المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء


Bakkar
03-11-2003, 08:39 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ..} الآية [36 سورة التوبة ].
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (.. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) [رواه البخاري 2958].

والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه .


فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ) [ رواه مسلم 1982 ].
قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم .
ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله .

عاشوراء في التاريخ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ ( قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ) [ رواه البخاري 1865 ].
وصيام عاشوراء كان معروفا حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " .. قال القرطبي : لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام . وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا [ وفي رواية مسلم " كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا " ، وفي رواية له أيضا : " كان أهل خيبر ( اليهود) .. يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم " ] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَصُومُوهُ أَنْتُمْ) [ رواه البخاري] .
وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لأن يوم العيد لا يصام . [انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري ].

وكان صيام عاشوراء من التدرّج الحكيم في تشريع الصيام وفرضه فقد أُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلاثَةَ أَحْوَالٍ , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ الصَّوْمَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ , ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ الصِّيَامَ بِقَوْلِهِ : {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ} [أحكام القرآن للجصاص ج1] ، فانتقل الفرض من صيام عاشوراء إلى صيام رمضان وهذا من الأدلة في أصول الفقه على جواز النسخ من الأخفّ إلى الأثقل .


فضل صيام عاشوراء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ " [ رواه البخاري 1867 ] ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) [رواه مسلم 1976] ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .


أي يوم هو عاشوراء
قال النووي رحمه الله : عَاشُورَاءُ وَتَاسُوعَاءُ اسْمَانِ مَمْدُودَانِ , هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ قَالَ أَصْحَابُنَا : عَاشُورَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ , وَتَاسُوعَاءُ هُوَ التَّاسِعُ مِنْهُ هَذَا مَذْهَبُنَا , وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ ، .. وَهُوَ ظَاهِرُ الأَحَادِيثِ وَمُقْتَضَى إطْلاقِ اللَّفْظِ , وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ . [المجموع]

يتبين من هذا أن : عَاشُورَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ , وَتَاسُوعَاءُ هُوَ التَّاسِعُ مِنْهُ

استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء
روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ رواه مسلم 1916 ].
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر , ونوى صيام التاسع .
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب .


الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء
قال النووي رحمه الله : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا : أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .. الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ , كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ , ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ . الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ . انتهى
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ .. فِي عَاشُورَاءَ : ( لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لاَصُومَنَّ التَّاسِعَ ) [ الفتاوى الكبرى ج6 : سد الذرائع المفضية إلى المحارم ]
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) : ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم [ فتح 4/245 ]


صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟
قال الإمام النووي رحمه الله :
يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .
ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . .. كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ , رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ [المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة ]


عدم الاغترار بثواب الصيام
يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ : صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةٌ فِي الأَجْرِ . قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ : لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ , وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ , فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ , وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ لا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا , فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ . وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ , لاَنَّهُ لا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَلا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ , وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا , كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ , ثُمَّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ , فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلاتِ وَلا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ , إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ , وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ [ الموسوعة الفقهية ج31 : غرور ]


صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان
اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ . فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ , لِكَوْنِ الْقَضَاءِ لا يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ. وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى الْجَوَازِ مَعَ الْكَرَاهَةِ , لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَأْخِيرِ الْوَاجِبِ , قَالَ الدُّسُوقِيُّ : يُكْرَهُ التَّطَوُّعُ بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ صَوْمٌ وَاجِبٌ , كَالْمَنْذُورِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ . سَوَاءٌ كَانَ صَوْمُ التَّطَوُّعِ الَّذِي قَدَّمَهُ عَلَى الصَّوْمِ الْوَاجِبِ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ , أَوْ كَانَ مُؤَكَّدًا , كَعَاشُورَاءَ وَتَاسِعِ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى الرَّاجِحِ . وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى حُرْمَةِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ , وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّطَوُّعِ حِينَئِذٍ وَلَوْ اتَّسَعَ الْوَقْتُ لِلْقَضَاءِ , وَلا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَرْضِ حَتَّى يُقْضِيَهُ [ الموسوعة الفقهية ج28 : صوم التطوع ]

فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج ، ولو صام عرفة وعاشوراء بنية القضاء من الليل أجزأه ذلك في قضاء الفريضة ، وفضل الله عظيم .


بدع عاشوراء
سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ . هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لا ؟
الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ , وَلا غَيْرِهِمْ . وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا الصَّحَابَةِ , وَلا التَّابِعِينَ , لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا , لا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلا فِي السُّنَنِ , وَلا الْمَسَانِيدِ , وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ . وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ ) . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ .

ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ : إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ , وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ , تُظْهِرُ مُوَالاتَهُ , وَمُوَالاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ , وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ , وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .. فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لأهل الضَّلالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا , وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ , وَرِوَايَةِ الأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ , وَالتَّعَصُّبُ , وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ , وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الإسلام , وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ .. وَشَرُّ هَؤُلاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الإسلام , لا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلامِ . فَعَارَضَ هَؤُلاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ , وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ , وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ , وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ , فَوَضَعُوا الأثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالاكْتِحَالِ وَالاخْتِضَابِ , وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ , وَطَبْخِ الأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ , فَصَارَ هَؤُلاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الأَعْيَادِ وَالأَفْرَاحِ . وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الأَحْزَانَ وَالأَتْرَاحَ وَكِلا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ , وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا , وَأَظْهَرَ ظُلْمًا .. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ , لا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ .. وَأَمَّا سَائِرُ الأُمُورِ : مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ . كَصَلاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الاكْتِحَالُ وَالاخْتِضَابُ , أَوْ الاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا مَالِكٌ وَلا الثَّوْرِيُّ , وَلا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلا الأَوْزَاعِيُّ , وَلا الشَّافِعِيُّ , وَلا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلا أَمْثَالُ هَؤُلاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ..[ الفتاوى الكبرى لابن تيمية ]

وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء [ المدخل ج1 يوم عاشوراء ]


نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


المصدر: موقع طريق الاسلام

سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
03-11-2003, 08:46 AM
مشكور وجزاك الله خير اخونا بكااااار 0

تقبل تحياتي وسلامي0

المدودي
03-11-2003, 10:28 AM
تذكرة حسنة يا بكار

وفي ميزان حسناتك إنشاء الله

http://www.mobd3.net/attachment.php?postid=84111

http://www.home4arab.com/members//islam/net_ibrahim/photo/ibrahim-net-3ashraa.gif

http://www.alsakher.com///////////2/attachment.php?postid=488805


تحياتي المدوديه :cool:

معاند بحر
03-14-2003, 12:50 AM
صيام عاشوراء
بالنسبه لصيام يوم عاشورا كيف لما راح النبي الى المد ينه وشا ف اليهو د يصو مونه قال با خلفهم السنه القا د مه وبا صوم 9و10 اولا والله اعلم السنه التا سعه للهجره ما كان ولا يهودي في المدينه حيث اجلا هم الرسول عنها من السنه الثا نيه الى الخا مسه فكيف يقول بعض الناس ان الرسول عليه السلام اخذ فكرة صيام يوم عاشوراء من اليهود
ثانيا- كيف ياخذ الرسول دينه من اليهود وهم الدّ اعداؤه .
ثالثا- علما بان الرسول اتى بوحي من السماء وبدين كامل مكمل وليس بحاجه لاخذ اي شيء من اليهود هذا حوار كان يدور بين بعض الشباب وراحوا ولم يستطع احد منهم ان يقنع الاخر . وسالني احدهم فلم استطع ان اجبه لقلة علمي ارجو الاجابة على هذا السؤال .
والعفو منك


مشكور بكير0

Bakkar
03-14-2003, 12:04 PM
حياك الله يا أخي ;) ....أرجو أن لا تأخذ ردي أدناه بطريقة شخصية و لكن ما ذكرت أعلاه طرح موضوع أكثر أهمية...و هذا ما عندي على قلة بضاعتي و اذا كان هناك من الاخوان من لديه رد مفيد فلا يبخل به كذلك علينا.

طبعا الشباب تركوا شرح العلماء و تعليقهم على الأحاديث المبين أعلاه و قرروا أن يفهموها بطريقتهم و لذلك لم يحسموها و لو ردوها الى الله و الرسول لعلمها الذين يستبطون ( وهم العلماء) لا أنا و لا أنت.

أخي الحبيب: هناك نقطتين تكلموا عليها الشباب عندك :

أولا : توهموا تناقض الحديث مع سياق التاريخ و طبعا نص الحديث لم يقل أن الرسول أمر بصيام عاشورا قبل وفاته بعام بل كما هو مذكور أعلاه فإن الرسول صامه حتى قبل أن يفرض صيام رمضان...و ربما لم يقرر أن يضيف اليه صيام التاسع الا بعد أن ذكر له الناس ان اليهود يتخذونه عيدا فقرر أن يخالفهم و مهما كان التفسير الصحيح لذلك لا يجب أن يتوهم النتاقض خاصة ان العلماء لم يروه كذلك.

ثانيا : "كيف يأخذ الرسول صلى الله عليه و سلم دينه من اليهود"....و لا أدري هل ذكر أعلاه أن الرسول فعل ذلك ..وحاشاه.. لم يذكر ذلك و لم يفهمها العلماء بهذا الشكل فلماذا نريد نحن ان نفهمها كذلك...كما أن الحديث ذكر أن العرب كانت تصومه و لعلها من شرع من مضى ... أي ملة أبراهيم الحنيف و موسى من بعده....و إذا أراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يحيي سنة من مضى من الانبياء فهو ليس من قبيل أخذها من اليهود و في الحالتين سواء أبتدأها هو صلى الله عليه و سلم أو أحياها من سنة الانبياء قبله فكله وحي يوحى و الرسول صلى الله عليه و سلم هو المشرع لنا بأمر الله تعالى.


يا ريت إخواننا الشباب اللي عندك ينتبهون الى هذه النقطة المهمة و هي أن لا نتعامل مباشرة مع النصوص لاننا لا نملك أدوات ذلك و هذه أمور قد أعمل العلماء فيها على مدار قرون طويله جهدهم و اجتهادهم و تركوا لنا علمهم حتى نستفيد منه بدل أن نتخذه موضوع للجدال في فترات ما بعد الغداء و جلسات التبشيك ...و إذا كان الشباب من العلماء الجهابذة أصحاب الاجتهاد و البحث و النظر فلهم أن يعرضوا استنتاجاتهم الرهيبة على غيرهم من العلماء و ليس علينا معشر العامة لاننا لن نتبع الا من عرف علمه و إمامته و إن كانوا مثلنا و أحسبهم كذلك فلهم أن يسألوا العلماء لأن إثارة التساؤلات من هذا القبيل في المنتديات العامة تترك الناس متشككة و نادرا ما تحظى بالإجابة لأن الرواد ليسوا علماء و هم أصلا في مقام النكرات فلا يجب أخذ العلم منهم أيضا....و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين.

صريح جدا
03-16-2003, 11:02 PM
اشكر الاخ بكار على الموضوع القيم وليته ذكر فضائله عن علماء اخرين
اما قضية ان نرد كل شىء بدعة فهل الاغتسال يوميا بدعة حتى لو صادف يوم عاشوراء ام علينا ان لانغتسل فى ذلك اليوم حتى لايكون بدعة
ثم ان الامور المستحسنة مادامت غير شرك اكبر وقد اخبر الرسول صلى الله عليه واله وسلم انه لايخاف على امته الشرك فأعتقد ان الدعاء والنظافة والاحتفال تجعل الناس اكثر روحانية ولو حتى يوم واحد
لا ان يمر يوم من ايام الله له فضله عند رسوله الا وعلينا ان نتاسى به فهو قدوتنا وقد قال ان نا احق بموسى فصوموه وقال العلماء انه يمكن صيام يوم عاشوراء اليوم وحده اومع قبله اى صوم تاسوعاء وعاشوراء والبعض اضاف اليوم الحادى عشر
اى يمكنان يصوم يوم عاشوراء
او تاسوعاء وعاشوراء
اوثلاثة ايام تاسوعاء وعاشوراء واليوم التالى له اى الحادى عشر
راجع فقه السنة للشيخ سيد سابق

الامر الذى يغض الطرف عنه الكثير مننا نحن اهل السنة ان عاشوراء بوم استشهاد الامام سيدنا الحسين عليه السلام الذى اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه واله وسلم حيث قال تقتلك الفئة الباغية فهو سيد شباب الجنة
تعالوا معى لحظات كم مننا يحب ابنه فماذا لو راه وقوم يقطعونه امامه ويسبون اهله فما هو شعوره يا للهول
فما بالكم بسيد الشهداء سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا كنا فعلا نحب الرسول احسن من انفسنا فتصورا موقف مقتل الحسين فى كربلا ء كيف حال الواحد
انا اطلب ان يتفكر الواحد منا فى هذا الامر الجلل ولاتكونوا مثل القاسية قلوبهم بأنه حصل وانتهى نحن نأخذ العبرة
كم منا من يمجد ويشيد بشهداء اليوم وعلى مدار خمسين عاما نصيح ونصرخ لاناس الله اعلم بهم فلماذ انحاول ان نتناسا شهيد الحق فى كربلاء
ستقولون نحن نعرف ذلك وما يحتاج حد يذكرنا اقول كل الامور التى تذكرونها نعرفها فلماذا تذكرونها
كم من المواقع فى الانتر نت تتبعنا نحن اهل السنة عالجت هذه المشاهد من كربلاء وسبط رسول الله يستشهد دفاعا عن الحق وتقتله الفئة الباغية التى لم تقم للمسلمين بعدها قومة صحيحة واجروا وراء زخارف الدنيا لاهثين وراها
علينا ان نجعل هذا اليوم نصب اعيننا بمافيه من فضائل وان لاننسى اهل بيت رسول صلى الله عليه واله وسلم عترته الطاهرة التى اوصى بهم خيرا
فهل تحبون احدا الا وتسمعون كلامه وتنفذونه فأسمعوا كلام الرسول فى اهله وتذكروهم وما حل بهم على الاقل فى ذكرى هذا اليوم
وهذا موضوع اساهم به وليس لمناقشه احد
وفقنا الله لمحبة اهل بيت رسوله وجعلنا ممن يعلم اولاده حب الرسول الاعظم واله الطيبن الطاهرين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى ال سيدنامحمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم فى العالمين انك حميد مجيد

Bakkar
03-17-2003, 08:07 AM
السلام عليكم يا صريح و حياكم الله :)

أولا اللهم آمين على ما أوردته من الدعاء.

المقال أعلاه حول فضل عاشوراء و المحرم لا أحسن كتابة مثله و لم يكن لي من دور سوى نقله عن موقع إذاعة طريق الإسلام و هو موقع قيم جدا و يستفيد منه المسلمون كثيرا و له نشاط دعوي في أوساط المسلمين و غير المسلمين في أمريكا بالإضافة الى عالمنا العربي و ربما كان علي أن أرفق عنوان الموقع ليسهل الإفادة منه في مواضيع أخرى.

و هاكم الموقع: www.islamway.com (http://www.islamway.com)

و أعتقد أن العبرة ليس في عدد العلماء الذين يذكرون في باب الدعوة الى فضائل الأعمال و يكفينا مما ذكر أعلاه و لو حديث واحد و حسبنا في علماء من أمثال النووي و ابن تيمية الكفاية في التنبيه على فضل عاشوراء ما دام ذلك سيحفزنا على اتباع سنة حميدة كهذه و على كل جزى الله خيرا كاتب هذا المقال.

أما ما أوردت من تعليق على موضوع البدع فهذا ليس لمثلي التعقيب عليه خصوصا ان المقال ذكر رأي علماء من علماء اهل السنة في ذلك مثل ابن تيمية و ابن الحاج.

و لأن موضوع المقال في فضائل عاشوراء فليس من اللائق ذكر استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام و ثلة من صفوة البيت النبوي الشريف عليهم السلام لأن ذلك من المصائب و المحن و ليس من فضائل عاشوراء.

حقيقة أخي الكريم المحن التى حلت بأمتنا بفقد أئمة أعلام من خيرة هذه الأمة كثيرة و منذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فقد المسلمون الكثير منهم فهناك شهداء بدر ثم شهداء أحد و على رأسهم سيد الشهداء سيدنا حمزة رضي الله عنه ثم توالت قوافل الشهداء. و حتى وفاة سيد الخلق كلهم صلى الله عليه و سلم و إن لم يكن قتلا كان أمرا جللا و فادحا جعل أناس برجاحة سيدنا عمر و قوة إيمانه يذهلون و كادوا يطيشون....ثم كان استشهاد فاروق الإسلام سيدنا عمر رضي الله عنه نفسه على يد الحقد المجوسي الغادر ثم سيدت عثمان ذي النورين رضي الله عنه على يد الفتنة الخبيثة التى أشعلها المنافقون و اليهود و الموتورون ثم كانت فاجعة الأمة كذلك في إستشهادسيدنا الإمام علي كرم الله و جهه على يد الفكر الخارجي المارق ثم مأساء استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه على يد دعاة البغي و أرباب النعرة الجاهلية و لا زالت قوافل الشهداء في سبيل إعلاء الحق و إبطال الباطل تتوالى و عزاؤنا في كل هؤلاء ان شهادتهم كرامة لهم من الله و ذخرا لأمتهم من بعدهم و كل دم يراق في سبيل الله عاقبته كرامة عند الله و نصرا للحق و أهله.

و حاشا أئمة الإسلام من أهل السنة وهم علماؤنا ورثة العهد النبوي و من بعده من علماء السلف و الخلف على مر العصور أن يكون عدم اتخاذهم لتأريخ هذه الفواجع مناسبة للندب و العويل و التباكي كما هو حال شيعة الرافضه و الإثنىعشريه...حاشاه ان يكون تقصيرا أو غضا للطرف و لكن ليس منهج الأمة التباكي على تضحيات نعلم يقينا انها لم تذهب سدى و حري بمن يريد أن يفني الساعات في البكاء على شهيد بمقام الحسين عليه السلام أن يبذل و لو عشرها في تدارس سيرته الطاهرة و التأسي بخلق ربيب اليد النبوية الشريفة.

و لا شك أن حب آل البيت و إعطائهم حقهم من التكريم غير ملازم لمجرد إحياء مثل هذه المناسبات المؤلمة و لم يكن فعل الرافضة و الإثنىعشرية في هذا الباب دليل حب فهم يتباكون على خذلهم له و يظنونها خطيئة موروثة لكل آت من بعد الذين خذلوه في زمانه ثم يجاهرون بكل صراحة في مخالفة أهل السنة في أصولهم و فروعهم فيسبون الصحابة الكرام و يكفرونهم و يقولون بتحريف القرآن و يرفضون مراجع الحديث المعتمدة الى غير ذلك من العظائم . كما أن امتناع أهل السنة على مر العصور عن هذا الفعل ليس دليلا على عدم محبة لا سيما و ان أهل السنة هم أهل الاتباع الحق للرسول صلى الله عليه و سلم و للخلفاء الراشدين المهديين من بعده.

هذا و سامحونا على الإطالة و أستغفر الله على التقصير و الخطأ.

اللهم وفقنا لأن نكون من أهل الحب الحق و الإتباع الحق و العمل الحق و اجعل ذلك خالصا لوجهك الحق و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و صحابته الميامين...آمين.