تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أوروبا تدافع عن إجراءاتها للتعامل مع أزمة الديون


ابو سراج الهاشمي
09-24-2011, 06:23 PM
أوروبا تدافع عن إجراءاتها للتعامل مع أزمة الديون

http://www.aleqt.com/a/583518_179165.jpg
واشنطن: رويترز

دافع المسؤولون الماليون الاوروبيون عن اجراءاتهم للتعامل مع أزمة الديون بينما تمارس الأسواق والدول الأخرى ضغوطا عليهم لبذل مزيد من الجهود لاحتواء الأزمة. وبينما تخيم أزمة الديون والعجز المالي للولايات المتحدة ومنطقة اليورو على الاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، سعى المسؤولون الاوروبيون للتأكيد على أن الأمور تحت السيطرة وان عملية انقاذ الاقتصاد اليوناني تجري على قدم وساق.

وصرح وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان انه تم اتخاذ خطوات تدعم الاستقرار في منطقة اليورو عبر ضخ مزيد من الاموال لمساعدة اليونان وفق خطة اتفق عليها في 21 يوليو فضلا عن توسيع اطار المبادرة الاوروبية لدعم الاستقرار المالي. وقال باروان "نبذل وفق هذا الاتفاق جهودا متضافرة مع المانيا لتنفيذ بنود الحادي والعشرين من تموز/يوليو بدون الخروج عن الاستراتيجية المعمول بها".

من جانبه اكد رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه ان الوضع ككل "مختلف تمام الاختلاف عما يبدو من الخارج". واضاف "لا ننكر الوضع .. بل لدينا ازمة عالمية تتعلق بقدرة الدول على سداد ديونها ونحن في بؤرة تلك الازمة". من جانبه صرح ينز فايدمان رئيس البنك المركزي الالماني ان الوضع "أفضل مما يبدو" مستبعدا حدوث موجة كساد اخرى.

ودافع وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله عن الاتحاد الاوروبي بمواجهة انتقادات من واشنطن وجهات اخرى بعدم اتخاذ الاتحاد اجراءات حاسمة لدرء خطر التخلف عن سداد الديون العامة ما يهدد بانهيار منطقة اليورو. وقال شويبله "نسير في اوروبا، خاصة في ألمانيا، على النهج الصحيح".

وجاءت تصريحات شويبله بعد بيان مفاجئ اصدرته مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة في وقت متأخر ليل الجمعة السبت بهدف تهدئة الاسواق بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته البورصات العالمية الخميس خشية وقوع الولايات المتحدة واوروبا واليابان في كساد اقتصادي. وقال بيان مسؤولي مالية مجموعة العشرين "نلتزم بفعل دولي قوي ومتناسق فيما بيننا للتعامل مع المستجد من التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي".

وتابع البيان "نتخذ اجراءات قوية للابقاء على الاستقرار المالي واستعادة الثقة ودعم النمو". غير ان الضغوط التي تواجه الاقتصادات الكبرى استمرت الجمعة حيث كررت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي فضلا عن مسؤول الشؤون الاوروبية بالصندوق التحذيرات ازاء الحاجة لعمل اوروبي متضافر لاعادة الثقة للاسواق. وقال مدير القسم الاوروبي بصندوق النقد انطونيو بورخيس "يجب القيام بتحرك حاسم في القريب العاجل جدا. يتعين ان يأتي هذا الفعل متضافرا وجماعيا".

كما اعربت البلدان النامية خلال الاجتماعات عن مخاوفها من تضرر اقتصاداتها ما لم تعالج البلدان المتقدمة الازمة. وحث بورخيس اثينا على تطبيق إجراءات التقشف المشروط بها لتلقي خطة مساعدات بقيمة 110 مليار يورو (148 مليار دولار) يقدمها صندوق النقد والاتحاد الاوروبي. وتنتظر اليونان الافراج عن دفعة من تلك المساعدات بقيمة ثمانية مليار يورو (11 مليار دولار) تمكنها من دفع المستحقات الانية لتسيير اعمالها.

وقال بورخيس ان "المشكلة تتعلق الى حد كبير بكيفية استعادة الثقة (...) ثمة مخاوف في الاسواق نرى لحد بعيد انها مخاوف مفرطة يتعين علينا وقفها قبل ان يصبح لا قبل لنا بها". من جانبه اعرب وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر السبت عن "اعجابه" بالجهود الاوروبية لحل الازمة في منطقة اليورو، مشيدا بالاخص بالجهود التي يبذلها البنك المركزي الاوروبي في هذا الصدد. وكان غايتنر شارك الاسبوع الماضي في اجتماع في بولندا لوزراء مالية منطقة اليورو، حيث اعرب عن قلقه من الانقسام الاوروبي بشأن ازمة الديون.

واكد غايتنر في مقابلة مع بي بي سي السبت ضرورة ان يبذل الاوروبيون جهدا متضافرا مع البنك المركزي الاوروبي لتأكيد الثقة، محذرا من ترك البنك المركزي يتحمل العبء الاكبر من ازمة اليونان وايرلندا والبرتغال ومن ان رد فعل الاسواق يسير بوتيرة اسرع من وتيرة الجهود الاوروبية. وقد رفض شويبله المطالبات لالمانيا ولفرنسا -- الرائدتان في التعامل مع ازمة الديون الاوروبية -- بإتاحة مزيد من المرونة للبلدان الواقعة في ازمة الديون لمواصلة الانفاق رغم العجز حتى يستمر النمو الاقتصادي.

وقال وزير المالية الالماني "الافضل معالجة جذور المشكلة (المتمثلة في ) العجز الهائل (...) لا يمكن معالجة المشكلة بمواصلة السير على الدرب الذي ادى اليها في المقام الاول". واشار شويبله الى ان حكومات بلدان الاتحاد الاوروبي بصدد اقرار خطة المساعدات الثانية لليونان في غضون الاسابيع القليلة المقبلة، وهي الخطة التي تم الموافقة عليها من حيث المبدأ في الحادي والعشرين من يوليو وتنطوي على اعادة جدولة للدين اليوناني. وقال شويبله انه لا بديل الان عن تنفيذ خطة يوليو "بجدية تامة" والا "فلا معنى للتكهن بالخطوات المقبلة".

واصر الوزير الالماني على ان توجه بلاده حظي "باجماع واسع" خلال عشاء العمل الذي عقدته مجموعة العشرين الخميس. وفي تلك الاثناء ما زال القلق يعم الاسواق بشأن مدى فاعلية الاجراءات الاوروبية، وان كانت بورصات اوروبا والولايات المتحدة شهدت ارتفاعا طفيفا الجمعة بعد الانخفاض الحاد الذي منيت به الخميس.

ويقول محللون ان بيان مجموعة العشرين لم ينجح في انعاش الاسواق بما يكفي. فقد قال سكوت ماركوييه من هيئة ويلز فارغو للخدمات المالية "تشعر الاسواق بالقلق ازاء الوضع الاوروبي وتباطؤ الاجراءات المتخذة لاحتواء الازمة". وتابع ان "الخوف والقلق يسودان وهما الامران الاشد ضررا بالاسواق".