سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الحوار الإسلامي (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=6)
-   -   جاء المولد 000 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=64918)

الحضرمي التريمي 02-23-2010 05:37 PM

جاء المولد 000 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
جاء المولد 000 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
غنوا وكلوا وأطربوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


لا غرابة في قولي لو قلت أن علماء أهل السنة قد استنفذوا ما في وسعهم من أدلة شرعية وعقلية لإقناع المخالف من أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بدعة بدعة ؟؟
وأن من أحدثها الباطنية العبيديين المسمين أنفسهم "بالفاطميين " زورا وبهتانا في القرن الرابع الهجري عندما حكموا مصر ولازال الدروز في سوريا ولبنان يعبدون احد سلاطينهم إلى اليوم وتابعهم في بدعة المولد بعض السلاطين والزهاد المتصوفة ،وهذه حقيقة تاريخية لم يستطع أحدا من المخالفين لأهل السنة إنكارها 0
لكن الهوى من أخطر المعاصي لأن صاحبه المبتدع يظن في قرارة نفسه أنه على حق وأنه يسير على الطريق الصحيح ويستضيء بضوء الشمس وهو عكس ذلك تماما بل هو في طريق الظلام ولكنه يستضيء بجو مقمر خادع لا ضوء الشمس التي يستمد من ضوءها جميع الكواكب النور ومنها القمر لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد ] . ( صحيح ) . عن العرباض بن سارية يقول : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا : يا رسول الله ! إن هذه لموعظة مودع ؛ فماذا تعهد إلينا ؟ قال : فذكره
ووقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم فخرجت الخوارج في أول بدعة وخرجت السبائية الرا فضة الباطنية أحفاد المجوس في بدعة أخرى في تاريخ المسلمين ؛ وظل دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم المحجة البيضاء ليلها كنهارها 000 لا يزيغ عنها ألا هالك0000
وبقى أهل السنة رقم صعب مناله على المبتدعين في كل زمان وفي كل مكان صعب أن يجاوزوه وأن قلوا وكثر أهل البدع لأن الله أخبر في كتابه قال تعالى : "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (119) من سورة هود
ولا ينفع صاحب البدعة فتاوى حكم الاحتفال بالمولد من كبار علماء الأمة التي تنشرها المساجد السلفية والمواقع والخطب المنبرية في كثير من بلدان المسلمين كلما جاءت المناسبة هذه وضرب لها الطار والطبل والمزمار وأكلت في أيامها الحلوى وحلت بأصحابها البلوى في الدين0 وظلوا بها متشبثين غير أن من المفيد أن نقول أن صاحب المعاصي وأن كبرت معاصيه يحدث نفسه بالتوبة والرجوع والإنابة إلى الله إلا صاحب الهوى ؟ ألا صاحب الهوى ؟ إلا صاحب الهوى ؟
لماذا يامسلمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟

ابوعبدالرحمن الحزمي 02-23-2010 10:14 PM

وبقى أهل السنة رقم صعب مناله على المبتدعين في كل زمان وفي كل مكان صعب أن يجاوزوه وأن قلوا وكثر أهل البدع

?????

باحرس1970 02-24-2010 01:07 AM

سلمت اخي الفاضل الحضرمي التريمي على التوضيح بارك الله فيك وفي علمك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

abu iman 02-24-2010 08:47 AM

اقتباس:

[ جاء المولد غنوا وكلوا وأطربوا ؟
نعم ... سنأكل و نشرب و سنهتز طربا و فرحا و استبشارا بولادة من هدانا إلى الإسلام و هل تريدنا أن نعبس في وجه هذا الشهر الذي شرف بمولد الحبيب المصطفى ألف صلوات الله و سلامه عليه

اقتباس:

لا غرابة في قولي لو قلت أن علماء أهل السنة قد استنفذوا ما في وسعهم من أدلة شرعية وعقلية لإقناع المخالف من أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بدعة بدعة ؟؟
هذا رأي من تسميهم من وجهة نظرك أهل السنة و أنت مقتنع به و واجب عليك اتباعه ما دمت مقتنعا به أما أنا سنظل نحتفل بمولد المصطفى، سنظل نحتفل بمولد نبي الرحمة، سنظل نحتفل بمن أنقذنا من شفا جرف هار، و هدانا إلى سواء السبيل . و من أعظم من رسول الله صلوات الله عليه و سلامه نحتفل به؟، و لو أننا نحتفل به يوميا لما كفى ، ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

اقتباس:

ولازال الدروز في سوريا ولبنان يعبدون احد سلاطينهم إلى اليوم
إن كان ما تقول صحيحا فهذا شأنهم و لا شأن لنا بهم أما نحن فلا نعبد إلا الله وحده
اقتباس:

لكن الهوى من أخطر المعاصي لأن صاحبه المبتدع يظن في قرارة نفسه أنه على حق وأنه يسير على الطريق الصحيح ويستضيء بضوء الشمس
"]نحن نتبع النبي عليه الصلاة والسلام ، فنتذكر هذه الحوادث ونتعظ منها ونفرح لها إذا كان فرحا و نحزن إن كان محزنا ..فإذا كان الرسول أمر بصوم عاشوراء فرحا بنجاة موسى من فرعون بقوله ( نحن أولى بموسى منكم) فلماذا لا نفرح نحن بولادة خير الرسل صلوات الله عليه و سلامه. و نحتفل بمقدم خير الأنبياء؟
فإذا كان كافـراً مثل أبي لهب جاء ذمـه في قول الله ( تبّت يدا أبي لهب و تب) و هو مخلّد في النار ذكر في البخاري أنه دائـمـا يُخفّف عنه العذاب كل يوم الاثنين لأنه أعتق (ثويبة) جاريته لما بشّرته بمولد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم سرورا بولادته، فلماذا لا نفرح نحن المسلمون. و إن تحجج بعضهم عن أن الرواية مرسلة وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام ، وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام.
و حين عدد الرسول مزايا يوم الجمعة ذكر من بينها ( وفيه خُلق آدم ) بمعنى أنه يوم شرف لأن آدم ولد فيه. فما بالنا بيوم ولد فيه
الرسول الأعظم صلوات الله عليه و سلامه ألا يستحق هذا اليوم منا التفاتة
FONT]

اقتباس:

ولا ينفع صاحب البدعة فتاوى حكم الاحتفال بالمولد من كبار علماء الأمة التي تنشرها المساجد السلفية والمواقع والخطب المنبرية في كثير من بلدان
[لاحظ قولك( في المساجد السلفية) يعني جماعة من المسلمين و ليس كلهم و لايمثلون مليار مسلم و هذا رأيهم و هم أحرار فيما يرون .. و لسنا مجبرين على اتباع ما لم نقتنع به و نقول .. لا .. و لن يستطسعوا منعنا من الإستبشار و إظهار السرور لمولد نبينا .. و لن نعبس في وجه هذا اليوم الأغر .. لأننا نحبه و نتأسى به .. و نرجو الله أن يحشرنا معه .. و سنتذكره كل ساعة وحين ما ستطعنا إلى ذلك سبيلا... بالصلاة عليه و ذكر مناقب أفضل الرسل
أو بالصوم أو بأي تعبير مشروع نراه ... و العمدة على القلوب .. و يتقبل الله منا على قدر نياتنا..

اقتباس:

كلما جاءت المناسبة هذه وضرب لها الطار والطبل والمزمار وأكلت في أيامها الحلوى وحلت بأصحابها البلوى في الدين
0
هنا مربط الفرس هل نختلف عن مشروعية الإحتفال أم بكيفية الإحتفال ؟ على ضوء هذا يكون النقاش أما التعميمات و الإطلاق في النعوت و الأوصاف .. من منطلقات و عقليات مغلقة فمرفوض فنحن في حضرموت لا نشجع استقبال اليوم بالمزمار لأن المزمار مختلف عليه شرعا بل نرفضه رفضا تاما و أما إن كنت بعبارتك هذه تقصد الإستهزاء فأمرك إلى الله .. إن ذكرى المولد النبوي الشريف إنما هي للتذكير به صلى الله عليه وسلم و بمناقبه، أما أن نتخذها عبادة فهذا من باب المحرمات ولا يجوز ذلك فعندما يجتمع الناس في هذا اليوم فإنما من باب الاجتماع على ذكر الله وذكر صفات النبي صلى الله عليه وسلم. فهم لا يقرأون فيه مجلة بها أخبار الممثلات و المغنيات و الراقصات و هم إنما يذكرون سيرته العطرة كي نقترب من نبينا و نعرف من هو ؟ و يصلون على النبي بين لحظة و أخرى. كما أمرنا بالصلاة عليه .. و لنا أن نفرح فيه بما نراه على أن لا نشطط كما يفعل البعض من رقص و غناء فاضح

اقتباس:

وظلوا بها متشبثين غير أن من المفيد أن نقول أن صاحب المعاصي وأن كبرت معاصيه يحدث نفسه بالتوبة والرجوع والإنابة إلى الله إلا صاحب الهوى ؟ ألا صاحب الهوى ؟ إلا صاحب الهوى ؟

هل الذي يفرح بمقدم الرسول عاصي ...إذن اعتبرنا عصاة ... هل من يصر على أن يظهر السرور بمولد الرسول هوى ؟ اعتبرنا كذلك
أو لسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته ؟ وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تماما فما المانع من أن نستزيد من محبة من أحبه الله و سيعطيه الله حتى يرضى؟و ما المانع في أن نجتمع لسماع سيرة أفضل خلق الله، و إلا فكبف نعرف سلوكه و أخلاقه لنقتدي بها؟ بل و واجب على الأمة و علمائها تذكير الناس بسيرته العطرة ما استطاعوا لكي نعرف عظمة هذا النبي الكريم و لم نقتدي به و نهتدي بهداه، لأن خلقه القرآن. .

و عفوا على الإطالة و لولا خوف الإطالة لكتبت صفحات عن سيرة هذا النبي الكريم أبتغي بها أجرا عند الله و صل الله على سيدنا و حبيبنا و قرة أعيننا و سلم عدد ما في السموات و الأرض من طيبات ما خلق الله..

ابو سراج الهاشمي 02-24-2010 01:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman (المشاركة 467014)
نعم ... سنأكل و نشرب و سنهتز طربا و فرحا و استبشارا بولادة من هدانا إلى الإسلام و هل تريدنا أن نعبس في وجه هذا الشهر الذي شرف بمولد الحبيب المصطفى ألف صلوات الله و سلامه عليه


هذا رأي من تسميهم من وجهة نظرك أهل السنة و أنت مقتنع به و واجب عليك اتباعه ما دمت مقتنعا به أما أنا سنظل نحتفل بمولد المصطفى، سنظل نحتفل بمولد نبي الرحمة، سنظل نحتفل بمن أنقذنا من شفا جرف هار، و هدانا إلى سواء السبيل . و من أعظم من رسول الله صلوات الله عليه و سلامه نحتفل به؟، و لو أننا نحتفل به يوميا لما كفى ، ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)


إن كان ما تقول صحيحا فهذا شأنهم و لا شأن لنا بهم أما نحن فلا نعبد إلا الله وحده

"]نحن نتبع النبي عليه الصلاة والسلام ، فنتذكر هذه الحوادث ونتعظ منها ونفرح لها إذا كان فرحا و نحزن إن كان محزنا ..فإذا كان الرسول أمر بصوم عاشوراء فرحا بنجاة موسى من فرعون بقوله ( نحن أولى بموسى منكم) فلماذا لا نفرح نحن بولادة خير الرسل صلوات الله عليه و سلامه. و نحتفل بمقدم خير الأنبياء؟
فإذا كان كافـراً مثل أبي لهب جاء ذمـه في قول الله ( تبّت يدا أبي لهب و تب) و هو مخلّد في النار ذكر في البخاري أنه دائـمـا يُخفّف عنه العذاب كل يوم الاثنين لأنه أعتق (ثويبة) جاريته لما بشّرته بمولد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم سرورا بولادته، فلماذا لا نفرح نحن المسلمون. و إن تحجج بعضهم عن أن الرواية مرسلة وإنْ كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام ، وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام.
و حين عدد الرسول مزايا يوم الجمعة ذكر من بينها ( وفيه خُلق آدم ) بمعنى أنه يوم شرف لأن آدم ولد فيه. فما بالنا بيوم ولد فيه
الرسول الأعظم صلوات الله عليه و سلامه ألا يستحق هذا اليوم منا التفاتة
FONT]


[لاحظ قولك( في المساجد السلفية) يعني جماعة من المسلمين و ليس كلهم و لايمثلون مليار مسلم و هذا رأيهم و هم أحرار فيما يرون .. و لسنا مجبرين على اتباع ما لم نقتنع به و نقول .. لا .. و لن يستطسعوا منعنا من الإستبشار و إظهار السرور لمولد نبينا .. و لن نعبس في وجه هذا اليوم الأغر .. لأننا نحبه و نتأسى به .. و نرجو الله أن يحشرنا معه .. و سنتذكره كل ساعة وحين ما ستطعنا إلى ذلك سبيلا... بالصلاة عليه و ذكر مناقب أفضل الرسل
أو بالصوم أو بأي تعبير مشروع نراه ... و العمدة على القلوب .. و يتقبل الله منا على قدر نياتنا..

0
هنا مربط الفرس هل نختلف عن مشروعية الإحتفال أم بكيفية الإحتفال ؟ على ضوء هذا يكون النقاش أما التعميمات و الإطلاق في النعوت و الأوصاف .. من منطلقات و عقليات مغلقة فمرفوض فنحن في حضرموت لا نشجع استقبال اليوم بالمزمار لأن المزمار مختلف عليه شرعا بل نرفضه رفضا تاما و أما إن كنت بعبارتك هذه تقصد الإستهزاء فأمرك إلى الله .. إن ذكرى المولد النبوي الشريف إنما هي للتذكير به صلى الله عليه وسلم و بمناقبه، أما أن نتخذها عبادة فهذا من باب المحرمات ولا يجوز ذلك فعندما يجتمع الناس في هذا اليوم فإنما من باب الاجتماع على ذكر الله وذكر صفات النبي صلى الله عليه وسلم. فهم لا يقرأون فيه مجلة بها أخبار الممثلات و المغنيات و الراقصات و هم إنما يذكرون سيرته العطرة كي نقترب من نبينا و نعرف من هو ؟ و يصلون على النبي بين لحظة و أخرى. كما أمرنا بالصلاة عليه .. و لنا أن نفرح فيه بما نراه على أن لا نشطط كما يفعل البعض من رقص و غناء فاضح


هل الذي يفرح بمقدم الرسول عاصي ...إذن اعتبرنا عصاة ... هل من يصر على أن يظهر السرور بمولد الرسول هوى ؟ اعتبرنا كذلك
أو لسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته ؟ وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تماما فما المانع من أن نستزيد من محبة من أحبه الله و سيعطيه الله حتى يرضى؟و ما المانع في أن نجتمع لسماع سيرة أفضل خلق الله، و إلا فكبف نعرف سلوكه و أخلاقه لنقتدي بها؟ بل و واجب على الأمة و علمائها تذكير الناس بسيرته العطرة ما استطاعوا لكي نعرف عظمة هذا النبي الكريم و لم نقتدي به و نهتدي بهداه، لأن خلقه القرآن. .

و عفوا على الإطالة و لولا خوف الإطالة لكتبت صفحات عن سيرة هذا النبي الكريم أبتغي بها أجرا عند الله و صل الله على سيدنا و حبيبنا و قرة أعيننا و سلم عدد ما في السموات و الأرض من طيبات ما خلق الله..

بارك الله فيك على ردك لمن يحرم المولد النبوي الشريف

الحضرمي التريمي 02-24-2010 05:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبدالرحمن الحزمي (المشاركة 466696)
وبقى أهل السنة رقم صعب مناله على المبتدعين في كل زمان وفي كل مكان صعب أن يجاوزوه وأن قلوا وكثر أهل البدع

?????

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
شـكــ وبارك الله في أخينا أبا عبد الرحمن الحزمي وهذه حقيقة قد يغفل عنها أهل البدع هداهم الله لو تأمل الواحد منا كيف كان حال الأمة في أوقات مختلفة من تاريخ المسلمين ، يكفيك أن تقرأ سيرة شيخ الاسلام أحمد بن عبد الحليم أبن تيمية رحمة الله ومن معه من قلة في بلاد الشام ومصر واهل البدع سادة العصر في القرن السابع والثامن الهجري وكيف كانت أحتفالات ومهرجانات المولد أقراء في البداية والنهاية لأبن كثير والأعلام للذهبي وهكذا كثير من بلاد المسلمين 000
وأنظر الى زمن أبن الأمير الصنعاني وشيخ الأسلام محمد بن علي الشوكاني في اليمن وغيرهم 000
ترى لو أن أهل السنة ودعوتهم مسخ من خيال ونسج أفكار في هذه الأزمان الغابرة المتدثرة بقوة أهل البدع وجبروتهم وسلطانهم لما بقى منهم أحد وما بقى لهم من أثر في هذا المحيط الواسع على قلتهم وكثرة خصومهم ، أنها والله علامة من علامات النبوة قال صلى الله عليه وآله وسلم :[ لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ] . ( صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم وأحمد
[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ] . ( صحيح )
[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ] . ( صحيح ) وأخرجه مسلم وغيره
[ لاتزال أمة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون على الناس ] . ( صحيح )
حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين مرفوعا به . و زاد في آخره :
" قال يزيد بن هارون : إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟ " .








الحضرمي التريمي 02-24-2010 05:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحرس1970 (المشاركة 466834)
سلمت اخي الفاضل الحضرمي التريمي على التوضيح بارك الله فيك وفي علمك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تقبل الله منك أخي وعزيزي باحرس وجعل ماتقول في ميزان حسناتك فقد عهدت فيك الشهامة والصلابة ونصرة السنة وهذا هو من ثباتك أن شاء الله على الحق وليبشر كل مسلم يحب نصرة دعاة السنة اهل التوحيد والله أن هذا لهو التوفيق من الله تعالى 0
تامل قول أبن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الأمة عند تفسيره للآية " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) من سورة آل عمران : قال رضي الله عنهما :
يعني: يوم القيامة، حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة، قاله ابن عباس، رضي الله عنهما (( نقلته من تفسير أبن كثير لمن أراد أن يتأكد ) أين الصوفية والرافضة من هذا ؟ أتحداه من يقول لي أن الصوفية وما يعملونه من مخالفات وبدع والرافضة وما يفعلونه من لطم ونباح هم على سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم 0
والله أني لأحبك يارسول الله خير من نفسي ومالي وولدي وأهلي والناس أجمعين والله شاهد على أنني أحب أهل بيت رسول الله المتبعين لسنة المصطفى ونبغض أهل البدع حتى يرجعوا عن بدعهم 0

abu iman 02-24-2010 05:44 PM

اقتباس:

ييعني: يوم القيامة، حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة، قاله ابن عباس، رضي الله عنهما
يعني : أنتم فقط و من يتبعونكم أهل الوجوه البيضاء و غيركم و غيركم أهل وجوه سوداء
هذا مفهومكم ؟ أنتم فقط معكم صك إلى الجنة و غيركم في النار ؟ عدنا إلى عصور صكوك الغفران ...... لا تعليق

ابوعبدالرحمن الحزمي 02-24-2010 05:53 PM

و سنتذكره كل ساعة وحين ما ستطعنا إلى ذلك سبيلا... بالصلاة عليه و ذكر مناقب أفضل الرسل
أو بالصوم أو بأي تعبير مشروع نراه ... ..

[SIZE="5"]هذا هو المطلوب
وتذكروا لماذا كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم يوم الاثنين .......

و لنا أن نفرح فيه بما نراه على أن لا نشطط كما يفعل البعض من رقص و غناء فاضح



كيف ؟
ولماذا؟
[/SIZE
]

سرحةالجامع 02-24-2010 09:56 PM

أحمد الله العلى العظيم حمدا طيبا مباركا , وأصلي وأسلم على مولانا رسول الله وهو منة الله علينا ,

فقد أخرجنا الله على يديه من الظلمات إلى النور , وجعله الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم

الآخر وذكر الله كثيرا , فجزاه الله عنا خير ما يجزي به نبينا عن قومه ورسوله عن أمته ,

وصلى الله على آله الكرام البررة وصحابته الصفوة الأطهار ومن والاهم بإحسان على مر الأزمان ,

ورضي الله عز وجل عن شيوخنا الأجلاء الصالحين الذين أخذوا بأيدينا قي سلوكنا إلى الله تعالى على منهج

الشرع الشريف في همة لا تعرف الكلل وعزم لا يعتريه الملل 0


ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن الله تعالى يقول أين المتحابون بجلالي , اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي " 0

كما روى الإمام أبو داود بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم

من الله تعالى , قالوا يا رسول الله أتخبرنا من هم ؟

قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور

وإنهم لعلى نور لايخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس , وقرأ هذه الآية :

( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 0


الأخوة والاخوات بهذا المنتدى الطيب المبارك :
____________________________

يقول الله تعالى :

( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 0

قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلا ليعبدون معناها : إلا ليعرفون 00

فمعرفة الله تعالى إذن هي علة وجودنا في هذه الدنيا 0

ومن فضل الله علينا أنه بين لنا علة الوجود , وزادنا من فضله فحذرنا من أن نفتتن بمظاهر الدنيا

الخادعة التي يتقلب فيها أهل الإلحاد والكفر والإشراك ,

قال تعالى :

( فذرهم في غمرتهم حتى حين * أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) 0

وقال تعالى :

( وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم

من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك آيات لأولي النهى *

ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع

الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى *

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى *

وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) 0

وقال تعالى :

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين اتقوا

ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار ) 0

أيها الأبرار :
_____

ذكرتكم ببعض الآيات لا بالكل , فارجعوا على الدوام لكتاب الله واعتصموا به فقد نزّل الله فيه ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين 0

وهو عصمتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن 0

وقد روى الترمذي بسنده عن إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :

" ألا إنها ستكون فتنة , فقلت ما المخرج منها يا رسول الله ؟

قال : كتاب الله تعالى فيه نبأ ما قبلكم , وخبر ما بعدكم , وحكم ما بينكم , هو الفصل ليس بالهزل ,

من تركه من جبار قصمه الله تعالى , ومن أبتغى الهدى في غيره أضله الله تعالى ,

وهو حبل الله المتين , وهو الذكر الحكيم , وهو الصراط المستقيم , وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ,

ولا تلتبس به الألسنة , ولا يشبع منه العلماء , ولا يخلق على كثرة الرد , ولا تنقضي عجائبه ,


وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا :

( إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ) 0

مَن قال به صدق , ومن عمل به أُجِر , ومن حكم به عدل , ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم " 0

أيها المؤمنون :
______

إننا في فرحنا هذا بذكرى الميلاد النبوي الشريف ننافس ونحن على بساط الأرض ملائكة السماء

الذين بيّن الله لنا وظائفهم ومن بينها وظيفة عظيمة الشأن تتصل بصاحب الميلاد وهو مولانا رسول

الله صلى الله عليه وآله وسلم وتلك الوظيفة هي دوام الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وآله وسلم ,

ويشهد بها قول الله تعالى :

( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) 0


وهي جملة أسمية تفيد دوام الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم من ربه ومن الملائكة ,

وبعد أن أخبرنا الله بصلاته تعالى عليه هو وملائكته أمرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد قالوا أن صلاة الملائكة على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من سجودهم لآدم ,

لأن سجودهم لسيدنا آدم كان مرة واحدة بينما صلاتهم على صاحب الذكرى دائمة ,

كما أن سجودهم لسيدنا آدم كان للتأديب بينما صلاتهم على نبينا للتقريب 0

وصلاة الله على رسوله الكريم معناها غمره برحمته تعالى وتكريمه بإعلاء قدره ورفع ذكره وإظهار دينه

وإبقاء شريعته وتفضيل أمته على سائر الأمم وتخصيصه بالمقام المحمود ودوام ترقيته في درجات القرب

والمعارف والأسرار الربانية مصداقا لقوله تعالى :


( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) 0

وصلاة الملائكة معناها أنهم يدعون ربهم بمعنى " اعطف يا ربنا على سيدنا محمد

عطفك الذي يليق بك منك إليه كما هو أهله , وكما شئت له " 0

وصلاة المؤمنين كذلك دعاء له صلى الله عليه وآله وسلم بأن يجزيه الله عن أمته العاجزة عن مكافأته

لقاء ما جاهد في حفظ الدين ونشره , وينوي المؤمن بالصلاة عليه محبة فيه وشوقا إليه والعجز عن شكره ومكافأته ,

وورد في السنة المطهرة أن صلاة المؤمن عليه صلى الله عليه وآله وسلم تعود بالخير الوفير على المؤمن ,

فهي تكفر السيئات وترفع الدرجات وتقوي رابطته الروحيه به صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيصفّوا القلب من أدرانه وينشرح الصدر للطاعات وينفر من المعاصي 0


وقد أخرج النسائي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر مرات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات " 0

ويقول السادة الصوفبة أن أقل عدد في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم وهو ثلثمائة في اليوم ,

وأهل الهمة لا يقفون عند هذا الحد الأدنى بل يتجاوزونه بكثير , واني أعرف من تبلغ صلاته اليومية على

مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرة آلاف , وحِدث عن أهل العزم ولا حرج 0

اللهم وفقنا لكثرة الصلاة والتسليم عليه كما تحب وترضى يارب العالمين 0

سرحةالجامع 02-24-2010 09:57 PM

أحمد الله العلى العظيم حمدا طيبا مباركا , وأصلي وأسلم على مولانا رسول الله وهو منة الله علينا ,

فقد أخرجنا الله على يديه من الظلمات إلى النور , وجعله الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم

الآخر وذكر الله كثيرا , فجزاه الله عنا خير ما يجزي به نبينا عن قومه ورسوله عن أمته ,

وصلى الله على آله الكرام البررة وصحابته الصفوة الأطهار ومن والاهم بإحسان على مر الأزمان ,

ورضي الله عز وجل عن شيوخنا الأجلاء الصالحين الذين أخذوا بأيدينا قي سلوكنا إلى الله تعالى على منهج

الشرع الشريف في همة لا تعرف الكلل وعزم لا يعتريه الملل 0


ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن الله تعالى يقول أين المتحابون بجلالي , اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي " 0

كما روى الإمام أبو داود بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم

من الله تعالى , قالوا يا رسول الله أتخبرنا من هم ؟

قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور

وإنهم لعلى نور لايخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس , وقرأ هذه الآية :

( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 0


الأخوة والاخوات بهذا المنتدى الطيب المبارك :
____________________________

يقول الله تعالى :

( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) 0

قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلا ليعبدون معناها : إلا ليعرفون 00

فمعرفة الله تعالى إذن هي علة وجودنا في هذه الدنيا 0

ومن فضل الله علينا أنه بين لنا علة الوجود , وزادنا من فضله فحذرنا من أن نفتتن بمظاهر الدنيا

الخادعة التي يتقلب فيها أهل الإلحاد والكفر والإشراك ,

قال تعالى :

( فذرهم في غمرتهم حتى حين * أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) 0

وقال تعالى :

( وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم

من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك آيات لأولي النهى *

ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع

الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى *

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى *

وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) 0

وقال تعالى :

( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين اتقوا

ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار ) 0

أيها الأبرار :
_____

ذكرتكم ببعض الآيات لا بالكل , فارجعوا على الدوام لكتاب الله واعتصموا به فقد نزّل الله فيه ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين 0

وهو عصمتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن 0

وقد روى الترمذي بسنده عن إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :

" ألا إنها ستكون فتنة , فقلت ما المخرج منها يا رسول الله ؟

قال : كتاب الله تعالى فيه نبأ ما قبلكم , وخبر ما بعدكم , وحكم ما بينكم , هو الفصل ليس بالهزل ,

من تركه من جبار قصمه الله تعالى , ومن أبتغى الهدى في غيره أضله الله تعالى ,

وهو حبل الله المتين , وهو الذكر الحكيم , وهو الصراط المستقيم , وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ,

ولا تلتبس به الألسنة , ولا يشبع منه العلماء , ولا يخلق على كثرة الرد , ولا تنقضي عجائبه ,


وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا :

( إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ) 0

مَن قال به صدق , ومن عمل به أُجِر , ومن حكم به عدل , ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم " 0

أيها المؤمنون :
______

إننا في فرحنا هذا بذكرى الميلاد النبوي الشريف ننافس ونحن على بساط الأرض ملائكة السماء

الذين بيّن الله لنا وظائفهم ومن بينها وظيفة عظيمة الشأن تتصل بصاحب الميلاد وهو مولانا رسول

الله صلى الله عليه وآله وسلم وتلك الوظيفة هي دوام الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وآله وسلم ,

ويشهد بها قول الله تعالى :

( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) 0


وهي جملة أسمية تفيد دوام الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم من ربه ومن الملائكة ,

وبعد أن أخبرنا الله بصلاته تعالى عليه هو وملائكته أمرنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد قالوا أن صلاة الملائكة على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من سجودهم لآدم ,

لأن سجودهم لسيدنا آدم كان مرة واحدة بينما صلاتهم على صاحب الذكرى دائمة ,

كما أن سجودهم لسيدنا آدم كان للتأديب بينما صلاتهم على نبينا للتقريب 0

وصلاة الله على رسوله الكريم معناها غمره برحمته تعالى وتكريمه بإعلاء قدره ورفع ذكره وإظهار دينه

وإبقاء شريعته وتفضيل أمته على سائر الأمم وتخصيصه بالمقام المحمود ودوام ترقيته في درجات القرب

والمعارف والأسرار الربانية مصداقا لقوله تعالى :


( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) 0

وصلاة الملائكة معناها أنهم يدعون ربهم بمعنى " اعطف يا ربنا على سيدنا محمد

عطفك الذي يليق بك منك إليه كما هو أهله , وكما شئت له " 0

وصلاة المؤمنين كذلك دعاء له صلى الله عليه وآله وسلم بأن يجزيه الله عن أمته العاجزة عن مكافأته

لقاء ما جاهد في حفظ الدين ونشره , وينوي المؤمن بالصلاة عليه محبة فيه وشوقا إليه والعجز عن شكره ومكافأته ,

وورد في السنة المطهرة أن صلاة المؤمن عليه صلى الله عليه وآله وسلم تعود بالخير الوفير على المؤمن ,

فهي تكفر السيئات وترفع الدرجات وتقوي رابطته الروحيه به صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيصفّوا القلب من أدرانه وينشرح الصدر للطاعات وينفر من المعاصي 0


وقد أخرج النسائي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر مرات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات " 0

ويقول السادة الصوفبة أن أقل عدد في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم وهو ثلثمائة في اليوم ,

وأهل الهمة لا يقفون عند هذا الحد الأدنى بل يتجاوزونه بكثير , واني أعرف من تبلغ صلاته اليومية على

مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرة آلاف , وحِدث عن أهل العزم ولا حرج 0

اللهم وفقنا لكثرة الصلاة والتسليم عليه كما تحب وترضى يارب العالمين 0

سرحةالجامع 02-24-2010 09:59 PM

أيها الأخوة المؤمنون :
_____________

إنكم تستطيعون أن تتصوروا كم أفاض ويفيض الله على أحب أحبابه من عطائه بدوام صلاته عليه

وهو شرف ما بعده شرف , فضلا عن صلاة الملائكة والمؤمنين من عرب وعجم على مر الأوقات واختلاف الأجيال ,

فلا تعجبوا بعد ذلك أن تكون رسالته الكبرى رحمة للعالمين من الانس والجن والملائكة وكل خلق الله تعالى 0

والفيض الذي يغمر الله به روح حبيبه الاول صلى الله عليه وآله وسلم ليس متقيدا بقيد الحياة الجسدية ,

فقد عقد الله له الزعامة على الأنبياء والمرسلين قبل أن يظهر برسالته على هذه الأرض :

فقال تعالى :

( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه

قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) 0


وهذا يفسر لنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " آدم وما دونه تحت لوائي ولا فخر " 0

وقوله : " لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " 0

كما يفسر لنا لماذا حشر الله له ليلة الإسراء الأنبياء والمرسلين فصّلوا وراءه في بيت المقدس

مؤتمين به صلى الله عليه وآله وسلم ,

وفي ذلك يقول أمير الشعراء شوقي رحمه الله :

أسرى بك الله ليلا إذ ملائكة
والرسل في المسجد الأقصى على قدم

لما خطرت به التفوا بسيدهم
كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم

صلى وراءك منهم كل ذي خطر
ومن يفز بحبيب الله يأتمم

ونسأل الله في هذا الشهر المبارك أن يرد الينا القدس والمسجد الأقصى

وأن يدمر أعداءنا ويحرر سائر بلاد المسلمين من رجسهم إنه سميع مجيب 0


أيها الأعزاء :
______

إن مؤدى هذا الميثاق الذي أخذه الله على سادتنا الأنبياء والمرسلين وأخبرنا به رب العالمين أن

الإمامة العامة هي لمولانا رسول الله صاحب الذكرى حتى على أصحاب الشرائع التي سبقت

في زمانها ظهور رسالته , ومعنى الميثاق أن الله تعالى قال لأنبيائه ورسله الكرام : أردت أن تكونوا

أصحاب شرائع تدعون الناس بها إلى ربهم وإلى العمل بأحكامه 00

لكن سبقت مشيئتي أن يكون لكم كبير أختم بشريعته السماوية وهي شريعة تصدق شرائعكم وتزيد عليها ,

فإذا ظهر في أزمانكم كبير رسلي هل تؤمنون به وتكونون جنودا تحت لوائه وتنصرون دعوته وهل توجهون

أممكم إلى اتباعه وطاعته قالوا : نعم نقر بزعامته وإمامته علينا وعلى أممنا مادمت أنت ياربنا أردت ذلك ,

قال الله تعالى لهم فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين 0

وقد يقول قائل لكن جاء في كناب الله عن أولئك الذين سبقوه :

( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده ) 0

فكيف يتفق مع ذلك أن يكونوا هم مقتدين به ؟

ويجيب على ذلك شيخ التصوف الأكبر سيدي محيى الدين بن عربي فيقول إن الله تعالى قال له :

( فبهداهم اقتده ) 0 وهداهم هو شرعه لأنهم نابوا عنه في أممهم حتى يظهر شرعه في أمته

وهو صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بشرعه , ولذلك لم يقل لهم : فبهم اقتده ,

بل قال : ( فبهداهم اقتده ) 0 وكلام سيدي محيى الدين بن عربي يدفع بقوة وهم الإشكال

الذي قد يبدو لبعض الأفهام القاصرة 0

فأي شرف هذا لمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , حيث ظهر أخيرا فتقدم على الرسل الكرام

الأولين صلوات الله عليهم أجمعين 000 فكان كالعنوان يكتب آخر ويقرأ أولا , ذلك الفضل من الله وكفى به عليما ,

ولهذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند الله أنك كنت آخر النبيين بعثا وقُدِمت عليهم في القرآن " 0
فقال تعالى :

( وإذ أخذ الله من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا )0
أيها الأخوة المؤمنون :
___________

لقد أبرز كتاب الله الكريم فضائل سادتنا المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم وقص علينا من أنبائهم ما ملأنا

إكبارا لهم وإعجابا بهم ونحن إن تحدثنا في فضل مولانا رسول الله عليهم , إنما نثبت لهم الفضل مع بيان فضله عليهم ,

وحاشا أن نقصد الإساءة إليهم أو الانتقاص من أقدارهم التي شاء الله أن تكون مرفوعة على الدوام ,

وإنما نتحدث بنعمة الله علينا وعليهم في إكرام الله تعالى لسيدنا صاحب الذكرى ,

وكيف نسئ إليهم وقد نهانا هو صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك حيث قال :

" لا تفضلوني على يونس بن متى " 0

وإنما خص أخاه يونس بالتحديد حيث نوه القرآن عنه بقول الله الكريم :

( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم * لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء

وهو مذموم * فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ) 0

وقد يشوه بعض الجهال بسوء فهم قصته الرائعة , فقد غضب لله واستنجد في بطن الحوت بالله ,

وقبل الله تسبيحه حين قال :

( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) 0

وما كان أروع تسبيحه عليه السلام وقد بلّغه الله إلينا :

( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك

إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه وكذلك ننجي المؤمنين ) 0

سرحةالجامع 02-24-2010 10:00 PM

الأخوة الأعزاء :
______

إذن فلا مانع من التحدث بنعمة الله عن مولانا رسول الله صاحب الذكرى من بطون القرآن الكريم ,

مادمنا نحافظ على حرمة اخوانه النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم ونبين ما يجليه لنا

كتاب الله الكريم في مقارنته صلى الله عليه وآله وسلم بهم ابرازاً لفضله على فضائلهم وإن علت

وإظهارا لقدره على أقدارهم وإن جلت , خاصة وان المتكلم بفضله هو رب العالمين جل جلاله وعز شأنه

وهو القائل في سورة البقرة :

( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ) 0

قال العلماء إن الذي رفعه الله درجات هو نبينا صلى الله عليه وآله وسلم 0

ونذكّر في هذا المقام ببعض ما جاء في القرآن الكريم عن سادتنا المرسلين أولي العزم وهم خمسة

وعلى رأسهم رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ويجمعهم قول القائل :

محمد ابراهيم موسى كليمه
فعيسى فنوح هم أولو العزم فاعلم

ومعنى أولو العزم أنهم أكثر الرسل تحملا للشدائد التي قابلتهم في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل

فصبروا عليها محبة في الله تعالى 0

يحكي الله تعالى في سورة الشعراء أن مما دعاه به سيدنا ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام :

( ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ) 0

بينما يقول تبارك وتعالى في سورة التحريم في حق نبينا عليه الصلاة والسلام وعلى آله :

( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات

تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم

وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير ) 0

فانظروا في المقامين نجد أن سيدنا الخليل عليه الصلاة والسلام دعا ربه ألا يخزيه يوم القيامة

وهو دعاء مستجاب بإذن الله , بينما تفضل الله تعالى على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاه النجاة

من الخزي دون سؤال , وامتد فضل الله على الأمة المحمدية فشملها ذلك الفضل الكبير 0


ولقد دعا سيدنا الخليل عليه الصلاة والسلام فقال فيما حكى الله عنه في سورة ابراهيم :

( وإذ قال ابراهيم رب أجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) 0

قارنوا بين هذا الدعاء الكريم وبين تفضل المولى عز وجل على ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

في قوله تعالى من غير سؤال :

( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) 0

وقد استعارت الآية الرجس للكفر والمعاصي واستعارت الطهارة للإيمان والطاعات

ومن ذلك ندرك أن السادة آل البيت متقون بالفطرة الطاهرة التي فطرهم الله عليها عناية وإختصاصا والله ذو الفضل العظيم 0

وقد حكى الله في سورة طه عن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أنه قال :

( رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري ) 0

وقد استجاب الله دعوته حيث جاء في تلك السورة أيضا :

( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) 0

ويخاطب الحق سبحانه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم بما مَنّ عليه من غير سؤال فيقول

في هذا المقام في سورة الشرح :

( ألم نشرح لك صدرك ) 0

كما يقول له :

( إن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ) 0

فأعطاه سبحانه فضلا منه شرح الصدر وتيسير الأمر من غير طلب 0

ويحكي الله تعالى في سورة مريم تعجبها عليها السلام فتقول عندما بشرها سيدنا جبريل

بغلامها الذكي سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام :

( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله

آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ) 0

قارنوا بين قوله تعالى في حق سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام : ( ورحمة منا ) 0

وبين قوله تعالى في حق صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم في سورة الأنبياء :

( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) 0

يتضح لنا من المقارنة أن رحمة الله التي كانت على يد سيدنا عيسى كانت للمؤمنين

بينما رحمته التي كانت على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت أعم وأشمل ودخل في

هذه الرحمة حتى الكافرين فلم يُمسخوا أو يُخسفوا كما فعل الله بكفار الأمم الأخرى ,

ويوضح هذا المعنى قوله تعالى في سورة الأنفال :

( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم *

وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) 0

وقد عرض الله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن آذاه أهل الطائف أن يطبق عليهم

الأخشبين ( وهما جبلان بمكة ) فقال : " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "

فاعتذر عنهم وعندها قال سيدنا جبريل : صدق من أسماك الرءوف الرحيم 0

ودعوة الرسل الكرام على أممهم يستجيبها الله تأييدا لهم وإنتقاما من أعدائهم ولتكون عبرة لمن بعدهم ,

فلقد حكى الله ما كان من سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام حين قال كما جاء في سورة نوح :

( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) 0

ويحكي إستجابة دعائه في سورة القمر فيقول تعالى :

( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر * ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء

على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح ودسر , تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر *

ولقد تركناها آية فهل من مدكر * فكيف كان عذابي ونذر ) 0

وما أروع ما يقوله الله بعد ذلك : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) 0

ولقد كرر سبحانه هذه الآية في ذات السورة أربع مرات , وكان يكررها بعد أن يبين ما حاق بكل أمة من

أمم سادتنا المرسلين نوح وهود وصالح ولوط عليهم الصلاة والسلام ,

وهو بذلك يكشف لنا عن فضله على الأمة المحمدية فقد جنّبها أنواع العذاب التي أخذ بها غيرها من الأمم

ومَنّ علينا بأن أبقى فينا معجزة القرآن الخالدة تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ,

وقد قال تعالى :

( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول

فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) 0

سرحةالجامع 02-24-2010 10:03 PM

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

إن المحافل التي تقام كل عام في ذكرى الميلاد النبوي لا تزيد مولانا رسول الله مجدا ,

إنما المؤمنون هم الذين يزدادون بها شرفا وسعادة ,

أما مجده صلى الله عليه وآله وسلم فقد كتبه الله في الأزل قبل أن يعرفه أهل الأرض ,

بل قبل أن يخلق الله البشر , فقد سُئِل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم منجدل في طينته " 0 أي قبل أن تحل الروح في آدم أبي البشر 0

وأننا بهذه المحافل السنوية نجدد بيعتنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان بالله واليوم الآخر

وبكل ما آمن به رسولنا العظيم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه 0

وقد قال تعالى منوها بشرف البيعة والمبايعين في سورة الفتح :

( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه

ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) 0

ويقول العارفون أن هذه الآية هي أمدح آية في القرآن الكريم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

حيث صارت يده الشريفة ممثلة لربه جل وعلا فمن بايعه فقد بايع الله 0


ولا يقولن أحدكم أن البيعة التي تشير اليها الآية كانت يدا بيد وهي بيعة الرضوان ولا سبيل

إلى بيعتنا يدا بيد لإنتقاله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى , فإن الصحابي الجليل

جندب بن ضمرة رضي الله عنه , قد حملوه بنوه على سريره مريضا يريد الهجرة إلى المدينة ليلحق

برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فلما بلغ التنعيم على بضع كيلو مترات من مكة أشرف على الموت ,

فصفق بيمينه على شماله وقال :

اللهم هذه لك وهذه لرسولك , أبايعك على ما بايعه عليك رسولك صلى الله عليه وآله وسلم ,

ثم مات فنزل في شأنه قوله تعالى في سورة النساء :

( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا

إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما ) 0

وفي تجديد بيعتنا في كل عام تجديد لإيماننا وتقوية لعقيدتنا , فإننا بالبيعة نربط على قلوبنا

لنكون من المؤمنين , والإيمان في قلوبنا هو رأس مالنا فإن أبقينا عليه حرصنا على التجارة التي لن تبور ,

وقد كان أصحاب رسول الله يجلسون فيحمدون الله على ما هداهم للإيمان ,

وكان الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة يقول لبعض الصحابة قوموا بنا نؤمن ساعة ,

أي نقوي إيماننا بالتذاكر والتعاون على التقوى , فإن فقدنا الإيمان لا قدر الله ,

فقدنا مالا يعوض بأي عوض من متاع الدنيا الذي يفنى ولا يبقى ,

وكنا في الآخرة من الخاسرين , ونعوذ بالله من ذلك الخسران المبين 0

وما أرق ما يقوله فيلسوف المسلمين السيد / محمد إقبال رحمه الله فيما ترجمه عنه الشيخ / الصاوي شعلان :

كل شعب يروم عز حماه
فبنور التوحيد لا بسواه

ليس يحمي أوطانه غير حر
سيفه لا إله إلا الله

وبقول بعض صوفية الفرس فيا ترجمه الشيخ الصاوي أيضا :

إذا الورود دخلت من طيب نفحتها
فلا تزاحم بها في الأرض بستانا

إذا الوجوه خلت من نور سجدتها
لم تستحق غداة الموت أكفانا

إذا القلوب خلت من ذكر خالقها
فهي الصخور التي تحتل أبدانا

إذا خلا المرء من فهم ومعرفة
ظلمت نفسك لو تدعوه إنسانا


ثم إننا في هذه المحافل نتذكر حقوق صاحب الذكرى علينا , وهي حقوق لله تعالى ,

فقد قال جل جلاله :

( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) 0

كما جعله أسوتنا في سلوكنا إلى الله تعالى :

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) 0

فنحن مطالبون بأن نتمسك بأقواله وأفعاله وأحواله , وفي تعرضنا للأقوال والأفعال والأحوال ننفخ في

أرواحنا من نفحاته , ونوثق عرى بنوتنا الروحية التي تشرفنا بها ,

ونعلم ناشئنا مما علمنا الله من ذلك , فنؤدي بذلك لأنفسنا حقها , كما نؤدي حق الخلف على السلف 0

ولا يجوز ان تقتصر المحافل على مظاهر الأفراح من رفع الأعلام وإضاءة الأنوار والتغني بالتواشيح ,

فذلك قشور ذاهبة بذهاب أيام الفرح المعدودات ,

ولكن تزكية القلوب والأرواح بأنوار الإيمان والتقوى هي اللب الأهم ,

وتلك التغذية هي الغذاء الذي يبقى أثره العلمي والعملي في المجتمع الإسلامي :

( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) 0

ولقد كان من عادة شيخنا الغوث الجليل سيدي الحاج / محمد أبي خليل رضي الله عنه

أن يسير في شوارع الزقازيق بموكب صوفي يهللون ويكبرون ويصلون على سيدنا رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم , فيوقظ أهل الغفلة من غفلتهم , ويزيد أهل الشوق شوقا , وأهل الهمة همة ,

وقد حدث ان تخلف مرة عن الخروج بنفسه في الموكب ,

فرأى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا يعاتبه ويقول له لماذا لم تخرج في موكبنا !!

فحرص ألا يتخلف بعد ذلك عن الموكب حتى بعد أن كبرت سنه وازدادت شيخوخته 0

وكان بعد مسيرة الموكب يعود بالمريدين إلى سرادق كبير يقيم فيه ندواته الدينية أياما ,

ويذكّر الناس فيها من أمور الدين ما علموا ويعلّمهم ما جهلوا 0

أيها الأخوة الأتقياء :
_________


من حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا كذلك أن نؤدي له أجره الذي فرضه علينا بقوله

تعالى في سورة الشورى :

( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) 0

واقتراف الحسنة هو مودة آل البيت عليهم الرضا والرضوان وتلك المودة هي سبيل مغفرة الله ورضوانه 0

وقد عّرف العلماء المودة فقالوا هي دوام المحبة , فعلينا إذن أن نحب على الدوام

سادتنا وسيداتنا آل البيت تأدية لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,

وقد روى الترمذي يسنده عن الإمام علي كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد

حسن وحسين فقال : " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " 0

وكذلك روى الترمذي بسنده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

" أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي " 0

ويقول سيدي الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي مشيرا إلى الآية الكريمة السابقة :

أرى حب أهل البيت عندي فريضة
على رغم أهل البعد يورثني القربا

فما أختار خير الخلق منا جزاءه
على هديه إلا المودة في القربى

ومما نقلناه عن سيدي الشيخ / علي عقل طيب الله ثراه والتي كان ينطق بها

إلهاما لوقته دون إعمال فكر وذلك من عطاء الله سبحانه لأوليائه وأصفيائه :

ومهما أُلام على حبهم
فلست الفتى خائف اللائمة

فروحي على بابهم ترتمي
ونفسي بأعتابهم خادمة

إذا مس نفسي فتور المعاصي
بذكرهمو أصبحت هائمة

فيا عاذري ثم يا عاذلي
سواء رضاك أو اللائمة

فقل ما تشاء وكن ما تشاء
فإني أحب بني فاطمة

ومن روائعه التي نقلناها عنه أيضا :

لقد غرسوني من زهور رياضهم
فطابت حياتي من مكارمهم زهرا

إذا قيل لي تهواهموا قلت ملكهم
ووقف يمين لا يباع ولا يشرى

إذا (عشيت )عيني فطي جوانحي *** ( كان ضريرا )
عيون تريني سر أنوارهم جهرا

فإذا كان ذنبي أن قلبي يحبهم
فإن ذنوبي لن تسلم بها حصرا

على بابهم أسمو سمو أولي النهى
فإن هم رضوا نفسي فقد عظمت قدرا

ولا تنسوا أيها الكرام أن السادة آل البيت هم أكثر الأمة تضحية في سبيل الله ,

فقد حموا عقيدتنا بأرواحهم , والبيت المحمدي هو أعظم البيوت إستشهادا في الجهاد ,

كما أنه اعظم البيوت إمامة في الدين , فكم فقّه أهله الأمة في الدين على مر العصور ,

وكم هدوا إلى الرشد , وكم عصموا من الفتن , وكم تحملوا في الحفاظ على حقوق المسلمين الشدائد

وقاسوا الأهوال , وتوضيح الواضحات من المشاكل كما يقولون ,

فلنعرف لهم فضلهم ولنؤدي حق الله ورسوله في مودتهم والتأسي بهم في الإستمساك بالحق

والدعوة إلى الله , والغيرة على حقوق الأمة , رضي الله عن الأولين منهم والأخرين 0

وقد عرف لهم الصحابة حقهم فأجلوهم وحافظوا على مودتهم ,

وقد روى بن عساكر في التاريخ الكبير أن ابن عباس أخذ يوما بركاب الحسن والحسين فعوتب في ذلك ,

وقيل له أنت أسن منهما فقال : إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما 0

كما روى ابن عساكر أيضا أن الإمام الحسين كان في جنازة فجلس في الطريق يستريح ,

فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن نعليه بطرف ثوبه 00 فقال : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ؟

فقال له : دعني فو الله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على الرقاب ,

وغير ذلك كثير لا يتسع المقال لسرده وإنما يعرف الفضل من الناس ذووه 0

ايها الأعزاء :
______

نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو حظنا من الأنبياء وما أعظمه من حظ ,

ولهذا شرّفنا الله ببركته على سائر الأمم إذ يقول تعالى في سورة آل عمران :

( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) 0

فانظروا كيف علّل هذه الخيرية حيث كانت الأمة آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر ومؤمنة بالله تعالى 0

وقد أخذت الأمة علمها وعملها عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,

فله صلى الله عليه وآله وسلم ثواب ذلك الهدى ,

لذلك قالوا إنه صلى الله عليه وآله وسلم يعود عليه ثواب نصف أهل الجنة أو ثلثهم , وذلك هو الفضل الكبير 0

قارنوا بين الآية الكريمة السابقة وبين وصف الله لبني اسرائيل حيث يقول تعالى في سورة المائدة :

( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون *

كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) 0

فأي فضل علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وفي الائتمار بالمعروف والإنتهاء عن المنكر 0

سرحةالجامع 02-24-2010 10:04 PM

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

إن المحافل التي تقام كل عام في ذكرى الميلاد النبوي لا تزيد مولانا رسول الله مجدا ,

إنما المؤمنون هم الذين يزدادون بها شرفا وسعادة ,

أما مجده صلى الله عليه وآله وسلم فقد كتبه الله في الأزل قبل أن يعرفه أهل الأرض ,

بل قبل أن يخلق الله البشر , فقد سُئِل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم منجدل في طينته " 0 أي قبل أن تحل الروح في آدم أبي البشر 0

وأننا بهذه المحافل السنوية نجدد بيعتنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان بالله واليوم الآخر

وبكل ما آمن به رسولنا العظيم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه 0

وقد قال تعالى منوها بشرف البيعة والمبايعين في سورة الفتح :

( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه

ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) 0

ويقول العارفون أن هذه الآية هي أمدح آية في القرآن الكريم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

حيث صارت يده الشريفة ممثلة لربه جل وعلا فمن بايعه فقد بايع الله 0


ولا يقولن أحدكم أن البيعة التي تشير اليها الآية كانت يدا بيد وهي بيعة الرضوان ولا سبيل

إلى بيعتنا يدا بيد لإنتقاله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى , فإن الصحابي الجليل

جندب بن ضمرة رضي الله عنه , قد حملوه بنوه على سريره مريضا يريد الهجرة إلى المدينة ليلحق

برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فلما بلغ التنعيم على بضع كيلو مترات من مكة أشرف على الموت ,

فصفق بيمينه على شماله وقال :

اللهم هذه لك وهذه لرسولك , أبايعك على ما بايعه عليك رسولك صلى الله عليه وآله وسلم ,

ثم مات فنزل في شأنه قوله تعالى في سورة النساء :

( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا

إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما ) 0

وفي تجديد بيعتنا في كل عام تجديد لإيماننا وتقوية لعقيدتنا , فإننا بالبيعة نربط على قلوبنا

لنكون من المؤمنين , والإيمان في قلوبنا هو رأس مالنا فإن أبقينا عليه حرصنا على التجارة التي لن تبور ,

وقد كان أصحاب رسول الله يجلسون فيحمدون الله على ما هداهم للإيمان ,

وكان الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة يقول لبعض الصحابة قوموا بنا نؤمن ساعة ,

أي نقوي إيماننا بالتذاكر والتعاون على التقوى , فإن فقدنا الإيمان لا قدر الله ,

فقدنا مالا يعوض بأي عوض من متاع الدنيا الذي يفنى ولا يبقى ,

وكنا في الآخرة من الخاسرين , ونعوذ بالله من ذلك الخسران المبين 0

وما أرق ما يقوله فيلسوف المسلمين السيد / محمد إقبال رحمه الله فيما ترجمه عنه الشيخ / الصاوي شعلان :

كل شعب يروم عز حماه
فبنور التوحيد لا بسواه

ليس يحمي أوطانه غير حر
سيفه لا إله إلا الله

وبقول بعض صوفية الفرس فيا ترجمه الشيخ الصاوي أيضا :

إذا الورود دخلت من طيب نفحتها
فلا تزاحم بها في الأرض بستانا

إذا الوجوه خلت من نور سجدتها
لم تستحق غداة الموت أكفانا

إذا القلوب خلت من ذكر خالقها
فهي الصخور التي تحتل أبدانا

إذا خلا المرء من فهم ومعرفة
ظلمت نفسك لو تدعوه إنسانا


ثم إننا في هذه المحافل نتذكر حقوق صاحب الذكرى علينا , وهي حقوق لله تعالى ,

فقد قال جل جلاله :

( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) 0

كما جعله أسوتنا في سلوكنا إلى الله تعالى :

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) 0

فنحن مطالبون بأن نتمسك بأقواله وأفعاله وأحواله , وفي تعرضنا للأقوال والأفعال والأحوال ننفخ في

أرواحنا من نفحاته , ونوثق عرى بنوتنا الروحية التي تشرفنا بها ,

ونعلم ناشئنا مما علمنا الله من ذلك , فنؤدي بذلك لأنفسنا حقها , كما نؤدي حق الخلف على السلف 0

ولا يجوز ان تقتصر المحافل على مظاهر الأفراح من رفع الأعلام وإضاءة الأنوار والتغني بالتواشيح ,

فذلك قشور ذاهبة بذهاب أيام الفرح المعدودات ,

ولكن تزكية القلوب والأرواح بأنوار الإيمان والتقوى هي اللب الأهم ,

وتلك التغذية هي الغذاء الذي يبقى أثره العلمي والعملي في المجتمع الإسلامي :

( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) 0

ولقد كان من عادة شيخنا الغوث الجليل سيدي الحاج / محمد أبي خليل رضي الله عنه

أن يسير في شوارع الزقازيق بموكب صوفي يهللون ويكبرون ويصلون على سيدنا رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم , فيوقظ أهل الغفلة من غفلتهم , ويزيد أهل الشوق شوقا , وأهل الهمة همة ,

وقد حدث ان تخلف مرة عن الخروج بنفسه في الموكب ,

فرأى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا يعاتبه ويقول له لماذا لم تخرج في موكبنا !!

فحرص ألا يتخلف بعد ذلك عن الموكب حتى بعد أن كبرت سنه وازدادت شيخوخته 0

وكان بعد مسيرة الموكب يعود بالمريدين إلى سرادق كبير يقيم فيه ندواته الدينية أياما ,

ويذكّر الناس فيها من أمور الدين ما علموا ويعلّمهم ما جهلوا 0

أيها الأخوة الأتقياء :
_________


من حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا كذلك أن نؤدي له أجره الذي فرضه علينا بقوله

تعالى في سورة الشورى :

( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) 0

واقتراف الحسنة هو مودة آل البيت عليهم الرضا والرضوان وتلك المودة هي سبيل مغفرة الله ورضوانه 0

وقد عّرف العلماء المودة فقالوا هي دوام المحبة , فعلينا إذن أن نحب على الدوام

سادتنا وسيداتنا آل البيت تأدية لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,

وقد روى الترمذي يسنده عن الإمام علي كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد

حسن وحسين فقال : " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " 0

وكذلك روى الترمذي بسنده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

" أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي " 0

ويقول سيدي الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي مشيرا إلى الآية الكريمة السابقة :

أرى حب أهل البيت عندي فريضة
على رغم أهل البعد يورثني القربا

فما أختار خير الخلق منا جزاءه
على هديه إلا المودة في القربى

ومما نقلناه عن سيدي الشيخ / علي عقل طيب الله ثراه والتي كان ينطق بها

إلهاما لوقته دون إعمال فكر وذلك من عطاء الله سبحانه لأوليائه وأصفيائه :

ومهما أُلام على حبهم
فلست الفتى خائف اللائمة

فروحي على بابهم ترتمي
ونفسي بأعتابهم خادمة

إذا مس نفسي فتور المعاصي
بذكرهمو أصبحت هائمة

فيا عاذري ثم يا عاذلي
سواء رضاك أو اللائمة

فقل ما تشاء وكن ما تشاء
فإني أحب بني فاطمة

ومن روائعه التي نقلناها عنه أيضا :

لقد غرسوني من زهور رياضهم
فطابت حياتي من مكارمهم زهرا

إذا قيل لي تهواهموا قلت ملكهم
ووقف يمين لا يباع ولا يشرى

إذا (عشيت )عيني فطي جوانحي *** ( كان ضريرا )
عيون تريني سر أنوارهم جهرا

فإذا كان ذنبي أن قلبي يحبهم
فإن ذنوبي لن تسلم بها حصرا

على بابهم أسمو سمو أولي النهى
فإن هم رضوا نفسي فقد عظمت قدرا

ولا تنسوا أيها الكرام أن السادة آل البيت هم أكثر الأمة تضحية في سبيل الله ,

فقد حموا عقيدتنا بأرواحهم , والبيت المحمدي هو أعظم البيوت إستشهادا في الجهاد ,

كما أنه اعظم البيوت إمامة في الدين , فكم فقّه أهله الأمة في الدين على مر العصور ,

وكم هدوا إلى الرشد , وكم عصموا من الفتن , وكم تحملوا في الحفاظ على حقوق المسلمين الشدائد

وقاسوا الأهوال , وتوضيح الواضحات من المشاكل كما يقولون ,

فلنعرف لهم فضلهم ولنؤدي حق الله ورسوله في مودتهم والتأسي بهم في الإستمساك بالحق

والدعوة إلى الله , والغيرة على حقوق الأمة , رضي الله عن الأولين منهم والأخرين 0

وقد عرف لهم الصحابة حقهم فأجلوهم وحافظوا على مودتهم ,

وقد روى بن عساكر في التاريخ الكبير أن ابن عباس أخذ يوما بركاب الحسن والحسين فعوتب في ذلك ,

وقيل له أنت أسن منهما فقال : إن هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما 0

كما روى ابن عساكر أيضا أن الإمام الحسين كان في جنازة فجلس في الطريق يستريح ,

فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن نعليه بطرف ثوبه 00 فقال : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ؟

فقال له : دعني فو الله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على الرقاب ,

وغير ذلك كثير لا يتسع المقال لسرده وإنما يعرف الفضل من الناس ذووه 0

ايها الأعزاء :
______

نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو حظنا من الأنبياء وما أعظمه من حظ ,

ولهذا شرّفنا الله ببركته على سائر الأمم إذ يقول تعالى في سورة آل عمران :

( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) 0

فانظروا كيف علّل هذه الخيرية حيث كانت الأمة آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر ومؤمنة بالله تعالى 0

وقد أخذت الأمة علمها وعملها عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,

فله صلى الله عليه وآله وسلم ثواب ذلك الهدى ,

لذلك قالوا إنه صلى الله عليه وآله وسلم يعود عليه ثواب نصف أهل الجنة أو ثلثهم , وذلك هو الفضل الكبير 0

قارنوا بين الآية الكريمة السابقة وبين وصف الله لبني اسرائيل حيث يقول تعالى في سورة المائدة :

( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون *

كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) 0

فأي فضل علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وفي الائتمار بالمعروف والإنتهاء عن المنكر 0

سرحةالجامع 02-24-2010 10:05 PM

أيها الأخوة الأحباب :
____________

قلت من قبل إن معرفة الله تعالى هي علة وجودنا في هذه الدنيا ,

ولا سبيل إلى معرفته تعالى معرفة مذاق إلا عن طريق الإيمان به ثم تقوية الإيمان بمتعلقاته من

صلاة وصيام وزكاة وحج ونوافل وقربات إلى الله بالعبادات الجسدية والمادية والمجاهدات النفسية 0

وقد كان صاحب الذكرى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يهتم بإيمان أصحابه حتى لقد قال

يوما لسيدنا حارثة بن مالك الأنصاري : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله ,

قال : إن لكل قول حقيقة , فما حقيقة إيمانك ؟ قال : يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي

وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون ,

وكأني أسمع عواء أهل النار ,

فقال له مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عرفت فالزم 000

ومن هنا جاء قولهم : فلان عارف , ولم يقولوا عالم , لأن العلم غير المعرفة :

فالعلم رواية , والمعرفة دراية ,

ويقول الإمام الغزالي رضي الله عنه :

فرق أن يعلم الإنسان حد الجوع والشبع وبين أن يكون صحيحا وشبعان 0

فالمذاق الروحي غير التحصيل الفكري 0

ويقول سيدي جلال الدين الرومي :

هل قطفتم وردا من الواو والراء والدال ؟ اذهبوا فابحثوا عن حقيقة المسمى 00

وها نحن قد رأينا كيف قطع حارثة رضي الله عنه بقلبه اليقظ مفاوز الآخرة

حتى كأنه رأى الجنة والنار معاينة , فما أسعده 0

وإذا كان الله تعالى يقول :

( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) 0

فقد جعل العلم وسيلة للخشية وليس غاية في ذاته , فمن لم يصل بعلمه إلى خشية الله لا يعد

عند العارفين عالما إنما هو في نظرهم من أوعية العلم فكانوا إذا أشاروا إلى واحد من هؤلاء :

يقولون حدثنا فلان وكان من أوعية العلم , ولا يقولون : وقد كان عالما , لأنه لم يتصف بالخشية التي تصاحب العلماء0

وهذا يفسر لنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

" والله إني لأتقاكم لله واخوفكم من الله " 0

ذلك بأنه كان أعلم العلماء الذين عملوا بما علموا , فهو أخشاهم لله وأعظمهم هيبة له سبحانه ,

ولذلك قيل :

على قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم إلا من الله خائف

فآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف

أيها الأحباب :
______


لا تظنوا أن التربية الدينية يقف أثرها عند أمور الآخرة الآجلة , بل هي كذلك تتصل بحياة الأمة

الدنيوية في نواحيها المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ,

ولنقرأ في هذا المقام بعض الأبيات للسيد / محمد إقبال وهو الذي نهل من علوم أوروبا في

انجلترا وألمانيا حتى حاز أعلى الشهادات ولكنه تربى في أسرته المسلمة تربية إسلامية عالية

فلم يتنكر لدينه ولا لوطنيته فيقول في عبقريته العالمية التي يعتز بها المسلمون من عرب وعجم ,

وقد ترجم شعره إلى العربية الشيخ / الصاوي شعلان :

قال خير الخلق تاج المرسلين
كل أرض مسجد للمسلمين

أي محراب يضم الساجدين
إن تركت الأرض للمستعمرين

حرر الأرض لتبني المسجدا
لا تدع غيرك فيها سيدا

وما أروعه في توجيه المؤمن إلى الناحية الروحية التي تكسبه عز الدارين حيث يقول :

ودنيا الروح سكر بالمعاني
وصحو بالرقي والمعالي

فعش للروح في دنيا وأخرى
تفز بالعالمين بلا زوال

وإن أمسيت للأموال عبدا
فقدتهما معا في كل حال

وإن أصبحت في الأكوان حرا
فأنت من كمال إلى كمال

وكسب المال للمخلوق حق
ولكن لا تبع شرفا بمال

وإن المال قد يأتي ويمضي
وأنت وما ملكت إلى ارتحال

فهل آن لشبابنا المثقفين في الداخل أو الخاج أن يفيقوا من غفلة اللهو والمجون التي غرهم بها الشيطان

حين زين لهم حب الشهوات وجعل همتهم وقفا عليها فكأنه لا موت ولا بعث ولا نشور ,

وما أبدع ما يقوله إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله , وعجبت لمن شك في الموت وهو يرى الموتى ,

وعجبت لمن شك في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى , وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء 0

والكلام في تزكية الروح متسع , ويكفي أن نقول أن الله تعالى جعل الفلاح في تك التزكية ,

وجعل الخيبة في إهمالها فقد قال تعالى في سورة الشمس :

( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) 0

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

نلم بعد ذلك إلمامة يسيرة بتاريخ المولد المبارك والسيرة العاطرة تبركا بالمولد وصاحبه

والسيرة وصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم 0

أُختِلف في يوم المولد المبارك , فمنهم من قال إنه كان في 9 من ربيع الاول , ومنهم من قال

إنه كان في 12 منه , وقد حقق المغفور له محمود باشا الفلكي الخلاف وانتهى إلى أن المولد

كان في 9 ربيع الأول من عام الفيل , وهو يوافق 20 أبريل من سنة 571 م ,

وقال أبن عباس رضي الله عنهما إن المولد كان في عام الفيل 0

وأسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة وهي تدل على شرفه ,

وأشهر تلك الأسماء محمد وقد سُمِي به في القرآن , وأحمد وقد سُمِي به في الانجيل ,

وأحيد , وقد سُمِي به في التوراة , ومعنى أحيد أنه يحيد بنا نحن المؤمنين عن النار ,

أما اسمه في السماء فمحمود , وأما كنيته فهي أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد سُئِل جده عبد المطلب : لماذا سميت الوليد محمدا وليس هذا شائعا في العرب ,

فقال في إلهام من الله : أرجو أن يكون محمودا في الأرض والسماء 0

وقد طاف عبد المطلب بحفيده بيت الله الحرام ودعا له وكان ينشد وهو يطوف به :

الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذي الأركان

من حاسد مضطرب العيان
حتى أراه بالغ البنيان

وكان من عادة شريفات قريش أن يدفعن بأطفالهن إلى المراضع في البادية لتصح أجسادهم

وتفصح ألسنتهم , فكان من سعادة بني سعد أن الوليد الشريف استرضع فيهم ,

حيث دفعت به أمه السيدة آمنة بنت وهب القرشية إلى السيدة حليمة السعدية 0

وقد استقبل جده عبد المطلب السيدة حليمة حين جاءت تأخذ حفيده فقال لها :

مَن أنتِ ؟ قالت امرأة من بني سعد قال : ما اسمك ؟ قالت حليمة ,

فتبسم وقال بخ بخ , سعد وحلم فيهما خير الدهر وعز الأبد 0

وكانت حليمة ترقصه وتقول :

يارب إذا أعطيته فأبقه
وأعله إلى العلا وأرقه
وادحض أباطيل العدا بحقه

وتحكي حليمة من بركة الوليد الرضيع فتقول :

ألقى الله محبته في القلوب حتى أن أحدهم إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى ومَن نزل به ضر في عينيه مسح عليهما

بكفه صلى الله عليه وآله وسلم فيبرأ بإذن الله تعالى ,

وكذلك إذا أعتل لهم بعير أو شاة أو فرس فيأخذون بيده , صلى الله عليه وآله وسلم , فيمرون بها

على موضع الأذى منه أو على كله فيبرأ بإذن الله عز وجل 0

وقد كان يمس ضرع الشاة للقوم فتحلب غبوقا وصبوحا 0

وقالت أيضا : أنبت الله ببركته صلى الله عليه وآله وسلم العشب فأعشب الوادي 0

وكانت الشيماء , ويقال لها أيضا الشماء وهي أبنة حليمة تساعد أمها في حضانته ,

وكانت تقول وهي ترقصه :

هذا أخ لي لم تلده أمي
وليس من نسل أبي وعمي

فديته من مُخول مُعِم
فأنمه الله فيما تنمي

كما كانت تقول :

يا ربنا أبق أخا محمدا
حتى أراه يافعا وأمردا

ثم أراه سيدا مسودا
واكبت أعاديه معا والحدا
وأعطه عزا يدوم أبدا

وقد جال فكري مرة في شأنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله , فربطت بين أسمائه الجميلة

الدالة على كثرة حمد الناس له , وبين أسم أبيه عبد الله , وقد قامت الرسالة المحمدية على الدعوة

إلى توحيد الله , وبين اسم أمه آمنة ورسالة ابنها قامت على السلام وتحيتها السلام ,

وإنما كان حربه لإقرار الأمن والسلام , وبين اسم مرضعته حليمة , وقبيلتها بني سعد , وابنتها الشماء,

وبين اسم جاريته أم أيمن , وأخيرا قلت لا يتأتى كل ذلك مصادفة , وإنما هي عناية الله التي أحاطت

به من كل جوانبه مصداقا لقوله تعالى :

( فإنك بأعيننا ) 0

وقد تحلى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من حداثته بمكارم الأخلاق ,

وباين أترابه في نشأته , فلم يجنح إلى لهو الصبا ولعب الشباب ,

ولم تستهوه الشهوات , بل شب طاهرا مطهرا , تزينه الإستقامة في أتم صورها وأعلى قممها ,

فتحلى بالصدق والأمانة والحياء والسخاء والتوكل والرضا والذكر والشكر والحلم والصبر والعفو

والصفح والرأفة والسكينة والوقار والتواضع والإنكسار والشجاعة والنجدة والهيبة

والخشوع والخوف والرجاء والدعاء والبكاء والعبادة والجهاد والحق ,

ويجمع تلك الصفات على كثرتها قوله تعالى :

( وإنك لعلى خلق عظيم ) 0

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم متحدثا بنعمة ربه :

" أنا دعوة أبي ابراهيم " 0

ودعوة أبيه وردت تفصيلا في سورة البقرة حيث يحكي الله أمرها في قوله الكريم :

( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم *

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا

إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك

ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) 0

ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مرة اخرى :

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم

واصطفاني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار من خيار " 0

أيها الأحباب :
______

لقد تحمل صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم مشقات عظمى في سبيل الله ,

فحمى دعوة الإسلام في الأرض بنفسه وماله , وحماها معه آله الكرام وأصحابه الأعلام ,

وقد كانوا أول الأمر قلة لكنهم لم يقبلوا في دينهم الذلة فهاجروا بدينهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ,

وصبروا وصابروا ورابطوا حتى دانت لهم الأرض في المشارق والمغارب 0

ولقد تغنى ركب المهاجرين إلى الحبشة , وهم يقطعوا الفيافي والقفار ويعبرون البحار ,

فرارا بالعقيدة التي حرصوا عليها حرصهم على أرواحهم بل أشد ,

فماذا تغنى حاديهم في ذلك الركب المؤمن , إنه كان يقول بصوته الشجي الذي هون

عليهم التضحية مع عظمها :

الأهل والأوطان *** فراقهم صعب
لكنه الإيمــــان *** فداؤه القلـــب
والروح والأبدان *** فليقبل الـــرب
فليقبل الرب

ثم أنظروا كيف صور الله الصحابة الكرام في حربهم وسلمهم في كتابه الخالد

إذ يقول تعالى في سورة الفتح :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا

يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) 0

أرأيتم كيف كانوا أسودا على الأعداء ورحمة على الأصدقاء وُعبّادا في جوف الليل البهيم

حتى استنارت وجوههم من إشراق القلوب 0

ويقول تعالى في سورة الأنفال منوها بفضل المهاجرين والأنصار :

( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا

أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) 0

ومن ذلك نرى أيها الأعزاء أن الإيمان ليس كلمة تقال ثم تصحبها دعة واستكانة ,

وإنما الإيمان يقظة فوارة جياشة , وتضحيات يتلو بعضها بعضا فلا غفلة ولا بخل ولا جبن ,

إنه عمل دائب لا يني ولا يفتر , وشعلة متقدة لا تنطفئ ,

ورحمة واسعة كالطوفان الذي يقهر ما يعترضه وهو يزخر ,

وحيا الله فيلسوف الاسلام / إقبال إذ يقول :

أرى التفكير أدركه خمول
ولم تبق العزائم في اشتعال

وأصبح وعظكم من غير سحر
ولا نور يطل من المقال

وعند الناس فلسفة وفكر
ولكن أين تلقين الغزالي

وجلجلة الأذان بكل أرض
ولكن أين صوت من بلال

منائركم علت في كل جو
ومسجدا من العُبّاد خالي

أيها الأعزاء :
______

إن المسلمين الأوائل إنما ميزهم عن سائر المسلمين حرصهم على إقتفاء

أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومحاكته والتأسي به , وكان زمه صلبا لايفل

ولا يقل بل يزداد على الأيام شدة وقوة , قام ليله فقاموا , وحارب الأعداء فحاربوا ,

وسالم أهل السلم فسالموا , ورحم اليتيم فرحموه , وواسى المصاب فواسوه ,

وعاد المريض فعادوه , وقال :

" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " 0

فاستمسكوا واتحدوا ولم يختلفوا ,

وما أحوج مجتمعنا اليوم لذلك وقد تفككنا فاستضعفنا الأعداء ,

وقد حذرنا منهم صاحب الذكرى حين قال بنور الله الذي آتاه :

" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ,

قالوا ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله , قال : لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل " 0

ويقول الشيخ / علي عقل رضي الله عنه في إلهامه الفوري الذي نقلناه عنه :

فيا أمة الإسلام مذا أصابكم
أترضون للإسلام أن يتأخرا

تركتم حدود الله وهي سلامة
وأهملتوا آثار مَن هذب الورى

زعمتم بأن الغرب فجر حضارة
وما الغرب إلا بالمآثم قد جرى

أباح الربا جهرا وما حرم الزنا
وقد حلل الصهباء واستعمر الورى

إذ نحن قلنا ليس في الغرب حكمة
تقولون لولا الغرب لن نتحضرا

أرى الغرب لو للعدل كانت حروبه
لما جال في أفيائنا وتبخترا

وما هتفت بالحرب يوما ديارنا
ولا شهرت سيفا وحشرت قرى

وليت بني قومي أقاموا على الهدى
وكانوا كأسلاف لهم حكموا الثرى

ولم يجعلوا التقليد فخر حياتهم
ولم يرتدوا اللذات تاجا ومئزرا

وكانوا رجالا يحسنون أمورهم
ولا حقروا قومية لن تحقرا

وليس بحرٍ من يصافي عدوه
ويطلب منه العون إن طارئ طرا

فهل لنا من عودة إلى مجدنا الذي بلغه أوائلنا بفضل التأسي برسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم , فورثهم الله الارض وجعلهم خلفاء فيها مصداقا لقوله تعالى في سورة النور :

( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف

الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني

لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون *

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) 0



اللهم ارزقنا بعونك طاعتك وطاعة رسولك حتى نلقاك تحت لوائه مع الذين قلت فيهم في سورة الحديد :

( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم

جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم )0


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0

سرحةالجامع 02-24-2010 10:07 PM

أيها الأخوة الأحباب :
____________

قلت من قبل إن معرفة الله تعالى هي علة وجودنا في هذه الدنيا ,

ولا سبيل إلى معرفته تعالى معرفة مذاق إلا عن طريق الإيمان به ثم تقوية الإيمان بمتعلقاته من

صلاة وصيام وزكاة وحج ونوافل وقربات إلى الله بالعبادات الجسدية والمادية والمجاهدات النفسية 0

وقد كان صاحب الذكرى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يهتم بإيمان أصحابه حتى لقد قال

يوما لسيدنا حارثة بن مالك الأنصاري : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله ,

قال : إن لكل قول حقيقة , فما حقيقة إيمانك ؟ قال : يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي

وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون ,

وكأني أسمع عواء أهل النار ,

فقال له مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عرفت فالزم 000

ومن هنا جاء قولهم : فلان عارف , ولم يقولوا عالم , لأن العلم غير المعرفة :

فالعلم رواية , والمعرفة دراية ,

ويقول الإمام الغزالي رضي الله عنه :

فرق أن يعلم الإنسان حد الجوع والشبع وبين أن يكون صحيحا وشبعان 0

فالمذاق الروحي غير التحصيل الفكري 0

ويقول سيدي جلال الدين الرومي :

هل قطفتم وردا من الواو والراء والدال ؟ اذهبوا فابحثوا عن حقيقة المسمى 00

وها نحن قد رأينا كيف قطع حارثة رضي الله عنه بقلبه اليقظ مفاوز الآخرة

حتى كأنه رأى الجنة والنار معاينة , فما أسعده 0

وإذا كان الله تعالى يقول :

( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) 0

فقد جعل العلم وسيلة للخشية وليس غاية في ذاته , فمن لم يصل بعلمه إلى خشية الله لا يعد

عند العارفين عالما إنما هو في نظرهم من أوعية العلم فكانوا إذا أشاروا إلى واحد من هؤلاء :

يقولون حدثنا فلان وكان من أوعية العلم , ولا يقولون : وقد كان عالما , لأنه لم يتصف بالخشية التي تصاحب العلماء0

وهذا يفسر لنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

" والله إني لأتقاكم لله واخوفكم من الله " 0

ذلك بأنه كان أعلم العلماء الذين عملوا بما علموا , فهو أخشاهم لله وأعظمهم هيبة له سبحانه ,

ولذلك قيل :

على قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم إلا من الله خائف

فآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف

أيها الأحباب :
______


لا تظنوا أن التربية الدينية يقف أثرها عند أمور الآخرة الآجلة , بل هي كذلك تتصل بحياة الأمة

الدنيوية في نواحيها المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ,

ولنقرأ في هذا المقام بعض الأبيات للسيد / محمد إقبال وهو الذي نهل من علوم أوروبا في

انجلترا وألمانيا حتى حاز أعلى الشهادات ولكنه تربى في أسرته المسلمة تربية إسلامية عالية

فلم يتنكر لدينه ولا لوطنيته فيقول في عبقريته العالمية التي يعتز بها المسلمون من عرب وعجم ,

وقد ترجم شعره إلى العربية الشيخ / الصاوي شعلان :

قال خير الخلق تاج المرسلين
كل أرض مسجد للمسلمين

أي محراب يضم الساجدين
إن تركت الأرض للمستعمرين

حرر الأرض لتبني المسجدا
لا تدع غيرك فيها سيدا

وما أروعه في توجيه المؤمن إلى الناحية الروحية التي تكسبه عز الدارين حيث يقول :

ودنيا الروح سكر بالمعاني
وصحو بالرقي والمعالي

فعش للروح في دنيا وأخرى
تفز بالعالمين بلا زوال

وإن أمسيت للأموال عبدا
فقدتهما معا في كل حال

وإن أصبحت في الأكوان حرا
فأنت من كمال إلى كمال

وكسب المال للمخلوق حق
ولكن لا تبع شرفا بمال

وإن المال قد يأتي ويمضي
وأنت وما ملكت إلى ارتحال

فهل آن لشبابنا المثقفين في الداخل أو الخاج أن يفيقوا من غفلة اللهو والمجون التي غرهم بها الشيطان

حين زين لهم حب الشهوات وجعل همتهم وقفا عليها فكأنه لا موت ولا بعث ولا نشور ,

وما أبدع ما يقوله إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله , وعجبت لمن شك في الموت وهو يرى الموتى ,

وعجبت لمن شك في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى , وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء 0

والكلام في تزكية الروح متسع , ويكفي أن نقول أن الله تعالى جعل الفلاح في تك التزكية ,

وجعل الخيبة في إهمالها فقد قال تعالى في سورة الشمس :

( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) 0

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

نلم بعد ذلك إلمامة يسيرة بتاريخ المولد المبارك والسيرة العاطرة تبركا بالمولد وصاحبه

والسيرة وصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم 0

أُختِلف في يوم المولد المبارك , فمنهم من قال إنه كان في 9 من ربيع الاول , ومنهم من قال

إنه كان في 12 منه , وقد حقق المغفور له محمود باشا الفلكي الخلاف وانتهى إلى أن المولد

كان في 9 ربيع الأول من عام الفيل , وهو يوافق 20 أبريل من سنة 571 م ,

وقال أبن عباس رضي الله عنهما إن المولد كان في عام الفيل 0

وأسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة وهي تدل على شرفه ,

وأشهر تلك الأسماء محمد وقد سُمِي به في القرآن , وأحمد وقد سُمِي به في الانجيل ,

وأحيد , وقد سُمِي به في التوراة , ومعنى أحيد أنه يحيد بنا نحن المؤمنين عن النار ,

أما اسمه في السماء فمحمود , وأما كنيته فهي أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد سُئِل جده عبد المطلب : لماذا سميت الوليد محمدا وليس هذا شائعا في العرب ,

فقال في إلهام من الله : أرجو أن يكون محمودا في الأرض والسماء 0

وقد طاف عبد المطلب بحفيده بيت الله الحرام ودعا له وكان ينشد وهو يطوف به :

الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذي الأركان

من حاسد مضطرب العيان
حتى أراه بالغ البنيان

وكان من عادة شريفات قريش أن يدفعن بأطفالهن إلى المراضع في البادية لتصح أجسادهم

وتفصح ألسنتهم , فكان من سعادة بني سعد أن الوليد الشريف استرضع فيهم ,

حيث دفعت به أمه السيدة آمنة بنت وهب القرشية إلى السيدة حليمة السعدية 0

وقد استقبل جده عبد المطلب السيدة حليمة حين جاءت تأخذ حفيده فقال لها :

مَن أنتِ ؟ قالت امرأة من بني سعد قال : ما اسمك ؟ قالت حليمة ,

فتبسم وقال بخ بخ , سعد وحلم فيهما خير الدهر وعز الأبد 0

وكانت حليمة ترقصه وتقول :

يارب إذا أعطيته فأبقه
وأعله إلى العلا وأرقه
وادحض أباطيل العدا بحقه

وتحكي حليمة من بركة الوليد الرضيع فتقول :

ألقى الله محبته في القلوب حتى أن أحدهم إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى ومَن نزل به ضر في عينيه مسح عليهما

بكفه صلى الله عليه وآله وسلم فيبرأ بإذن الله تعالى ,

وكذلك إذا أعتل لهم بعير أو شاة أو فرس فيأخذون بيده , صلى الله عليه وآله وسلم , فيمرون بها

على موضع الأذى منه أو على كله فيبرأ بإذن الله عز وجل 0

وقد كان يمس ضرع الشاة للقوم فتحلب غبوقا وصبوحا 0

وقالت أيضا : أنبت الله ببركته صلى الله عليه وآله وسلم العشب فأعشب الوادي 0

وكانت الشيماء , ويقال لها أيضا الشماء وهي أبنة حليمة تساعد أمها في حضانته ,

وكانت تقول وهي ترقصه :

هذا أخ لي لم تلده أمي
وليس من نسل أبي وعمي

فديته من مُخول مُعِم
فأنمه الله فيما تنمي

كما كانت تقول :

يا ربنا أبق أخا محمدا
حتى أراه يافعا وأمردا

ثم أراه سيدا مسودا
واكبت أعاديه معا والحدا
وأعطه عزا يدوم أبدا

وقد جال فكري مرة في شأنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله , فربطت بين أسمائه الجميلة

الدالة على كثرة حمد الناس له , وبين أسم أبيه عبد الله , وقد قامت الرسالة المحمدية على الدعوة

إلى توحيد الله , وبين اسم أمه آمنة ورسالة ابنها قامت على السلام وتحيتها السلام ,

وإنما كان حربه لإقرار الأمن والسلام , وبين اسم مرضعته حليمة , وقبيلتها بني سعد , وابنتها الشماء,

وبين اسم جاريته أم أيمن , وأخيرا قلت لا يتأتى كل ذلك مصادفة , وإنما هي عناية الله التي أحاطت

به من كل جوانبه مصداقا لقوله تعالى :

( فإنك بأعيننا ) 0

وقد تحلى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من حداثته بمكارم الأخلاق ,

وباين أترابه في نشأته , فلم يجنح إلى لهو الصبا ولعب الشباب ,

ولم تستهوه الشهوات , بل شب طاهرا مطهرا , تزينه الإستقامة في أتم صورها وأعلى قممها ,

فتحلى بالصدق والأمانة والحياء والسخاء والتوكل والرضا والذكر والشكر والحلم والصبر والعفو

والصفح والرأفة والسكينة والوقار والتواضع والإنكسار والشجاعة والنجدة والهيبة

والخشوع والخوف والرجاء والدعاء والبكاء والعبادة والجهاد والحق ,

ويجمع تلك الصفات على كثرتها قوله تعالى :

( وإنك لعلى خلق عظيم ) 0

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم متحدثا بنعمة ربه :

" أنا دعوة أبي ابراهيم " 0

ودعوة أبيه وردت تفصيلا في سورة البقرة حيث يحكي الله أمرها في قوله الكريم :

( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم *

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا

إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك

ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) 0

ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مرة اخرى :

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم

واصطفاني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار من خيار " 0

أيها الأحباب :
______

لقد تحمل صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم مشقات عظمى في سبيل الله ,

فحمى دعوة الإسلام في الأرض بنفسه وماله , وحماها معه آله الكرام وأصحابه الأعلام ,

وقد كانوا أول الأمر قلة لكنهم لم يقبلوا في دينهم الذلة فهاجروا بدينهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ,

وصبروا وصابروا ورابطوا حتى دانت لهم الأرض في المشارق والمغارب 0

ولقد تغنى ركب المهاجرين إلى الحبشة , وهم يقطعوا الفيافي والقفار ويعبرون البحار ,

فرارا بالعقيدة التي حرصوا عليها حرصهم على أرواحهم بل أشد ,

فماذا تغنى حاديهم في ذلك الركب المؤمن , إنه كان يقول بصوته الشجي الذي هون

عليهم التضحية مع عظمها :

الأهل والأوطان *** فراقهم صعب
لكنه الإيمــــان *** فداؤه القلـــب
والروح والأبدان *** فليقبل الـــرب
فليقبل الرب

ثم أنظروا كيف صور الله الصحابة الكرام في حربهم وسلمهم في كتابه الخالد

إذ يقول تعالى في سورة الفتح :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا

يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) 0

أرأيتم كيف كانوا أسودا على الأعداء ورحمة على الأصدقاء وُعبّادا في جوف الليل البهيم

حتى استنارت وجوههم من إشراق القلوب 0

ويقول تعالى في سورة الأنفال منوها بفضل المهاجرين والأنصار :

( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا

أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) 0

ومن ذلك نرى أيها الأعزاء أن الإيمان ليس كلمة تقال ثم تصحبها دعة واستكانة ,

وإنما الإيمان يقظة فوارة جياشة , وتضحيات يتلو بعضها بعضا فلا غفلة ولا بخل ولا جبن ,

إنه عمل دائب لا يني ولا يفتر , وشعلة متقدة لا تنطفئ ,

ورحمة واسعة كالطوفان الذي يقهر ما يعترضه وهو يزخر ,

وحيا الله فيلسوف الاسلام / إقبال إذ يقول :

أرى التفكير أدركه خمول
ولم تبق العزائم في اشتعال

وأصبح وعظكم من غير سحر
ولا نور يطل من المقال

وعند الناس فلسفة وفكر
ولكن أين تلقين الغزالي

وجلجلة الأذان بكل أرض
ولكن أين صوت من بلال

منائركم علت في كل جو
ومسجدا من العُبّاد خالي

أيها الأعزاء :
______

إن المسلمين الأوائل إنما ميزهم عن سائر المسلمين حرصهم على إقتفاء

أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومحاكته والتأسي به , وكان زمه صلبا لايفل

ولا يقل بل يزداد على الأيام شدة وقوة , قام ليله فقاموا , وحارب الأعداء فحاربوا ,

وسالم أهل السلم فسالموا , ورحم اليتيم فرحموه , وواسى المصاب فواسوه ,

وعاد المريض فعادوه , وقال :

" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " 0

فاستمسكوا واتحدوا ولم يختلفوا ,

وما أحوج مجتمعنا اليوم لذلك وقد تفككنا فاستضعفنا الأعداء ,

وقد حذرنا منهم صاحب الذكرى حين قال بنور الله الذي آتاه :

" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ,

قالوا ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله , قال : لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل " 0

ويقول الشيخ / علي عقل رضي الله عنه في إلهامه الفوري الذي نقلناه عنه :

فيا أمة الإسلام مذا أصابكم
أترضون للإسلام أن يتأخرا

تركتم حدود الله وهي سلامة
وأهملتوا آثار مَن هذب الورى

زعمتم بأن الغرب فجر حضارة
وما الغرب إلا بالمآثم قد جرى

أباح الربا جهرا وما حرم الزنا
وقد حلل الصهباء واستعمر الورى

إذ نحن قلنا ليس في الغرب حكمة
تقولون لولا الغرب لن نتحضرا

أرى الغرب لو للعدل كانت حروبه
لما جال في أفيائنا وتبخترا

وما هتفت بالحرب يوما ديارنا
ولا شهرت سيفا وحشرت قرى

وليت بني قومي أقاموا على الهدى
وكانوا كأسلاف لهم حكموا الثرى

ولم يجعلوا التقليد فخر حياتهم
ولم يرتدوا اللذات تاجا ومئزرا

وكانوا رجالا يحسنون أمورهم
ولا حقروا قومية لن تحقرا

وليس بحرٍ من يصافي عدوه
ويطلب منه العون إن طارئ طرا

فهل لنا من عودة إلى مجدنا الذي بلغه أوائلنا بفضل التأسي برسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم , فورثهم الله الارض وجعلهم خلفاء فيها مصداقا لقوله تعالى في سورة النور :

( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف

الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني

لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون *

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) 0



اللهم ارزقنا بعونك طاعتك وطاعة رسولك حتى نلقاك تحت لوائه مع الذين قلت فيهم في سورة الحديد :

( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم

جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم )0


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0

abu iman 02-24-2010 10:36 PM

بارك الله فيك على هذا المجهود جعله الله في ميزان حسناتك
و أفاض الله علينا بحب المصطفى من سابغات نعمه ...
و زادنا شرفا باحتفالنا بمولده ...صل الله وسلم عليه و على آله

اولئك ابائي 02-25-2010 01:17 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ...

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين ...:

وبعد ... اخوتي في الله ....

كان الصحابة رضي الله عنهم

" يتسابقون على وضوئه صلى الله عليه وسلم للتبرك به وكانوا لايحدون النظر إليه عليه الصلاة والسلام إجلالا وتعظيما له "

ومع فرط تعظيمهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدثوا احتفالا لمولده وكذلك القرون المفضلة من بعدهم ...

ولم يثبت عنهم ذلك رضي الله عنهم ...


ألا وإن أعظم صور التعظيم له صلى الله عليه وسلم:

الاقتداء به وعدم مخالفة أمره حبا وانقيادا دائما ...

وليس محدودا بوقت لايتكرر إلامرة كل عام ...!!!


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )

ابن شمال المملكة 02-25-2010 01:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الهم اهدنا لم اختلف فيه الى الحق وارنا الحق ورزقنا اتباعه وارنا الباطل وارزقنا اجتنابه

لااريد ان اجادل في امر بين وواضح وضوح الشمس والاخ ابو امان يعلم ذلك جيدا ولكن السوال ؟لماذا نعرف الحق ولانتبعه ونعرف الباطل ونصر عليه ؟

ابو امان هداني الله واياك والجميع الى الصواب اسالك سوال واحد

هل تشك في محبتنا للحبيب فداه نفسي وابي وامي واولادي واموالي وادنياء كلها صلى الله عليه وسلم ؟

ام اولئك القوم انضر وحكم


http://www.youtube.com/watch?v=U2XbRKxIHPs

ابن شمال المملكة 02-25-2010 01:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ان كان هذا الاسلام الذي جاء بYouTube - Broadcast Yourself. محمد عليه السلام فإني من بري

ابن شمال المملكة 02-25-2010 01:38 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي ابو امان اليست هذه هي الجاهليه بام عينها

http://www.youtube.com/watch?v=8u0PBW-Gr9w

ابن شمال المملكة 02-25-2010 01:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الى ترضى بهذا حكم بيننا

http://www.youtube.com/watch?v=rwYWpHOgBKo

الحضرمي التريمي 02-25-2010 07:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman (المشاركة 467147)
يعني : أنتم فقط و من يتبعونكم أهل الوجوه البيضاء و غيركم و غيركم أهل وجوه سوداء
هذا مفهومكم ؟ أنتم فقط معكم صك إلى الجنة و غيركم في النار ؟ عدنا إلى عصور صكوك الغفران ...... لا تعليق

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[COLOR="Blue"]قد قطعتم شوط في ترك كثير من ضلالات الماضي الغابر لا داعي بالتذكير به حين كانت أقاليد الجنة - المفاتيح -مع واحد أو أتنين منكم فقط في حضرموت واليمن عموما ولاداعي لنقله من كتبهم القديمة التي أحرق بعضها الوهابيون وأبن غرامة اليافعي والأشتراكيين الذين سلطهم الله في وقت من الأوقات لغسل ذنوب القرون السابقة وفاق الناس جميعا على العلم الشرعي وأخذ بعضكم يقرأ لأول مرة كتب الحديث ويقول هذا حديث في مسلم أو البخاري وهذه والله أنها نعمة كبيرة وفرصة جعلها الله للمتأخرين أن يراجعوا الطريق وبدا أناس غير قليل يعرفون أن الماضي وأعتقاداته فيه دخن كثير ومن كانت لديه شجاعة ومنعة وحصانة تبرأ منه ، ومن كان خائفا أصبح يلعب على حبلين ويخلط ويدور ويلف وأن أراك من هذا الصنف ياعزيزي " ابو ائمان "
وأنت فيك خير واسأل الله أن تخطو الخطوة الأخرى لتبصر نور الحق0
وكلام أبن عباس رضي الله عنهما واضح ولم يقل بقولك أحد من علماء أهل السنة أننا نملك صكوك الغفران ولا حد يدخل احد [/
COLOR]الجنة ( في الغدفة )
وصحيح أن الكنائس النصرانية كانت توزع صكوك الغفران في أوربا في العصور الوسطى ، وكانت كنائس للبيض وكنائس للسود الزنوج والأفارقة النصارى هذا ماقرأته في التاريخ 0؟غير أن المسلمين ليس في دينهم هذا ؟؟

الحضرمي التريمي 02-25-2010 08:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرحةالجامع (المشاركة 467244)
أيها الأخوة الأحباب :
____________

قلت من قبل إن معرفة الله تعالى هي علة وجودنا في هذه الدنيا ,

ولا سبيل إلى معرفته تعالى معرفة مذاق إلا عن طريق الإيمان به ثم تقوية الإيمان بمتعلقاته من

صلاة وصيام وزكاة وحج ونوافل وقربات إلى الله بالعبادات الجسدية والمادية والمجاهدات النفسية 0

وقد كان صاحب الذكرى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يهتم بإيمان أصحابه حتى لقد قال

يوما لسيدنا حارثة بن مالك الأنصاري : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله ,

قال : إن لكل قول حقيقة , فما حقيقة إيمانك ؟ قال : يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي

وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون ,

وكأني أسمع عواء أهل النار ,

فقال له مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عرفت فالزم 000

ومن هنا جاء قولهم : فلان عارف , ولم يقولوا عالم , لأن العلم غير المعرفة :

فالعلم رواية , والمعرفة دراية ,

ويقول الإمام الغزالي رضي الله عنه :

فرق أن يعلم الإنسان حد الجوع والشبع وبين أن يكون صحيحا وشبعان 0

فالمذاق الروحي غير التحصيل الفكري 0

ويقول سيدي جلال الدين الرومي :

هل قطفتم وردا من الواو والراء والدال ؟ اذهبوا فابحثوا عن حقيقة المسمى 00

وها نحن قد رأينا كيف قطع حارثة رضي الله عنه بقلبه اليقظ مفاوز الآخرة

حتى كأنه رأى الجنة والنار معاينة , فما أسعده 0

وإذا كان الله تعالى يقول :

( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) 0

فقد جعل العلم وسيلة للخشية وليس غاية في ذاته , فمن لم يصل بعلمه إلى خشية الله لا يعد

عند العارفين عالما إنما هو في نظرهم من أوعية العلم فكانوا إذا أشاروا إلى واحد من هؤلاء :

يقولون حدثنا فلان وكان من أوعية العلم , ولا يقولون : وقد كان عالما , لأنه لم يتصف بالخشية التي تصاحب العلماء0

وهذا يفسر لنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

" والله إني لأتقاكم لله واخوفكم من الله " 0

ذلك بأنه كان أعلم العلماء الذين عملوا بما علموا , فهو أخشاهم لله وأعظمهم هيبة له سبحانه ,

ولذلك قيل :

على قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم إلا من الله خائف

فآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف

أيها الأحباب :
______


لا تظنوا أن التربية الدينية يقف أثرها عند أمور الآخرة الآجلة , بل هي كذلك تتصل بحياة الأمة

الدنيوية في نواحيها المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ,

ولنقرأ في هذا المقام بعض الأبيات للسيد / محمد إقبال وهو الذي نهل من علوم أوروبا في

انجلترا وألمانيا حتى حاز أعلى الشهادات ولكنه تربى في أسرته المسلمة تربية إسلامية عالية

فلم يتنكر لدينه ولا لوطنيته فيقول في عبقريته العالمية التي يعتز بها المسلمون من عرب وعجم ,

وقد ترجم شعره إلى العربية الشيخ / الصاوي شعلان :

قال خير الخلق تاج المرسلين
كل أرض مسجد للمسلمين

أي محراب يضم الساجدين
إن تركت الأرض للمستعمرين

حرر الأرض لتبني المسجدا
لا تدع غيرك فيها سيدا

وما أروعه في توجيه المؤمن إلى الناحية الروحية التي تكسبه عز الدارين حيث يقول :

ودنيا الروح سكر بالمعاني
وصحو بالرقي والمعالي

فعش للروح في دنيا وأخرى
تفز بالعالمين بلا زوال

وإن أمسيت للأموال عبدا
فقدتهما معا في كل حال

وإن أصبحت في الأكوان حرا
فأنت من كمال إلى كمال

وكسب المال للمخلوق حق
ولكن لا تبع شرفا بمال

وإن المال قد يأتي ويمضي
وأنت وما ملكت إلى ارتحال

فهل آن لشبابنا المثقفين في الداخل أو الخاج أن يفيقوا من غفلة اللهو والمجون التي غرهم بها الشيطان

حين زين لهم حب الشهوات وجعل همتهم وقفا عليها فكأنه لا موت ولا بعث ولا نشور ,

وما أبدع ما يقوله إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله , وعجبت لمن شك في الموت وهو يرى الموتى ,

وعجبت لمن شك في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى , وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء 0

والكلام في تزكية الروح متسع , ويكفي أن نقول أن الله تعالى جعل الفلاح في تك التزكية ,

وجعل الخيبة في إهمالها فقد قال تعالى في سورة الشمس :

( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) 0

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

نلم بعد ذلك إلمامة يسيرة بتاريخ المولد المبارك والسيرة العاطرة تبركا بالمولد وصاحبه

والسيرة وصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم 0

أُختِلف في يوم المولد المبارك , فمنهم من قال إنه كان في 9 من ربيع الاول , ومنهم من قال

إنه كان في 12 منه , وقد حقق المغفور له محمود باشا الفلكي الخلاف وانتهى إلى أن المولد

كان في 9 ربيع الأول من عام الفيل , وهو يوافق 20 أبريل من سنة 571 م ,

وقال أبن عباس رضي الله عنهما إن المولد كان في عام الفيل 0

وأسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة وهي تدل على شرفه ,

وأشهر تلك الأسماء محمد وقد سُمِي به في القرآن , وأحمد وقد سُمِي به في الانجيل ,

وأحيد , وقد سُمِي به في التوراة , ومعنى أحيد أنه يحيد بنا نحن المؤمنين عن النار ,

أما اسمه في السماء فمحمود , وأما كنيته فهي أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد سُئِل جده عبد المطلب : لماذا سميت الوليد محمدا وليس هذا شائعا في العرب ,

فقال في إلهام من الله : أرجو أن يكون محمودا في الأرض والسماء 0

وقد طاف عبد المطلب بحفيده بيت الله الحرام ودعا له وكان ينشد وهو يطوف به :

الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذي الأركان

من حاسد مضطرب العيان
حتى أراه بالغ البنيان

وكان من عادة شريفات قريش أن يدفعن بأطفالهن إلى المراضع في البادية لتصح أجسادهم

وتفصح ألسنتهم , فكان من سعادة بني سعد أن الوليد الشريف استرضع فيهم ,

حيث دفعت به أمه السيدة آمنة بنت وهب القرشية إلى السيدة حليمة السعدية 0

وقد استقبل جده عبد المطلب السيدة حليمة حين جاءت تأخذ حفيده فقال لها :

مَن أنتِ ؟ قالت امرأة من بني سعد قال : ما اسمك ؟ قالت حليمة ,

فتبسم وقال بخ بخ , سعد وحلم فيهما خير الدهر وعز الأبد 0

وكانت حليمة ترقصه وتقول :

يارب إذا أعطيته فأبقه
وأعله إلى العلا وأرقه
وادحض أباطيل العدا بحقه

وتحكي حليمة من بركة الوليد الرضيع فتقول :

ألقى الله محبته في القلوب حتى أن أحدهم إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى ومَن نزل به ضر في عينيه مسح عليهما

بكفه صلى الله عليه وآله وسلم فيبرأ بإذن الله تعالى ,

وكذلك إذا أعتل لهم بعير أو شاة أو فرس فيأخذون بيده , صلى الله عليه وآله وسلم , فيمرون بها

على موضع الأذى منه أو على كله فيبرأ بإذن الله عز وجل 0

وقد كان يمس ضرع الشاة للقوم فتحلب غبوقا وصبوحا 0

وقالت أيضا : أنبت الله ببركته صلى الله عليه وآله وسلم العشب فأعشب الوادي 0

وكانت الشيماء , ويقال لها أيضا الشماء وهي أبنة حليمة تساعد أمها في حضانته ,

وكانت تقول وهي ترقصه :

هذا أخ لي لم تلده أمي
وليس من نسل أبي وعمي

فديته من مُخول مُعِم
فأنمه الله فيما تنمي

كما كانت تقول :

يا ربنا أبق أخا محمدا
حتى أراه يافعا وأمردا

ثم أراه سيدا مسودا
واكبت أعاديه معا والحدا
وأعطه عزا يدوم أبدا

وقد جال فكري مرة في شأنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله , فربطت بين أسمائه الجميلة

الدالة على كثرة حمد الناس له , وبين أسم أبيه عبد الله , وقد قامت الرسالة المحمدية على الدعوة

إلى توحيد الله , وبين اسم أمه آمنة ورسالة ابنها قامت على السلام وتحيتها السلام ,

وإنما كان حربه لإقرار الأمن والسلام , وبين اسم مرضعته حليمة , وقبيلتها بني سعد , وابنتها الشماء,

وبين اسم جاريته أم أيمن , وأخيرا قلت لا يتأتى كل ذلك مصادفة , وإنما هي عناية الله التي أحاطت

به من كل جوانبه مصداقا لقوله تعالى :

( فإنك بأعيننا ) 0

وقد تحلى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من حداثته بمكارم الأخلاق ,

وباين أترابه في نشأته , فلم يجنح إلى لهو الصبا ولعب الشباب ,

ولم تستهوه الشهوات , بل شب طاهرا مطهرا , تزينه الإستقامة في أتم صورها وأعلى قممها ,

فتحلى بالصدق والأمانة والحياء والسخاء والتوكل والرضا والذكر والشكر والحلم والصبر والعفو

والصفح والرأفة والسكينة والوقار والتواضع والإنكسار والشجاعة والنجدة والهيبة

والخشوع والخوف والرجاء والدعاء والبكاء والعبادة والجهاد والحق ,

ويجمع تلك الصفات على كثرتها قوله تعالى :

( وإنك لعلى خلق عظيم ) 0

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم متحدثا بنعمة ربه :

" أنا دعوة أبي ابراهيم " 0

ودعوة أبيه وردت تفصيلا في سورة البقرة حيث يحكي الله أمرها في قوله الكريم :

( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم *

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا

إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك

ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) 0

ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مرة اخرى :

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم

واصطفاني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار من خيار " 0

أيها الأحباب :
______

لقد تحمل صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم مشقات عظمى في سبيل الله ,

فحمى دعوة الإسلام في الأرض بنفسه وماله , وحماها معه آله الكرام وأصحابه الأعلام ,

وقد كانوا أول الأمر قلة لكنهم لم يقبلوا في دينهم الذلة فهاجروا بدينهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ,

وصبروا وصابروا ورابطوا حتى دانت لهم الأرض في المشارق والمغارب 0

ولقد تغنى ركب المهاجرين إلى الحبشة , وهم يقطعوا الفيافي والقفار ويعبرون البحار ,

فرارا بالعقيدة التي حرصوا عليها حرصهم على أرواحهم بل أشد ,

فماذا تغنى حاديهم في ذلك الركب المؤمن , إنه كان يقول بصوته الشجي الذي هون

عليهم التضحية مع عظمها :

الأهل والأوطان *** فراقهم صعب
لكنه الإيمــــان *** فداؤه القلـــب
والروح والأبدان *** فليقبل الـــرب
فليقبل الرب

ثم أنظروا كيف صور الله الصحابة الكرام في حربهم وسلمهم في كتابه الخالد

إذ يقول تعالى في سورة الفتح :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا

يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) 0

أرأيتم كيف كانوا أسودا على الأعداء ورحمة على الأصدقاء وُعبّادا في جوف الليل البهيم

حتى استنارت وجوههم من إشراق القلوب 0

ويقول تعالى في سورة الأنفال منوها بفضل المهاجرين والأنصار :

( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا

أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) 0

ومن ذلك نرى أيها الأعزاء أن الإيمان ليس كلمة تقال ثم تصحبها دعة واستكانة ,

وإنما الإيمان يقظة فوارة جياشة , وتضحيات يتلو بعضها بعضا فلا غفلة ولا بخل ولا جبن ,

إنه عمل دائب لا يني ولا يفتر , وشعلة متقدة لا تنطفئ ,

ورحمة واسعة كالطوفان الذي يقهر ما يعترضه وهو يزخر ,

وحيا الله فيلسوف الاسلام / إقبال إذ يقول :

أرى التفكير أدركه خمول
ولم تبق العزائم في اشتعال

وأصبح وعظكم من غير سحر
ولا نور يطل من المقال

وعند الناس فلسفة وفكر
ولكن أين تلقين الغزالي

وجلجلة الأذان بكل أرض
ولكن أين صوت من بلال

منائركم علت في كل جو
ومسجدا من العُبّاد خالي

أيها الأعزاء :
______

إن المسلمين الأوائل إنما ميزهم عن سائر المسلمين حرصهم على إقتفاء

أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومحاكته والتأسي به , وكان زمه صلبا لايفل

ولا يقل بل يزداد على الأيام شدة وقوة , قام ليله فقاموا , وحارب الأعداء فحاربوا ,

وسالم أهل السلم فسالموا , ورحم اليتيم فرحموه , وواسى المصاب فواسوه ,

وعاد المريض فعادوه , وقال :

" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " 0

فاستمسكوا واتحدوا ولم يختلفوا ,

وما أحوج مجتمعنا اليوم لذلك وقد تفككنا فاستضعفنا الأعداء ,

وقد حذرنا منهم صاحب الذكرى حين قال بنور الله الذي آتاه :

" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ,

قالوا ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله , قال : لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل " 0

ويقول الشيخ / علي عقل رضي الله عنه في إلهامه الفوري الذي نقلناه عنه :

فيا أمة الإسلام مذا أصابكم
أترضون للإسلام أن يتأخرا

تركتم حدود الله وهي سلامة
وأهملتوا آثار مَن هذب الورى

زعمتم بأن الغرب فجر حضارة
وما الغرب إلا بالمآثم قد جرى

أباح الربا جهرا وما حرم الزنا
وقد حلل الصهباء واستعمر الورى

إذ نحن قلنا ليس في الغرب حكمة
تقولون لولا الغرب لن نتحضرا

أرى الغرب لو للعدل كانت حروبه
لما جال في أفيائنا وتبخترا

وما هتفت بالحرب يوما ديارنا
ولا شهرت سيفا وحشرت قرى

وليت بني قومي أقاموا على الهدى
وكانوا كأسلاف لهم حكموا الثرى

ولم يجعلوا التقليد فخر حياتهم
ولم يرتدوا اللذات تاجا ومئزرا

وكانوا رجالا يحسنون أمورهم
ولا حقروا قومية لن تحقرا

وليس بحرٍ من يصافي عدوه
ويطلب منه العون إن طارئ طرا

فهل لنا من عودة إلى مجدنا الذي بلغه أوائلنا بفضل التأسي برسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم , فورثهم الله الارض وجعلهم خلفاء فيها مصداقا لقوله تعالى في سورة النور :

( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف

الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني

لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون *

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) 0



اللهم ارزقنا بعونك طاعتك وطاعة رسولك حتى نلقاك تحت لوائه مع الذين قلت فيهم في سورة الحديد :

( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم

جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم )0


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أنظروا كيف تنقل الأقوال عن الصحابة وتفسيرهم لايات الله لتعلموا أن مانقله 0 ( صاحب سرحة الجامع ) في هذا الكلام الطويل فيه ضعف وعدم أمانة تشبه ما يفعله الشيعة في كتبهم والصوفية حطاب ليل ليسوا أهلا للتلقي عنهم وأنا سأكتفي فقط بتفسير ماقاله في هذه الآية فقط ولكم أن تحكموا بعد ان تراجعوا كل ماكتبه اخونا فسحة الجامع 0

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )


ه الصفحات الطويلة وهذه عينة فقط لذوي الألباب اللهم أني بلغت ؟؟

الحضرمي التريمي 02-25-2010 09:24 AM

يافسحة الجامع ومن معك في السقيفة تكلم أو لم يتكلم بعد :
اتقوا الله في ماتكتبونه وتنقلونه سيشهد عليكم يوم القيامة أدعوك أن كنت تريد رفعة في الدنيا والآخرة فهي بالعلم والعمل الصالح كما أخبر الله تعالى في كتابه قال تعالى : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " المجادلة(11)
ولا تغش عوام الناس وتخلط الأوراق ان كنت تريد الحق وتبحث عنه اقراء هذه المناظرة :

القيمة بعده تقوم الحجة علينا جميعا أن كنا نحب الله ورسوله ودعك من الحشو والتدليس :
مناظرة الشيخ الألباني
مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني:
حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذلك فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به(.
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به (( نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة )) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(( . لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ (( .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
)) من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد (( يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
)) خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم(( .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به (( .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .((
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم (( فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه(( .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ((
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك (( .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم : )) أبى الله أن يقبل توبة مبتدع (( .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ((
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة .....
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) وكذلك يقول الله تعالى :
(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ) أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟ ) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم( .
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1

اولئك ابائي 02-25-2010 03:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضرمي التريمي (المشاركة 467545)
يافسحة الجامع ومن معك في السقيفة تكلم أو لم يتكلم بعد :
اتقوا الله في ماتكتبونه وتنقلونه سيشهد عليكم يوم القيامة أدعوك أن كنت تريد رفعة في الدنيا والآخرة فهي بالعلم والعمل الصالح كما أخبر الله تعالى في كتابه قال تعالى : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " المجادلة(11)
ولا تغش عوام الناس وتخلط الأوراق ان كنت تريد الحق وتبحث عنه اقراء هذه المناظرة :

القيمة بعده تقوم الحجة علينا جميعا أن كنا نحب الله ورسوله ودعك من الحشو والتدليس :
مناظرة الشيخ الألباني
مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني:
حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذلك فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به(.
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به (( نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة )) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(( . لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ (( .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
)) من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد (( يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
)) خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم(( .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به (( .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .((
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم (( فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه(( .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ((
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك (( .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم : )) أبى الله أن يقبل توبة مبتدع (( .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ((
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة .....
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) وكذلك يقول الله تعالى :
(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ) أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟ ) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم( .
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1



بيض الله وجهك يالغالي ... وجزاك الله خير الجزاء ... وجعله في ميزان حسناتك

وثبتنا الله واياك على كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الى يوم ان نلقاه

حفظك الله ورعاك ... تقبل مروري

abu iman 02-25-2010 03:24 PM

أنا لا أريد أن أتطاول على المشايخ و لكني فقط أريد أن أوجه هذا الحوار المعد سلفا ليقود إلى نتيجة معروفة بعدم الجواز

اقتباس:

فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
هل يريد الشيخ أن يقول كان على رسول الله أن يقول (احتفلوا بالمولد كل عام) ؟
إذن نحن نطالبه بأن يأتي لنا بنص يقول فيه الرسول ( صلوا التراويح جماعة)
وغيرها من الأمور كمنع قطع يد السارق في عام الرمادة كل ذلك من اجتهادات عمر و جمع القرآن و تدوين الحديث وعمر لا يتلقى الوحي و لا عثمان أيضا ولكنهما فهما الدين و ما معنى الدين و أصول الدين و أنه جاء لخير البشرية فاجتهد و الإجتهاد مأمور به فغي الإسلام من أخطأ فله أجر و هذا دليل على حث المسلمين على الإجتهاد حتى كاد أن يكون فريضة و مع وجود نص قرآني ( السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما ...) فهل هناك نص أعظم من نص قرآني مع ذلك منع عمر قطع الأبدي هكذا أرادنا الإسلام أن ندرس الأمور لا أن نبحث عن نصوص جامدة.... لا تقل لي أنه صحابي و هل من حقه أن يعترض على نص قرآني لولا أنه عرف أن الإسلام دين عقل و ليس دين نصوص مغلقة رضي الله عنه ثم نقول أين النص الذي سمح لنا بقراءة المولد !!!!! ما هذا فما لم يمنعنا فيه الرسول و لم يصادم نصا فلا نبحث عن نص يجيزه أليس المثبت أولى من النفي و أنا بدوري أطالب بنص صريح يقول ( لا تقرأوا المولد لأنه شر ) هل يوجد نص كهذا ؟ إذن نحن أمام عقول و ليس أمام نصوص. فعندما يقول الله( فاستبقوا الخيرات) أو ( و ابتغوا إليه الوسيلة) هل على الرسول أن يخرج لنا كشفا مفصلا بتلك الخيرات ؟ رقم 1 كذا رقم 2 كذا ..... أم يقول لنا العموميات و انت اجتهد في التفاصيل و اسلك إلى الخير بالطرق المشروعة و ليس بما يوجد فيه نصوص لأن ذلك قيد على أنواع الخير. فهل يوجد أيام الرسول جمعيات خيرية ؟ إنها أمور مستحدثة و لكنها نافعة . لم لم يسأل أحدكم أين النص أو الحديث الشريف الذي يجيز فتح جمعيات كقوله مثلا ( أحللكم فتح جمعيات و وضع نظام داخلي لها) نحن نبحث عن النص في العبادات و ما سوى ذلك فمعظم الأحاديث بل تسعين في المائة أحاديث ظنية .

لي عودة و سأستكمل إن أردنم أو قولوا لا تستكمل فأتوقف

اولئك ابائي 02-25-2010 04:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman (المشاركة 467707)
أنا لا أريد أن أتطاول على المشايخ و لكني فقط أريد أن أوجه هذا الحوار المعد سلفا ليقود إلى نتيجة معروفة بعدم الجواز


هل يريد الشيخ أن يقول كان على رسول الله أن يقول (احتفلوا بالمولد كل عام) ؟
إذن نحن نطالبه بأن يأتي لنا بنص يقول فيه الرسول ( صلوا التراويح جماعة)
وغيرها من الأمور كمنع قطع يد السارق في عام الرمادة كل ذلك من اجتهادات عمر و جمع القرآن و تدوين الحديث وعمر لا يتلقى الوحي و لا عثمان أيضا ولكنهما فهما الدين و ما معنى الدين و أصول الدين و أنه جاء لخير البشرية فاجتهد و الإجتهاد مأمور به فغي الإسلام من أخطأ فله أجر و هذا دليل على حث المسلمين على الإجتهاد حتى كاد أن يكون فريضة و مع وجود نص قرآني ( السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما ...) فهل هناك نص أعظم من نص قرآني مع ذلك منع عمر قطع الأبدي هكذا أرادنا الإسلام أن ندرس الأمور لا أن نبحث عن نصوص جامدة.... لا تقل لي أنه صحابي و هل من حقه أن يعترض على نص قرآني لولا أنه عرف أن الإسلام دين عقل و ليس دين نصوص مغلقة رضي الله عنه ثم نقول أين النص الذي سمح لنا بقراءة المولد !!!!! ما هذا فما لم يمنعنا فيه الرسول و لم يصادم نصا فلا نبحث عن نص يجيزه أليس المثبت أولى من النفي و أنا بدوري أطالب بنص صريح يقول ( لا تقرأوا المولد لأنه شر ) هل يوجد نص كهذا ؟ إذن نحن أمام عقول و ليس أمام نصوص. فعندما يقول الله( فاستبقوا الخيرات) أو ( و ابتغوا إليه الوسيلة) هل على الرسول أن يخرج لنا كشفا مفصلا بتلك الخيرات ؟ رقم 1 كذا رقم 2 كذا ..... أم يقول لنا العموميات و انت اجتهد في التفاصيل و اسلك إلى الخير بالطرق المشروعة و ليس بما يوجد فيه نصوص لأن ذلك قيد على أنواع الخير. فهل يوجد أيام الرسول جمعيات خيرية ؟ إنها أمور مستحدثة و لكنها نافعة . لم لم يسأل أحدكم أين النص أو الحديث الشريف الذي يجيز فتح جمعيات كقوله مثلا ( أحللكم فتح جمعيات و وضع نظام داخلي لها) نحن نبحث عن النص في العبادات و ما سوى ذلك فمعظم الأحاديث بل تسعين في المائة أحاديث ظنية .

لي عودة و سأستكمل إن أردنم أو قولوا لا تستكمل فأتوقف


مافعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس بتغييرا للْحُكْم الشرعي ، وإنما هذا من باب السياسة الشرعية .

وعمر رضي الله عنه كان من سياساته الْحَزْم في الأمور ، فلما رأى الناس تَسَاهَلُوا وتَوسّعوا في أمْرِ الطلاق ألزَمهم ببعض الْحُكم ،

أي جَعل الثلاث طلقات ثلاثا ، أي : يَقَع بها الطلاق البائن .

وهذا له أصل في السُّنّة ، وهو أن يأخذ الإمام أو الحاكم والقاضي ببعض الْحُكم .

بوّب الإمام البخاري : باب مَن تَرك بعض الاختيار مَخَافة أن يَقْصُر فهم بعض الناس عنه فَيَقَعُوا في أشَدّ منه .

ثم روى بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :

يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بِكُفْر لَنَقَضْتُ الكعبة فَجَعَلْتُ لها بابين : باب يَدخل الناس ، وباب يَخْرُجُون .

هذا مِن جِهة

ومِن جهة أخرى فإن عمر رضي الله عنه هو الْمُحَدَّث الْمُلْهَم ، وهو الخليفة الراشد ، وقد أُمِرْنا أن نَـقتدي به ونأخذ بِسُنّتِه ،

كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بِسُنّتِي ، وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عَضّوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد وغيره .

وفي قولِه صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين مِن بَعدي : أبي بكر وعمر . رواه أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .

أما في حَدّ السرقة فإن الإسلام جاء بِدرء الحدود ، أي أنها تُدْفَع إلى أن تَثْبُت ثباتا بيِّنا .

والْمَجَاعَة التي كانت في زمان عمر رضي الله عنه شُبْهَة تُدفَع بها تُهمة السرقة ؛ لأن السارق في سِنِيّ المجاعة إنما ألجأه إلى السرقة الجوع والفاقة .

وهذا أيضا له أصل في سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ،

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعْرَض عن ماعِز رضي الله عنه لما جاء مُعتَرِفا بِذَنْبِه ، وصَدّ عنه ، وردّده مِرارا لعله يتوب ويستتر ،

حتى سأله : أبِكَ جُنون ؟ وأمَرَ عليه الصلاة والسلام أن يُشَمّ ، فلو كان شارِبا للخمر فإنه يُحَدّ حدّ الخمر دون الرَّجم .

بل يُشرَع في مثل هذا أن يُلقّن الحجة ، فقد قال عليه الصلاة والسلام لِماعِز رضي الله عنه : لعلك قَبّلْت ، أو غَمَزْت ، أو نَظَرت ؟ رواه البخاري .

وكل ما فعله الخلفاء مِن بعده صلى الله عليه وسلم هو موُافِق لِسُنَّتِه عليه الصلاة والسلام .

فسُنّة الخلفاء الراشدين لا تَخْرَج عن سُنّـة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي موافقة لِسُنّة النبي صلى الله عليه وسلم ،

دائرة معها حيث دارَتْ ، كما بيّن ذلك ابن حزم في " الإحكام " .

ولا يُعرَف في الصحابة رضي الله عنهم مُبْتَدِع ، فإنه كانوا على الْهُدَى المستقيم . كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .

وليس هذا من باب تغيّر الفتوى بتغيّر الزمان ، بل هو تقدير الحال .

ثم لو كان هذا من باب تغير الفتوى أو اختلافها ، فَمَن هو الذي سيكون مثل عُمر رضي الله عنه يُقدِّر الأمور كتقدير عُمر ؟

فياأخي abu iman هداك الله ماهي الشبهة التي دعت الى اقامة المولد النبوي ... .!!؟؟

فتحريمها اتي من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح

فلا تأتي ببعض الحديث وتترك بعضه ....

كمن يقول ...!!!!

قال الله تعالى : " (( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ........))

abu iman 02-25-2010 05:17 PM

اقتباس:

فياأخي abu iman هداك الله ماهي الشبهة التي دعت الى اقامة المولد النبوي ... .!!؟؟ فتحريمها اتي من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا تأتي ببعض الحديث وتترك بعضه .... كمن يقول ...!!!! قال الله تعالى : " (( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ........))

بارك الله فيك يا أخي
كلامي متسلسل و متناسق و ما أوردته مجرد أمثلة حتى لا آخذ حيزا كبيرا في المشاركة و لو شئت لكتبت صفحات طويلة و ما ذكرته أعلاه مجرد محاولة إنارة و استدراك و ليس ردا فلست في مستوى الألباني و إن كان الكثيرون مختلفين معه في كثير من الأمور لأن الحوار بدا لي معد سلفا ليكون الجواب الرفض
أخي الكريم : إرجو أن يتسع صدرك للرد على بعض استفساراتي للتوضيح:
لقد قلنا سلفا هل نحن مختلفون في الإحتفال ذاته أم مختلفون في كيفية الإحتفال به فلا نخلط الأمور هداك الله و إيانا
أي مفسدة أو مفاسد في ذكر خير الأنبياء و خاتم المرسلين حبيب الله و صفيه سيدنا محمد صل الله عليه و آله سلم؟
أي خطأ في أن نجتمع لنقرأ سيرته أو ليتحدث أحدنا عن سيرته إذا كانت القراءة هي المرفوضة ؟
ألم تردد المنابر كل يوم مناقب الرسول ؟ هل في ذلك حرج؟ هل في الإجتماع للصلاة عليه مفسدة ؟
كيف نحبب الرسول إلى قلوب الأطفال فالطفل لا يدرك معاني الكلمات بل يدرك فقط بالأفعال؟
ماذا جنينا من منع ذكر ميلاد الرسول و تكراره على مسامع النشئ غير فقدانهم القدوة و اتجهوا إلى سوء السلوك؟
لماذا تطاول الغرب على رسولنا الكريم لأنهم وجدوا أننا لا نعطيه المكانة التي يستحقها حتى كلمة (سيدنا ) ينكرونها؟
أن ندرأ الامفاسد لا يعني أن نمنع طريق الخير بارك الله فيك. بل نصلح مافسد ليبقى طريق الخير سالكا، هل إذا وجدنا خفرة في الطريق نمنع الناس من المرور فيه درءا للسقوط فيها أم نردم الحفرة و نجعله سالكا لأن المشكلة ليست في الطريق بل في الحفرة التي حدثت ؟
ماذا تقصد بالشبهة الشبهة تعني الشيء المشبوه في حكم حلاله و حرامه و ليس الشبهة في الجلوس معا لذكر الله و ذكر نبيه هذا كلام عجيب بارك الله فيك السؤال معكوس ماهي الشبهة في ذكر الله و ذكر رسوله لا أدري إن كنت تقصد شيئا آخر
نسأل الله أن يوفقنا للخير بجاهه صل الله عليه و آله و سلم و بمحبتنا له


/////

الخاتم* 02-25-2010 08:09 PM

مرحبا بشهر النور شهر الموالد والسرور نعم للمولد ففيه ينعم الكل بذكر الحبيب وذكر شمائله واتلذذ بما قيل في مدحه ان من كان مع الحبيب في الدنيا بصدق وبقلب ونيه صادقه سوف معه في الاخره
وصدق من قال ( ان كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ) والمحبه ليست بلعداوه الخفيه كما هوا الحال عند البعض والغريب ان هذه الفيئه تظهر العداوه بشكل غير مباشر في شهر ربيع الاول حسبنا الله ونعم الوكيل
واما من يدخل الجنه ومن يدخل النا فهذه اشياء بيد الله العلي القدير ولايعلم الغيب الا هوا فتركوا الناس لشانهم ( وقل اعملوا فسيرا الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) فليس انتم من يعلم الغيب بمن يكون في النار ومن يكون في الجنه
حتى الرسول لايعلم ذلك فهل مشاتخكم اعلم من رسول الله ؟؟

abu iman 02-25-2010 08:44 PM

بارك الله فيك أخي الخاتم وجزاك الله خيرا باستبشارك بهذا الشهر الذي شرفه الله بميلاد الحبيب المصطفى سيدنا و حبيبنا و هادينا و شفيعنا و قرة أعيننا صلوات الله و سلامه عليك يا رسول الله @
اللهم ارزقنا شفاعتة و ارزقنا اتباعه و طوع قلوبنا لمحبته و اعطنا على قدر نوايانا ... آمين

الحضرمي التريمي 02-25-2010 09:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اولئك ابائي (المشاركة 467700)
بيض الله وجهك يالغالي ... وجزاك الله خير الجزاء ... وجعله في ميزان حسناتك

وثبتنا الله واياك على كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الى يوم ان نلقاه

حفظك الله ورعاك ... تقبل مروري

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك وأفاض عليك من نعمه وتقبل منك الدعاء آمين 0

معتصم 02-25-2010 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضرمي التريمي (المشاركة 467545)
يافسحة الجامع ومن معك في السقيفة تكلم أو لم يتكلم بعد :
اتقوا الله في ماتكتبونه وتنقلونه سيشهد عليكم يوم القيامة أدعوك أن كنت تريد رفعة في الدنيا والآخرة فهي بالعلم والعمل الصالح كما أخبر الله تعالى في كتابه قال تعالى : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " المجادلة(11)
ولا تغش عوام الناس وتخلط الأوراق ان كنت تريد الحق وتبحث عنه اقراء هذه المناظرة :

القيمة بعده تقوم الحجة علينا جميعا أن كنا نحب الله ورسوله ودعك من الحشو والتدليس :
مناظرة الشيخ الألباني
مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني:
حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذلك فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به(.
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به (( نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة )) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(( . لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ (( .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
)) من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد (( يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
)) خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم(( .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به (( .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .((
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم (( فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه(( .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ((
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك (( .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم : )) أبى الله أن يقبل توبة مبتدع (( .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ((
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة .....
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) وكذلك يقول الله تعالى :
(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ) أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟ ) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم( .
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1



ياأخي الحضرمي التريمي زادك الله نورا الصحابة رضوان الله عليهم قد سبقونا إلى التبرك بنخامته وفدوه بأرواحهم صلى الله عليه وسلم والقص واللصق مايفيد الموضوع شيئ.

معتصم 02-25-2010 09:44 PM

لايوجد حتى ألآن من جاء بآية أو حديث صحيح يحرم المولد كلها للأسف آراء وأقوال.

الحضرمي التريمي 02-25-2010 10:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم (المشاركة 467871)
لايوجد حتى ألآن من جاء بآية أو حديث صحيح يحرم المولد كلها للأسف آراء وأقوال.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ياولد تعلم أكثر من شأن تعرف الايات والاحاديث التي تحرم المولد ، ولاتدهن من بطة خلية0

abu iman 02-26-2010 01:43 AM

اقتباس:

ياولد تعلم أكثر من شأن تعرف الايات والاحاديث التي تحرم المولد ، ولاتدهن من بطة خلية
يالحضرمي يا صاحب البطة الملانة بارك الله فيك أرجو أن تكون ملانة بالسمن البنادري
أؤكدما قاله الأخ/ لا توجد آية صريحة تحرم أو تكره أو حتى تلمح مع أن التلميح لا يعتبر دليل و حجة إلى أن الإحتفال بالمولد أو بغير المولد حرام !!! إلا إن كنت تريد أن تتعسف الآية لتؤولها إلى ما لا يعلم تأويلها إلا الله ... و كل ما قيل اجتهادات و كلهم الذين أجازوا و الذين حرموا هم رجال و كل بحجته و لنا أن نتبع من نراه و نقتنع بكلامه و حجته من وجهة نظرنا و ليس واجبا علينا اتباع فئة معينة غصبا عنا حتى في العبادات، منا من يتبع الشافعي و من يتبع مالك أو ابن حنبل أو أبو حنيفة أو أي مذهب آخر إن وجد، فما بالك بغير العبادات، نحن أحرار في اتباع من نريد من العلماء الأفاضل و لا أحد يجبرنا و ليس من حق أحد يجبرنا على اتباع ما لم نقتنع بحجته لأننا بذلك نختان أنفسنا ( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم ...) جئت بهذه الآية فقط لتأكيد كلمة نختان حتى لا يظن ظان أني أخترع كلمات ما لها وجود في القاموس ... إن شئت يارك الله فيك فاحتفل و إن شئت لا تحتفل ... أما أنا فسأحتفل بميلاد أعظم الرسل و أحب الناس إلى نفسي و سيد ولد آدم و سنعلّم أبناءنا كيف يعظمون و يحبون نبي الأمة و هاديها بإذن الله إلى صراطه المستقيم .... جعلنا الله بنيتنا هذه ممن يشربون من حوضه يوم القيامة( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ مانوى) اللهم إنا نحتفل بحبيبك المصطفى فرحا بمولده و استبشارا بقدومه حبا فيه فاثبنا على نوايانا و اجزنا بما أنت أهله . و اهدنا جميعا إلى سواء السبيل...

ابوعبداللاه 02-26-2010 03:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضرمي التريمي (المشاركة 466592)
جاء المولد 000 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
غنوا وكلوا وأطربوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


لا غرابة في قولي لو قلت أن علماء أهل السنة قد استنفذوا ما في وسعهم من أدلة شرعية وعقلية لإقناع المخالف من أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بدعة بدعة ؟؟
وأن من أحدثها الباطنية العبيديين المسمين أنفسهم "بالفاطميين " زورا وبهتانا في القرن الرابع الهجري عندما حكموا مصر ولازال الدروز في سوريا ولبنان يعبدون احد سلاطينهم إلى اليوم وتابعهم في بدعة المولد بعض السلاطين والزهاد المتصوفة ،وهذه حقيقة تاريخية لم يستطع أحدا من المخالفين لأهل السنة إنكارها 0
لكن الهوى من أخطر المعاصي لأن صاحبه المبتدع يظن في قرارة نفسه أنه على حق وأنه يسير على الطريق الصحيح ويستضيء بضوء الشمس وهو عكس ذلك تماما بل هو في طريق الظلام ولكنه يستضيء بجو مقمر خادع لا ضوء الشمس التي يستمد من ضوءها جميع الكواكب النور ومنها القمر لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد ] . ( صحيح ) . عن العرباض بن سارية يقول : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا : يا رسول الله ! إن هذه لموعظة مودع ؛ فماذا تعهد إلينا ؟ قال : فذكره
ووقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم فخرجت الخوارج في أول بدعة وخرجت السبائية الرا فضة الباطنية أحفاد المجوس في بدعة أخرى في تاريخ المسلمين ؛ وظل دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم المحجة البيضاء ليلها كنهارها 000 لا يزيغ عنها ألا هالك0000
وبقى أهل السنة رقم صعب مناله على المبتدعين في كل زمان وفي كل مكان صعب أن يجاوزوه وأن قلوا وكثر أهل البدع لأن الله أخبر في كتابه قال تعالى : "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (119) من سورة هود
ولا ينفع صاحب البدعة فتاوى حكم الاحتفال بالمولد من كبار علماء الأمة التي تنشرها المساجد السلفية والمواقع والخطب المنبرية في كثير من بلدان المسلمين كلما جاءت المناسبة هذه وضرب لها الطار والطبل والمزمار وأكلت في أيامها الحلوى وحلت بأصحابها البلوى في الدين0 وظلوا بها متشبثين غير أن من المفيد أن نقول أن صاحب المعاصي وأن كبرت معاصيه يحدث نفسه بالتوبة والرجوع والإنابة إلى الله إلا صاحب الهوى ؟ ألا صاحب الهوى ؟ إلا صاحب الهوى ؟
لماذا يامسلمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟



لاحولاولاقوة الابالله
تتكلم والله ستسال عن كل ماقلت امام الله
بدلاً ماتقول اكثرو من الصلاه على المصطفى صلى الله عليه وسلم
تقول كلام مالايليق
اذكان المشكله في طريقه الاحتفال في طرق كثيره منه الاكثار من الصلاه عليه ذكر سيره في البيوت والمساجد باطريقه كانت
اماتعلم ان الرسول كان يصوم يوم الاثنين وسال عن صيامه وقال ذاك يوم ولده فيه والكلا بايطول في هذا الموضوع والحليم تكفيه الاشاره

دموع الزمن 02-26-2010 07:06 AM

تسلم اخي الكريم على هالطرح..

يعطيك الف عافية..

تقبل مروري..

تحيتي لك

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه اجمعين

سرحةالجامع 02-26-2010 09:58 AM

بحث حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي . وصار الكلام أشبه ما يكون بالحولية التي تقرأ في كل موسم وتنشر في كل عام حتى ملّ الناس سماع مثل هذا الكلام ، ولكن خوفاً من أن يكون ذلك كتمان للعلم نقدم هذه المشاركة في هذا الموضوع المشتقة من عدة مصادر وكان المصدر الرئيسي كتاب حول المولد النبوي الشريف للسيد محمد علوي مالكي نفعنا الله به ورضي عنه ..

نشأة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم :
ذكر ابن تيميه عن محمد بن سيرين قال : " ثبت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا : لو نظرنا يوماً فاجتمعنا فيه فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا .. فقالوا : يوم السبت ، ثم قالوا : لا نجامع اليهود في يومهم ، قالوا : فيوم الأحد ، قالوا : لا نجامع النصارى في يومهم ، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة ، فاجتمعوا في بيت أبي أمامة بن زرارة رضي الله عنه فذبحت لهم شاة فكفتهم " ..


قال القاضي : وحيث أن خروج آدم في يوم الجمعة من الجنة سبب لوجود الذرية الذين منهم الأنبياء والأولياء وسبب للخلافة في الأرض وإنزال الكتب وقيام الساعة سبب تعجيل جزاء الأخيار وإظهار شرفهم فزعم أن وقوع هذه القضايا فيه لا يدل على فضله في حيز المنع قال القاضي: وقد عظم اللّه هذا اليوم ففرض على عباده أن يجتمعوا فيه ويعظموا فيه خالقهم بالطاعة لكن لم يبينه لهم بل أمرهم بأن يستخرجوه بأفكارهم وواجب على كل قبيل اتباع ما أدى إليه اجتهاده صوابا ًأو خطأ كما في المسائل الاجتهادية فقالت اليهود هو يوم السبت لأنه يوم فراغ وقطع عمل فإن اللّه فرغ من السماء والأرض فيه فينبغي انقطاعنا عن العمل فيه والتعبد وزعمت النصارى أنه الأحد لأنه يوم بدء الخلق الموجب للشكر والتعبد ووفق اللّه هذه الأمة للإصابة فعينوه الجمعة لأن اللّه خلق الإنسان للعبادة وكان خلقه يومه افالعبادة فيه أولى لأنه تعالى أوجد في سائر الأيام ما ينفع الإنسان وفي الجمعة أوجد نفس الإنسان والشكر على نعمة الوجود وروى ابن أبي حاتم عن السدي أنه تعالى فرض الجمعة على اليهود فقالوا يا موسى إن اللّه لم يخلق يوم السبت شيئاً فاجعله لنا فجعل عليهم وذكر الأبي أن في بعض الآثار أن موسى عين لهم الجمعة وأخبرهم بفضله فناظروه بأن السبت أفضل فأوحى إليه دعهم وما اختاروا.

ولمن يقول أن أول من احتفل هو الفاطميون وهم عبيديون زنادقة روافض أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودي ولا يمكن أن يفعلوا ذلك محبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لغرض خفي ‍‍؟؟ إن القطع بأن هؤلاء هم أول من احتفلوا تجاهل عجيب للخلاف الثابت في ذلك .
فينبغي عدم التعويل على هذا لأن أهل التاريخ ذكروا غيرهم ..

ومنهم الحافظ ابن كثير الذي قالوا عنه أنه ذكر في البداية والنهاية أن الدولة الفاطمية هم أول من أحدث المولد النبوي .. إلى آخر القصة المعروفة ، ولكن ذلك خطأ وليس له أي سند من الصحة فالرأي الحقيقي لابن كثير في عمل الموالد النبوية ونشأته ما نصه : ( .. الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد له آثار حسنة وكان يعمل المولد النبوي الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً ؛ وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً ( أي بالأعداء ) عاقلاً عادلاً ، رحمه الله وأحسن مثواه وقد صنف الشيخ أبو الخطاب بن دحية له مجلداً في مولد البشير النذير، فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدت هفي الملك في زمان الدولة الصلاحية، وقد كان محاصراً عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة، قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي. وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية...الخ" اهـ.
(البداية والنهاية لابن كثير - سنة 630هـ - ج12 ص287.

قال السخاوي: لمي فعله أحد من السلف في القرون الثلاثة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات،ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

قال ابن الجوزي: من خواصه أنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام.


ونذكر مسائل هامة قبل ذكر أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي ..

الأولى : أننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاجتماع لسماع سيرته والصلاة والسلام عليه وسماع المدائح التي تقال في حقه ، واطعام الطعام ، وادخال السرور على قلوب الأمة ..

الثانية : لأن ذكره صلى الله عليه وسلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين ، ويجب أن تمتلأ به النفوس .
نعم إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوى لاقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض ، فيتذكرون بالحاضر الماضي وينتقلون من الشاهد إلى الغائب ..

الثالثة : أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله ، وهي فرصة ذهبية ويجب على الدعاة والعلماء أن يذكّروا الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلم بأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته ، وأن ينصحوهم ويرشدوهم إلى الخير والفلاح ويحذروهم من البلاء والبدع والشر والفتن ، وليس المقصود من هذه الاجتماعات مجرد الاجتماعات والمظاهر، بل إن هذه وسيلة شريفة إلى غاية شريفة ، ومن لم يستفد شيئاً لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف.

أدلة جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

الأول : أنه تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر ولقد استدل الحافظ ابن حجر بما جاء في البخاري 9/146-3184، فتح الباري ج: 9 ص: 145

وذكر السهيلي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال ما لقيت بعدكم راحة الا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين قال وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فاعتقها .

ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد الدمشقي :
إذا كان هذا الكافـــــر جـــاء ذمه
بتبـت يداه في الجحيم مخلــدا
أتى أنه في يوم الاثنيـــن دائمــــاً
يخفف عنه للســرور بأحمــدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا

الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده ، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود ، إذ سعد به كل موجود ، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في حديث أبي قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ فقال : (( فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) . رواه الامام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام ..

الثالث :أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر من القرآن من قوله تعالى : () قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) (يونس:58) فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة قال الله تعالى : () وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الانبياء:107) ..

الرابع :أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت ، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لنذكرها ، وتعظيم يومها ، لأجلها ولأنه ظرف لها .
وقد أصل صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة بنفسه كما صرح البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم :" لما وصل إلى المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سأل عن ذلك فقيل له : أنهم يصومون لأن الله نجى نبيهم وأغرق عدوهم فهم يصومونه شكراً لله على هذه النعمة فقال صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه " وقد كان الحافظ ابن حجر أول من استدل على هذا الحديث في جواز المولد النبوي ولا يمكن لأي مسلم كائناً من كان أن يقدح في عقيدة الحافظ ابن حجر ..

الخامس : أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم فهو بدعة ولكنها حسنة لا ندرجها تحت الأدلة الشرعية والقواعد الكلية ، فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية ، لا باعتبار أفرادها لوجود أفرادها في العهد النبوي ..

السادس : أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام بقوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (الأحزاب:56)
وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ، فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية وامدادات محمدية ومنها :
1-امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2-موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وإن اختلفتالصلاتان فصلاتنا عليه دعاء وسؤال وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف .
3-موافقة ملائكته فيها فقد قال صلى الله عليه وسلم:" من صلى عليّ في كتابلم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب"
4-حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة .
5-أنه يرفع له عشر درجات ويكتب له عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات .
6-ويرجى إجابة دعائه .
7-أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أوأفرادها.
8-أنها سبب لغفران الذنوب وكفاية الله العبد ما أهمه .
9-أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة "
10-أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة وهي سبب لقضاء الحوائج .
11- أنها زكاة للمصلي وطهارة له .
12- أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .
13- أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .
14- أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي والمسلم عليه .
15- أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
16- أنها سبب لتذكرة العبد ما نسيه ونفي الفقر وتنفي عن العبد اسم البخل .
17- نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم .
18- أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
19- أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله ويحمد ويثنى عليه فيه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم .
20- أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله .
21- أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .
22- أنه يخرج بها العبد عن الجفاء .
23- أنها سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض .
24- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه.
25- أنها سبب لنيل رحمة الله له .
26- أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذلك عقد من عقود الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها .
27- أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سبب لمحبته للعبد.
28- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه .
29- أنها سب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده .
30- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه .
31- أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أداء لأقل القليل من حقه وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا .
32-أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة انعامه على عبيده بإرساله .

السابع : أن المولد الشريف ، يشمل على ذكر مولده الشريف ومعجزاته وسيرته والتعريف به ، أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به . والتأسي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تمامًا .
الثامن : التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ، وقد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه وسلم بالقصائد ويرضى عملهم ، ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلاة ، فإذا كان يرضى عمن مدحه شعراً ، فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة ، ففي ذلك التقرب له عليه السلام ، باستجلاب محبته ورضاه ، وقد ذكر الحافظ ابن سيد الناس في كتابه منح المدح مائة وبضع وسبعين من الصحابة مدحوا ورثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيات غاية في الروعة ومنها ماهو مشهور ... كهذا البيت :
وإن الرسول لنور يستضاء بــه ... مهند من سيوف الله مسلول
روى الطبراني بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قفل من تبوك - يعني وهو عائد من تبوك - قال له عمه العباس : يارسول الله أأذن لى أن امتدحك فقال له رسول الله : " قل لا يفضض الله فاك ياعم " فلم تسقط أسنانه حتى مات فأنشد ..
من قبلها طبت في الظـــلال
وفي مستودع حيث يأفك الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر أنت
ولا نطفه ولا مضغـــــه ولا علـق
نطفــــــه تركب السفينــــة
وقد الجم نســر وأهله الغـــرق
حتى احتوى بيتك المهيمــن
من جلدت علــيّ دونها النطــــق
وأنت لمـــا ولدت أشرقــــت
الأرض وضاءت بنــورك الأفــق
فنحن في ذلك النــور وذلك
الضياء سبل الرشـــاد نختـــرق

[1706] وروى الشافعي أن عمر بن الخطاب في عهده دخل المسجد فوجد حسان بن ثابت ينشد الشعر في مدح الرسول .. فقال : حسان أشعر في مسجد رسول الله ؟ فقال : لقد أنشدته عند من هو خير منك ياعمر .. ثم التفت إلى أبو هريرة وقال : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أيده بروح القدس .. فقال: نعم ، فقال:فاتخذوا لحسان منبر في المسجد ينشد الشعر في مدح رسول الله " هذا دليل على أن الصحابه مدحوا رسول الله بعد وفاته ، واعتراض سيدنا عمر على الشعر لم يكن اعتراضاً على مدح رسول الله أو على الشعر إنما كان اعتراضاً على المكان الذي يُنشد فيه ، ألا وهو المسجد .. والله أعلم .

[2\192] من الطبقات الكبرى للزهري عن بكر بن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت الله لكم )) ..

التاسع : أن معرفة شمائله ومعجزاته وارهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام وزيادة المحبة ، إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل ، خَلقَاً وخُلُقاً ، علماً وعملاً ، حالاً واعتقاداً ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً فما كان يستدعيهما مطلوب كذلك .

العاشر : أن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مشروع ، والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور ووضع الولائم والاجتماع للذكر وإكرام الفقراء من أظهر مظاهر التعظيم والابتهاج والفرح والشكر لله ، بما هدانا لدينه القويم ، وما من به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

الحادي عشر :يُؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة ، وعد مزاياه ، وفيه خلق آدم تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي كان من الأنبياء عليهم السلام فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين والمرسلين .
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً ولنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة ، شكراً للنعمة وإظهاراً لمزية النبوة وكما يُؤخذ تعظيم المكان الذي ولد فيه نبي من أمر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة ركعتين ببيت لحم ثم قال له : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى وفيه اتباع لما جاء في القرآن من ذكر قصص ميلاد عدد من الأنبياء عليهم السلام ، كقصة مولد سيدنا موسى ويحيي وعيسى ومريم عليهم الصلاة والسلام جميعاً .... وهل يتأتى أن يذكر مولد هؤلاء الأنبياء وغيرهم ولا نذكر نحن مولد أفضل الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟؟؟ وليس في هذا تشبه باليهود والنصارى كما يقول بعض المعارضين .... !!!!

الثاني عشر : أن المولد أمر يستحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد ، وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف : (( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ومارآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح )) أخرجه أحمد

الثالث عشر :أن المولد اجتماع ذكروصدقه ومدح وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة ، وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة ، وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها .
أن الله تعالى قال : (( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )) (هود: من الآية120)
يظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجاته هو صلى الله عليه وسلم .

الرابع عشر: ليس كل مالم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول ، فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع فما اشتمل على مصلحة فهو واجب أو على محرم فهو محرم ، وللوسائل حكم المقاصد ،
وقد قسم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام:
واجبة : كالرد على أهل الزيغ ، وتعلم النحو.
ومندوبة : كإحداث الربط والمدارس ، والأذان على المنابر وصنع إحسان لم يعهد في الصدر الأول.
ومكروه : كزخرفة المساجد ، وتزويق المصاحف .
ومباحة : كاستعمال المنخل ، والتوسع في المأكل والمشرب .
ومحرمة :وهي ما أحدث لمخالفة السنة ولم تشمله أدلة الشرع العامة ولم يحتو على مصلحة شرعية .

الخامس عشر: أما الحديثان التاليان للمصطفى صلى الله عليه وسلم : " كل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " ، " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
وقد فـُسرت من البعض أن كل الأولى لفظ عموم .. عموم في الدين والدنيا والثانيه خاصه في الدين!
ولكن ليست كل بدعة محرمة ولو كان كذلك لحرم جمع أبو بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآن وكتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم ؟! ، ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح مع قوله : " نعمت البدعة هذه " ؟! ، وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة ؟! ، ولوجب علينا حرب الكفار بالسهام والأقواس مع حربهم لنا بالرصاص والمدافع والدبابات ؟! ، وبناء الجامعات وتسميتها بهذا الإسم وتسمية الندوات والمحاضرات بهذا الإسم فإنه لم يذكر أن رسول الله أو أحداً من الصحابة سمى بهذا الإسم ، وزيادة الآذان الأول يوم الجمعة ؟! ، وزيادة سيدنا عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد ؟! ..
وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري :
" وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة ، لكن منها ما يكون حسناً ومنها مايكون خلاف ذلك " أ . هـ
وقال الشافعي : " البدعة بدعتان : بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود ، وما خالف السنة فهو مذموم . أ . هـ
وقال أيضاً : " ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو اجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو المحمود ". أ . هـ
فمن ثم قيد العلماء رضي الله عنهم حديث كل بدعة ضلالة بالبدعة السيئة ، ويصرح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم . ونحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف وذلك كجمع الناس على إمام واحد في آخر الليل لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح ، وكختم القرآن فيها ، وكقراءة دعاء ختم القرآن وإطالته وكنداء المنادي بقوله صلاة القيام أثابكم الله ، فكل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف ، فهل يكون له بدعة ؟؟ أو يكون محرماً فعله ؟؟ !! ..

السادس عشر : وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سنة في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها )) ..

إذا كان معنى الحديث كما هو متعارف أن من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحيا سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إذن فعلى هذا الأساس نُكمل شرح الحديث - على أنه ليس من المعقول أنه تشرح حديثاً على قاعدة ثم تغييرالقاعدة لشرح باقي هذا الحديث - فمن سن سنة سيئة أي أحيا سنة سيئة لرسول الله !! هل رسول الله له سنة سيئة حتى نحييها ؟؟!! ، حاشاه عن ذلك .
إذن فليس هذا هو الشرح الصحيح وإنما لو قلنا أن من أحدث أو سن سنة حسنة في الدين بعموم اللفظ فله أجرها وأجر من عمل بها وبالتالي من سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وإن المولد النبوي من السنن الحسنة كما ذُكر آنفاً .. والله أعلم .

السابع عشر: أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك مشروع في الإسلام ، فأنت ترى أن أكثرأعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح بمنى كلها حوادث ماضية سابقة ، يحي المسلمون ذكراها بتجديد صورتها في الواقع .

الثامن عشر: كل ما ذكرنا سابقاً من الوجوه في مشروعية المولد إنما هو في المولد الذي خلا من المنكرات المذمومة التي يجب الانكار عليها ،أما إذا اشتمل المولد على شئ مما يجب الانكارعليه كاختلاط الرجال بالنساء وارتكاب المحرمات وكثرة الإسراف مما لا يرضى به صاحب المولد الشريف صلى الله عليه وسلم فهذا لاشك فيه من المحرمات لكن تحريمه حينئذ يكون عارضياً لا ذاتياً كما لا يخفى على من تأمل ذلك .

التاسع عشر : قال الحبيب محمد سعيد البيض من دولة كينيا بأفريقيا :
قال الإمام الفارض : ألا كل مدح للنبي مقصراً **** وإن بالغ المثني عليه وأكثرا
إن الله سبحانه تعالى مدح رسوله في كتابه العظيم بالخلق العظيم وبالأوصاف العظيمة فالقرآن كله مدح للرسول العظيم كما قال الشاعر : قرآن ربك كله **** بك يحتف ويمجد
وما من سورة وآية إلا ومدحت رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) فيها أعظم مدح فإن الله سبحانه وتعالى ذمه بسبب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا قام الرجل يدافع عنك بكل قوة وبصراحة فهل مدحك أو ذمك فالله سبحانه وتعالى مدحه بأعظم مدحه ، فإن الله جل جلاله قام بذم عمه تشريفاً لمقامه صلى الله عليه وسلم ..
وأما ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) فإذا قيل لك أمام الجم الغفير قل لهم يفعل كذا فهو يمدحك ..
وكذلك ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) و( وَالضُّحَى ، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) والغريب أن هذه السورة فيها المدح الكامل والميلاد الكامل فالله تعالى يقول ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ) فهناك نظرين أولهما كيف وجد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وجد بالميلاد ، ما نزل من السماء ؟ وما نبت من الأرض ؟ وما جاء من البحر ؟ وإنما ولد ، كيف ولد ؟ ومن ولده ؟ وكيف تربى ؟ وكيف .. ؟ وكيف ..؟ وكيف كان يتيماً ؟ ومن هو أبوه ؟ ومن هي أمه ؟ وفي إيواءه من إيواء جده عبد المطلب إلى عمه أبو طالب إلى إيواء خديجة إلى إيواء الأنصار فهذه الآية الواحدة مولوداً كاملاً ثم الآية الأخرى (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) بعض المفترين يقولون أن النبي قد ضلَّ ، وضل في اللغة العربية أخطأ الطريق الذي يجب أن يمشي عليه والله سبحانه وتعالى يقول: ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ ) فلما تلا الكتاب والإيمان فقد اهتدى فلذلك الضلال في القرآن يجيئ لمعان انظر إلى موسى لما قال له فرعون : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) فلم يقبل موسى عليه السلام ( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) ما قصدت قتل الرجل إنما قصدت دفاعاً عن المظلوم والضعيف .. ومن الغريب أيضاً أن القرآن جمع مدائح كثير وقد جمعتُ الآيات في المدح فأحصيتُ أكثرمن 435 آية صراحة في المدح أما الإيماء فكل القرآن فإذا أقمنا 435 مجلساً في العام فهذا قليل في حقه صلى الله عليه وسلم فيجب علينا أن نقيم أكثر من ذلك فلو أنا أقمنا كل يوم لأحمد مولداً قد كان واجب ، والصحابة رضوان الله تعالى عليهم مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم وما من صحابي إلا وله موقف في مدح النبي صلى الله عليه وسلم إما قولاً وإما فعلاً وإما إنشاداً وإما جهاداً ، فلذلك امدح نبيك بأي وسيلة شئت وسمه بعد ذلك مولداً أو ذكرى أو أي اسماً شئت ولكن المقصود أن تمدح النبي صلى الله عليه وسلم فصلاتك مقبولة بأي اسم كان لك حتى لو لم يكن لك اسم فصلاتك مقبولة فالمقصود تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وكل من مدح النبي صلى الله عليه وسلم مدحه وهو قائم ولايوجد أحداً من الصحابة مدحه وهو جالس فالقيام أصل والجلوس فرع أتقدم الفرع على الأصل ؟ لماذا ؟ ، ويقول المفترين إنكم تستحضرون روح النبي صلى الله عليه وسلم ! فإنك تستحضر روحه في الصلاة فكيف إذا استحضرت روحه في المولد ؟! ، فلا تصح صلاتنا إلا إذا قلنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته نداءان خطابيان الكاف وأيها فأنت تستحضر النبي في الصلاة فإذا استحضرته في المولد فهذا غير جائز ، وبعضهم يقولون هل يحضر النبي في المولد فإذا كان الأنبياء يحضرون أمام النبي فهذا موسى ينزل عندما حج النبي ورأى يونس ورأى غيرهم من الأنبياء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحضر الأنبياء ويراهم فنحن إذا لم نكن نره ..
وسلم لأهل الله في كل **** مشكـــل لديك لديهم واقع
وإذا لم ترى الهــــلال **** فسلم لأناس رآه بالأبصار

ما يشتمل عليه المولد النبوي
1- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي واجبه بأمر الله (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (الأحزاب:56)
2- معرفه السيرة النبوية وهي واجبة فقد مُلئت الآيات القرآنية بها ..
3- معرفة أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مذكورة في القرآن الكريم بالإضافة إلى إكثار الصحابة من وصفه بصفات دقيقة (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى )) ، ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ))

روى الترمذي بسند صحيح " جاء الحسن إلى خاله هند ابن أبي هاله وكان رجلاً وصافاً ، فقال له يا خال : صف لي رسول الله .. فإنى اشتهى أن أسمعها " وكيف لا تكون رؤيته محببه وسماع أوصافه وهو من سننجو به يوم القيامة ، فإذا كان الرسول شوقنا لرؤيته .. فكيف لا نتخيل شكله ونشتاق لرؤيته !!
وقال صلى الله عليه وسلم : " ويل لمن لا يرانى يوم القيامة ، فقالت السيدة عائشة : ومن ذا الذي لا يراك يا رسول الله ؟ فقال : من ذكرت عنده ولم يصلي عليه "
وقد قال بعض علماء القرن العشرين : ما الفائدة من ذكر أخبار النبي قبل البعثة ؟
ونقول لهم : " لماذا إذن أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم ؟؟
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر لنا أحواله قبل البعثه فكان يقول لصحابته عن بئر كان في المدينة : (( هنا تعلمت العوم في ديار أخوالي في ديارعدي بن النجار )) ، (( إنى عند الله نبي وإن آدم لمنجدل في طينته )) ،(( إنى عند الله لخاتم الأنبياء وإن آدم بين الروح والجسد)).
رأى الشيخ ابن تيمية في المولد
يقول : قد يثاب بعض الناس على فعل المولد .
وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع ثم قال : واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع ، وفيه أيضاً شر من بدعة وغيرها فيكون ذلك العمل شراً بالنسبة إلى الاعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين ..
وهذا قد ابتلى به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة فعليك هنا بأدبين :
أحدهما : أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك وأعرف المعروف وأنكر المنكر .
الثاني : أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ماهو أنكر منه أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الامكان إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشئ ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله أو إلى خير منه ، ثم قال : " فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم " ..

القيام في المولد
إن القيام هو أمر طبيعي في الحياة يرتبط حكمه بالمقصد منه فمثلاً إن قام الإبن لضرب والده فيعتبر قيامه كبيرة من الكبائر ، أما إن قام يوقر والده فإنه يؤجر على ذلك وهو سنة ، بينما يكره أن تقوم لفعل عمل يغضب ربك كشرب الخمر، إذن فحين نقوم لتعظيم من أُمرنا بتعظيمه وعظّمه رب العزة عزوجل فما الحكم حين إذن ؟؟!! ..
بالإضافة إلى أن الكون بكامله اهتز لمولده فلما لا نهتز نحن ونقف أقل ماعلينا ، فقد أشرق النور وهمدت نار فارس ، وتنكست أصنام الدنيا ، وغاضت بحيرة ساوة ..
وكل من مدح أحداً قام عند مدحه كما كان يقوم الصحابة رضوان الله عليهم عند مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نجد أحداً من الصحابة مدح رسول الله وهو جالس ، فالقيام أصل والجلوس فرع فكيف نقدم الفرع على الأصل ؟؟
فالقيام في المولد النبوي عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الدنيا وهو ليس بواجب ولا سنة وإنما هي حركة يعبر بها الناس عن فرحهم وسرورهم - كما يُعبَر بالوقوف عند دخول أحداً من ذوي الجاه والسلطان - فإذا ذكر أنه صلى الله عليه وسلم ولد وخرج إلى الدنيا يتصور السامع في تلك اللحظة أن الكون كله يرقص فرحاً وسروراً بهذه النعمة فيقوم مظهراً لذلك الفرح والسرور ، فهي مسألة عادية محضة ليست دينية ولا عبادة ، فالوقوف ليس إلا احتراماً وتقديراً لهذا التصور الواقع في نفوسهم عن شخصية رسول الله ولذلك فإن من لم يقم لاشئ عليه ولا يكون آثماً شرعاً نعم . قد يفسر موقفه ذلك بسوء الأدب أو قلة الذوق أو جمود الإحساس . كما يوصف بذلك كل إنسان يترك أمراً من الأمور العادية التي اصطلح عليها الناس وجرى بها عرفهم .
فالقيام في المولد النبوي فإن بعض الناس يظن ظناً باطلاً ، لا أصل له عند أهل العلم أن الناس يقومون معتقدين أن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف ، ويزيد سوء الظن ببعضهم فيرى البخور والطيب له وأن الماء الذي يوضع في وسط المجلس ليشرب منه ..
وكل هذه الظنون لا تخطر ببال عاقل من المسلمين وأننا نبرأ إلى الله من كل ذلك لما في ذلك من الجراءة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بمالا يعتقده إلا ملحد مفتر وأمور البرزخ لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ..
والنبي صلى الله عليه وسلم أعلى من ذلك وأكمل وأجل من أن يقال في حقه أنه يخرج من قبره ويحضر بجسده في مجلس كذا وكذا ، نعم إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حي حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه ، وأن روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى يمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم وكذلك أرواح خلص المؤمنين من أتباعه ..
[ 3803 ] وفي صحيح البخارى وابن حنبل والترمذي وغيرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلقي أبو جهل والمشركين مع الصحابة : (( هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ )) قال ناس من أصحابه : " يا رسول الله تنادي ناساً أمواتاً ؟ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنتم بأسمع لما قلت منهم " ..
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أيضاُ أن الذي يُدفن يَسمع قرع نعال دافنيه وكذلك في الحديث الصحيح : " ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحى حتى أرد عليه " ..
إذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم يرد على المسلمين والملائكه وجسده الشريف في القبر ، وقد رُوي أن رجلاً في الهند كان يعمل نجاراً للأحذية وكان يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويُلحنها مع كل طرقة وذات يوم مر عليه رجلاً فرآه على حاله فقال له : أين أنت ومحمد ؟ إنه لا يسمعك ؟ ، ومرت أربع سنين على ذلك وشاء الله أن يخرج هذا الرجل إلى الحج وعندما زار الرسول صلى الله عليه وسلم ووقف عند باب حجرته سمع من داخل الحجرة طرقة المطرقة وصلاة النجار وتلحينه لها إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغه كل من صلى عليه ..
وجوه استحسان القيام
الوجه الأول - قال تعالى : (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )) .
الوجه الثاني - أنه جرى عليه العمل في سائر الأقطار والأمصار واستحسنه العلماء شرقاً وغرباً والقصد به تعظيم صاحب المولد الشريف صلى الله عليه وسلم وما استحسنه المسلمون فهو عند الله حسن وما استقبحوه فهو عند الله قبيح كما تقدم في حديث ابن مسعود الموقوف : (( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ومارآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح )) أخرجه أحمد ..
الوجه الثالث- أن القيام لأهل الفضل مشروع ثابت بالأدلة الكثيرة من السنة وقد ألف الإمام النووي في ذلك جزءاً مستقلاً وأيده ابن حجر ..
الوجه الرابع- قيام الانصارعند انشادهم طلع البدرعلينا فلم يكونوا جلوساً عند دخول رسول الله المدينة واستقبلوه بالدفوف ، ولما أرادوا حفر الخندق كانوا ينشدون واقفين بمختلف من الأناشيد والتي منها :
نحن الذين بايعوا محمد *** على الجهاد ما حيينا أبداً
والله لو لا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صليــنا
فانزل سكينــــةً علينـــا *** وثبت الأقدام إن لاقيــــنا
إن العــدو عدو علينـــا *** إذا أرادوا فتنـــــةً أبيــنا
وكان الرسول يرفع صوته ويقول : ( أبينا أبينا ) ..
الوجه الخامس- كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم تعظيماً للداخل عليه وتأليفاً كما قام لابنته فاطمة وأقرها على تعظيمها له بذلك وأمر الأنصار بقيامهم لسيدهم في الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم خطاباً للأنصار:" قوموا لسيدكم " وهذا التعظيم كان تعظيماً لسيدنا سعد رضي الله عنه ولم يكن من أجل كونه مريضاً وإلا لقال قوموا إلى مريضكم ولم يقل إلى سيدكم ولم يأمرالجميع بالقيام بل كان قد أمرالبعض ، وهو صلى الله عليه وسلم أحق من عظم لذلك .

الرد على بعض الإشكاليات عند المعارضين
قولهم أن بعض الألفاظ تحمل من الشركيات ومنها قول العارف بالله الإمام البوصيري في البردة :
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العَمِمِ
حين يتأمل القارئ في ماهو الحادث العَمِم ؟؟!!
أي الذي يعم الكون بأسره من إنس وجان .. بل وجميع الخلائق ، فلن يخطر ببال أي إنسان إلا أن يكون هذا الحادث يوم القيامة ..
أي أن المراد من قول الإمام البوصيري هو طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وحيث أنه ليس لنا أحد نلوذ ونتوسل به ونستشفع به إلى الله سوى خير البرية في ذلك المقام الذي يقول فيه الرسل والأنبياء نفسي .. نفسي .. لست لها ، لست لهاويقول رسولنا الكريم : أنا لها ، أنا لها ..
فهل لك يامن ترفض التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم أن تذهب مباشرة إلى رب العزة يوم القيامة ولا تتوسل وتطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم ؟؟ !!
وكذلك في حديث عن أبي الجوزاء قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكو إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت : انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا كوّه إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف . قال : ففعلوا فمطروا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى فتقت فسمي ذلك العام عام الفتق ..
ونقول كما قال الإمام السيوطي :
" إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم ، ووفاته أعظم المصائب لنا ؛ والشريعة حثت على إظهار شكر النعم ، والصبر والسكون عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقة ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع . فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته..
أما أن الاحتفال ليس دليلاً على محبته صلى الله عليه وسلم ..
فنقول : إن إثبات المحبة بالاتباع لا ينفي اثباتها به مع مزيد العناية والاهتمام المشروعين المتمثلين في الاحتفال الذي لا يخرج عن القواعد والأصول عند ذوي العقول ، بل أبعد من هذا أن المحبة تثبت مع الاتباع المشوب بشئ من المخالفة ، فقد أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب ثم أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تلعنوه والله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله "
فإذن إن أصل المحبة يثبت ولو مع بعض المخالفة ، فيثاب العبد على محبته وثوابه عظيم ، لأن المحبة تصيّر المرء مع من أحب كما صح في الحديث ..
يقول البعض : " لا يجوز أن تقول الله ورسوله إنما تقول الله ثم الرسول " ..
نقول لهم : " من أين جئت بهذا التحريم وقد ذُكر ذلك في القرآن الكريم في ثمان وخمسين موضع وليس لك أي دليل على ذلك قال تعالى : (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُْمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))
بالإضافة إلى أن أول ما تنطق به في إسلامك وهو الشهادتين(( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله )) ولم يقل : (( أشهد أن لا إله إلا الله ثم أن محمداً رسول الله )) ؟؟؟ !!! ..
ويقال أيضاً : " أن النبي لا يمكن أن يُرى في المنام ولا في اليقظة وهذا من الخرافات " ..
ولكننا نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يُرى في المنام وأن من يراه في الدنيا فقد رآه حقا بنص قول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وأن ذلك ليس تركيب أحلام والكثيرين من رأوه مناماً قد ألتقت روحهم بروحه الشريفه وبمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم : (( من رآني في المنام فسيرآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي )) أي يقظةً ..
وفي روايه عن الحاكم أن سيدنا عبدالله بن عباس جاء إلى خالته ميمونه زوجة الرسول فقال لها : يا خاله سمعت رسول الله يقول : " من رأني في المنام فسيرانى في اليقظة وإنى يا خاله رأيته البارحه في المنام فكيف أراه في اليقظة ؟ قال : فدخلت فأخرجت لى جُبه كانت لرسول الله ومرآه كانت لرسول الله قالت لى : " ألبس فلبست وقالت لى انظر فنظرت فإذا وجهه رسول الله في المرآه "..
وقد يقول بعض الناس :" نحن لا نختلف في جواز المولد ولكن لا تسموه مولداً وإنما قولوا محاضرة أو ذكر أو إلخ"؟!.
فنقول له هل كان لفظ الملك أو سلطان أو خليفة أو وزير في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ أو أن ذكر جامعة إسلامية في عهد رسول الله ؟؟ ، وهي ليست موجودة في الإسلام ولا بإسلوبها المنظم ، إذن فلا نجد أي إشكالات في المسميات ومن يتحجج بها فهو من الجهل بعينه لأن المضمون هو الأهم وليس المسميات ..
يزعم بعض المعارضين أنه لو كان المولد من الدين لبينه رسول الله للأمة أو فعله في حياته أو فعله الصحابة رضوان الله عليهم ، ولا يمكن القول أن الرسول لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفائه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين " ...
أن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة من بعده ،لا يعتبر تركهم له تحريماً ، وحيث أن كل ما تشمله الأدلة الشريعة ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين فمن زعم شئ بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل وكانت دعواه باطلة وفي صحيح مسلم 4/2059 – 1017 فقال عليه الصلاة والسلام : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ، ولا ينقص من أجورهم شئ )) ورواه ابن حبان وابن خزيمة والدارمي وغيرهم ..
ويقول البعض : لا تقولوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قولوا رسول الله أو نبي الله ؟؟!! ..
ونقول لهم أنه لما حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود بعد غزوة الخندق وطلبوا أن يحكم عليهم سعد بن معاذ رضي الله عنه وكان يطبب في المسجد النبوي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُؤتى به ولما جاء قال لهم رسول الله : (( قوموا لسيدكم )) ..
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون عن أبوبكر وبلال رضي الله عنهم : (( أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا )) ..
ونأتي لما يسمى بالشركيات :
إن بعض الناس هداهم الله يُشركون الناس ويقولون لهم : لو فعلتم هذا فأنتم مشركون ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - في صحيح البخاري - : (( والله إنى لا أخاف أن تشركوا بعدي إن الشيطان أييس أن يعبده المصلون في جزيره العرب )) ..
روى مسلم والترمذي وابن حنبل وغيرهم عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم )) ..
ثم إنهم يستشهدون بهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم عن أبوهريرةَ رضيَ اللَّهُ عنه قال : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لن تقوم الساعه حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذى الخلصه صنم بنجران)) - ولكنهم لا يكملوا الحديث - فقالت السيدة عائشة : يارسول الله أو يعود الشرك ؟ قال : لا يا عائشه .. لكنها تأتي ريح طيبة تقبض روح كل مؤمن فإذا كان ذلك رجع الناس للشرك ))..
وفي شرحه قال الإمام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري " :
قال ابن بطال: هذا الحديث وما أشبهه ليس المراد به أن الدين ينقطع كله في جميع أقطار الأرض حتى لا يبقى منه شيء، لأنه ثبت أن الإِسلام يبقى إلى قيام الساعة، إلا أنه يضعف ويعود غريباً كما بدأ. ثم ذكر حديث «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق» الحديث قال: فتبين في هذا الحديث تخصيص الأخبار الأخرى، وأن الطائفة التي تبقى على الحق تكون ببيت المقدس إلى أن تقوم الساعة. قال فبهذا تأتلف الأخبار. قلت: ليس فيما احتج به تصريح إلى بقاء أولئك إلى قيام الساعة، وإنما فيه «حتى يأتي أمر الله» فيحتمل أن يكون المراد بأمر الله ما ذكر من قبض من بقي من المؤمنين، وظواهر الأخبار تقتضي أن الموصوفين بكونهم ببيت المقدس أن آخرههم من كان مع عيسى عليه السلام، ثم إذا بعث الله الريح الطيبة فقبضت روح كل مؤمن لم يبق إلا شرار الناس." اهـ.

وفي شرحه للإمام النووي رحمه الله تعالى:
قوله : «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنماً تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة» أما قله أليات فبفتح الهمزة واللام ومعناه أعجازهن جمع ألية كجفنة وجفنات، والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة أي يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام وتعظيمها. وأما تبالة فبمثناة فوق مفتوحة ثم باء موحدة مخففة وهي موضع باليمن، وليست تبالة التي يضرب بها المثل،ويقال: أهون على الحجاج من تبالة لأن تلك بالطائف. وأما ذو الخلصة فبفتح الخاء واللام هذا هو المشهور، حكى القاضي فيه في الشرح والمشارق ثلاثة أوجه: أحدها هذا،والثاني بضم الخاء، والثالث بفتح الخاء وإسكان اللام، قالوا: وهو بيت صنم ببلاددوس. قوله : «ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلى آخره»." أهـ.

وإن قالوا أنهم يخافون على الأمة أن تشرك فهل هم أحرص على الأمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يحذرنا من الشرك فقد قال الله تعالى :(( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) (التوبة:128)..

ثم إنهم أيضاً يمنعون ويجعلون التوسل برسول الله من الشركيات فهل هم أعلم من القرآن ؟؟
قال الله تعالى :(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) .
ومن الذين كتبوا في هذا المجال من كبار علماء الأمة وأثنوا على الموالد النبوية :
1-الحافظ محمد بن أبي بكر القيسي الدمشقي الشافعي المعروف بالحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي .
2- الحافظ عبد الرحيم المصري الشهير بالحافظ العراقي ومن كتبه المورد الهني في المولد السني .
3-الحافظ محمد القاهري المعروف بالحافظ السخاوي .
4-وقد صنف الإمام ابن كثير مولداً نبوياً طبع أخيراً بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد .
5-الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري وسمى كتابه عَرف التعريف بالمولد الشريف .
6-الإمام الحافظ ابن الجوزي .
7- الإمام الحافظ ابن حجر العسقلانى صاحب كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري اثنى على الموالد وأنها خير ..
8- الحافظ الشريف الكتاني وكتابه اليمن والإسعاد بمولد خير العباد ..
9- الإمام ابن تيميه أثنى على الموالد وحتى في فتاواه قال ذلك
10- والحسيني والعدناني والبرزنجي والعروسي والنابلسي وغيرهم الكثير
11- والإمام ابن كثير الذي ألف مولدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
12 - والإمام النووي شارح صحيح مسلم وقد أثنى على من عمل المولد ..
13- وقد ألف ابن سيد الناس وهو من تابع التابعين وقرنه من أفضل القرون كتاب منح المدح ذكر فيه مائة وسبعين من الصحابة اشتركوا في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أترك الإجابة لك أخي المسلم .. وأختي المسلمة ..

هل يحق لك أيها العبد الفقير الذي لم تبلغ عُشر ما بلغه هؤلاء الأئمة أن تقدح في عقيدة هؤلاء الأئمة العظام جزاهم الله كل خير ونفعنا بهم على ما قدموه من العلم .؟؟
والذين يدين لهم العالم الإسلامي بأجمعه على ما صنفوه من الكتب النافعة في الحديث والفقه والشروحات وغيرها من العلوم .. هل كانوا فجار ؟؟ !!
أم مرتكبي فواحش وموبقات .؟؟؟ !!! وهل هم – كما يزعم المعارض –
يشابهون النصارى في احتفالاتهم بميلاد المسيح عيسى عليه السلام ؟؟؟ !!!!
وهل هم يقولون بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ؟!


الساعة الآن 09:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas