عمرو خالد داعية تنقصه اللحية والعمامة ، وإذا أردنا المقارنة بين داعية وداعية فلنقيّم نتائج أعماله الدّعوية عبر إحصاء للذين استجابوا لدعوته فأقلعوا عن المعاصي والآثام ، أمّا صدق الدّاعية من تكلّفه وتمثيله فيعود إلى ربّ العباد.
عمرو خالد شاب نشأ في وسط منفتح ولا بدّ أن يكون مظهره نموذج من بيئته وهذا ليس عيب ويكون عيبا عندما يختلف المظهر عن الجوهر ، والله وحده يعلم عن ما تخفيه الصّدور .
إستمعت إلى كم محاضرة له لا تتعدى خمس ولاحظت عليه تأثره من الحال الذي وصل إليه الشباب والشّابات في المدن العريقة الكبيرة القريبة جغرافيا من الجنوب الأوروبي ، والمتأثرة بثقافة تلك الجهات ، ولا ننكر نجاحه في دعوته وهذا المهم .

فيه قصة يرددها ، دعاة تقول:
أنّ عبدا من عباده الله المؤمنين حمل فأسه واتّجه صوب شجرة افتتن الخلق بعبادتها ، ليقتلعها ثم يقتلع جذرها وفي الطريق اعترضه الشيطان ومنعه فاشتبكا وصرع الشيطان وكبّله . طلب منه الشيطان أن يسامحه فسامح ، ثمّ قال له:
ـ أما وأنك قد سامحتني فأطلب منك قطع الشجرة بعد أيّام ثلاث . فكر العبد الصالح وقال في نفسه: ما المانع سوف أجتثها بعد ثلاثة أيّام فوافق وعاد إلى بيته . في المساء قرع باب داره ففتح الباب وإذا بالشيطان واقف . ناوله دينار ، فقال العبد الصالح:
ـ لمن هذه؟
قال الشيطان: هذا الدينار لك .
ثم جاء في الليلة الثانية وناوله دينار ، قائلا:
ـ هذا لليوم الثاني .
وفي الليلة الثالثة ناوله دينار ثالث

كان من المفترض أن يحمل فأسه ويحث السير نحو الشجرة لينفّذ ما قرره ، لكنه تراخى وانتظر الدينار الرابع . لم يأت إبليس ، فقال العبد الصالح في نفسه: ربما يكون مشغولا ، وهكذا انتظر إلى اليوم العاشر وفي اليوم الحادي عشر حمل فأسه وعارضه إبليس واشتبكا ببعضهما فغلبه إبليس ، فقال العبد الصالح:
ـ كيف غلبتك في المرّة الأولى وغلبتني اليوم؟
ردّ عليه الشيطان:
ـ غلبتني بقوّة إيمانك وغلبتك اليوم بضعف قوّتك .
مسألة الإتجار بالدّعوة ـ أخي با غوزة ـ مسألة أزلية ، وأظنّك سمعت بالقاضي الذي حكم لصالح من قدّم له خروفا ، ولمّا احتج الذي قدّم له ديكا ، ردّ القاضي:
ـ هذا شرع نطّاح وليس شرع كو كو .