المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى أبناء الشمال.... سارة العطاس "كاتبة يمنية مقيمه في واشنطن


حد من الوادي
09-16-2011, 12:41 AM
رسالة الى أبناء الشمال....

2011/09/15 الساعة 21:40:02

سارة العطاس

أخواني اخواتي من ابناء شمالنا اليمني .......

خلال الشهور القليلة الماضية من عمر ثورتنا الشعبية السلمية المباركه ، كتب الكثير من الصحفيين اليمنيين المحسوبين جغرافيا على يمننا الشمالي عن القضية الجنوبية وتشعباتها حسب فهم كل منهم لها , ولكنني الآن اود ان اشكرهم على ذلك واقول لهم كتاباتكم لا تزعجنا مهما كانت، لاننا نحترم اراؤكم ونقدرها ولن ننجر الى الخصومه معكم باي شكل من الاشكال، ولا مع اخواننا من ابناء شمالنا اليمني مهما كانت مواقفهم ضد تطلعاتنا بالحرية والكرامه والتغيير في جنوبنا اليمني ولاننا دفعنا ثمنا باهظا وما زلنا نتيجة استمرار مصادرة الحكام والمحكومين المحسوبين عليكم لكثير من الاراضي والمساكن بدون وجه حق ،وتصدير ثقافه الفساد والنهب والقوه الى جنوبنا اليمني ،وايضا مصادرة حقنا في مشاركتكم القرار فيما يخص حاضر ومستقبل اليمن،ونكوصكم عن كل العهود والمواثيق التي وقعناهم معكم في عام 90 الذي ادت الى ولادة حلمنا وحلمكم الوحده اليمنية المباركة.

سأكون واضحه وصريحه معكم ومع اخواني الذين يعانون ويلاتكم وظلمكم في الجنوب، لقد بذلت كل مافي استطاعتي لايجاد مخرج عادل وواقعي من وجهة نظري بالنسبة لنا ولكم لقضية الجنوب والحفاظ على اليمن موحدا حرا ومستقلا، لقد كنت اعتقد ان هذه الثورة بادرة خير ستحفظ ماء وجوهكم ووجوهنا لننسى الماضي ولنسير قدما في بناء يمن مختلف عن الذي عهدناه ،لكنكم معيتم الثوره وحقنتم جميع اوردتها بشركاء صالح القدماء والفاسدين الذين اساؤا للجنوب كثيرا خلال السنوات الماضية وفرختم من صالح الف صالح صغير ممن قفزوا من سفينته الغارقة وثملوا حتى النخاع من فساده.

اخواني واخواتي من ابناء شمالنا اليمني ، لقد كتبم وحللتم الكثير ووصلتم الى حد قرار وقف الثورة في الشمال للتفرغ للحرب ثانية ضد الجنوب بسسب مواقف بعض الاغبياء المحسوبين علينا ورفضهم الانضمام الى مجلسكم الموقر ليس لانة ضد مصالح الجنوب ولكن للاسف بسبب مزايدات سياسية وخلافات اشخاص سببوا الخراب والدمار للجنوب اكثر من صالح ، وهنا نعاتبكم اشد العتاب ، ونقول لكم هذه الثورة لمصلحتكم انتم قبلنا،هذه الثورةهي لاستعاده حقكم الطبيعي في تعليم عادل،وحقكم في تامين صحي ،وحقكم في قضاء عادل بعيد عن اعراف القبيلة في القتل والاختطاف وبعيدا عن جبروت المشايخ الذين نشروا الجهل في صفوفكم ومناطقكم ،وحقكم في قضاء قوي يقتص من مراكز القوئ القبلية والعسكرية التي شوهت سمعة اليمن ككل خلال السنين الماضية والتي صارت في صف الثورة تقودكم الى المجهول.

اخواني اخواتي ، وجدتكم تركزون على الجنوب اليمني بعد فشلكم في حسم ثورتكم لانه الشي الوحيد الذي يجمعكم ولا تختلفون علية للهروب الى الخلف من خلافاتكم الداخلية لتدسوا رؤسكم بين الرمال مثل النعام ،فنحنوا لدينا قضيه واحدة وهي القضية الجنوبية وحلها سهلا اسهل مما تتخيلونة ،لكن انتم لديكم قضايا كثيرة ليست القضية الشمالية ولكنها قضايا الشمال ،واهمها قضية الحوثي (شمال الشمال) الذي لدية ترسانة اسلحه من الصعوبة التخلي عنها بالسلم ،وقضية الشمال وشيوخ القبائل الذين نفوذهم يفوق نفوذ دولتكم ويرزح تحتهم الملايين من رعاياكم في الجهل والفقر والجوع والمرض. فرغم ثرائهم وتبجحهم بدعم الثورة وتصوير الثوار وكانهم مرتزقة تجد مناطقهم من اشد المنافق فقرا وجهلا ومرضا، حيث لم يكلفوا انفسهم العناء لبناء مستوصف او مدرسة لاجل ذر الرماد على العيون،فرعايهم كل ما يجيدونة هو حمل الكلاشينكوف بحسب اوامر وتوجيهات الشيخ بدون قيد اوشرط ولكنكم جعلتموهم قادة الثورة وكانكم غيرتم بملك بملك وبحسب المثل الدراج وكانك يا بو زيد ما غزيت،واخرها قضية الوسط الذين يعانون من البطالة والاقصاء والتهمييش وتغييب لرموزهم القوية ونهب اراضيهم الزراعية الخصبة.

اخواني اخواتي، الثورة اليمنية جعلتنا نفكر باعطاء الوحده فرصة حقيقية لكي تلتقط الانفاس لكن اعمالكم خيبة امالنا، فاستنساخكم لصالح بالف صالح جعل ذلك بعيد المحال ،فلا يمككنا ان نتعايش مع عبد المجيد الزنداني رمزكم الديني الذي افتى بقتل االاطفال والنساء والشيوخ في اعتداء 94 المشئوم،،،،،،،كيف تريدون منا ان نتعايش مع قائد ثورتكم المزعوم حميد الاحمر الذي اغتصب الاراضي في الجنوب وليس اقلها منزل علي سالم البيض،كيف تريدون ان نتعايش معكم وانتم تكرسون الهمجية في تصرفاتكم في ضل الثوره من اقصاء وتهميش وتخوين ليس لنا فقط بل للشباب المستقلين من ابناؤكم الذين اشعلوا شرارة هذه الثورة، وايضا لاعتدائتكم المتكرة ضد الناشطين والناشطات وليس اخرها الاعتداء على هدى العطاس ووداد البدوي واروى عثمان وساره جمال وغيرهم من الناشطات،وهذا مالم يحصل في عهد الديكتاتور صالح وحدث في ثورة التغيير للاسف!!!فهل هذا هو اليمن الجديد الذي تنشدونة؟.

اخواني واخواتي من ابناء شمالنا اليمني ، هناك من يسعى لضرب الجنوب بالوسط وخصوصا بين ابناء الجنوب وابناء تعز لكن مسعاهم محال ان ينجح ،فلن نكرر الخطا مرتين في عام 94 انتصرتم لاننا خسرنا ابناء تعز ، فعدن غدا ستكون واحة تعايش ليس لاخواننا من ابناء تعز فحسب ، لكل ابناء اليمن فلن تقل تسامحا ومدنية عن دبي ،سنستقبل الكفاءات القادمة من الشمال بسبب تطنيشكم وتطفيشكم لها ،وليس هذا وحسب بل كل من يريد ان ياتي ويعيش بيننا مواطنا صالحا في الظل القانون، فاقول لابناء تعز لا تلتفتوا للدعايات المغرضة التي تحاول ان تزرع بذور الفرقة والشتات بيننا وبينكم لان مستقبلنا هو مستقبلكم والعكس كما كان ماضينا .

اخيرا،ليس السؤال هو لماذا نريد فك الارتباط وماذا قدمتم انتم من تنازلات ؟ نحن قدمنا كل شي رخيص لاجل الوحده، ودفعنا غاليا لاجل ذلك من الانفس والاموال والارض، بينما لم تقدموا انتم اي شي فقط اخذتم كل شي!!!!!!ولكن السؤال هو ماذا ستقدمون الان لاجل اقناعنا بشطب فك الارتباط من قواميسنا ؟فمن المستحيل ان نقدم تنازلات مره اخرى،فاني انصحكم ببناء دولتكم المدنية الحديثه التي بدأ ببنائها خالد الذكر الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي والتركيز علي تطوير التعليم ونشره في في الجوف وصعدة وعمران وحجه وكل المناطق المحرومه والعمل على تنمية كل المناطق وحل كل مشاكلكم فعندها ستجدوننا في انتظاركم!!!!!!!

ـــــــــــــــــــــــــــ
كاتبة يمنية مقيمه في واشنطن

حد من الوادي
09-16-2011, 02:13 AM
الحلقة الثانية : العبدلي يشرح تفاصيل إجبار البيض على إعلان الإنفصال

بتاريخ : الأربعاء 14-09-2011 02:23 صباحا

شبكة الطيف - كتب/ جهـاد جميـل محسـن

فـي «الحلقـة الأولـى» مـن الحـوار المفتوح مع «فضل محمد العبدلـي» المرافـق الإعلامي للرئيس الجنوبي «علي سالم البيض» تطرق إلـى اللحظات الأولـى التي شهـد وصـور فيها زعيما «الشطرين» وهما يرفعان علم الدولـة الموحدة فـي سماء العاصمة عـدن،



ومشاعر الفرحة التي انتابته حين تحقق منجز الوحدة، بالإضافة إلى بعض مواقـف وأراء «البيض» حيال ما شاهده بعد تحقيق الوحدة من فوضى وازدواج الوظيفة فـي المحافظات الشمالية، وحفاوة الاستقبال الذي حظـي بـهِ خـلال زيارتـه إلـى محافظـة صعدة.

وفـي هـذا الجـزء يواصـل «العبدلـي» الحديث عـن بعـض ما يتذكره مـن وقائـع ومواقـف شاهدها خـلال مرافقته للرئيس الجنوبي، وكيف كانت مواقـف «البيض» ورددوه العقلانية خلال تعاطيه مع الأزمـة السياسية التي أفضت نتائجهـا إلـى اجتياح المحافظات الجنوبية فـي حـرب 1994م.

ونؤكـد فـي «القضيـة» أن الهدف من تناولنا وتوثيقنا لمثل هكـذا مواضيع والاستماع لحوارات مع شخصيات وموظفين كانـوا مقربيـن من الزعماء الجنوبيين، هو تسليط الضوء عن حجم المعانـاة والأوضـاع الصعبة التي أضحـى يعيشها هـؤلاء، وكيف أصبح مصيرهم بعد أن انقلب نظـام صنعـاء على كل اتفاقيات الوحـدة، وشـن حربـه على الجنوب، وتقديـم مقارنة لبعض تلكم الشخصيات الجنوبية التي كان ينبغي لهـا أن تعيش اليوم فـي نعيم ورفاهيـة وعيـش رغيـد، فـي الوقت الذي لا يزال فيه حـراس وخـدم القصر الجمهـوري فـي صنعاء، يعيشون مكانة الأمراء والأثرياء.

شعبية (البيض) في الشمال

يواصل «العبدلـي» حديثه في هـذا الجزء قائلاً: كُنت في العدد السابق أشرت في كلامي إلى الزيارة التي قام بها «البيض» إلى محافظة صعدة، بعد تحقيق الوحدة مباشرة، والهدف من ذلك هو الإشارة إلى مدى الشعبية الواسعة التي كان يتمتع بها في المحافظات والمناطق الشمالية، وإظهار حجم الحفاوة والقبول التي كان المواطنون البسطاء في مناطق الشمال يستقبلونه خلال كل رحلة كان يقوم بها لزيارتهم والاطلاع عـن أوضاعهم.

ولاشك من هـذا أن «البيـض» كان محـل تقديـر واحترام المواطنين البسطاء في المحافظات الشمالية، وذلك قبل أن يكرس نظام صنعاء في أعقاب حرب 1994م، كل وسائل الإساءة لسمعته الوطنية الطيبة وتشويها أمام مواطني المحافظات الشمالية، وعمل مع بروز الأزمة السياسية إلى تسخير خطاباته السياسية ومختلف قنوات إعلامه إلى استخدام لغة الخيانة والردة والتجريح لشخصه، ومن تأليب الرأي العام في المناطق الشمالية ضده، وزرع بذور الكراهية والأحقاد بين مواطني «الجنوب والشمال» حين بلغت إلى حـد توظيف الدين في تكفير وهدر دماء الجنوبيين، واتهامهم بالشيوعية والخيانة والانفصال، بغية كسب التأيد الشعبي لدعمه في شـن حربه على الجنوب، على الرغـم من أن «البيض» كان زعيم دولة يمثل شعب، وشريك أساسي في صناعة الوحـدة، ولأجل ذلك تنازل عن منصبه، وسلم مقاليد دولته بكامل مؤسساتها وثرواتها، وتنازل عـن الكثير من أجل أن تتحقق منجز دولة الوحدة، ليصطدم بعد ذلك بواقع التهميش والإقصاء، وتعنت نظام صنعاء الذي أراد أن يحكم البلاد ويبقيها بعقليته الشمولية، ولم يفي أو يلتزم بكل الاتفاقيات والبنـود التي أعلنت بموجبها دولة الوحدة، وظل يماطل ويسوف في تنفيذها، ويخفي نوايا مبيته في الانقضاض على كل مكونات الجنوب وطمس هويته واستلاب ثرواته ومرتكزاته الأساسية، لهذا كان من البديهي أن يتخـذ «البيض» ذلك الموقف كنتيجة حتمية فرضته عليه معطيات تلكم المرحلة.


بالاعتكاف واجه الأزمة السياسية

عندما تأصلت قناعة «علي سالم البيض» بان «علي عبدالله صالح» لا يريد أن ينفذ كل اتفاقيات الوحدة وقرارات مجلس الرئاسة التي كان يتخذها الطرفين، تولدت لديه حالة من اليأس والإحباط، وتوصل إلى قناعة من عدم جدية وجدوى التفاهم مع «علي عبدالله صالح» واختار أن يعتكف في منزله بصنعاء، ولم يتخذ سلوكا مضادا لمواجهة الحملة الإعلامية التي بدأت تمهدها وسائل إعلام صنعاء، وبحسب تعبير كاتب سياسي مخضرم قال لي، أثناء بروز الأزمة السياسية، أن اعتكاف «البيض» والتزامه بالصمت هـو نوع من الاحتجاج الحضاري الذي من خلاله يوصل رسالته بعدم رضاه وقناعته عن ما يفعله الطرف الآخر، وهو التزام سلمي قام به «البيض» بعيداً عن استخدام وسائل التهديد والوعيد باستخدام القوة أو اللجوء إلى التصعيد الإعلامي في التعاطي مع الأزمة بينهما.

وأتذكر بأن «البيض» رفض ولأيام عديـدة خلال فترة اعتكافه بمنزله، استقبال كل من كان يطلب زيارته أو الالتقاء به، وحين بدأ باستقبال زواره، فكان بحسب ما أعتقـد، أول من استقبلهم هم الشيخ «سنان أبو لحوم» والأخوين «حيدر أبوبكر العطاس» و«سالم صالح محمد»، ثم توالت زيارات بقية القيادات السياسية الأخرى.


مخارج للأزمة رفضها نظام صنعاء

وبعد حوارات ومداولات طويلة مع الشخصيات الوطنية التي كانت تزوره في منزله، تم الاتفاق على بعض النقاط التي كانت تؤرق تفكير «البيض» وبسببها لزم منزله ولم يبارحه، وهي شروط تم الإعلان عنها في ذلك الحين، وتتلخص بحسب ما أتذكره، هـو البدء الفوري في تطبيق اتفاقيات الوحدة وبعض القرارات الهامة منها، الأخذ ببعض الجوانب المتفق عليها في بنود اتفاقية الوحدة، مع الاستفادة بما هـو الأفضل من القوانين والقرارات الإدارية التي كانت تطبق بين الدولتين خلال مرحلة التشطير، وأن يكون للقضاء استقلالية كاملة باعتباره المرتكز الأساسي لبناء أسس نظام الحكم،

ودمج المؤسسات العسكرية والمدنية في إطار منظومة قوانين وقيادة موحدة، وتوحيد العملة النقدية التي لم تتوحد وقتها، وعلى أن تكون العملة الأساسية المتداولة في دولة الوحدة هي «الدرهم» بدلاً من «الدينار» الذي كان يتداوله المواطنون في الجنوب، و«الريال» في الشمال، وتم الاتفاق أيضاً على إصدار قرار سياسي بتشكيل لجنة لإنهاء «الثارات» في المناطق الشمالية، وأن تتحمل الدولة تكاليف «الأرش» والديات ومعالجة هذه القضية وإغلاق ملفها بشكل كامل وعاجل، بالإضافة إلى إصدار قانون يمنع حمل وتداول السلاح في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات اليمنية، والذي لم ينفذ حتى الآن، وتطبيق نظام «الخزانة العامة» التي كان يطبق في دولة الجنوب سابقاً -وهـو بحسب علمي- نظام اقتصادي «بريطاني» يحول دون وصول الفاسدين ولصوص الأموال العامة من الانتفاع بها لمصالحهم الخاصة، وغيرها من القضايا الجوهرية والشروط الطبيعية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، لكن نظام صنعاء لم يبدي حيالها نوايا سليمة ولم يبادر حتى في تنفيذ جزء منها، الأمر الذي دفع «البيض» مجدداً إلى مواصلة اعتكافه حتى يتم تنفيذها، ولم يلجأ إلى خيارات أخرى من شأنها تصعيد الأزمة، حرصاً منه لعدم انزلاق البلاد إلى إشكاليات وحروب كراثية، لكنه وجد نفسه في مواجهتها بعد إعلان الحرب على المحافظات الجنوبية، والانقلاب على كل بنود واتفاقيات الشراكة بدولة الوحدة.

سخرية من مواقف شريفة


على غـرار ذكر نظام «الخزانة العامة» الـذي هـو في الحقيقة نظام اقتصادي ناجح يفضي إلى توفيـر عائـدات واسعة لمصلحة الاقتصاد الوطني، تحضرني الذاكرة الآن، إنه من خلال أول زيارة قـام بهـا «البيـض» لعـدد من المحافظات الشمالية بعد إعلان الوحـدة مباشرة، كان برفقتنا مسؤول مالي ينتمي لإحدى المحافظات الشمالية ويلقب «بالثلايا» كانت بحوزته عهـدة مالية يشرف بموجبها على صرف النثريات لمرافقي «البيض»، وعند عودتنا إلى العاصمة صنعـاء، تبقى لدى هـذا المسؤول المالي مبلغاً لم يصرف خلال الرحلة، وفي صنعاء طلب مني هذا المسؤول مقابلة مدير مكتب «البيض» لأن عنده مبلغاً فائضاً يريد تسليمه إياه ليقوم بدوره تسليمه للنائـب، طبعاً من باب الفضول سألته عن حجم المبلغ، فـرد (1.300.000) ريـال، ولأنها كانت عهدة باسمـه، قلت له: لماذا لا تورده للخزانة العامة، ضحك بوجهي وقـال بلهجته الخاصة «ما بلا هـذا كان عندكم في الجنوب، ونحنُ عندنا في الشمال المال الذي يخرج من الخزانة لا يعـود»، وعندما تم إبلاغ «البيض» بذلـك الأمـر، طلب منا وبأمـر حاسم منه على إعادة المبلغ إلى خزينة الرئاسة فوراً، حينها كان يتواجد معنا بعض الإخوة الشماليين، وعلقوا على موقف «البيض» بالقول، «لماذا الأستاذ لا يصرف المبلغ علينا» فـرد عليهم ضابط جنوبي من حرس «البيض» هـذه فلوس دولة، لكنهم بادروه بالسخرية والضحك.

تفاقم الأزمة وبداية شرارة الحرب


طبعاً بعد تفاقم الأزمة وبلوغ الخلاف ذروته بين «البيض» و«علي صالح» بسبب موقف الأخير الرافض على تنفيذ شروط الاتفاق بينهما، ذهبت جميع الأطراف والقوى السياسية الأخرى، إلى العاصمة الأردنية «عمان» للتوقيع على وثيقـة «العهد والاتفاق» التي أشرف عليها العاهل الأردني الراحل «حسين بن طلال» بغية تجنيب البلاد من السقوط في ويلات الحرب والدمار، سيما وأن طبول الحرب بدأت تقرع في منطقة «حرف سفيان» عندما تم التحرش بإحدى الألوية العسكرية الجنوبية المرابطة في المنطقة.


وفي «عمـان» كُنت أمكث في جناح الرئيس «علي سالم البيض» جاء أحـد الدبلوماسيين الجنوبيين ليخبر «البيض» بأن لواء «العمالقة» التابع لنظام صنعاء، قـام بالانتشار في محافظة «أبيـن» واستهداف أحـد الوحدات العسكرية الجنوبية.


حدث ذلك بالطبع بعـد توقيع الوثيقـة من قبل الطرفين، الأمر الذي أغضب «البيض» وقام باستدعاء كل من الشيخ «سنان أبو لحـوم» والشيخ «مجاهد أبو شـوارب» اللذان كانا متواجدين معنا في قصر الضيافة الملكي في الأردن، وأبلغهما بأخر التطورات الميدانية في اليمن -والشهادة لله- ان الشيخان «سنان ومجاهد» بذلا جهوداً مضنية متواصلة في احتواء الموقف، وهما يحظيان بقبول وحفاوة واحترام من قبل الرئيسان «علي سالم البيض» و«علي عبدالله صالح» وقاما بما يشبه بالرحلات المكوكية أثناء تنقلهما ذهابا وآياباً بين جناحي «البيض» و«علي صالح» بدافع من الحرص والإخلاص للسيطرة على الأوضاع، وتجنيب البلاد من السقوط في المنزلق الخطير الذي ساقه إليه ومهد لـه نظام صنعاء، ولم تفلح جهود الشيخين بأي حلول مجدية، وساد التوتر في بهو القصر وانشقت بعثة الطرفين إلى شطرين، وبدأت الاتهامات توجه لكل الأطراف، وكان «البيض» ومرافقيه حينها، يتلقون تفاصيل أخر التطورات الميدانية من أحد الشخصيات الجنوبية التي كانت على اتصال مباشر مع القيادة الجنوبية في الأردن، أعقب ذلك قيام «البيض» بزيارة المملكة العربية السعودية، ولـم أتمكن مـن معرفة أسباب هـذه الزيارة.

البقيـة العـدد القـادم،،،

صحيفة القضية



الجزء الاول على الرابط التالي


http://www.al-teef.com/news.php?action=viewid=7468 (http://www.al-teef.com/news.php?action=view&id=7468)

حد من الوادي
09-17-2011, 06:01 PM
من الوحدة الاقصائية إلى الثورة

2011/09/17 الساعة 17:35:49
عزت مصطفى

في العام 1989م، أحجم أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني عن الاعتراض حول بيان 30 نوفمبر، الذي رُجِحَ أن علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح اتفقا عليه منفردين وفاجاءا به أعضاء سياسي الاشتراكي، في وقت لم يحسم المكتب السياسي فيه النقاش حول شكل دولة الوحدة (اندماجية- فدرالية- كومفدرالية).. لكن لماذا صمت هؤلاء؟


الراجح أن من كانت لديهم تحفظات حول الوحدة الاندماجية أو التوحد مع الشمال في ظل حكم علي عبدالله صالح أدركوا أنهم سيوضعون أمام الاتهام بعدائهم للوحدة، إذ يجيد أصحاب الغايات المشبوهة استخدام العاطفة الشعبية الجياشة نحو القضايا العادلة مطية لضرب أصحاب الرأي والمواقف الوطنية الجادة.

المتأمل في الكتابات الصحفية لشخصية بحجم الشهيد جارالله عمر التي نشرها نهاية الثمانينات، سيدرك أن هناك شخصيات وطنية حذرت من مآلات الوحدة بالشكل الذي تمت عليه في ظل الانتهازية التي تسيطر على طريقة حكم علي عبدالله صالح.

وإن لم يواكب موقف جارالله عمر بعد الوحدة موقفه قبلها بالقدر الكافي، فإن شخصية مثل عبدالله البردوني قد فعلت، وينقل أنه قال في إحدى الندوات إن الوحدة بالشكل الذي تمت عليه هي مؤامرة ضد الشطرين، وكانت قصيدته الشهيرة "ربيعية الشتاء" التي نظمها بعد أيام قلائل من 22 مايو 1990م، مثالاً حياً لهذا الموقف المبدئي الشجاع، فيما كان رئيسا الشطرين يقفان أمام كاميرات التصوير لاستعراض انجازهما التاريخي الذي اتضح لاحقاً أنه لم يكن سوى اتفاقاً انتهازياً محظاً.

الآخرون شاركوا سلباً في أن يذهب علي عبدالله صالح بالوحدة خلف أسوار قصر السبعين، البعض خاف الاتهامات بالوقوف ضد الوحدة كما أسلفنا وصمت، فيما البعض شارك الانتهازية طمعاً في التقاسم مستخدمين سلاحاً فتاكاً مكون من 4 مفردات لا غير، العبارة الأكثر ترديداً في مواجهة أصحاب الرأي حينها: "ليس وقتها وليست مهمة"، والعبارة منقولة بالنص من حديث لقيادي اشتركي أجرته إحدى الصحف العام المنقضي، وهو يتحدث عن الرد الذي كان يجابه به اعتراض البعض في أن يكون تمثيل الجنوبيين 2 مقابل 3 للشماليين في مجلس الرئاسة بعد الوحدة.

الوحدة حتى في مفرداتها الثانوية، جعلت الشماليين يأخذون الرئاسة والعاصمة، دمجت اليمدا باليمنية، ألحقت مصرف عدن بالبنك المركزي، وأذابت الدينار بالريال، وغيرها الكثير الكثير..

إلى ما بعد حرب صيف 1994م المشئومة ظل البعض يخرس الآخرين مستخدماً الاتهامات والتخوين إن حاولوا الحديث عن شكل دولة الوحدة وتصحيح المسار، وما يزال الحبل على الجرار، ولا أظن أن بيان الدورة الاعتيادية الثامنة للجنة الحزب الاشتراكي اليمني المركزية الذي نشر في 21 يونيو 2010م -بعد 20 سنة من الوحدة الاقصائية- يروق لبعض قادة الاشتراكي حتى الآن، ولا يبدو أنه صدر إلا تحت ضغط سحب الحراك الجنوبي لقواعد وأنصار الاشتراكي في المحافظات الجنوبية، وضغط الأحرار داخل مركزية الحزب المصاب بالزهايمر المتبدي من صعوبة تذكر قادته للحقائق.

جاء في بيان مركزية الاشتراكي: "الإقرار بأن بقاء اليمن كياناً واحداً يستدعي بالضرورة إعادة النظر في شكل الدولة بتبني مشروع الدولة المركبة عوضاً عن الدولة البسيطة، وذلك من خلال نظام اتحادي يكفل المشاركة الشعبية الواسعة في السلطة والثروة".

أليس هذا صدى متأخراً لمواقف الشخصيات الوطنية التي أخرست قبل الوحدة وأثنائها بحجة "ليس وقتها وليست مهمة"؟!!

إذا ما المهم الآن.. أن نخرس بدورنا أيضاً ليأتي بعد 20 سنة من يقول ما كان يجب أن يقال الآن في الثورة الشبابية الشعبية؟

كيف سيكون شكل الوحدة و شكل اليمن واليمنيين بعد 20 سنة من الصمت؟

حين حددت عدد من الشخصيات الجنوبية موقفها بعدم المشاركة في عضوية المجلس الوطني الذي أعلن الشهر الفائت، من مبدأ وجوب تمثيل الجنوبيين والشماليين في المجلس بالتساوي، راحت صحف ثورية طارئة معروفة بتبعيتها للجنرال علي محسن الأحمر باتهام المنسحبين بعقد صفقة مع الرئيس المطاح به تستهدف الثورة، ورأينا أن صحفيين معارضين سابقاً راحوا يلعبون دور الناطقين الرسميين للنظام الجديد الذي يظنون أنه في طريقه لحكم اليمن والمتمثل في شخصين من آل الأحمر (حميد وعلي محسن)، وهاجموا بدورهم الشخصيات الجنوبية التي حددت موقفاً مبدئياً أظن أن الأخذ به هو الضمانة الوحيدة لعودة النقاش حول الوحدة على الطاولة الوطنية، قبل أن تنتقل إلى طاولة النقاش حول استفتاء تقرير المصير كما حدث مع جنوب السودان مثلاً.

أحد الصحفيين الطامحين للحديث بلسان من يظن أنهم سيحكمون النظام الجديد ظل يروج أطروحات سربها علي محسن الأحمر تتحدث عن اختيار شخصيات وسيطة بين النظام والثورة ضمنها مستشار الرئيس المخلوع ورئيس جهاز أمنه السياسي!!

والحقيقة التي لا فرار منها أن الناس قد خرجوا ضد حكم علي عبدالله صالح، بما فيه شكل إدارته وسياسته، ولا يمكن أن يكون ضمن النظام الجديد أبواقاً كـ أحمد الصوفي أو عبده الجندي أو طارق الشامي، لكن الصحفيين الذين يعتقدون أن حميد الأحمر أو علي محسن سيكونا الأداة الجديدة للحكم يدركون أن الرجلين يرغبان بتوظيف أسماء إعلامية جديدة يشترط عدم اختلاف تركيبتها وأدائها عن الجندي أو الصوفي، لذا لن نستغرب في أن يبدأ الموظفون الجدد خوض فترة التجربة بالترويج لشخصية مثل غالب القمش واعتباره وسيطاً نظيفاً، أو مهاجمة أصحاب المواقف من الجنوبيين أو معارضي آل الأحمر داخل الثورة.

الاتهامات بالعداء للثورة الشبابية لا تطال شخصية تقترح القمش وسيطاً أو تدعو للعفو عن علي صالح، بل تصوب ضد الجنوبيين من أصحاب المواقف، وأبناء الثورة الأوائل ممن تسامحوا مع انضمام رموز سابقة في النظام، وأبقوا على اعترضهم لطريقة تعاطي المنضمين مع الثورة، والسبب أن مصدر الاتهامات أصلاً نابع من غرفة العمليات التي تتحكم بمفرداتهم وبضبط إيقاع أصواتهم.

قبل سبعة أشهر خرج اليمنيون شمالاً وجنوباً يهتفون بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام" وكانت استهلالة الثورة المبشرة بتغيير حقيقي من خلال الإطاحة كلياً بنظام صالح، تشير إلى أن اليمنيين يمكنهم البدء من هذه النقطة في حياة جديدة تقوم على المواطنة المتساوية تمكنهم من صوغ شكل الدولة ونظامها بالطريقة التي يتوافقون عليها كيمنيين موحدين تحت الشعار الثوري.

الثورة التي آلت في أشهرها الأخيرة إلى التوافق على الإطاحة بحجر الدومينو الأول بعيداً عن بقية الحجار، وتحويل الثورة من إطارها الشعبي إلى الصراع داخل أطراف المنظومة الحاكمة مشيخية وعسكرية، أعاد إشعال فتيل الأزمات التي ستشظي اليمن في ظل الإقصاء الممنهج الذي مورس ابتداء داخل ساحات الثورة وانتهاءاً بتكويناتها المختلفة بما فيها المجلس الوطني، الذي شكل امتداداً طبيعياً لعقلية نظام صالح في الحكم، ما يعني سقوط مطلب "الدولة المدنية" من ضمن مطالب الثورة الشعبية المنجزة، وسيكون الجنوبيون بذلك قد استنفذوا آخر مراهناتهم على قيام دولة المواطنة التي يمكنها إقناعهم بالاستمرار في الوحدة.

كان مستغرباً في 1990م أن يقف أول رئيس لأول كيان وحدوي تأسس عام 1974م في عدن موقفاً مناهضاً للوحدة، لكنه برر هذا الموقف في لقاء صحفي تحدث فيه عن كتابه المنجز الذي أخفته سلطة قصر السبعين عن الجمهور "الجمهورية اليمنية"، إذ يقول البردوني عن الكتاب: "أقدم فيه فلسفة عن صعوبة توحيد الواحد، وإمكان واحدية الاثنين."، ويضيف: "قبل قيام الوحدة في اليمن ألقيت محاضرة بعنوان: «قبل الطوفان يا نوح» رصدت فيها الحساسيات القائمة واختلافات التركيب، ثم طمع الإنسان في شمالي اليمن في الاستيلاء وبعده عن الوحدة كمشاركة الوحدة".

من يظن إن التخلص من علي عبدالله صالح وحده من سيوحد اليمنيين ثانية يكون مخطئاً..


لا ضمانة للوحدة إلا بالتخلص من العهد الساقط بكل مفرداته، بما فيها أدواته وطريقة حكمه وانتهازيته، وإن كان خلع حاكماً انتهازياً سيأتي بانتهازي جديد ليس له إلا طمع الإنسان الشمالي في الاستيلاء، فإن الثورة لا شك –أقولها بمرارة-

ستنقل القضية الجنوبية إلى مرحلة جديدة أكثر تعقيداً، ومن ثم فإن قضايا كثيرة في الطريق إلى النشوء ترتكز من منطلق حقوقي عادل قائم على الحق في المشاركة، ومن ضمنها القضية التهامية، وقضية تعز والمناطق الوسطى، وربما غيرها الكثير، هذا إذا سلمنا من الآن أن صعدة حظيت بحكم فيدرالي وإن كان بالقوة وغير منتخب حتى قبل أن ترسو الثورة إلى بر.

وسيكون لنا حديث لاحق عن انتهازية الجناحين المشيخي والعسكري في الثورة وعمالتهما الخارجية في مقال قريب، يسرد التفاصيل منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة وحتى إخماد الجذوة.

حد من الوادي
09-18-2011, 02:36 AM
الإصلاح والجنوب.. الخنق بالعناق

صالح علي الدويل باراس
السبت , 17 سبتمبر 2011 م

مهما حاول المشترك -اعني الإصلاح وانصاره- أن ينوع نفسه بأقنعة متعددة توحي بأنه لم يتناول القضايا بمنظور وريث السلطة بل برؤية الثورة ويظهر متوازنا في تشكيلته للمجلس الانتقالي بطيف جنوبي لا تخطئه العين أراده "زواج متعة" مع الجنوبيين فلوأد قضيتهم لو انخدعوا به سيكون عليهم "أشأم من احمر عاد" – عاقر ناقة صالح – فتواجدهم في المجلس الانتقالي لم يأتِ من الاعتراف بقضيتهم بل جاء بآلية توافقية – الأصح مخادعة - اعترف احد رعاة المجلس بأنه لو تم بآلية انتخابية في الجمعية العمومية فان النتيجة من طيف واحد يعرفه ويعرف انه سيبرز بعدما تزول أسبابه.

إن من التأموا في الجمعية العمومية اجتمع غالبهم باسم الحوار الوطني – وهويته معروفة- ولم يقدموا معالجات حقيقية للقضية الجنوبية في تعريفها ومنشأها وطبيعتها وشكل حلها بل عالجوها بما ترغب النخب الشمالية ومصالحها أن تراها به. فلم يكترث الجنوبيون له ولم تنشط قراراته الإحساس السياسي للسلطة بأزماتها فسارت تكرس أسس الاستبداد باسم الديمقراطية وحال غيها إن تشم رائحة الشواء السياسي في ساحة "سيدي بو زيد" و "البو عزيزي" يرسم بجسده المحترق خارطة تحمل تفاصيل ولغة ومصطلحات وآليات لواقع الدولة العربية المستبدة وعلاقة شعبها بها وبالأوعية السياسية والأحزاب التي تعايشت معها وسوقتها قبل أن تحرق تلك النار وستحرق عروش الاستبداد القائمة على القرابات والصهارات ونفوذ الأبناء والأشقاء التي قهرت الإنسان العربي وباعت حقوقه وقضاياه وتنميته في البورصات السياسية لتنمية مصالحها ومصالح المنتمين لها والمنتفعين منها.

إن الثورات مقاولات استبداد إذا لم تشخص أزماتها ورعاة الجمعية العمومية لم يتجاوزوا أثرة النخب والأحزاب الشمالية في تشخيص موقع القضية الجنوبية في الثورة وأرادوا إن يسوقوا اعتقادا بان تماثل الظلم والاستبداد يعطي نفس النتائج وان الثورات العربية طرفاها شعب ثار ضد أنظمة عائلية استبدادية وكان الشعب موحدا إزاء خصمه وإزاء مفردات القضايا والأزمات التي يعانيها , لكن الأزمة لدينا ليست أفقية كحال الثورات العربية بل رأسية وأفقية في آن واحد , راسية بان لدينا قضية شمالية2 وقضية جنوبية ولكل أسبابها وسماتها وأفقية بان القضيتين يهمهما زوال النظام وانه أعدى أعدائهما وجاءت المغالطة بأنهم اعتمدوا الأفقية وأنكروا الرأسية وحاولوا التدليس عليها بحشد طيف جنوبي في المجلس دون الاعتراف بأنهم يمثلون قضية جنوبية تناظر القضية الشمالية بل أرادوها جزءا منها حتى يخنقوها بمعانقتها ويكون حلها أما كما يراه العقيد علي محسن بإعادة الموظفين إلى مناصبهم وحل قضايا النهب أو كما يراه حميد الأحمر برئيس ورئيس وزراء جنوبيين واستفتاء على الفيدرالية بعد بضع سنين أو كما يراه الأستاذ الإصلاحي العتيد عبد الوهاب الأنسي عبر حوار وطني – ليس شمالي جنوبي – تشرف عليه الأمم المتحدة والجامعة العربية ويستثني منه الانفصاليين!!! وبالطبع سيحشد له الألوف على شاكلة جمعيته العمومية!!

لقد لخص المرحوم محمد احمد النعمان أزمة الثوار عندما يفقدون الآلية ويركنون للأوهام فيما يَروى عنه في مجالسه بعد انتكاسة الثورة قائلا : " كنا إذا هدم عسكري الإمام العتبة أو وسعها شكوناه إليه فيصلح الإمام العتبة وينقل العسكري , فثرنا وطردنا الإمام وحل محله العسكري فان شكونا توسيع العتبة هدم الدار !! فالقضية الجنوبية مع سلطة الشمال قضية وحدة سياسية بين شعبين و نظامين وكيانين سياسيين لكل منهما صفته القانونية والوطنية وتم احتلالها في الجنوب بالحرب وأصبح تواجد الجنوبي في سلطة الشمال ومعارضته لا يتجاوز أن " يقرأ ما يُكتب له "3 والقضية الجنوبية في بعض تفاصيلها الذاتية كيان سياسي على أنقاض انقسامية سياسية وقبلية وشهدت صراعات التجربة الاشتراكية فيه مستويات من الإقصاء أفقية وراسية لم تكن تلك الانقسامية بعيدة عنها لكنها اتسمت بالندية وخلت من النظرة الدونية وتميزت بان صراعاتها دارت على المناصب أكثر مما دارت على المال والبرامج وان تسترت بالأخير.

أما القضية الشمالية فموجودة قبل الثورة ومع الثورة ولم تعالجها الثورة بل منع العسكري الثورة أن تحقق أهدافها ومنعها بناء الدولة وبالتالي فشلت في إدارة التنوع المذهبي ولم تحقق تساوي المواطنة الذي استند على موروث مذهبي أيضا واستبدله العسكر بعنصرية جهوية وقبلية استمدت عجرفتها وتميزها من خدمة ذلك الموروث الذي انقلبوا عليه وحاربوه بعد أن قل ماله وتقلصت حواشي نفوذه.

هذه بعض سمات القضيتين واختلافهما والقراءة الثورية تتطلب الاعتراف بأنهما مختلفتان وان قراءتهما بلغة أحزاب المعارضة أو حزبها – بالأصح - هو إنتاج لقراءة السلطة لهما باسم الثورة ومسألة الاستناد على واحديه التاريخ الأسطوري وان الدولة الإسلامية هي الحل فليست إلا مقولة هلامية فالقضية الشمالية مثلا لم تتأثر بالاستعمار وكل قضاياها وأزماتها نمت تحت مظلة دولة إسلامية بإطارها وخطابها ولا يستطيع احد أن ينكر ذلك فكل تجارب وفقه الدولة الإسلامية في الشمال خلال الخمسة عشر قرنا الماضية جعلت الإسلام إطارا لممارسات واستقواءات جاهلية لتحقيق مشاريعها ولم تهذب عنصرية التعصب للنسب في القبيلة ليتسع لمفهوم الأمة الذي جاء به الإسلام بل كرسته للوصول للسلطة والثروة , فالبرغلة ودونية الشوافع استندت إلى فتوى إسلامية جعلتهم كفار تأويل ولعب الخيال الشعبي دوره حتى أصبحت دونية جغرافيا وسكان والانقلاب على الوحدة والغدر بعهودها ومواثيقها ونهب أراضي الجنوب واستباحته استند إلى فتوى إسلامية وظهور الحوثيه كجماعة تحس بالغبن المذهبي برزت تحت دستور إسلامي يحسدنا عليه العالم !! والتشهير بدعاة الدولة المدنية ومطالبة من يدعو لها بتجديد إسلامه يأتي من ذات السياق والمؤكد أن ضحالة فقه السلطة وموروثها تاريخيا في اليمن لا يمكن أن يعزز الاعتقاد بان برامج وافتراضات الشيخ والأستاذ ومن لف لفهما ستكون إكسير الحل وبناء تجربة " تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا " للوصول به إلى بناء مفهوم الأمة المتماسكة اللهم إلا في حزبهما.

إن الأحزاب وبالذات الإصلاح تتغافل بأنها جزء من مشروع سياسي يطالها فساده وأنهم بحوار السلطة حولوا الثورة إلى أزمة ستفشل الثورة ولن ينالوا بالحوار من السلطة حتى استحقاقات الأزمة . إن التغيير يتطلب تحييد اللغة المشوبة بأنانية النخب حتى تسوي الثورة الملعب السياسي للجميع وعندها لن تهضم حقوق الاحزاب إما في هذه المرحلة فيتركوا للثورتين أن تفرزا خطابا ولغة تسع أزماتهما بشفافية لغة تنتقد وتتصالح مع التاريخ وتتخلى عن تكفيرية تدور مع مصالح نخب المشاريع السياسية بدأت مع " كرب أيل وتر " لم تسع الخلاف حتى في عبادة الأصنام .

إن من المستحيل جنوح الشعب للإلحاد أو القبول بتغيير دينه، فالإسلام دين وقومية وحضارة ووطن ووطنية وله منزلة في النسيج الاجتماعي لن يدنس قداستها شيء لذا فالتخويف من الدولة المدنية على إسلامية المجتمع هو تكرار لنفس اللغة التي أنتجت الأزمات وفرعنة العسكر وخلقت القضيتين الشمالية والجنوبية .


1 قول للرئيس علي سالم البيض بعد الوحدة.

2 مقتبس من مقال للأستاذ سعيد الجريري

3 بتصرف عن قول منسوب للعقيد عبدالله علي عليوه

حد من الوادي
09-19-2011, 01:51 AM
اسرار الوحدة والحرب على الجنوب والتساؤلات الجنوبية المشروعة

السبت , 17 سبتمبر, 2011, 08:46
صدى عدن
بقلم : رمزي الشعبي

(1\2)

الوحدة:مشروع عظيم سعى الية الجنوبيون بكُلً شرائحهم ومشاربهم السياسية,لكنهم قُبِلوا بِنُكران وجُحد كبير من الطرف الأخرممّا جعلهم يكرهون اليوم الذي فية اُعلنت ويوم ذكرآها اصبح اليوم الحزين,كما قال احدّ شُعراء الجنوب فلماذا كُلً هذا الكُرة للوحدة ولماذا خرج الناس الى الشوارع يُطالبون بفك الأرتباط,ساُحاول في الجزء الأول من المقال وباِختصارشديد أنّ اُبيّن اهمّ اسرار الوحدة والحرب على الجنوب,وسااتناول في الجزء الثاني التساؤلات الجنوبية المشروعة.والله المُوفق

لكوني واحد من الجنوبيين الذين تركوا الوطن بعد حرب 1994م بسنوات كما تركه قادتنا عشت وعرفت الغدر الذي تعرض له الجنوب قاطبة ابتداءً من الاغتيالات السياسية التي تمت بين عام 1990 و1994م والمستمّرة الى يومنا هذا والتي كان للنظام وحاشيتة اليدُ الطّولا فيها,وإنتهاءً بتدّمير للجنوب كما سيأتي لاحقا, و لو القينا نظره سريعة في بداية عمر الوحدة وماتلآها سنرى بأن هناك سياسة مُمنهجة لتدميّر وابتلاع الجنوب من قِبل نظام الجمهورية العربية اليمنية ونُلخصّها كالتالي :

التملُص من الأتفاقيات والإغتيالات السياسية:فيّ السنوات الاولى من الوحدة بداء النظام في صنعاء بالعمل على محورين اساسيين,المحور الأول يتمثل في تجميد الأتفاقيات والمعاهدات التي تمت بين الدولتين [ج.ي.د.ش]و[ج.ع.ي]والعمل بنظامة السابق وعدم تنفيذ آيّ شئ يصدُر من الشريك الجنوبي,ممّا ولدً نوع من الريّبة لدى القيادة الجنوبية.

المحور الثاني بداء مع إقدام السلطة في صنعاء بتنفيذ مسلسل الإغتيالات للسياسيين والكوادر الجنوبية والتي راح ضحيتها أكثر من [350] شخص,ممّا ادى الى نشوب حرب تصريحات بين اطراف الدولة الوليدة, أعقبها اعتكاف للامين العام للحزب الاشتراكي ونائب الرئيس السيد علي سالم البيض في عدن احتجاجا على تلك الأغتيالات,وفي 20فبراير1994م تمّ توقيع وثيقة العهد والاتفاق في الاردن لرأب الصدع بين القيادتين وللحفاظ على هذا المُنجز[الوحدة] ولكن ماكان يجري في كواليس صنعاء عكس ذلك تماماً كما سنآتي الية الآن:

تدمير الجيش الجنوبي: في الجانب العسكري لم يسمح النظام في صنعاء للمعسكرات الجنوبية بالتمركز في اماكنها حسب الإتفاقيات المُبرمة وإنما جعلها في اماكن بعيدة عن العاصمة بحيث يسهُل علية مُحاصرتها وضربها, ففي 27ابريل 1994م آي بعد حوآلي شهرين وسبعة ايام من توقيع وثيقة [العهد والأتفاق] فؤجى الجنوبيون بحرب شعواء اعلنها رئيس الدولة من ميدان السبعين,وبعد اقل من ساعتين آي حوالي الساعة 12:30 بداءت المعركة بضرب اللواء الثالث مدرع [جنوبي]في عمران من قِبل اللواء الاول مدرع[شمالي] ليسقط المئات بين قتيلِ وجريح,وفي اليوم التالي اصبحت المعركة غير متكافئة فالتعزيزات التي حصل عليها اللواء الأول مدرع[شمالي] من الفرقة الأولى مدرع ومن الحرس الجمهوري والأمن المركزي وأيضاً الدعم من قبائل حاشد، كانت كفيلة باِنهاء اللواء الجنوبي,وبداء الزحف على الألوية الجنوبية الواحد تلو الاخر وفي 4مايو 1994م قامت وحدات الحرس الجمهوري والوحدات المدرعة والأمن المركزي في ذمار بضرب لواء [باصهيب الجنوبي]وخنقة مع قدوم تعزيزات عسكرية من خارج المحافظة,وفي يريم واجة اللواء [الرابع مدفعية] نفس الموقف,وفي صبيحة اليوم التالي اصبح كلا من لواء باصهيب واللواء الرابع مدفعية يهيمون بين الجبال والوديان بحثاً عن ملاذ آمن.

انتهت الحرب واحتُل الجنوب وشُردّ سكانة في اصقاع الأرض ومآزال نظام صنعاء يمارس عملية الأقصاء والتهميش بحق الجنوبيين وخاصة العسكريين منهم فعمدا على تفكيك ماتبقى من الجيش الجنوبي فتمّ توزيعهم على معسكرات الجمهورية العربية اليمنية وباِصلاحيات معدومة وسرّح الكثير منهم لالشئ سوى انهم ينتمون للجنوب,فشّكل ذلك تحدياً صارخاً للعسكريين الجنوبيين فقاموا بتشكيل جمعيتهم المعروفة[جمعية المتقاعدين العسكريين] والتي كانت البذرة الأولى للحراك في مسيرتة التحرُريّة.

الجانب المدني: تمّ تحويل كل الكفاءات الجنوبية وفي مختلف التخصصات الى محافظات الجمهورية العربية اليمنية حتى يضمنوا اخلاء الجنوب عامة وعدن خاصّة من المفكرين والمبدعين والفنانين وحوّلوا عدن لقرية صغيرة تفتقر لابسط مقومات الحياة فقد عملوا بعد حرب 94 على تفتيت تاريخ الجنوب الثقافي والاجتماعي وحتى الرياضي واصبحت فروع الوزارات مجرد مكاتب مثلها مثل أيّ مكتب في اصغر محافظه ففي الجانب الثقافي تم تهميش الفرق الفنية الجنوبية واصبح الفن متواجد في صنعاء فقط واُهملا الفنانين والشعراء والادباء واصبح تمثيل البلد في الخارج يقتصر على فرق صنعاء فقط وانزوا فنانو الجنوب في بيوتهم وغادر البعض منهم, ونفس الشيء حصل في الجانب الرياضي حيث تمّ تهميش ايضا افضل الاندية التي لم تستطيع فرقهم قبل الوحده هزيمتها فهبطت اقوى الاندية الى الدرجة الثانية مثل نادي الميناء والوحده وشمسان وغيرها كثير فالمار بنادي وحدة عدن على سبيل المثال لم يعد يرى تلك الغُرف الخاصة بلعبة[كمال الأجسام] وإنما غُرف تمّ تأجيرها لبيع قطع الغيار ومواد البناء,بلأضافة الى تقليل الدعم المادّي لتلك الأندية ولاعِبيها ممّا حذى بالكثير منهم الى أعتزال اللُعبة وأتجهوا للبحث عن فرصة عمل حتى اصبح المنتخب كلة من الجمهورية العربية اليمنية, القائمة طويله لِلاعبين صنعوا تاريخ الجنوب وكتبوا اسمائهم بحروف من ذهب في المسابقات العربية.

يتبع............

رمزي الشعبي

ناشط سياسي

حد من الوادي
09-22-2011, 05:00 PM
الشعب العربي في حضرموت والجنوب العربي تعرضو لمؤامرات دولية بريطانيا مصرعبد الناصر الاتحاد السوفييتي بل الشيوعية وعرب الشيوعية والشيوعيون اليمنيون كانو راس الحربة؟

ولكن اليوم اتت الصحوة لجيلنا لكي نستعيد سيادتنا وكرامتنا وارضنا وثروتنا وحتما سيتحقق ذالك لكونهم اصحا ب الحق في الحرية والسيادة لا للغزاة اليمنيون والمستوطنون الطامعون؟