المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضرموت والجنوب العربي واليمن" الفدرالية أو حكم الأقاليم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه


حد من الوادي
08-17-2011, 12:39 AM
الفدرالية أو حكم الأقاليم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

2011/08/17 الساعة 00:19:35
مصطفى على عيسى

جرى مؤخراً طرح فكرة تقسيم البلاد إلى أربعة أقاليم، يُعتمد فيها نظام حكم أقاليم مستقله تماما عن المركز. هذه الفكرة يعدها بعضهم المخرج الوحيد لما يحدث في البلاد من فوضى قد تؤدي بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه. قديماً قالوا: السلطة المطلقة مفسدة مطلقة. وهذا هو ما لمسناه وعايشناه، فالحكم الفردي الشمولي أثبت فشلاً ذريعاً ليس في اليمن فحسب، إنما في كثير من البلدان.. فخلال ثلاثين عاماً لم تشهد البلاد قراراً واحداً يصب في مصلحة المواطن الغلبان.

وعلى مدى الثلاثين عاماً تغيرت حكومات وأتت حكومات، وكلما استبشر المواطن بقدوم الحكومة الجديدة، إذ به يفاجأ أن الحكومة الجديدة ألعن من سابقتها، والمتعارف عليه أن الحكومة وأعضاءها هم من يفترض أن يسهروا ويتعبوا من أجل أن ينام المواطن قرير العين مرتاح البال، فهم يتسلمون رواتب مقابل سهرهم وجهدهم وليس مِنَةً ولا فضلاً منهم، لكن هذا هو ما تعارف عليه الناس في بلدان أخرى غير بلادنا، حيث تسهر الحكومة بأجهزتها وتنفق الملايين لراحة المسؤولين وأبناء المسؤولين واقارب المسولين فقط وحتى قواتنا المسلحه تخلت عن وظيفتها الاساسيه وهى حماية الثغور واصبحت مهمتا هى حماية القصور وسكان القصور .

الكل يعرف حقيقة الوضع الذي تمر به البلد، فالحوثي وأنصاره أصبحوا مسيطرين على الوضع في صعدة سيطرة شبه تامة وان الحوثيين اصبحوا اكثر قوه من ذى قبل وبدأوا بتغيير استراتجيتهم السابقه وانتقلوا من مجرد مدافعين الى مهاجمين وهذا ان دل على شى فانما يدل على تعاظم قدرتهم.و الغريب ان تعاظم قوات الحوثى يقابله ضعف وتهرب من المواجهه من جانب الدولة وأجهزتها الأمنية لاندرى ماهو السبب هل ضعف فى النظام ام ماذا ؟ لكن قد يكون لغرض فى نفس يعقوب .

أما الوضع في الجنوب فليس بأحسن حالاً من صعدة، إن لم يكن أسوأ. فالحراك الجنوبي يتسع رقعته ويكسب أنصاراً جدداً ويرفع سقف مطالبه يوماً بعد يوم.وكما يعلم الجميع ان الشيخ طارق الفضلى فى اخر مقابله معه فى فى احدى الصحف رفض حتى النظام الفدرالى وقال انه لم يعد مجدى فى الوقت الحاضركما كان فى السابق وان الاستقلال التام اصبح هو الهدف .

كما أن حمى الحراك الجنوبي قد انتقلت عدواها إلى محافظات الوسط تعز وإب. حيث دشن يومنا هذا 6/8/2009 من احدى قاعات محافظة اب زعيم الوسط الشيخ سلطان السامعى بدء انطلاقة حراك المنطقه الوسطى تعز واب والحديده لنيل حقوقهم المسلوبه والذى يطالب بفدراليه تضم المحافظات الثلاثه تحت مسمى اقليم الوسط والذى يعتبر محتلا من بعد رحيل الخلافه العثمانيه من قبل ال حميد الدين اولا

ثم من قبل النظام الحاكم الحالى ثانيا وحيث يعتبرالبعض اقليم الوسط اهم اقليم كونه اقليم خصب وزراعى ويتمتع سكانه بعقليه متحضره مدنيه ورثوها عن النظام العثماني حسب ماجاء فى كتابات المؤرخ المعروف عبدالملك الشيبانى . واضف الى ذالك وهو الاهم ان الاقليم يطل على ممر التجاره العالمى مضيق باب المندب.

ومن حرالك الوسط ننتقل الى حراك محافظات الصحراء الذي بدأ يبرز للسطح بدعم من دول مجاورة والذى سوف نلمس اثره فى المستقبل القريب ان لم يتدرك النظام ذالك ويسعى فى ايجاد حلول جذريه لما يحصل فى الساحه من انقسامات .

بعد كل هذه الأزمات والاحتقانات التي تهدد سلامة البلاد، وتنذر بانزلاقها في نفق مظلم، أليس حرياً بنا أن نعيد النظر في نظام الحكم المركزي الشمولى والذى يركز السلطه فى يد الرئيس وكما ان مناصب الجيش العليا تتوزع بين الاهل والاقارب لقد كان ولازال الحكم المركزى غير الرشيدهو السبب الرئيس في ظهور تلك الاحتقانات والتكتلات. وبدورى اقول ألم يأنِ لنا أن نعتمد نظام الأقاليم الفيدرالية،

كما تعتمده أرقى دول العالم كامريكا وبريطانيا والمانيا...الخ ، أم أن المرجفين والمشككين يخشون أن يؤثر النظام الفيدرالي عليهم وعلى مصالحهم!بل ان مايدعو للحيره هو ان الاقليه فى جميع انحاء العالم تطالب بالفدراليه بينما الاغلبيه تحاول التنصل من النظام الفدراليى

لكن فى الحاله اليمنيه نجد العكس فالاكثريه فى الجنوب والوسط تطالب بالفدراليه بينما الاقليه فى الشمال ترفض الفدراليه ويرجع البعض ذالك الى كون الحكم والثروه والمناصب المؤثره وقيادات الجيش فى يدها وهى المتحكمه فى كل مفاصل الدوله من زمان رغم انها تضم محافظات هامشيه وفقيره وتفتقر لابسط مقومات الحياه كالماء الذى يتوقع نضوبه فى صنعاء وماحولها فى السنوات القريبه القادمه.