يحق لك ياحد من الوادي بأن تحلم ولكن لاتنشر غسيلك القذر و اوهامك من احلامك البائسه
حتى لايضحك عليك الاخوة اعضاء وزوار المنتدى
هوها ياهوها
هوها ياهوها
والكعبة زاروها
هوها ياهوها
أحلام ورديه

ما أحوج الوطن اليوم للسلم الاجتماعي !!
الأحد, 25-أكتوبر-2009
بقلم الدكتور /عوض محمد باشراحيل -


اليمن بلد العروبة وتاريخها ووطنها الأول. فهو بلد الايمان والحكمة كما جاء في الحديث الشريف «اتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين افئدة الايمان يمان والحكمة يمانية» انه البلد الذي دعاء له رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (اللهم بارك في يمننا ..الخ) فاليمن محل افتخار كل اليمنيين اينما وجدوا وعاشوا فاجدادهم أول من حمل راية الاسلام والسلام الى مختلف بقاع الدنيا، فهم الأوائل في حمل راية الفتوحات الاسلامية الى بلاد الشام ومصر وشمال افريقيا وبلاد الاندلس، كما كان لهم شرف السبق في حمل راية الدعوة للسلام والاسلام الى بلاد الهند والسند وشرق آسيا وشرق افريقيا والقرن الافريقي ليس بالاكراه او بحد السيف ولكن بالكلمة االطيبة والموعظة الحسنة انطلاقاً من ان «الدين المعاملة» هكذا كان الاجداد دعاة سلم وسلام واسلام عبر التاريخ.

ان تحقيق السلم الاجتماعي تعد مسألة في غاية الاهمية، بل واحد الابعاد الاستراتيجية للأمن القومي اليمني، كما ان تحقيق هذه المسألة ليس بأمر مستحيل او بعيد المنال او ضرب من الخيال فبتحقيق النهوض الاقتصادي وتحسين الاوضاع الاقتصادية وتوفير الحياة المعيشية الكريمة للمواطن اليمني وتحقيق المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وتحقيق المساواة لجميع أبناء الوطن أمام النظام والقانون وضمان حقوقهم التي كفلها الدستور كل ذلك سيؤدي الى خلق حالة من التعايش الحقيقي بين ابناء وطن الثاني والعشرين من مايو، من المهرة الى صعدة ومن حضرموت الى حجة، ومن صنعاء الى عدن، على أسس الاخاء والمحبة والأمن والأمان في إطار نسيج اجتماعي تعمقه واحدية الانسان اليمني وواحدية التاريخ والجغرافيا والمصير الواحد والعقيدة الواحدة، بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم الفكرية، او ميولهم المذهبية، الأمر الذي يشكل مرتكزاً حقيقياً وفاعلاً للسلم الاجتماعي الذي ننشده ويسعى الى تحقيقيه كل أبناء اليمن الشرفاء المخلصين الخيرين. انه أمر قد أضحر مطلباً ضرورياً لكافة شرائح المجتمع ومكوناته.

هناك الكثير من القضايا والمشكلات التي أسهمت في احداث اختلالات وتشوهات بالسلم الاجتماعي واضرت به. بل ان التراخي وضعف الارادة وغياب الجديةة في حلها سوف يؤدي الى مخاطر كارثية على السلم الاجتماعي لا تحمد عقباها، فالوطن يواجه سلة من المشكلات التي تراكمت منذ سنوات عديدة جراء غياب الرؤية والتوجه الاستراتيجي والعمل المؤسسي لأجهزة الدولة ومؤسساتها وهيئاتها ومصالحها، كل ذلك قد جعل هذه المشاك تشكل تحديات خطيرة ومحدقة بالوطن وتهدد أمنه واستقراره والسلم الاجتماعي للبلاد والعباد.

إن ما تقوم به عناصر التمرد الحوثية الامامية في بعض مديريات محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان من جرائم قتل ضد المواطنين واعمال وإرهاب المواطنين العزل وتدمير منازلهم وهدم مشاريع التنمية ورفع السلاح في وجه الدولة، انما يأتي فيما تقوم به هذه الجماعة من حرب بالوكالة ضد الوطن ومقدراته لتحقيق مصالح قوى إقليمية في إطار الصراع الاستراتيجي على مناطق المصالح والنفوذ في المنطقة بين القوى الاقليمية والدولية، فكل ذلك يمثل خروجاً على الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية، فالبرغم من كل المحاولات والجهود التي بذلها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله- منذ بداية فتنة التمرد في العام 2004، وحتى اللحظة وما شهدته تلك الفترة من خمسة حروب منطلقاً في ذلك من قول الله عزَّ وجلَّ «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم» صدق الله العظيم، ومن المصلحة العليا للوطن، ومن ان تلك الفترة الجماعات الارهابية والمتمردة هم بالأساس مواطنين يمنيين وهذا ما جعل من فخامة الاخ الرئيس -حفظه الله- ان يتبنى استراتيجية السلم والتسامح مع كل الفتن الخمس السابقة وعلى اعتبار انهم سيعودوا الى صوابهم ورشدهم الا انهم قد تمادوا في طغيانهم فاعطوا أنفسهم وقيادتهم حقاً الاهياً باطلاً بتنصيب أنفسهم ولاة وحكاماً بدلاً عن الدولة وأجهزتها المختلفة فحذار (يا ابو حمد) من خداع تلك الجماعة المارقة للوطن مرة اخرى وتظاهرهم بقبول الحوار، فاثبتت السنوات الخمس الماضية انه لا أمن ولا أمان لهذه الجماعة.. نعم لمحاورتهم بقبولهم البنود الستة الا انه بغير ذلك في اعتقادنا ستكون العواقب كارثية.

لقد اسهمت كل الاعمال الاجرامية والارهابية لتلك الجماعة في احداث شرخاً عميقاً بالسلم الاجتماعي ليس فقط على مستوى محافظة صعدة بل وفي بعض المحافظات المجاورة لها، فهم برفضهم النقاط الست التي حددتها القيادة السياسية قد اوصدوا كل ابواب السلم والسلام وهم بذلك قد فرضوا خيار الحرب الذي لا رجعة عنه لاستئصال هذا الورم السرطاني الخبيث الذي ينتشر في جسد الوطن منذ ست سنوات، فتحية اجلال واكبار للنشاما في قواتنا المسلحة والأمن الذين يقدمون اليوم أروع صنوف البطولات في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة.

كما انه بالرغم من تقديرنا لبعض القضايا المطلبية والحقوقية التي ينادي بها العديد من ابناء المحافظات الجنوبية في اطار الالتزام بالثوابت الوطنية والتي نتمنى لها وضع حلول جذرية عاجلة بدلاً من تراكمها وترحيلها يوماً عن يوم والتي نعطي الفرصة للعناصر المأزومة الحاقدة التي فقدت مصالحها مع ديناميكية التطور، الى استغلال هذه المسألة وتوظيفها في اثارة النزعات الانفصالية والتشطيرية والمذهبية وخلق ثقافة الحقد والكراهية بين ابناء الوطن الواحد، والقيام باعمال تخريبية للممتلكات العامة والخاصة واعمال التقطع للطرقات في بعض مديريات هذه المحافظات، كل ذلك قد اسهم بالتأكيد في اقلاق السكينة العامة والاضرار بالسلم الاجتماعي في هذه المناطق.
كذلك فالوطن يتعرض اليوم من وقت لآخر لبعض الاعمال المضرة بمصلحته العليا من قبل بعض الجماعات الخارجة عن النظام والقانون كعمليات تقطع وسائل النقل الحكومية والطرقات العامة وكذا عمليات الاختطاف للاجانب او للمواطنين اليمنيين، فضلاً بما تقوم به بعض الجماعات الارهابية والمرتبطة بتنظيم القاعدة من اعمال اجرامية كعمليات التفجير والقتل ضد الاجانب من سواح او عاملين في بعض الشركات الاجنبية جراء تراخي بعض الاجهزة الأمنية في تأدية مهامها، كما لا ننسى وجود بعض المشاكل الاجتماعية ومن بينها مشاكل الثأر التي للأسف مازالت قائمة بين بعض القبائل اليمنية بالرغم من مرور ستة وأربعين عاماً على قيام الثورة والنظام الجمهوري وتسعة عشر عاماً على الوحدة المباركة، وما يشكله ذلك من تحدي اجتماعي خطير يواجه البلاد. الأمر الذي تعمل بعض القوى على توظيفه وبصورة مقصورة في كثير من الاحيان على الاضرار بمصلحة الوطن وأمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي.
كذلك فهناك من يسعى الى توظيف ديننا الحنيف في خلق الفرقة والتمزق بين أبناء الوطن والعقيدة الواحدة من خلال ترسيخ الثقافة المذهبية التسلفية والتشيعية خدمة لمصالح قوى اقليمية او لتحقيق مصالح ضيقة متناسين ان فعلهم هذا له انعكاساته السلبية الخطيرة على وحدة عقيدتنا، كما لا ننسى ان هناك بعض الفئات التي تتعرض للتهميش بقصد او بغير قصد ومنها فئة ما يسمى بـ (الاخدام) سوى بالانتقاص من حقوقها او اضعاف تمكينها من ممارسة حياتها الاعتيادية كبقية فئات المجتمع التي قد رأينا في فترات سابقة تسعى بعض الاطراف الحزبية او بعض المنظمات الحقوقية المحلية منها والخارجية الى توظيف هذه القضية لغرض في نفس يعقوب والاساءة لسمعة اليمن وسجلها على صعيد حقوق الانسان، وبالرغم من الانجازات الكبيرة التي تحققت خلال التسعة عشر عاماً الماضية من عمر دولة الوحدة المباركة خاصة على صعيد البنى التحتية بشكل عام، وان كانت هناك بعض المآخذ على هذا الجانب الا ان المسألة الاقتصادية ظلت تمثل تحدياً كبيراً أمام الوطن، منعطف الاقتصاد اليمني وضعف معدلات نموه قد اثر سلباً على توفر حياة معيشية يتمناها كل مواطن يمني، فجملة المشاكل والتحديات السياسية والأمنية والاجتماعية التي تحدثنا عنها سلفاً كانت بالتأكيد لها تداعياتها وانعكاساتها الخطيرة على الوضع الاقتصادي، وعلى بيئة ومناخ الاستثمار في البلاد وبالتالي على تحقيق التنمية المنشودة، وهذا أمر يدركه ويتفق عليه الجميع تقريباً، كما لا ننسى هنا القصور والتقصير الذي تتحمله الدولة بأجهزتها ومؤسساتها وهيئاتها المختلفة في هذا الجانب بسبب مظاهر الفساد والافساد المستشري في العديد منها، فضلاً عن المسؤولية الكبيرة التي يتحملها القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في هذا الجانب والذي اتضح جلياً انهما لايزالان حتى الان غير مؤهلان لقيادة عملية التنمية فالكل هنا قد أسهم بشكل أو باخر في تردي الاوضاع الاقتصادية في البلاد، فالبطالة قد بلغت ما نسبته 20٪ تقريباً في العام 2008، بحسب بعض التقارير غير الرسمية، وهذا الامر بالتأكيد قد أدى الى زيادة معدلات الاسر اليمنية الفقيرة، حيث تشير بعض تقارير البنك الدولي ذات العلاقة الى ان 50٪ من سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر وبصرف النظر عن مدى دقة هذه الارقام وصحتها فما من شك ان سلة المشاكل والتحديات التي يواجها الوطن هي في الاساس ان لم تكن جميعها تعود الى اسباب اقتصادية فضلاً عن انعكاساتها السلبية على الحياة الاقتصادية، لذلك لابد من توافر ادارة وطنية حقيقية لثلاثي التنمية (الحكومة، القطاع الخاص، منظمات المجتمع المدني) والى جانبها كل الفعاليات السياسية والاجتماعية في البلاد، لمواجهة هذا التحدي برؤية علمية ومنهجية سلمية خاصة ان تزايد خطورة هذا التحدي سيزيد من تفاقم الاوضاع في البلاد، مما سيكون لها انعكاسات سلبية خطيرة على السلم الاجتماعي في البلاد.

وفي هذا السياق نود التأكيد هنا على ان مسألة تحقيق السلم الاجتماعي وترسيخه وعياً وسلوكياً وثقافة هي مسؤولية المجتمع باكمله (قطاع خاص ـ منظمات مجتمع مدني ـ فعاليات سياسية واجتماعية، النخب المثقفة، وحتى افراد المجتمع). وقد يكون صحيحاً ان الدولة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في هذا الجانب من خلال مؤسساتها الدستورية وأجهزتها وهيئاتها التنفيذية المختلفة والتزامها بالتطبيق الخلاق للنظام والقانون، الا ان هذا الأمر لا يعني تخلي المجتمع عن مسؤولياته الاخلاقية لترسيخ دعائم السلم الاجتماعي، فالكل مطلوب منه ان يعمل ومن موقعه على بذل اقصى الجهود في سبيل تحقيق ذلك قولاً وفعلاً، فآن الاوان بان يتحمل المجتمع بكل مكوناته مسؤولياته الوطنية والتاريخية وكفى الوطن مشاكل وفتن ومكايدات، فالوطن لا يستحق منا ان نخلق له المتاعب والارهاصات ونقلق أمنه واستقراره وسلمه الاجتماعي، فنقولها للجميع وبصريح العبارة (وطن لا نبنيه ـ وطن لا نحميه ـ لا نستحقه).
واستشعاراً بالمسؤولية الوطنية وبأهمية السلم والسلام كأحد المقومات الاستراتيجية التي لابد منها لاستكمال بناء هذا المشروع الحضاري الكبير. فقد التقت خلال شهر رمضان المبارك كوكبة من النخب المثقفة من اكاديميين وباحثين واعضاء مجلس نواب وشورى وشخصيات اجتماعية بهدف التحضير لتأسيس حركة او منظمة تعنى بالسلم والسلام الاجتماعي في ربوع الوطن، بالتأكيد انها فكرة في غاية الاهمية، لذلك فان نجاح هذه الحركة في تحقيق الاهداف التي انشئت من أجلها وفي قدرتها على الديمومة والاستمرارية يتطلب توافر جملة من المرتكزات الرئيسة ابرزها توافر الارادة والجدية والنوايا الصادقة لقيادتها واعضائها والاستقلالية في عملها بعيداً عن التجاذبات الحزبية والتوجهات المصلحية الضيقة ومن أجل ذلك نرى ان يكون احد شعاراتها (اليمن أغلى ـ اليمن فوق كل اعتبار).
وفي الاخير نجدها فرصة طيبة ومن على هذا المنبر التنويري والتوعوي الموقر ان نتوجه بالدعوة الوطنية الصادقة المخلصة الى القطاع الخاص الغيور على الوطن، الى منظمات المجتمع المدني الصادقة في توجهاتها، الى ابناء اليمن السعيد المخلصين الخيرين اينما وجدوا والى كل من يتطلع الى بناء يمن جديد ومستقبل أفضل، لنحشد معاً كل الجهود ونيقظ الهمم باتجاه تحقيق الدعوة الصادقة لفخامة الاخ الرئيس -حفظه الله- بشأن تحقيق اصطفاف وطني شامل وواسع لمواجهة التحديات المحدقة بالوطن ولترسيخ السلم والسلام في كل شبر من ربوع يمننا الحبيب، مع اننا على يقين تام بان الاحفاد لن يعجزوا عما صنعه الاجداد نعم والله فهم على درب الاجداد سائرون، ولرأيتهم حاملون، وللسلام حافظون، وللسلم الاجتماعي لوطنهم الغالي صانعون.