرموت في منأى عن الارتباطات السابقة "الجنوب العربي 59-67م، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 67-90م، الجمهورية اليمنية 90-2011م" ذلك أن تلك الفترات محل نظر ولا تشدنا إليها أي ذكريات جميلة, علينا أن نتحرر من الماضي بكل تبعاته ومن أسر هذه الدول، وأن نعتبر عام 2011م هو نقطة الصفر التي ننطلق منها لإيجاد وضع أفضل لإقليم حضرموت.
لا معنى للحديث عن هوية واحدة لشعوب مناطق جنوب اليمن فالهوية الإنسانية لا تتعدى الفرد الواحد الذي منحه الله هوية فريدة لا يشاركه فيها أحد من بني البشر والحديث عن هوية واحدة لشعوب جنوب اليمن وشرقه هي مجرد خدعة تشمل تلك التي تم ترويجها قبل الوحدة حول واحدية شعبي الجنوب والشمال.
الرؤى التي تم طرحها خاصة التي تناولت خيار الفدرالية هي محمودة من حيث أنها واقعية إلى حد كبير، وغير محمودة في إنها غير مسترشدة بخلفية علمية حول الفيدرالية وفلسفة تحديد أقاليم البلد في الدول الفيدرالية، ومن عيوب هذه الرؤى أنها مأسورة بالماضي إضافة إلى أن الحلول المقترحة عن طريق هذه الرؤى غير منسجمة مع حلول لمشاكل اليمن كآفة فهي مقتصرة على جزء من هذا البلد، ولا يمكن أن ننعم بالاستقرار وحولنا عالم مضطرب ولا يجوز أن نفصل بين مشاكل اليمن.
إن ثورة الشباب السلمية الرامية إلى اسقاط نظام صالح الاستبدادي العائلي المتخلف هي ثورتنا لكن لماذا لم يحتشد المجتمع الحضرمي في ساحة التغيير ؟ إن مجتمع حضرموت قادر على الحضور بقوة في ساحات التغيير لو أراد لكنه فضل غير ذلك عن قصد في نظري هذا تصرف غير موفق ويعكس اختلاف شاسع بين ساحات التغيير في مناطق اليمن المختلفة وهذا التباين بالتأكيد يغري القوى الإقليمية خاصة السعودية والقوى الدولية المتمثلة في أمريكا وبريطانيا لتنفيذ مخططات قذرة في اليمن إن تفاعلتنا غير المكتمل تجاه ثورة الشباب سيدفع القوى الخارجية إلى ابتزاز الثورة وإذا ما تم هذا السيناريو الخطير هل سننجو ؟ وهل سننعم بدولة في حضرموت أو في الجنوب العربي أو في الشرق العربي في أحضان الاستعمار المباشر، أو تحت وصاية المملكة العربية السعودية ؟ وهل يجوز لنا أن نتفرج على ثورة الشباب السلمية الرائعة ونحن شركاء في نتائجها بل شركاء فيها ؟
رؤية فك الارتباط مع احترامنا لها هي رؤية متطرفة وغير واقعية ويفتقر أصحابها العاطفيون إلى قراءة واعية للتاريخ، واستيعاب لتحولات الحاضر، واستشراف للمستقبل، ولا غرابة فرواد هذه الفكرة هم الذين تحمسوا ذات يوم للوحدة الاندماجية مع الشمال وفي كل رؤاهم مشاق.
من المهم أن نفرق بين نظام صالح الاستبدادي العائلي المتخلف والنظام الجديد التي ستصنعه ثورة الشباب.
في نظري إن الوضع المفضل لإقليم حضرموت في إطار بدائل النظام السياسي اليمني هو أن تكون حضرموت إقليم يتمتع بحكم ذاتي في إطار دولة فيدرالية يمنية مكونة من عدة أقاليم على أن يتمتع كل إقليم بنسبة 50%-70% من ثرواته.
أجمع المؤرخون الذين كتبوا عن إقليم حضرموت ومناطق جنوب اليمن وشرقه في الفترة ما بين القرن السادس عشر إلى القرن العشرين بأن هذا الجزء من اليمن أومن شبه الجزيرة العربية لم يشهد استقرارا سياسياً أو اجتماعياً ولم يتم قيام دولة تضمن للشعب حداً مقبولاً من الحرية والكرامة الإنسانية والحقوق السياسية والاجتماعية كلنا شهود على ما حل بحضرموت في دولة الوحدة الاندماجية مع الشمال 90-2011م، وكثير منا لازال يتذكر سوء الأوضاع أيام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 67-90م فإقليم حضرموت وبما لا يتناسب مع مساحته وثرواته الطبيعية وعدد سكانه وطبيعة مجتمعه المدني تعرض للتهميش والإقصاء والحرمان من قبل كل الدول في الفترات السابقة ففي دولة الجنوب على سبيل المثال في مجال التعليم الجامعي تم افتتاح كلية التربية - المكلا بشهادة دبلوم في وضع مشابه لمنطقة صبر وشبوه، أما في دولة الجمهورية اليمنية فقد نهبت حضرموت بالجملة وتم العبث بكل مقدراتها بشكل شبه كامل.
لقد وفرت ثورة الشباب السلمية فرصة تاريخية لتضع الجميع على المحك والسؤال المطروح هو هل ننجح في إيجاد وضع مناسب لإقليم حضرموت في ضوء الاستفادة من التجارب السابقة المريرة، وفي ظل تحولات العصر، أم أننا سنكرر الأخطاءات التاريخية ونسيء التقاط الفرصة التاريخية التي ولدتها ثورة الشباب لتعصف بنا الأحداث كما عصفت بأسلافنا لا سيما وقد ظهرت على السطح بعض السلوكيات السلبية تمثلت في الضيق بالآخر، والتصدعات والانشقاقات ونحن لا زلنا في ميدان الكفاح وتحف بنا المحن من كل جانب, وكيف سيكون حالنا إذا انتقلنا إلى مربع المنح وموقع القرار ؟ هناك بالتأكيد مبشرات ناتجة عن سعي الرجال المخلصين الأوفياء لهذه المحافظة لكنها قد لا تكتمل إذا لم يتم احتواء المظاهر السلبية التي تشوه ميدان الكفاح, وهنا لا بد من توضيح الآتي:
من المهم أن نتعامل مع حضرموت في منأى عن الارتباطات السابقة "الجنوب العربي 59-67م، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 67-90م، الجمهورية اليمنية 90-2011م" ذلك أن تلك الفترات محل نظر ولا تشدنا إليها أي ذكريات جميلة, علينا أن نتحرر من الماضي بكل تبعاته ومن أسر هذه الدول، وأن نعتبر عام 2011م هو نقطة الصفر التي ننطلق منها لإيجاد وضع أفضل لإقليم حضرموت.
لا معنى للحديث عن هوية واحدة لشعوب مناطق جنوب اليمن فالهوية الإنسانية لا تتعدى الفرد الواحد الذي منحه الله هوية فريدة لا يشاركه فيها أحد من بني البشر والحديث عن هوية واحدة لشعوب جنوب اليمن وشرقه هي مجرد خدعة تشمل تلك التي تم ترويجها قبل الوحدة حول واحدية شعبي الجنوب والشمال.
الرؤى التي تم طرحها خاصة التي تناولت خيار الفدرالية هي محمودة من حيث أنها واقعية إلى حد كبير، وغير محمودة في إنها غير مسترشدة بخلفية علمية حول الفيدرالية وفلسفة تحديد أقاليم البلد في الدول الفيدرالية، ومن عيوب هذه الرؤى أنها مأسورة بالماضي إضافة إلى أن الحلول المقترحة عن طريق هذه الرؤى غير منسجمة مع حلول لمشاكل اليمن كآفة فهي مقتصرة على جزء من هذا البلد، ولا يمكن أن ننعم بالاستقرار وحولنا عالم مضطرب ولا يجوز أن نفصل بين مشاكل اليمن.
إن ثورة الشباب السلمية الرامية إلى اسقاط نظام صالح الاستبدادي العائلي المتخلف هي ثورتنا لكن لماذا لم يحتشد المجتمع الحضرمي في ساحة التغيير ؟ إن مجتمع حضرموت قادر على الحضور بقوة في ساحات التغيير لو أراد لكنه فضل غير ذلك عن قصد في نظري هذا تصرف غير موفق ويعكس اختلاف شاسع بين ساحات التغيير في مناطق اليمن المختلفة وهذا التباين بالتأكيد يغري القوى الإقليمية خاصة السعودية والقوى الدولية المتمثلة في أمريكا وبريطانيا لتنفيذ مخططات قذرة في اليمن إن تفاعلتنا غير المكتمل تجاه ثورة الشباب سيدفع القوى الخارجية إلى ابتزاز الثورة وإذا ما تم هذا السيناريو الخطير هل سننجو ؟ وهل سننعم بدولة في حضرموت أو في الجنوب العربي أو في الشرق العربي في أحضان الاستعمار المباشر، أو تحت وصاية المملكة العربية السعودية ؟ وهل يجوز لنا أن نتفرج على ثورة الشباب السلمية الرائعة ونحن شركاء في نتائجها بل شركاء فيها ؟
رؤية فك الارتباط مع احترامنا لها هي رؤية متطرفة وغير واقعية ويفتقر أصحابها العاطفيون إلى قراءة واعية للتاريخ، واستيعاب لتحولات الحاضر، واستشراف للمستقبل، ولا غرابة فرواد هذه الفكرة هم الذين تحمسوا ذات يوم للوحدة الاندماجية مع الشمال وفي كل رؤاهم مشاق.
من المهم أن نفرق بين نظام صالح الاستبدادي العائلي المتخلف والنظام الجديد التي ستصنعه ثورة الشباب.
في نظري إن الوضع المفضل لإقليم حضرموت في إطار بدائل النظام السياسي اليمني هو أن تكون حضرموت إقليم يتمتع بحكم ذاتي في إطار دولة فيدرالية يمنية مكونة من عدة أقاليم على أن يتمتع كل إقليم بنسبة 50%-70% من ثرواته.