مشاهدة النسخة كاملة : فروع السادة آل باوزير العباسيين االحضارم
يقول الله جل وعلى في محكم كتابه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات : 13]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ماتصلون به أرحامكم )
أحببت أن أقدم للمهتمين منكم سواء من آل باوزير أو غيرهم من أخواننا الكرام من جميع عوائل وقبائل المجتمع الحضرمي نبذه مختصرة عن فروع أسرة كبيرة وعريقة من أسر حضرموت هي أسرة آل باوزير العباسية الهاشمية القرشية .. وهدفي الأساسي من ذلك هو تحقيق التعارف الذي كانت حكمة الله سبحانه وتعالى بجعلنا شعوبا وقبائل تنصب عليه .. أضف الى ذلك ما سبق وأن قرأته في المنتدى قبل أن أصبح عضوا فيه من الإستفسارات والتساؤلات حول هذا الموضوع .. ورأيت أنه من واجبي لهذه الأسرة أن أقدم مساهماتي بما يتوفر لدي من مراجع والتعريف بهذه الأسرة .. متمنيا من جميع المهتمين المشاركة والإضافة شاكرا ومقدرا لكم ..
تعتبر أسرة آل باوزير من الأسر الحضرمية الكبيرة كثيرة العدد و متعددة الفروع .. وتنتشر جماعات من هذه الأسرة في أصقاع عديدة من العالم هاجرت منذ وقت طويل كما هو الحال في الكثير من الأسر والقبائل في حضرموت .. سواءاً إلى جنوب شرق آسيا أو شرق أفريقيا أو الخليج أو غيرها من البلاد .. ويعود جلهم إلى الأشراف آل باوزير في حضرموت وقد اهتم السادة آل باوزير خلال تاريخهم بتوثيق أنسابهم لعدة أسباب أهمها بالإضافة إلى شرف هذا النسب العباسي الهاشمي القرشي من آل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بالأوقاف العديدة التي تعود لهذه الأسرة والتي اوقفها اجدادهم عليهم .. وإيجاد وثيقة يمكن الرجوع إليها لإثبات من يمكن أن ينسب نفسه لآل باوزير .. وفي الحقيقة يمكن أن نقسم آل باوزير إلى قسمين .. قسم منهم في حضرموت الساحل ( غيل باوزير وما حوله ) والآخر في حضرموت الداخل ( وادي دوعن وما حوله ) ..و يلتقون في جدهم السيدالشريف محمد ( مول عرف ) بن سالم ( الشيرازي مول الحويب ) بن عبد الله ( مول المحطه توفي سنة 581 للهجرة ) بن يعقوب ( وهو أول من جاء من آل الوزير من بغداد إلى حضرموت والمتوفي في المكلا سنة 553 للهجرة حيث دفن في الكثيب المعروف الآن بتربة يعقوب وضريحه المشهور بها ) بن يوسف بن علي وزير الخليفتين المسترشد والمقتفي وقد قال الهمذاني لم يل الوزارة عباسي سواه , وقال ابن كثير : لايعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره , وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : كان صدرا مهيبا نبيلا كامل السؤدد , دقيق الفهم بعيد النظر ) وهو بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن الإمام محمد الكامل بن الإمام علي السجاد بن عبدالله ( حبر الأمة وترجمان القرآن ) بن العباس ( عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ) بن عبدالمطلب .........
لقد أشتهر عدد كبير من أفراد هذه الأسرة عبر القرون بالزهد والتقوى والخير والصلاح في غالبية بقاع حضرموت . ويجدر بالذكر هنا أيضا أن هذه الأسرة فريدة في صفوف الأسر البارزة المهاجرة إلى حضرموت من ناحية أنه برغم خلفيتها التاريخية وصلتها بالحكم وشؤونه في العراق , فإنها لم تحاول يوم ما أن تسعى للحصول على السلطة السياسية الخالصة , مثلما سعت إليها في فترات من تاريخها بعض الأسر الأخرى التي أتت من خلفية مثلها وكانت تتمتع بمكانة متميزة في صفوف المجتمع الحضرمي.
وللشريف محمد بن سالم بن عبدالله رحمه الله ثلاثة من الأبناء ينتمي إليهم جل فروع الأشراف آل باوزير مع ملاحظة أن بعض أسماء هذه الفروع قد تتشابه مع أسماء قبائل أخرى في حضرموت لذا يجب التفريق بينهم وهم كالتالي :
الإبن الأول هو الشريف عمر بن محمد بن سالم ( جد آل باوزير في غيل باوزير وتربته في غيل عمر ) وهو والد الشريف عبد الرحيم بن عمر ( مول الدعامة مؤسس غيل باوزير والمتوفى فيها في منتصف شعبان عام 747 للهجرة ) والذي تتفرع ذريته إلى الفروع التالية :
آل بن يعقوب
آل بن غوث
آل بن شيخان
آل بن قويرة
آل مشمع
آل بن هاوي
آل بلحيد
آل بن طاهر
آل هبري ( وهم في سواحل في أرض يقال لها أنقا زيا وفي الغيل وهم يختلفون عن عائلة باهبري)
آل باعوض آل بكيران
آل بو ست ( في شحير )
آل باعبدالله
آل حبراس ( في ساه )
آل بن عقيل
الإبن الثاني هو الشريف أبوبكر بن محمد بن سالم ( وتربته بحورة ) والد كل من :
1 - الشريف أحمد بن أبو بكر بن محمد والذي تتفرع ذريته إلى الفروع التالية :
آل عثمان
آل البيتي ( في بلدة عينات وهم يختلفون عن عائلة البيتي باعلوي )
آل عبدالله بن ياسين ( في ساه )
آل طاهر ( في حدبة )
آل سنكر ( في سيؤون)
آل الشيبة ( بوادي العين وهم يختلفون عن عائلة بن الشيبة المنسبين إلى شداد من آل عمر باعمر )
2 – الشريف عبدالرحمن بن أبو بكر بن محمد والذي تتفرع ذريته إلى الفروع التالية :
آل الخطيب
آل التقي
آل الضم
آل بامحمد
آل أحمد
آل بن عبدالمعبود
آل باعلي
آل بلفقيه ( بفتح الفاء وسكون القاف وفتح الياء ) بشبام حضرموت و قديما في منوب
آل بن عبد اللطيف
آل بن عبدالباسط
أما الإبن الثالث فهو الشريف سعيد بن محمد بن سالم ( وهو كثير الذرية وتربته بحورة ) والد كل من :
1 - الشريف حسن بن سعيد بن محمد :
جد آل بن حسن
2 – الشريف أحمد بن سعيد ( مول الرحا ) بن محمد والذي تتفرع ذريته إلى الفروع التالية :
آل المعطي
آل الشعرة
آل المساجده
آل عبدالقيوم
آل عبدالحق
آل عون
آل جنيد ( وهم يختلفون عن عائلة جنيد باعلوي)
آل بو هادي
آل الرحبة
3 – الشريف عبدالله بن سعيد بن محمد
جد آل الشيخ ( في ساه )
4 – الشريف أبوبكر بن سعيد بن محمد
آل الرابية
آل موفس
5 – الشريف علي بن سعيد بن محمد
جد آل الديدو
6 – الشريف عمر بن سعيد بن محمد والذي تتفرع ذريته إلى الفروع التالية :
آل عبدالقوي
آل ملاح
آل وردود
آل الفرغد
آل عبدالصمد
آل النهيم
آل سعيد بن شيخ
آل عثمان
7 – الشريف محمد بن سعيد بن محمد :
وهو جد آل النقعة
آل عبد القادر ( الملقب بالعطيشي )
آل أحمد المجروب
ومن المعلوم أن بعضا هذه الفروع تتفرع إلى بطون أيضا , وقد ذكر الشيخ عبد الله بن أحمد بن محسن الناخبي في كتابه المعنون ( شذور من مناجم الأحقاف ) بعضا من هذه الفروع وغيرها بقوله : ( .. الباوزير من القبائل القديمة بحضرموت , عاشت في وادي العين حيث لايزال توجد أقسام منهم وهي آل جنيد , آل سهيل , آل عبد الرحمن , آل نهيم , آل عبد الصمد , آل عثمان , آل حبراس , آل بن شيخ , آل عبد الرحيم , آل قدير , آل الديراني وغيرهم , انتشروا في وادي عمد وساه وعدم وغيل باوزير والخربة بالقرب من فوه ووادي جعيمة بالدولة الكثيرية .. ) انتهى كلامه
هذا مااستطعت جمعه من فروع آل باوزير من المصادر المختلفة المتاحة لدي في الوقت الحالي وبعض النسخ عن المشجرات الموجوده في حضرموت والتي تواتر فيها النسب أبا عن جد بشهادة أصحاب العلم والمعرفة والإختصاص والمشجرات الممهورة بأختام الجهات المختصة .. وفي الحقيقة فإنه يسعدني أن يساهم أي من الإخوة من آل باوزير أو غيرهم بأي ملاحظة أو مساهمة وسأكون له من الشاكرين ..
ملاحظة هامة : هناك عوائل أو قبائل تتشابه أسمائها مع أسماء فروع من آل بالوزير إلا أنها ليست من آل باوزير فقط للتنوية. tawhid
ربيع منقوش
02-08-2010, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
باغوزه
02-08-2010, 06:43 PM
و يلتقون في جدهم السيدالشريف محمد ( مول عرف ) بن سالم ( الشيرازي مول الحويب ) بن عبد الله ( مول المحطه توفي سنة 581 للهجرة ) بن يعقوب ( وهو أول من جاء من آل الوزير من بغداد إلى حضرموت والمتوفي في المكلا سنة 553 للهجرة حيث دفن في الكثيب المعروف الآن بتربة يعقوب وضريحه المشهور بها ) بن يوسف بن علي وزير الخليفتين المسترشد والمقتفي وقد قال الهمذاني لم يل الوزارة عباسي سواه , وقال ابن كثير : لايعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره , وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : كان صدرا مهيبا نبيلا كامل السؤدد , دقيق الفهم بعيد النظر ) وهو بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن الإمام محمد الكامل بن الإمام علي السجاد بن عبدالله ( حبر الأمة وترجمان القرآن ) بن العباس ( عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ) بن عبدالمطلب .........
هناك فرق بين ( الوزير ) والمقصود به فى سياق موضوعك اخي الكريم والذي ينسب الى العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين ( آل باوزير ) والتى لاصلة لهم بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما اوردته بعض الكتب والمراجع والمعروف ان آل باوزير مشايخ وال الوزير ساده ونأمل التوضيح فى ما يتعلق بذلك بغض النظر عما يورد فى مواقع الانترنت وعما تظهره هذه المواقع من عباسية آل باوزير وقرشيتهم .
نحن بمشاركتنا هذه نطلب التوضيح وكيف اصبح الوزير باوزير ومنكم نستفيد
لك فائق تحياتى
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ال باوزير كانوا يعرفون من قبل ب ال الوزير لان جدهم علي بن طراد كان هو الوحيد من بني العباس الذي تولى الوزارة والى بعض المراجع التاريخية
السادة آل باوزير من واقع المراجع والمخطوطات
السادة الكرام, أقدم لكم هذه النبذة عن السادة آل باوزير العباسيين المنتسبين إلى إبراهيم الإمام بن محمد الكامل بن علي السجاد بن حبر الأمة عبدالله بن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
وقد مرت بي العديد من التساؤلات من خلال تصفحي لبعض المواقع على الإنترنت, ووجدت البعض القليل ممن يتطاول على نسب هذه الأسرة الهاشمية الشريفة, ومنهم من ادعى متهكما بأن إنتمائهم لبني العباس لم يعرف إلا في السنوات الأخيرة,أو انهم من الوزراء البرامكة كل ذلك نتيجة للجهل بأن هناك وزراء عباسيون هاشميون في دولة الخلافة العباسية, فاذا ذكر الوزراء لايعلم هؤلاء عن تاريخ الوزارة في العصر العباسي الممتد لقرون ,سوى وزراء أمير المؤمنين هارون الرشيد,وينسون ماروي عن سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : خلال من خلال الجاهلية : الطعن في الأنساب والنياحة
رواه البخاري في صحيحه 3850
لذا أقدم هذه النبذة المدعمة بالوثائق والمراجع الدالة على أصالة هذه الأسرة الشريفة الضاربة جذورها في أعماق الدوحة الهاشمية الطاهرة,ونسأل الله الأجر والمثوبة في ذودنا عن آل بيت نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, وقد قسمت هذه النبذة على ثلاثة محاور رئيسية, سبب تسمية آل باوزير بهذا الإسم, و تراجم كبار الأسرة من أمهات الكتب,و شهادات مختلفة للسادة آل باوزير على امتداد القرون بأنهم عباسيون هاشميون من واقع المراجع, بالإضافة إلى الوثائق والمخطوطات التاريخية المحفوظة في أرشيف الأمانة العامة للسادة العباسيين التي زودنا بها الأمين العام للسادة العباسيين السيد الشريف حسني بن أحمد العباسي, وسنعرض جزء منها ممايظهر الحق ويجليه لكل قارئ أراد الحقيقة وابتعد عن الأهواء والشبهات, نترككم مع النبذة التي نتمنى أن تنال رضاكم واستحسانكم وأن تجدوا فيها كل مفيد.
سبب التسمية:
لقب آل الوزير بهذا اللقب نسبة إلى علم من أعلام البيت العباسي الهاشمي, وممن شهد له العلماء بفقهه وورعه الوزير العباسي ,والذي كان وزيرا لأمير المؤمنين المسترشد بالله والمقتفي,الشريف النقيب أبو القاسم علي بن النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبدالوهاب بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد الكامل بن علي السجاد بن حبر الأمة عبدالله بن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
ترجمة الوزير العباسي:
جاء في سيرأعلام النبلاء للإمام الذهبي, الطبقة الثامنة والعشرون:
ابن طرادالوزير الكبير، أبو القاسم، علي بن النقيب الكامل أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي، الهاشمي العباسي الزينبي البغدادي. مر أبوه وأعمامه.ولد سنة اثنتين وستين وأربع مئة.سمع من أبيه، وعميه أبي نصر وأبي طالب، وأبي القاسم بن البسري، ورزق الله التميمي، وابن طلحة النعالي، ونظام الملك، وعدة.وأجاز له أبو جعفر بن المسلمة.روى الكثير.وحدث عنه: أبو أحمد بن سكينة، وأبو سعد السمعاني، وأبو القاسم ابن عساكر، وعبد الرحمن بن أحمد بن عصية، وطائفة سواهم.
وكان يصلح لإمرة المؤمنين، ولي أولاً نقابة العباسيين بعد والده، وعظم شأنه إلى أن وزر للمسترشد سنة 523، فقلد أخاه أبا الحسن محمد بن طراد النقابة، ثم في شعبان سنة ست وعشرين قبض على الوزير علي، وحبس، واحتيط على أمواله ونائبه، وأقاموا في نيابة الوزارة محمد بن الأنباري، ثم أطلق بعد أربعة أشهر، وقرر عليه مال يزنه، ووزر أنوشروان قليلاً، ثم أعيد ابن طراد إلى الوزارة سنة ثمان وعشرين، وزيد في تفخيمه.
ثم سار في خدمة المسترشد لحرب مسعود بن محمد بن ملكشاه، فلما قتل المسترشد قبضوا على الوزير، ثم توجه مسعود بجيشه إلى بغداد ومعه الوزير أبو القاسم، فوصل الوزير سالماً، وقد هرب الراشد بالله ولد المسترشد إلى الموصل، فدبر الوزير في خلعه، وبايع المقتفي، فاستوزره، وعظم ملكه، فلم يزل على الوزارة إلى أن هرب إلى دار السلطان مستجيراً بها لأمر خافه، وناب في الوزارة قاضي القضاة الزينبي، وذلك في سنة أربع وثلاثين،ثم استوزر المقتفي ابن جهير، ثم قدم السلطان مسعود بغداد سنة ست وثلاثين، ولزم ابن طراد بيته إلى أن توفي.
قال السمعاني: كان علي بن طراد صدراً مهيباً وقوراً، دقيق النظر، حاد الفراسة، عارفاً بالأمور السنية العظام، شجاعاً جريئاً، خلع الراشد، وجمع الناس على خلعه ومبايعة المقتفي في يوم، ثم إن المقتفي تغير رأيه فيه، وهم بالقبض عليه، فالتجأ إلى دار السطان، فلما قدم السلطان أمر بحمله إلى داره مكرماً، فاشتغل بالعبادة، وكان كثير التلاوة والصلاة، دائم البشر، له إدرار على القراء والزهاد، قرأت عليه الكثير، وكان يكرمني غاية الإكرام، وأول ما دخلت عليه في وزارته قال: مرحباً بصنعة لا تنفق إلا عند الموت.
قال أحمد بن صالح الجيلي: مات الوزير شرف الدين علي بن طراد في مستهل رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة، وشيعه وزير الوقت أبو نصر ابن جهير وخلائق، رحمه الله.اهـ
بعد أن قدمنا سيرة الوزير العباسي من واقع ماذكره الإمام الذهبي في ترجمته نفصل إنتساب هذه الأسرة إليه فنقول:
ينتسب السادة الباوزيريين إلى الشريف يوسف بن الوزيرعلي بن طراد العباسي, وقد أعقب يوسف ابنا اسمه يعقوب,وهو المدفون في المكلا في المقبرة المسماة باسمه, وقد جاء ذكر الشريف يوسف بن الوزير علي العباسي في التذكرة للعبيدلي, المؤلف في القرن السابع الهجري بكامل نسبه المرتقي إلى عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
ترجمة الشريف يعقوب بن يوسف العباسي وقصة قدومه إلى حضرموت:
الشريف يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الإمام,توفي والده وهو طفل وكفله جده الوزير العباسي علي بن طراد المولود سنة 450هــ والمتوفى سنة 538هــ ولم يعمر والده يوسف وتوفي في سن صغيرة وكانت الفترة التي ولد فيها يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد مضطربة سياسيا, وفي نفس الوقت تزهر بغداد بعلماء التصوف من أمثال الغزالي والشيخ عبد القادر الجيلاني وأحمد الرفاعي, مما انعكس على نفس الشاب الشريف يعقوب بن يوسف بن طراد وجعله يسلك مسلك التصوف.
نشأته:اهتم جده علي بن طراد الوزير بتعليمه فحفظ القرآن الكريم وكان يدرس المذهب الشافعي وخالط وجالس أكثر أوقاته أحمد الرفاعي في البصرة بالعراق وأخذ عن الإمام السهروردي وسيدي حماد الدباس وسيدي عدي بن مسافر وسيدي علي بن الهيتمي وسيدي أبو الوفاء وسيدي منصور وغيرهم وسافر إلى الحجاز وأخذ العلم على علماء الحرمين الشريفين ورجع بعد ذلك إلى العراق عند جده فزوجه وذلك حوالي عام 518هــ وأنجب ثلاثة أولاد وهم عبدالله ويوسف وعمر, وأحسن تربيتهم وأنشأهم على الزهد وحسن الخلق, وعندما استشهد الخليفة المسترشد عام 529هــ انتقل هو وأولاده من بغداد الجديدة إلى بغداد القديمة واستقر بها لعام 534هــ وهي السنة التي توفي فيها جده علي بن طراد.
قبر السيد يعقوب بن يوسف العباسي في المكلا بالمقبرة المسماة باسمه
سافر هو وأولاده إلى جهة شيراز وزوج ولده عبدالله من إحدى العباسيات وأنجبت ولدا وهو سالم بن عبدالله ورجعوا مرة ثانية إلى بغداد وذلك في سنة 553هــ ثم ارتحلوا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وزيارة المدينة المنورة وبعد ذلك اتجهوا نحو اليمن عن طريق البحر وساءت حالت الشريف يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد ونزلوا من السفينة إلى جهة المكلا حاليا, وتوفي فيها الشريف يعقوب سنة 553هــ وقبره معروف هناك وعليه قبة, أعقب يوسف وعمر وعبدالله.وبعد وفاته رحمه الله انتقلت ذريته إلى الشحر فأقاموا بها واستوطنوها ونشروا العلم فالتف حولهم الأهالي لماعرفوه من حسن دينهم وأخلاقهم الكريمة.وكان ابنه الشريف عبدالله بن يعقوب بأرض حجر يعلم الناس ويدعوهم إلى الله أدركته المنية ومنه انتشرت أسرة الوزير أو باوزير كما اصطلح عليه الناس في حضرموت.
وتزوج الشريف سالم بن عبدالله ابنة شيخ قبيلة المسيلييين بقرية عرف فأنجبت له الشريف محمد وهو الجد الأعلى للسادة آل باوزير وأول مولود من هذا البيت العباسي يولد في حضرموت.
السادة آل باوزير وشهرة نسبهم بين معاصريهم من أهل حضرموت ونسابين الأشراف العباسيين:
1- وثقت الأمانة العامة للسادة العباسيين نسب السادة آل باوزير وأضافه الشريف حسني بن أحمد العباسي الأمين العام للسادة العباسيين ضمن مشجر الجوهر والألماس في أنساب بني العباس وكتاب الأساس في أنساب بني العباس.
2- ذكر العبيدلي في التذكر المؤلفة في عام632هــ نسب الشريف يوسف بن الوزير علي العباسي جد السادة آل باوزير بكامل نسبه المرتقي إلى عم رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه.
3- أشار النسابة السيد مرتضى الزبيدي إلى السادة آل باوزير في كتابه جذوة الإقتباس في نسب بني العباس المؤلف عام 1171هــ.
4- قال النسابة بدر الدين أبو الفضل سالم بن أحمد المعروف بابن جندان با علوي في كتابه الدرر والياقوت:
آل باوزير عباسيون من بني هاشم النسب بالتواتر عند أهل العلم من السادات والمشايخ في حضرموت, وذكر أيضا في كتابه أن لديه وثائق للأشراف العباسيين في اليمن منهم السادة آل باوزير.
5- قال سالم بن جندان باعلوي:جاء عند الإمام النسابة الحسين بن ناصر الدين البغدادي المتوفى سنة 1068هــ أن آل الوزير ((باوزير)) الذين رحل جدهم الوزير الشريف يعقوب بن يوسف بن علي العباسي إلى حضرموت هم عباسيو النسب لاشك في إنتمائهم إلى العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن نسبهم مضبوط عند النسابين العباسيين في كل زمان ولا تزال نسبتهم قوية وشهيرة.
الوثائق والمخطوطات:
جزء من وثيقة تعود لبدايات القرن العاشر الهجري تحديدا عام 950هــ جددت عام 1339هــ تتحدث عن مشيخة القبائل في حضرموت:
جاء في المخطوطة:
(وابنه عبدالله بن أحمد وارثه ونائبه والقائم من بعده منصب العصابة الباوزيرية العباسية الهاشمية والقبائل القحطانية)
ومنصب عند أهل حضرموت بمعنى شيخ القبيلة أو عميد الأسرة.
جاء في المخطوطة:
(...سلالة البضعة الهاشمية وورع الدوحة المصطفوية الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن الخطيب( والسادة آل الخطيب المذكورين, أحد تفرعات السادة آل باوزير في حضرموت)مخطوطة من كتاب البدر المنير للسيد مزاحم آل باوزير العباسي
جاء في المخطوطة :
(سأل بضهم الإمام المحقق والبدر المدقق علامة الدنيا والدين الوجيه السيد الشريف عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بن الفقيه باعلوي عن نسب آل أبي وزير قال سمعت من جدي لأمي السيد الشريف عبدالرحمن بن محمد العيدروس صاحب الدشته يقول أن آل أبي وزير من بني العباس )
جزء من قصيدة مدح للسيد عبدالله بن يعقوب باوزير العباسي من الهمداني بمكة أعطاها لابنه سالم في عودته لحضرموت بعد أن قرأ لى علماء مكة وقال بعد أن مدحه وأثنى على فقهه وورعه وتلقيه العلم من الشيخ الجيلاني:
ولم لا وهو من شجرة طاب أصلها*****ومن آل من المرسلين ختام
له من لدن العباس نسبا وانمـا*****ومن شيخ جيلان اغتذاذ وافتطام
شريف نسيـــب ذو جاه وسؤدد*****وكل مريد يبلغه مايـــــــــــــرام
جزء من قصيدة باللهجة الحضرمية للشيخ سعيد بن عمر بالحاف من ديون له في الحقائق وقد شرح بعد قصائده السيد عقيل بن عمر باعلوي كماذكر ذلك الحبيب عيدروس بن عمر بن عيدروس الحبشي في الجزء الأول من كتابه عقد اليواقيت الجوهرية وسمط العين الذهية
أستاذنا والموالي***عبدالله القطب والــــــــــــــــي
وأولاد أهل الكمال سالم****وله حال حامـــــــــــل
وابنه خضم اللطائــــــــف****بحر الدرر والمعارف
محمد الحبر عارف ****إمام صديق كامــــــــــــــل
آل الوزير أصلح الناس****أشراف من نسل عباس
المصادر:
-الأساس في أنساب بني العباس للشريف حسني بن أحمد العباسي.
-مشجر الجوهر والألماس في أنساب بني العباس للسيد حسني العباسي.
-خطرات الأنفاس في تراجم بني العباس للشريف حسني العباسي.
- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
-التذكر للعبيدلي 632هــ.
-جذوة الإقتباس في نسب بني العباس للسيد مرتضى الزبيدي العلوي 1171هــ.
-الدرر والياقوت لبدر الدين سالم بن أحمد باعلوي.
-البدر المنير للسيد مزاحم باوزير.
-وثائق محفوظة في أرشيف الأمانة العامة للسادة العباسيين
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:18 AM
آل باوزير كما ذكروا في كتاب : المختصر في تاريخ حضرموت العام
تأليف محمد عبد القادر بامطرف
آل بــاوزير:
في بداية القرن السادس الهجري (1107م) ولد في مدينة (بغداد) يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد.
توفي والد يعقوب و هو صبي فكفله جده علي بن طراد و كان وزيرا (من هنا جاءت تسمية آل بـــاوزير ) لأحد الخلفاء العباسيين. و مات جده سنة 538 هــ (1143م).
و هاجر يعقوب بن يوسف هو و أبناؤه عمر، عبد الله ، و يوسف و حفيده سالم بن عبدالله إلى حضرموت ، و نزلوا بقرية (المكلا) و كانت هذه القرية حين قدوم آل الوزير( أو آل باوزير) إليها مكونة من عدة أكواخ للصيادين مقيمين بها ، و تقع القرية إلى جنوب كثيب أبيض ، يطوق المنطقة المعروفة بحي الشهيد خــــــالد ،و مات يعقوب بالمكلا سنة 553هــ (1158م) و دفن بكثيبها الأبيض ( الذي يعرف اليوم بتربة يعقوب) و أقيمت على قبره في تاريخ متأخر غير معروف قبته المشهورة القائمة إلى يومنا هذا.
و قد أقام أحد السلاطين آل كساد مقبرة لتكون مدفنا لأمواته بجوار قبر الشيخ يعقوب. و لم تطب الإقامة لأبناء يعقوب بن يوسف بقرية المكلا فارتحلوا إلى مدينة الشحر و كانت حينئذ مدينة عامرة على الساحل الحضرمي. و من الشحر --- و دفن بمنطقة الخور*. و لم يخلف عقبا. و مات عبد الله (و كان يلقب بالشيرازي) (49) بالشحر، و هو المعروف (بمولى المحطة) و قبره معروف و قائم إلى اليوم.
و خلف - سالم**- ابنا اسمه (محمد). و هو الجد الأول لآل باوزير جميعهم و هوأيضا المعروف بـــ (مولى عرف) (50). و خلف محمد ثلاثة أبناء هم:
1) أبو بكر ، وهو جد آل بـــاوزير بمنطقة حورة و النقعة المجاورة لها ، و صاحب المسجد الجامع بحورة و الصدقات و الأوقاف التي بتلك المنطقة.
2) سعيد، و هو جد آل بــاوزير سكلن قرية (النقعة) المجاور لمدينة (غيل باوزير). و قد خلف سعيد ابنا إسمه (أحمد) و هو صاحب القبر الذي تقام له زيارة النقعة المشهورة عند البدو و الحضر.
3) عمر، و هو المدفون بالغيل الأسفل سـنة(712هــ) (1312م) و الذي عرف فيما بعد باسم ((غيل عمر)) بوادي (عدم). و مات عمر بالغيل الأسفل و دفن بها و قبره يزار إلى اليوم، و خلف عمر ابنا اسمه (عبدالرحيم) و هو المدفون بمدينة الغيل و التي عرفت فيما بعد بغيل باوزير سنة 706هــ (1306م) و قد توفي عبد الرحيم بغيل باوزير سنة 747هــ (1346م).
و إلى هؤلاء المشائخ ينتمي بقية المشائخ آل باوزير المنتشرون في الجهات الحضرمية و خارجها.
و مما اشتهر به المشائخ آل باوزير و يذكر لهم بكل خير ديار الصدقة لعابري السبيل في أرجاء متعددة من أوديةحضرموت و كانوا يوقفون النخيل و الأراضي الزراعية على هذه الديار لتصرف إيراداتها في إيواء المسافرين والغرباء و إطعامهم مجانا و لوجه الله و يعيينون على نفقة الوقف رجالا معروفين بالأمانة و النزاهة ((ليقوموا بواجب الضيافة لعابري السبيل)).
***
(49) لأنه كان قد سافر من بغداد إلى شيراز و تزوج بها أم ابنه سالم.
(50) لأنه ولد و توفي بها.
* ملاحظة من مشرف الموقع: من الواضح أن السياق غير مكتمل هنا و أن عدة جمل قد سقطت سهوا عند طباعة الكتاب. و لعل المؤلف يشير إلى تجوال يوسف بن يعقوب لتعليم الناس و دعوتهم إلى الله ثم وفاته في أرض حجر حيث قبر هناك، و كذلك إلى موت أخيه عمر بعد برهة وجيزة و دفنه بالخور غربي مدينة الشحر. أنظر "هجرة آل الوزير" و "الشيرازي الحضرمي" لمزيد من التفاصيل .
** ملاحظة من مشرف الموقع: ورد في الكتاب إسم عبد الله ، و الصواب سالم.
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب المختصر في تاريخ حضرموت العام
تأليف محمد عبد القادر بامطرف
الطبعة الأولى 2001 م- دارحضرموت للدراسات و النشر
المكلا - الجمهورية اليمنية
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:18 AM
آل باوزير
و حيث أننا قد ذكرنا السادة العلوية، فإنه ليس من الممكن من باب الإنصاف تجاهل أدوار أسر أخرى من وضع أو خلفية مماثلة و من نفس المنطلق، و التي كانت كسبتها حضرموت كأبناء لها بعد أن فقدت، كما ذكرنا، أبنائها من سكانها التقليدي عبر الهجرة في عصر الفتوحات الإسلامية الأولى.
و سواء كان هؤلاء قد أتوا أساسا في شكل فارين يبحثون عن مأمن بعيد للجوء فيه من غضب و قهر السلطات الحاكمة في مواطنهم الأساسية بحيث لا يصل إليهم أحدا، أو لأغراض دينية و إصلاحية و الوعظ و النصح و التوجيه في حضرموت نظرا لما سمع في تلك العصور عن انتشار بعض العقائد المتطرفة و المعارضة للمسار العام لأصول ديننا الحنيف و الشريعة الغراء فيها و ما جاورها، فإن آل باوزير أيضا من أبرزهم و ينتسبون إلى علي بن طراد الذي كان في يومها وزيرا لبعض الخلفاء العباسيين و هو منتمي إليهم نسبا.
و أول من وصل إلى حضرموت من هذه الأسرة، و ذلك في أواسط القرن السادس للهجرة ( الثاني عشر ميلادي )، يعقوب بن يوسف بن علي- (أي حفيد الوزير المذكور أعلاه)- و المدفون حاليا في المقبرة الواقعة في المكلا و المشتهرة باسمه، و التي دفن فيها على جانب أعداد كبيرة من الرعية، نقباء آل كساد و بعض السلاطين القعيطيين، و الذي قام في حالة نوبة بطش و جنون فيصل العطاس – الملقب "النعيري" إنتسابا لقرية نعير في وادي عمد – بعد إستيلاء الجبهة القومية على الحكم في أواخر سنة 1976 م، بتدمير جزء كبير منها و لأسباب غير واضحة، حتى ألتمسه الأهالي بالتوقف، و لقد أشتهر عدد كبير من أفراد هذه الأسرة عبر القرون بالزهد و التقوى و الخير و الصلاح في غالبية بقاع حضرموت، كما يعلم الجميع بأن تسمية مدينة غيل باوزير تنتسب إليهم.
و يجدر بالذكر هنا أيضا أن هذه الأسرة فريدة في صفوف الأسر البارزة المهاجرة إلى حضرموت من ناحية أنه برغم خلفيتها التاريخية و صلتها بالحكم و شؤونه في العراق، فإنها لم تحاول في يوم ما أن تسعى للحصول على السلطة السياسية الخالصة، مثلما سعت إليها في فترات من تاريخها بعض الأسر الأخرى التي أتت من خلفية مثلها و كانت تتمتع بمكانة متميزة في صفوف المجتمع الحضرمي.
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر: تأملات عن تاريخ حضرموت قبل الإسلام و في فجره ، تأليف السلطان غالب بن عوض القعيطي، الطبعة الأولى سنة 1417 هـ / 1996 م - مكتبة كنوز المعرفة- الصفحات من 51 إلى 52 ( صورة الغلاف)
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:19 AM
العباسيون في بلاد حضرموت والمملكة العربية السعودية والهند وباكستان والصومال وكينيا واندونونيسيا
ينتمون إلى الشريف الوزير الكبير النقيب أبو القاسم علي بن النقيب الكامل أبي الفوارس طراد بن محمد بن على بن الحسن بن محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي العباسي (1) .
ولد سنة اثنين وستين وأربعمائة للهجرة. سمع من أبيه ، وعميه أبي نصر وأبي طالب. وأبي القاسم بن السلطان.
روى عن رزق الله التيمي ، وابن طلحة الثعالبي ، ونظام الملك الحسن بن على الطوسي. وعده. وأجاز له أبو جعفر بن المسلمه. روى الكثير. وحدث عنه: أبو أحمد بن سكينه، وأبو سعد السمعاني ، وأبو القاسم بن عساكر ، وعبدالرحمن بن أحمد بن عصيه، وطائفه سواهم.
كان يصلح لإمرة المؤمنين، ولي أولاً نقابة العباسيين بعد والده، وعظم شأنه إلى أن وزر للمسترشد سنة 523 للهجرة ، فقلد أخاه أبا الحسن محمد بن طراد النقابة ، ثم في شعبان سنة ست وعشرين قبض على الوزير على ، وحبس واحتيط على أمواله ونائبه ، وأقاموا في نيابة الوزارة محمد بن الأنباري ، ثم أطلق بعد أربعة أشهر ، وقرر عليه مال بَزته ، ووزر أنوشروان قليلاً ، ثم أعيد ابن طراد إلى الوزارة سنة ثمان وعشرين ، وزيد في تفخيمه.
ثم سار في خدمة المسترشد لحرب مسعود بن محمد بن ملكشاه فلما قتل المسترشد قبضوا على الوزير ، ثم توجه مسعود بجيشه إلى بغداد ومعه الوزير أبو القاسم ، فوصل الوزير سالماً ، وقد هرب الراشد بالله ولد المسترشد إلى الموصل فدبر الوزير في خلعه ، وبايع المقتفى. فاستوزره ، وعظم ملكه ، فلم يزل على الوزارة إلى أن هرب إلى دار السلطان ، فلما قدم السلطان أمر بحمله إلى داره مكرماً ، فاشتغل بالعبادة حتى وافته المنية.
6; ، فلما قدم السلطان أمر بحمله إلى داره مكرماً ، فاشتغل بالعبادة حتى وافته المنية.
قال السمعانى: كان على بن طراد صدراً ، مهيباٌ ، وقوراٌ ، ودقيق النظر ، حاد الفراسة ، عارفاً بالأمور السنيه العظام ، شجاعاً جريئاً ، خلع الراشد وجمع الناس على خلعه ومبايعة المقتضي في يوم ، ثم إن المقتضي تغير رأيه فيه ، وهم بالقبض عليه ، فالتجأ إلى دار السلطان ، فلما قدم السلطان أمر بحمله إلى داره مكرماً ، فاشتغل بالعبادة وكان كثير التلاوة والصلاة ، دائم البشر ، له ادرار على القراء والزهاد ، قرأت عليه الكثير ، وكان يكرمني غاية الإكرام ، وأول ما دخلت عليه في وزارته قال: مرحباً بصنعة لا تنفق إلا عند الموت.
وقال أحمد بن صالح الجليلى: مات الوزير شرف الدين على بن طراد في مستهل رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة للهجرة ، وسبعه وزير الوقت أبو نصر بن جهير و خلائق رحمه الله.
وقال الهمداني: لم يل الوزارة عباسي سواه. وقال ابن كثير/ لا يعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره.
وقال الذهبي: كان صدراً مهيباً ، نبيلاً، كامل السؤدد ، دقيق الفهم ، بعيد النظر ، ذا رأى و إقدام. ولذلك إشتهرت أسرته بآل الوزير.
وقد أعقب ولداً هو يوسف.
وأعقب يوسف ولداً هو يعقوب توفى في حياة جده الوزير على بن طراد. ونشأ في كنفه حتى نال الحظ الوافر من العلم والمعرفه على يد عدد كبير من العلماء منهم الشيخ أبو الفتوح الغزالي أخو حجة الإسلام صاحب احباء علوم الدين. والأمام السهروردي ، وأحمد الرفاعي وغيره من كبار رجال العلم والتصرف. اعقب ثلاثة أبناء وهم: عمر و عبدالله و يوسف.
ارتحل عن بغداد بعد وفاة جده سنة 538 هجرية وتفرق هو وابنائه فسافر عمر إلى بخارى ، وعبدالله إلى شيراز وتزوج بإبنة أحد العباسيين هناك وانجب إبنه سالم.
وأما يعقوب أبوهما فقد سافر مع ابنه يوسف إلى خرسان ، وفي سنة 549 هجريه رجعو جميعاٌ إلى بغداد ، فأشار عليهم القطب الكبير الشيخ عبدالقادر الجيلانى بالرحيل إلى أطراف اليمن لأنه أسلم وأبعد عن المشاكل السياسية. فارتحلوا جميعاً إلى المدينة النبوية ومنها إلى مكة المكرمة لأداء فريظة الحج وبعد أداء المناسك ركبوا سفينة من جده كانت مسافرة إلى بلدان المحيط الهندى و بحر العرب و كانت وجهتهم اليمن فنزلوا المكلا من حضرموت و كانت قرية صغيرة وكانت صحة يعقوب متدهوره فتوفي بالمكلا سنة 553 هجرية ، ودفن في الكثيب المعروف الإن في العاصمة بتربة يعقوب وضريحه مشهور بقصد بالزيارة وعليه قبة مرتفعه. وبعد وفاته ارتحلت ذريته من المكلا إلى الشحر فأقاموا بها واستوطنوها فقاموا بنشر العلم وتدريسه فالتفٌ حولهم الأهالي واكرموهم لما عرفوا به من كرم الأخلاق وحسن السيره.
-------------------------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب الأساس في أنساب بني العباس- تأليف السيد الشريف حسني بن أحمد بن علي العباسي الهاشمي - الطبعة الأولى - دار ركابي للنشر - القاهرة - 1421 هـ - 2000 م - الصفحات من 371 إلى 375
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:20 AM
العباسيون في بلاد حضرموت والمملكة العربية السعودية والهند وباكستان والصومال وكينيا واندونونيسيا
(صفحة2)
وكان يوسف بن يعقوب بأرض حجر يعلم الناس ويدعوهم إلى الله فأدركته المنية بها فتوفى بها. أما أخوه عمر فتوفي بالشحر و دفن بالخور غربي المدينه. أما أخوهما عبدالله بن يعقوب فقد كان يشعر بالأسى والحزن الشديد والآم الغربة لفراق أخويه وبعده عن دياره وقومه.
وأخذ سالم بن عبدالله في التنقل بالبادية بين أهلها يعلمهم ويصلح ذات بينهم ، وتزوج بنت رئيس قبيلة المسيليين بقرية "عرف" وهي جميلة بنت أحمد بن على وأنجبت له محمد. وهو الجد الآعلى لآل الوزير "باوزير" والمعروف الآن "مولى عرف" لكونه عاش ودفن هناك.
وهو أول مولود عباسي من آل الوزير ولد بحضرموت. وجميع آل الوزير "باوزير" في حضرموت يرجعون إلى الشريف محمد بن سالم بن عبدالله بن يعقوب بن يوسف بن على الوزير بن طراد النقيب العباسي الهاشمي.
وقد أنجب ثلاثة أبناء وهم: أبوبكر ، و سعيد ، و عمر مولى الغيل.
أما يوسف و عمر أبني يعقوب بن يوسف بن على بن طراد فلم يعقبا. أما عبدالله بن يعقوب فقد توفى بالشحر عن ولده سالم فقط الذي مات بالجويب الواقعه بالغرب من حوره والعقب فيه من ولده محمد المذكور. الذي عنه أخذ العلم وعن جده و عن مشايخ عصره فهم الشيخ العلامه الامام محمد بن على صاحب مرابط ، و الشيخ أحمد الهدهدي و الشيخ أحمد البطين والعلامه الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي بزبيد. حتى أصبح أحد كبار رجال التصوف فى القرن السابع الهجرى وكان من أقرانه الفقيه المقدم محمد بن على باعلوي و الشيخ سعيد بن عيسى العمودي وله بهما صلة وثيقة. وقد توفي محمد بن سالم بن عبدالله الوزير العباسي ببلدة عرف التى ولد بها في أواخر النصف الأول من القرن السابع الهجرى.
قال العلامة السيد النسابه بدر الدين أبي ال النصف الأول من القرن السابع الهجرى.
قال العلامة السيد النسابه بدر الدين أبي الفضل سالم بن أحمد بن الحسين المعروف بابن جندان العلوي الحسيني. في كتابه الدر والياقوت: آل باوزير هم عباسيون من بني هاشم. النسب بالتواتر عند أهل العلم من السادات والمشايخ من حضرموت.
كما نقله الحبيب عبدروس بن حسين والمشايخ من حضرموت. كما نقله الحبيب عبدروس بن حسين العبدروس صاحب الهند. وكما قاله العلامه الشيخ رضوان بن عبدالله بارضوان بخطه بتأريخ يوم الخميس 29 رجب سنة 1201 للهجرة منقول عن قلم العلامة الصوفي عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن الوزير بتأريخ يوم السبت 25 شعبان سنة 1071 للهجرة وهو منقول عن خط أبيه العارف بالله أحمد بن عبدالرحمن الوزير تلميذ القطب الشيخ أبي بكر بن سالم ليلة الجمعة السادس من ربيع الأخر سنة 951 للهجرة. وقد صدق على هذا النسب لآل الوزير "باوزير" أنهم عباسيون هاشميون كل من نقيب نقباء العلويين بتريم الحبيب علوى بن أحمد باحجدب. وتقرير أولاد الشيخ أبوبكر بن سالم بعينات وتوقيعاتهم. وتوقيع الشيخ العارف بالله الحسن بن أحمد باشيب والشيخ على بن عبدالله بامنصور أقروا بصحة نسب آل الوزير "باوزير" وكما ذكر العلامه السيد أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد بن محمد عبدالرزاق الزبيدى الواسطي الحسيني نزيل القاهرة في كتابه الذي فرع منه في 17 ذوالحجة سنة 1171 للهجرة في نسب بنى العباس ذكر فيهم أن آل الوزير "باوزير" في حضرموت من بنى العباس.
وقد جاء عند الإمام العلامه النسابة الحسين بن مرعي بن ناصر الدين البغدادى المتوفى سنه 1068 أن آل الوزير "باوزير" الذى رحل جدهم يعقوب بن يوسف بن على الوزير العباسي ونقيب الإشراف العباسيين والعلويين هم عباسيون النسب لا شك في انتمائهم للعباس عم النبى "صلى الله عليه وسلم" وأن نسبهم مضبوط عند النسابيين العباسيون فى كل زمان ولا تزل قوية مشهورة معروفه.
وقد اورد صاحب كتاب الدر والياقوت في بيوتات عرب المهجر و حضرموت النسابه والعلامه بدر الدين ابى الفضل سالم بن أحمد بن حسين المعروف بأبي جندان العلوى الحسينى الأندنوسي أنه يملك الجزء الذى الفه بن مرعى في نسب العباسيين وهو في كراسه ونصف في سلاسل انسابهم ومن ضمنهم آل باوزير.
(1) الأنساب ج6/346. المنتظم ج1/109 الكامل في التأريخ ج11/97 الفخري ص 305 و 306 دول الإسلام ج2/56 العبر ج4/104 البداية والنهاية ج12/219 النجوم الزاهرة ج5/273 و 274 شذرات الذهب ج4/117. موسوعة القبائل والانساب: د/ عون الشريف قاسم ج2/877.
-----------------------------------------------------------------------------
المصدر : كتاب الأساس في أنساب بني العباس- تأليف السيد الشريف حسني بن أحمد بن علي العباسي الهاشمي - الطبعة الأولى - دار ركابي للنشر - القاهرة - 1421 هـ - 2000 م - الصفحات من 371 إلى 375
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:21 AM
نسب آل باوزير كما جاء في كتاب البيان لتاريخ دوعن وسيبان
المشائخ من آل البيت: وهم المشائخ من آل باوزير ويعود نسبهم كما هو مشهور الي سيدنا العباس بن عبد المطلب (رضى الله عنه) وقدموا الي حضرموت واستوطنوا بها، ولعب هولاء المشائخ أدوارا عديدة في التاريخ الحضرمي في النواحي الإصلاحية والعلمية فكان منهم مناصب الصلح بين القبائل ومشائخ العلم وفقهاء مشاهير.
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من : أنساب الحضارم- الجزء الرابع من كتاب: البيان لتاريخ دوعن وسيبان
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:22 AM
العباسيون خارج العراق
من كتاب القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق
تأليف يونس الشيخ إبراهيم السامرائي
العباسيون في المملكة العربية السعودية
العباسيون في اليمن
العباسيون في شبه القارة الهندية
العباسيون في إيران
العباسيون في تركيا
العباسيون في بلاد الشام (سورية، لبنان، فلسطين، الأردن)
العباسيون في مصر
العباسيون في السودان
العباسيون في أوزباكستان
العباسيون في افغانستان
ينتشر العباسيون في العصر الحديث في أماكن كثيرة من العالم، وهم من سلالات عباسيين استقروا فيها قبل سقوط الخلافة العباسية في بغداد، إضافة إلى أولئك العباسيين الذين فروا من العراق بعد سقوط الخلافة، وهم في مجملهم من سلالة عبدالله بن العباس رضي الله عنه.
ويمكن تحديد أماكن وجودهم خارج العراق على النحو التالي :
العباسيون في المملكة العربية السعودية
توجد في المملكة العربية السعودية أسر عباسية تتركز في الجزء الغربي فيها، وعلى وجه الخصوص في مدن الطائف، ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، مع وجود أسر أخرى في الرياض بوسط المملكة، وفي المنطقة الشرقية، هم في الأصل من النازحين من الجزء الغربي.
وأشهر الأسر العباسية في السعودية، هي :
1- أسرة الخليفتي
في المدينة المنورة التي يعود نسبها إلى الخليفة المستمسك بالله العباسي آخر خلفاء بني العباس في مصر، وقد برز من هذه الأسرة منذ القرن العاشر الهجري علماء وقضاة وأئمة في الحرم المدني، منهم الخطيب عبدالكريم بن عبدالله الخليفتي العباسي الذي تولى منصب الإفتاء بالمدينة المنورة في القرن الحادي عشر الهجري، ومحمد بن عبدالله الخليفتي، وعبدالله بن عبدالكريم الخليفتي، ومحمد زين العابدين بن عبدالله بن عبد الكريم الخليفتي، وكان خطيبا وإماما بالمسجد النبوي الشريف وجميعهم من أهل القرن الثاني عشر الهجري، وفي الوقت الراهن هناك السيد محمد زين الخليفتي، والسيد هاشم الخليفتي.
ومن الأسر العباسية الأخرى في المملكة العربية السعودية:
2- أسرة العباسي
وهي كثيرة العدد تتوزع في مكة المكرمة والطائف وجدة والرياض، وينتسبون إلى الخليفة المطيع لله العباسي، ومن أعلامهم السيد أديب العباسي الذي كان يسكن الطائف، وكان ورعا تقيا فاضلا، ومن المعاصرين منهم السيد زكي العباسي، والسيد عبدالعزيز أديب العباسي، والنسابة المعروف السيد حسني أحمد العباسي مؤلف كتاب "الأساس في أنساب العباس" والسيد عدنان زكي العباسي، والسيد سطام زكي العباسي، وهو نسابة له اهتمام بتاريخ العباسيين وأنسابهم، وعبدالله بن علي بن حسين العباسي، والسيد حاتم أحمد العباسي، والدكتور عمر أديب العباسي.
3- أسرة السيد جنيد بن فيض
وهم من ذرية الخليفة هارون الرشيد بالمدينة المنورة، ويسكن بعض أفرادها اليوم في جدة والطائف والرياض ومنهم في الوقت الراهن : السيد محمود زين الدين بن جنيد، والسيد خالد عناية الله بن جنيد، والسيد هشام عناية الله بن جنيد، والدكتور يحيى محمود بن جنيد، والدكتور زيني جمال بن جنيد، والمهندس فيصل جمال بن جنيد، والمهندس عدنان جمال بن جنيد، والدكتور بهجت محمود بن جنيد، والدكتور عبد العزيز جمال بن جنيد، والسيد جنيد فخر الدين بن جنيد.
4- أسرة برهان الدين باش أعيان
وهم من ذرية الخليفة المستضيء بأمر الله بن المستنجد بالله وسكن أجدادهم البصرة، ولهم فيها مكتبة شهيرة هي المكتبة العباسية، والموجود منهم في المملكة العربية السعودية حاليا الدكتور أحمد برهان الدين باش أعيان في الظهران، والسيد علي برهان الدين باش أعيان في الرياض، وكان والدهم برهان الدين باش أعيان وزير خارجية العراق في المعهد الملكي ثم استقر في مدينة الرياض بعد انتهاء الحكم الملكي في العراق.
العباسيون في اليمن
والمشهور من العباسيين في اليمن
عشيرة الباوزير
و مساكنهم في غيل باوزير (و غيرها) في منطقة حضرموت ومنها انتشروا في بقية أرجاء اليمن والمملكة العربية السعودية، وهم من نسل الوزير (علي بن) طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الإمام، وقد ألف مزاحم بن سالم باوزير كتابا عنهم بعنوان "البدر المنير لرفع الحجاب عن نسب آل أبي وزير، ودفع الإلتباس عن من لايعلم أن آل باوزير من بني العباس"، ومن المعروفين منهم في الوقت الراهن عبدالله باوزير في المكلا باليمن، وسعيد عيظه باوزير في الرياض، والصحفي محمد باوزير في جدة.
العباسيون في شبه القارة الهندية
وفي شبه القارة الهندية ( الهند وباكستان) أسر عباسية توطنت في بعض مدن الهند منذ قرون سابقة مثل كاكور وقد ألفت عن عباسي كاكور السيد محمد حسن عباسي كاكوري كتابا بعنوان "عباسيان كاكوري" تحدثت فيه عن أسرهم وأعلامهم ومن ذلك آل علي العباسي ومنهم ثابت بن علي العباسي، ومصطفى علي العباسي، ومرتضى علي العباسي، وزين الدين علي العباسي، وساجد علي العباسي، وأعظم علي العباسي، ومن آل حيدر العباسي الكاكوري عزيز الدين حيدر العباسي، ومحمد ضياء الدين حيدر العباسي، وانتقل بعض أفراد هذه الأسرة من كاكور بالهند إلى باكستان والمشهور منهم في الوقت الراهن شجاع العباسي، وهو نسابة له معرفة بتاريخ هذه الأسرة، وهناك أسرة عباسية في جانبور بالهند تنتمي إلى الخواجة ركن الدين العباسي وهو من سلالة الخواجة عبد الفتاح الذي هاجر من سمرقند إلى الهند في القرن الرابع عشر الميلادي، وأشهر أسرة عباسية في شبه القارة الهندية، هم أمراء بهاولبور بالباكستان حاليا الذين كونوا إمارة عباسية بدأت عام 1727م، وانتهت في عام 1947م، وفي عهد الأمير صادق محمد خان عباسي الخامس كانت الإمارة تحمل صفة دولة متكاملة لها علم ونقود، وطوابع بريدية، ومن المعروفين من مثل هذه الأسرة في الوقت الراهن الدكتور رحيم يار العباسي الأستاذ في جامعة بهاولبور الإسلامية، كما توجد اسر عباسية أخرى في شمال الباكستان وفي مدينة لاهور من المعروفين منهم في العصر الحديث محمد علي أصغر العباسي.
العباسيون في إيران
وتركز العباسيون في إيران في جنوبها على سواحل الخليخ خاصة في بستك، وقد نسبوا إلى هذه المدينة وكونوا إمارة فيها، ومن مشاهيرهم محمد بن سعيد بن عبد القادر البستكي، ومصطفى خان بني العباسي، وألف عنهم محمد أعظم بني عباسيان بستكي كتابا بعنوان "أحداث ووقائع ومشائخ بستك وخنج ولنجه ولار" ومن الأسر العباسية في تلك المنطقة أسرة الخنجي، ومنهم الحسين بن علي الخنجي العباسي مؤلف تاريخ لنجه، وقد نزح بعض أفرادهم إلى الإمارات العربية المتحدة والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، والبحرين, وفي كتب التاريخ إشارات إلى استقرار عباسيين في مدن خراسان منذ القرن الثالث الهجري، ومن هناك انتشروا في ما وراء النهر.
العباسيون في تركيا
استقر فيها العباسيون منذ قرون طويلة، ومن العشائر العباسية المعروفة عشيرة اللازالتي انتشرت على سواحل البحر الأسود، وأحفاد الخليفة المستعصم بالله الذين ينتشرون حاليا في جنوب شرق تركيا وكان منهم حكام شمندينان وحكاري، وفي تللو هناك أسرة فقير الله، وهم من سلالة إبراهيم الإمام، برز منهم علماء وأئمة وخطباء، ومن أشهرهم في الوقت الراهن الدكتور جمال الدين سنجار العباسي، ومنهم أيضا آل سلطان ممدوح التلوهي.
العباسيون في بلاد الشام (سورية، لبنان، فلسطين، الأردن)
توجد أسر عباسية كثيرة في بلاد الشام يحمل بعضهم لقب العباسي مباشرة ومنهم جماعة في عاموداء، وفي دمشق، وكذلك رؤساء عشيرة الموالي في معرفة النعمان، واشتهر منهم صفوك العبدالرزاق المشهور بـ"أبو ريشة"، ومن العباسين في لبنان العمادية في جبل الدروز، وآل جنبلاط، وفي فلسطين توجد أسر عباسية في صفد منها أسرة البرادعي، وأسرة البيطار.
العباسيون في مصر
وفيها أسر عباسية كثيرة، يعود نسب بعضهم إلى العباسيين وقد استقروا في مصر منذ نشوء الدولة العباسية، ومجموعة أخرى تنتمي إلى خلفاء بني العباس في مصر، وبعضهم نزح إليها في العصر الحديث مثل أسرة صلاح عثمان العباسي الحجازية الأصل، ومنهم في الوقت الراهن الدكتور عثمان صلاح العباسي، والدكتور طلال عثمان العباسي، وهناك أسرة أخرى منهم اللواء علي العباسي، ومن أسر العباسيين في مصر الغنيمية ومركزهم إدفو، وأبو السعود في القاهرة. وقد أفرد عباس الحسين بصري العباسي كتابا عن العباسيين في مصر عنوانه "الأشراف العباسيون في مصر".
العباسيون في السودان
توجد عشائر عباسية في السودان، وقد اندمج أكثرهم في قبيلة الجعليين، وقد كتب عنهم عباس محمد مالك كتاب بعنوان "العرب العباسيين في السودان (قبائل الجعليين)"، وذكر انساب بعضهم السيد حسني العباسي في كتاب "الأساس في أنساب بني العباس". كما توجد أسر عباسية أخرى تحمل لقب العباسي مباشرة، ومنهم الشاعر السوداني المعروف محمد سعيد العباسي.
العباسيون في أوزباكستان
يتركز العباسيون في أوزباكستان (ما وراء النهر سابقا) في وادي فرغانة وهم عشيرة كبيرة، ومنهم في الوقت الراهن السيد ناصر بن نسيم بن عزيز بن سليمان آل شيخ الإسلام، وهو نسابة لديه اهتمام بأنساب العباسيين في تلك المنطقة، ويطلق عليهم في تلك المنطقة - كما يطلق على بقية الهاشميين- لقب سيد ولقب (خان توره)، وهم لا يزوجون بناتهم إلا للسادة من العباسيين أو العلويين أو لذوي الأصول العربية بصفة عامة.
العباسيون في افغانستان
وفيها مجموعة من العباسيين في مدن كابل، وهرات، وبلخ، وقد استقر فيها العباسيون منذ قرون بعيدة. ولعباسي أفغانستان صلة قرابة بعباسي ما وراء النهر منذ القديم.
المصدر : كتاب القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق - تأليف يونس الشيخ إبراهيم السامرائي
الدار العربية للموسوعات - 1425 هـ - 2004 م
المكتبة العباسية بالبصرة
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:23 AM
آل باوزير كما ذكروا في موقع " الأشراف العباسيون "
Object moved (http://www.alabbasi.org/akymn.htm)
3. آل يعقوب :
وهم ذرية يعقوب بن يوسف بن أبي القاسم علي شرف الدين الملقب بالوزير الكبير(6) بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله الزينبي بن محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام (7) بن الإمام محمد الكامل بن الإمام علي السجاد بن عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن بن العباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد المطلب بن هاشم .
وكان يعرف أهل هذه الدوحة المباركة في العراق ( بآل الزينبي ) نسبة لجدهم عبد الله الزينبي ، ثم ( بآل الوزير ) 8)) ، نسبـة لجدهم المومـا إليه ، الذي كان وزيراً للخليفتين المقتفي لأمر الله والمسترشد بالله زمن خلافة بني العباس ، وقد كان أول من هاجر إلى اليمن من آل الوزير هو الأمير يعقوب (9) بن يوسف بن أبو القاسم علي الوزير العباسي ، والذي وصل إليها من بغداد بعد مروره بالحرمين لقضاء فريضة الحج وذلك سنة : ( 553هـ ) ، وكان يرافقه في هجرته هذه أبنائه الثلاثة وهم : عبد الله ، وعمر ، ويوسف ، وحفيده سالم بن عبد الله .
ويعرف آل باوزير في حضرموت كذلك بـ ( المشائخ ) ، هذا ومن المفيد أن نذكر بأن ليس كل من يحمل لقب آل باوزير يعد عباسي النسب إذ أن لهذا الفرع من البيت العباسي عدة تحالفات مع عشائر حضرمية انضوت تحت لوائهم لفترة من الزمن الأمر الذي أكسب بعض بيوتات تلك العشائر لقب ( آل باوزير ) ، كذلك كان لهذا الفرع فيما مضى عدداً كبير من الموالي الذين أيضاً حملوا نفس اللقب بالولاء كما كان معتاد عند العرب في الأزمان الماضية .ومن المتعارف عليه أن من كان ينحدر بالنسب من هذه الأسرة أو غيرها من الأسر العباسية لا بد له من الاحتفاظ بوثيقة نسبه العباسي مصدقة وموثقة حسب الأصول الشرعية والمرعية المتعارف عليها عند البيوتات الهاشمية .
--------------------------------------------------------------------------------
1. نسب قريش . ص : 28 .
2. نسب قريش . ص : 38 .
3. السابق . ص : 28 ، 31 .
4. السابق . ص : 31 .
5. الملوك الأربعة : جاء في جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي . ص : 19 قال : ( وهم : مشرح ، وجمد ، ومخوس وأبضعة ) .
6. قال الهمداني : لم يلي الوزارة عباسي سواه ، وقال ابن كثير : لا يعرف أحد العباسيين باشر الوزارة غيره ولقب أيضاً بمعز الإسلام وعضد الإمام وصدر الشرق والغرب وقد أصبح لقب ( الوزير ) علماً عليه بسبب تفرده بهذا المنصب من بين أبناء البيت العباسي كما ذكرنا ، ثم على ذريته من بعده .
7. إبراهيم المعروف بالإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس رضي الله عنهم أجمعين ، وهو أخو الخليفتين أبو العباس السفاح ، وأبو جعفر المنصور رضي الله عنهما .. ورث إمامة الدعوة العباسية عن أبيه ، وكان مولده بالحميمة في سنة : ( 81 هـ ) ، وتوفي بمدينة ( حران ) في الشام حيث قتل بها على يد آخر خلفاء بني أمية مروان الحمار سنة : ( 132 هـ ) عندما أُكتشف أمر الدعوة العباسية ، وقد رثاه أحد شعراء العباسيين بقوله :
قد كنت أحسبني جلداً فضعضعني قبر ( بحران ) فيه عصمــة الدين
فيه الإمام الذي عمت مصيبتـه وعيلت كل ذي مال ومسكيـــــن
فلا عفى الله عن مروان مظلمة ولكن عفى الله عمن قال آميــــن
8. قبل قدومهم اليمن كانوا يعرفون ( بآل الزينبي ) ، ثم ( بآل الوزير ) ، ثم أطلق عليهم في حضرموت ( آل باوزير ) ، وهذا الإختلاف في اللفظ عائداً إلى إختلاف اللهجات العربية ليس أكثر .
9. له ترجمة في كتاب صفحات من التاريخ الحضرمي ص : 92 ، وما بعدها تأليف السيد سعيد بن عوض باوزير العباسي .
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:28 AM
الحضارم في الكوفة والبصرة ;
عن بحث السيد جعفر بن محمد السقاف - أبو كاظم - مكتب توثيق التراث سيؤون / حضرموت - موقع الغرباء
تمت إضافة المقال بواسطة yasser بتاريخ 7/13/2003
وهما أكبر مدينتين لمعسكرات الإسلام في العهد الأول وأوت قبائل من حضرموت وصف الكوفة الفاروق بقوله ( جمجمات العرب ) ودعا جميع العرب لتعبئة العامة بما فيهم أهل الردة لتكوين جيوش عربية تحث إمرة سعد فكان من اليمن 2300 مقابل تحث قيادة عمرو بن معد يكرب الزبيدي ومنهم 600 من حضرموت . وكانت قبائل اليمن بالكوفة أكثر من قبائلها . وهكذا مدينه البصرة التي تعج بالناس ومن 255-315هـ توالت غارات القرامطة والزنج عليها كما ادعى النبوة صاحب الزنج ( علي بن محمد ) ووضع أبو طاهر الجنابي السيف في أهلها وانتشر الرعب في النفوس ، فهاجر منها ( أحمد بن عيسى ) بنفسه ومعه نحو سبعين من أهله وبجبالهم الموقرة بالذهب والفضة وغيرها إلى حضرموت هربا بدينهم من الفتن وبأنفسهم من معرات الجيوش وتهم الجواسيس . وبعد المهاجر هاجر من العراق جد ( آل باوزير ) من بني العباس وكان أل باوزير باب بالبصرة يسمى ( باب زينب ) وهي بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، وذلك عام نحو 550هـ وانتشرت بحضرموت أسرا حفاد(1) المهاجر ( العلويين ) الذين كما قال ( باوزير ) . (كونوا لهم كيانا خاصا اثروا به في مجرى الحياة الثقافية والاجتماعية وبتفرغهم للعلم وتجود هم للعبادة احتلوا الصدارة في كثيرا من المواقف ). ثم هاجروا من حضرموت لنشر الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي وتبعتهم الأسرار (2) الأخرى ( آل باوزير ). و ( آل با فضل ) و ( آل الخطيب ) و غيرهم فنشروا الدعوة الإسلامية في ربوع كثيرة من أنحاء العالم .
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:39 AM
العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن باوزير أحد الرجال البارزين من أسرة حضرمية كبيرة لها تاريخها المجيد وآثارها الواضحة في ما جريات الأحوال في البلاد الحضرمية في مختلف العهود. ولهذه الأسرة الكبيرة قصة تبتدئ في بغداد عاصمة الخلفاء من بني العباس، وتتوالى وقائعها وحوادثها مسرعة في البصرة والكوفة وبلاد فارس و خرسان و تركستان، ثم في مكة والمدينة المنورة وجدة من أرض الحجاز، حتى إذا كان الجزء الأخير والخاص منها بحضرموت أخذت وقائع القصة وحوادثها تسير في بطء وفي شئ من الإسهاب والتفصيل يصرفنا عنه ضيق المقام.
في نهاية القرن الخامس الهجري أو بداية السادس ولد في بغداد يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد، ومات أبوه يوسف وهو طفل لم يبلغ الحلم، فكفله جده علي بن طراد نقيب العباسيين ووزير الخليفتين المسترشد والمقتفي، وأشرف على تربيته وتعليمه حتى نال حظا كبيرا من العلم والمعرفة، وكان من بين أساتذته أبو الفتوح الغزالي أخو حجة الإسلام صاحب الإحياء والإمام السهروردي وأحمد الرفاعي وغيرهم من كبار رجال العلم والتصوف.
ثم أذن له جده في السفر إلى البصرة والكوفة والحجاز فأخذ عن علمائها وعاد إلى العراق مقيما في بغداد الجديدة للتدريس ونشر العلم مبتعدا عن قصور الخلفاء والوزراء، ناقما على ما آلت إليه الخلافة من ضعف وفساد وتزعزع واضطراب، واشتدت نقمته وتضاعف قلقه وتبرمه بالحالة عندما قبض الخليفة المسترشد على جده وأودعه السجن فرحل إلى بغداد القديمة واختفى هناك، ولما عاد جده وقبل وزارة الخليفة المقتفي سنة 531هـ أتى إليه ووعظه وحذره عاقبة الاتصال بالخلفاء المسلوبي الارادة المشتغلين بملذاتهم عن مهام الخلافة وواجباتها، فلم يلتفت إليه فتركه وشأنه ،وقد صح ما توقعه حفيد الوزير الكبير فتغير المقتفي على جده وهم بالقبض عليه فاحتمى منه في دار السلطان مسعود ثم لزم داره إلى أن مات سنة 538هـ.
و ضاق يعقوب ذرعا ببغداد بعد وفاة جده ولم يستطع صبرا على الإقامة بها، واتفق مع أبنائه الثلاثة على الرحيل عنها فسار ابنه عمر إلى بخارى من أرض تركستان، وتوجه عبد الله إلى شيراز قصبة فارس حيث تزوج بكريمة أحد العباسيين هناك فأنجبت له ابنه سالما، أما هو فقد سافر إلى خراسان ومعه ابنه الثالث يوسف، ولكنهم عاودهم الحنين إلى العراق بعد سنوات قضوها في بلاد الأعاجم فعادوا إلى وطنهم سنة 549هـ .
ولم تكد تستقر أقدامهم في بغداد حتى أدركوا أنه لن يطيب لهم المقام في بلد اضطرب فيه الأمن واختلت فيه شؤون الحكم وتكاثرت فيه الفتن فصمموا على الهجرة، ويقال بأن بعض أصدقائهم أشار عليهم بالهجرة إلى أطراف اليمن ومن بينهم العلامة الكبير الشيخ عبد القادر الجيلاني أحد كبار رجال التصوف في ذلك العهد، فقد قال لهم: ان أطراف اليمن أسلم للدين وأبعد عن الفتنة وأخف للمعيشة
كذلك كان يعرف أهل هذا البيت بآل الوزير، فقد كان رئيس هذه الأسرة علي بن طراد وزير الخليفتين المسترشد والمقتفي، قال الهمذاني: لم يل الوزارة عباسي سواه، وقال ابن كثير: لا يعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره، وقال الذهبي: كان صدرا مهيبا نبيلا كامل السؤدد، دقيق الفهم، بعيد النظر، ذا رأي وإقدام، فمن أجل ذلك دعيت هذه الأسرة بآل الوزير كما هو ظاهر.
هاجر آل الوزير من بغداد خفية متسترين قاصدين الحجاز لأداء فريضة الحج، فلما قضوا مناسكهم وزاروا المدينة المنورة اتجهوا إلى جدة حيث ركبوا سفينة شراعية كانت مسافرة إلى بلدان المحيط الهندي وبحر العرب، وشعر شيخ الأسرة يعقوب بن يوسف وهو في البحر بانحراف في صحته لازمه واشتد به حتى حاذت السفينة ساحل حضرموت فاختار أن ينزل في المكلا بجانب الكثيب الأبيض، وكانت قرية صغيرة لا توجد بها سوى أكواخ الصيادين المقيمين بها .
وأحس الشيخ بدنو أجله فجمع أبنائه الثلاثة وحفيده سالما وتحدث إليهم طويلا وأوصاهم بالتمسك بالتقوى والزهد والاجتهاد في طلب العلم ونشره والصبر على المشقات في الحياة ولزوم الاستقامة، وحذرهم من الكسل والكبر والعجب وطلب الشهرة، ثم أدركته الوفاة فقضى نحبه سنة 553هـ ودفن في الكثيب المعروف الآن في العاصمة بتربة يعقوب وضريحه مشهور يقصد بالزيارة حتى الآن وعليه قبة مرتفعة.
ولم تكن المكلا في ذلك العهد بدار إقامة لمثل آل الوزير فارتحلوا عنها إلى الشحر، وكانت إذ ذاك أكبر وأصلح مدينة على الساحل،فأقاموا بها واستوطنوها وتصدوا فيها للتدريس ونشر العلم ونفع الناس، فالتف حولهم الأهالي وأكرموا نزلهم لما عرفوا به من كرم الأخلاق وحسن السيرة.
وبينما كان يوسف بن يعقوب في أرض حجر يعلم الناس ويدعوهم إلى الله أدركته المنية فمات وقبر هناك، ومات أخوه عمر بعد برهة وجيزة فدفن بالخور غربي مدينة الشحر، واعتصم أخوهما عبد الله بالصبر لفقدهما ووجد في الانصراف إلى تربية ابنه سالم والاشتغال بتعليمه بعض السلوى عن فراق أخويه وعما كان يشعر به آلام الغربة.
قلنا إن عبد الله بن يعقوب عندما كان بشيراز من أرض فارس تزوج كريمة أحد أبناء عمومته من العباسيين ورزق منها بولد هو سالم بن عبد الله الذي قضت الأقدار بأن يولد في شيراز من عائلة بغدادية ثم يقضي شبابه وبقية حياته لا في العراق ولا في بلاد فارس ولكن في حضرموت موطن عاد وبلاد حمير وكنده .
أتم سالم بن عبد الله تعليمه في الشحر تحت إشراف والده، ثم أخذ ينتقل بإشارة منه بين البادية يعلمهم ويصلح ذات بينهم، وقد دفعه اختلاطه بالبدو إلى أن يتزوج بنت أحد رؤسائهم في قرية (عرف) وهي جميلة بنت أحمد بن علي رئيس قبيلة المسليين التي لم تلبث أن أنجبت له محمد بن سالم الجد الأعلى لآل باوزير المعروف الآن بمولى عرف لأنه عاش ودفن هناك.
ومحمد-مولى عرف- هذا هو الوارث الوحيد في حضرموت لأسرة آل الوزير المهاجرة من العراق والعباسي الأول الذي ولد بحضرموت من هذه العائلة، فقد توفي أخوا جده يوسف وعمر دون عقب وتوفي جده عبد الله بالشحر عن والده سالم فقط الذي مات بالجويب الواقعة بالقرب من حورة ولذلك اعتبر محمد بن سالم الجد الأول لآل باوزير وكان أحد كبار رجال التصوف في القرن السابع الهجري ومن أقران الفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي والشيخ سعيد بن عيسى العمودي وله بهما صلة وثيقة، وقد توفي عن ثلاثة من الولد هم أبو بكر وسعيد وعمر وهذا الأخير هو والد الشيخ عبد الرحيم بن عمر مؤسس مدينة غيل باوزير .
وقد رأيت في رسالة خطية قديمة لدى أحد المشايخ في حورة أن من بين أساتذة الشيخ محمد بن سالم مولى عرف العلامة الإمام محمد بن علي صاحب مرباط والشيخ أحمد الهدهدي والشيخ أحمد البطين والعلامة الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي بزبيد في جملة من علماء اليمن، كما أخذ عن والده سالم وجده عبد الله بن يعقوب.
أما من أخذ عن الشيخ محمد بن سالم فقد ذكرت منهم هذه الرسالة: الشيخ علي بن سلم الحضرمي والإمام الفقيه العلامة محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي الحب التريمي والشيخ سعد بن علي الظفاري والفقيه المقدم محمد بن علوي باعلوي والشيخ سفيان اليمني والشيخ أحمد بن الجعد والشيخ سعيد بن عيسى العمودي والشيخ سعيد بن عمر بلحاف والشيخ عبد الله بن محمد باعباد وغيرهم.
وتقول هذه الرسالة أن الشيخ محمد بن سالم تزوج في حورة بنت أستاذه العلامة الشيخ أحمد البطين بامزاحم باجابر فولدت له ابنه أبا بكر، أما ولداه الآخران فهما من زوجة أخرى
ولد ونشأ في حورة بين أخواله آل باجابر ودرس على أبيه محمد بن سالم – مولى عرف - علوم الشريعة والطريقة، ثم سار إلى اليمن واجتمع بمشايخ كثيرين منهم الشيخ محمد بن حسين البجلي والشيخ محمد بن أبي بكر الحكمى وله معهما الصحبة الأكيدة والأخوة الرشيدة، وذهب إلى مكة ; والمدينة لأداء فريضة الحج والزيارة،ثم لطلب العلم والاجتماع بالعلماء، وقيل انه بقى يتردد بين الحرمين الشريفين للدراسة ما يقارب من أربع وثلاثين سنة حتى أخذ من جميع العلوم بالحظ الأوفى.
ولما عاد إلى وطنه ومسقط رأسه حورة عكف على العبادة ونشر العلم والتدريس والتذكير بالله والدعوة إلى الله، وأقبل الناس على الاستفادة منه حتى تخرج على يديه وانتفع به خلق كثير وكان إلى جانب نشاطه الديني والثقافي ذا بسطة في الجاه والمال استغلهما في الإحسان إلى الفقراء ومساعدة المحتاجين وإكرام الضعيف وصلة الأرحام،وقد اشترى الأطيان الواسعة والنخيل والبيوت وحفر الآبار لينتفع بمائها الناس وبنى مسجده المعروف الذي هو الآن جامع حورة ثم تصدق بجميع ما يملكه من العقار وقفا مؤبدا بعضه على مصالح المسجد والبعض الآخر للضيافة وإصلاح الآبار، فكان كل غريب ينزل بحورة يجد من وقف الشيخ أبي بكر نزولا يأو يه وطعاما يقدم إليه في وجبات محدودة، ولا تزال هذه الأوقاف موجودة حتى الآن وان كانت في حاجة إلى مزيد من الحفظ والعناية.
ولما كلمه أخواله آل باجابر في ذلك قائلين له: كيف تصدقت بجميع مالك؟ أتريد أن تترك ورثتك عالة على الناس, هلا تركت لهم ما يكفيهم. قال: تركت لهم ( نشر المال وفخذ النخل وقسمهم من العطب يكفيهم ستر العورة ) وقال هذا يكفيهم إذا اتقوا الله وصدقوا في معاملته وكان الشيخ أبو بكر يحتفظ بمكتبة كبيرة عامرة بالكتب في مختلف العلوم والفنون، وقد احتفظ بها وزاد عليها ابنه عبد الرحمن وأحفاده من بعده، وكان عبد الرحمن بن أبي بكر هذا قوى الذاكرة سريع الحفظ، فكان يحفظ المحرر للرافعي وكثيرا من كتب الحديث، وله مشاركة في علوم الأدب والتفسير والمنطق حتى قيل أن والده قال عنه:" لو عاش عبد الرحمن طويلا لكان مجددا للمذهب" فمات رحمه الله في حياة والده وكانت زوجته حاملا فوضعت بعد وفاته ولدا ذكرا سماه والده عبد الرحمن بن عبد الرحمن، وهو والد صاحب الترجمة الذي عقدنا هذا الفصل لذكر جانب من سيرته وتاريخه.
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سالم. ولد بحورة ولم أقف على تاريخ ولادته ولكن من المؤكد أنه عاش في أول القرن التاسع الهجري وآخر القرن الثامن، فقد ثبت أنه لزم وصحب كثيرا من العلماء كلهم عاشوا في هذين القرنين. بدأ دراسته الدينية واللغوية في حورة على والده وأعمامه، ثم رحل للاستزادة من العلم إلى اليمن والحرمين الشريفين حيث لقي وأخذ عن جماعة كبيرة من مشاهير علماء اليمن والحجاز كما أخذ عن عدد من أقطاب الثقافة الإسلامية في العالم العربي ممن يردون إلى الحجاز أثناء موسم الحج.
وتذكر الرسالة التي اعتمدت عليها في بعض المعلومات هذه الترجمة من أساتذة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن في الحجاز الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ثم المكي والإمام المربى جمال الدين محمد بن سعيد كبن الطبري القرشي والشيخ محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الوهاب وأخيه عبد الواحد وفقيه المدينة ومحدثها أبو بكر المراغى وحافظ مكة الإمام محمد بن ظهيرة كما تذكر منهم الشهاب ابن العربي وتاج الدين السبكي والجلال البلقيني والجلال الاسنوي وذلك في زمن الحج وكذلك العلامة تقي الدين الحصني شارح أبي شجاع والشمس البرماوي والإمام أحمد بن العماد والشيخ الكازروني عالم المدينة وغير هؤلاء من العلماء الأعلام .
أما من أخذ عنهم من علماء اليمن فمنهم شرف الدين بن الصيف اليمني وشرف الدين المقري صاحب عنوان الشرف وجمال الدين الناشرى والعلامة مسعود بن سعد باشكيل وغيرهم. وللشيخ عبد الله بن عبد الرحمن –صاحب الترجمة- رسالة جمع فيها مشايخه اللذين أخذ عنهم وأسانيد أجارتهم له المتصلة بالإمام الشافعي مشايخه في علم الحديث المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت رحلاته الكثيرة إلى الخارج لطلب العلم ولقاء العلماء وقراآته العديدة في مختلف العلوم والفنون وتوفر الكتب لديه في مكتبة أجداده بحورة كل ذلك كان من بين الأسباب لغزارة علمه وتوسيع أفقه الثقافي ومشاركته في علوم الشريعة والأدب والتاريخ واللغة والمنطق وغيرها، وقد ذكرت الرسالة التي أشرت إليها سابقا مجموعة كبيرة من الكتب التي قرأها صاحب الترجمة في مقدمتها كتب الأئمة أبي إسحاق والرافعي والنووي والغزالي والسهروردي في الفقه والتصوف كما ذكرت طائفة أخرى من كتب التفسير والحديث لا حاجة لذكرها هنا.
ولما عاد إلى حورة من رحلاته العلمية تفرغ لنشر العلم والتذكير بالله والاتصال بعلماء القطر الحضرمي وصالحيه، وكانت له زيارات متعددة إلى تريم والشحر وغيل باوزير وغيرها من مدن البلاد الحضرمية وقراها، وكانت له صلة صهارة بالعلامة الكبير السيد عمر المحضار ابن عبد الرحمن السقاف، فقد تزوج المحضار أخت صاحب الترجمة فاطمة بنت عبد الرحمن وعاش معها في تريم، كما كان صاحب الترجمة على صلة وثيقة بالعلامة الإمام عبد الله بن أبي بكر العيدروس وكان كثير الإعجاب به والتقدير له وله في مناقبه كتاب سماه تحفة النفوس في مناقب العيدروس، وقد أشار صاحب المشرع الروى في مناقب السادة آل باعلوي إلى هذه الصلة بين العيدروس والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن فقال ما نصه باحرف الواحد:- وكان الإمام العارف بالله محمد بن علي صاحب عيديد وتاج العابدين سعد بن علي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن باوزير مع الاتفاق على جلالة قدرهم وعلو منصبهم ممن لازم صحبته وأخذ عنه طريقته- انتهى، أما السيد علي بن أبي بكر السكران فقد عدّه من بين مشايخه وذكر اجازته له سنة 843هـ.
وقد ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن في كتابه تحفة النفوس أن الشيخ عبد الله بن أبي بكر العيدروس قدم إلى حورة وهو أي العيدروس إذ ذاك صغير السن ( لان العيدروس ولد سنة 811هـ ) فنزل ضيفا عليه، وقال إن السيد العيدروس قرأ عليه عدة كتب وطلب منه عقد الصحبة و المواخاة على طريقة أهل التصوف من السلف فأجابه إلى ذلك.
وقد توفي الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بعد حياة كريمة مليئة بالشرف والفضل وكرم الأخلاق ونشر العلم والإحسان إلى الناس والدعوة إلى الله وترك عدة أولاد أشهرهم وأجلهم ابنه عمر بن عبد الله الذي سماه والده بهذا الاسم بإشارة من السيد عمر المحضار، ونحن ننقل هنا بتصرف من الترجمة التي أوردتها له الرسالة المشار إليها آنفا ما يكفي في التعريف به، قالت:-
ولد بحورة ونشأ بها وتعلم القرآن مع المعلم محمد باصادق، ثم حفظه وأتقنه على القرآت السبع تحت إرشاد والده وجماعة من الصلحاء والحفاظ، حتى كان يقال له المقرئ، ودرس علوم الشريعة على والده وأعمامه وغيرهم من كبار العلماء العارفين.
فقرأ على والده المنهاج للنووي والتنبيه لأبي إسحاق والعمدة لابن النقيب والمحرر للرافعي وجملة رسائل في علم التصوف، كما قرأ على والده أيضا كتاب الأحياء للإمام حجة الإسلام الغزالي وعوارف المعارف للسهروردي وقوت القلوب لأبي طالب المكي، وقرأ الأحياء أيضا على السيد عبد الرحمن بن أبي بكر العيدروس وعلى السيد عمر المحضار منهاج العابدين للغزالي، والمقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وكيمياء السعادة للغزالي أيضا، وعلى السيد أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف بداية الهداية، وقرأ رسالة القشيري على الشيخ فارس باقيس وعلى السيد عبد الله بن أبي بكر العيدروس جملة رسائل في علوم الطريقة والحقيقة، وقد أجازه الجميع في العلوم والاذكار واذنوا له بالتدريس والإفتاء،
وكان كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث، وإن كان جل مطالعته في كتب التصوف والرقائق
وكان الشيخ عمر من أكثر الناس احتمالا وأشدهم صبرا وأحسنهم صفحا وأوسعهم صدرا، إن قطع وصل وإن ظلم عدل وإن نصح فبالتي هي أحسن وإن وعظ أبكى وأحزن، وقد ابتلي بكثير من الحساد فصبر على أذاهم، وفي ذلك يقول تلميذه العلامة الشاعر الصوفي الكبير الشيخ عمر بامخرمة في مطلع قصيدة مثبتة في ديوانه المخطوط:-
باوزير إن جفى جافى وجاء منه أجناف
إلى آخرها
وفي مطلع قصيدة أخرى:-
باوزير إن رماك العوف بالجور واحنف
وفي هاتين القصديتين يشير الشيخ عمر بامخرمة إلى ما لقى الشيخ عمر باوزير من عداوة الحساد وصيره عليهم، وقد عده الشيخ عمر بامخرمة من كبار مشايخه الذين اعتمد عليهم في الطريق إلى الله، وكانوا أربعة من المشهورين بالتقوى والولاية ذكر ثلاثة منهم في إحدى قصائده وقال عن الرابع:-
والرابع هو قال لي لا تظهر اسمي
يعني بذلك الشيخ عمر بن عبد الله باوزير
وكان من أبرز أخلاقه الحميدة الكرم والسخاء، فكان يعطي الجزل ويداوم على البذل وينفق في جميع أوجه البر وخصوصا في الأوقات الفاضلة كرمضان والأعياد الدينية وأوقات المجاعة والإسنات، ويخص الفقراء والأيتام والأرامل والأرحام بمزيد من العناية، وربما وردت إليه أموال كثيرة فيأتي المساء وليس له منها العشاء.
روى خادمه أحمد بن صالح بازياد قال جئت أنا ووالدي ذات يوم قاصدين الشيخ عمر في وقت مجاعة والحبوب غير موجودة فوجدنا بيته غاصا بالضيوف والزوار وقلت لوالدي الأولى أن نعود فإن بيت الشيخ مزدحم(والوقت حان والطعام غير موجود) وبقيت أحسن لوالدي الرجوع ونحن في أشد الفاقة، فإذا بسيدي عمر يدعونا للدخول ويقول: تعالوا احضروا مجلس المحبين، وما عليكم من باقي الأمور فهي صالحة، فدخلنا عليه وهو يتحدث مع أضيافه فرحا مستبشرا، فقلت في نفسي: سبحان الله، الشيخ في هذه الأوقات الحرجة يضحك وأنا عالم بحاله. فأنشدنا:-
لا يرفع الضيف رأسا في منازلنا إلا إلى الضاحك منا ومبتسم
فقلت زدني يا سيدي. قال: أما سمعت قول الشاعر؟قلت وماذا قال؟ قال سأكتب لك في قرطاس حتى لا يسمع أحد، فكتب:-
أضاحك ضيفي قبل أنزال رحـله ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للاضياف أن تكثر القرى ولكنما وجه الكريم خصيب
ولم نلبث كثيرا حتى قدم الأكل وهو من البر والذرة والرز واللحم فأكلنا مع الأضياف حتى شبعوا وشبعنا، ثم قلت للشيخ : ليس المحل جديبا، ولكنه خصيب ووجهك أخصب منه، فقال: الحمد لله الذي تفضل على عباده بالنعم وأراد منهم الشكر، ثم تكلم حتى بكى وأبكى. انتهى.
وكان الشيخ عمر ذا جاه واسع لدى كثير من قبائل الجهة الحضرمية، وكلمة نافذة عند عاهل حضرموت الكبير في القرن العاشر الهجري السلطان بدر أبي طويرق الكثيري، وقد حدث سنة 937هـ أن جملة فخائذ من بني هلال في مدينة هينن ومصنعتها المسماة (فرحة) يقال لهم آل النمر وآل الفشر وآل باقار وآل العمري وغيرهم، ومن مذحج ونهد، كانوا ينهبون رعايا السلطان أبى طويرق ويتحرشون به فغزاهم أبو طويرق بجيش كبير قوامه ألف جندي من الخيالة والهجانة والرجالة ودامت الحرب مدة انتهت بهزيمة أعداء السلطان وانكسارهم، فالتجأوا إلى الشيخ عمر بن عبد الله وطلبوا منه أن يتوسط لدى أبي طويرق في عقد معاهدة بينه وبينهم يعلنون فيها طاعتهم له على أن يبقيهم في محلاتهم ومنطقتهم.
واتصل الشيخ عمر بالسلطان فوافق على إعطائهم الأمان، ولكنه رأى أن بقائهم مجتمعين في محل واحد خطر يهدد كيان السلطنة الكثيرية، وعرض على الشيخ عمر أن يقنعهم بوجوب التفرق من هينن إلى محلات أخرى فقبلوا، وتم الصلح على ذلك.
وأراد السلطان أبو طويرق أن يكافئ الشيخ عمر على صنيعه هذا ومجهوداته في هذا السبيل مكافأة مادية فرفض وطلب من السلطان أن يأمر برفع جميع العشرات الحكومية عنه وأن لا تؤخذ منه زكاة، بل يتولى توزيعها هو بنفسه، وان تقبل شفاعته هو وأولاده في كل من يحبس في مصنعة هينن فأجابه السلطان إلى ذلك وكتب له وثيقة بما طلب هذا نصها:-
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم }. أما بعد فليعلم الواقف على هذه الرقعة المحررة بأن سيدي ومولاي وملاذي وملجأي وعمادي الشيخ الأجل الفاضل الولي الكامل العالم العامل الشيخ عمر ابن الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن ابن الشيخ الكبير أبي بكر بن محمد بن سالم باوزير مجللا ومكرما و محشما ومعظما ومجبرا في جميع أملاكنا بحرا وبرا هو وأولاده وذريته من يومنا هذا إلى يوم الدين، ليس عليهم عشر ولا زكاة ولا شئ من القوانين التي للديوان في طالع ونازل من البحر والبر، ولا يفرق عليهم الفارق ولا يحرسهم الحارس ولا يطوف عليهم الطائف، بل مجبرين في جميع أملا كنا بحرا وبرا من كل ما هو للديوان من القوانين والقواعد المعتادة، وكذلك لهم الشفع في كل من حبس في مصنعة هينن شفاعتهم غير مردودة، ومن تعدى أو خالف جميع ما ذكر فلا يلوم إلا نفسه ولا ينال إلا خسره وبخسه. قال ذلك وأملاه وأقر به الفقير إلى الله
بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري
والله الشاهد على ما أقول والحسيب. وكتبه بيده بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري
والله الشاهد على ما أقول والحسيب. وكتبه بيده
وفي هذه الوثيقة توقيعات سبعة من الشهود هم عمر بن عبد الله بامخرمة وعبد الصمد باكثير وأحمد بن عبد الله باكثير وأحمد بن سهل بن إسحاق ومحسون بن عامر بن إسحاق وعبد الله بن أحمد باجسير وأحمد بن ليث باجابر.
وللشيخ عمر شعر شيق يكتبه باللغة الدارجة القريبة من الفصحى، من هذه الأبيات من قصيدة طويلة قالها بمناسبة تجمع وإلى المخينيق علي بن ظفر وأهل السور والمقاريم والظلفان لمعارضته في عمارة ضمير (الضمير في عرف أهل حضرموت السد يقام في مجرى السيل للتحكم فيه وتحويل الماء إلى الأرض التي يراد سقيها) حورة، وقد انتصر للشيخ عمر أتباعه من نهد ونشبت معركة حربية بين الفريقين انتصر فيها الشيخ عمر وفي ذلك يقول:-
ويوم قمنا في الوادي جاروا علينا في الطغيان
أهل المخانيق وأهل السور بنهب والسلب باللصان
وخوفوا من سكن حورة جميعهم وأرض الشيطان
العدن من بطلهم شارب ونخل حورة بقى عطشان
على بن ظفر قام وأصحابه رماهم الله بالخذلان
إلى أن قال:-
وأولاد عامر معي قاموا بصدق نية بنو قحطان
ثابت ومسعر وبن مسعر وبن مزعزع أبو الحكمان
وآل الطويل الذي طالوا هم وآل عبد الله الغلمان
وأصحابهم آل بن مدرك والرأس ثابت أبو روضان
وآل عجاج قد سعدوا صبيانهم هم ويا الشبان
قاموا معي صدق بالنيه جميعهم بالهنا فرحان
عرضنا فيما سبق لجانب من تاريخ بعض أحفاد الشيخ أبي بكر بن محمد سكان حورة ونريد أن نذكر في ختام هذا الفصل التاريخي عن آل باوزير موجزا عن تاريخ أخويه سعيد بن محمد وعمر بن محمد وأبنائهما.
توفى الشيخ سعيد بن محمد بحورة عن سبعة أبناء أشهرهم محمد بن سعيد جد أهل النقعة الساحلية وقبره في غيل باوزير،وله ولد يدعى أحمد بن محمد وهو أول من قبر بالنقعة وانتشرت ذريته بها ولهم فيها صدقات وأوقاف للضيافة ومصالح المسجد الجامع الذي بني على طريقة غريبة لم يحتج معها إلى الإستعانة بالأخشاب في سقفه، وتوجد لديهم مخطوطات قديمة بعضها لايزال موجودا حتى الآن.
ومن أشهر أحفاد الشيخ سعيد بن محمد مولى عرف العلامة المحن الكبير الشيخ عبد الرحيم بن عبد الله بن سعيد صاحب ساه و مؤسس المسجد الجامع بها وصاحب الصدقات وأوقاف الضيافة العامة في هذه المنطقة. وله ذرية بساه يقال لهم آل الشيخ .
أما عمر بن محمد فهو الذي بنى الغيل الأسفل سنة 656هـ، والتي تعرف الآن بغيل عمر ومؤسس المسجد فيها، وقد لزم وصحب الأستاذ الكبير عبد الله باعلوي ابن الفقيه المقدم، ويعتبر من أخص مشايخه، وكانت وفاته بالغيل الأسفل سنة 721هـ وهو والد العلامة الإمام الفقيه الشيخ عبد الرحيم بن عمر مؤسس مدينة غيل باوزير المشهورة، والذي كان من أبنائه وأحفاده جماعة كبيرة عرفت بالعلم والفضل والصلاح.
وتقول المصادر التي بين أيدينا أن الشيخ عبد الرحيم بن عمر قدم إلى الساحل سنة 706هـ باحثا عن المنطقة الصالحة للإقامة له ولعقبه من بعده، فوقع اختياره على البقعة التي تدعى الآن بغيل باوزير، وقد بنى بها أول منزل لسكناه غربي مسجده الجامع المشهور، ثم حفر في الناحية الشمالية للمسجد غير بعيد منه اشهر العيون بها والتي كانت ولا تزال تروي مساحات واسعة من النخيل والأراضي المزروعة جنوب مدينة الغيل، وتجمعت لديه ثروة مكنته من أن يشتري عقارات وأطيانا واسعة في الخربة والبقرين وغيرها من ضواحي المكلا تصدق بها جميعا، مع أكثر ما يملك في الغيل كوقف دائم تصرف غلته في مصالح المسجد والضيافة وتوزع منه في مناسبات دينية وأعياد خاصة صدقات على الطريقة التي اشترطها هو، وقد أضاف أبناؤه من بعده أوقافا إلى هذا الوقف حتى أصبح الآن يقدر محصوله بما لا يقل عن خمسة عشر ألف شلن سنويا. ولم يكن نشاطه في الناحية الثقافية بأقل من نشاطه في جانب الإقتصاد، فقد بنى مدرسة لأبنائه وأحفاده وغيرهم من طلاب العلم، واستقدم لها المدرسين الاكفاء، وأرسل أبنائه للاستزادة من العلم، فرحلوا إلى اليمن والحجاز للقاء العلماء والأخذ عنهم حتى عرف كثير من أبنائه وأحفاده بسعة العلم وكثرة الاطلاع وحب الخير والتفاني في منفعة الناس، كما كانوا ألسنة الدعوة والارشاد في مناطق الساحل، ورسل السلام والإصلاح بين القبائل، ومثال الكرم وسماحة النفس إذا نزل بهم طارق أو زائر.
والواقع أن كرم الضيافة وحسن استقبال الغرباء من أشهر الصفات الخلقية الفاضلة التي امتاز بها أفراد هذه الأسرة في ساحل حضرموت وداخلها، فقد أعدوا في أكثر المدن والقرى التي يقيمون بها بيوتا للضيافة يطعم فيها المسافر أياما معلومة وضمنوا استمرارها بأوقاف تصدقوا بها لهذا الغرض، نذكر منها على سبيل المثال بيوت الضيافة في غيل باوزير والنقعة وريدة الجرهيين ورحبة ابن جنيد وفي وادي عدم وساه وحورة ووادي العين وجعيمة وعرف وغيرها.
وانقضت أربعون عاما منذ وضع الشيخ عبد الرحيم بن عمر حجر الأساس لهذه المدينة، كان فيها القانت العابد إذا جن الظلام، والعالم العامل إذا ارتفع النهار، لا يطغى فيها المسجد على المزرعة فيخل بشؤون دنيا، ولا تشغله المزرعة عن المسجد فتفسد عليه أمور دينه، وكان له فيما بين المزرعة والمسجد متسع من الوقت للإشراف على المدرسة ونشر العلم بين العامة واستقبال ضيوفه الذين لا ينقطعون، والإصلاح بين القبائل، إلى غير ذلك من أوجه النشاط الإجتماعي التي كان من بينها الدعاية لاستيطان هذه المنطقة والإفراج عن المياه المخزونة في جوفها بحفر العيون والقنوات لاستخدامها في زراعة تربتها الخصبة، وقد دفع لهذا الغرض ابن عمه محمد بن سعيد فحفر هو وأبناؤه عيون النقعة ووديكة وغيرها حتى صارت هذه المنطقة مروجا خضراء وجنانا عامرة بالنخيل والمزارع.
وهكذا كان للشيخ عبد الرحيم بن عمر في الإرشاد لسان، وفي العلم باع، وفي الإقتصاد يد، وفي العبادة قدم حتى وافاه أجله في منتصف شعبان سنة 747هـ، ودفن خارج مسجده بجانب الجدار الشرقي( داخل المسجد الآن ) ، وترك من الأولاد ثلاثة هم: سعيد وعثمان وأحمد ينتمي عليهم كل أفراد آل باوزير السكان في الغيل.
للشيخ سعيد بن عبد الرحيم ولدان هما عمر بن سعيد وهو جد آل بن طاهر الموجدين الآن في الغيل، وعبد الرحيم بن سعيد، ولم يترك عقبا ذكرا، وهو أحد مشاهير رجال التصوف في القرن الثامن، وله صلة وثيقة بالعلامة السيد عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف ترجمة الشرجي في طبقاته فقال:-
"الشيخ الكبير عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم بن عمر بن محمد بن سالم باوزير، كان أفضل المشايخ المتأخرين وأكملهم تربية للمريدين، وله في طريق القوم معرفة تامة وكلام مشهور منه قوله: القدرة حاملة للكون بما فيه مسخرة لقدرة والأمر بينها منتظم، وقال في صف القوم: أن رأيت مكنون سعدهم فيحبهم ويحبونه، وإن رأيت منشور مجدهم فرضى الله عنهم ورضوا عنه، وإن سالت عن مقامهم فعند مليك مقتدر، وإن أردت وصفهم فأولئك أعظم درجة عند الله، وإن أكبرت ما ظهر منهم فما تخفي صدورهم أكبر.وتوفي ليلة الثالث والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 827هـ ودفن شرقي قبر جده، وله من التصانيف والطرائق يمليها على سبيل الوارد"
وكتاب –الطرائق- هذا أثر تاريخي يعطينا صورة صحيحة عن مدى ثقافة مؤلفه ومناحي تفكيره ومبلغ تمكنه من اللغة واقتداره على الكتابة. وهي رسالة صغيرة تتألف من سبعة وعشرين فصلا يسمى كل فصل منها طريقة تتحدث في أسلوب صوفي ومصطلحات صوفية عن طريق القوم في الاتصال بالله عوز شأنه وإخلاص العبودية له والفناء عن كل ما سواه.
خذ مثلا افتتاحية الطريقة السابعة عشرة التي يقول فيها:-
"الحمد لله الذي ألبس قلوب أوليائه لباس التقوى فتشوقت واستبشرت، وجلا قلوبهم من صدى الغفلة بذكره فان صقلت وتنورت، وحجب أسرارهم عن مشاهدة غيره فما حادت ولا تغيرت، وكشف لبصائرهم عن نور توحيده فطاشت وذهلت واستغرقت وتحيرت، فأرسل لها في طي نسيم القرب أسرارا فاستنشقتها بأنف ذوقها فحنت للقائه ولعهده القديم تذكرت"
وهذا مثال آخر من الطريقة الثانية:
"يا أرباب الوله في حب معشوق الأرواح ويا أصحاب الخوف في غاية أمان العارفين ما بينكم وبين مطلوبكم سوى ارتفاع السور وما يحجبكم عنه إلا حجاب الهياكل فطيروا إليه بأجنحة الغرام وطلبوه عند الحياة الأبدية، وموتوا عن شهوات إرادتكم ليحيكم به عنده في مقعد صدق"
ومنها :-
" البراءة من الحول والقوة إلا به حقيقة التوحيد ومحوى كل ما يلوح لعين العقل محض التفريد، وإلقاء ما في الوجود بيد الطمع عين التجريد، قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
المصدر : الجزء الثامن من من كتاب " صفحات من التاريخ الحضرمي " للشيخ سعيد عوض بن طاهر باوزير العباسي
الطبعة الأولى - مطابع دار الكتاب العربي بمصر 1373 هـ - 1954 م
الجزء الثامن كاملا ، 77 ك ب -
الوزيري العباسي
02-28-2010, 10:50 AM
هذه نبذة يسيرة عن ال الوزير علي بن طراد(ال باوزير) مما يجلب الحق و يردع الباطل ومن طعن في نسبنا فاننا لسنا مسامحية ونسال الله ان يجازيه بما يستحق هو مولانا وعلى الله فلتوكل المومنون
وصل الله على نبينا محمد وعلى اله وسلم
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir