المثل القائل:

يقابله قول آخر:

إذا تعددت الرؤوس فتوقّع الفشل

يقوله العبد لله ولا يدري فيما إذا أحد سبقه أم لا

في يوم مضى قبل سنين زرت أحد الأصدقاء في مؤسسة تجاريّة يعمل مدير مالي وإلى جانب مكتبه رمقت عيناي شاب يداعب الكيبورد في لعبة مغامرات شاهدت الأطفال في بيتنا يتلهون بها من خلال صورة الوحش التي شاهدت لومضة ، وحش له نابان أطول من ساقيه وأذنان كبيران ووجه مخيف.

سلّمت على صديقي ودخل آسيوي ليباشر الطلب فطلبت ماء فقط . صديقي فرح بي وراح يشرح لي وضع المؤسسة ومركزها المالي .

علمت منه أن الذي بجانبه هو مدقق الحسابات ومكتب المحاسبين يضم أربعة وإلى جانبهم مدير الحسابات . في الشق الآخر مكتب شئون الموظفين به المدير ونفرين من أنشط الموظفين في المؤسسة . هؤلاء في الدور السفلي ، وفي الدور العلوي:
1- المدير العام
2- سكرتير المدير العام
3- نائب المدير العام وسكرتيره
4- المدير التنفيذي وسكرتيره
5- مدير المشاريع وسكرتيره
6- مدير التسويق
7- المراقب العام
8- المعقّب

بعد ساعة دخل رجل في الخمسين من عمره وقدّم لصديقي ورقة ، عرفت من كلامه أنها لا تعنيه فهي من اختصاص المراقب أو المدير التّنفيذي . شعرت بالحرج بالحرج فاستاذت صديقي وغادرت وعاوت الزيارة بعدما يقرب من ثمانية أشهر وتوقّفت قليلا أمام مكتب المدقق الذي كان على الإنترنت مشغول بمتابعة مباراة في كرة القدم ، وفجأة سمعت صراخ صادر عن مكتب صديقي ، فهممت بالرّجوع لولا أنّ الآسيوي أخبر صديقي فخرج من مكتبه واستقبلني بالأحضان وذاك الصارخ ينظر متجهّم الوجه .
إنّه الذي شاهدت في زيارتي الأولى وقد علمت أنّ أوراقه لم توقّع بشأن مستحقات أجور يقول أنه خسر أكثر منها في جيئة وذهاب ، وهي مطالبة بأجور مشفوعة بمستندات .

سألت صديقي عن سرّ تأخر استحقاق الرجل إلى اليوم فقال لي:

عدم تحديد المسئوليّة فكلّ هنا مدير ، وكلّ هنا في غيبوبة ، والمدير العام ونائبه صديقان من سبق .