![]() |
(مدّ العصى موسى) رد ومجاراه لقصيدة الشاعر بن احمد لعبة الشطرنج
(مد العصى موسى)
حيّا وسهلا بالوفي نسل الرجاجيل الوفيّه=الجيد نسل الجيد سالم ولد أحمد باوزير لا أصطفّوا الشعار يجلس فالمقاعد لوليّه=له منطق الأخطل وف الحكمه كما الشاعر جرير قد خصّني بأبيات باقة ورد واهداها هديه=متقونة التنسيق واما شكلها راقي مثير ابيات فيها الغاز لا صعبه ولا سهله بتيّه=وانا في الألغاز لا جاهل ولا عالم خبير مدّ العصى موسى وهابته الحناش الملتويّه=والساحر الأعظم بدى في عين من شافه حقير فرعون ما شهّد وعند الموت ما خلف وصيه=يوم ابتلعه البحر وسط الموج لي يهدر هدير لا فاده الكاهن ولا هامان مد أيده شويّه=واتفرقوا لعوان في ساعة ملاقاة المصير والشمس عالعميان وقت الظهر با تبقى خفيّه=والفجر لا شعشع يبيّن للمفتح والبصير شرقت وخط النور من قرطاج للأسكندريه=والشعب ف التحرير مثل الليث تسمع له زئير كان الرمد فالعين وأمّا اليوم شف بقعى جليّه=وان شاف مولى مصر حاشا بو يمن يبقى ضرير لا فاض نهر النيل كل حرّاث با يظهر حليّه=با يسرحون الناس حد يعمل وحد عنده نشير والراقي الدجال با يرحل أذا نادا وليّه=من عادة المقطور لا دبّر يتابعه القطير واللي بطى ينزح ومن ما البير تتملى دليّه=لاتعكت الزانه مصيره با يقع في عين بير عصر المحازي راح ما ذلحين ما نقبل حزيه=حتى الف ليله قد كرهناها وعبلى والامير هذا ختام القول يا وزران والنيه مطيه=با تنجلي الغمّه وبا يرحل عديمين الضمير من عادة الأنوب لا طاب الجنى تملي الخليّه=وا ن ثارت الأنواب حتى النوب شو قبصه خطير |
ابو وليد
عزالله انك مبدع يابووليد وكلمة مبدع قليله في حقك مبطي من كذا نص لله درك وبومحمد يستاهل هذا الجواب الراائع تقبل اعجابي المتجدد |
اقتباس:
لقد انتظرنا .. وانتظرنا ..وقتل نحن السهن من طول الانتظار .. في شغف وشوق لرد الواقعي على قصيدة الشاعر بن احمد ( لعبة الشطرنج ) وهذا هو الرد الشافي والوافي وفوق ما نتصور .. قصيدة عصماء تعنجد فيها الشاعر المبدع الواقعي وحط النقط فوق الحروف فقد لامست ابياته كل جوانب ماكان يتساءل عنه بن احمد لا اطيل لانني مهما كتبت لم اعط هذا الشاعر حقه من عبارات المدح ، وفي الاخير اهني من كل قلبي هذا المستوى العالي الذي وصل اليه شاعرنا .. وصدق من قال يامحسن البدع لو لا الجواب . |
رغم ان بدع باوزير فيه من الرمزيه الشي الكثير
ولكن جواب الواقعي مشفرا تشفير خطير رغم وضوح بعض اضاته واشاراته لله درك ياشاعر دولة نهد الرائع الراقي وبالفعل جواب راقي برقي البدع سجل اعجابي ولي عوده بالقراه المفصله تحياتي لك يالواقعي |
اقتباس:
ابــيـــات فــيــهــا الـــغـــاز لا صــعــبــه ولا ســهــلــه بــتــيّــه=وانــــــا فــــــي الألـــغـــاز لا جـــاهـــل ولا عـــالـــم خــبــيـــر
اقتبست هذا البيت لما فيه من لعب بادوات الشعر واعجبني كثيرلله درك يابو الوليد وكما قال ابوفضل مايبطي السيل الا من كبره فاتى سيلك كعادتك مروس مجاراه ورد في غاية الروعه وقمة القمه يابن مبارك بن سعيد وفعلا فاض نهر النيل واللهم سقيا رحمه لا سقيا عذاب ياصاحبي ولكل شي نهايه وصدقت ان التاليه عين بير ومزابل بلا تاريخ لكل دكتاتور وطاغيه متجبر وستنتصر ارادة الشعوب لله درك ولنا دررك يالغالي |
اقتباس:
جد ابدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااع بس مو غريبه الابداع من اهله لي عوده هنا |
مميز يالواقعي في طرحك وفي تشبيهك وفي معانيك
كلام من الدرجه الاولى يفي بالقصد ويشفي المقصود شرقت وخط النور مـن قرطـاج للأسكندريـه والشعب ف التحرير مثل الليث تسمع له زئيـر كان الرمد فالعين وأمّا اليوم شف بقعـى جليّـه وان شاف مولى مصر حاشا بو يمن يبقى ضرير اعجابي بكل حرف وبيت والقصيدة كلها غاليه الاثمان اسجل احترامي يابو الوليد اخوك علي بن ماضي |
هي ثواني إسترقتها من وقتي العملي للمرور السريع على صفحات السقيفة كعادة يومية تعودت عليها منذ زمن بعيد . إستوقفتني هذه الابيات ... أحسست أنني أمام هامة شعرية تستحق مني الوقوف ، بعد هذا التوقف القهري . نعم هي رائعة ومن النوادر التي مررت بها في هذا الصرح . لابد أن يحتل هذا الشاعر مكانة مرموقة بين كوكبة شعراء سقيفتنا العامرة . بل لا بد أن نهيئ له مقعدا يستحقه كشاعر له وزنه الشعري بيننا وسيحتله بجدارته وقدراته الشعرية . اطلعت على قصيدة الوزيري وهي بدع من شاعر عرفناه وعرفنا موهبته الشعرية والقائه الجميل وشخصيته اللطيفة المرحة وفي بدعه كان مبدعا ومجيدا . انتج لنا ذاك البدع هذه الابيات " كدرة يتيمة" ارتمت بين أيادينا . ( سهلا ممتنعا ) بما تعنيه العبارة . يا سلام يا سلام يا سلام ... والله لقد اطربتني هذه الابيات ونقلتني من واقعية العمل اليومي الى الخيال الشعري والابداع الأدبي . حلقت بي ونقلتني الى مواطن الادباء والمثقفين وحملة رأية موروثنا الثقافي والشعري الجميل . لك شكري أيها ( الواقعي المبدع ) |
|
مثل هذا الشعر والا فلا .................شاعر مبدع قمة الروعه
|
من داخل القلب قال المقدم مرسله مني تحيه @@@للشاعر اللي ليت في ذا الوقت من مثله كثير @@@ نعم شاعر وفي مبعد بدا قد جات منه شي خطيه@@@شاعر ذكي قد صابني لعجاب في قوله خطير
|
اقتباس:
الغالي (مرعي) عاشق رماله . لا عدمتك ولا عدمت طاريك. مرورك بمتصفحي وتعليقك له بالغ الأثر في داخل وجداني . انت رجل شهمّ وسمات الشهامه الذي حباك الله بها بارزه وجليّه من خلال كل حرف سطّره بنانك عبر هذا المنتدى لذى سعادتي لا توصف بتعليقك وأطراءك كأول المتداخلين . تحياتي وودي |
اقتباس:
لقد قرأت القصيده اكثر من مره ومنذ إدراجها محاولا إقتباس بيت ذهبي لأكتشف بأن القصيده بالمجمل ذهبيه ومرصعه بالجواهر !! لا ابالغ ولا اجامل ولكنها الحقيقه !! شاعرنا الكبير الواقعي صدقني اذا قلت أنت ترتقي إرتقاءا واضحا لا لبس فيه !! أخيرا يستاهل وزران كل كلمه جميله فهو يستحق !! |
اقتباس:
جواب شافي وكافي قصيده جزله من شاعر جزل واترك الاشاده والتمجيد والثناء والشكر لقائلها لمن هو اجدر مني شكرا لك |
اقتباس:
تسلم لي طلتك يا شاعرنا وفناننا المبدع ابو فضل سالم . كلمات الاطراء عندما تاتي من شاعر ومتذوق للشعر في مستوى ابو فضل سالم يكون لها وقع خاص في النفس . سعادتي لا توصف بكلماتك الجميله تحياتي وودي |
عندما يقصد الشاعر إلى معنى آخر يستشفه اللبيب ويلمحه من سياق القصيدة ويحتاج القارئ إلى قراءة متأنية حتى يطابق الكلام مع البدع ويكون المعنى واحد .لي عودة قريبا والقصيدة جميلة وأعجبتني كثيرا وقرأتها مرات .شكرا لك على هذا الالق الجميل والإبداع الحسن .
|
اقتباس:
حيّا وسهلا بالوفي نسل الرجاجيل الوفيّه=
اثبات موهبه وتبقى الجزاله في الشعر لااهلها لماذا نقول ذلك قراءة البيت الاول وجدت الشاعر ابتدى باالبيت الاول رحب وحط الوفي ... ومن تمكنه سلسل المعنى بنسل الرجاجيل الوفيه ومن هذا المنطلق والحبك والسبك يقولون اهل الذائقه والنقد حسب استماعي ومفهومي ومعاشرتي ان من يفعل ذلك الترابط في الكلمة والمعنى فهو جدير وكبير وهامة شعره عاليه شكرا على هذه المعلقه والجواب الجميل سددت ووفيت وكفيت للشيخ بن احمد دمتم لنا فخرا ودمتم للسقيفه هامات عاليه شكرا على هذه الجزاله والرد الكافي الشافي وماانا الا تلميذ بينكم |
اقتباس:
|
اقتباس:
شكراً (حوت) على المرور العاطر اسعدني تواجدك وكلماتك المعبّره لك منّي خالص الود |
اقتباس:
هلا و سهلا يا بو محمد شكراً على كلمات الاطرى والتشجيع ولكن ما يجب التنويه اليه هو انك صاحب الفضل في كل ماهو أيجابي في قصيدتي المنتواضعه هذه كونها جأت مجاراة وجواب لقصيدتك الرائعه . يقولون لولا البدع ما كان الجواب وهذا المثل ينطبق تماماً على قصيدتي فلولا (لعبةالشطرنج )ما جأت (مد العصى موسى) تحياتي وودي |
والله قمه ,,,, وكلام مهو عادي شعر حقيقي ,لكن من جد مهو غريب الابداع على الواقعي الاسم الذي يشق طريقه نحو المجد الادبي..
تقبل خالص تقديري ويعطيك العافيه |
اقتباس:
غالي ومرورك غالي يابو طارق شرفت المتصفح بمرورك العذب الله يعوّد نا أيامك . |
اقتباس:
الشاعر الخلوق علي بن ماضي زاد متصفّحي رونقاً وبهاء باعذب كلمات الأطراء من مبدع قدوه . انت الاروع دائماً |
اخواني جميعاً شكراً لمن مرّ واسعفني الوقت حتّى اتمكّن من شكره . وأسفي الشديد واعتذاري لمن مر ولم اتمكّن ان افيه حقّه من الشكر والثناء . لكم في رقبتي دين اسأل الله ان يمكّني من وفائه وتبقون اصحاب اوّله وهذا طبعكم . سامحوني على تقصيري في حقّكم . اخوكم الواقعي |
اقتباس:
يا لمحاسن الصدف شاهدة البدع والجواب وتعلمت ولازلت أتعلًم من عملاقين في الشعر والسياسه والفن والأدب. همسة للواقعي..... لم يعد يجدي بي الـــتـــلــــوًن اباالوليد في مثل هكذا مواضيع:FRlol::FRlol::FRlol:؛؛؛؛؛ |
اقتباس:
الشاعر الاخطل كان نصرانيا فاحشا قذرا سكيرا الشاعر جرير كان جبانا وكان شهيرا بالهجاء والغزل ولم يعرف بين حكماء الشعر ياطم اشخاص شبهت صاحبك فيهم ياواقعي ;kis |
اقتباس:
الشاعر الاخطل كان نصرانيا فاحشا قذرا سكيرا الشاعر جرير كان جبانا وكان شهيرا بالهجاء والغزل ولم يعرف بين حكماء الشعر ياطم تشبيه شبهت صاحبك فيهم ياواقعي ;kis |
من هو جرير ؟
جرير حياته 1- مولده ونشأته: هو أبو حزرة جرير بن عطيّة بن حذيفة الملقب بالخطفى, ابن كليب اليربوعي التميمي. ولد باليمامة نحو سنة 653م/33هج من أب وضيع خامل بخيل, ونشأ في عشيرته نشأة البدوي الفقير الخشن العيش يرعى لأبيه غنيمات من الضأن والمعزى؛ وكان فصيح اللسان من صغره, مطبوعاً على الشعر, فقاله صبياً, وأظهر حدّة وشدّة على خصومه من قبيلته ومن القبائل التي كانت تخاصم قبيلته حتى عظم أمره..... والجرير حبل يكون في عنق الدابة وقد سمته أمه جريرا لأنها رأت في نومها, وهي حاملة به, أنها تلد جريرا, فكان يلتوي على عنق رجل فيخنقه, ثم في عنق آخر, حتى كاد يقتل عدة من الناس. ففزعت من رؤياها وقصتها على معبر فقال لها: إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكون بلاء على الناس. فلما ولدته سمته جريرا وكان تأويل رؤياها أنه هجا ثمانين شاعرا فغلبهم كلهم إلا الأخطل والفرزدق. 2 – ضربه في الأرض: ولمّا شبّت نيران التهاجي بينه وبين الفرزدق ترك اليمامة قاصداً البصرة بالعراق لعلمه أن اليمامة لا يمكنها أن توصله إلى ما كان يحب من شهرة ومال. ومن العراق راح يضرب في الأرض إلى الحجاز فالعراق فالبحرين فاليمامة فدمشق فالرصافة, منتجعاً ذوي السلطان, وافداً على الأمراء, وقد يكون أولهم يزيد بن معاوية ثم الحجاج ثم بشر ابن مروان. ولقي لدى الحجّاج حظوة كبرى, وطارت مدائحه فيه. وقد تزوج الشاعر بعدة نساء يذكر منهن ثلاثاً في شعره وكان له عدّة أولاد أكبرهم ((حزرة)). 3 – في حمى الخلافة: اتصل الشاعر بعبد الملك بن مروان, وذلك أنه رأى الشعراء يتهالكون على أبواب الخليفة, وعلم من امر الأخطل ما هاج فيه الرغبة بمديح عبد الملك, علّه ينال منه ما ينال غيره من المال الوفير. فأقدم يساعده الحجّاج, إلا أنه لم يستطع الدخول على عبد الملك إلا بعد جهد, وذلك لأن الخليفة كان يرى في كل شاعر مضري حليفاً للزّبيرية . ولمّا مثل بين يدي عبد الملك أنشده قصيدته التي يقول فيها: أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا وأَندى العالَمين بُطونَ راحِ. وعرّض بابن الزبير, فأجازه عبد الملك. وفي مجلس هذا الخليفة اجتمع بالأخطل وقد انتصر عليه الأخطل بقصيدته التي مطلعها ((خفَّ القطينُ.......)). واتصل بالوليد بن عبد الملك ولقي لديه الحظوة التي كان يلقاها عند أبيه. وفي ذلك العهد احتدم التهاجي بين جرير وعَدّي بن الرّقاع شاعر الوليد الخاص, وسبب ذلك تقدّم عدّي بن الرّقاع عند الوليد ثم ما كان من مُضريّة جرير وقحطانيّة عديّ. وفي آخر عهد الوليد مات الحجّاج ففقد جرير بموته ركناً كان يعتمد عليه في العراق. وعندما بويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة مدحه جرير فلم يصله, وذلك أن ابن عبد العزيز كان رجلاً -على حدّ قول جرير- يقرّب الفقراء ويباعد الشعراء. ولمّا تولّى الخلافة يزيد بن عبد الملك مدحه جرير كما قصد هشاماَ أخاه إلى الرصافة ومدحه. 4 – وفاة جرير: اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير, على أنه في الأغلب تُوفي سنة 733م/114هج, وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يوماً, وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة....... آثاره لجرير ديوان طبعه محمد اسماعيل الصاوي سنة 1935 بالقاهرة, وقد اعتمد فيه على نسخة الإمام محمد بن حبيب الذي رواها عن محمد بن زياد الأعرابي عن عمارة بن بلال بن جرير, كما اعتمد على كتاب النقائض وعلى ما ورد في كتب الأدب أما أغراض شعر جرير فمرجعها إلى المدح والرثاء والفخر والهجاء والغزل.............. المدح عند جرير: كان جرير في مدائحه لبني أمية مستجد وتكسبه صريح وتكسبه يملي عليه أساليب المدح ومعانيه وجرير من النوع الذي يعظم شأن ممدوحيه وقد قال في مدح عمر بن عبد العزيز: إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر الرثاء عند جرير: ينقسم رثاء جرير إلى قسمان قسم خص به آل بيته والقسم الآخر خص به رجال الدولة. ولما كان جرير رجل العاطفة الشديدة التأثر كان رثاؤه عاطفياً رقيقاً عذباً يؤثر في القلب. وقد قام جرير برثاء الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة بعدما قال فيه الكلمات المرة على مر السنين ومما قال: لتبك عليك الإنس والجن إذ ثوى فتى مضر في كل غرب ومشرق فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي الهجاء عند جرير: كان لجرير مقدرة عظيمة على الهجاء وكان ذا مقدرة غريبة على الهجاء المريروكان اسلوبه الخاص قائم على شدة اللذع والايلام . وقد قام جرير بالتصدي لثمانين شاعراً حاولوا أن يهجوه وتغلب عليهم ولكنه لم يستطع التغلب على الفرزدق والأخطل لأنهما اجتمعا عليه في الهجاء. لقد قام جرير بهجاء الفرزدق والأخطل وكان يعتمد في هجائه لهما على تتبع حياتهما وحياة ذويهما وكان يقوم بذكر ما يعير الفرزدق والأخطل وما يعير قبائلهم. كم كان يشبههم بتشابيه كريهة ويعيرهم بعاداتهم وبقبائلهم. ومن قوله في هجاء الفرزدق: فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا كما قال في هجاء الأخطل: أليس أبو الأخيطل تغلبيّاً فبئس التغلبيّ أباً وخالا كما كان جرير يجيد التهكم والسخرية في هجائه فيجعل المهجو من المضحكات ويصوره تصويراً ((كاريكاتورياً)) يبعث على الضحك وهذا مما يزيد من كلامه لذعاً وقد رأينا هذا الأسلوب واضحاً في هجائه للفرزدق والأخطل..... ومن قوله في التهكم: زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع الفخر عند جرير: كان الفخر عند جرير شديد الصلة بالهجاء, فهو إذا هجا افتخر, وجعل من الفخر وسيلة لتذليل خصمه. وكان جرير يفخر بنفسه وبشاعريته ثم قومه وإسلامه. ومن قوله في الفخر بقومه: إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم حســبت النــاس كــلهم غضابـا ومن قوله في الفخر بدينه أمام الأخطل: إن الذي حرم المكارم تغلباً جعل الخلافة والنبوة فينا ومن قوله في الفخر بقوة شاعريته : أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون له الرقابا الغزل عند جرير: مزج جرير في غزله بين أسلوب الجاهليين وأسلوب المتيمين العذريين, فهو يصف المرأة بما سبق إليه الشعراء من أوصاف, ثم ينتقل من تلك الأوصاف إلى داخل نفسه ليحدثنا عن لوعته وألمه وحزنه وحرمانه, وعن نزعات الفؤاد وخلجاته. كما كان جرير رجل فن في الغزل وفنه قائم بنوع خاص على الموسيقى اللفظية, فهو يجمع إلى الرقة والعذوبة أنغاماً مطربة تتصاعد من تآلف ألفاظه, ومن حسن اختيار بحوره وقوافيه, ومن تكرار بعض الألفاظ للمقارنة أو الطباق أو غير ذلك..... وكان غزل جرير غزلا العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق ولين, يزخر بالألفاظ الموسيقية العذبة.وهو غزل يخلو من البذاءة والقَصص الغرامي الفحش, وتُلمس فيه نزعة الشاعر الدينية. ومن شدة إبداع جرير بالغزل فقد صنف علماء اللغة والشعر العرب بيت جرير التالي بأنه أغزل بيت شعر قيل في العرب: إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا كما قال أيضاً في الغزل: نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا بــأعين أعــداء, وهــن صـديق أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق كما أن جرير كثيراً ما يسحر في غزله بمبانيه أكثر مما يسحر بمعانيه: يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا وحبذا نفحات من يمانية وحبذا ساكن الريان من كانا شاعرية جرير وفنه جرير من النفوس ذات المزاج العصبي, وذات الطبع الناعم الرقيق. ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة ,فقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء والنسيب. فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير, وهي عنده تطغى على العقل والخيال, ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه, فجرى على توثّب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش, وتستفزه كل المؤثرات العاطفية. وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فيّاضة, فكان شعره يفيض عن طبع غني وغزير حتى قيل: ((جرير يغرف من بحر, والفرزدق ينحت من صخر)) فهو لا يجهد في شعره ولا يعمد إلى البحث والتنقيح كالأخطل ولا إلى النحت كالفرزدق, بل يسيل شعره سيلاناً في سهولة تمتد بامتداد قصائده الطويلة, وفي خفّة ولباقة تعبير, وموسيقى لفظية أخّاذة, ووضوح. ولكن هذه السهولة في النظم وهذا الفيضان عرّضا جرير للوقوع في الأخطاء أحياناً كثيرة, فهو دون الأخطل والفرزدق جزالة وقوة. ولكن سهولته هي التي عملت على جمال وشهرة شعره أكثر من غيره. وجرير, وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة, لم يسلم أحياناً من الصنعة وتطلّب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظيّة...... ************************ وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام, وأشد فتنة وأقل صنعاً للمنتوجات البيانية, وأغنى قريحة, وأرق عاطفةً ولفظا, وأوضح كلاماً, وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالاً وتفكيراً وجزالةً |
من هو جرير ؟
جرير حياته 1- مولده ونشأته: هو أبو حزرة جرير بن عطيّة بن حذيفة الملقب بالخطفى, ابن كليب اليربوعي التميمي. ولد باليمامة نحو سنة 653م/33هج من أب وضيع خامل بخيل, ونشأ في عشيرته نشأة البدوي الفقير الخشن العيش يرعى لأبيه غنيمات من الضأن والمعزى؛ وكان فصيح اللسان من صغره, مطبوعاً على الشعر, فقاله صبياً, وأظهر حدّة وشدّة على خصومه من قبيلته ومن القبائل التي كانت تخاصم قبيلته حتى عظم أمره..... والجرير حبل يكون في عنق الدابة وقد سمته أمه جريرا لأنها رأت في نومها, وهي حاملة به, أنها تلد جريرا, فكان يلتوي على عنق رجل فيخنقه, ثم في عنق آخر, حتى كاد يقتل عدة من الناس. ففزعت من رؤياها وقصتها على معبر فقال لها: إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكون بلاء على الناس. فلما ولدته سمته جريرا وكان تأويل رؤياها أنه هجا ثمانين شاعرا فغلبهم كلهم إلا الأخطل والفرزدق. 2 – ضربه في الأرض: ولمّا شبّت نيران التهاجي بينه وبين الفرزدق ترك اليمامة قاصداً البصرة بالعراق لعلمه أن اليمامة لا يمكنها أن توصله إلى ما كان يحب من شهرة ومال. ومن العراق راح يضرب في الأرض إلى الحجاز فالعراق فالبحرين فاليمامة فدمشق فالرصافة, منتجعاً ذوي السلطان, وافداً على الأمراء, وقد يكون أولهم يزيد بن معاوية ثم الحجاج ثم بشر ابن مروان. ولقي لدى الحجّاج حظوة كبرى, وطارت مدائحه فيه. وقد تزوج الشاعر بعدة نساء يذكر منهن ثلاثاً في شعره وكان له عدّة أولاد أكبرهم ((حزرة)). 3 – في حمى الخلافة: اتصل الشاعر بعبد الملك بن مروان, وذلك أنه رأى الشعراء يتهالكون على أبواب الخليفة, وعلم من امر الأخطل ما هاج فيه الرغبة بمديح عبد الملك, علّه ينال منه ما ينال غيره من المال الوفير. فأقدم يساعده الحجّاج, إلا أنه لم يستطع الدخول على عبد الملك إلا بعد جهد, وذلك لأن الخليفة كان يرى في كل شاعر مضري حليفاً للزّبيرية . ولمّا مثل بين يدي عبد الملك أنشده قصيدته التي يقول فيها: أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا وأَندى العالَمين بُطونَ راحِ. وعرّض بابن الزبير, فأجازه عبد الملك. وفي مجلس هذا الخليفة اجتمع بالأخطل وقد انتصر عليه الأخطل بقصيدته التي مطلعها ((خفَّ القطينُ.......)). واتصل بالوليد بن عبد الملك ولقي لديه الحظوة التي كان يلقاها عند أبيه. وفي ذلك العهد احتدم التهاجي بين جرير وعَدّي بن الرّقاع شاعر الوليد الخاص, وسبب ذلك تقدّم عدّي بن الرّقاع عند الوليد ثم ما كان من مُضريّة جرير وقحطانيّة عديّ. وفي آخر عهد الوليد مات الحجّاج ففقد جرير بموته ركناً كان يعتمد عليه في العراق. وعندما بويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة مدحه جرير فلم يصله, وذلك أن ابن عبد العزيز كان رجلاً -على حدّ قول جرير- يقرّب الفقراء ويباعد الشعراء. ولمّا تولّى الخلافة يزيد بن عبد الملك مدحه جرير كما قصد هشاماَ أخاه إلى الرصافة ومدحه. 4 – وفاة جرير: اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير, على أنه في الأغلب تُوفي سنة 733م/114هج, وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يوماً, وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة....... آثاره لجرير ديوان طبعه محمد اسماعيل الصاوي سنة 1935 بالقاهرة, وقد اعتمد فيه على نسخة الإمام محمد بن حبيب الذي رواها عن محمد بن زياد الأعرابي عن عمارة بن بلال بن جرير, كما اعتمد على كتاب النقائض وعلى ما ورد في كتب الأدب أما أغراض شعر جرير فمرجعها إلى المدح والرثاء والفخر والهجاء والغزل.............. المدح عند جرير: كان جرير في مدائحه لبني أمية مستجد وتكسبه صريح وتكسبه يملي عليه أساليب المدح ومعانيه وجرير من النوع الذي يعظم شأن ممدوحيه وقد قال في مدح عمر بن عبد العزيز: إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر الرثاء عند جرير: ينقسم رثاء جرير إلى قسمان قسم خص به آل بيته والقسم الآخر خص به رجال الدولة. ولما كان جرير رجل العاطفة الشديدة التأثر كان رثاؤه عاطفياً رقيقاً عذباً يؤثر في القلب. وقد قام جرير برثاء الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة بعدما قال فيه الكلمات المرة على مر السنين ومما قال: لتبك عليك الإنس والجن إذ ثوى فتى مضر في كل غرب ومشرق فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي الهجاء عند جرير: كان لجرير مقدرة عظيمة على الهجاء وكان ذا مقدرة غريبة على الهجاء المريروكان اسلوبه الخاص قائم على شدة اللذع والايلام . وقد قام جرير بالتصدي لثمانين شاعراً حاولوا أن يهجوه وتغلب عليهم ولكنه لم يستطع التغلب على الفرزدق والأخطل لأنهما اجتمعا عليه في الهجاء. لقد قام جرير بهجاء الفرزدق والأخطل وكان يعتمد في هجائه لهما على تتبع حياتهما وحياة ذويهما وكان يقوم بذكر ما يعير الفرزدق والأخطل وما يعير قبائلهم. كم كان يشبههم بتشابيه كريهة ويعيرهم بعاداتهم وبقبائلهم. ومن قوله في هجاء الفرزدق: فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا كما قال في هجاء الأخطل: أليس أبو الأخيطل تغلبيّاً فبئس التغلبيّ أباً وخالا كما كان جرير يجيد التهكم والسخرية في هجائه فيجعل المهجو من المضحكات ويصوره تصويراً ((كاريكاتورياً)) يبعث على الضحك وهذا مما يزيد من كلامه لذعاً وقد رأينا هذا الأسلوب واضحاً في هجائه للفرزدق والأخطل..... ومن قوله في التهكم: زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع الفخر عند جرير: كان الفخر عند جرير شديد الصلة بالهجاء, فهو إذا هجا افتخر, وجعل من الفخر وسيلة لتذليل خصمه. وكان جرير يفخر بنفسه وبشاعريته ثم قومه وإسلامه. ومن قوله في الفخر بقومه: إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم حســبت النــاس كــلهم غضابـا ومن قوله في الفخر بدينه أمام الأخطل: إن الذي حرم المكارم تغلباً جعل الخلافة والنبوة فينا ومن قوله في الفخر بقوة شاعريته : أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون له الرقابا الغزل عند جرير: مزج جرير في غزله بين أسلوب الجاهليين وأسلوب المتيمين العذريين, فهو يصف المرأة بما سبق إليه الشعراء من أوصاف, ثم ينتقل من تلك الأوصاف إلى داخل نفسه ليحدثنا عن لوعته وألمه وحزنه وحرمانه, وعن نزعات الفؤاد وخلجاته. كما كان جرير رجل فن في الغزل وفنه قائم بنوع خاص على الموسيقى اللفظية, فهو يجمع إلى الرقة والعذوبة أنغاماً مطربة تتصاعد من تآلف ألفاظه, ومن حسن اختيار بحوره وقوافيه, ومن تكرار بعض الألفاظ للمقارنة أو الطباق أو غير ذلك..... وكان غزل جرير غزلا العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق ولين, يزخر بالألفاظ الموسيقية العذبة.وهو غزل يخلو من البذاءة والقَصص الغرامي الفحش, وتُلمس فيه نزعة الشاعر الدينية. ومن شدة إبداع جرير بالغزل فقد صنف علماء اللغة والشعر العرب بيت جرير التالي بأنه أغزل بيت شعر قيل في العرب: إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا كما قال أيضاً في الغزل: نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا بــأعين أعــداء, وهــن صـديق أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق كما أن جرير كثيراً ما يسحر في غزله بمبانيه أكثر مما يسحر بمعانيه: يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا وحبذا نفحات من يمانية وحبذا ساكن الريان من كانا شاعرية جرير وفنه جرير من النفوس ذات المزاج العصبي, وذات الطبع الناعم الرقيق. ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة ,فقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء والنسيب. فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير, وهي عنده تطغى على العقل والخيال, ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه, فجرى على توثّب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش, وتستفزه كل المؤثرات العاطفية. وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فيّاضة, فكان شعره يفيض عن طبع غني وغزير حتى قيل: ((جرير يغرف من بحر, والفرزدق ينحت من صخر)) فهو لا يجهد في شعره ولا يعمد إلى البحث والتنقيح كالأخطل ولا إلى النحت كالفرزدق, بل يسيل شعره سيلاناً في سهولة تمتد بامتداد قصائده الطويلة, وفي خفّة ولباقة تعبير, وموسيقى لفظية أخّاذة, ووضوح. ولكن هذه السهولة في النظم وهذا الفيضان عرّضا جرير للوقوع في الأخطاء أحياناً كثيرة, فهو دون الأخطل والفرزدق جزالة وقوة. ولكن سهولته هي التي عملت على جمال وشهرة شعره أكثر من غيره. وجرير, وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة, لم يسلم أحياناً من الصنعة وتطلّب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظيّة...... ************************ وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام, وأشد فتنة وأقل صنعاً للمنتوجات البيانية, وأغنى قريحة, وأرق عاطفةً ولفظا, وأوضح كلاماً, وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالاً وتفكيراً وجزالةً |
من هو جرير ؟
جرير حياته 1- مولده ونشأته: هو أبو حزرة جرير بن عطيّة بن حذيفة الملقب بالخطفى, ابن كليب اليربوعي التميمي. ولد باليمامة نحو سنة 653م/33هج من أب وضيع خامل بخيل, ونشأ في عشيرته نشأة البدوي الفقير الخشن العيش يرعى لأبيه غنيمات من الضأن والمعزى؛ وكان فصيح اللسان من صغره, مطبوعاً على الشعر, فقاله صبياً, وأظهر حدّة وشدّة على خصومه من قبيلته ومن القبائل التي كانت تخاصم قبيلته حتى عظم أمره..... والجرير حبل يكون في عنق الدابة وقد سمته أمه جريرا لأنها رأت في نومها, وهي حاملة به, أنها تلد جريرا, فكان يلتوي على عنق رجل فيخنقه, ثم في عنق آخر, حتى كاد يقتل عدة من الناس. ففزعت من رؤياها وقصتها على معبر فقال لها: إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكون بلاء على الناس. فلما ولدته سمته جريرا وكان تأويل رؤياها أنه هجا ثمانين شاعرا فغلبهم كلهم إلا الأخطل والفرزدق. 2 – ضربه في الأرض: ولمّا شبّت نيران التهاجي بينه وبين الفرزدق ترك اليمامة قاصداً البصرة بالعراق لعلمه أن اليمامة لا يمكنها أن توصله إلى ما كان يحب من شهرة ومال. ومن العراق راح يضرب في الأرض إلى الحجاز فالعراق فالبحرين فاليمامة فدمشق فالرصافة, منتجعاً ذوي السلطان, وافداً على الأمراء, وقد يكون أولهم يزيد بن معاوية ثم الحجاج ثم بشر ابن مروان. ولقي لدى الحجّاج حظوة كبرى, وطارت مدائحه فيه. وقد تزوج الشاعر بعدة نساء يذكر منهن ثلاثاً في شعره وكان له عدّة أولاد أكبرهم ((حزرة)). 3 – في حمى الخلافة: اتصل الشاعر بعبد الملك بن مروان, وذلك أنه رأى الشعراء يتهالكون على أبواب الخليفة, وعلم من امر الأخطل ما هاج فيه الرغبة بمديح عبد الملك, علّه ينال منه ما ينال غيره من المال الوفير. فأقدم يساعده الحجّاج, إلا أنه لم يستطع الدخول على عبد الملك إلا بعد جهد, وذلك لأن الخليفة كان يرى في كل شاعر مضري حليفاً للزّبيرية . ولمّا مثل بين يدي عبد الملك أنشده قصيدته التي يقول فيها: أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا وأَندى العالَمين بُطونَ راحِ. وعرّض بابن الزبير, فأجازه عبد الملك. وفي مجلس هذا الخليفة اجتمع بالأخطل وقد انتصر عليه الأخطل بقصيدته التي مطلعها ((خفَّ القطينُ.......)). واتصل بالوليد بن عبد الملك ولقي لديه الحظوة التي كان يلقاها عند أبيه. وفي ذلك العهد احتدم التهاجي بين جرير وعَدّي بن الرّقاع شاعر الوليد الخاص, وسبب ذلك تقدّم عدّي بن الرّقاع عند الوليد ثم ما كان من مُضريّة جرير وقحطانيّة عديّ. وفي آخر عهد الوليد مات الحجّاج ففقد جرير بموته ركناً كان يعتمد عليه في العراق. وعندما بويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة مدحه جرير فلم يصله, وذلك أن ابن عبد العزيز كان رجلاً -على حدّ قول جرير- يقرّب الفقراء ويباعد الشعراء. ولمّا تولّى الخلافة يزيد بن عبد الملك مدحه جرير كما قصد هشاماَ أخاه إلى الرصافة ومدحه. 4 – وفاة جرير: اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير, على أنه في الأغلب تُوفي سنة 733م/114هج, وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يوماً, وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة....... آثاره لجرير ديوان طبعه محمد اسماعيل الصاوي سنة 1935 بالقاهرة, وقد اعتمد فيه على نسخة الإمام محمد بن حبيب الذي رواها عن محمد بن زياد الأعرابي عن عمارة بن بلال بن جرير, كما اعتمد على كتاب النقائض وعلى ما ورد في كتب الأدب أما أغراض شعر جرير فمرجعها إلى المدح والرثاء والفخر والهجاء والغزل.............. المدح عند جرير: كان جرير في مدائحه لبني أمية مستجد وتكسبه صريح وتكسبه يملي عليه أساليب المدح ومعانيه وجرير من النوع الذي يعظم شأن ممدوحيه وقد قال في مدح عمر بن عبد العزيز: إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر الرثاء عند جرير: ينقسم رثاء جرير إلى قسمان قسم خص به آل بيته والقسم الآخر خص به رجال الدولة. ولما كان جرير رجل العاطفة الشديدة التأثر كان رثاؤه عاطفياً رقيقاً عذباً يؤثر في القلب. وقد قام جرير برثاء الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة بعدما قال فيه الكلمات المرة على مر السنين ومما قال: لتبك عليك الإنس والجن إذ ثوى فتى مضر في كل غرب ومشرق فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي الهجاء عند جرير: كان لجرير مقدرة عظيمة على الهجاء وكان ذا مقدرة غريبة على الهجاء المريروكان اسلوبه الخاص قائم على شدة اللذع والايلام . وقد قام جرير بالتصدي لثمانين شاعراً حاولوا أن يهجوه وتغلب عليهم ولكنه لم يستطع التغلب على الفرزدق والأخطل لأنهما اجتمعا عليه في الهجاء. لقد قام جرير بهجاء الفرزدق والأخطل وكان يعتمد في هجائه لهما على تتبع حياتهما وحياة ذويهما وكان يقوم بذكر ما يعير الفرزدق والأخطل وما يعير قبائلهم. كم كان يشبههم بتشابيه كريهة ويعيرهم بعاداتهم وبقبائلهم. ومن قوله في هجاء الفرزدق: فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا كما قال في هجاء الأخطل: أليس أبو الأخيطل تغلبيّاً فبئس التغلبيّ أباً وخالا كما كان جرير يجيد التهكم والسخرية في هجائه فيجعل المهجو من المضحكات ويصوره تصويراً ((كاريكاتورياً)) يبعث على الضحك وهذا مما يزيد من كلامه لذعاً وقد رأينا هذا الأسلوب واضحاً في هجائه للفرزدق والأخطل..... ومن قوله في التهكم: زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع الفخر عند جرير: كان الفخر عند جرير شديد الصلة بالهجاء, فهو إذا هجا افتخر, وجعل من الفخر وسيلة لتذليل خصمه. وكان جرير يفخر بنفسه وبشاعريته ثم قومه وإسلامه. ومن قوله في الفخر بقومه: إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم حســبت النــاس كــلهم غضابـا ومن قوله في الفخر بدينه أمام الأخطل: إن الذي حرم المكارم تغلباً جعل الخلافة والنبوة فينا ومن قوله في الفخر بقوة شاعريته : أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون له الرقابا الغزل عند جرير: مزج جرير في غزله بين أسلوب الجاهليين وأسلوب المتيمين العذريين, فهو يصف المرأة بما سبق إليه الشعراء من أوصاف, ثم ينتقل من تلك الأوصاف إلى داخل نفسه ليحدثنا عن لوعته وألمه وحزنه وحرمانه, وعن نزعات الفؤاد وخلجاته. كما كان جرير رجل فن في الغزل وفنه قائم بنوع خاص على الموسيقى اللفظية, فهو يجمع إلى الرقة والعذوبة أنغاماً مطربة تتصاعد من تآلف ألفاظه, ومن حسن اختيار بحوره وقوافيه, ومن تكرار بعض الألفاظ للمقارنة أو الطباق أو غير ذلك..... وكان غزل جرير غزلا العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق ولين, يزخر بالألفاظ الموسيقية العذبة.وهو غزل يخلو من البذاءة والقَصص الغرامي الفحش, وتُلمس فيه نزعة الشاعر الدينية. ومن شدة إبداع جرير بالغزل فقد صنف علماء اللغة والشعر العرب بيت جرير التالي بأنه أغزل بيت شعر قيل في العرب: إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا كما قال أيضاً في الغزل: نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا بــأعين أعــداء, وهــن صـديق أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق كما أن جرير كثيراً ما يسحر في غزله بمبانيه أكثر مما يسحر بمعانيه: يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا وحبذا نفحات من يمانية وحبذا ساكن الريان من كانا شاعرية جرير وفنه جرير من النفوس ذات المزاج العصبي, وذات الطبع الناعم الرقيق. ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة ,فقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء والنسيب. فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير, وهي عنده تطغى على العقل والخيال, ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه, فجرى على توثّب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش, وتستفزه كل المؤثرات العاطفية. وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فيّاضة, فكان شعره يفيض عن طبع غني وغزير حتى قيل: ((جرير يغرف من بحر, والفرزدق ينحت من صخر)) فهو لا يجهد في شعره ولا يعمد إلى البحث والتنقيح كالأخطل ولا إلى النحت كالفرزدق, بل يسيل شعره سيلاناً في سهولة تمتد بامتداد قصائده الطويلة, وفي خفّة ولباقة تعبير, وموسيقى لفظية أخّاذة, ووضوح. ولكن هذه السهولة في النظم وهذا الفيضان عرّضا جرير للوقوع في الأخطاء أحياناً كثيرة, فهو دون الأخطل والفرزدق جزالة وقوة. ولكن سهولته هي التي عملت على جمال وشهرة شعره أكثر من غيره. وجرير, وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة, لم يسلم أحياناً من الصنعة وتطلّب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظيّة...... ************************ وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام, وأشد فتنة وأقل صنعاً للمنتوجات البيانية, وأغنى قريحة, وأرق عاطفةً ولفظا, وأوضح كلاماً, وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالاً وتفكيراً وجزالةً |
من هو جرير ؟
جرير حياته 1- مولده ونشأته: هو أبو حزرة جرير بن عطيّة بن حذيفة الملقب بالخطفى, ابن كليب اليربوعي التميمي. ولد باليمامة نحو سنة 653م/33هج من أب وضيع خامل بخيل, ونشأ في عشيرته نشأة البدوي الفقير الخشن العيش يرعى لأبيه غنيمات من الضأن والمعزى؛ وكان فصيح اللسان من صغره, مطبوعاً على الشعر, فقاله صبياً, وأظهر حدّة وشدّة على خصومه من قبيلته ومن القبائل التي كانت تخاصم قبيلته حتى عظم أمره..... والجرير حبل يكون في عنق الدابة وقد سمته أمه جريرا لأنها رأت في نومها, وهي حاملة به, أنها تلد جريرا, فكان يلتوي على عنق رجل فيخنقه, ثم في عنق آخر, حتى كاد يقتل عدة من الناس. ففزعت من رؤياها وقصتها على معبر فقال لها: إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكون بلاء على الناس. فلما ولدته سمته جريرا وكان تأويل رؤياها أنه هجا ثمانين شاعرا فغلبهم كلهم إلا الأخطل والفرزدق. 2 – ضربه في الأرض: ولمّا شبّت نيران التهاجي بينه وبين الفرزدق ترك اليمامة قاصداً البصرة بالعراق لعلمه أن اليمامة لا يمكنها أن توصله إلى ما كان يحب من شهرة ومال. ومن العراق راح يضرب في الأرض إلى الحجاز فالعراق فالبحرين فاليمامة فدمشق فالرصافة, منتجعاً ذوي السلطان, وافداً على الأمراء, وقد يكون أولهم يزيد بن معاوية ثم الحجاج ثم بشر ابن مروان. ولقي لدى الحجّاج حظوة كبرى, وطارت مدائحه فيه. وقد تزوج الشاعر بعدة نساء يذكر منهن ثلاثاً في شعره وكان له عدّة أولاد أكبرهم ((حزرة)). 3 – في حمى الخلافة: اتصل الشاعر بعبد الملك بن مروان, وذلك أنه رأى الشعراء يتهالكون على أبواب الخليفة, وعلم من امر الأخطل ما هاج فيه الرغبة بمديح عبد الملك, علّه ينال منه ما ينال غيره من المال الوفير. فأقدم يساعده الحجّاج, إلا أنه لم يستطع الدخول على عبد الملك إلا بعد جهد, وذلك لأن الخليفة كان يرى في كل شاعر مضري حليفاً للزّبيرية . ولمّا مثل بين يدي عبد الملك أنشده قصيدته التي يقول فيها: أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا وأَندى العالَمين بُطونَ راحِ. وعرّض بابن الزبير, فأجازه عبد الملك. وفي مجلس هذا الخليفة اجتمع بالأخطل وقد انتصر عليه الأخطل بقصيدته التي مطلعها ((خفَّ القطينُ.......)). واتصل بالوليد بن عبد الملك ولقي لديه الحظوة التي كان يلقاها عند أبيه. وفي ذلك العهد احتدم التهاجي بين جرير وعَدّي بن الرّقاع شاعر الوليد الخاص, وسبب ذلك تقدّم عدّي بن الرّقاع عند الوليد ثم ما كان من مُضريّة جرير وقحطانيّة عديّ. وفي آخر عهد الوليد مات الحجّاج ففقد جرير بموته ركناً كان يعتمد عليه في العراق. وعندما بويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة مدحه جرير فلم يصله, وذلك أن ابن عبد العزيز كان رجلاً -على حدّ قول جرير- يقرّب الفقراء ويباعد الشعراء. ولمّا تولّى الخلافة يزيد بن عبد الملك مدحه جرير كما قصد هشاماَ أخاه إلى الرصافة ومدحه. 4 – وفاة جرير: اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير, على أنه في الأغلب تُوفي سنة 733م/114هج, وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يوماً, وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة....... آثاره لجرير ديوان طبعه محمد اسماعيل الصاوي سنة 1935 بالقاهرة, وقد اعتمد فيه على نسخة الإمام محمد بن حبيب الذي رواها عن محمد بن زياد الأعرابي عن عمارة بن بلال بن جرير, كما اعتمد على كتاب النقائض وعلى ما ورد في كتب الأدب أما أغراض شعر جرير فمرجعها إلى المدح والرثاء والفخر والهجاء والغزل.............. المدح عند جرير: كان جرير في مدائحه لبني أمية مستجد وتكسبه صريح وتكسبه يملي عليه أساليب المدح ومعانيه وجرير من النوع الذي يعظم شأن ممدوحيه وقد قال في مدح عمر بن عبد العزيز: إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر الرثاء عند جرير: ينقسم رثاء جرير إلى قسمان قسم خص به آل بيته والقسم الآخر خص به رجال الدولة. ولما كان جرير رجل العاطفة الشديدة التأثر كان رثاؤه عاطفياً رقيقاً عذباً يؤثر في القلب. وقد قام جرير برثاء الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة بعدما قال فيه الكلمات المرة على مر السنين ومما قال: لتبك عليك الإنس والجن إذ ثوى فتى مضر في كل غرب ومشرق فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي الهجاء عند جرير: كان لجرير مقدرة عظيمة على الهجاء وكان ذا مقدرة غريبة على الهجاء المريروكان اسلوبه الخاص قائم على شدة اللذع والايلام . وقد قام جرير بالتصدي لثمانين شاعراً حاولوا أن يهجوه وتغلب عليهم ولكنه لم يستطع التغلب على الفرزدق والأخطل لأنهما اجتمعا عليه في الهجاء. لقد قام جرير بهجاء الفرزدق والأخطل وكان يعتمد في هجائه لهما على تتبع حياتهما وحياة ذويهما وكان يقوم بذكر ما يعير الفرزدق والأخطل وما يعير قبائلهم. كم كان يشبههم بتشابيه كريهة ويعيرهم بعاداتهم وبقبائلهم. ومن قوله في هجاء الفرزدق: فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا كما قال في هجاء الأخطل: أليس أبو الأخيطل تغلبيّاً فبئس التغلبيّ أباً وخالا كما كان جرير يجيد التهكم والسخرية في هجائه فيجعل المهجو من المضحكات ويصوره تصويراً ((كاريكاتورياً)) يبعث على الضحك وهذا مما يزيد من كلامه لذعاً وقد رأينا هذا الأسلوب واضحاً في هجائه للفرزدق والأخطل..... ومن قوله في التهكم: زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع الفخر عند جرير: كان الفخر عند جرير شديد الصلة بالهجاء, فهو إذا هجا افتخر, وجعل من الفخر وسيلة لتذليل خصمه. وكان جرير يفخر بنفسه وبشاعريته ثم قومه وإسلامه. ومن قوله في الفخر بقومه: إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم حســبت النــاس كــلهم غضابـا ومن قوله في الفخر بدينه أمام الأخطل: إن الذي حرم المكارم تغلباً جعل الخلافة والنبوة فينا ومن قوله في الفخر بقوة شاعريته : أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون له الرقابا الغزل عند جرير: مزج جرير في غزله بين أسلوب الجاهليين وأسلوب المتيمين العذريين, فهو يصف المرأة بما سبق إليه الشعراء من أوصاف, ثم ينتقل من تلك الأوصاف إلى داخل نفسه ليحدثنا عن لوعته وألمه وحزنه وحرمانه, وعن نزعات الفؤاد وخلجاته. كما كان جرير رجل فن في الغزل وفنه قائم بنوع خاص على الموسيقى اللفظية, فهو يجمع إلى الرقة والعذوبة أنغاماً مطربة تتصاعد من تآلف ألفاظه, ومن حسن اختيار بحوره وقوافيه, ومن تكرار بعض الألفاظ للمقارنة أو الطباق أو غير ذلك..... وكان غزل جرير غزلا العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق ولين, يزخر بالألفاظ الموسيقية العذبة.وهو غزل يخلو من البذاءة والقَصص الغرامي الفحش, وتُلمس فيه نزعة الشاعر الدينية. ومن شدة إبداع جرير بالغزل فقد صنف علماء اللغة والشعر العرب بيت جرير التالي بأنه أغزل بيت شعر قيل في العرب: إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا كما قال أيضاً في الغزل: نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا بــأعين أعــداء, وهــن صـديق أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق كما أن جرير كثيراً ما يسحر في غزله بمبانيه أكثر مما يسحر بمعانيه: يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا وحبذا نفحات من يمانية وحبذا ساكن الريان من كانا شاعرية جرير وفنه جرير من النفوس ذات المزاج العصبي, وذات الطبع الناعم الرقيق. ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة ,فقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء والنسيب. فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير, وهي عنده تطغى على العقل والخيال, ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه, فجرى على توثّب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش, وتستفزه كل المؤثرات العاطفية. وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فيّاضة, فكان شعره يفيض عن طبع غني وغزير حتى قيل: ((جرير يغرف من بحر, والفرزدق ينحت من صخر)) فهو لا يجهد في شعره ولا يعمد إلى البحث والتنقيح كالأخطل ولا إلى النحت كالفرزدق, بل يسيل شعره سيلاناً في سهولة تمتد بامتداد قصائده الطويلة, وفي خفّة ولباقة تعبير, وموسيقى لفظية أخّاذة, ووضوح. ولكن هذه السهولة في النظم وهذا الفيضان عرّضا جرير للوقوع في الأخطاء أحياناً كثيرة, فهو دون الأخطل والفرزدق جزالة وقوة. ولكن سهولته هي التي عملت على جمال وشهرة شعره أكثر من غيره. وجرير, وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة, لم يسلم أحياناً من الصنعة وتطلّب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظيّة...... ************************ وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام, وأشد فتنة وأقل صنعاً للمنتوجات البيانية, وأغنى قريحة, وأرق عاطفةً ولفظا, وأوضح كلاماً, وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالاً وتفكيراً وجزالةً الأخطل هو غياث بن غوث التغلبي لقبه الأخطل وكنيته أبو مالك. شاعر أموي، ولد في الحيرة أيام عشرين للهجرة، من أب تغلبي فقير. اتجه منذ صباه إلى شعر الهجاء، ولهذا اتصل به يزيد حين أقدم شاعر من الأنصار على هجائه وهجاء والده والتشبيب بأخته والتحدث عن غراميات معها، وطلب منه أن يهجو الأنصار. فتهيب الأخطل ثم قبل لعدة أسباب، أهمها أنه أموي الهوى وطالب شهرة وطالب مال. وهكذا انفتح باب المجد أمامه، فأطلق لسانه في هجاء الأنصار ونعتهم بأنهم يهود، وبأنهم فلاحون، يشربون الخمر، وضرب على وتر حساس فجعلهم دون قريش مكانة وشرفا، وأثار ما كان بين القحطانية والعدنانية من عداء، وجعل اللؤم تحت عمائم الأنصار، وأمضهم في نصيحته حين ثناهم عن طلب المجد لأنهم ليسوا من أهله، ووصمهم بالجبن في القتال: لعن الإله بني اليهود عصابة بالجزع بين جلاجل وصرار قوم إذا هدر العصير رأيتهم حمرا عيونهم كجمـر النـار ذهبت قريش بالمكارم والعلا واللؤم تحت عمائم الأنصـار فذروا المعالي لستم من أهلها وخذوا مساحيكم بني النـجار وكانت هذه المناسبة سبيله إلى الاتصال ببني أمية وخاصة بعبد الملك بن مروان حتى أصبح شاعرهم الناطق باسمهم، والمروج لسياستهم. والمدافع عنهم وكان يمثل قبيلته تغلب في الوقت نفسه، فيتغنى بأمجادها، ويهجو أعداءها القيسية، ويشد النزاع القبلي بين تغلب وقبائل قيس إلى عجلة السياسة الأموية، ومما سهل عليه ذلك كون بني تغلب حلفاء للأمويين، بينما القيسية أعداء الخلافة. التحم الهجاء بين الأخطل وجرير حتى مات أبو مالك ( الأخطل) في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة 92 هـ = 718 م |
اقتباس:
جاد جدا أستشهد سيدنا عمر أبن الخطاب عندما بلغة خبر ظلم والي مصر عمًرو أبن العاص على يهوديه وهذه قصه ليس مجالها هنا,فكتب إليه التالي(هل كسرى أعدل منًا)..؟مايعني أن كسرى ملك الفرس عابد النار كان عادلاً وكان النجاشي كذلك فما لك ولنا بفاحشة الأخطل لناخذ الطيبات ونترك السيئات,والحال ينطبق على جرير أرجو أن تصلك الرساله بكل محبه مع الشكر؛؛؛؛؛ |
الساعة الآن 04:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir