سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   حضرموت والجنوب العربي ولعنة القومجية العربجية " القضية الجنوبية وأزمة القيادة السياسية والميدانية (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=136306)

حد من الوادي 06-17-2014 10:56 AM

حضرموت والجنوب العربية "ولعنة القومجية العربجية " جزء صغير من التاريخ يدعونا لتاْمله بضمير حي
 








جزء صغير من التاريخ يدعونا لتاْمله بضمير حي

:بقلم/ الباحث: علي محمد السليماني












القادة والزعماء والاْحزاب اليسارية التقدمية واليمنية الليبرالية والاْحزاب المعتدلة والاْحزاب الاسلامية ’ والثوار الملكيين والجمهوريين والسلاطين والاْمراء , دعاة النضال السلمي العقلاء ودعاة الكفاح المسلح المتعطشين للسلطة لاْدراكهم اْنهم في الديمقراطية خاسرين .. كل تلك التسميات والتوصيفات تختلف ومن حقها الاْختلاف والتعدد والتنوع, وهذا عرف في العالم كله , لكن ما اْنفردنا به’ نحن هنا في هذه الوطن المنكوب , هو الاْختلاف على هويتنا والاْختلاف على حضارتنا والاْختلاف على من نكون ؟ هل نقول دولة مستقلة ؟ اْم نكون فقط جزء تابع للوطن الاْم اليمن ؟

واْصر البعض’ ومازال البعض يصر ويؤكد ويرعد ويزبد اْن الجنوب جزءا من اْملاك مملكة اليمن المتوكلية ووريثتها الجمهورية العربية اليمنية ’ وبعضنا يرعد ويزبد ويهدر هدير عنتر اْن حضرموت هي سلطنتي القعيطي والكثيري , .. بل والبعض يؤكد دوما واْبدا اْن اْفكار جورج حبش وتلموده وتعليمات نايف حواتمة تقول اْن القومية اليمنية هي المعادل للقومية الشامية , ومازال يتوهم لمصالح شخصية اْن الشطر الجنوبي من الوطن اليمني يريد إعادة صياغة شراكة الحزب الطليعي الاشتراكي اليمني في الوحدة وإصلاح مسارها منطلقا من تعليمات الرفاق في بلدان الشام, لاصوت يعلو فوق صوت الحزب , والذي هو ضمير وعقل الشعب ؟

كل هذا حدث ومازال يحدث ومازلنا نرىبعض القيادات الجنوبية, تواصل حجها الى كعبة صنعاء وشركاؤها , واحيانا مركز صنعاء يبعث بمراسيله الى قيادات بعينها ظلت ومازالت تتواصل مع اْطراف الصراع معتقدة إنها بهذا التصرف ستبقى في الواجهة ’وليس بالاْنحياز الى الوطن ومطالب شعب الجنوب وثورته التحررية بحراكها السلمي , بل والبعض من القيادات الجنوبية , ولست ضد اْحد منهم اْو مع اْحد بقدر ما اْقرر بعض ما اْشاهده واْقراْه واْسمعه منها عبر وسائل الإعلام المختلفة يعيش مراحل الستينات والسبعينات ..

ومن حقنا اْن نساْل اْما حان الوقت لإستعادة الوعي والاْستفادة من متغيرات الكرة الاْرضية ؟ اْما حان الوقت لقصر الولاء بعد الله للوطن الجنوبي ولشعب الجنوب . اْلم يحن الوقت اْن نعرف من نحن ؟ اْلم يحن الوقت بعد لمراجعة الذات والتجرد منها ,والوقوف على الحقيقة والتخلص من شعارات الوهم ؟ اْلم يحن الوقت بعد, لنقول الحقيقة ؟ .. لااْدعو للمقارنة ولااْدعو الى المفاخرة ولااْدعو الى المحاكمة ولااْدعو الى شيء غير مراجعة الضمير والوقوف مع النفس , لمراجعة الذات ونقدها نقدا هادفا وموضوعيا, للوقوف على حقيقة الاْمر , ومن نقد النفس والذات هو إستعادة ماقاله وماكتبه وماصرح به الزعيم- اْي زعيم جنوبي - منذ اْن بداْ نشاطه الثوري والسياسي الى إعلان وحدة 22مايو 1990م المشئومة والى 7/7/2007م لحظة اْنطلاق الحراك الثوري التحرري الشعبي’ الذي اْنتزعه شعب الجنوب من اْصحاب المظالم والحقوق الضيقة, وقدم لذلك قوافل من الشهداء والجرحى والاسرى والمعتقلين.. ومن هنا فاْنني اْدعو الجميع الى اْقتطاع دقائق معدودات لقرائة هذه الكلمات المثمرة التي طرحها صاحبها منذ ستينات القرن الماضي , وتم تجاهلها وتم القفز على الواقع تغليبا للذات ولو الى حين من الشهرة , وسيجد الصدق والوضوح والاخلاص في كل سطر فيها وكاْن من قالها مازال يعيش بيننا ماْسينا المتتابعة برغم إنه قد رحل عن دنيانا الفانية قبل 34سنة ونيف ..إنها اْفكار مازالت صالحة للاْجيال وللقادة في المعترك الراهن .. نعم الرجال تموت , تلك سنة الله , ولكن اْفكارها تظل حية لاتموت وشاهد حي على حضور الضمير’ وغيابه لدى البعض ممن تستهويهم مصالحهم الضيقة وتغليبها على مصالح الاْوطان والاْجيال اْن تلك السطور التي ستقراءها عزيزي وجدتها في مجلة باْسم رسالة الجنوب العربي تعود الى العام 1968م من القرن الماضي واْقتطع جزءا من خطاب القاه الزعيم الوطني البارز السيد محمد علي الجفري ’ رائد التحرروالوحدة في الجنوب العربي ورائد التمدين والتنوير ليس في الجنوب العربي وحده ولكنه في منطقة شبه الجزيرة والخليج.. واْحد الاْعلام البارزة في عالمنا العربي ..
واْضيف قبل الانتقال الى المفيد من الكلام :إن الحقيقة يمكن للبعض اْن يخفيها بعض الوقت ولكن ليس بوسع اْحد إن يخفيها كل الوقت ’ والجنوب العربي , حقيقة سياسية وجغرافية وتاريخية وقانونية, وحان الوقت لمن اْخطاْ اْن يقول : نعم اْخطاْت وهااْنا اْضع نفسي في خدمة بلدي واْجياله فالوطن ليس لحزب ولالقائد ولالمصلحة اْو منصب اْو وظيفة, إنه للاْجيال للشعب وليس لشذاذ الاْفاق وللنظريات ومعملا للتجارب.. والى نص الكلمة كما وجدتها في المجلة المذكورة:
الوحدة والديمقراطية ..كما نريدها ..
ما المقصود بالوحدة الوطنية والديمقراطية في الجنوب ؟.. الوحدة الوطنية في الجنوب يعني عدم ادعاء الاْوحدية في الجنوب .. الجنوب ليس ملكا للجبهة القومية وليس ملكا للرابطة ..ولاملكا لجبهة التحرير ولاملكا لاْي هيئة من الهيئات اْو قبيلة من القبائل اْو منطقة من المناطق وانما الجنوب هو ملك لكل شعب الجنوب ولكل اْفراد شعب الجنوب .
ولذلك فلابد من تحقيق الوحدة الوطنية بمعنى لابد من اشراك كل القوى الوطنية في الجنوب في سبيل بناء كيان الجنوب .. ليس حتما ان تتكون حكومة من كل القوى الوطنية في الجنوب حتى تتحقق الوحدة الوطنية ليس شرطا ان تكون هناك حكومة من كل الاْحزاب الوطنية اْو الاْحزاب الثلاثة /يقصد الرابطة - الجبهة القومية - جبهة التحرير/ انما حتما لابد من ايجاد ميثاق وطني يرضى عنه شعب الجنوب كله ..لابد ان نحدد ماهي اْسس الحكم في الجنوب .. لابد ان نعرف ماهو مصير الجنوب وان نعمل له .. ماهو مستقبل الجنوب ..لابد اْن نتفق على الاْسس الاْقتصادية بالنسبة للجنوب على نظام الحكم في الجنوب .. لابد ان نحدد اْو نضع الاْسس لعلاقاتنا الخارجية ..مع الدول العربية ..ومع غير العربية ..لابد ان نضع ذلك كله في شكل ميثاق ..توافق عليه كل الفئات وكل الهيئات الوطنية في الجنوب ويعتبر ميثاقا اْو عهدا يلتزم به كل مواطن في الجنوب ..
هذا اول اْساس من اْسس الوحدة الوطنية في الجنوب ...ثم بعد ذلك اْما اْن نتفق على قيام حكومة ائتلافية من الهيئات الوطنية الثلاث اذا كانت لاتزال الهيئات الثلاث هي الرئيسية .. المهم ان نقيم حكومة ائتلافية من الهيئات الرئيسية سواء كانت ثلاثا اْو اْقل اْو اربع اْو خمس مع عدد من المستقلين ايضا في راْينا ..اْو لاداعي لاْن تقوم حكومة ائتلافية فلنقم حكومة ادارية من الاداريين في الجنوب ...او لتقم حكومة مستقلة ..ثم نتفق على فترة انتقالية سنة - ستة اْشهر - سنتين ثم في اعقاب هذه الفترة الاْنتقالية تجري الانتخابات في الجنوب ..الحزب الذي سينال اغلبية الانتخابات في الجنوب ..الحزب الذي سينال اغلبية الاصوات يحكم الجنوب .. ويعيش الجنوب في جو من الاستقرار والهدوء والاْمن والسلامة ..بدلا من ان نتطاحن مع بعضنا البعض .. وان يقاتل بعضنا البعض في سبيل ان يحكم بعضنا بعضا ..هذه هي الوحدة الوطنية في الجنوب باْختصار بدون تفصيل ..
ان اي فئة تفرض وجودها على شعب من الشعوب بالقوة لابد ان تاْتي فئة اخرى وتفرض وجودها بالقوة ..انظروا الى مايجري حولنا في بعض البلاد العربية ..هل تكرر الماْساة في الجنوب مجموعة من السياسيين يقومون بعملية انقلابية يستمرون يحكمون شهرا شهرين ستة اشهر ... سبعة عشر يوما ... اْو ثلاثة عشر يوما ..سنة .. سنتين ..ثلاث سنيين ..ثم ياْتي مجموعة اخرى من الضباط او حزب اْخر من الاْحزاب ويقوم باْنقلاب اْخر ..وتسيل الدماء وهكذا يتخلف الجنوب وهكذا يتخلف البلد ..فالماذا نريد للجنوب شرا مما صار في بعض البلاد العربية ؟..واذا كنا سنتنازع على الحكم يجب اْن تكون هناك مبادىء وبرامج تختلف عليها اولا..لنتنازع على الحكم لكي يعمل كل حزب على تحقيق مبادئه وبرامجه .واذا كنا نريد اْن نتنازع على الحكم ..فيجب ان يكون التنازع سلميا فيما بينا ..لايجب اْن يرفع احدنا سلاحه ضد الاْخر ..لايجب ان يرفع جندي بندقيته ضد الاْخر ..ونحن اولا مسلمون ..لايصح للمسلم ان يشهر سلاحه على مسلم ليقتله .. ثم نحن عرب ..ثم نحن ابناء منطقة صغيرة ..كفاية نزيف من الدماء في الجنوب ..كفاية اْلف عام اْو اْكثر من اْلف عام والجنوب ينزف دما..
اْن الاْوان لهذا الجنوب اْن لاتنزف دماء اْبنائه ..واْن تتوقف هذه الدماء التي تنزف منه .. واْن ينظر الى مستقبله والى مصيره ويبني بلده ..
نحن لاشيء في الجنوب ..نحن صفر ..شعب فقير ..شعب جاهل يجب ان نعرف اْنفسنا وحقيقتنا .. شعب فقير شعب جاهل ..شعب تحطمت كثير من قيمه ..فاْن لنا اْن نتجمع جميعا ..لننهض من الصفر الذي نحن فيه ..ولننهض من الفقر الذي نحن فيه ولنعيد تقاليدنا الطيبة وقيمنا الدينية العربية الاْصيلة التي نستطيع اْن نبني وجودنا على اْساسها ..
الحكم ليس هدفا ..الحكم وسيلة ..ويل له من يحكم الجنوب اليوم ..اْتظنون اْن الرابطة مثلا اْو يظن اْحد اْن الرابطة تنفس على الجبهة القومية اْن تحكم الجنوب ..اْنا اْعتقد اْن ذلك من الغباء اْنهم اْغبياء لحرصهم على الاْنفراد بحكم الجنوب اليوم ..اْنهم ليسوا اْذكياء اْبدا ..إلا اْذا كانوا يحكمون الجنوب لينهبوا الجنوب كما هو حاصل فهذا اْمر اْخر لينهبوا ماتبقى من الجنوب .. اْو ما تبقى فيه إن تبقى فيه شيء.. اْو اْنها حب السيطرة ..اْو يكفي اْن يكون اْحدهم رئيسا للجمهورية يقابل الرئيس الفلاني ويعانق الرئيس الفلاني مادام في الحكم ’ فهذا كلام اْخر .. اْلا اْن حكم الجنوب اليوم بالنسبة للمخلصين الذين يريدون خدمته وبناءه مهمة شاقة عسرة ..لاْنه إذا اراد الحاكم اْن يحكم الجنوب فسوف يقطر قلبه وينزف دما وهو يحكم هذا الجنوب لاْنه يجب اْن ينهض بالجنوب من الصفر من لاشيء ...
مشكلتنا الاْولى هي اْن نوجد الاْستقرار والاْمن في الجنوب ’ ولايمكن اْن نوجد الاْستقرار والاْمن في الجنوب إلا اذا حققنا شيئين ..الوحدة الوطنية والديمقراطية ..اْنا اْكرر وباْخلاص ..الرابطة وحدها منفردة لاتستطيع اْن تقوم بالعبء في الجنوب ’ واذا كانت الرابطة لاتستطيع وحدها القيام بهذا العبء فغيرها اْعجز منها .. لابد من تحقيق وحدة وطنية .. ليس الوحدة الوطنية فقط بين الاْحزاب ..وحدة وطنية بين كل القوى في الجنوب ..بين الاْحزاب بين زعماء العشائر ’ بين المستقلين البارزين ’ بين المثقفين ’ بين اْهل الراْي ’ بين الجماعات ذات الثقل .. في القرى في المناطق في اْي مكان من اْمكنة الجنوب ..هذه هي الوحدة الوطنية التي لابد منها لايجاد استقرار واْمن ورخاء في الجنوب ..بعد ذلك لابد من اْيجاد حرية وديمقراطية لابد اْن ياْمن الشخص على نفسه ..لابد اْن ياْمن على ماله ..لابد اْن ياْمن على عقله ..لابد اْن ياْمن على دينه ..لابد اْن نمنع تقييد حرية العقل والفكر في الجنوب حتى يستطيع الجنوب اْن يعيش في رخاء واْزدهار ويسهم في الحركة العالمية لدفع العجلة الى اْعلى درجات الحضارة ..
بعد ذلك المشكلة الكبرى ..المشكلة الاْقتصادية في الجنوب ..
اْيها الاْخوة ..الجنوب فيه متسع للجميع للجميع , لكل الكفاءات ..لذلك اْنا اْستغرب اْن كل حزب يريد اْن ينفرد بذاته ..اْنا اعرف اْنكم تتطلعون الى اْخبار عن الثورة في الجنوب ..اْو عن الحركات المسلحة في الجنوب الاْن ...ذكرت لكم اْن هناك حركات مسلحة في الجنوب في العوالق العليا ..وحركات مسلحة في منطقة الواحدي في الساحل يقودها عمر صلفوح ...وحركات مسلحة في ردفان ..وحركات مسلحة في الصبيحة ’ في منطقتين في منطقة طور الباحة وفي منطقة الساحل وفي الصبيحة الغربية وحركات مسلحة في الحواشب ...اْنا اْعرف اْن هذه الحركات المسلحة الاْن لاتزال في دورها البدائي.




حد من الوادي 06-19-2014 01:14 PM

حضرموت والجنوب العربي ولعنة القومجية العربجية " القضية الجنوبية وأزمة القيادة السياسية والميدانية
 




القضية الجنوبية وأزمة القيادة السياسية والميدانية

الخميس 19 يونيو 2014 11:48 صباحاً


اللواء محمد قاسم بن عليو




إن القضية الجنوبية ليست وليدة الوحدة أو الأزمة والحرب أو احتلال القوات الشمالية للجنوب في صيف 1994م ، وكذا أزمة القيادة السياسية لم تبدأ مع انطلاق الحراك السلمي في العام 2007م ، فجذورها ترجع إلى قبل ذلك بكثير منذ استقلال الجنوب عن بريطانيا في العام 1967م وقد مرّت بعدت مراحل رافقتها وعشتها شخصياً مع أخواني الجنوبيين تذكروا معي :-



أولاً :- مرحلة ما بعد الاستقلال :- بعد استقلال الجنوب عن بريطانيا بدأ اليمن الشمالي بوضع الخطط الرامية لاحتلال الجنوب وقد تزامن ذلك مع الصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير ثم الحديث عن الصراع الطبقي والذي بدأ بقانون الإصلاح الزراعي وقانون التأميم الأمر الذي استغلته السلطات في الشمال وعملت بإذكاء نار الخلاف بين الفرقاء في الجنوب أما عن طريق عملائها في الجنوب ((الطابور الخامس)) أو بطريقة مباشرة وكان من ضمن ما قامت به السلطات في الشمال الإيعاز إلى جبهة التحرير برفض فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة مناصفة مع الجبهة القومية بحسب مقترح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الأمر الذي أدى إلى نشوب الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير التي أدت إلى سيطرت الجبهة القومية على السلطة ونزوح الآلاف من العسكريين والمواطنين المنظمين إلى جبهة التحرير وأبناء السلاطين والأمراء والمشائخ والتجار وغيرهم إلى الشمال .



حاولت السلطات في الشمال الاستفادة منهم للانقضاض على الجنوب حيث قامت بإنشاء المعسكرات على حدود الجنوب من الجنوبيين استعداداً لاحتلال الجنوب وضمّه إلى الشمال ، هكذا كانت أحلام مراكز النفوذ في الشمال ولكن كل محاولاتهم لاحتلال الجنوب بالقوة العسكرية باءت بالفشل وهذا ما أثبتته نتائج الحربين التي دارتا بين الدولتين في عام 1972م و 1979م حيث تصدت القوات الجنوبية لهذه الأطماع وكبدت الجانب الشمالي خسائر فادحة وفي الحربين كان الجانب الشمالي هو المعتدي .



ثانياً :- تأسيس الحزب الاشتراكي وانتهاج القيادة في الجنوب النهج الاشتراكي ما تسبب في معادات الدول الإقليمية والغربية لهذا النظام ووقوفهم إلى جانب النظام في الشمال وزيادة الضغوط على النظام في الجنوب سياسياً واقتصادياً إلى جانب إن هؤلاء القادة الذين لبسوا معطف الاشتراكية لم يتخلصوا من النزعات العشائرية والمناطقية التي أوجدت شرخً غائراً في جسد الجنوب وكانت المعيق الرئيسي في تقدم الجنوب ولنشوء الصراعات بين أقطاب الحزب الاشتراكي بلغت ذروتها في حرب 13 يناير 1986م التي كانت بداية النهاية لدولة الجنوب ولم تكن يد النظام في الشمال بعيدة عن هذه الكارثة باعتراف علي عبدالله صالح .



ثالثاً :- الوحدة اليمنية :- بعد تيقن القادة السياسيين في الشمال باستحالة السيطرة على الجنوب بالقوة العسكرية سعوا إلى قيام الوحدة بين الشطرين لعلمهم برغبة أبناء الجنوب قيادةً وشعباً بالوحدة وفي عام 1989م سقطت القيادة الجنوبية في هذا الفخ وذهبت إلى وحدة اندماجية مع الشطر الشمالي من دون أي مضامين قانونية أو ضمانات تحميها ، وأعلنت الوحدة في 22 مايو 1990م بين النظامين المتصارعين وخرج الجنوبيون إلى الشوارع فرحين شاكرين الله الذي أنجاهم من قيود وقوانين الحزب الاشتراكي الصارمة ، ولم يعلموا أو يفكروا أن هذه الفرحة ستتحول إلى ندم وحسرة على نظام ودولة أضاعوها وكيف يفكرون بذلك إذا كانت القيادة الجنوبية قد سلمت وليس لديها أدنى شك أو معلومات بنوايا حكام صنعاء ، وخرج أبناء الشمال في مختلف مدن الشمال فرحين لأن حدود الجنوب فتحت لهم لأول مرة منذ الاستقلال ، وبسبب غياب المضامين الحامية لهذه الوحدة استغلت القيادة في الشمال هذا الأمر وبدأت تخطط لتحقيق حلمها الذي سعت لتحقيقه منذ استقلال الجنوب عن بريطانيا سنة 1967م وهو ضم وإلحاق الجنوب بالشمال وهذا ما تحقق بالحرب على الجنوب واجتياحه في 7/7/1994م .



رابعاً :- بعد حرب صيف 1994م واحتلال الجنوب أصيبت القيادة الجنوبية بصدمة مروعة جعلتها غير قادرة على التفكير وعلى مواكبة الأحداث والتعاطي معها وفق المستجدات وفقدت الثقة فيما بينها وبعد ظهور الحراك الجنوبي في 7/7/2007م للمطالبة بالحقوق المشروعة لأبناء الجنوب ثم المطالبة باستقلال الجنوب قابله نظام صنعاء بالعنف والقتل والتنكيل ورغم كل المحاولات للقضاء على الحراك الجنوبي فقد أزداد قوةً وزخماً ما أربك سلطات الاحتلال وخاصة بعد المظاهرات المليونية التي أثبت فيها شعب الجنوب وحدته وقوته ومع كل هذا فإن القيادة السياسية في الجنوب سواءً في الداخل أو الخارج لم ترقى إلى المستوى المنشود وظهرت خلافات الماضي جلية فيما بينها وأصبحت تشكل عبًْ كبيراً وعائقاً أمام الجنوب وقضيته حيث أدت خلافات هؤلاء القادة إلى شق صف الحراك الجنوبي وتعدد مكوناته ويبدو أن القادة الجنوبيين لازالوا يعيشون في خلافات الماضي وكل منهم يريد أن يفرض نفسه وصياً على الجنوب والحراك الجنوبي فهم وللأسف الشديد لم يتعلموا من تجارب الماضي ومن أخطائهم . وبحكم الترابط العضوي بين القيادة السياسية والقيادة الميدانية في الجنوب فإن هذه الخلافات أثرت بصورة مباشرة على القيادة الميدانية في الداخل مما أدى إلى شق وحدة الصف وتعطيل القرار الموحد للجنوبيين وبالتالي التأثير على القضية الجنوبية وهذا صب في مصلحة سلطة الاحتلال التي تراهن على فشل القيادتين السياسية والميدانية .



إن القيادة السياسية في الداخل والخارج مطالبة اليوم باتخاذ قرارات تاريخية والعمل على التوحد فيما بينها ونسيان خلافات الماضي للسير قدماً بالقضية الجنوبية وحتى لا تضع قضية الجنوب في الثلاجة فإني اقترح بأن يتم تشكيل قيادة سياسية جديدة 50 % منها من السياسيين من ذوي الكفاءات العليا في مختلف المجالات و 50 % من العسكريين . كما اقترح أيضاً أن يتم تشكيل قيادة ميدانية 50 % منها من الثوار الفاعلين على الأرض و 50% من العسكريين ذوي الكفاءات والخبرات والمؤهلات العالية .




كما نرى أن يتم تشكيل لجنة عليا تكون من مهامها ما يلي :-


1.الإشراف على عملية اختيار القيادة السياسية والميدانية وفق آلية تضعها اللجنة .
2.إعداد اللوائح التنظيمية والقانونية والإدارية والتنفيذية .
3.القيام بالرقابة المالية والتفتيش المالي .
4.اختيار ناطق رسمي لكل من القيادة السياسية والقيادة الميدانية .

والله من وراء القصد



*خاص بـ (عدن الغد)


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 06-19-2014 01:40 PM


حد من الوادي 06-20-2014 02:54 AM





هل وحدة الصف لا تعنينا؟!

الخميس 19 يونيو 2014 06:49 مساءً


عبد الرحمن الخضر




انه لمن المؤسف ان نضل على هذه الحالة التي وصلنا اليها حالة فيها من اليأس والتخبط ما جعل كثيرا يشعرون بخيبة أمل واصابهم من التشاؤم ما جعلهم يعيشوا متشائمون اليوم وغدا! جدا من المؤسف ان نرى حالنا اليوم فرقاء متصارعون وتيارات منقسمة كل منها يغرد في واديه مضنا انه هو من يسير على الخط المستقيم ويرى نفسه انه الوحيد في الساحة الجنوبية من يحمل قضية شعب ووطن ..



كما لا يروق له حتى ان يسمع هذا او ذك معاتبا ومخونا كل من لم يحمل او يعتنق نفس افكاره وسياسته القاصرة التي يعتقد انها هي التي يمكن لها ان تستعيد وطن اسمه الجنوب! كل هذا وما نعاني منه اليوم ليس صنيعا لأي طرف آخر ولكن واقع مؤلم صنعناه بأنفسنا نعاني منه اليوم الامرين وسنعاني منه في المراحل المقبلة..



كما اعتقد ان الجميع يعترف ان مشكلتنا نحن ولكن وللأسف الشديد لم نرى او نسمع ان قيادي او مكون جنوبي قد اعلن يوما عن اخطاءه معلنا تصحيحها وتصحيح مساره النضالي ليكون قدوة يحتذى بها ليتبعه تصحيح اكبر واوسع من قبل بعض المكونات الجنوبية وتلك القيادات التي يعترف اكثرها من ان الجنوبيين هم السبب الرئيس في ما نحن فيه اليوم من التفكك والتشرذم الذي لا يخدم قضيتنا العادلة بعكس ما اضرها وجعل كثيرا من المنظمات الدولية تشك ان نكون كفوا في ان نمثل شعب او قضية عادلة تتمثل في استعادة وطن يحسب المجتمع الدولي الف حساب من سيستلمه وكيف سيكون قادرا على ادارة مهمة كبيرة بوزن وطن ؟.





كيف سيكون ملبيا لتطلعات واماني شعب ومجتمع دولي! يخشى ويشك في أي تنظيم من التنظيمات الموجودة اليوم يشك ان تكون قادرة على ادارة وطن وهي لم تتحد في ما بينها ووطنها لازال ضائع وهي كما قلنا من يتسبب في تأخير قضيته وابرازها للمجتمع الدولي كما يجب وبصوت واحد وراي واحد!.



لا ان نضل نعمل بعقلية الماضي البغيض الذي كان السبب الى وصولنا فيما نحن فيه...نعم ان وحدة الصف والصف السياسي مطلوبة من جميع مكونات الحراك الجنوبي وكل القيادات السياسية اينما وجدت! ومن اراد وطن فعليه ان يتنازل كما ان عليه ان يتقن فن اللعب السياسي فلا عيب ان يذهب قيادي جنوبي الى صنعاء ولا عيب ان يأتي قيادي جنوبي من الخارج الى صنعاء دام هناك وحدة صف سياسي راقية لاهم لها الا النضال حتى يتم استعادة وطن اسمه الجنوب...



كما يجب ان نوحد الراي في كل عمل سياسي ونبتعد عن ما يضرنا او ما هو ليس بمنطقي كمن يعتمد شعارات هذا لا يعنينا او لا يخصنا!



فهل سينكر أيا مننا ان لا زالنا نعيش في الجمهورية اليمنية !كما تأتي مرتبات كل الموظفين مدنيين وعسكريين من صنعاء وبعملة الريال اليمني! كل هذا وذك حتى وان اجمعنا جميعا ان وطننا محتل لكن هذا لا يعني ان نضل نرفع تلك الشعارات او الخطابات التخوينية لبعضنا البعض!





واعتقد كما يعتقد غيري وسمعت هذا من قادة وساسة جنوبيين لهم خبرتهم ووزنهم السياسي قالوا ان عدم وحدة الصف الجنوبي هي ما جعلت مخرجات الحوار ان تتم كما اعلن عنها...كما قالوا انها ستكون غير لو اننا كنا موحدين الصف! ولكن اتباعنا لسياسة هذا لا يعنينا هي التي جعلت حضور قضيتنا ورؤية المجتمع الدولي لها برؤية تتماشى مع رؤيتنا وسياستنا..





يا ابناء شعبنا الجنوبي العظيم انكم اليوم مطالبون بوحدة الصف السياسي والابتعاد عن ما من شانه ان يقزم قضيتنا العادلة ويجعلنا في نظر المجتمع الدولي والاقليمي ليس الا مجامع خُلقت لتضل مختلفة فيما بينها البين لتضل وتضل تلك الخلافات حتى وان كان ثمنها ضياع وطن واستمرار معاناة لشعب عانا ولازال يعاني من القهر والظلم والاستبداد! اننا مطالبون اليوم بتوحيد الصف داخل الوطن..





كما نطالب القيادات السياسية في الخارج ان توحد الصف جميعها ان كانت قيادات وطنية بالفعل يهمها قضية الجنوب..



الجنوب الذي اسهموا جميعهم في معاناته عبر مراحل التاريخ فسامحهم وعفى عن كل سيئاتهم التي اضرت الجنوب واهله كان آخرها الزج بناء في وحدة خاسرة كانت مؤامرة كبرى هم من وقع عليها وهم من نطالبهم اليوم ان يبتعدوا عن سياسة "هذا لا يعنينا" فلماذا كنتم معنيين سابقا! انكم مطالبون بممارسة سياسة الامر الواقع..



فوحدوا الصف واجعلوا هم الشعب الجنوبي ومعاناته الهدف الذي يوحدكم لتوحدوا بذلك شعبكم داخل الوطن! اعملوا وناضلوا في كل حد وصوب دون التشكيك او التخوين لبعضكم دام الهدف واحد ويتمثل في النضال السلمي حتى استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن..



والله ولي التوفيق



*خاص بـ(عدن الغد)


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 06-26-2014 03:56 PM

حضرموت والجنوب العربي ولعنة اليمننة " يومان من يونيو الحزين (25-26) يونيو/1978
 




يومان من يونيو الحزين (25-26) يونيو/1978

الخميس 26 يونيو 2014 01:35 مساءً


احمد عبدالله أمزربه




كنت حينها قد انهيت امتحانات السنة ثاني ثانوي للعام الدراسي66/1978م وفي العطلة الصيفية أعمل مع شقيقي ناصر عبدالله امزربة في مكتبه الكائن بدار الرئاسة، عصر 25/يونيو/1978م، ذهبت برفقة والدي رحمه الله لزيارة شقيقته في البريقة عدنا في السادسة الى الفتح منزل شقيقي الشهيد / محمد عبدالله امزربة، وصلت والدي إلى المنزل وطلعت الى دار الرئاسة التي لا تبعد كثير عن المنزل قاصداً مكتب شقيقي ناصر الذي اعمل معه أثناء العطلة وهو مكتب مقاولات يتبع رئاسة الجمهورية وينفذ مشاريع سكنية منها مساكن حاشد في المنصورة و مؤسسة اللحوم في دار سعد وبعض المشاريع التابعة لوزارة الزراعة ..

عند وصولي المكتب وجدت أشقائي محمد وناصر امزربة وسألوني عن الوالد وعن عمتي، شقيقة الوالد قال محمد امزربة: الوالد في بيتي أو في بيت ناصر؟ قلت له في بيتك في هذا الأثناء دخل علينا في مكتب الشهيد صالح المنصوري البيحاني قائد كتيبة حرس الرئاسة بعد سلم علينا قال موجهاً كلامه للشهيدين محمد وناصر أمزربة الرئيس سالمين ذهب الى اجتماع المكتب السياسي واردف قائلا الظاهر أن الجماعة ويقصد أعضاء المكتب السياسي يريدون يحملون(الشيبة) ويقصد الرئيس سالمين جريمة اغتيال الغشمي وهم يعرفون من دبر وخطط ونفذ جريمة الاغتيال ودار حديث طويل حول الأزمة القائمة بين الرئيس سالمين وبعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ((يمنعني من سرد ما دار من حقائق أمامي بين قائد الحرس الرئاسي واشقائي محمد وناصر أمزربة إيماني بمبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي جب ما قبله اختاره الشعب الجنوبي قاعدة لانطلاق ثورته الشعبية السلمية الجنوبية(الحراك الجنوبي) الرافض للأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا الجنوبي بعد دخوله الوحدة التي تمت بدون دراسة ولا تفكير ) إلا أن ما دار بين الشهداء الثلاثة يدحض افتراءات وتصريحات بعض أعضاء المكتب السياسي لاحقاً والتي ترمي بالأخطاء والجرائم المرتكبة على ظهر الرئيس الشهيد(سالمين) وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف .

دار حديث بين الشهيد صالح شيخ والشهيدين محمد وناصر أمزربة ما يقارب ساعة إلا ربع بعدها دخل علينا المكتب الشهيد هود صالح قائد سرية في الحرس الرئاسي ومعه الحرس المرافق للرئيس الشهيد سالمين عبدالله الصبيحي رحمهم الله جميعا ، قال هود صالح عاد الرئيس من مقر المكتب الرئاسي وهو غاضب، أستدعوه للاجتماع الساعة السابعة وذهب ولم يجد أحد منهم ، قال صالح شيخ قوموا بنا با نروح عند الشيبة (سالمين) خرجوا جميعا قال لي شقيقي ناصر أبقى انت في المكتب حتى أعود، أنا حقيقتاً بقيت بعد خروجهم خائف وقلقان؛ لأن الكلام الذي دار بينهم كان خطيراً جدا ويخوّف . لم أمكث طويلاً في المكتب حتى وصل شقيقي الثالث الشهيد / علوي عبدالله امزربة سألني أولا عن الوالد وقلت له في بيت محمد بعدها سألني عن محمد وناصر حكيت له ما دار وقلت له ذهبوا للرئيس سالمين قال أنزل البيت وخد عائلتي وعائلة ناصر إلى بيت محمد وأبقى معهم عند الوالد رفضت بشدة وهو كان مصر على نزولي إلا أني اقنعته أنني في المكتب بناء على رغبة ناصر الذي أمرني بالبقاء حتى يعود لأنه يريد تكليفي بعمل مرتبط بمشروع حاشد في المنصورة أثناء حديثنا دخل علينا في المكتب محمد حسين علي المارمي أحد أعضاء الحوار المنسحبين وعبدالله هادي عمر يعمل الآن وكيلا في الثروة السمكية والمرحوم عبدالله صالح عيدروس والشهيد الخضر ناصر منصور جابر استشهد الأخير في أحداث يناير المأساوية الأربعة يعملوا جميعا في وزارة الاسماك قال محمد حسين المارمي موجه كلامه إلى علوي امزربة : الليلة الحركة غير طبيعية في التواهي استحدثوا نقاط من قبل المليشيا الشعبية في مداخل وسط مدينة التواهي وأمام وزارة الاسماك قال علوي امزربة صحيح الوضع مش طبيعي وانا كنت ذاهب لمقر عملي في الشرطة العسكرية وفي طريقي التقيت مبارك البيحاني ضابط في الشرطة العسكرية ونصحني عدم دخول المعسكر قائلاً سمعت أحدهم يقول: إذا جاء علوي امزربة اعتقلوه وغيرت اتجاهي إلى هنا (( هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان هناك مؤامرة على الرئيس سالمين وليس العكس كما يدعون))..

وفي هذا الأثناء عاد شقيقي ناصر المكتب وسلم على الحضور وقال وزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الخارجية دخلوا القصر عند الرئيس سالمين قال هذا فقط واخد سلاحه الشخصي وتبعوه محمد حسين وعبدالله صالح عيدروس وعلوي امزربة وعبدالله هادي والخضر ناصر وأنا إلى أسفل العمارة الذي فيها مكتبه لفت وشافني نازل مع الجماعة صاح علي بصوت مرتفع ارجع انتبه للمكتب رجعت إلى المكتب وأشاهد المجموعة الذي خرجوا من المكتب وهم متجهون إلى حديقة القصر المليئة بالحراسات ولم اشاهد في حديقة القصر مثلها في فترة وجودي في مكتب شقيقي ناصر ..

-26/يونيو/1978 م الواحدة صباحاً :



وأنا لازلت واقف في البلكونة وانظر إلى حديقة القصر طلع تجاهي فضل بن نعم مسئول دار الضيافة في دار الرئاسة وهو يسكن في نفس العمارة التي يسكن فيها شقيقي علوي ومطلة على الطريق الرئيسي وميدان الشرطة وكان يسأل عن صالح شيخ وناصر امزربة قلت له راحوا القصر عند الرئيس سالمين وهم بالنزول قلت له انتظر باجي معك نزلت وأنا وفضل بن نعم واتجهنا إلى القصر الذي لا يبعد إلا عدة أمتار من العمارة والذي بها مكتب شقيقي ناصر عند وصولنا إلى حديقة القصر كان جاعم صالح وسالم لعور جالسين على كراسي خشب قريبة من باب القصر والبقية متوزعين وكل مجموعة على وحدة قيام في الحديقة قدمنا الى المكان الذي يجلس فيه جاعم وسلمنا عليهم وقال بن نعم لهم الجماعة أغلقوا الطريق المؤدي من والى الرئاسة بسيارتين كبيرتين زل و53 روسية الصنع وقام لعور من فوق الكرسي واتجه الى مجموعة كان فيها صالح شيخ ومحمد وناصر وعلوي امزربة وهود صالح واثنين آخرين يقام في حديقة القصر قائلاً لصالح شيخ أخبر سالمين بما قال بن نعم هذا طبعاً بعد نزول الوزراء الثلاثة وفي هذه اللحظة خرج الرئيس سالمين من القصر إلى الحديقة وتوجهوا نحو سالمين أن وقف بالقرب من جاعم صالح نادى صالح شيخ على عبدالله الصبيحي وعلوي امزربة وبرز بهم ثم توجهوا إلى أحد السيارات الواقفة في الحديقة وخرجوا من الحديقة ولم يتأخروا كثيرا.

ثم عادوا نادى على شقيقي محمد وكان قائم بجوار سالمين قدمت نحوهم وسلمت على سالمين سألني عن الدراسة قلت خلصنا امتحانات والآن في الإجازة ثم قال لي تعرف بين الهيثمي السعدي قلت له نعم مش بعيد من بيت محمد أخي قال أنزل وقل للهيثمي يقول لك سالمين تطلع عنده في القصر وتطلع من اتجاه عروسة البحر وليس من اتجاه الشرطة العسكرية ويحضر جواز سفره الآن وبسرعة قلت له حاضر وكنت بدون سلاح قلت لشقيقي أعطوني سلاح وكان قائم بالقرب من سالمين سمعني الرئيس قام من فوق الكرسي قال لا ما في سلاح أنت لازلت طالب أنزل ما عليك شيء وكان سالمين هيبة تحركت وتبعني شقيقي محمد ولف دراعه على ظهري ماشيا معي إلى خارج بوابة الحديقة وهو يقول ارجع مع الهيثمي من عروسة البحر واصلت السير في الطريق المؤدي الى خارج الرئاسة وعند البوابة الرئيسية قال لي أحد الحراس لا اذكر اسمه لكني أعرف أنه من قبيلة محاثيث إلى أين يا بن امزربة قلت له الى البيت قال انتبه عند خروجك الى ميدان الشرطة العسكرية شف الحركة غير طبيعية قلت له خير وواصلت السير ولم يبعد الباب الذي سأدخل منه الى ميدان الشرطة كثيرا من البوابة الرئيسية لرئاسة والوقت كان قريب من الثانية صباحاً ، وفي اللحظة الذي وصلت فيها الباب المطل على ميدان الشرطة العسكرية وهو أول اطلاق نار في 26/يونيو/1978م وسقطت الى الخلف باتجاه الرئاسة وكان في رصيف خور بعمق نصف متر سقطت فيه واعتقدت اني تصوبت لأني شعرت بألم في وجهي من الشظايا لكن كانت طفيفة وعلمت فيما بعد حراسة باب الرئاسة اخبروا شقيقي محمد امزربة انني قتلت وسمعت اطلاق النار بكثافة في المكان الذي سقطت فيه من الشرطة العسكرية ومن اتجاه الرئاسة وبقيت محاصر في مكاني وكلما حاولت الخروج اطلقوا علي النار من الرئاسة.

وفي الجانب الآخر أسمع ناس يقولون ابن امزربة الصغير قتل في مدخل الباب الذي في درب واشتد تبادل إطلاق النار وأنا محاصر حتى الساعة الخامسة تقريبا لا أسمع إلا أصوات المدافع في مربط وعلى الرئاسة وازيز الرصاص من الرئاسة والشرطة العسكرية وعند بزوغ الفجر أشرف أحد جنود الشرطة العسكرية من الباب الذي تم إطلاق النار علي وأنا فيه وماهي إلا لحظات وسقط مقتولا إلى جواري وهذا ما جعلني أغامر في الخروج من مكاني متجها إلى منزل علوي امزربة والذي كان لا يفصل بيني وبينه إلا عمارة واحدة والطريق الاسفلت وكان الرصاص مثل المطر في اتجاهي من الرئاسة ومن الشرطة العسكرية ولم يرد الله لي الشهادة في ركب اشقائي محمد وناصر وعلوي والرئيس الشهيد سالمين وصلت منزل شقيقي ناصر وعلوي ودخلت من الخلف واتجهت إلى الثلاجة أريد ماء لكني سمعت أصوات من خلف العمارة ولم أجد أحد من العائلة في المنزل وباب الشقة الرئيسي مفتوح خرجت من إلى الشقة المقابلة الذي تجمع فيها سكان العمارة واسقتني زوجة شقيقي علوي ومسحت الدم من وجهي، كان من ضمن العائلات عائلة مبارك البيحاني الذي سر على شقيقي علوي أنه الشرطة العسكرية تنوي اعتقاله تقدم إلى العمارة تسكن فيها عائلته مع مجموعة من الشرطة العسكرية الساعة حوالي السابعة ودخل الى الشقة التي نحن فيها يتطمن على أولاده وعندها شافني ،، قال الأخبار في الشرطة العسكرية أنك قتلت قلت تم إطلاق النار علي لكن لم أصب باذئ ،قال لازم تخرج بدون ما حد يعرفك وما في قدامنا حل إلا أن نخرج العائلات وتكون بينهم وأنا بادبر لكم سيارة من السيارات التي ننقل بها السلاح من جبل حيد الى الشرطة العسكرية وفعلا خرجنا من خلف العمارة الساعة السابعة صباحاً ومشي بنا باتجاه الجولة حق الشرطة العسكرية واوقفها وطلعنا فيها وقال لسائق هذه العائلات توصله الى الشابات في خور مكسر ولم يعترضنا أحد إلى خور مكسر.

وعند نزولنا تفرقنا أخذت أنا عائلة ناصر وعلوي إلى منزل أحد أقاربنا وانا اتجهت مشياً إلى المنصورة منزل شقيقتي وصلت الساعة الحادية عشر ظهراً أما والدي وعائلة شقيقي محمد لا أعلم عنهم ولا هم يعلموا عني شيئاً وعند السادسة من مساء 26/ يونيو كانت يومان من أصعب أيام حياتنا ..هناك تفاصيل أخرى لا يسع الحيز لشرحها ولا تسمح الظروف لنشرها سنتركها للأيام قد يأتي يوم يفرض علينا نشرها إذا ما دعت الحاجة لذلك . كان شهر يونيو شهر الحزن بالنسبة لي ولأفراد أسرتي وقد رحلوا عنا في يونيو الحزن أعز الناس إلى وجداني ومن الأحبة الذين رحلوا عنا في يونيو ..امي ..اشقائي وهشام باشراحيل والشهيد عبدالله باصهيب وسالمين ورفاقه الذي اعرفهم حق المعرفة

أمي: 10/يونيو/2000م

أشقائي:26/يونيو/1978م

هشام باشراحيل: 16/يونيو/2011م

باصهيب: 14/ يونيو/1974م

سالمين ورفاقه: 26/يونيو/1978م

لهذا اصبح شهر يونيو بالنسبة لي شهر الحزن رحم الله شهداءنا واحبابنا واسكنهم فسيح جناته...

ط¹ط¯ظ† ط§ظ„ط؛ط¯ | ظٹظˆظ…ط§ظ† ظ…ظ† ظٹظˆظ†ظٹظˆ ط§ظ„ط/////ط²ظٹظ† (25-26) ظٹظˆظ†ظٹظˆ/1978

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 07-28-2014 07:11 AM


محمد علي أحمد : نظام صنعاء يحاول تفكيك الثورة الجنوبية ويطالب القيادات بالتخلي عن حب الظهور والزعامة

.


1395501367

((عدن حرة)) علي الدرب :
الأثنين 2014-07-28 03:03:54
.
هنأ الأخ المناضل محمد علي احمد رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب وكل أبناء الجنوب الأبطال وكذا شعوب ألامه العربية والإسلامية بمناسبة انقضاء شهر رمضان الكريم ..
.
وقال نسأل الله إن يجعلنا من صامه وقامة إيمانا واحتسابا وان يعيده علينا وعلى جميع المسلمين باليمن والتبريكات ,,, راجياً من الله ان يعم السلام والرخاء وان تتحقق أمال وتطلعات نضالات الشعوب في الحرية وتقرير المصير واستعادة حقوقها كافة ..
.
وأهاب بالإرادة الشعبية الصلبة التي لم ولن تستسلم لتلك المحاولات البائسة في إجهاض قضية شعب الجنوب وإفراغ المضامين الحقيقية العادلة لنضال الحراك الشعبي السلمي الجنوبي ..
.
وقال لقد وصلت تلك المشاريع والمحاولات إلي طرق مسدودة .. وأضافت للقضية الجنوبية والحراك السلمي الجنوبي إبعادا جديدة علي الصعيد التاريخي والسياسي والقانوني الإقليمي والدولي .. وهو الأمر الحتمي لتحقيق النصر لتلك الأهداف …
.
وبهذه المناسبة كما أشاد الأخ محمد علي .بالاصطفاف الشعبي الجنوبي الذي استطاع إن يفرض علي كافة الأطراف الأخرى توجهات والبحث عن الحلول الجادة لقضيتنا العادلة .
.
وقال في المناسبة المباركة التي تحل على شعب الجنوب الأبي في ظروف ومتغيرات وتسارع للمؤامرات الدؤبة التي يحيكها نظام صنعاء وقوى الشمال التقليدية والتي تهدف إلى محاولة تفكيك إطار ثورتنا السلمية واستهداف وحدة شعبنا والسعي لمغالطة العالم وإيهام أنفسهم والتباهي بقدرتهم السيطرة على ثورة شعب الجنوب وإخمادها عبر أساليبهم الرخيصة المعتمدة على شراء الذمم واستنساخ وصناعة قيادات أو مكونات وهمية للالتفاف والمغالطة لتمرير قراراتهم الإدارية كمخرجات لحوار فشل منذ بداية رفضهم لكل الرؤى والحلول التي طرحت من الأطراف الرئيسية.
.
وكذا في الأيام والمراحل القادمة سنؤكد لشعب الجنوب فشل كل هذه المحاولات وسيثبت للعالم وحدة صفه واصطفافه وتمسكه بمواصلة نضاله السلمي حتى تحقيق هدفه في الحرية واستعادة دولته الجنوبية حرة مستقلة كاملة السيادة , وانه لن يتنازل عن حقه في تحقيق هذا الهدف والنضال حتى الانتصار وهذا حق مشروع كفلته له كل القوانين والأعراف الدولية والسماوية .
.
وأكد باسمه وقيادة قواعد المؤتمر الوطني لشعب الجنوب بأنهم جزء لا يتجزءا من شعب الجنوب وثورته السلمية وسيظل ومن معه على هذا المواقف الثابتة حتى النصر من خلال مواصلة النضال وتصعيد وهجه الثوري في إطار حراكه السلمي الجامع لكل القوى والمكونات الجنوبية وفاء لأرواح الشهداء الطاهرة ودمائهم الزكية .
.
وطالب كل القوى الجنوبية قيادة ونخب الوقف صفا واحدا إلى جانب شعب الجنوب ومسيرة نضاله ضد هذه المؤامرات والدسائس من خلال التخلي عن التنافس وحب الظهور والمزايدات عبر الشعارات التنافس السياسي والشخصي التي لا تخدم إلا أعداء قضيتنا من قوى الفيد والنهب الشمالية سلطه وقوى تقليدية والتي تعمل على اختراق صفوفنا عبر من يصفوهم بالقيادات والنخب الجنوبية والداخل كانت او في الخارج على حساب ما يسطره شعبنا من مآثر بطوليه وتضحيات ووحدة واصطفاف منذ انطلاقة حراكه.
.
وتمنى من بعض القيادات والنخب إن يوقفوا هذا التنافس وادعاء الزعامة والقيادة حتى انتصار ثورة شعبنا السلمية , كون هذا التنافس وما ذكر أصبح يشكل عثرات تعيق طريق مسيرة ثورة شعبنا وتحقيق هدفه ونيله حقه في الحرية واستعادة دولته الجنوبية حرة مستقلة كاملة السيادة .
.
وفي ختام رسالة تهنئته أكد بان شعب الجنوب هو صاحب القرار والكلمة الفصل وسيثبت ذلك كما اثبت في المراحل السابقة صموده ومواصلة نضاله السلمي وإصراره على تحقيق هدف ثورة نضاله السلمي .
.
وتمنى إن تصب كل الجهود والخبرات الجنوبية إعلامية وسياسية لخدمة خيار شعب الجنوب الذي لا حياد عنه .
.
وكل عام والجميع بخير
النصر لثورة شعب الجنوب السلمية
الوفاء والعرفان والرحمة لشهداء الجنوب الأبطال
الحرية للمعتقلين الجنوبيين وعلى رأسهم احمد ألمرقشي



المجهول* 07-28-2014 10:40 AM

اليوم كنت اتحدث مع صديق فقلت له
متى ستزور الوطن ...!!؟
فقال حتئ يعود الجنوب ...!!!

اين الغيبة يا مشرفنا ...؟!!
كل عام وانت بخير ...!!

حد من الوادي 08-01-2014 12:11 PM



Saturday 26th April 2014 04:31:11 PM


فشل الوحدة بين جمهوريتي اليمن: مقاربة علمية بضوء نظريات الوحدة

عنا - د. فضل الربيعي


لقد رفع العرب منذ الحرب العالمية الثانية شعار الوحدة ، كحلم في الفضاء العربي إلا ان ما جرى في الواقع كان مغاير تماما لذلك الشعار ، إلذي ارتبط دائماً بواقع مختلف تماماً يتعارض مع كل الطموحات والمحاولات الوحدوية وقد ادى ذلك إلى إجهاض جميع المحاولات الوحدوية . ففي احيانا كثيرة استخدمت بعض النظم العربية والأحزاب السياسية شعار الوحدة كشعاراً للمزايدة السياسية أو لاطماع الذاتية التي تكرس الاستبداد والتهميش والصراع ، وقد تعرض أول نموذج عربي للوحدة كالوحدة بين مصر وسوريا في منتصف القرن الماضي التي فشلت بعد ثلاث سنوات ونصف من قيام اعلانها ، ثم عادة الامور الى نصابها الحقيقي بعد الفشل .


ولقد كان الرئيس عبد الناصر حكيماً عندما قرر فك الارتباط بين الدولتين وعودة الأمور إلى نصابها ، ولم يتشبت بالوحدة الفاشلة ويتقوى بمصر الذي تمثل الطرف المتفوق سكانا على سوريا ، ولم يقوم بنهب سوريا وطرد اهلها ، كما لم يقول بان السوريين انفصاليين وخونة وكفرة او يعلن حربا ضد هم كما قام به صالح ونظام صنعاء في اليمن الجنوبي ، وهي التجربة العربية الثانية حيث اعلنت الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية (1990) ، وقد ظهر ملامح فشلها منذ اعلانها مباشرة وفي سنتها الاولى هذا الفشل قد اكدته حرباً ضروساً شنها الطرف المتمثل بالجمهورية العربية اليمنية على جمهورية اليمن الديمقراطية ارضاً وانساناً ، وبهذه الحرب وما تلاها من جرائم ابادة شاملة طالت ابناء الجنوب كانت قد قضت على الوحدة في الواقع والنفوس تما ماً ، وبموجبها صار الجنوب واقع تحت احتلال الشمال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

ونظراً لغياب الدراسات والرؤى التي تقوم على المحددات النظرية في تناول أسباب فشل الوحدة ، فإننا هنا سوف نتناول فشلها بالاستناد على الأسس والمنطلقات العلمية التي تقوم عليها أي وحدة والأسباب التي تؤدي إلى فشلها، فدون معرفة ذلك فقد يجّير مطلب شعب الجنوب المتمثل بالحرير والاستقلال بشكل خاطى لاسيما في اوساط النخب القومية والبعيدة عن معرفة الواقع ، خصوصا في ظل التعتيم والتضليل الاعلامي على قضية الجنوب .

وعليه فان الوحدة التي اعلن عنها بين الدولتين اليمنيتين لم تستند على الاسس والمنطلقات العلمية وبالتالي لم تستطيع ان تكون وحدة قابلة للاستمرار ، فمنذ توقيع القيادتين السياسيتين في البلدين في 30 من شهر نوفمبر 1989 على اتفاقية الوحدة وحتى قيام الحرب التي قضت على المشروع الوحدوي تماما و تم اجتياح الجنوب بالقوة العسكرية ، لقد جرت في الواقع في تلك الفترة التي اعلن فيها قيام الوحدة جرت احداث دراماتيكية متسارعة ومتعجلة لم يفُهم معناها ؟ واقل ما يمكن القول عنها بأنها سلوكيات افراد غير مسؤلة وعبثية وحصيلة لمؤامرات داخلية وخارجية ، حيث كان الجنوب ضحية ثلاث قوى هي : ( صراع الحرب البادرة / الفكر القومي / الاطماع الامبريالية ) .

حيث ان الوحدة لم تستند على اسس علمية ومعطيات واقعية ، وكانت النتيجة بالضرورة لابد ان تقود الى ذلك الفشل المتوقع. وبهذا الشكل أو الطريقة التي تم بموجبها اعلان الوحدة قد وضعتها في إشكال بنيوي كبير ، بدا هذه الإشكال منذ اعلانها في بداية المرحلة الانتقالية التي واجهت تحديات أعاقت سير دمج مؤسسات الدولتين ، وهو مستمر معها في تصاعد مضطرد اذ زاد من عمق الاختلاف بين طرفي الوحدة بعد انتخابات عام 1993 ثم اعلنت الحرب على الجنوب في عام 1994. وهذا الإشكال يعود الى التباين الواضح بين مقومات الوحدة في المجتمعين والدولتين ، والدوافع التي قامت على أساسها الوحدة والمرتبطة بتباين مواقف القيادتين السياسيتين في البلدين. هذا التباين والاختلاف أدى إلى تصاعد الخلافات الكبيرة بين قيادتين سياسيتين متباينتين في المنهج السياسي والاقتصادي والفكري وبين الشعبين . الذي لم ينظر الى ذلك التباين والاختلاف عند اعداد ووثيقة الوحدة وهو تباين واختلاف اساسي في مقومات الوحدة والدوافع التي قامت على أساسها مما أدى إلى أزمة الوحدة التي هي بالضرورة ادت الى الفاشل الذريع .

وبسبب فشل الوحدة ظهرت قضية الجنوب ومع الاسف الشديد لم يتفهم البعض من النخب السياسية والفكرية في الوطن العربي بعا مة ، وقلما نجد من بحث المشكلة من المنظور العلمي ، بل ظلت كل الكتابات تدور في اطار التناول السياسي السطحي المشحون بالعواطف وهاجس الوحدة والتوحد ، وما سبقها من خطاب سياسي قومي شوفيني تعبوي دون الامعان بمقومات الوحدة اليمنية وعلاقة تلك المقومات بما تحقق على أرض الواقع ، بل لم تبحث دوافع القيادات السياسية تجاه هذه الوحدة والفترة التي اعلنت فيها . ونظراً لاختلاف الرؤى وتباين التحليلات حول محددات وأهداف الوحدة اليمنية وقصورها ، فأننا هنا سوف نتناول ذلك من منظور علمي يبحث في خلفيات العلاقة بين مقومات الوحدة اليمنية ودوافع قيامها ونتائجها والأهداف الحقيقية الكامنة وراء ذلك السلوك السياسي الظاهري للقيادتين السياسيتين في الدولتين وتفسر القرارات التي تم اتخاذها لإعلان قيام الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1990؟ . بالاستناد على ما جاء في نظريات الوحدة ” نظرية التكامل ” التي حددت عدد من المفاهيم وألاطروحات النظرية لقيام الوحدة والتكامل بين الدول . وقد ظهرت هذه النظرية في النصف الأول من القرن العشرين. واهتم بها العديد من الباحثين في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية ، واهتمت بها الكثير من الدراسات النظرية التي تحاول البحث في أفضل المناهج التي تؤدي بالدول إلى الوحدة والتكامل ، ونبذ الصراعات السياسية والعسكرية ، خاصة بعد أن واجه العالم حربين كونيتين والعديد من الحروب والصراعات الإقليمية والأهلية ذات الأبعاد الدولية. فقد ظهرت نظريات التكامل التي تشير الى أن الوحدة بين الدول لا تتحقق إلاّ من خلال بوابة التكامل. ولقد ارتبطت نظريات التكامل في مجملها بالمحاولات التكاملية الأوروبية ، حيث استلهمت هذه النظريات أسسها من التجربة الأوروبية ، والتي أدت إلى إثراء المعرفة بظهور ما يعرف بأدبيات التكامل السياسي.

وبهذا الصدد يرى دويتش أن القوة الطبيعية التي تؤدي إلى التكامل ومن ثم إلى الوحدة تكمن في التفاعل بين الأفراد في المجتمعات في مختلف الوحدات المكونة للتكامل. فالتكامل هو الحالة التي ” تمتلك فيها جماعة معينة تعيش في منطقة معينة شعوراً كافياً بالجماعية وتماثلاً في مؤسساتها الإجتماعية والاقتصادية وسلوكها الإجتماعي إلى درجة تتمكن فيها هذه الجماعة من التطور بشكل سلمي. حيث يرى أن أفضل وسيلة إلى التكامل هي بناء قاعدة شعبية متفاعلة ومتواصلة ومنسجمة، تحكمها قيم ومفاهيم وثقافة مشتركة ، وهذه لا تتحقق ، كما يقول دويتش إلا من خلال تفعيل عملية التواصل الثقافي والمعرفي بين مختلف شرائح المجتمعات الأعضاء في الجماعة، ومن خلال عملية الحراك الاجتماعي المتمثل في حرية انتقال الأفراد والجماعات والثقافات والقيم والاتصالات باختلاف أشكالها عبر الحدود بين تلك المجتمعات. وهذا سوف يؤدي إلى تقوية أسس التواصل المجتمعي والنظام السياسي يحقق التكامل وعندما يتحقق التكامل بين الدول بدوره سيخفف العبء على القيادات السياسية في تحقيق التكامل والوحدة بين الدول. وهذا ما لم يكون قائم بين الدولتين في اليمن قبل اعلان الوحدة ولم يعمل به ، حيث كان على المواطن في الدولتين في اليمن ، يستطيع التحرك والسفر الى أي بلد في العالم لكنه لا يستطيع السفر الى الدولة اليمنية الاخرى .

ولقد حدد دويتش ثلاثة مراحل للوصول إلى الوحدة:

يرى دويتش ان منطق تحقيق السلم (نبذ العنف ) هو الذي يضمن استبعاد الحرب بين العناصر المكونة للدولة الموحدة ، وذلك يبدءا بتفعيل التواصل الشعبي والنخبوي وحرية الانتقال للأفراد بين المجتمعين عبر تشكل بعض مؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية المشتركة. ثم تأتي المرحلة الاندماجية وهي المرحلة الأخيرة من سلسلة التكامل بين الدول التي تستمر عدة سنوات ، ففي هذه المرحلة تكون الدول المكونة للاتحاد قد بنت جميع مؤسساتها المشتركة ووضعت أنظمتها وقوانينها. حيث يرى دويتش أن مرحلة الاندماج بين الدول في مرحلة سيادة الدولة لا تتحقق إلا من خلال تفاعلات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية ومعرفية.

تضمن الاستحقاقات التاريخية والحضارية والديمغرافية للدول الاطراف في الوحدة . فانعدام التفاعل والتواصل بين المجتمعات يؤدي إلى عدم التجانس الثقافي والقيمي ، حيث يربط بين الاتصال المجتمعي باعتباره الرابط الذي يُمكن التنظيمات الاجتماعية من التفكير والبحث وخلق مشاعر تعاونية ودية فيما بينها وبين تحقيق التكامل بين المجتمعات السياسية ، والشعوب تحقق وحدتها كلما اتسعت الموضوعات التي تربط بينها ” ولذلك ترى هذه النظرية أن التواصل والاعتماد المتبادل المباشر في قطاع واسع من السلع والخدمات المختلفة بين الأفراد في المجتمعين والعمل الذي يضمن استقرار مدخرات الناس وحصولهم على الخدمات يؤدي إلى التقارب بين هذه المجتمعات الأمر الذي يسهل عملية التكامل ومن ثم الوحدة.

فهذا التكامل يؤدي تدريجياً إلى التمدد والانتشار التكاملي في قطاعات أخرى ، وهو ما أطلق عليه العالم هاس huos مفهوم التمدد التكاملي الأمر الذي يؤدي إلى نقل تدريجي لبعض سيادة الدول الأعضاء إلى المؤسسات التكاملية المركزية أو فوقومية .

ويرى أصحاب هذا الاتجاه أنه في بداية مرحلة التكوين التكاملي سوف تبرز مشكلة ازدواجية الولاءات ، إلا أنه مع ترسيخ هوية دولة الوحدة سوف تتحول الولاءات إلى نوع من التوازن في الولاء بين الدولة القطرية والاتحادية وسوف تتطور وتنمو عملية بناء المؤسسات لتصبح نواة للحكومة الاتحادية حتى تصل، كما يقول أصحاب هذا الاتجاه، إلى نقطة الانطلاق أو الإقلاع عندها تكون النخب والشعوب في الدول الأعضاء مهيأة لقيام وحدة اندماجية بينها.

ويستبعدون نجاح أي وحدة في المجتمعات المتخلفة .

ان تحقيق الوحدة بين الدول يرتكز على نقل بؤرة الإهتمام من القضايا السياسية الحادة إلى القوى الفاعلة في المجتمع. ويرى كذلك أن المجتمع يسير نحو التوحيد السياسي إذا توفرت فيه مقومات التكامل المجتمعي ، أي أن الروابط بين القوى الاجتماعية تعزز التكامل بين الوحدات السياسية. وتشير نظرية الوحدة على أربعة مراحل لعملية الوحدة بين الدول هي:

المرحلة الأولى : وهي المرحلة التي تسبق عملية الوحدة، وهي ما يسمى بالتوظيفية التكاملية حيث تبدأ القطاعات التي يجري في نطاقها التعامل المتبادل بين الدول وتتسع في إطار نظام الإعتماد المتبادل. ومن هنا يبرز دور العوامل المشتركة التي قد تكون موجودة في مرحلة ما قبل الوحدة ، مثل التجانس الثقافي أو التواصل الإقليمي أو الإعتماد الإقتصادي المتبادل، لما لهذه العوامل من تأثير على عملية الوحدة.

أما المرحلة الثانية : فهي المرحلة التي تبرز فيها قوى التوحيد بما لها من طبيعة قسرية (الجيش والشرطة) أو نفعية ( الجوانب الإقتصادية والإمكانات الفنية والإدارية) أو مرتبطة بالهوية الإجتماعية (الشعارات والقيم السائدة في المجتمع).

أما المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التوسع في التكامل فتظهر مع تزايد تدفق السلع والأفراد والاتصالات بين الوحدات السياسية المكونة للإتحاد، وعند سريان هذا التفاعل بين القطاعات المختلفة تتحقق المرحلة الرابعة وهي، نضوج عملية التوحيد ووصولها إلى أهدافها المرسومة لها. وتبدو هذه المراحل الأربعة مترابطة ومتلازمة لتحقيق عملية التوحيد بين الدول. كما يؤكد اصحاب هذه النظرية على بعض المتغيرات المهمة لتحقيق عملية الوحدة، وتشمل هذه المتغيرات، النخب الداخلية والخارجية ودورها في دفع عملية التوحيد ، ومدى تطابق أهداف ومصالح القوى الخارجية مع القوى الداخلية.

وتبرز هذه النظرية اهمية سيادة القيم المشتركة ودورها في عملية التكامل بين الدول. فالقيم المشتركة بين الأفراد تعكس بالضرورة عوامل التوافق والتشابه بينها، والتي بدورها تسهل عملية التفاعل بين الأفراد والجماعات، و صانعي القرار السياسي في تلك المجتمعات. فالنظام القيمي والسياسي المشترك لصانعي القرار السياسي في هذه الدول يساعد في دفع عملية التكامل السياسي على مختلف المستويات، ويؤكد هذا الاتجاه على وجود علاقة طرديه بين درجة التكامل ودرجة المشاركة القيمية للمجتمعات. وأي نموذج مخالف لذلك ما هو إلا تزييف للواقع وسيقود للفشل .

أن الوحدة التي تتحقق بالتدرج ومن خلال أساليب التكامل والتنسيق والتعاون، بعيداً عن أساليب القوة ، مدعومة بالمشاركة الفعلية لمختلف القوى السياسية والاجتماعية والشعبية في إطار من التوازن وضمان الحقوق ، تكون أقوى رسوخاً وأكثر ديمومة.

وبناءً على ما تقدم في ضؤ نظرية التكامل ، سوف نشير هناء بسرعة الى الطريقة التي تم فيها اعلان الوحدة في اليمن . حيث تعد الدولتين والشعبين في اليمن منظومتين فكرية وثقافية وحضارية تشكلت عبر تاريخ الإنسان على الأرض وأنتجت هويتين وطنيتين تحملان تراثاً حضارياً وثقافياً متمايزاً كل هوية عن الأخرى .

فالتمايز والاختلاف الثقافي بين الشمال والجنوب ملحوظ في الواقع الاجتماعي في العادات والتقاليد الاجتماعية ولكل منهما خلفياته ومنطقاته التاريخية والاجتماعية.

لقد ظلت البنية القبلية التقليدية في الشمال محافظة على آلياتها في حين تعرضت البنية القبلية في الجنوب إلى التفكك في مرحلة دولة الجنوب. ولم تقوم الوحدة على مبدا التدرج التكاملي بين الدولتين

إذ لم يتضمن المشروع الوحدوي المعلن بين الدولتين في عام 1990م ، ذلك الاختلاف الواضح بين الشمال والجنوب، ولم يؤد الحراك السكاني الذي تم بعد الوحدة بين الشمال والجنوب إلى الاندماج والانصهار بين المواطنين في بوتقة الدولة الواحدة وخلق قيم الوحدة التي تعزز روح الانتماء الواحد للدولة الحديثة ، بل على العكس من ذلك فان السياسات العامة والممارسات الخاطئة بعد حرب 1994م ، قد ساعدت على التباعد بين الشمال والجنوب أكثر مما كان عليه الوضع قبل إعلان الوحدة، وظل الجميع محافظين على هوياتهم رغم سيطرة الشمال على الجنوب والزج بسكان الشمال الى الجنوب لتغيير الخارطة الديمغرافية فيه.

وقد لمس الجنوبيون تلك التصرفات التي تشير إلى إقصائهم من المشاركة الفعلية في السلطة والثروة ، وتم الاستيلاء على ثرواتهم وأرضهم ، وحرمانهم منها و حولت الوحدة إلى احتلال.

وقد كشفت الحرب وما تلاها من إجراءات بحق الجنوبيين أن المشكلة هي بين ثقافتين للحكم والتي تعود إلى مفهومهما للوحدة والحكم، فالوحدة بنظر النخب السياسية الحاكمة في الجنوب هي وحدة شراكة وبناء دولة حديثة تستند إلى النظام والقانون هدفها ايدلوجي في الاساس ، بينما مفهوم الوحدة عند الشماليين هي وحدة ضم وإلحاق وهي ثروة وغنيمة تقوم على القوة والنفوذ وأعراف القبيلة هدفها الثروة واغتصاب الجنوب .

على الرغم ممّا تظهره الدولة من صور للحداثة ما هي الا صور خادعة ، وهي في الأساس تمارس نفوذها العصبوي والتقليدي الذي احتكر السلطة ونتج عنه غياب للتوازن والاندماج الاجتماعي، فالتمايز الذي خلقه النظام أدى إلى إفقار قطاع واسع من أبناء الجنوب ، الأمر الذي أفضى إلى زيادة المعاناة والحرمان بين الجنوبيين والإحساس بالضيم والقهر الاجتماعي . فبدأ الجنوب متناقضاً مع الشمال . يشير الكاتب الانجليزي بول دريش إلى أن التناقض بين الشمال والجنوب قد نتج عنهما نظامان مختلفان، نظام جمهوري في الشمال، ونظام جمهوري أخر في الجنوب، ولقد كان لهما نتائج مختلفة على البيئة الاجتماعية والسياسية حتى من حيث الطبيعة المتناقضة للدولتين اليمنيتين اللتان تولتا البناء الوطني في ستينيات القرن الماضي، وظهرت بصورة ملموسة في النظام السياسي في اليمن بعد إعلان الوحدة التي أعلنت الوحدة بين نظامين مختلفين تماماً، نظام في الجنوب قائم على أسس التوجه ألاشتراكي ” ايدلوجي” تشكل الملكية العامة لوسائل الإنتاج أساس الدولة وهي التي تحتكر النشاط الاقتصادي وتقدم جميع الخدمات الأساسية للمواطنين والنظام في الشمال قائم على أساس التوجه الراسمالي يعتمد المصلحة المادية و الانفتاح الاقتصادي يستند على الأعراف القبلية أكثر من القانون .

وعليه كان مفهوم الوحدة مختلفاً لدى النخب السياسية الحاكمة في الشمال والجنوب وهذا الاختلاف يعود إلى طبيعة التنشئة السياسية والثقافية لكل منهما ، فالوحدة في مفهوم النخب الشمالية هي وحدة تستند على االحرب والقتل كما تجسد في الحرب والجرائم المتكبة ما بعد الحرب طوال الفترة الماضية ، لا على منطق السلم والتكامل بين شعبين ودولتين ذات سيادة .

كما ان الوحدة عند إعلانها اعتمد الطابع الحزبي السياسي نيابةً عن الشعب ، و تم التوقيع عليها من قبل الحزبيين السياسيين ( الاشتراكي في الجنوب والمؤتمر في الشمال ) دون مشاركة القوى السياسية الأخرى أو الاستفتاء الشعبي عليها، وهذا الطابع شاهد على المفاهيم الخاطئة لدى النخب السياسية حول قيام الوحدة ومنطلقاتها ، ودليل على عدم شرعية الوحدة وبطلان إعلانها . فضلا عن المفهوم الزائف للوحدة الذي تحمله النخب الحاكمة في الشمال، عودة الفرع إلى الأصل هو منطق الإمام نفسه لم يتغيّر ، وهذا ما كشفته الأيام الأولى للوحدة عندما ظهرت الخلافات بين الطرفين، والتي بينت أن نظام صنعاء إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطته والاستحواذ عليه، وهذا ما أكده الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب السابق ورئيس حزب الإصلاح في مذكراته .

اذ عمل الطرف الشمالي على عرقلة تنفيذ اتفاقيات الوحدة في المرحلة الانتقالية.و ظلّت معظم مؤسسات الدولتين تخضع لقياداتها السابقة لاسيما المؤسسات العسكرية والأمنية .

وفي أول انتخابات بعد الوحدة سنة 1993م، برز التحالف بين حزبي الاصلاح والموتمر الذي قام على أسس الانتماء (الى الشمال) ، فقد مثّل هذا التحالف مؤشر إقصاء الجنوب من المعادلة السياسية وضمه للشمال الذي اعلن الحرب على الجنوب بعد الانتخابات بسنة وانتهت الحرب بانتصار الطرف الشمالي بعد مرور 72 يوماً، كان الجنوب مسرحاً لها دمرت فيها الخدمات التحتية وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وشردت عشرات الآلاف من أبناء الجنوب إلى الخارج، وتم اجتياح جيش الجمهورية العربية اليمنية ” للجنوب ” وتم تعديل دستور الوحدة وإلغاء اتفاقيات الوحدة، إذ كانت الحرب من الناحية العملية قد أنهت مشروع الوحدة بين دولة الشمال ودولة الجنوب نهائياً .

وتكشف ان الشمال كان ينوي الانقضاض على الوحدة واحتفاظه بالمرجعية العسكرية لشن الحرب على الطرف الآخر ، وهذا ما حدث بالفعل كما أسلفنا وذلك يدل على أن الحرب كان مخطط لها في قرار تفكير القائمين بها . وأصدر مجلس الأمن قرارين 924 و931 في العام 1994م ، دعا فيهما لوقف إطلاق النار وعودة الطرفين إلى طاولة التفاوض، وبينما أبدي نظام الجنوب تفهماً لهذه القرارات بدا نظام صنعاء رافضاً لها، وتم اجتياح الجنوب وقتل وجرح فيها عشرات الآلاف من أبناء الجنوب.



رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث


Read more: http://adennewsagency.net/articles-4...#ixzz39834XNQZ

حد من الوادي 08-10-2014 01:41 PM



تقرير أجنبي عن الجنوب وقضية الجنوب


8/10/2014 المكلااليوم/خاص


سبق في التقارير السابقة تفاصيل عن علاقات وتحركات بعض القيادات الجنوبية وارتباطاتهم وتخبطهم وأثر ذلك على قضية الجنوب المطالب بالتحرير والإستقلال واسترداد الجنوب العربي من حكم اليمن. ومايلي سبق الإشارة له في التقارير السابقة دون إبداء رأي. وبناء على طلب الرأي والتوقعات فإنني أورد التالي:

بالنسبة للقيادي علي سالم البيض فقد استنفد الإيرانيون غرضهم منه ولم يعد لديه ما يقدمه بعد تسليمهم بعض الشباب والقيادات وزرع الفرقة في الحراك وفرقوا مكوناته وأعاقوا أي خطوة لتوحيد الجنوبيين كل هذا خدمة لإيران لمصلحة حليفها الحقيقي الحوثي ليقوم بالدور في الجنوب ليبقى الجنوب تابعا لليمن في إطار الجنسية اليمنية والدولة اليمنية. وانتهوا من مجلس ثورة البيض وبامعلم وصالح يحيى وقاسم عسكر.. وانتقلوا إلى المجلس الأعلى للحراك عن طريق اولاد باعوم وشخص اسمه فؤاد راشد. وبعض الأشخاص الآخرين جندوهم وبدأوا بتكليفهم بتقارير تفصيلية عن الجنوب وشخصياته المؤثرة ليبنوا معها جسورا للتعاون مع الحوثة وتم تقديم التقرير .

إن منسق كل العلاقات من البداية والذي أوصل الجميع بإيران بما فيهم البيض وباعوم هو الرئيس علي ناصر محمد وهو الصديق الأساسي لإيران منذ أن كان في سوريا. والرئيس العطاس مهمته ربط صلات بالرئيس عبدربه المنسق مع الحوثيين بناء على اتفاق بقاء الجنوب يمني أي في إطار دولة اليمن ومخرجات الحوار اليمني. وقد ربط العطاس باعوم الإبن وفؤاد راشد وآخرين بعبدربه وإبنه جلال الذي يتولى التواصل بالشباب الجنوبيين ومنهم من رفض ومنهم من قبل بشرط إبقاء الأمر سرا ومنهم من اشترط علنية الاتصال فرفض مندوبو جلال بعدن. وزار باعوم الإبن ومرافقه فؤاد راشد صنعاء سرا عدة مرات ولم يبخل الرئيس عبدربه ولا إبنه الذي يواصل التمويل علاوة أن إيران قسمت ماهو مخصص للبيض بينه وبين جماعة باعوم. كما سبق له وزار صعده قبل فترة واستلم سلاحا ومالا من جماعة الحوثي.

باقي القيادات الجنوبية لازالت ترفض التفريط في أهداف حركة الجنوب وقضيته والعالم والإقليم يراقب ويتابع ولا يبدي موقفا وفي الحقيقة أننا مع الجنوب لكن نريد اختيار الوقت المناسب بدقة والتأكد من هي الجهات الجنوبية التي لا تتخبط في علاقاتها الداخلية والخارجية والمرتبطة بالجنوب. والتي لها قراءة صحيحة وصحية للحاضر والمستقبل بعد أن اكتشفت أن القيادات المذكورة تتخبط في علاقاتها الداخلية والخارجية.

من هنا كان الدفع بهم بطرق غير مباشرة في العلاقات المتخبطة سواء مع إيران أو عبدربه أو الإرياني أو علي محسن وأولاد الأحمر والإخوان وباقي أحزاب المشترك مباشرة أو من خلال بعض الجنوبيين في صنعاء.
كل هذا بعد دراساتنا التي أوضحت أن أطرافا من بعض هؤلاء بالشراكة مع هذه القيادات الجنوبية ؛ المتصارعة والمتفقة أحيانا ؛ عملوا على زرع خلافات في الصف الجنوبي وإعاقة أي توافق جنوبي. وبالتالي فإن دفعهم في الطريق الذي اختاروه هو الأفضل لإبعاد عبثهم في الجنوب رغم أنهم سيأخذون معهم البعض من الجنوبيين الذين ينخدعون بهم أو من الذين يبحثون عن مصالح خاصة.

سيبقى في الجنوب ومع قضية الجنوب الثابتون الحقيقيون وليس الذين يمثلون الثبات او يستغلون عواطف الناس. ومن الثابتين بمصداقية بعض الشباب ومكونات شبابية والرابطة الجنوبية التي أعلنت عودة إسمها القديم والتي يرأسها عبدالرحمن الجفري الذي يملك مؤهلات قيادية وإدراك للعصر وآلياته وكذلك مكونات أخرى من الحراك وشخصيات قيادية من مجلس الثورة والمجلس الأعلى للحراك؛ الذين بدأت تتكشف لهم أخطاء وخطايا قياداتهم الأعلى؛ وشخصيات اجتماعية لها أثرها ودورها وكذلك الذين لم يندفعوا في الطريق الخطأ من أبناء سلاطين الجنوب السابقين.

ومن كل تلك المؤشرات والحقائق يتبين بوضوح لأي مراقب مطلع و متعمق أن الجنوب وقضيته وإن ظهر على السطح أنه يتعرض لمصاعب ؛ ففي الحقيقة أن الجنوب يمر بمرحلة نستطيع تسميتها ( مرحلة التهيؤ لانطلاقه صحيحة ) تكون الإنطلاقة التي يقطف فيها الجنوب ثمار تضحياته الكبيرة ويحقق فيها أهداف ثورته ؛ وعند تهيؤ الجنوب فالرأي المستقر والسائد أن يبدأ العالم بما في ذلك الإقليم بالوقوف معه باطمئنان ووضوح. وكل هذا يعتمد على استيعاب تلك القوى الجنوبية التي ذكرنا في الفقرة السابقة. ومن المهم إشعار أحدا منها بهذا الأمر ليطمئنوا على سلامة خط سيرهم ولا تربكهم الأحداث والتحركات التي على السطح.

ملخص:

1 ) الدور الحقيقي لتلك القيادات التي حكمت الجنوب ؛ ومن سار في نفس طرقهم ؛ في قضية الجنوب انتهى. ويبقى دورها الظاهري وفي حقيقته ليس مع قضية الجنوب بل مع أنفسهم ولن يحققوا شيئا سوى بعض المصالح الشخصية المؤقتة. مقابل بعض المتاعب المؤقتة التي يسببونها لقضية الجنوب. وبعضهم يوهمون شعبهم أنهم والرئيس عبدربه يخدمون الجنوب. ونعلم أن ما يحدث العكس. عبدربه جاء بفضل قوة حركة الجنوب ويريد أن يبقى بإضعاف حركة الجنوب ويساعده هؤلاء القيادات.

2 ) بداية مرحلة جديدة للقضية وللجنوب ليس هؤلاء القادة طرفا إيجابيا فيها ولكن ستضم باقي القوى التي لم تتلوث بتلك الأدوار السلبية التي عرقلت سير قضية الجنوب وشتت الصف الجنوبي. وفي هذا الإطار يأتي دور الشباب والمرأة والأغلبية الصامتة التي قد يكون صمتها تحفظا لوجود تلك القيادات المعاقة والمعيقة.
3 ) أهمية تطمين تلك القوى أو أحد منها أن العالم سيكون معها إن هي هيأت نفسها لهذه المرحلة النهائية.

جيه. إس. دبليو.

ملحوظة: مخرجات حوار مؤتمر الحوار الوطني اليمني نتركها تسير في طريقها والجنوبيون سيرفضونها برغم كل المحاولات والإغراءات وهذا الرفض هو أحد مداخل ومبررات المجتمع الدولي لدعم قضية الجنوب.

حد من الوادي 08-12-2014 01:50 PM


الثلاثاء 12 أغسطس 2014 12:17 مساءً

مأساة شعب


اسماعيل هيثم




لا أدري من أين ابدأ التحدث عن مأساة شعب يعاني من قتل وجرح واعتقالات وتنكيل بجميع أبنائه أمام مرأى ومسمع العالم ألا وهو شعب الجنوب.

لقد غدر هذا الشعب الجنوبي منذ عام 1990م اعلن اليمنين وحدة مزيفة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية في عام 1990م.

كانت هذه الوحدة غير متكافئة ومدروسة بأبعادها وتأثيراتها على شعب كان عدد سكانه حوالي أثنين مليون نسمة ومساحة أرض بحوالي 3360 كيلو متر. ويعيش معظم أبنائه على الوظائف الرسمية لدولة جمهوري اليمن الديمقراطية الشعبية تحت نظام مؤسسي يتساوى جميع أبناء هذا الشعب أمام القانون.

كان هذا الشعب الجنوبي شعب يتطلع جميع أبنائه إلى المستقبل وينظر إلى الأمام لكي يعيش بحرية وكرامة كأي شعب من شعوب العالم ولكن للأسف الشديد الشعارات التي كان يرددها هذا الشعب الجنوبي تحت شعار ((نناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية)).

لقد تحولت تلك الشعارات والوحدة اليمنية إلى إعصار وزلزال يقتلع أبناء تلك الشعارات وتحولت الوحدة إلى سرطان فيروسي أصيب به جميع أبناء المحافظات الجنوبية، نعم لقد كان الطرف الآخر في الموقع على الوحدة علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية آنذاك في عام 1990م لقد كان مخطط مسبقاً ل ... الجنوب وشعبه.

لقد بدأ من اول يوم لإعلان الوحدة بتصفية القيادات الجنوبية تصفية جدية بالاغتيالات والاعتقالات والمطاردات والمضايقات بالكوادر الجنوبية حيث تم اغتيال القيادي البارز والمحنك العقيد ماجد مرشد ثم اغتيال كامل الحامد ابن أخت الرئيس الجنوبي علي سالم البيضاني الشريك في توقيع على الوحدة مع زعيم الحرب علي عبد الله صالح وحلفاءه.

حيث بدأت تشتد الأوضاع بين القيادات الجنوبية المتمثلة آنذاك بقيادة الجنوب الموقعة على الوحدة اليمنية ولقد أدركت تلك القيادات في ذلك الوقت عندما بدء زعماء الحرب في صنعاء بتضيق الخناق على القيادات الجنوبية من اغتيالات ومطاردات.

لقد أدركت أنها وقعت في فخ الوحدة المزيفة وأن الطرف الآخر وكل الوحدة بنوايا سيئة فبدأت تلك المأساة على هذا الشعب منذ عام 1990م فبدء زعماء الحرب بمخططاتهم الجهنمية على شعب الجنوب، ولقد تحولت هذه الوحدة إلى قيد وغنيمة بعد اجتياح الجنوب بالآلات العسكرية حيث شن حرباً سوى على جميع أبناء شعب الجنوب فحسد كل القبائل ورجال الدين وفتنوا لهم بأن الجنوب غنيمة حرب حلال على أبناء الجمهورية العربية اليمنية كل شيئاً في الجنوب من أرض وإنسان .... علينا محاربتهم بفتوى دينية لا زالت تجددها تلك القوى الإرهابية المتطرفة ومستمرين إلى يومنا هذا في فتواها الدينية.

لقد اجتاح علي عبد الله صالح الجنوب في عام 1994م حينما اعلن 7/7/1994م على الجنوب الحرب بخطابه المشهور في ميدان السبعين وقد هدموا البيوت فوق ساكنيها وقتلوا الشيوخ والأطفال والنساء وشردوا أبناء المحافظات الجنوبية من بيوتهم واعتقالات ومطاردات للكوادر الجنوبية وأحكام بالإعدامات على القيادات الجنوبية واحتلت الجمهورية العربية اليمنية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وطردوا القيادات الجنوبية إلى خارج الوطن والذي لا زالوا خارج الوطن يناضلون لتحرير الجنوب من هذا الاحتلال اليمني المتخلف ولا زالت الجنوب تحت الاحتلال اليمني ومسترة الحرب على أبناء الجنوب إلى يومنا هذا.

لقد ارادوا أن يخضعوا الشعب الجنوبي تحت حكمهم القبلي ولا دولة بكسب بعض من القيادات الجنوبية بإعطائهم مناصب لا حول لهم ولا قوة ...شراء التزامهم من بعض ضعيفين النفوس من أبناء الجنوب لكن شعب الجنوب كان كالنار تحت الرماد. ...... الرياح في يوم 7/7/1994م في خور مكسر في ساحة العروض اشتعلت تلك النار من تحت الرماد فهب جميع أبناء شعب الجنوب سلمياً في 7/7/1994م فبدأ نظام الاحتلال اليمني بقتل الجنوبين برميهم بالرصاص الحي ومسيلات الدموع واعتقالات.

ويرتكب المجازر الجماعية بأبناء الجنوب في عدن ولحج وردفان والضالع وحضرموت وأبين وشبوة والمهرة.

فبدأ يفقد النظام الاحتلال اليمني توازنه وإن السلاح الذي يستخدم في قتل الجنوبين لن يجد نفعاً.

شبعنا الجنوبي قدم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين ولا زال يقدم كل يوم أكثر من شهيد من أجل تحرير واستقلال دولة الجنوب وعاصمتها عدن.

اننا لن نتخلى عن قضية شعبنا وسنقدم الشهيد تلو الشهيد حتى ينتصر هذا الشعب ويحقق كل أهدافه المستقلة بالتحرير والاستقلال .... الدولة اليمنية الحديثة.

لقد كان الاحتلال اليمني يجيد الاساليب والحيل والتفنن في قتل شعبنا الجنوبي.

فلقد ربا في أحضان مجاميع إرهابية متطرفة باسم الدين الإسلامي فأراد أن يقتل في 1990م في بداية الوحدة الكوادر الجنوبية تحت اسم الشيوعين في الحزب الاشتراكي اليمني، واستخدم المجاميع الإرهابية الذي اليوم تراها تذبح وتقتل أبناء حضرموت بدم باد تحت حجة تطبيق الشريعة الإسلامية.

ومن قبل عام شردت وقتلت أبناء محافظتي أبين وشبوة ولا زالوا مشردين إلى يومنا هذا.

..... الحرب عن نظام في صنعاء وأقل المحافظات الجنوبي متعددة الأساليب والطرق فعندما أراد أن يدمروا محافظة أبين رسل لهم المجاميع المسلحة الإرهابية فبدأ في تدمير قصف البيوت فوق ساكنيها وتدمير المدينة وتشريد أبناء محافظة أبين وشبوة. ما المجاميع الإرهابي المسلح لن يقتلوا ..حد منهم تحت حجة محاربة الإرهاب.

واليوم حضرموت المحافظة التي يشتهر أبنائها بأصحاب السلم والعلم والثقاف والحضارة أرادوا أن يضيقونهم كنوع من أنواع وأساليب حربهم المرة تحت مسميات القاعدة والإرهاب وهو مخطط لتدمير محافظة حضرموت وإلباس أبناء حضرموت المسالمين ثوب الإرهاب وهم بعيدون عنه وإن مجامع الإرهابية المسلحة تأتي من خارج المحافظة تديرها قوى استخباراتية وقوى عسكرية وقبلية في نظام صنعاء.

هذا هو شعب الجنوب قتل في أبين وحضرموت وشبوة وعدن ولحج والضالع وردفان تشريد الأسر من بيوتهم هذه الوحدة المشؤمة الذي لا زلنا نعيش تحت وطأة حرب ابادات جماعية يتعرض لها شعب الجنوب أمام مراء ومسمع المنظمات الحقوقية للإنسان والعالم أجمع يعاني ن الجوع والفقر والحرمان لم يكتفي نظام الاحتلال اليمني في صنعاء بهذا فقد رفع أسعار المشتقات النفطية بجرعة ..قاتلة وخاصة لأبناء الجنوب الذي لم يوجد معهم أي مصادر عيش البعض منهم يعيشون على رواتب محدودة لا تفي بأي احتياجات ومتطلبات الحياة من ماء وغذاء وعلاج.

لقد كان أسلوباً راقياً من الحرب الكيمياوية الذي اسميها لأنه لم يعد يستطيع الحركة من مكانه ويموت جوع وهو لا يستطيع أن يتحرك حيث قرر أبناء شعبنا في الجنوب وهو مشغل بهذا الأعباء الحياة والحرب النفسية ولألة العسكرية والرصاصة الحية التي كل يوم تقتل من أعز شبابنا ولكن تقول لهم هيهات أن تنالوا أمتنا فنحن كلنا مشاريع شهداء وسنناضل حتى ننتصر لقضية شعبنا في الجنوب المحتل. طرد الاحتلال اليمني من الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية.

عاشت الجنوب حرة أبية المجد والخلود لشهدائنا الشفاء لجراحنا والحرية لمعتقلينا.

جميع الحقوق محفوظة لـ [عدن الغد] ©2014

حد من الوادي 08-14-2014 02:19 PM


?????? ????? - ?????? ????????



حضرموت ووجوه تفسد الصالح وتغوي المستقيم

8/14/2014 أحمد علي باهبري

بعزة النفس نقولها بصراحة ، وبدافع الإخلاص والخوف من الوقوع في تكرار المآسي المرعبة الناتجة في عدم الحذر الشديد من اللفيف القومي الاشتراكي وأتباع أحزاب مابعد عام 90م ،وهمجية نظام صنعاء المناطقي وبقايا مأساة 13 يناير الملبدة بالثأر، وفلول ثورة شباب التغيير ، إنه من الواجب استئصال هذه الوجوه قبل أن تتكاثر وتخرج من أوكارها وتستفحل فتُفسد الصالح وتُغوي المستقيم ، والله يعلم المفسد من المصلح .

أيها المتنافسون على هرم السلطة يا بقايا الأنظمة السابقة، ليس في الأمر استحياء ولا خنوع ، بل نقولها لكم أمام الملا ، لا نقبل بوجودكم حكاماً ،لا نقبل بكم زعماء ، فأنتم تكذبون وتغالطون وتنهبون ، أنتم انتهازيون متقمصون عباءة القائد أو الزعيم أو المناضل أو السياسي المغلفة بالديمقراطية المزيفة ، انتم دكتاتوريون أفسدتم البلاد والعباد بأفكاركم الهشة التي لا تفيد وإنما حققتم منها مكاسب خاصة وذاتية ، لا خير فيكم أفسحوا الطريق لغيركم أريحوا وارتاحوا وكفاكم تزييفاً . بالأمس كان الاشتراكي يصول صولة الجبان المنفرد بنفسه ،وكان يقبع في محارق غيبته ليشوي قلوب أناس مؤمنة بالله وينهب ممتلكاتهم باسم التأميم والانتفاضة ، إضافة إلى السحل والقتل والتشريد والصراع الدامي على السلطة، وكانوا في غفلة عن ثروات وكنوز حضرموت التي لم يستفيدوا منها ،

فقد أعماهم رب العالمين ،لكونهم في كفاح مستميت مع الباطل ضد الحق فارتكبوا أفضع الجرائم في حق شعب حضرموت والجنوب ورموه في غابة مليئة بالوحوش الجائعة لا تعرف غير الاحتواء والتعسف والتسويف والتمييز بعنصريتها الطائفية والتجرد من كل القيم الإنسانية .واليوم هم شركاء في صناعة فرق الموت " إرهاب " مخدرات " فشل دائم " عدم استقرار سياسي وأمني واقتصادي " وكثير من المخازي والفضائح والأباطيل وهذا من اجل إبقاء من هم على هرم السلطة وإبقاء من استبعدوا آمنين على أموالهم المكتسبة بغير حق .

-يا رفاق الأمس ومشايخ اليوم وأتباع أحزاب صنعاء ،لقد أضعتم مفهوم الأمن وقوضتم أسسه المرتكزة على استقرار الحياة الآمنة للإنسان الذي يحس في قرار نفسه أنه المسئول المباشر عن امن أسرته وجيرانه ومجتمعه بشكل عام ،وانه يدرك تماماً أن لا تنمية من دون أمن ولا أمن من دون تنمية . ففي تعضيد أهدافكم يصير الغدر وفاءً والظلم عدلاً، هذه هي مفاهيم عقائدكم المكتسبة من الشيوعية وسياسة الغدر والفيد والتصرفات الهمجية تحت مفهوم إشعال القلق والاضطرابات السياسية لتبقى حياتكم بين حاشية وخدم ورفاهة القصور المشيدة .

ونقول نحن سوف نظل فيما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية، فيجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة، وان لم نكن حاضرين عليها بل نجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا ...

حد من الوادي 08-15-2014 02:28 PM

الأربعاء 09 يوليو 2014 01:43 مساءً


الشمال ولعنة الجنوب .. التاريخ يعيد نفسه



لطفي شطارة

صفحة الكاتب

الدستور ومغالطات صنعاء

الاستفتاء والحق الجنوبي

قوة هادي من قوة الحراك !

ليته صمت

من ابتلع الطعم في الحوار


بعد 20 عاما بالوفاء والتمام وفي شهر يوليو أيضا يصرخ حزب الإصلاح صرخات سياسية مختلفة .

- في يوليو 1994 وبعد مشاركتهم في اجتياح الجنوب والسيطرة على العاصمة عدن خرج الإصلاح رافعا صور الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ( لأنه شمالي ) .

- في يوليو 2014 وبعد سقوط عمران وفشل الإصلاح في قهر إرادة الحوثيين التي تتقدم بقوة ، خرج الإصلاح وعبر منشورات على شبكة التواصل الاجتماعي يتهم الرئيس عبدربه منصور هادي بالخيانة والدعوة للإطاحة به ( لأنه جنوبي ).

- في يوليو 1994 خرج حزب الإصلاح بعد نشوة النصر وسقوط عدن ليطالب بنصيبه في الحكومة وحصل له ما أراد مكافأة لدوره في تلك الحرب التي قتلوا فيها الأبرياء تحت فتاوى وشعارات عدة.

- في يوليو 2014م وبعد سقوط عمران في يد الحوثيين يخرج حزب الإصلاح وهو يجر ذيول الهزيمة ، وعبر رئيس كثلته في البرلمان يحي الشامي ليطالب بالانسحاب من الحكومة .

- في يوليو 1994 يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول اليمن ويطالب كافة الأطراف بوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار.

- في يوليو 2014 يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بشأن اليمن ويخرج المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر ليدعو كل الأطراف في عمران إلى وقف إطلاق النار والإلتزام بالاتفاقات الموقعة عقب وساطات كثيرة.

اللهم لا شماتة .. بعد عشرين عاما من احتلال ونهب وقهر وإهانة الجنوب تحل لعنته على الشمال اليوم ، الإصلاح حزبا وقيادات صعدت على أنقاض سقوط عدن .. الإصلاح اليوم حزبا وقيادات يتهاون وسيتهاون قريبا على أنقاض سقوط عمران.

الاصلاح استخدم الدين للوقوف مع الباطل .. ومن وقف ضد الاصلاح اليوم جماعة تستخدم الدين وتدعي الحق على الباطل.
يمهل ولا يهمل ولعنة الجنوب بالأمس تحل على الشمال اليوم .. بالأمس قال الرئيس المخلوع صالح مستهزءا أن حرب 1994 كانت جنوبية - جنوبية .. اليوم الحرب شمالية - شمالية ومع هذا لم يخرج الرئيس هادي( الجنوبي ) يستهزء كما فعل صالح ( الشمالي ).

اليمن على مفترق طرق بعد سقوط عمران .. والتاريخ يعيد نفسه من جديد .. فقادة الشمال يعيشون اليوم لعنة الجنوب الذي قتلوه ونهبوه واستباحوا أراضيه وشفطوا ثرواته واهانوا أبنائه واليوم يدفعون الثمن .

انه يمهل ولا يهمل


اقرأ المزيد من عدن الغد

حد من الوادي 10-07-2014 12:45 PM


كاتب عربي مقرب من علي صالح : الوحدة اليمنية... ما لَها وما عَليها

الاثنين 06 أكتوبر 2014 05:27 مساءً

شبوة برس - متابعات - صنعاء


كتب كاتب عربي من المحسوبين على قائمة المكافئات في مكتب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن الوحدة اليمنية بحديث طويل ضمنه معلومات خاطئة او مقصودة وسرد عديد من الايجابيات لم يلمسها المواطن في الجنوب , ومن المعلومات الخاطئة قوله عن عدم تدخل قوات علي صالح في الجنوب أثناء أحداث يناير 1986 عن حكمة من صالح متجاهلا الانذار السوفييتي حينها للشمال بعدم التدخل في الجنوب .



وقال الكاتب اللبناني المعروف خيرالله خيرالله عن الوضع بعد هزيمة الجنوب عام 94 م ..صار مسموحا لضابط معيّن الإستيلاء على ارض من دون حسيب أو رقيب، اكان ذلك في عدن أو حضرموت. في حين لم يجد شماليون كبار عيبا في الإستيلاء على منازل عائدة لشخصيات جنوبية معروفة. على سبيل المثال وليس الحصر هناك من استولى على منزلي البيض وعلي ناصر في عدن... فشلت معظم محاولات التنمية في عدن، بما في ذلك تطوير الميناء.



" شبوه برس" يعيد نشر الموضوع كما جاء في موقع ايلاف :



هل بقي شيء من الوحدة اليمنية في ضوء التحرّك الأخير للحوثيين الذي خلط كل الأوراق على أرض البلد؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال في ضوء غياب الهدف النهائي الواضح لدى "انصار الله" الذين يعرفون ماذا يريدون، أقلّه في المدى القصير.



حقّق الحوثيون، إلى الآن هدفين. اخرجوا السلفيين والإخوان المسلمين من مناطق سيطرتهم في المحافظات الشمالية وصولا إلى صنعاء. كذلك، فرضوا شروطهم على الرئيس الإنتقالي عبدربّه منصور هادي الذي لم يعد قادرا على تشكيل حكومة، أو القيام بأيّ مناقلات عسكرية أو تعيين موظفين كبار من دون الضوء الأخضر الحوثي.



باختصار، يمرّ اليمن بمرحلة انتقالية لا تشبه سوى تلك المرحلة التي مرّ فيها الجنوب مع بدء انهيار الإتحاد السوفياتي.

تبيّن وقتذاك أن "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية"، لم تكن سوى استثمار سياسي يوفر مكاسب لموسكو في زمن الحرب الباردة.

كانت الوحدة اليمنية، التي وقّعت في الثاني والعشرين من أيّار ـ مايو ١٩٩٠ في عدن، نتيجة طبيعية للإنهيار البطيء للإتحاد السوفياتي الذي بدأ مع وصول ميخائيل غورباتشوف إلى السلطة في العام ١٩٨٥ واكتشافه أن ثمّة حاجة إلى تغيير في النظام. تبيّن له مع مرور الوقت أن التغيير في النظام ليس ممكنا وأنّ الحاجة الحقيقية هي إلى تغيير للنظام نفسه.

في مطلع العام ١٩٩٢، انتهى الإتحاد السوفياتي رسميا. الحقيقة أنّه انتهي في التاسع من تشرين الثاني ـ نوفمبر ١٩٨٩ يوم سقوط جدار برلين مع ما يعنيه ذلك من طي صفحة المنظومة السوفياتية ووجود قطبين عالميين يتنافسان في طول العالم وعرضه، بما في ذلك اليمن.



فهم القائمون على النظام في اليمن الجنوبي أنّ لا مجال لإنقاذ "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية" التي انتهت عمليا في الثالث عشر من كانون الثاني ـ يناير ١٩٨٦ عندما اصطدم علي ناصر محمد بخصومه ولجأ كلّ من الجانبين إلى الغاء الآخر. خرج علي ناصر، الذي كان الأمين العام للحزب الحاكم ورئيس الدولة من المعادلة. انتصر خصومه من دون أن ينتصروا، فكانت النتيجة البحث عن مخرج.



كان هذا المخرج الوحدة اليمنية التي انقذت أهل النظام، لكّنها أنهت في الوقت نفسه النظام. كانت للوحدة فوائد كثيرة. فوائدها لا تحصى. قبل كلّ شيء، تمّت على نحو سلمي. امتلك علي عبدالله صالح ما يكفي من الحكمة والتعقل لتفادي أي مواجهة مع الجنوب عندما كانت الفرصة سانحة لذلك، خصوصا خلال احداث ١٩٨٦. وقتذاك، كان من السهل عليه المغامرة والتدخل في مناطق معيّنة بحجة حماية الشرعية التي كان يمثّلها علي ناصر محمد.

لم يفعل ذلك. ترك الجنوب للجنوبيين وصراعاتهم التي أخذت في مرحلة معيّنة طابعا مناطقيا. واذا كان من كلمة يجب أن تقال، فهي أن علي سالم البيض لعب دورا محوريا في تحقيق الوحدة الإندماجية بعدما اصبح الأمين العام للحزب الإشتراكي الحاكم. في الواقع، انطلقت الوحدة من حيث يجب أن تنطلق. اسست نظريا لنظام قائم على التعددية الحزبية.

وكان الدستور الذي أقرّ في استفتاء شعبي معقول نسبيا وذلك على الرغم من العقبات التي سعى إلى وضعها الإخوان المسلمون الذين تلطوا خلف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، زعيم حاشد الذي بقي حتى اللحظة الأخيرة معارضا للوحدة. انهت الوحدة سنوات طويلة من الصراعات بين الشمال والجنوب. عطّلت هذه الصراعات ـ التي تخلّلتها حروب حقيقية ومحاولات لفرض واقع جديد في الشمال فضلا عن عمليات اغتيال ـ كلّ تحرّك ايجابي. قبل الوحدة، كان الشمال يخشى مزايدات الجنوب، والجنوب مزايدات الشمال. لم يكن ممكنا ترسيم الحدود، لا مع سلطنة عُمان ولا مع المملكة العربية السعودية، لولا الوحدة.

لم يكن ممكنا التصدي لإحتلال اريتريا لجزر يمنية في البحر الأحمر، بينها جزيرة حنيش لولا الوحدة. لم يكن ممكنا الوصول ايضا إلى مرحلة تخطيط الحدود البحرية لليمن. هذا غيض من فيض ايجابيات الوحدة التي أطلقت الحرّيات العامة، نسبيا، وسمحت لليمن باستيعاب كارثة عودة مئات الآلاف من مواطنيه إلى البلد نتيجة سوء فهم في العمق لموقفه في اثناء الإحتلال العراقي للكويت عام ١٩٩٠.

ليس صحيحا أنّ لا ايجابيات للوحدة، على الرغم من حجم السلبيات. فالوحدة سمحت بوضع الأسس لدولة حديثة كان يمكن أن تستفيد من تجربة الجنوب حيث كانت هناك ادارات تعمل بفعالية وفي ظلّ حد أدنى من الإنضباط. سمحت الوحدة لليمن بتجاوز مصائب كبيرة. يكفي أنّها اوقفت المناوشات المستمرة بين الشمال والجنوب وجعلت اليمنيين يتعوّدون على الوقوف في صفوف طويلة للإدلاء باصواتهم. في المقابل، لا بدّ من الإعتراف أن حجم السلبيات ضخم، خصوصا منذ العام ١٩٩٤ وفشل كلّ محاولات المصالحة مع الحزب الإشتراكي الذي كان يحكم الجنوب والذي كان شريكا في السلطة.



تراكمت السلبيات منذ حرب صيف ١٩٩٤. تفوقّت هذه السلبيات على الإيجابيات على الرغم من كلّ المحاولات التي بذلها علي عبدالله صالح لإعادة الأمل إلى الجنوبيين وتمضيته اشهر عدة من السنة في عدن.



كانت هناك رغبة لدى جهات عدة، بمن في ذلك الضباط الكبار، الآتين من مناطق معيّنة، في متابعة غزو الجنوب، فيما كان همّ الإخوان المسلمين محصورا في تغيير طبيعة المجتمع وفرض القيود عليه وتهميش الجنوبيين.

في ظلّ الوحدة، وغياب التوازن الذي كان يشكله الحزب الإشتراكي، عمّت الفوضى المصحوبة بالفساد اليمن.

صار مسموحا لضابط معيّن الإستيلاء على ارض من دون حسيب أو رقيب، اكان ذلك في عدن أو حضرموت. في حين لم يجد شماليون كبار عيبا في الإستيلاء على منازل عائدة لشخصيات جنوبية معروفة. على سبيل المثال وليس الحصر هناك من استولى على منزلي البيض وعلي ناصر في عدن... فشلت معظم محاولات التنمية في عدن، بما في ذلك تطوير الميناء.

لم تكن هناك أيّ استثمارات جدّية تساعد في التنمية وايجاد فرص عمل. لم يجد المستثمر الأجنبي مناخا يشجعه على توظيف امواله. كان هناك فقط بعض النجاح في حضرموت. ترافق كلّ ذلك مع جهود كبيرة بذلها علي عبدالله صالح لإنقاذ ما يمكن انقاذه ومع صعود لـ"القاعدة" التي كشفت كم هي قادرة على الإيذاء لدى اعتدائها على المدمّرة الأميركية "كول" في السنة ٢٠٠٠ خلال رسوّها في ميناء عدن. لم تكن النيات الحسنة كافية لمواجهة الفساد والفوضى وانتقال سلبيات الشمال إلى الجنوب، خصوصا أنّ السنوات الأخيرة من حكم علي عبدالله صالح تميّزت بستّ حروب مع الحوثيين وبغياب المستشارين الذين يتمتعون بكفاءات، حتى لا نقول اكثر من ذلك.



من يتحمّل مسؤولية ما وصل إليه الوضع اليمني اليوم؟ الجميع مسؤول، لكنّ ما لا يمكن تجاهله أنّ التجمع اليمني للإصلاح، أي تنظيم الإخوان، لم يساعد في أي شكل في البناء على ايجابيات الوحدة. كانت مشاركته في حرب ١٩٩٤ التي وضعت حدا للمحاولة الإنفصالية التي قادها علي سالم البيض، مجرد معبر للوصول إلى السلطة والإنقلاب بشكل تدريجي على علي عبدالله صالح. فما حدث في اليمن في السنة ٢٠١١ لم يكن "ثورة" بمقدار ما كان انقلابا، خرج منه منتصر واحد، حتى الآن.



هذا المنتصر هو الحوثيون (انصار الله) الذين لا يبدو أنّ هناك حدودا لطموحاتهم التي يعتقدون أنّها ستوصل ايران إلى باب المندب. فالمحافظة على الوحدة ليست همّا لديهم...بل هي آخر همومهم. كانت للوحدة ايجابيات وكانت سلبيات. تكمن السلبية الكبرى في أنّه لم يبن على الإيجابيات في بلد يعاني حاليا من خطر التشظي ومن مواجهة بين "القاعدة" وبين "انصار الله". بات النقاش في شأن الوحدة وما لها وما عليها من نوع الترف الذي تجاوزته الأحداث لا أكثر ولا أقلْ، على الرغم من أنّها لا تزال موجودة على الورق.



* عن ايلاف

جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2014

حد من الوادي 10-12-2014 10:12 PM



سلق الوحدة وسلق المكونات!

الأحد 12 أكتوبر 2014 08:34 مساءً

محمد عبدالله الموس




بداية نحن لا نشكك في وطنيه أحد ولا نظن بأهلنا في مختلف مواقع القيادة الجنوبية، في الحراك بمختلف مكوناته وحتى في السلطة، إلا مصلحة الجنوب وأهله، وأي نقد من أي نوع فأنه لا يهدف ألا إلى التخلص من السلبيات التي أضرت، أو قد تضر، بقضية الجنوب.



لا أنكر أنني ذرفت دمعه فرح حين رفع علم الوحدة في عدن في 22 مايو 1990 م , ولم أكن أتصور أن تشهد عدن , مكان ولادة دوله الوحدة , لم أكن أتصور أن تشهد هذه الاستباحة الوحشية في سنوات لاحقه , فالأمم التي تقدس وحدتها تقدس كل ما يتعلق بها وبالأخص مكان ولادة هذه الوحدة , لكن تخريب الأرض الولادة يعني رفض هذه الوحدة , وقد كان.



كان حزب الرابطة قد نصح بضرورة مصالحة جنوبية / جنوبية قبل الولوج في الوحدة ألا أن ذلك لم يجد آذان صاغية ولم تمض إلا سنوات أربع حتى تم استخدام تباينات الجنوبيين ليواجهون بعضهم في صيف 1994م , ولم يتردد المحتل في أن يطلب من الجنوبيين الذين دخلوا الجنوب في عام 1994م , أن يقول لهم بالفم المليان .. انتهت مهمتكم.



لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء سنوات، ماذا لو سبقت الوحدة مصالحة جنوبية، هل كنا سنكون في هذه الحال؟ هل كان الجنوبي سيواجه الجنوبي في حرب 1994م؟، ثم انه من المعيب أن نردد بعد كل كارثة تحل بنا المفردة الممجوجة ،، غلطنا.



بعد انتفاضة الشارع الجنوبي في 7/7/2007م ومنذ 2009م تحديدا أخذت بعض النخب الجنوبية تتنازع القيادة، ثم تشعبت وأصبحنا نتحدث عن وحدة الصف الجنوبي التي أصبحت حلم أصعب من حلم الاستقلال المنشود، وكل المحاولات الهادفة إلى وحدة الصف الجنوبي تجابه بعوائق من الجنوبيين ذاتهم وقد لا يكون آخرها محاولات إفشال المؤتمر الجنوبي الجامع الذي قطع شوطا كبيرا في انجاز وثائقه وتشكيل لجنة التوافق التي ستمهد لاختيار قيادة جنوبية توافقية.



يجري هذه الأيام تسابق محموم على إنشاء تكتلات أخرى نخشى أن بعضها يضع سقوفا اقل من سقف الشارع الجنوبي القائم على التحرير والاستقلال بالهوية الجنوبية العربية، ونحن لا نريد الانتقاص او التقليل من جهود نخب جنوبية لكنا نخشى أن تكون هذه التكتلات حلقة أخرى في مسلسل فشل وحدة القيادة الجنوبية الأمر الذي يزيد من وتيرة الاستقطاب التي تعصف بالنخب الجنوبية.



فلا تخذلوا دماء الشهداء وهذه الجموع الجنوبية التي تفترش الأرض وتلتحف السماء على مدى ثمانية أعوام تخللتها 12 مليونية.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) لكن يبدو إننا في الجنوب، وفي جزئية التوافق تحديدا، جالسين على جحر نلدغ منه في كل مرة، أو أننا أدمنا ثقافة الصراع ولا نريد مغادرتها.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد ©

حد من الوادي 10-18-2014 02:40 PM



اليمن... الوحدة ليست مكسباً والانفصال كذلك

الجمعة 17 أكتوبر 2014 11:39 مساءً

جمال خاشقجي

اتصل بي الصديق حمد العماري المشرف على مؤتمرات «مؤسسة الفكر العربي» يدعوني للمشاركة في مؤتمرهم القادم المزمع عقده أوائل كانون الاول (ديسمبر) المقبل بالصخيرات في المغرب، واختاروا له عنواناً مناسباً لآلام المرحلة «التكامل العربي بين حلم الوحدة وواقع التقسيم»، قلت له لو حضرت فسأقول إن «الوحدة ليست مكسباً والتقسيم ليس مغرماً»، أعجبته الفكرة فرد قائلاً: «عظيم، ستكون رأياً مختلفاً عن السائد».

نعم، السائد بيننا أن «الوحدة العربية» هي التي ستحل كل مشكلاتنا، سنحرر بعدها فلسطين، ويحل الرخاء عندما يجتمع النفط والأراضي الخصبة والأيدي العاملة في بلد واحد كبير، ولكننا لن ننتبه أن هذه الثلاثة اجتمعت في العراق مثلاً ولم يتحقق الرخاء، وها هو يبحث عن السلامة من التقسيم، ولكننا بعناد نرفض الاعتراف بأن المشكلة في سوء الإدارة والاستبداد، اللذين جعلا الانفصال خياراً مفضلاً على الوحدة، فنتهم المؤامرة الأجنبية.

المشكلة في «كيفية الحكم» فاتحاد بلدين عربيين تحت حكم غشوم ليس مشروع نهضة، وإنما توسعة لرقعة الحكم الغشوم، مثل وحدة مصر وسورية تحت حكم «الزعيم» الراحل جمال عبدالناصر عام 1958، استبدل فيها السوريون وبحماسة ورغبة شديدتين نظاماً ديموقراطياً دستورياً ورئيساً منتخباً بنظام شمولي أمني وزعيم ثوري «خالد». انهارت الوحدة ورحل عبدالناصر، أو بالأحرى رجله في دمشق عبدالحكيم عامر، وترك لهم (حتى الآن) النظام الشمولي الأمني والزعيم الخالد، فمن يريد وحدة كهذه؟

لبنان نموذج انفصالي، فلولا الله ثم الفرنسيين لكان جزءاً من سورية الكبرى، ولو حصل هذا لربما نجا من حربه الأهلية القاتلة عام 1975 التي استمرت عقداً ونصف العقد، ذلك أن دولة حافظ الأسد كانت قوية بما فيه الكفاية أن تلجم الفلسطينيين والكتائب عن تلك المغامرة الغبية التي زجوا أنفسهم ولبنان فيها، ولكن كانت ستفرض على اللبنانيين نظاماً اقتصادياً موجهاً وفاشلاً يحرمهم من متع اقتصاد السوق التي تقلبوا في نعيمها، ليس في لبنان وحده وإنما بعيداً حتى الخليج ومدنه الزاهرة، ولكنهم بالتأكيد ما كانوا سينجون من الحرب الأهلية الجارية في سورية اليوم، التي كانت ستتعقد أكثر بإقحام فسيفساء الأقليات (السورية) الدرزية والمارونية والشيعية في أتونها، إذ سينقسمون بين بشار والثورة.

السعودية والإمارات تجربتان وحدويتان ناجحتان، ليس بسبب النفط، وإنما بسبب «كيفية الحكم» الذي أعطى فوائد لـ «أقاليمهما» المتعددة التي كان يمكن أن تكون دولاً وإمارات صغيرة، وسبباً للتمسك ليس بالوحدة فقط وإنما الإقرار صدقاً بفضلها. في المقابل ليبيا أيضاً دولة اتحادية ونفطية، ولكنها فشلت للسبب نفسه «كيفية الحكم»، ولا يلام في ذلك مؤسس ليبيا الحديثة الملك إدريس السنوسي، وإنما بالطبع معمر القذافي، ولا حاجة للشرح كيف دمر ليبيا ووحدتها معاً.

أما اليمن فهو قصة اليوم في ملحمة «الوحدة والانفصال»، ففي جنوبه شعب يحلم بالانفصال وليس الوحدة، يؤمن أن فيه الحل السحري لكل مشكلاتهم من فقر وتهميش، اجتمعوا الثلثاء الماضي وفي ذكرى ثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر الإنكليزي على اختلاف مشاربهم، وطالبوا صراحة بانفصال الجنوب عن الشمال، بل أعطوا الشمال فرصة حتى 30 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ليجمع عسكره وموظفيه ويرحل، ولكنهم من دون قوة منظمة كالحوثيين الذين فتحوا باب هذه التغيرات الهائلة في اليمن، إنهم بلا قيادة متفق عليها ولا قوة عسكرية، اجتمعوا تحت شعار استعادة جمهورية جنوب اليمن وعلمها، من دون أن يتفقوا على تفاصيل ونظام حكم الجمهورية الجديدة، وإنما «الانفصال أولاً ثم يحلها الحلال».

لو كانت آلية الانفصال عبر استفتاء لانفصل الجنوب بغالبية ساحقة، فالوحدة التي تحققت عام 1990 لم تحقق رخاء لا للشمال ولا للجنوب. كان نظام علي عبدالله صالح فاشلاً تنموياً في الشمال، فامتد بفشله إلى الجنوب الذي تحول إلى مجرد غنيمة أخرى له ولرجاله. حتى أسباب الوحدة يومها لم تكن صادقة، كان الحزب الاشتراكي الحاكم في جنوب اليمن يتداعى ومعه جنوب اليمن نتيجة فشله في الإدارة والتنمية ثم صراعه الداخلي، وأخيراً انهيار الشيوعية حول العالم، حتى عندما احترب الحزب الاشتراكي وزعيمه علي سالم البيض مع الشمال وصالح، كان صراعهم حول السلطة وليس حول قضية تنموية أو خلاف حول خطة للنهوض باليمن.

ولا يزال التدافع اليوم في اليمن حول السلطة، لذلك ليس في الوحدة مكسب يستحق أن يموت اليمني الشمالي للحفاظ عليه، ولا في الانفصال خير يستحق أن يموت الجنوبي من أجله، ولو استمر التداعي في اليمن باستمرار زحف الحوثيين الغامض على بقية الأقاليم اليمنية موفرين أرضية مناسبة لانفصال الجنوب بصفقة ما، يعقدونها مع أحد ما، فكل شيء وارد في اليمن هذه الأيام، فسيستيقظ الجنوبي حراً مستقلاً على أرضه من دون جيش ولا حكومة، ولا توافق وطني، ولا شخصية قيادية مجمع عليها، بل حتى سيختلفون حول تشكيل مجلس تأسيسي، يتطلعون إلى جارتهم الشمالية السعودية لعلها تكون الأخ الأكبر ليقودهم إلى الاستقرار، ولكن حتى الآن لا تريد المملكة أن ترسل أية رسالة أنها طامعة في أي شبر من أرض اليمن، بل هي متمسكة بالدولة اليمنية الواحدة، ودعم التحول السلمي في اليمن مع شركائها الخليجيين والدوليين، بل إنها تخشى على اليمن الجنوبي في ما لو انفصل أن يكون لقمة سائغة لعدوها (وعدو الجنوبيين) «تنظيم القاعدة»، الذي سيكون القوة العسكرية الوحيدة القادرة على ملء الفراغ الذي سيحصل في حال انسحاب أو انهيار جيش وأمن الحكومة المركزية، فيكون الجنوبيون كالمستجير من رمضاء الشمال بنار «القاعدة».

اختيارات صعبة، أحلاها شديد المرارة، وسط ضبابية هائلة في المشهد، فالحوثيون يتمددون في كل اليمن الشمالي مسقطين المدينة تلو الأخرى، في الوقت نفسه يحافظون على هيكلة الدولة القائمة، ويشاركون في اختيار رئيس الوزراء ومن ثم أركان حكومته، ولكنهم في الوقت نفسه يلغون الدولة بنقاط تفتيشهم وسيطرتهم على المقار الحكومية والموانئ والمطارات، بل حتى موقفهم من انفصال الجنوب غير واضح.

فما العمل إذاً؟ يسأل الجنوبي الباحث عن حياة أفضل وأمن وهو يرى التحولات الهائلة في الشمال، هل يغتنم الفرصة وينفصل على رغم كل المخاطر، مستغلاً ضعف الحكومة المركزية وانشغالها، أم ينتظر ليرتب أوراقه ويوحد صفه؟ ولكن قد تضيع الفرصة، إذ قد تستقر الأوضاع في الشمال بحكومة شابة ثورية قوية متحمسة يقودها الحوثيون؟ الإجابة: لا أعرف.





* اعلامي وكاتب سعودي

*نقلاً عن "الحياة"

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 11-17-2014 12:58 PM



هجعنا يا نجيب ( بقلم : عادل باشراحيل )

التاريخ: الأربعاء 28 أكتوبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 28 – 10 – 2009

بدون ديباجة او مقدمات فأني أحب أن أضيف النقاط التالية للاخ نجيب الشعبي لعل وعسى أن يعيد النظر بما صرح به في المقابلة المنشورة على المصدر الأوان لاين وذلك تقديرا واحتراما للتاريخ المجيد والمشرف لوالده وعمه يرحمهما الله .. وهي كالأتي :-


1) أن الوالد الرئيس الفقيد قحطان الشعبي يرحمه الله كان من مؤسسي وقادة رابطة أبناء الجنوب العربي ثم حركة القوميين العرب وذلك قبل انضمامه للجبهة القومية الفصيل الجنوبي قبل انخراط الدخلاء المندسين الشماليين بهذا الكيان .

2) بعد تأسيس حركة القوميين العرب ( بالكويت ) نتج عنها حركة القوميين العرب لإبناء الجنوب ونحن نعرف رجالها وأعضائها وأيضا تشكل حركة القوميين العرب لإبناء المملكة المتوكية أنذاك ( الجمهورية العربية اليمنية فيما بعد ) على أساس العودة لوطنهم للنضال والتحرر من الأمامة ولكن لم يقدروا للعودة لأنهم سوف يقتلوا ويسحلوا على يد جنود الامام فلهذا بقوا في الجنوب العربي لغرض النضال من عدن الجنوب ولكنهم بتأمرهم الخبيث المبيت انخرطوا في إطار الجبهة القومية ولهذا صار الفصيل السياسي الجبهة القومية بداخله تيارين مختلفين ( الفصيل إبناء الجنوب العربي - الفصيل اليمني ) وعمل الفصيل اليمني على زرع الفتن والاحقاد بين صفوف المناضلين الجنوببين من خلال الاطياف السياسية التي كانت بالساحة حينها ( رابطة ابناء الجنوب العربي - جبهة التحرير – حزب الشعب الديمقراطي – حزب البعث - النقابات الست وغيرها ) وهذا التيار القومي اليمني الغادر هو الذي تأمر على الرئيس الشهيد فيصل الشعبي الذي قتل غدرا في سجن فتح من قبل تيار الجبهة القومية الفصيل اليمني الدخيل .. وقد كان الشهيد فيصل الشعبي رافضا لبعض الأفكار والمبادئ التي طرحها التيار القومي اليمني وفرضها بالقوة بعد أن تم سجنه وقتله غدرا وهو من خيرة رجال الجنوب الاحرار الفدائيين والمناضلين الشرفاء .

3) التيار القومي اليمني في الجبهة القومية بقيادة سلطان أحمد عمر وعبدالفتاح وعبدالولي وعبدالغني عبدالقادر وعشيش بالإضافة إلى عناصر الجبهة الوطنية ( حزب حوشي ) جار الله عمر والفريق القومي اليمني هم من فرضوا بالقوة والتأمر على يمننة الجنوب العربي وعملوا على محاربة وقتل وتشريد رجال جبهة التحرير ورابطة ابناء الجنوب العربي من أبناء عدن الجنوبيين الأصليين من أهل عدن ويافع لحج والضالع وأبين وشبوة والحضارم والسلاطين وغيرهم من ابناء الجنوب وهذا التيار القومي اليمني هو من فرض في أشعال حرب أهلية دامية خلال الحقبة 67-1968 م وكان بدعم سري بريطاني بالسلاح والعتاد ناهيك عن ضخ رأس مال اليمني للجبهة القومية الجناح المني وذلك لغرض دحر وقتل وتشريد الجنوببين الأصليين والعمل على يمننة الجنوب .

4) الجنوب العربي هو التاريخ والاصل أتحدى كائن من كان أن يقول لي أن الجنوب العربي كان يمنيا ( تابع أو جزء أو فرع من اليمن ) وذلك قبل 1967م من يقول ذلك فهو مزور ومزيف للتاريخ ومنافق ومأجور وجاهل عن الحقيقة والتاريخ . الجنوب العربي كانت أرضا مستقلة ذات سيادة منذ الازل .. احتلت بريطانيا الجنوب العربي في 1839م حتى 1967م .. ولكن قبل 1839م كان الجنوب العربي بالالاف السنين جنوبيا عربيا حراً آبيا .

5 ) اليمننة فرضت بتأمر قهري قسري خبيث من التيار القومي اليمني الدخيل المندس في الجبها القومية بدء بمحسن العيني الذي انخرط بين صفوف النقابات الست ثم العناصر اليمنية في حركة القوميين العرب الذي شكلوا فصيلهم وبقوا في الجنوب ( ولاحظ أن كلهم من منطقة واحدة سلطان أحمد عمر وعبدالفتاح وعبدالولي وناشر وعبدالغني وغيره من حيفان الأعبوس ) وهؤلاء تعلموا وبقوا في الجنوب على أساس النضال والعودة لليمن وقامت ثورة 1962م وتحرروا من الأمامة ولكن تأمرهم الخبيث المبيت بقوا في الجنوب العربي ولم يرحلوا نضالهم لليمن كما عاهدوا واتفقوا مع الفصيل الجنوبي للجبهة القومية بحجة أنهم لو غادروا الجنوب العربي إلى اليمن سوف يقتلوا ويسحلوا هناك بل ظلوا في الجنوب وحصل ما حصل منذ 1967 وحتى تاريخ اليوم المعاصر ما حدث ويحدث من تأمر خبيث يمني مبيت رجعي قبلي على الجنوب وأهله
.
6) فصيل الجبهة القومية اليمني الذي فرض اليمننة بالقوة والتأمر وغيرها من العوامل هي التي أدت بالجنوب إلى الحروب الأهلية مع الشمال في 72م و79م بقيادة عبدالفتاح وأعوانه الشماليين بل هم من تأمروا على القتل غدرا لخيرة الرجال الجنوبيين في حادثة الطائرة المشؤم في 1973م وقتل سالمين وأحداث يناير 86م وغيرها من الكوارث التي حلت بالجنوب ولم يرى أهل الجنوب غير الذل والضياع والاحتلال والفتن والحروب منذ 1967م وحتى اليوم 2009م.

7) الذي فرض الإقالة والإقامة الجبرية للرئيس قحطان الشعبي يرحمه الله هم انفسهم من سجنوا وقتلوا الرئيس فيصل الشعبي يرحمه الله والتأمر على عشال ومحمد علي هيثم والاخرين وهم بالطبع الفصيل اليمني في الجبهة القومية ( عبدالفتاح وزمرته اليمنية المتأمرة ) .

8) ياأخ نجيب الزعيم جمال عبدالناصر يرحمه الله عندما التقى والدكم كان يقول لوالدك عدن – الجنوب وعندما وصل إلى تعز في 1964م ماذا قال :-
على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل من عدن الجنوب . ولم يقول جنوب اليمن .. وهذا للتاريخ والأجيال

9) تأمر الفصيل القومي اليمني مع بريطانيا على زرع الألغام في بيت الوالد العزيز المناضل عبدالقوي مكاوي ( ابو الشهداء ) وراحت ضحيتها 3 من أبناءه وهم في ريعان الشباب أي تأمر خبيث قذر هذا يا أخ نجيب ؟!!

8) أكبر انتكاسة عملها نجيب الشعبي عندما باع نفسه وذمته ب 30 مليون ريال في الانتخابات الماضية وصدق نفسه عندما تكلم بصراحة مفرطة بحدود المسموح له حينها وقبض حقه ودخل أدراج الرياح وتعرض للاهانة الجارحة من قبل يحي الراعي في مجلس النواب .. وقد نسي الأخ نجيب أن بتصرفاته الحمقاء هذه وتصريحاتة الكاذبة المزورة المأجورة إنما يسعى في تلويث التاريخ النضالي المجيد المشرف الخاص بوالده وعمه الشهيد يرحمهما الله وخير الرجال الشهداء الجنوببين من أبناء الجبهة القومية .

فأرجو من الأخ نجيب أن لا يكرر الخطأ بالعلة فهذا عيب عليك وسكوتك أفضلك إلا إذا كنت تسعى في إنتكاسة جديدة للمشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة 2013م وما تفعل بداية البروبجدنا الرئاسية؟؟ .

الحديث بالشأن الجنوب العربي والعمل النضالي الجنوبي طويل ومعقد وعلى الاخ نجيب التريث والاستقامة في الخاتمة الحسنة للعمر والعمل على مراجعة نفسه والعودة للمراجع التاريخية للجنوب العربي المتوفره في السوق المحلي والعربي وعلى المواقع الالكترونية .. والجنوب العربي سيظل الجنوب كما وصفه المؤرخين ومسجل في التاريخ بمراجعه وحضارته وماضيه المجيد وسورة الاحقاف ونبي الله هود وغيرها من الأدلة والبراهين خير شاهد ودليل .. ولا نحتاج نحن الجنوبيين الأحرار لأية تصريحات هوجاء منك أو من غيرك


فهجعنا يا نجيب .

حد من الوادي 11-18-2014 03:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد من الوادي (المشاركة 812732)


هجعنا يا نجيب ( بقلم : عادل باشراحيل )

التاريخ: الأربعاء 28 أكتوبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 28 – 10 – 2009

بدون ديباجة او مقدمات فأني أحب أن أضيف النقاط التالية للاخ نجيب الشعبي لعل وعسى أن يعيد النظر بما صرح به في المقابلة المنشورة على المصدر الأوان لاين وذلك تقديرا واحتراما للتاريخ المجيد والمشرف لوالده وعمه يرحمهما الله .. وهي كالأتي :-


1) أن الوالد الرئيس الفقيد قحطان الشعبي يرحمه الله كان من مؤسسي وقادة رابطة أبناء الجنوب العربي ثم حركة القوميين العرب وذلك قبل انضمامه للجبهة القومية الفصيل الجنوبي قبل انخراط الدخلاء المندسين الشماليين بهذا الكيان .

2) بعد تأسيس حركة القوميين العرب ( بالكويت ) نتج عنها حركة القوميين العرب لإبناء الجنوب ونحن نعرف رجالها وأعضائها وأيضا تشكل حركة القوميين العرب لإبناء المملكة المتوكية أنذاك ( الجمهورية العربية اليمنية فيما بعد ) على أساس العودة لوطنهم للنضال والتحرر من الأمامة ولكن لم يقدروا للعودة لأنهم سوف يقتلوا ويسحلوا على يد جنود الامام فلهذا بقوا في الجنوب العربي لغرض النضال من عدن الجنوب ولكنهم بتأمرهم الخبيث المبيت انخرطوا في إطار الجبهة القومية ولهذا صار الفصيل السياسي الجبهة القومية بداخله تيارين مختلفين ( الفصيل إبناء الجنوب العربي - الفصيل اليمني ) وعمل الفصيل اليمني على زرع الفتن والاحقاد بين صفوف المناضلين الجنوببين من خلال الاطياف السياسية التي كانت بالساحة حينها ( رابطة ابناء الجنوب العربي - جبهة التحرير – حزب الشعب الديمقراطي – حزب البعث - النقابات الست وغيرها ) وهذا التيار القومي اليمني الغادر هو الذي تأمر على الرئيس الشهيد فيصل الشعبي الذي قتل غدرا في سجن فتح من قبل تيار الجبهة القومية الفصيل اليمني الدخيل .. وقد كان الشهيد فيصل الشعبي رافضا لبعض الأفكار والمبادئ التي طرحها التيار القومي اليمني وفرضها بالقوة بعد أن تم سجنه وقتله غدرا وهو من خيرة رجال الجنوب الاحرار الفدائيين والمناضلين الشرفاء .

3) التيار القومي اليمني في الجبهة القومية بقيادة سلطان أحمد عمر وعبدالفتاح وعبدالولي وعبدالغني عبدالقادر وعشيش بالإضافة إلى عناصر الجبهة الوطنية ( حزب حوشي ) جار الله عمر والفريق القومي اليمني هم من فرضوا بالقوة والتأمر على يمننة الجنوب العربي وعملوا على محاربة وقتل وتشريد رجال جبهة التحرير ورابطة ابناء الجنوب العربي من أبناء عدن الجنوبيين الأصليين من أهل عدن ويافع لحج والضالع وأبين وشبوة والحضارم والسلاطين وغيرهم من ابناء الجنوب وهذا التيار القومي اليمني هو من فرض في أشعال حرب أهلية دامية خلال الحقبة 67-1968 م وكان بدعم سري بريطاني بالسلاح والعتاد ناهيك عن ضخ رأس مال اليمني للجبهة القومية الجناح المني وذلك لغرض دحر وقتل وتشريد الجنوببين الأصليين والعمل على يمننة الجنوب .

4) الجنوب العربي هو التاريخ والاصل أتحدى كائن من كان أن يقول لي أن الجنوب العربي كان يمنيا ( تابع أو جزء أو فرع من اليمن ) وذلك قبل 1967م من يقول ذلك فهو مزور ومزيف للتاريخ ومنافق ومأجور وجاهل عن الحقيقة والتاريخ . الجنوب العربي كانت أرضا مستقلة ذات سيادة منذ الازل .. احتلت بريطانيا الجنوب العربي في 1839م حتى 1967م .. ولكن قبل 1839م كان الجنوب العربي بالالاف السنين جنوبيا عربيا حراً آبيا .

5 ) اليمننة فرضت بتأمر قهري قسري خبيث من التيار القومي اليمني الدخيل المندس في الجبها القومية بدء بمحسن العيني الذي انخرط بين صفوف النقابات الست ثم العناصر اليمنية في حركة القوميين العرب الذي شكلوا فصيلهم وبقوا في الجنوب ( ولاحظ أن كلهم من منطقة واحدة سلطان أحمد عمر وعبدالفتاح وعبدالولي وناشر وعبدالغني وغيره من حيفان الأعبوس ) وهؤلاء تعلموا وبقوا في الجنوب على أساس النضال والعودة لليمن وقامت ثورة 1962م وتحرروا من الأمامة ولكن تأمرهم الخبيث المبيت بقوا في الجنوب العربي ولم يرحلوا نضالهم لليمن كما عاهدوا واتفقوا مع الفصيل الجنوبي للجبهة القومية بحجة أنهم لو غادروا الجنوب العربي إلى اليمن سوف يقتلوا ويسحلوا هناك بل ظلوا في الجنوب وحصل ما حصل منذ 1967 وحتى تاريخ اليوم المعاصر ما حدث ويحدث من تأمر خبيث يمني مبيت رجعي قبلي على الجنوب وأهله
.
6) فصيل الجبهة القومية اليمني الذي فرض اليمننة بالقوة والتأمر وغيرها من العوامل هي التي أدت بالجنوب إلى الحروب الأهلية مع الشمال في 72م و79م بقيادة عبدالفتاح وأعوانه الشماليين بل هم من تأمروا على القتل غدرا لخيرة الرجال الجنوبيين في حادثة الطائرة المشؤم في 1973م وقتل سالمين وأحداث يناير 86م وغيرها من الكوارث التي حلت بالجنوب ولم يرى أهل الجنوب غير الذل والضياع والاحتلال والفتن والحروب منذ 1967م وحتى اليوم 2009م.

7) الذي فرض الإقالة والإقامة الجبرية للرئيس قحطان الشعبي يرحمه الله هم انفسهم من سجنوا وقتلوا الرئيس فيصل الشعبي يرحمه الله والتأمر على عشال ومحمد علي هيثم والاخرين وهم بالطبع الفصيل اليمني في الجبهة القومية ( عبدالفتاح وزمرته اليمنية المتأمرة ) .

8) ياأخ نجيب الزعيم جمال عبدالناصر يرحمه الله عندما التقى والدكم كان يقول لوالدك عدن – الجنوب وعندما وصل إلى تعز في 1964م ماذا قال :-
على بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل من عدن الجنوب . ولم يقول جنوب اليمن .. وهذا للتاريخ والأجيال

9) تأمر الفصيل القومي اليمني مع بريطانيا على زرع الألغام في بيت الوالد العزيز المناضل عبدالقوي مكاوي ( ابو الشهداء ) وراحت ضحيتها 3 من أبناءه وهم في ريعان الشباب أي تأمر خبيث قذر هذا يا أخ نجيب ؟!!

8) أكبر انتكاسة عملها نجيب الشعبي عندما باع نفسه وذمته ب 30 مليون ريال في الانتخابات الماضية وصدق نفسه عندما تكلم بصراحة مفرطة بحدود المسموح له حينها وقبض حقه ودخل أدراج الرياح وتعرض للاهانة الجارحة من قبل يحي الراعي في مجلس النواب .. وقد نسي الأخ نجيب أن بتصرفاته الحمقاء هذه وتصريحاتة الكاذبة المزورة المأجورة إنما يسعى في تلويث التاريخ النضالي المجيد المشرف الخاص بوالده وعمه الشهيد يرحمهما الله وخير الرجال الشهداء الجنوببين من أبناء الجبهة القومية .

فأرجو من الأخ نجيب أن لا يكرر الخطأ بالعلة فهذا عيب عليك وسكوتك أفضلك إلا إذا كنت تسعى في إنتكاسة جديدة للمشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة 2013م وما تفعل بداية البروبجدنا الرئاسية؟؟ .

الحديث بالشأن الجنوب العربي والعمل النضالي الجنوبي طويل ومعقد وعلى الاخ نجيب التريث والاستقامة في الخاتمة الحسنة للعمر والعمل على مراجعة نفسه والعودة للمراجع التاريخية للجنوب العربي المتوفره في السوق المحلي والعربي وعلى المواقع الالكترونية .. والجنوب العربي سيظل الجنوب كما وصفه المؤرخين ومسجل في التاريخ بمراجعه وحضارته وماضيه المجيد وسورة الاحقاف ونبي الله هود وغيرها من الأدلة والبراهين خير شاهد ودليل .. ولا نحتاج نحن الجنوبيين الأحرار لأية تصريحات هوجاء منك أو من غيرك


فهجعنا يا نجيب .


أبناء عدن وحدهم من دفع الثمن غاليا

الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 02:09 مساءً

حسن بن حسينون

نعم دفعوه نتيجة للصراعات التي حدثت بين قبائل الجنوب على السلطة والنفوذ وكانت ساحاتها عدن بأحيائها وشوارعها ومديرياتها

في الأعوام 69 /78 /86 / 1994 م

وقد مثلت حروب أهلية طاحنة . فما أن يبدأ الاعداد والاستعداد لساعة الصفر حتى يبدأ الزحف القبلي من جميع مناطق وأرياف الجنوب وتكون وجهته عدن بعد أن تحدد الانقسام بين طرفي الصراع, وفجأة يحدث الانفجار وتستمر الحرب الاهلية الدامية بين الطرفين ولا يوجد في قائمة أي منهما شيء اسمه هزيمة الا بعد أن يجد المهزوم نفسه هاربا بجلده الى منطقته عائدا من حيث أتى أو خارج الوطن. ويبقى أبناء عدن وحدهم يكابدون أثار ومضاعفات تلك الحروب القبلية : لقد اضطروا لشرب مياه البحر في الخليج الأمامي بعد أن قطعت عنهم , وسقط عشرات القتلى والجرحى نساء وشيوخ وأطفال في الشوارع والطرقات وبجانب الآبار المالحة حفروها بحثا عن شربة ماء , وتحملوا أبشع ممارسات وأساليب التهميش والانتهاكات التي يمارسها دعاة النصر في حروبهم العبثية .


إن ما يحدث اليوم من زحف قبلي واحتشاد في ساحة العروض في خور مكسر والذي تتزعمه نفس القوى القبلية التي هزمت في حرب صيف 94 م وهروبها وهي في كامل قوتها العددية والتسليحية : أحدث الطائرات والدبابات والمدفعية والسفن الحربية الروسية مع وجود ترسانة هائلة من الذخائر المختلفة , ورغم ذلك كانت الهزيمة وكان الهروب الجماعي ولعنات نساء وشيوخ وأطفال عدن وحضرموت تطاردهم وهم في حالة من الخوف والرعب تاركين من خلفهم كل ما كان بحوزتهم تركوا أرضهم وعرضهم , تركوا شعبهم وثروات الجنوب كلها غنيمة وفيد للمنتصرين ف 7/7/1994 م , تركوا أبناء عدن وحدهم يقارعون المحتلين الذين تمادوا كثيرا في القتل والسجن والتعذيب وعاثوا في الأرض فسادا .
إذا كان هذا الوضع لا زال قائما فماذا يتوقع المحتشدون في ساحة العروض الذين لا يملكون شيئا سوى الخيم التي يأوون اليها من شدة البرد ليلا وحرارة الشمس نهارا .


في المجتمعات القبلية التي لا تؤمن بالديمقراطية حتى لو رفعوا شعاراتها وسبق وأن رفعت مرات ومرات في الماضي, وباسمها دمرنا أرضنا ودمرنا بعضنا بعضا , فليس بالمليونيات في الساحات يتحقق الاستقلال أو استعادة الدولة , وأي دولة يريدها المحتشدون الذين عليهم أن يأخذوا العبرة من مليونياتهم السابقة التي لا يجمع أصحابها جامع ,عليهم أن يأخذوا العبرة من مليونيات الساحات وشارع الستين في العاصمة صنعاء التي دعى اليها حزب التجمع اليمني للإصلاح وأنصاره قبل الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي . كيف وأين اختفت كل تلك الملايين ؟ وما هو مصير ثورة شباب التغيير وبقية ثورات الربيع العربي التي أقامها المتآمرون في الوطن العربي أكانت حكومات أم رجال مال وأعمال وقدموا الغالي والنفيس لإنجاح المؤامرة التي كتبت عنها قبل أيام مقالا بعنوان ( نجحت المؤامرة وهزم العقل العربي ) .


إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمات التي يعيشها المواطن في الجنوب هو الأخذ بما خرج به مؤتمر الحوار الوطني من مخرجات رغم أنني سابقا كنت في مقدمة الرافضين لهذا المؤتمر وما سوف يخرج عنه من قرارات وتوصيات والاخذ بالشيء القليل بدلا من لا شيء. فالمؤشرات الحالية لا تشير لفك الارتباط أو استعادة الدولة: دولة اتحاد الجنوب العربي قبل الاستقلال او جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أو جمهورية وديمقراطية انفصال مايو 94م؟.


وكما عودت نفسي على تحمل بذاءات اللغة السوقية الهابطة والصادرة عن أولئك الذين لا تروق لهم كتاباتي وأقول لهم بأنني سأستمر في الكتابة الناقدة والهادفة ولو كره الحاقدون والتأكيد مرة أخرى بأن الحل الذي يمكن أن يخدم القضية الجنوبية هو القبول بالإقليمين في إطار الوحدة : إقليم عدن وإقليم حضرموت , وغير ذلك أوهام وتهيئات وسراب يعيش في عقول من ادمنوا المزايدات التي توارثوها أبا عن جد والذين سيكونون أول الهاربين من ساحات وميادين ساحة الحسم واستعادة الدولة .


إن الذين يدفنون رؤوسهم اليوم في الرمال كالنعام من القائمين على وسائل الأعلام الأهلية في عدن خوفاً من قول الحقيقة أمام الرأي العام المحلي تحديداً حتى لا تتضرر مصالحهم عند تسويق صحفهم وإضعاف سمعتها بين أوساط من يتبعون عواطفهم وعقولهم الخاوية. فهم حقيقة لا يؤمنون إطلاقاً لا بحرية التعبير أو الرأي والرأي الأخر و إن أكثر ما يغيظهم هو من ينتقد أساليبهم النفعية وانتهازيتهم القذرة فلا يهمهم مصلحة الوطن والمواطن بقدر ما يهمهم كم باعوا وكم كسبوا وسوف يصحون قريباً وقريباً جداً ليجدوا أنفسهم أمام الحقيقة التي أداروا لها ظهورهم, وجهاً لوجه أمام من مارسوا بحقهم أحقر أساليب الخداع والكذب والتضليل الإعلامي.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 12-06-2014 01:48 PM



ظهور اليمن السياسي في 1927م لا يعني إحتكار الجهوية بجغرافيتها

بقلم / صالح أحمد البابكري *:


عدن المنارة


أن عملية توظيف التاريخ وإختزاله في أي بقعه ما من جهوية جغرافية في أي مكانا من العالم يُعد مثار صراعات وخلافات مريرة ومستمرة وذلك أمراً طبيعياً , اذ يسحب ذلك التوظيف ما يفكر فيه ذلك ,,الموظف’’ وبالتالي تقوم الصراعات التي في غالبها تأخذ طابعاً جدلياً لا ينتهي في حدود معينه بذاتها , ويتطور الى صراع ميدانياً تسيل فيه الكثير من الدماء بين الفرقاء المختلفين الذي صنعوا من انفسهم دعاة يسيرون باوطانهم في خطين متضادين ومتوازيين لا يلتقيان ولا يحتكمان الى المنطق ولغة العقل ومصالح شعوبهم وبلدانها إذ تتملك الرغبة الناتجة عن شعور القوة لدى طرف اْو عدة اطراف في التوسع على حساب الاخرين من جيرانه الضعفاء بل يخلقان عداء مستحكم ظناً منهم ان الحجه في اْيدي أحدهم’ والاخر ما هو الا صلفاً وفضاً يؤثر سلوكه هذا على الحقيقة بينما الحق لدى من وظف تراكمات التاريخ وأراد تطويعه بكل أبعاده الزمنية يخدم لحظة وجوده , وهوما يلبي من خلالها رغبة جامحة وشعور بالرغبة في التوسع في مكنونات نفسه على حساب الاْخرين من خلال اختزال الزمن بكل عصوره في هذه الشطحة التي اعترت مخيلته وظن أنه لوهلة سوف يعتصر كل ذلك ويضعه في جيبه ويمضي قدماً دون أن يعترض سبيله أحد .

ياللهول ما هذه الطوباوية التي سيطرت على هذا أو ذاك وجعلته يحلق بعيداً عن الواقع بكل ما فيه من مستجدات وتحولات فرضتها عوامل الزمن عبر القرون وكذلك العهود والعصور وما انتجته من ثقافات سلوكيه ومعيشية في الفكر والوجدان...
هذا السلوك الذي ظهر عليه القومجيون العرب في عصرنا الحديث خلق الكثير من الشوائب والماْلات التي أنتجت الكثير من الصراعات في أمتنا العربية وزادتها انقساماً عوضاً على أن تنتج واقعاً يحاكي ظروفه الزمنية حتى يتم العبور من خلاله تلك الظروف الى المستقبل برؤية مدروسة مستشرفة المستقبل بخطى متوازنة , اخذة في طريقها العبر من اخفاقات الماضي للأمة وليس لجغرافية محدودة بعينها من الوطن العربي بل اجتاحت هذه الطوباوية إن صح التعبير , كل جغرافية الامة وما يحدث في الجهوية اليمانية الا جزءا من الكل دون ان نعرج على التوظيف الخارجي المستخدم بأدوات داخلية إذ اصبح المواطن العربي يدركها بكل توجهاتها لحجب مساره عن مصيره .

وظهر التوظيف السياسي المسمى,, يمن’’ في عصر ظهور الدولة الاوسانية من الدول العربية الجنوبية والتي خاضت صراعاً مع شقيقاتها الجنوبيات وقد أشرنا سلفاً في تناولات سابقة ان اوسان أسمت نفسها,,أوسان يمنات’’ وتعني بلغة العرب الجنوبيون القديمة , أوسان الجنوبية اي ان يمنات تعني جنوب وقد أنتهت أوسان على يدي دولة سباْ الارامية الوليدة لدولة معين الارامية , وبعد سيطرة دولة سبباْ الارامية على العرب الجنوبيون وكذلك العرب الشماليون , أي كل شبه الجزيرة العربية كافة’ عاد ظهور العرب الجنوبيون من خلال مؤتمرهم الشهير في وسط أرض حضرموت الكُبرى في شبام وهو ما سمي (حميرم ) , ويعني اتحاد أتحدت فيه كل قبائل العرب الجنوبيون تتقدمهم حمير بحضارتها وتحضرها وجبروتها وكذلك كنده بفرسانها وملوكها وساداتها وأنبثق عن ذلك المؤتمر تنصيب التُبع ياسر يهنعم الريداني الحميري ملك الملوك على العرب الجنوبيون وتُبع تعني ملك ملوك بلغة العرب الجنوبيون القديمة , وأعلنت الحرب الشاملة على دولة سباْ الارامية وأحلافها من العرب العملاء , وفي (115) قبل الميلاد كان للجنوب العربي ما أراده وقام من اجله وقاد الحروب لنيله أنتهاء عصر سباْ وبدأ عصر دولة حمير الكُبرى بقيادة التُبع ياسر يهنعم الاول .

وبعد أن سيطر العرب الجنوبيون على جزيرتهم العربية ونقلوا الحضارة الى الهضاب الشمالية الغربية وهي المسماه في عصرنا الحديث (اليمن ) كما شيدوا عاصمةً لهم جديدة وهي ظفار الغرب , اذ ظفار الشرق تقع اليوم في سلطنة عُمان , وبما أن الحضارة نقلت الى الهضاب الشمالية الغربية للجنوب العربي وكذلك الادارة السياسية سمي هذا المكان المشار اليه في الاعلى باليمن مجازاوليس سياسياً وذلك كان بسبب نقل الحضارة اليه وتبعتها التجارة والادارة , وبذلك ظهر مفهوم اليمن جهوياً ولم يكن سياسياً إلا في العصر الحديث هذا وتحديدا عام1927م .
والى اللقاء ان شاء الله قريباً .
4ديسمبر2014م
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ


حد من الوادي 01-04-2015 09:46 PM


ماذا قدمت الوحدة اليمنية لحلم القوميين العرب ؟

السبت 03 يناير 2015 09:33 صباحاً

د.احمد علي عبد اللاه


في كل فضاءات اليمن الجغرافي عاشت شعوب وقبائل وكيانات مختلفة قديمة طغت بعضها على بعضها وشهدت متغيرات وتقلبات كبيرة عبر التاريخ، تماماً مثلما حدث في كل المناطق الاخرى، في الشام وشمال أفريقيا والجزيرة العربية، مع بعض الخصوصيات الثقافية والتمايزات الاجتماعية.



منذ عشية الإستقلال عام ١٩٦٧م، كان الفكر القومي المتنامي لدى قيادات الجنوب يمثل حِمية سياسية وثقافية صارمة تتبعها بشكل منتظم، في ترسيخ فكرة "الحتمية" في قيام الوحدة اليمنية، كتلك "الحتميات" التي ساقها مفكرون يساريون حول حركة التاريخ مثلاً، أو كتلك الأهداف المقدسة التي تستمد مشروعية تحقيقها من تعاليم الأديان لتصبح ضرورة لا تستوجب النقاش حولها... دون الاعتبار بان المسألة برمتها ليست سوى مشروع سياسي قد يُكتب له النجاح وقد يفشل.



لقد ركز الفكر القومي، الذي انتعش مع قيام الدولة الوطنية العربية، على الضرورة التاريخية لقيام الهوية العربية الكبرى المجسَّدة عبر وحدة عابرة للأقطار والقارات، يذوب معها الجزء في الكل، والكل في الروح المثالية صاحبة الرسالة التاريخية المجيدة، باعتبار أن العرب أمةٌ قديمة يجمعها تراث ديني وثقافي وتجمعها لغة واحدة وأهداف مشتركة.



وفي وقت قصير ظهر الفكر منعزلاً تماماً عن واقعه. فلم يتشبع كما يجب بالمعارف والفلسفات المعاصرة التي تتناول حقائق التطورات الاجتماعية والقضايا التي تعاني منها الشعوب وبؤر الصراعات والاختلافات الدينية والمذهبية والثقافية، وكذلك الأولويات القطرية والفوارق الحضارية ومخزون ضخم من اختلاف المصالح المادية والروحية. كما أن الفكر القومي لم يتوفق تماماً في تحديد نموذج نظري لشكل وقيم الواقع السياسي الإجتماعي الحاضن لتلك الهوية الكبرى الموحدة، أو أن يضع تقييماً للأنظمة السياسية الاجتماعية، الغير مهيأة بوضعها التاريخي الهش، لأن تحمل مشروعاً استراتيجياً ضخماً. فلم يتمكن لتلك الأسباب من إيجاد مقاربات أرضية حقيقية دون تحليق في فضاءات الشعارات المجردة. فتقيد الفكر داخل بذرة الفكرة الأولى التي لم تحظ بالهواء الطلق والمياه النقية لتنمو بشكل حر طبيعي. فأنتجت طروحات دوجمائية تلونت بالوان الأحزاب والشرائح الحاكمة في كل بلد وغادرت القدرة الديناميكية التي تتعاطى مع الواقع والضرورات حتى أصبحت مجرد موشحات شعائرية في سياق الخطاب العروبي. وتحول أقتناؤها في بعض الحالات، بعيد عن الهدف الجامع، الى وسيلة لحرب باردة بين عناصر النظام العربي، ففشل العرب حتى في إقامة تحالف الضرورات بين دولهم .



لقد عزز ظهور معطيات اقليمية ودولية عشية التسعينات من القرن الماضي قناعة قيادات صنعاء وعدن الى خطف اللحظة السياسية، بهلع تام، وتم الإعلان الفوري عن وحدة اندماجية دون أي حسابات أخرى. ومن هنا بدأت تجربة مشوهة متسرعة تماماً أسفرت عن هيمنة طرف على طرف وأصبح الشريك لا شريك له، مكتفياً بإيجاد شكل سياسي على الطريقة العربية كواجهة لدولة مفرغة من مشروعها التاريخي الحقيقي، الذي كان يجب أن يظهر كتجربة أولية تحت الإختبار أو كنموذج أولي سبَّاق لما ستكون عليه تجارب ربما ستأتي لاحقاً في مكان آخر.



إن ضعف الكيان اليمني تاريخياً وطغيان القبيلة ونفوذها في هياكل الدولة الهشة ومؤسساتها العسكرية والأمنية وفي والاحزاب السياسية كان كافيا لأن يكبح كل المساعي لإقامة مشروع مدني حضاري ينقل اليمن الى مصاف الدول الحديثة حتى بالمقاييس العربية.

وهكذا لم يكتب لمشروع الوحدة السياسة الفورية بين دولتين النجاح المرجو. لأن مشروع استراتيجي ضخم كالوحدة الإندماجية يتطلب في الأساس وجود دولة مدينة ديمقراطية راسخة وقوية تستطيع بالقانون والنظام ترسيخ العدل وتذويب أي اختلافات أو متغيرات قد تطرأ على جزء أو أجزاء من المجتمع جراء الوحدة، التي سرعان ما تحولت من إندماج جسدين الى ما يشبه بالإرتطام الذي من شأنه أن يولّد حرائق تتفرع وتتعقد بشكل مستمر.



لقد فات المفكرين والساسة، كما يفوتهم الآن، أن غياب نظام ديمقراطي مدني يحفظ التنوع ويحميه ويضمن العدالة الاجتماعية، هو انتفاء للشرط الرئيس حتى لإستقرار الدولة القطرية الواحدة. فمهما طال بقاؤها مستقرة تحت أنظمة دكتاتورية إلا أنها تجثم على مخزون من الصهارات التي تتحفز مندفعة الى السطح عبر الصدوع القديمة التي تصبح منكشفة عند أي هزة كافية. وهذا ما يحصل منذ العام ٢٠١١. فكيف لنظامين عربيين بالمفاهيم الكلاسيكية أن يتوحدا دون وجود دولة ديمقراطية حقيقية تصبح ضامن لنجاح مشروع سياسي هائل بحجم الوحدة الاندماجية. والديمقراطية عملية تاريخية لن تكتمل بمجرد النوايا بل تحتاج الى عقود من العمل والبناء وتحتاج قبل ذلك الى ضامن حقيقي للإستقرار.



ونرى اليوم ونحن، نعيش تداعيات الربيع العربي، كيف ظهرت هويات ثقافية تحتية وتوظيفات طائفية ومناطقية وقبلية تتفرع الى فئات وتشكيلات داخل البلد الواحد بل وداخل الحزب الواحد بغض النظر عن توجهاته الوطنية أو حتى الدينية التي تؤمن بقيام الخلافة الاسلامية الشاملة. كما عايشنا قبل ذلك الصراعات داخل منظومة الأحزاب القومية الحاكمة وغير الحاكمة وكيف تشظت وتغربلت إثر خلافات أيديولوجية.



إن الوحدة اليمنية بمآلاتها التراجيدية لم تكن في أي وقت قيد الدراسة والبحث العلمي الموضوعي من قبل الكتل الثقافية العربية أو التيارات القومية والإسلامية في إطار حواراتها المتكررة أو في مراكز البحوث العربية. بل ظلت مجرد موضوع يتم التأكيد عليه في سياق السرديات التي تقدم وحدة اليمن كأمر مفروغ منه ويتم التأكيد على بقائها، دون الحاجة الى توضيح الكيفية بمنطق عصري وعملي. وهذا للأسف شأن العرب، بأطياف نخبهم، في تعاملاتهم العاطفية مع قضاياهم. فالكل يتهرب من مواجهة الحقيقة بأن الوحدة اليمنية لم تقدم نموذجاً صالحاً في بناء أحلامهم، ولم تكن سوى تجربة غير عادلة أثارت وتثير كثير من الأزمات الداخلية تفاقمت إثر الحراك الشعبي الجنوبي الذي يتطور منذ سنين بشكل متسارع، خاصة بعد التحولات الدراماتيكية التي يشهدها اليمن، والتي أخرجت من جوفه التاريخي مكنونات الصراعات المكبوتة ووضعت الدولة الهشة أمام تحديات البقاء.



إن أحداً لا يتوقع أن يقدم العرب أجوبة ناجعة خاصة وهم غارقون في تدافعاتهم في مرحلة تاريخية فاصلة. وكل ما هو مطلوب اليوم هو أن لا تتحول تلك القضية الى ورقة يتم توظيفها في اطار السباق الإقليمي، بل أن يدرك العقلاء في الداخل بأن التمسك بوحدة قسرية متهالكة سيدفع بالأمور الى مزيد من التعقيد وربما إلى منزلقات يصعب تداركها. إن العقل والمنطق يقتضيان البحث الفوري عن بدائل عقلانية تتمثل في بناء شراكة حقيقية بعيدة عن الأحلام السياسية المجردة وهو ما سيوفر نموذجاً واقعياً يمكن البناء عليه مستقبلاً.



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2015

حد من الوادي 01-06-2015 10:45 PM

رابط يتعلق بحزب عبد الشيطان اسماعيل الماركسي الاممي وعمالتة للسوفييت ومخلفات حزبة عصابات حوشي اليمنية
ومؤآمراتهم على حضرموت والجنوب العربي (وحتى على المملكة المتوكلية وبقية دول الجزيرة العربية.

العربية اليمنية صنعاء شارك الآلاف من أعضاء وأنصار الحزب الاشتراكي اليمني في أمانة العاصمة السبت،

حد من الوادي 01-19-2015 07:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد من الوادي (المشاركة 817463)
رابط يتعلق بحزب عبد الشيطان اسماعيل الماركسي الاممي وعمالتة للسوفييت ومخلفات حزبة عصابات حوشي اليمنية
ومؤآمراتهم على حضرموت والجنوب العربي (وحتى على المملكة المتوكلية وبقية دول الجزيرة العربية.

العربية اليمنية صنعاء شارك الآلاف من أعضاء وأنصار الحزب الاشتراكي اليمني في أمانة العاصمة السبت،


اليمن ومجلس التعاون والفرص الضائعة

الاثنين 19 يناير 2015 10:03 صباحاً

د. محمد صالح المسفر

غواجتماعياً، وتعاون عليه مع إيران ليبيا معمر القذافي، وسورية حافظ الأسد، وانتهى دولة تحتلها إيران والولايات المتحدة الأميركية 2003، وبرز مجلس التعاون الخليجي قوة مالية مؤثرة، بعد ارتفاع أسعار النفط في تلك الحقبة.ابت عواصم القرار العربي، أو غيبت، القاهرة ودمشق وبغداد، منذ ثمانينيات القرن الماضي، عن إدارة الصراع في الشرق الأوسط وعلى تخومه. انعزلت القاهرة، وحكمتها اتفاقية كامب ديفيد الملعونة. العراق جُرّ إلى حرب مع إيران أنهكته اقتصاديا

اتجهت الشياطين من كل جنس إلى الخليج العربي، وخيل له أن القرار انتقل من عواصم الشمال إلى الجنوب، أي الخليج العربي، وكانت بيده الفرص كلها بأن يكون الأقوى مالاً ونفوذاً على المسرح الدولي، وكان في وسعه أن يفرض إرادة لصالح الأمة العربية، لكنه أضاع تلك الفرصة التي لا تعوض. كان بإمكان مجلس التعاون أن يلعب دوراً مؤثراً في العراق والمنطقة كاملة، بعد احتلال العراق عام 2003، لكنه تقاعس، وانشغل بتوافه الأمور وحلت الواقعة بالعراق، واختطفت إيران الفرصة، وهيمنت على المنطقة الممتدة من أفغانستان إلى رأس الناقورة على البحر الأبيض التوسط، مروراً بالعراق وسورية. انفجرت ثورة الربيع العربي، وحانت الفرصة للهيمنة الخليجية على سير الأمور لصالح الشعب العربي والإصلاح، لكنهم نحوا منحى آخر، خلافات بينية ومعاداة حكومات عربية، واستعداء شعوب وبعثرة أموال طائلة بلا وعي ولا عقل ولا حساب.

في اليمن، جاءت الفرصة لمجلس التعاون الخليجي، بعد الإطاحة الشعبية الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، للاستجابة لمطالب الشعب اليمني، والتعاون مع قيادات الشعب، أصحاب الانتفاضة الشعبية، بتعيين حكومة انتقالية بعيدة عن المحاصصة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإعادة اليمن إلى المسار الصحيح نحو بناء الدولة. لكن، لم يكن هم القيادات الخليجية بناء دولة في اليمن، إنما كان همهم الوحيد هو الأمن، ومع الأسف الشديد، لم يتمكنوا من بناء الدولة، ومن تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ولا في جواره. وكانت النتيجة هيمنة إيران على اليمن، بواسطة خلاياها هناك، أي الحوثيون الذين هيمنوا على العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية. وهذه المرة، تضيع الفرصة من فرض إرادة الأمن والاستقرار في اليمن، استجابة لإرادة الشعب اليمني، فخسر مجلس التعاون وربحت إيران.

(1)
جمعتني ظروف الاهتمام بالشأن اليمني بمجموعة من أهل اليمن. تداولنا الحديث عن هموم اليمن، منذ النصف الثاني من القرن الماضي. تحدثنا عن القبيلة والدولة، وعن دولة القبيلة، تحدثنا عن عصر السلاطين واتحادهم، وعن ثورة اليمن عام 1962 التي أطاحت النظام الملكي هناك، وما لحق تلك الثورة من محن وحروب، وتحدثنا عن الحركة الوطنية لتحرير الجنوب العربي، وصولاً إلى الاستقلال عشية حرب 1967، وحطت رحالنا عند قيام الوحدة اليمنية في مايو/أيار عام 1990، وصولا إلى حرب الانفصال عام 1994، والتي انتصر فيها دعاة الوحدة اليمنية، وبقيت هذه الوحدة، بآمالها وآلامها، حتى احتل الحوثيون صنعاء، وتمددوا في محافظات اليمن الشمالي، وسيطروا على مقار الحكومة المركزية، في 21 سبتمبر/أيلول عام 2014.

(2)
سألني أحدهم: هل ما برحت أُؤمن بالوحدة العربية، على الرغم من تعثرها عبر كل المحاولات منذ وحدة مصر وسورية عام 1958 وصولا الى الوحدة اليمنية؟ كان جوابي: نعم، ما برحت أدعو إلى الوحدة العربية الشاملة، لكن، على أسس حديثة، تتفق وعصرنا الراهن. وإذا كان هناك فشل قد حدث للوحدة بين مصر وسورية، والمحاولات اللاحقة، فلا يعني ذلك أن الوحدة العربية غير قابلة للتطبيق. بعض من عملوا على بناء الوحدة بعد الانفصال عام 1962 لم يكونوا صادقين. كانوا يعملون لمكاسب شخصية وآنية، وليس من أجل أمة تتطلع لمستقبل عربي، يؤدي دوره في البناء والتنمية والاستقلال.

(3)
وماذا عن الوحدة اليمنية؟ قلت إنني من أشد دعاة الوحدة اليمنية، والعاملين على بقائها قوية فاعلة. لكن، بعد تجزئة اليمن إلى ستة أقاليم بدلاً من إقليمين، وإلغاء الدستور الذي صيغت بنوده من أجل دولة موحدة، لا اتحادية، فلنا رأي آخر. تقول المادة الأولى في دستور الجمهورية اليمنية: "الجمهورية اليمنية دولة مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ". أما وقد وضعت أسس التجزئة وتقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، فإن الوحدة، هنا، سقط دستورها، وسقطت دولة الوحدة.

(4)
"لا يمكن التعايش في ظل الظروف القائمة الآن مع أي حكومة تأتي في الشمال، وخصوصاً بعد هيمنة الطائفة الشيعية/ الحوثي على مقاليد الأمور"

كانت دولة الوحدة اليمنية تحكمها أحزاب مختلفة، شمالية وجنوبية، متوافقة تارة، وأخرى متخاصمة، برئاسة علي عبد الله صالح، ومن بعده عبد ربه منصور المنتخب/ المستفتى على بقائه في سدة الحكم، وكانت هذه الأحزاب تعمل من أجل الوحدة. أما وقد سيطرت مجموعة قبلية طائفية في 21 سبتمبر/أيلول الماضي على مفاصل الدولة في العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات في الجزء الشمالي من اليمن، ولم يعد القول الفصل للحكومة المركزية لدولة الوحدة، فذلك يعني انفصال الشمال عن جنوبه.

إن التحشيد الحوثي المسلح في اليمن، اليوم، يساوي التحشيد الشعبي الطائفي المعمول به في عراق اليوم الذي يحكمه حزب الدعوة، الطائفي، والذين يعملون على إدماج هذه القوة الطائفية في قوات الأمن الوطني والجيش العراقي وكل مفاصل الدولة. وهنا تتركز القواعد الطائفية في العراق، والحوثيون في اليمن يسلكون الطريق نفسها، وبهذا يكون الوطن والشعب الضحية لأهواء النزوع الطائفي.

(5)
أعرف أن لجنوب اليمن خصوصية، وله عادات وتقاليد سياسية وفكرية وثقافية، تختلف عن إخواننا في الشمالي (صنعاء)، فلديهم مفهوم للدولة وأحزاب سياسية تعود جذورها إلى ما قبل الاستقلال عام 1967، ناضلت تلك الأحزاب، مجتمعة ومتفرقة، لنيل الاستقلال الوطني من الهيمنة البريطانية. أما إخواننا في الشمال فمعظمهم لا يعرفون مفهوم الدولة. إنهم يحكمون بفكر القبيلة ونزعتها، وهذا على خلاف اليمن الجنوبي / الجنوب العربي. ولا يمكن التعايش في ظل الظروف القائمة الآن مع أي حكومة تأتي في الشمال، وخصوصاً بعد هيمنة الطائفة الشيعية/ الحوثي على مقاليد الأمور، وتسليم الرئيس عبد ربه منصور بنفوذ الحوثيين وقوتهم. اليمن اليوم يحكم بواسطة حزب المؤتمر الشعبي العام (على عبد الله صالح) وحزب/ الحوثي (أنصار الله)، ولا مستقبل لوحدة في هذه الظروف.
آخر القول: يا قادتنا الميامين، لا تتباطأوا في حسم الأمر في اليمن، وإلا ستكونون من الخاسرين، وعلى ما فعلتم نادمين.
-


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 02-22-2015 07:58 PM


الجنوبيون والتَّعْوِيل على الشرعية المفقودة!!

الأحد 22 فبراير 2015 05:56 مساءً

رمزي الشعبي
كتب/ رمزي الشعبي

أكتب هذا المقال وقلبي يعتصر ألماً ويبكي حُزناً على واقعنا المرير الذي وصلنا اليه , قيادات تتصارع وتتخبط وتُضيع الفرصة تلو الأخرى وشعب في الساحات مرابط عجز ان يأتي بغيرهم وما زال يسبح بحمدهم ليل نهار ضنا منه أن الخلاص سيأتي منهم!!! وهم في حقيقة الأمر لم يقدموا للجنوب وحراكه سِوى البيانات وعبارات الاستهجان كلما أرتكب الاحتلال اليمني مجزرة جديدة. بالأمس رجع هادي الى عدن بعد أكثر من شهر من تقديم استقالته الى البرلمان هرباً من سطوة الحوثي الذي بسط سيطرته على العاصمة صنعاء وفرض حصارا خانقا عليه , فكانت أصوات الجنوبيين قُبيل هروبه تتعالى مستنكرة ما حصل له متناسين زَلاَّتِهِ الماضية وآملين منة أن يعود الى الجنوب ويتخذ قرارا يغفر له ما تقدم فباتوا يترقبون رجوعه الى عدن وإعلان قرار تاريخي يلبي طموحاتهم وتطلعاتهم ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

وصل هادي الى عدن في سيناريو أشبه بفيلم من افلام هوليود وأصدر البيان الأول من مدينة عدن والذي جاء مخيباً للآمال و شكل صفعة قوية لكل جنوبي راهن علية واثبت لهم من جديد بأنه ما زال يدور في فلك الشمال.

مشكلة الجنوبيين اليوم أنهم أصبحوا كغريق في عرض البحر يبحث عن قشة ليتعلق بها ! فكلما أقدم أحد السياسيين المعروفين على الساحة بعمل تصريح مقتضب حول القضية الجنوبية ليدغدغ به مشاعر الجنوبيين نرى تطبيلا صاخب يملأُ الآفاق ويرجع ذلك الى حالة اليأس التي باتت تتملك الشارع الجنوبي جراء فشل القيادة الجنوبية قاطبة في تحمل مسئوليتها التاريخية أمام الشعب والوقوف عند حسن ظنهم ممّا أدى بالجنوبيين للبحث عن البديل .

الرئيس هادي جنوبي ولا يمكن لاحد أن يُنكر علية جنوبيته ولكن تعلق الجنوبيين به حد الهوس وتمنية أنفسهم بأماني اهل الكتاب واستبشارا بأنَ الخلاص سيأتي على يديه رغم معرفتهم السابقة بماضي الرجل ومواقفه المخزية من قضيتهم ابتداء من حرب صيف 94م وانتهاء بحوار موفنبيك وما تبعه من تسريبات ومواقف كان ضربا من ضروب الخيال فالرجل كان رئيساَ للدولة لمدة تزيد عن ثلاثة أعوام ولم يستطع إيقاف مجرم كضبعان سفاح الضالع انتصارا لحرمة الدم الجنوبي أو أنّ يُطلق سجينا في قضية سياسية كالتي حدثت مع السجين ظٌلما أحمد المرقشي أو أن يقبض على قتلة الشهيدين {أمان والخطيب} والذين ما زالوا يسرحون ويمرحون في شوارع صنعاء, ولو ذهبنا لأبسط من ذلك لم يستطيع تنفيذ نقطة واحدة كاملة من النقاط العشرين أو الإحدى عشر الخاصة بالقضية الجنوبية التي أقرها المتحاورون في مؤتمر حوارهم كحد أدنى فكيف سيستطيع أن ينتصر لقضّية أو أن يُحرر دولة محتلة ؟؟!!!

دعونا نواجه أنفسنا ونتكلم بصراحة مطلقة, مُخطئ من يظن أن تحرير الجنوب سيأتي ممن دخل على ظهر دبابة وشرعن للاحتلال لأكثر من عقدين من الزمن ومُخطئ أيضا من يظن أن وقوف هادي مع علي صالح في الحرب المشؤومة كان بمثابة الانتقام ممن أخرجة من الجنوب العام 86م كما يروج له البعض, فلو سلمنا بفرضية هذا القول دعونا نُملي على أنفسنا بعض التساؤلات:

ماذا كان موقف هادي من تبعات تِلكُم الحرب؟ وأين كان هادي عندما كان علي صالح يضرب الجنوبيين بيد من حديد طوال 17 عاما تحت سمعة وبصرة ؟ وهو الذي كان نائب للرئيس !! وحتى عندما تسلم مقاليد الحكم في الشمال استمر البطش والتنكيل بالجنوبيين ليلا و نهارا وكأن علي صالح أو أحد فاتحي الشمال ما زالوا يحكمون وليس مواطن محسوب على أبناء الجنوب , ولنا في مجزرة سناح في الضالع و21 فبراير في ساحة العروض ذكرى يوم تعيينه لخيُر أدَلة , كل يوم يمر علينا نتأكد ونتيقن بأن هناك حقد دفين يحمله هادي تجاه الجنوب ولا يقل عن حقد الشمال لكل ما هو جنوبي. عودة هادي الى الجنوب جاءت للملمة ما بعثره الحوثي في الشمال ومن ثم الدخول معه في مواجهة مباشرة لتثبيت شرعيته رئيسا للبلاد وهذا ما سينقل صراعات الشمال الى الجنوب ويجعل الجنوب رأس حربة في يد هادي وهذا بالطبع سيدخله في اُتون صراعات دموية كبيرة قد تتسع وتدخل فيها أطراف خارجية كثيرة.

الجنوبيون اليوم ملزمون قراءة الأحداث قراءة صحيحة والابتعاد عن العاطفة الزائدة التي من شأنها فتح أبواب كثيرة يدخل منها المتآمرون والمتاجرون بالقضية وعليهم خلق قيادة جديدة جادة منهم تقف على قلب رجل واحد لتحقيق النصر والأمل المنشود.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 12-13-2015 12:52 PM


تقارير
عدن في ظل النجمة الحمراء



Google +0 1 0 0 0

شبوه برس - متابعات - عدن
السبت 28 نوفمبر 2015 02:09 مساءً


8

وفجأة خَبَتْ نيران الكوزوموبوليتية الاستعمارية، وعُتّم على مجتمع تميّز بهرميته الإثنية التي تجاذب فيها «السكان الأصليون» مع الدهماء، قبل الصوماليين، بينما بقي الأوروبيون غارقين في كابوس المدينة المناخي وقبعوا في نواديهم. وبعد رحيل الإنكليز استمر بعضهم هناك، منضوين في النوادي التي كانت تفتح أبوابها ابتداءً من الساعة 18، وتقدّم بيرة محلية اسمها «صيرة» ويُصنّعها معمل يديره الألمان الشرقيون استهدفته أولاً الكتائب الإسلامية التي قدمت لتحارب مع نظام الحكم في صنعاء انفصاليي الجنوب و«الكفار» الاشتراكيين أثناء حرب 1994(2).

خلال السبعينات من القرن العشرين، أصاب جو التحرر العالمي عدن عبر الماركسية التي تبنتها الدولة والتي قامت كنموذج معاكس للتيار المحافظ الاجتماعي والديني لجيل الآباء، وكان إعلان الموقف المناوئ للدين يتجلى دون أية مواربة من خلال ترك قناني البيرة الفارغة تتكاثر على طاولة البار ليس لإبراز شربها فقط بل لإبراز الكميات المشروبة(3).
وهكذا منع قانون العائلة الصادر عام 1974 تعدّد الزوجات، وكان من القوانين الأكثر تقدمية في العالم العربي، ومنح المرأة حقوقاً مهمة. في كانون الثاني 1981، أُجبر علي سالم البيض، نائب رئيس الوزراء وعضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني على الاستقالة من وظائفه لأنه كان متزوجاً من امرأتين، وكان الاختلاط بين الجنسين مرعياً في الأماكن العامة وفي أوساط الكوادر المهنية والحزبية، وكانت الميليشيات الشعبية تستقبل الفصائل النسائية في صفوفها، وكذلك الجيش والشرطة. في عام 1976، وفي ظل رئاسة سالم ربيع علي، نظمت مظاهرات كبرى في جميع المحافظات لإلغاء حجاب الوجه، واندلعت هذه المظاهرات في مناسبة اليوم العالمي للمرأة(4).
وما كان يُذهل المسافر القادم من صنعاء إلى مطار عدن، خلال الثمانينات من القرن العشرين، هو أن يرى نساء يرتدين القمصان والبناطيل ويضعن المسدسات في أحزمتهن، نساء بشعور متطايرة يقمن بتفتيش الحقائب. وظهرت التنورة القصيرة والبنطال في عدن، وانزاح المنديل عن الشعر، وشوهدت الفتيات مرتديات البيكيني مع الرجال في شاطئ «غولد مور»، حيث كانت تلتقي كوادرُ الحزب والمهجَّرين من البلدان الصديقة، بينما كانت مكبرات الصوت تبثّ الأناشيد السوفيتية.
وكانت النقاشات داخل خلايا الحزب الاشتراكي اليمني توفّر انفتاحاً غير مسبوق على العالم ومثاقفةً ممركسة مثًّلت الجانب الآخر من التفرنج الذي بدأ في الفترة البريطانية. وكان الكتاب المقدس لدى المناضلين الشباب في اليمن وغيرها كتاب جورج بوليتزر «المبادئ الأولية للفلسفة»، ولكن بترجمة عربية. وكانت دور النشر اليسارية في بيروت تترجم إلى العربية أدبيات هذه الثقافة الأوروبية، المرادفة للتحديث والتحرير. ويذكر فواز طرابلسي في مذكراته - وكان المسؤول عن منظمة العمل الشيوعي في لبنان - أن فرعاً من جبهة التحرير الوطني في حضرموت، ذات الاتجاه الماركسي خصّص جزءاً من الأموال المسروقة بقوة السلاح من أحد المصارف البريطانية، لشراء كتب ماركسية لينينية كُلّف طرابلسي بشرائها من بيروت(5).
وكانت الأممية تُعاش ثقافياً في اجتماعات الحزب، وتناقش فيها قضايا أفريقيا وآسيا والأمريكتين. وبفضل المنح الدراسية التي كانت تعطيها شتى البلدان الاشتراكية، ككوبا والاتحاد السوفييتي، درس عدد من الطلاب الشباب وأُعدّوا لتأهيل النخبة الجديدة في البلاد. وكانت مكافحة الأمية هي القضية الوطنية الكبرى في بلاد ورثت نظاماً تربوياً نخبوياً في عدن بقي جنينياً وبدائياً في المحميات السابقة. وكانت تعتمد على متطوعين شباب انخرطوا بحماس في حملات نقلتهم إلى المناطق النائية في البلاد. وكانت المشاركة الشعبية والتعبئة المستمرة، خلال السنوات الأولى للنظام، ناتجاً من نتاجات الأيديولوجيا الاشتراكية وشرعنةً لنظام الحكم الجديد، كما كانت وسيلة لجميع التيارات المتنافسة في الحزب الاشتراكي اليمني كي تشكّل قوّة داعمة لها.
في آب 1972، طالبت هذه الأيام السبعة المجيدة التي شهدت تظاهر آلاف الريفيين في شوارع عدن، طالبت الرئيس سالم ربيع علي بتأميم المساكن وبتخفيض جديد لرواتب الموظفين، ونظّم هذه المظاهرات التنظيم السياسي للجبهة الوطنية الذي حل محل الجبهة القومية أثناء المؤتمر الخامس الذي عُقد في آذار 1972، والذي اتخذ منحى ماركسياً ازداد تأكيداً(6). وحرك هذه المظاهرات الرئيس ليضغط على سكان المدن وخصومه السياسيين في آن. وقدّم الكاتب العدني حبيب عبد الرب وصْفاً لها بتهكم لطيف، قال:
«كان صخب الأصوات الهادرة والحادة والراقصة يهزّ أركان مدينة وادعة وراضخة، ويغمرها خلافاً للعادة، فنزل المتظاهرون، الذين هاجمهم الحبور الثوري، إلى عدن من بطاح اليمن الجنوبي بشاحنات الحزب، فشُدهت العاصمة بهذه المسيرة الأولى والطويلة والمعلنة بمسرة. ووصل إليها متظاهرو الموجات الأولى قبل أسبوع، فأسكرتهم الحميّة. وهدرت الحناجر مطلقة عبارات مسجوعة، وقرر المتظاهرون في شعاراتهم أن حرق الملاءات النسائية كان واجباً وطنياً (كما لو أن الطقس لم يكن محرقاً)، وأن تخفيض الرواتب كان كذلك. وطلبوا من «الزعماء التاريخيين» الثلاثة التشدّد في الخط المعادي للرجعية، لأن الشعب «برمّته» ماركسي، كما هتفوا! [...] ثم أطلقوا الهتافات المنغومة التالية:
لا نبغي لا «الهيبي» ولا سروايل «قوائم الفيل»،
لا نعرف إن كان لابسها ذكراً أم أنثى.
لا نريد الخونة والرجعية.
شعبنا برمّته ماركسي»(7).
كانت مخلفات الحكم البريطاني، كالنوادي والفيلات والثكنات العسكرية والحدائق، عالقة بالمدينة، فأعطتها هذا الطابع الخاص جداً والفريد من نوعه، لو لم تشبْهُ مسحة من الانطواء الطوعي. وفعلاً كانت عدن عاصمة معزولة ومنكفئة على نفسها، علماً بأنها محصورة بين البحر والجبال، ولكنها أصبحت منقطعة عن باقي العالم بفعل سياسة أمنية تقنن بشدة منح تأشيرات السفر وتمنع الاتصال بالأجانب بموجب قانون صدر عام 1975. كان عجوز يمني في عيد الأضحى يبحث عن شاحنة لينقل عليها خروفه، دون جدوى، فقرر استيقاف أية سيارة مجاناً، فركب بسيارة شخص سوداني. فأوقفته الشرطة عند أحد حواجزها، فأمضى يومين في السجن لأنه تكلّم مع رجل أجنبي.
انكفأت عدن على منطقتها الخلفية، فأدارت ظهرها للبحر، ولم يعد ميناؤها يستقبل سوى بواخر البلدان الشقيقة، فانطوت المدينة على نفسها وانقطعت عن باقي العالم، ولكنها أصبحت معقلاً للعروبة والاشتراكية في بيئة معادية تحكمها الملكيات النفطية. لقد غادر الأجانب البلاد، وكذلك غادرها العسكريون والموظفون البريطانيون، ولكن غادرها أيضاً كبار التجار من أوروبا والهند الذين وقعوا ضحية قوانين التأميم التي صدرت عام 1969، فحلَّ محلهم المقاتلون والمناضلون التابعون للجبهة القومية، ومعظمهم أتوا من مناطق القبائل وتوزع المسؤولون فيلات النخبة الأوروبية القابعة على الشاطئ، في حين أن الريفيين أقاموا في مباني «المعلاّ» وراحوا يتخلصون تدريجياً من ثيابهم الريفية الزاهية.

عاصمة الشيوعيون العرب:
إن العلاقات التي نسجها المناضلون اليمنيون والفلسطينيون داخل حركة القوميين العرب إبان الستينات من القرن العشرين وأثناء معارك الدفاع عن جمهورية الشمال ومن أجل استقلال الجنوب، استمرت بعد تحقيق هذين الهدفين وحُلّ حركة القوميين العرب عام 1970، وكان جورج حبش رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونايف حواتمة رئيس الجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين، من مسؤولي حركة القوميين العرب التي قاتلت البريطانيين والسلاطين ما بين 1963 و1967، وكان مناضلو هذا التنظيم عماده الأساسي. في عام 1967 سافر الفلسطينيان جورج حبش وهاني الهندي مع اللبناني محسن إبراهيم إلى مدينة تعز سعياً للتوسط بين تياري الجبهة القومية ، وكان التيار الأول يؤيّد الاندماج مع جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، وهي تنظيم مناوئ دعمه النظام الناصري، في حين كان التيار الثاني يقاومه(8). ومن بين جميع الحركات المنبثقة عن حركة القوميين العرب وعن جبهة تحرير عمان والخليج العربي داخل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحدها الجبهة القومية نجحت في استلام السلطة(9).
خلال عشرين سنة، أي ما بين 1970 و1990، أصبحت عدن عاصمة الشيوعية العربية وقاعدة خلفية للفلسطينيين، وإذ يقع اليمن الجنوبي في أطراف العالم العربي، فقد تحوّل إلى حَرَم «تقدمي» لأنه كان يحظى بحماية سوفيتية، وهي عنصر استقرار لنظام تتهدده الصراعات القبلية والذي تعرّض لضربة قاضية أثناء النزاع العنيف بين تياري الحزب الاشتراكي اليمني عام 1986. صحيح أنه كان على هامش العالم، ولكنه احتل مركز الصدارة في العالم الشيوعي العربي، إذ كان بمثابة معقل وقاعدة لوجستية له في آن.
لقد استقبل اليمن الجنوبي الشيوعيين العراقيين الذين فرّوا من قمع نظام صدام حسين، والشيوعيين اللبنانيين ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان الذين قدموا إليه للتدريب أثناء الحرب اللبنانية (1975 - 1990). ولعب عدد من المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين، وبينهم جورج حبش ونايف حواتمة وكريم مروّة، ونديم عبد الصمد ومحسن إبراهيم وفواز طرابلسي دوراً مهماً في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني عام (1975)، المنحدر من الجبهة القومية والاتحاد الديموقراطي للشعب وحزب الطليعة الشعبي (البعث سابقا) (10). وكانت العلاقات بين الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان مع القادة اليمنيين الجنوبيين وطيدة جداً. وكان المسدس الشخصي لجورج حاوي، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، هدية من علي ناصر محمد رئيس اليمن الجنوبي، واستخدمت هذا المسدس (من ماركة ماكاروف) المقاوِمة سهى بشارة في عملية الاغتيال التي أقدمت عليها ضد رئيس الميليشيا المتحالفة مع إسرائيل في جنوب لبنان، انطون لحد(11). وحاول جورج حاوي مع كثيرين التوسط بين الخصمين المتنازعين على رئاسة الحزب الاشتراكي اليمني، عبد الفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد. فسافر من دمشق إلى عدن عام 1985 ليقنع علي ناصر محمد بألا يعدم عبد الفتاح اسماعيل، وبأن يرسله إلى موسكو، على الرغم من المعارضة الأولية للسفير الروسي الذي كان يدافع عن أحقية هذا الأخير في السلطة(12). والتمس تيارا الحزب الاشتراكي اليمني من قادة الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (جورج حبش) والجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين (نايف حواتمة) التوسط بينهما للحؤول دون اللجوء إلى العنف، لا بل طار جورج حاوي إلى موسكو ليقنع عبد الفتاح إسماعيل دون جدوى بالعودة إلى عدن وبأن يصبح فاعلاً في النزاع الوشيك(13). وقاد مهمة الإمكانية الأخيرة مع نديم عبد الصمد، فتوجه إلى عدن محاولاً إقناع قادة الحزب الاشتراكي اليمني بإرجاء اجتماع المكتب السياسي المقرر في 13 كانون الثاني 1986. وباءت جهوده بالفشل لأنها لم تتمكن من إخماد ثورة العنف التي أدمت العاصمة لمدة 10 أيام تقريباً، مما أنذر ببداية النهاية جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، وسرّع في عملية التوحيد مع اليمن الشمالي.
كان نظام اليمن الجنوبي يكلف عدداً من المهندسين المعماريين المناضلين الشيوعيين اللبنانيين بإنجاز بعض المشاريع ومنها بناء روك أوتيل في حي التواهي (عدن) وتصميم مخطط مديني للمكّلا أو تشييد جامعة عدن. وفي روك أوتيل الذي أصبح الآن فندق 26 سبتمبر كان يجتمع حاملو المسدسات ومنظرو الثورة العالمية. وجاء بعضهم ليعطوا الرفاق اليمنيين دروساً في الاشتراكية العلمية، وقدم غيرهم لإعداد العمليات «الثورية» الوشيكة. ووُضعت البرامج الجامعية بمساعدة الزعيم والمثقف الشيوعي اللبناني حسين مروّة، وساهم المربون اللبنانيون في وضع البرامج المدرسية. ولكن عدن لم تكن معبداً عصياً على الانتهاك؛ ففي حزيران 1976 اغتيل شيوعي كردي عراقي، كان أستاذاً في جامعة عدن، وأقدم على قتله في وضح النهار قطاع طرق متنكرون بثياب دبلوماسيين تابعين للناظم البعثي، فأوقفتهم الشرطة في سفارتهم، فانتقم النظام العراقي بتوقيف طلاب اليمن الجنوبي وطردهم من العراق(14).
وساهم عام 1982 عدد من الشعراء الشيوعيين العراقيين، ومنهم سعدي يوسف، في تأسيس دار نشر «الهمداني». وقبل ذلك بسنة تمنّى سعدي يوسف لو يقام تمثال للشاعر رامبو في عدن يحجّ إليه الشعراء «سنوياً ويضعون تحت قدميه قرابينهم من الخمور والورود»(15). وفي السنة نفسها حاول سعدي يوسف، بصحبة مواطنه العراقي شوقي عبد الأمير والشاعر الفرنسي غولفيك، إقناع رئيس اليمن الجنوبي علي ناصر محمد بإطلاق اسم رامبو على شارع في حي التواهي، بعد بحث غير مثمر عن منزله في عدن. وبدلاً من ذلك، قبل الرئيس باستبدال اسم شاطئ غولد مهر وتحويله إلى شاطئ أرتور رامبو، وبقي هذا القرار نظرياً وصار نسياً منسياً الآن(16). وكان مطعم «نشوان» تملكه الجبهة الشعبية لتحرير فلطسين، وكان الطبّاخون والخدم فيه لبنانيين؛ وكان يتردد إليه عدد من المناضلين اليساريين القادمين من جنوب لبنان. أما حصة الحزب الشيوعي العراقي فتمثلت في إدارة ملهى ليلي في عدن(17).
وكان اليمن الجنوبي قد أصبح «معقلاً ثورياً»؛ وفي سنوات قيامه الأولى، كانت تتهدده الجمهورية العربية اليمنية وحلفاؤها في شبه الجزيرة العربية الذين يمثلون «المعسكر الرجعي» المتحالف مع الولايات المتحدة. فدافع نظام عدن عن نفسه بتسليح حركات المعارضة المناوئة للسلطات القائمة لاسيما لدى جيرانه المباشرين، أي الجمهورية العربية اليمنية في الشمال، وسلطنة عمان في الشرق. وكانت قاعدة الجبهة الوطنية الديموقراطية التي اعتمدت الكفاح المسلح في الشمال موجودة في عدن. وكان مناضلوها مرتبطين عضوياً بالحزب الاشتراكي اليمني، بشكل سري في البداية لأن هذه الجبهة حافظت لمدة طويلة على رواية تقول إنها مؤلفة من تنظيمات مختلفة.
وكان اليمن الجنوبي يستقبل المناضلين القادمين من شبه الجزيرة العربية برمتها لينظمّوا إلى ميليشيا «ظفار» التي كان لها في البداية هدف قومي متمثل أساساً بجبهة تحرير ظفار التي أخذت فيما بعد طابعاً أيديولوجياً وطموحاً جغرافياً متنامياً بتبنيها الماركسية وبتوسعها الطموح إلى شبه الجزيرة العربية بكاملها. وبالتالي غيرت اسمها بعد التحول الثوري لعام 1968، ليصبح «الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل»(18). ومع أن حرب العصابات انتهت عام 1975، كانت ملصقات مناضلات ظفار هؤلاء ذوي البناطيل الكاكية القصيرة والشعر المجعد تزيّن غرف المناضلين الغربيين في الثمانينات من القرن العشرين. ونجد هذه الصورة على غلاف الترجمة الفرنسية لرواية المصري صنع الله إبراهيم التي من خلال شخصية وردة، وهو الاسم الذي أطلق على عنوان الرواية، أراد الكاتب أن يُشيد بأولئك النساء المناضلات وبحرب العصابات في ظفار.

مفترق طرق أمام الثورة العالمية:
منذ 1970، جعل الصعود المحتمل لحركات المقاومة الفلسطينية والشطط الشديد الذي حل بأقصى اليسار الأوروبي الذي تبنّى القضية المناوئة للصهيونية، جعل من عدن محطة ومفترق طرق لعدد من هذه التنظيمات. إن علاقات مجموعة «المجال الخارجي» لوديع حداد الذي استقلّ عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالمناضلين الألمان المنحدرين من فصيل الجيش الأحمر ومن حركة 2 حزيران ومن الخلايا الثورية، وأيضاً بالجيش الأحمر الياباني، وبمنظمة «إيتا» الباسكية، وبمجموعات دانمركية وإيطالية، أتاحت الفرصة لجميع هذه التنظيمات أن تحط الرحال في المعبد الجنوبي اليمني حيث كان وديع حداد يعمل تقريباً على هواه. وانزعجت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من علاقاته المميزة مع نظام عدن، واعتبرتها انتقاصاً لامتيازاتها وللنفوذ الذي يمكن أن تمارسه على «المجال الخارجي»وعلى رفاق الحزب الاشتراكي اليمني. ففُصل وديع حداد رسمياً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شباط 1976.
بدأ وديع حداد نشاطاته في عدن في بداية عام 1970، وخُصصت له فيللا في حي خورمكسر. وكانت هذه المدينة مركزية بالنسبة لفعاليات مجموعته ولمركز التدريب الذي أقيم فيها. ومع أن معسكر جعارعُرف باسم معسكر عدن، إلا أنه كان المعسكر الأهم. ويقع جعار في منطقة أبين ويبعد حوالي 70 كلم شرق عدن. وأصبح هذا المكان الصغير منذ التسعينات من القرن العشرين أحد معاقل الجهاديين في اليمن، وبخاصة مع جيش عدن/أبين الذي شن العديد من العمليات وقام بخطف السيّاح. ويصعب التصور أن هذا المعسكر كان ما بين 1971 و1990 مركز التأهيل العسكري والأيديولوجي لمجموعة وديع حداد الذي اشتهر عالمياً بخطف الطائرات وأخذ وزراء خارجية منظمة الأوبيك رهائن في فيينا عام 1975(19)، وتدرّب في هذا المعسكر كل من الفينزويلي إيليش راميريز سانشيز الملقب بكارلوس، وفوساكو شيجنونو رئيسة الجيش الأحمر الياباني، وهاغوب هاغوبيان (واسمه الحقيق بدروس أوهانيسيان) مؤسس منظمة الجيش السري الأرمني، وعدد من الألمان التابعين لفصيل الجيش الأحمر، وحركة 2 حزيران، وعدد من الخلايا الثورية؛ ناهيك عن المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين، والأرتريين وبعض الإيطاليين (باستثناء الألوية الحمراء) والإيرانيين والأتراك والباسكيين والهولنديين والنيكارغويين والسلفادوريين...
ولم يكن باستطاعة المعسكر أن يستقبل للتدريب العسكري والسياسي إلا حوالي 40 شخصاً، وكان فيه النظام قاسياً، إذ كان وديع حداد رئيساً صارماً يحرص على الانضباط الشديد. ويقال إنه أسند المسؤولية لكارلوس خلال رحلة قام بها إلى بيروت ونيروبي(20). وأورد هانس يواكيم كلين، وهو من عتاة حركة 2 حزيران وساهم في أخذ الرهائن في فيينا، شهادة مُرّة تطعن بوديع حداد، الملقب بـ «أبو هاني». ونستطيع الظن، ولو دون تيقّن، أن وصف معسكر التدريب ينطبق على معسكر جعار، لأنه قرر عندما كتب مذكراته، وخوفاً من العمليات الانتقامية، ألاّ يذكر البلدان العربية التي استقبلته. قال:
«كان هناك فصل تام بين الزعماء والجنود. وكان أبو هاني بالتأكيد مسؤولاً عن الجميع. وكان ساكي ساعده الأيمن، بعد أن حيّد جهازُ الموساد في نيروبي أبا حنّفة وآخرين. وكان ساكي، فضلاً عن ذلك المسؤول عن المعسكر، ولكنه تخلّى عن هذه المسؤولية لمرؤوسيه، وهكذا لم يترتب عليه أن يأتي إلى هذا المعسكر غير المريح إلاّ مرّة كل يومين أو ثلاثة. وكانت في المعسكر أيضاً «مها» التي خطفت طائرة مع ليلى خالد، وكانت «حافظة أسرار ومرافقة» أبو هاني (هكذا كان لقبها الرسمي)، بالإضافة إلى «سوسو» بنت أخيها التي كانت تهتم بالجانب التجاري للمعسكر، بما فيه المصروفات التي كان يتعيّن عليها أن توقّع على بياناتها باسمها المستعار. وكان فيه أيضاً بعض نواب الزعماء. وكان المندبون السياسيون الذين يأتون إلى المعسكر أحياناً، يلتقون فقط بأبو هاني وبعض الأشخاص الآنفي الذكر. خلال الأشهر الثمانية عشر التي قضيتها هنا (وكان جلها داخل المعسكر)، حضرنا درساً سياسياً واحداً أعطاه للجنود أحد المندوبين السياسيين الذي قدم خصيصاً إلى المكان... القادة في... [لم يذكر اسم المعسكر عمداً]... كان أبو هاني في كل مكان ويتمتع في أغلب الأحيان بالمباهج التي يمكن أن تؤمنها العاصمة، كالذهاب إلى السينما وزيارة المرقص، والمشاركة في ولائم الفندق. وكان في جيبه ما لم يكن يمتلكه أي جندي: أي العملات ولم تعطَ هذه الامتيازات إلا لجوني ولي، وأعطيت جزئياً لزعماء فصيل الجيش الأحمر، ولزعماء الخلايا الثورية. ولم يحظَ باقي أعضاء حرب العصابات القادمين من ألمانيا الغربية والرفاق الفلسطينيون إلاّ ببعض الحقوق»(21).
وهكذا أصبحت عدن القاعدة اللوجستية للناشطين الألمان، بسبب العلاقات التي ربطتهم بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان «التضامن الثوري» متفاوتاً مع المناضلين الألمان التابعين للخلايا الثورية. كان هؤلاء يقومون بعمليات إرهابية لصالح وديع حداد مقابل الحصول على الأسلحة والنقود والتدريب. وهكذا قتل العديد من الناشطين الألمان في عمليات خطف الطائرات. وكانت بيروت وبغداد تشكلان محطتين أخريين لتلك العلاقة القائمة بين الزبون ورب العمل أو بين المرتزق ومُصدِر الأوامر؛ ولكن عدن كانت تتمتع بمزايا أهم (لاسيما المزايا الدبلوماسية، بالنسبة لكارلوس خصوصاً)، فانعزالها وبُعدها عن خط الجبهة مع إسرائيل بالإضافة إلى الحماية السوفيتية جعلت منها معبداً نفيساً، لاسيما وأن دعمها للقضية الفلسطينية كان يحمل طابعاً عاطفياً (علاقات شخصية بينيّة) وتوجهاً راديكالياً (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين أكثر من فتح). وهكذا في عام 1972، أشادت حكومة اليمن الجنوبي بعملية نفذّها كومندوس تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتم فيها «اختطاف» زورق حربي سريع من مرفأ عدن أُخذ ليقصف، قرب جزيرة بريم، ناقلة النفط كورال سي المتوجهة نحو إسرائيل.
يجب التصديق بأن المدينة وجدت وظيفتها كمحطة، ليس على صعيد التجارة الدولية، وإنما على صعيد نوع جديد متمثل بخطف الطائرات، الذي اختصت به الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال سنوات 1970. فقد استقبل مطارها الطائرة الأولى في شباط 1972، عندما خطف مناضلو «المجال الخارجي»، طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا من مطار نيودلهي وأجبروها على الهبوط في عدن. فدفعت الحكومة الألمانية فدية قدرها 5 ملايين دولار، واستسلم الكومندوس للسلطات اليمنية التي لم تتأخر في إطلاق سراحهم. وبعد ذلك بسنتين اقتحم كومندوس مشترك من منظمة الجيش الأحمر الياباني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السفارة اليابانية في الكويت وخطفوا رهائن عديدين بينهم السفير، وانضمّوا إلى مجموعة أخرى فلسطينية يابانية قادمة من سنغافورة أخذت كرهائن عدداً من ركاب سفينة تنقل السيارات والركاب، ونقلتهم طائرة تابعة لشركة الخطوط اليابانية من الكويت إلى اليمن الجنوبي حيث اختفوا. ومع ذلك، طُرد من عدن مرتين خاطفو الرهائن المرتبطون بمجموعة وديع حداد. في عام 1974، اليابانيون الثلاثة الذين خطفوا رهينة من السفارة الفرنسية في لاهاي غادروا هولندا على متن طائرة توجهت إلى عدن، ولكن سلطات اليمن الجنوبي منعتهم من مغادرة الطائرة. فقبل السوريون باستقبال الطائرة. وفي تشرين الأول 1977 خطف كومندوس فلسطيني طائرة بوينغ تابعة لشركة لوفتهانزا تعمل على خط بالما في مايوركا - فرانكفورت، وطالب بإطلاق سجناء تابعين لفصيل الجيش الأحمر الألماني وفلسطينيين معتقلين في تركيا، وكان من المتوقع أن تحط الطائرة في عدن في نهاية المطاف. صحيح أنها حطت فيها، ولكن لم يسمح لها بالبقاء فأقلعت إلى مقاديشيو حيث هاجمتها القوات الخاصة الألمانية وقتل جميع مختطفي الرهائن، ماعدا اللبنانية سهيلة السايح. وكان هذا الخطفُ العمليةَ الأخيرة المدوية لوديع حداد، واستخدمت كمناسبة لجناح عبد الفتاح اسماعيل من الحزب الاشتراكي اليمني للإطاحة بسالم ربيع علي الذي سمح لوديع حداد بهبوط الطائرة في عدن(22) فأعدم عام 1978.
وكانت المدينة أيضاً ملجأ للمناضلين المطاردين في أوروبا أو في أماكن أخرى فوجدوا في اليمن الجنوبي غُفْليّة تعويضيّة أو خلوةً قصيرة قبل أن يغوصوا ثانية في العمل السري داخل بلدانهم. بعد أن تعرّض العديد من أعضاء الجيش الأحمر الياباني لعمليات تطهير دامية عام 1972 ولموجات من الاعتقالات على يد الشرطة، يقال إنهم عرّجوا على عدن.
شارك ألمانيان مع كارلوس في أخذ وزراء الأوبيك كرهائن في كانون الأول 1995، وتبنت منظمة أيلول الأسود تنفيذها ووضعت تحت مسؤولية اللبناني كمال خير بك. ويقال إن هذا الأخير التقى بكارلوس في عدن قبل العملية بشهر ولم يقبل المشاركة فيها إلاّ بعد موافقة وديع حداد(23). وبعد العملية توقف هانس جواشيم كلين وكارلوس في الجزائر وليبيا ثم لاذا بعدن. وفي أحد البنوك في عدن سُلمت الفدية الباهظة التي طُلبت من إيران والسعودية عن وزيري النفط جمشيد أموزيغار وأحمد زكي اليماني. وتوّجت العملية باسم وديع حداد الذي استدعى كارلوس إلى دارته في خورمكسر كي يشرح له كارلوس لماذا خالف أوامره ولم يقتل الوزيرين الإيراني والسعودي، وألزمه من ثمّ بالالتحاق بمعسكر جعار.
ومن أصل ستة سجناء أطلق سراحهم مقابل تحرير الرهينة بيتر لورنز - وهو نائب عن الاتحاد المسيحي الديموقراطي، كانت قد خطفته حركة 2 حزيران في شهر شباط 1975- ذهب خمسة منهم إلى اليمن الجنوبي(24)، وهناك وجدوا فيرينا بيكر «الخطيبة السوداء»لحركة 2 حزيران التي التحقت بفصيل الجيش الأحمر RAF في عدن حيث حطت رحالها هناك في السنة نفسها قبل أن تسافر من جديد إلى ألمانيا عام 1977(25). ووُجد في عدن مناضلون هاربون من أمثال بيتر يورغن بوك (من فصيل الجيش الأحمر) الذي شارك في خطف هانس مارتان شليير، رئيس نقابة أرباب العمل في ألمانيا الغربية في أيلول 1977. وتم إيقافه في يوغسلافيا في أيار 1978، فطرد إلى اليمن الجنوبي حيث بقي حتى نهاية 1999(26). إلى عدن لجأ كارلوس بعد فشله في القبض على رهائن في عينتبه حيث اقتحم كومندوس إسرائيلي في حزيران 1976 طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الفرنسية كانت قد خطفتها مجموعة مشتركة من حركة 2 حزيران ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
بعد توحيد اليمن في أيار 1990، ولاسيما بعد هزيمة الانفصاليين التابعين للحزب الاشتراكي اليمني في تموز 1994، لم تعد عدن ملاذاً للقانطين الأمميين الذي تحوّلوا إلى مجرد مرتزقة متقاعدين في أغلب الأحيان. في عام 1991 طردت سوريا أعضاء مجموعة كارلوس إلى اليمن الجنوبي سابقاً ولكنهم عادوا إلى دمشق بسرعة فسُلّموا إلى ليبيا ثم إلى الأردن. ومن الأردن أرسل كارلوس عام 1993 إلى الخرطوم حيث اعتقلته الشرطة الفرنسية في السنة التالية(27). وتوصّل يوهانس فاينريش، وهو عضو في الخلايا الثورية وكان الساعد الأيمن لكارلوس. توصل إلى البقاء في عدن لسنوات عديدة ولكنه اعتقل أخيراً في حزيران 1995. وتسليمه لألمانيا يدل بالتأكيد على نهاية هذه الحقبة.

أيام الحزب:
في عدن، عاصمة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية سابقاً، تصاحب شعور بالانتماء المديني مع حنين غامض ومزدوج للفترة البريطانية ولفترة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية. والحنين الأول مرادف للاحتلال والقمع وللازدهار الاقتصادي أيضاً وللحداثة الاجتماعية والسياسية وللاختلاط الديني، في حين أن الحنين الثاني الذي أطلقت عليه تسمية «أيام الحزب» يحيل إلى الأمن وسيادة نظام الدولة الذي لا ينازع ويحيل أيضاً إلى غياب الحريات الاقتصادية والسياسية وإلى الصراع الدامي على السلطة داخل الحزب الاشتراكي اليمني. وتاريخ 13 كانون الثاني 1986 في هذا الشأن هو تاريخ حاسم لأنه دلَّ على الانحسار المحتوم لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية. انطلاقاً من تلك الفترة، راحت نساء كثيرات يتحجّبن، وراح الرجال يعودون إلى الجوامع تكفيراً عن زندقة الطبقة الحاكمة وعن فسقها المفترض أو المؤكد.
بعد ذلك بعشرين سنة، أي في 13 كانون الثاني 2008، جمعت مظاهرة حاشدة عشرات الآلاف من الأشخاص في عدن لمحو آثار الشقاق وللإعلان عن وحدة سكان الجنوب وللمطالبة بإنهاء إجراءات التمييز التي يمارسها نظام صنعاء ضد سكان الجنوب. وسميت «تجمّع المصالحة» وانتهت بأعمال عنف أدت إلى سقوط العديد من الضحايا في أوساط الجيش والمتظاهرين. وشكلت هذه «المصالحة الوطنية» الكبرى هدنة لسلسلة من الاجتماعات القبلية والإقليمية التي انعقدت في الأشهر السابقة للتخلي عن عمليات الثأر. مع العلم أن الدولة في الفترة الاشتراكية (1967 - 1990) كانت قد قمعتها بشدة، ولكنها بزغت من جديد منذ قيام الوحدة.
((#30)) أصبح أحد أشكال التراث السلبية في الفترة الاشتراكية المتمثلة بالمجازر بين الإخوة المتصارعين التي وقعت في 13 كانون الثاني 1986، أصبح للمفارقة رمزاً للاصطفاف والتعبئة لدى جزء من سكان المحافظات الجنوبية التي تستعيد الآن ذاكرة «أيام الحزب» وترى فيها مكوّناً أساسياً لفرادتها التاريخية والاجتماعية والثقافية. وبما أن كل ذاكرة هي ذاكرة انتقائية وجمعية أيضاً، فإنها قد تتغير بسرعة تغيّر مجرى الأحداث وميزان القوى. إن سنوات الاشتراكية في اليمن الجنوبي التي دامت ثلاثة وعشرين عاماً تشكل سجلاً ذاكرياً يتوسط ماضياً بعيداً لجنوب شبه الجزيرة العربية تحت الحماية البريطانية والعقدين الأخيرين من عمر اليمن الموحد الذي يبدو حاضره المقلقل وكأنه يعيد بعض الألق الجنيني لتلألؤ النجمة الحمراء ماضياً.

([1]) ما بين 1967 و1970 كان اسم اليمن الجنوبي «الجمهورية اليمنية الجنوبية الشعبية»، التي صارت عام 1970، بعد تبنّي الدستور الأول، «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية».
([2]) في حرب أيار - تموز 1994، اشتبك انفصاليو الحزب الاشتراكي اليمني مع القوات الوحدوية التابعة لنظام الحكم في صنعاء، وبعد أن تحصّن الانفصاليون في عدن أعلنوا في 21 أيار 1994 إنشاء الجمهورية الديموقراطية اليمنية «الهشة» التي تزعّمها علي سالم البيض الذي وقّع اتفاقيات الوحدة عام 1990 مع علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية من عام 1978 حتى عام 1990، ثم أصبح رئيساً لليمن الموحد.
([3]) حسب شهادة حبيب عبد الرب الذي أشركني في ذكرياته العدنية إبان عقد السبعينات من القرن العشرين.
([4]) فواز طرابلسي: "وعود عدن"، بيروت، دار رياض الريس، 2000، ص87.
([5]) انظر كتابه: «صورة الفتى بالأحمر، أيام في السلم والحرب»، بيروت، دار رياض الريس، 1997، ص76.
([6]) أصبح هذا التنظيم الحزب الاشتراكي اليمني، عام 1975، أثناء انعقاد المؤتمر السادس.
([7]) حبيب عبد الرب: "الأميرة النافقة" (La Reine étripée)، باريس، لارماتان، 1998، ض13 - 14.
([8]) Helen Lackner, P.D.R. Yemen, Outpost Of Socialist Development in Arabia, London, Ithaca Press, 1985, P. 43.
([9]) هيلين لاكنر، المرجع المذكور، ص36.
([10]) انظر كتاب كريم مروّة: "كريم مروّة يتذكر. في ما يشابه السيرة، حوارات مع صقر أبو فخر"، دمشق، دار المدى، 2002، ص311 - 312.
([11]) جورج حاوي: "الحرب والمقاومة والحزب"، بيروت، دار النهار، 2005، ص35.
([12]) جورج حاوي: المرجع المذكور، ص128 - 129.
([13]) جورج حاوي: المرجع المذكور، ص130 - 131.
([14]) هيلين لاكنر، المرجع المذكور، ص84.
([15]) Lucine Taminian, «Rimbaud's House in Aden, Yemen: Giving Voice (S) to the Silent Poet», Cultural Anthropology, Vol. 13, n 4, 1998, p. 464.
([16]) لوسيان تامنيان، المرجع المذكور، ص474.
([17]) فواز طرابلسي، "وعود عدن"، مرجع سابق، ص46، و89.
([18]) انظر فواز طرابلسي، "صورة الفتى الأحمر.."، مرجع سابق، ص74.
([19]) أصيب وديع حداد بسرطان الدم، وتوفي في 28 آذار 1978 في إحدى مستشفيات برلين الشرقية.
([20]) المعلومات المتعلقة بالمعسكر مأخوذة من كتاب غسان شربل: "أسرار الصندوق الأسود"، بيروت، دار رياض الريس، 2008.
([21]) Hans-Joachim Klein, La mort mercenaire. Témoignage d'un ancien terroriste ouest - allemand, Paris, Seuil, 1980, p. 268-270.
([22]) غسان شربل، المرجع المذكور، ص126.
([23]) غسان شربل، المرجع المذكور، ص228.
([24]) Anne Steiner et Loic Debray, RAF Guérilla urbaine en Europe occidentale, Paris, Editions L'échappée, 2006, p. 60.
([25]) أعفي عن فيرينا بيكر عام 1989، بعد 12 عاماً من الاعتقال، ولكنها في آذار 2010 اتهمت بقتل المدّعي العام بوباك (في 17 نيسان 1977).
([26]) آن ستينر ولويك دوبريه، الكتاب المذكور، ص131.
([27]) Christophe Chiclet, «L'adieu aux armes», Confluences Méditerranée, n 18, été 1996, P. 147-149.

*- ترانس يوروبينس


اقرأ المزيد من شبوة برس

lionasd 06-15-2017 02:25 PM

جزاك الله خيرا

حد من الوادي 10-14-2019 03:56 PM



14 اكتوبر الثورة المفقودة.. بأي حال تعودين ؟



2019-10-13 16:04
14 اكتوبر الثورة المفقودة.. بأي حال تعودين ؟
عبدالله سعيد القروة
- مستقبل قضية الجنوب في ظل المستجدات الحالية
- الهجوم على أرامكو واتساع نطاق المواجهة
- حوار جـدة ... القائد الشجاع هو من يتخذ القرار الصعب
- قومي إذا قالوا فعلوا وإذا عاهدوا وفوا
- أهمية الحشد الجماهيري الثوري في الظروف الراهنة
- تغريدة عبدالخالق عبدالله .. الحقيقة المرة


تطل علينا الذكرى ٥٦ لثورة ١٤ اكتوبر ونحن نراوح مكاننا وكأننا نعيش أجواء ١٩٦٧م لم نستقل ولم نتحرر ولم نتعلم من تجارب الآخرين وحتى لم نتعلم من تجاربنا نحن في كيفية بناء الدولة والإنسان والحفاظ عليهما.


تطل علينا ذكرى ١٤ اكتوبر ونحن نعاني من الحروب والاحتلال والتبعية وسوء الحالة المعيشية وفقدان الأمن انتشار الفساد لاكهرباء ولا تعليم ولا نظام ولا قانون !! فلماذا ثُرنا إذاً؟

فبأي حال تعودين أيها الذكرى؟



المعروف ان اي ثورة بعد الاستقلال تتحول تدريجيا الى دولة ونظام وقانون من خلال خطط وبرامج تعمل على نقل المجتمع من حالة الاحتلال والثورة الى وضع الدولة والنظام والقانون لكن هذه المرحلة لم نمر بها الى الآن ولا عرفناها فبعد نصف قرن من الزمان لازلنا في مكاننا إن لم يكن أسوأ.



ذكرى اكتوبر تمر دون ضجيج لا إحتفال ولا زينة ولا خطابات ولا وعود كاذبة لأننا تعودنا عليها منذ نصف قرن !! وسئمنا تكرار العود الكاذبة .

لو نلقي نظرة على دول وأنظمة استقلت بعدنا واستطاعت ان تتحول من مرحلة الثورة والاستقلال الى مرحلة الدولة والبناء والنهوض بالمجتمع والتقدم، كيف اصبحت الآن؟ وكيف نعيش نحن؟.

بعد الحرب الأهلية في الجنوب عام ١٩٦٨م وسيطرت الجبهة القومية كتيار واحد حاكم للبلاد واقصاء الخصوم ،استخدم ما كان يسمى (العنف الثوري) مستمدا تعاليمه من الثورة البلشفية في روسيا وراح ضحيته آلاف من علماء ووجهاء ومشائخ الجنوب وسياسييه لتثبيت ما كان يسمى (مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية).

وخلال الفترة من ١٩٦٨م الى ١٩٧٨م عاش الجنوب في دوامة العنف الثوري اغتيالات وارهاب وتأميم الى أن انتقل العنف الثوري الى منظومة الحكم الشمولي وبدأت مرحلة تصفية الرفاق! في عام ٧٨م و٨٢م و٨٦م.

بمعنى ان الجنوب في تلك الفترة لم يشهد التحول المأمول الى الدولة.. نعم كان هناك أمن ولكن ثمنه كان باهضا لأن ارهاب النظام واخذ البرئ بالمجرم هو ذلك الأمن، اي ان المواطن كان يخاف من (الحكومة) ولا يخاف من غيرها.

في عام ١٩٩٠م حصلت الكارثة الكبرى (توقيع اتفاق الوحدة) التي كنا ننظر لها في الجنوب انها الخلاص من حكَم الحزب الاشتراكي وإرهابه . لكن تلك الفرحة سرعان ما تحولت الى مأساة كبرى لازلنا نعاني منها الى اليوم.

الجنوب يعيش في وضع مزري من اجتياحات متتالية من قوى الشمال من عام ١٩٩٤م الى اليوم ومن انعدام الخدمات وسوء الادارة والفساد.

تمر علينا ذكرى ١٤ اكتوبر والجنوب في أسوأ مرحلة يعيشها .. لا ننظر لهذه الذكرى الا كما نقرأ في التاريخ عن حروب الفجار او تغريبة بني هلال !! هذا واقعنا بعد ان اُفْرِغت ثورة ١٤ اكتوبر من محتواها لا نرى انفسنا اننا قد تحررنا ولا بنينا دولتنا، والاستعمار البريطاني خلفه استعمار واحتلال وهمجية وتخلف.

كجنوبيين لسنا ملائكة بل فينا من القبح والفساد والهمجية مايكفينا ولكن اذا اردنا ان ننتقل من هذا الوضع المزري علينا اولآ ان نعرف ماذا نريد ونعمل على تقديم مصلحة الجنوب قبل مصالحنا ونقر بأننا شركاء في المواطنة فيه لا اقصاء ولا تهميش ولا مناطقية ولا قبلية ولنستظل بسقف الجنوب ونعمل على بناء انفسنا وتعليمها لنبني الجنوب الذي يتسع للجميع.

الاحتلال لن يدوم وسيرحل يوما ما فقد استعمرت بريطانيا عدن والجنوب ١٢٩ عام ورحلت واحتلال اليوم سيرحل لا محالة .



ذكرى ١٤ اكتوبر تعود علينا ونحن في ذات المكان السابق قبل ٥٦ عام مع الفارق طبعا بان ذاك احتلال أجنبى له قوانينه وانظمته وهذا احتلال محلي (يمني) ليس له نظام ولا قانون بل انه اشد وافضع .

وقد اجاد الشاعر بقوله :

(وظلم ذوي القربى اشد مضاضةً ..

على النفس من وقع الحسام المهند.)

لا نملك الا ان نقول : اهلا باكتوبر والرحمة لكل شهداء الجنوب وضحايا الثورة والعنف الثوري والتصفيات لهم الرحمة جميعا ولكل شهيد روى بدمه تراب الجنوب فالله وليهم واليه مصيرهم وهو حسيبهم .



الساعة الآن 01:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas