حد من الوادي
12-21-2011, 01:47 AM
الحضارم و فقدان الهوية
12/20/2011 محمد الديني
قيل الكثير عن حضرموت وتاريخه العريق، وهنالك بعض الكتاب الذين لهم صولات وجولات في هذا المجال، ولعل من أشهرهم الكاتب صلاح البكري اليافعي في كتابه (تاريخ حضرموت السياسي)، والمؤلف محمد بن أحمد بن عمر الشاطري (أدوار التاريخ الحضرمي) والمؤلف سعيد عوض باوزير (صفحات من التاريخ الحضرمي)، وكذا المؤلف مفتي الديار الحضرمية السيد عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف (إدام القوت أو معجم بلدان حضرموت) وآخرون. وفي واقع الأمر ما دفعني للكتابة هو شعوري بالأسى والألم من حالة التخبط في الهوية لدى شريحة كبيرة من الحضارم في الوقت الراهن، وإن جاز التعبير تسمى هذه الحالة "فقدان الهوية"، وهنالك أسباب كثيرة ساهمت في هذا الأمر ، على الأقل من وجهة نظري، أبرزها الأحداث السياسية التي ألقت بظلالها على حضرموت، وما أعقبها من مؤامرات على حضرموت والحضارم.
قبل أن أستعرض هنا أبرز المحطات التاريخية التي ساهمت إلى حدٍ كبير في فقدان الهوية الحضرمية. دعونا نتعرف أولاَ على حدود حضرموت، ولا ننسى هنا أن الحدود تتغير بتغير الزمان والدول، كما يقال لكل زمان رجال ودول، إلاً أن المؤرخين أجمعوا على حدود حضرموت في الفترة ما قبل الإسلام وبعده، مروراَ بالدولة الأموية و وانتهاءاً بالدولة العباسية حيث تقع حضرموت ما بين عمان شرقاَ و عدن غرباَ وبحر العرب جنوباَ ورمال الأحقاف شمالاَ. هكذا كانت حضرموت إحدى الولايات الإسلامية في عهد الدولة الإسلاميةً وما قبل الإسلام. وبهذا نرى أن حضرموت تشمل حضرموت الحالية (الصغرى) وظفار والمهرة وأرض العوالق سفلاها وعلياها وبيحان وبلاد الفضلي و العواذل، وذهب بعض المؤرخين باعتبار أن الضالع ويافع كانتا ضمن ولاية حضرموت في عهد الخليفة العباسي المأمون (انظر أدوار التاريخ الحضرمي للمؤرخ محمد بن أحمد الشاطري صــ 14). وبذلك نرى أن حضرموت تشكل نحو 90% من أراضي ما يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
ثم إن من أهم الأسباب التي أدت إلى فقدان الهوية الحضرمية هو ظهور نتوءات وتكتلات سياسية ضمن حدود ولاية حضرموت الإسلامية، فظهرت الإمارات والسلطنات والمشيخات، وما تلاها من صراعات بين هذه الكيانات، وبهذا أصبحت الولاءات مبعثرة ومتناثرة حسب السلطنة أو المشيخة، وأصبح الحضارم يعيشون في قمقم السلطنة أو المشيخة للأسف الشديد. وجاء أيضا الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر يدلي بدلوه حيث عزز هذه الولاءات والسلطنات، بل أحياناً أتى بسلاطين من صنيعته وطبق سياسته المعهودة، سياسة "فَـَرِّقْ تـَسُدْ". هكذا دخلت حضرموت منعطفاً تاريخياً خطيراً هدد هوية أبنائها.
والسبب الآخر الذي أدى إلى فقدان الهوية الحضرمية هو ظهور الجبهة القومية في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم حيث قام أنصار الجبهة القومية بتحرير البلاد والعباد من الاستعمار البريطاني والوصايا البريطانية. وهنا لابد من الاعتراف بأن الجبهة القومية قامت بتوحيد حضرموت الكبرى مجدداً بعد أن كانت مبعثرة ومتناثرة تحت عدة مسميات، وفي الوقت نفسه ارتكبت الجبهة القومية خطأً جسيماً عندما سلبت أبناء هذه الأرض هويتهم الحضرمية الحقيقية، حين "يمْــنـَـنـَـت" حضرموت الكبرى من خلال تسميتها "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
في تلك الحقبة التاريخية نجد الدولة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، لأن أبناء حضرموت الكبرى لم يعترفوا بيمننة الدولة على الإطلاق وخصوصاً في الأرياف، وذلك جليُّ في استخدامهم عبارات "ذهبت إلى اليمن" و"أتيت من اليمن" و "ذاك يمني" حين يشار إلى الجمهورية العربية اليمنية ومواطنيها، فالجميع متفقون على أننا لسنا يمنيين، وعندما نسألهم، من أنتم إذاً؟ أو ما هي هويتكم؟ فتجدهم يتلعثمون ويتمتمون فتأتي الإجابة تارةً في طياتها فقدان الهوية وتارةً أخرى فيها استعلاء على الهوية الحضرمية، هذا يقول "مهري" وذاك يقول "واحدي" وآخر يقول "شبواني" أو "أبيني" والخ فنجد من ينسب نفسه إلى مشيخته أو سلطنته السابقة ومنهم من ينسب نفسه إلى محافظته وهكذا.
ألا يُسمى هذا فقدان الهوية؟! إن كان الأمر يتعلق بالجهل أو المعلومات المغلوطة التي نتلقاها في مدارسنا ضمن المؤامرات التي تحاك ضد حضرموت لأن "الزن في الودان أمر من السحر" كما يقول إخواننا المصريون، فأن التوعية والبرامج التثقيفية كفيلة بأن تنهي هذا التخبط، ولكن المشكلة تكمن في الصنف الآخر من الحضارم الذين يستعرون ويستعلون على الهوية الحضرمية وهم يعلمون علم اليقين أنهم جزء من الهوية الحضرمية، ربما كان المطلوب منا- نحن أبناء حضرموت الصغرى- القيام بقطع الطرقات وأعمال السلب والنهب و شن الحروب كل سنتين مثل "حمران العيون" ، عندها سيعترف أولئك متفاخرين بحضرميتهم، وسيناضلون مطالبين بقيام دولة حضرموت الكبرى بدلاً من "الجنوب العربي" الذي أعادنا- أي الآخر- إلى المربع الأول. فالسؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى يقرر"حمران العيون" هويتنا وكل عشر أو عشرين سنة يأتون لنا بهوية جديدة؟. هل مطلوب منا أن "نلقم كل ما يعصده" حمران العيون؟!
نقول لأولئك المستعرين والمستعلين على الهوية الحضرمية ليس هناك ما يستدعي إلى الاستعلاء أو الخجل من المجاهرة بالهوية الحضرمية، لقد ترك لنا آباؤنا وأجدادنا من الإرث العظيم الذي نظل جميعنا نتفاخر به أمام الأمم. لقد عرفتنا كافة الحضارات الإنسانية ومنها اليونانية والمصرية والرومانية والفارسية والإسلامية وغيرها بهويتنا الحضرمية. ألا يكفيكم هذا للاعتراف بحضرميتكم؟!
نحن أحفاد أبي العلاء الحضرمي ووائل بن حجر والأشعث بن قيس الكندي وغيرهم كثر، نحن أحفاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولئك الرجال العِـظام. ألا يكفيكم هذا للمجاهرة بحضرميتكم؟! لقد لعب الحضارم دوراً كبيراً في نشر الإسلام في شرق آسيا وغرب أفريقيا وذلك بشهادة القاصي والداني واعترافه، حتى قال بعض المؤرخين إن الفضل في إسلام نصف مسلمي اليوم يعود لله سبحانه وتعالى ومن ثم الحضارم. ألا يكفيكم هذا للاعتزاز بحضرميتكم؟! وأستغرب كثيراً من أولئك المستعلين على الهوية الحضرمية حين يقدمون ويعرفون أنفسهم بالحضارم في دول الخليج العربي. عجباً، جنوبيون في الداخل وحضرميون في الخارج!
وأستغرب كثيراً من بعض الدعوات التي تطالب بقيام دولة حضرموت في إطار حضرموت الصغرى. أتساءل أيضاً، أليس هذا من شأنه تـقــزيـم حضرموت واختزالها في رقعة جغرافية ضيقة؟!
وسيأتي أبناء شبوة وكذلك المهرة وأبين الخ كـُلٌ يطالب بقيام دولته، وهكذا سنصبح مجزأين ومشتتين ونحن جمعياً حضارم وسنكون فريسة سهلة لأي غزو خارجي أو إقليمي، وعندها لا ندري في المستقبل أي "تـَبـَـع" نحن سنكون بعد "التـَـبَع اليماني"! نحن نتفهم ظهور ثقافات أخرى في إطار حضرموت الكبرى، ولكن هذا الأمر يمكن معالجته من خلال النظام الفيدرالي في إطار حضرموت الكبرى، الذي من خلاله كـُلٌ يحترم خصوصية الآخر. ولكن من غير المعقول ومن غير المقبول التنازل عن الهوية الحضرمية مقابل نسبة بسيطة ممن لا ينتسبون إليها. ومن غير المنصف أيضاً وضع أنصاف الحلول على الطاولة على غرار "الجنوب العربي".
نحن لا نستخف بهذه النسبة البسيطة على الإطلاق وإن كانت 1% ولكن يستطيع أولئك التعبير عن هويتهم والمحافظة عليها من خلال النظام الفيدرالي وتحت سقف الدولة الحضرمية. ونقول في الأخير لأولئك الهاربين من مسمى "اليمن" ورفعوا شعار "الجنوب العربي" إنكم كالمستجير من الرمضاء بالنار لأنه وببساطة شديدة لا فرق من الناحية اللغوية بين الجنوب واليمن لأن كليهما يحملان نفس المعنى.
البريد الإلكتروني:
[email protected]
12/20/2011 محمد الديني
قيل الكثير عن حضرموت وتاريخه العريق، وهنالك بعض الكتاب الذين لهم صولات وجولات في هذا المجال، ولعل من أشهرهم الكاتب صلاح البكري اليافعي في كتابه (تاريخ حضرموت السياسي)، والمؤلف محمد بن أحمد بن عمر الشاطري (أدوار التاريخ الحضرمي) والمؤلف سعيد عوض باوزير (صفحات من التاريخ الحضرمي)، وكذا المؤلف مفتي الديار الحضرمية السيد عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف (إدام القوت أو معجم بلدان حضرموت) وآخرون. وفي واقع الأمر ما دفعني للكتابة هو شعوري بالأسى والألم من حالة التخبط في الهوية لدى شريحة كبيرة من الحضارم في الوقت الراهن، وإن جاز التعبير تسمى هذه الحالة "فقدان الهوية"، وهنالك أسباب كثيرة ساهمت في هذا الأمر ، على الأقل من وجهة نظري، أبرزها الأحداث السياسية التي ألقت بظلالها على حضرموت، وما أعقبها من مؤامرات على حضرموت والحضارم.
قبل أن أستعرض هنا أبرز المحطات التاريخية التي ساهمت إلى حدٍ كبير في فقدان الهوية الحضرمية. دعونا نتعرف أولاَ على حدود حضرموت، ولا ننسى هنا أن الحدود تتغير بتغير الزمان والدول، كما يقال لكل زمان رجال ودول، إلاً أن المؤرخين أجمعوا على حدود حضرموت في الفترة ما قبل الإسلام وبعده، مروراَ بالدولة الأموية و وانتهاءاً بالدولة العباسية حيث تقع حضرموت ما بين عمان شرقاَ و عدن غرباَ وبحر العرب جنوباَ ورمال الأحقاف شمالاَ. هكذا كانت حضرموت إحدى الولايات الإسلامية في عهد الدولة الإسلاميةً وما قبل الإسلام. وبهذا نرى أن حضرموت تشمل حضرموت الحالية (الصغرى) وظفار والمهرة وأرض العوالق سفلاها وعلياها وبيحان وبلاد الفضلي و العواذل، وذهب بعض المؤرخين باعتبار أن الضالع ويافع كانتا ضمن ولاية حضرموت في عهد الخليفة العباسي المأمون (انظر أدوار التاريخ الحضرمي للمؤرخ محمد بن أحمد الشاطري صــ 14). وبذلك نرى أن حضرموت تشكل نحو 90% من أراضي ما يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
ثم إن من أهم الأسباب التي أدت إلى فقدان الهوية الحضرمية هو ظهور نتوءات وتكتلات سياسية ضمن حدود ولاية حضرموت الإسلامية، فظهرت الإمارات والسلطنات والمشيخات، وما تلاها من صراعات بين هذه الكيانات، وبهذا أصبحت الولاءات مبعثرة ومتناثرة حسب السلطنة أو المشيخة، وأصبح الحضارم يعيشون في قمقم السلطنة أو المشيخة للأسف الشديد. وجاء أيضا الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر يدلي بدلوه حيث عزز هذه الولاءات والسلطنات، بل أحياناً أتى بسلاطين من صنيعته وطبق سياسته المعهودة، سياسة "فَـَرِّقْ تـَسُدْ". هكذا دخلت حضرموت منعطفاً تاريخياً خطيراً هدد هوية أبنائها.
والسبب الآخر الذي أدى إلى فقدان الهوية الحضرمية هو ظهور الجبهة القومية في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم حيث قام أنصار الجبهة القومية بتحرير البلاد والعباد من الاستعمار البريطاني والوصايا البريطانية. وهنا لابد من الاعتراف بأن الجبهة القومية قامت بتوحيد حضرموت الكبرى مجدداً بعد أن كانت مبعثرة ومتناثرة تحت عدة مسميات، وفي الوقت نفسه ارتكبت الجبهة القومية خطأً جسيماً عندما سلبت أبناء هذه الأرض هويتهم الحضرمية الحقيقية، حين "يمْــنـَـنـَـت" حضرموت الكبرى من خلال تسميتها "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
في تلك الحقبة التاريخية نجد الدولة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، لأن أبناء حضرموت الكبرى لم يعترفوا بيمننة الدولة على الإطلاق وخصوصاً في الأرياف، وذلك جليُّ في استخدامهم عبارات "ذهبت إلى اليمن" و"أتيت من اليمن" و "ذاك يمني" حين يشار إلى الجمهورية العربية اليمنية ومواطنيها، فالجميع متفقون على أننا لسنا يمنيين، وعندما نسألهم، من أنتم إذاً؟ أو ما هي هويتكم؟ فتجدهم يتلعثمون ويتمتمون فتأتي الإجابة تارةً في طياتها فقدان الهوية وتارةً أخرى فيها استعلاء على الهوية الحضرمية، هذا يقول "مهري" وذاك يقول "واحدي" وآخر يقول "شبواني" أو "أبيني" والخ فنجد من ينسب نفسه إلى مشيخته أو سلطنته السابقة ومنهم من ينسب نفسه إلى محافظته وهكذا.
ألا يُسمى هذا فقدان الهوية؟! إن كان الأمر يتعلق بالجهل أو المعلومات المغلوطة التي نتلقاها في مدارسنا ضمن المؤامرات التي تحاك ضد حضرموت لأن "الزن في الودان أمر من السحر" كما يقول إخواننا المصريون، فأن التوعية والبرامج التثقيفية كفيلة بأن تنهي هذا التخبط، ولكن المشكلة تكمن في الصنف الآخر من الحضارم الذين يستعرون ويستعلون على الهوية الحضرمية وهم يعلمون علم اليقين أنهم جزء من الهوية الحضرمية، ربما كان المطلوب منا- نحن أبناء حضرموت الصغرى- القيام بقطع الطرقات وأعمال السلب والنهب و شن الحروب كل سنتين مثل "حمران العيون" ، عندها سيعترف أولئك متفاخرين بحضرميتهم، وسيناضلون مطالبين بقيام دولة حضرموت الكبرى بدلاً من "الجنوب العربي" الذي أعادنا- أي الآخر- إلى المربع الأول. فالسؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى يقرر"حمران العيون" هويتنا وكل عشر أو عشرين سنة يأتون لنا بهوية جديدة؟. هل مطلوب منا أن "نلقم كل ما يعصده" حمران العيون؟!
نقول لأولئك المستعرين والمستعلين على الهوية الحضرمية ليس هناك ما يستدعي إلى الاستعلاء أو الخجل من المجاهرة بالهوية الحضرمية، لقد ترك لنا آباؤنا وأجدادنا من الإرث العظيم الذي نظل جميعنا نتفاخر به أمام الأمم. لقد عرفتنا كافة الحضارات الإنسانية ومنها اليونانية والمصرية والرومانية والفارسية والإسلامية وغيرها بهويتنا الحضرمية. ألا يكفيكم هذا للاعتراف بحضرميتكم؟!
نحن أحفاد أبي العلاء الحضرمي ووائل بن حجر والأشعث بن قيس الكندي وغيرهم كثر، نحن أحفاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولئك الرجال العِـظام. ألا يكفيكم هذا للمجاهرة بحضرميتكم؟! لقد لعب الحضارم دوراً كبيراً في نشر الإسلام في شرق آسيا وغرب أفريقيا وذلك بشهادة القاصي والداني واعترافه، حتى قال بعض المؤرخين إن الفضل في إسلام نصف مسلمي اليوم يعود لله سبحانه وتعالى ومن ثم الحضارم. ألا يكفيكم هذا للاعتزاز بحضرميتكم؟! وأستغرب كثيراً من أولئك المستعلين على الهوية الحضرمية حين يقدمون ويعرفون أنفسهم بالحضارم في دول الخليج العربي. عجباً، جنوبيون في الداخل وحضرميون في الخارج!
وأستغرب كثيراً من بعض الدعوات التي تطالب بقيام دولة حضرموت في إطار حضرموت الصغرى. أتساءل أيضاً، أليس هذا من شأنه تـقــزيـم حضرموت واختزالها في رقعة جغرافية ضيقة؟!
وسيأتي أبناء شبوة وكذلك المهرة وأبين الخ كـُلٌ يطالب بقيام دولته، وهكذا سنصبح مجزأين ومشتتين ونحن جمعياً حضارم وسنكون فريسة سهلة لأي غزو خارجي أو إقليمي، وعندها لا ندري في المستقبل أي "تـَبـَـع" نحن سنكون بعد "التـَـبَع اليماني"! نحن نتفهم ظهور ثقافات أخرى في إطار حضرموت الكبرى، ولكن هذا الأمر يمكن معالجته من خلال النظام الفيدرالي في إطار حضرموت الكبرى، الذي من خلاله كـُلٌ يحترم خصوصية الآخر. ولكن من غير المعقول ومن غير المقبول التنازل عن الهوية الحضرمية مقابل نسبة بسيطة ممن لا ينتسبون إليها. ومن غير المنصف أيضاً وضع أنصاف الحلول على الطاولة على غرار "الجنوب العربي".
نحن لا نستخف بهذه النسبة البسيطة على الإطلاق وإن كانت 1% ولكن يستطيع أولئك التعبير عن هويتهم والمحافظة عليها من خلال النظام الفيدرالي وتحت سقف الدولة الحضرمية. ونقول في الأخير لأولئك الهاربين من مسمى "اليمن" ورفعوا شعار "الجنوب العربي" إنكم كالمستجير من الرمضاء بالنار لأنه وببساطة شديدة لا فرق من الناحية اللغوية بين الجنوب واليمن لأن كليهما يحملان نفس المعنى.
البريد الإلكتروني:
[email protected]