المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بواعث قلق يمنية " رأي البيان الإماراتية "


حد من الوادي
06-28-2011, 01:48 AM
بواعث قلق يمنية

2011/06/27 الساعة 20:24:32
البيان

في اليمن، لم يعد الوضع الأمني المضطرب هو فقط الباعث على القلق، فالوضع الإنساني انزلق في أتون الفوضى، وبات اليمنيون يخوضون معركة يومية، بل ساعة بساعة، لتوفير مقومات الحياة، من مشرب ومأكل ووقود. فمنذ تكلّس الوضع السياسي ودخل في طور الجمود مع تمترس القوى السياسية عند مواقفها، وعدم وجود أفق واضح للحلحلة، ظهرت ملامح الأزمة الإنسانية الضاغطة على حياة اليمنيين، ففقد الغاز، وتبعه الديزل، وباتت الكهرباء عملة نادرة، ثم بات الماء بالقطارة، ما أثّر على كل نواحي الحياة وعلى دورة الحياة اليومية، من مدارس ومخابز ومستشفيات.

هذه المعاناة، دفعت الأمم المتحدة إلى قرع جرس القلق من الأوضاع الأمنية والإنسانية المتردية، وقرّرت إرسال لجنة تقصي حقائق للوقوف على حقيقة الوضع ومسبّباته، وسط تراشق سياسي حيال الأصابع التي تستخدم ورقة مستلزمات الحياة في الصراع السياسي. فالمعارضة اتهمت النظام بخلق هذه الأزمة، للضغط على المعتصمين في الساحات. مجلس الأمن في جلسة خصّصت لمناقشة الوضع المعيشي في اليمن، حضّ الأطراف السياسية على توخي أقصى درجات ضبط النفس، وعلى الشروع في حوار سياسي جامع، في سبيل فكفكة الاصطفاف السياسي، وفتح الطريق أمام التوصل إلى تفاهم، أو على الأقل الحد الأدنى من هذا التفاهم لمواكبة تطلعات اليمنيين.. وهو ما استشعره نائب الرئيس عبد ربّه منصور هادي، وقدّمه على كل ما عداه من خطوات في سبيل تحقيق التوافق.

فاستخدام مقومات الحياة اليومية للناس ورقة من أوراق اللعبة السياسية، أمر مرفوض.. فمهما كان التباين عميقاً بين النظام ومعارضيه، فمن غير المقبول اتخاذ قضايا المشرب والمأكل والوقود، وقوداً في الصراع السياسي، ووسيلة للي أذرع الناس ولتفريغ الساحات التي تطالب بالتغيير. بل الأولى والأجدى هو توفير هذه المستلزمات وتيسير الوصول إليها للناس، لإعطائهم دفعة أمل على إمكانية تحسّن الأحوال، بدل تضييق الخناق عليهم معيشياً.. لأن النتيجة ستكون الانفجار، وهو ما لا يتمناه أي محبٍّ لليمن واليمنيين.

" رأي البيان الإماراتية "