بالحبر الأبيض
 

افتقدك البعض يا ابن أخي منذ الربيع الماضي ممن لا يعرفون سرّ غيابك وارتاح البعض منك ممن يعرفون مجاهل طبعك ودهاليز غدرك . وجاء الاختلاف:
فمن يقول بحبه ووفاءه نحوك طوال سنين ، مؤكدا أن حب الآخر لك لا يليق بك ، أي أنك لا تستحق حب الآخرين وأنك عديم الوفاء فاعترته نوبات من الغضب عليك نتيجة قهر شديد وكأنه صادر من لئيم محترف وهو كذلك ، لكنه يشفق عليك من بغضه فاحتار:
كيف يحبك والنفس منك غاضبة ، وكيف يبغضك والنفس بك رحيمة ، تشفق عليك؟
قرر أن يهجرك ليسلى نفسه على مضض ، وهذا أهون الأذى عليه ، أما عليك فالأذى منك وإليك. هذا نموذج من الذين يحبونك.
ومن يقول بأن هذا المصفوع والملطوم خدّه عدوّ نفسه فاتركوه .
من لنا بتعريف من:
يعادي نفسه؟
وهل هو فرد أم أفراد أم جماعة أم قوم أم أمة؟
في الأخير هل نحن كعرب أعداء أنفسنا؟
من الذين أحبوا أولئك الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حياتنا والذين يستعدون للتضحية ، ومن هؤلاء من يصيبهم القهر في الصميم ومن تنتابهم نوبات الغضب ، فهل نستحق حبهم ومودّتهم؟
الزيارات الخاصة ( برنامج قناة الجزيرة ) لهامات عربية ، لنخب وعقول مهاجرة تشدّنا إلى مجالس كنا بها وتذكّرنا بالعهود الزاهرة من تاريخ أمّة.
لست متعصبا لقوميتي فالناس سواسية كأسنان المشط ، لكنني أحب:
قريتي بها قبور أجدادي

لا تبطل الصوم بمفسدة ولا تسيء الظن في رسل الحب والسلام ، وإذا ما كانت السماء مبلّدة بالغيوم والأجواء مشبعة بالغبار وقليل من مواد سامة والغراب ينعق ، فارحل إلى حيث يقيمون أحباب الله في بيئة الأمن والاطمئنان ... هناك حيث يصومون لله.
هناك لا حيرة بين أبيض وأسود ورمادي ... هناك الخطوط المستقيمة ... أرض خضراء وسماء زرقاء ترى من فوق الحمائم الطائرة.
سينعشك وجه طفل باسم ينظر إلى حمام بالقرب منه يلتقط حبات الذّرة التي تنثرها جدته كل صباح منذ عشرون عاما.
لا تسيء الظن ولا تشكّ وإذا ما كنت شكّ وسوء ، تخلق بالشجاعة واعترف بأدوائك وابق حيث أنت حتى توافيك المنيّة ويحوم حولك الغراب.

وسوف لا تفهم ، أنت مثلي بطيء الفهم .. عنيد عندما تقترب الحقيقة منك ، شقيّ عندما تقترب منها. قيل لك مرارا أنّك مستعبد أجير وفهمت ولم تع منذ عقود أنك أسير بحجة أنّك لم تفهم . ألا تأخذ بالقياسات؟ ... عفوا ، لقد أشيع عنك أنك لم تفهم ما معنى الأخذ بالقياسات والقرائن . إذا أنت غير قابل لأن تفهم ، لكنك فهمت مقولات فلسفية صادرة عن فلاسفة وحكماء بدليل أنّك تردّد:
كيف عرفت معنى المقولة الشائعة ولم تفهم وتعي حال أنت فيه وهو الأسر مع علمك بأنك أجير؟
من لنا بتفهيم من لا يفهم؟
ستتوقف ساعة العمل حتى يفهم ، أي سيتوقف التاريخ حتى يعي ، فهل سمعتم بتاريخ يتوقف؟.

عنوان يبحث عن موضوع والموضوع في جعبة من تمرس وعلم أن لا قوام لحياة بدون قيم وأخلاق.
· ( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ـ صلى الله علي وآله وسلم.
· كان خلقه القرآن فهل يسبق الأكاديمية خلق؟ .
إذن فهو: أولا.

ثقيل الظّل ، المنبوذ ، المكروه ، اللئيم ، العائش بين كرماء

ذاك الذي يعلم في الأخير عن حقيقة ضعف في نفسه أو الذي يطعن من حيث أمانه .
من الأقوال الشائعة:
( سلمت من حيث أنا خاف وقتلت من حيث الأمان )

وهو ذاك الذي ينصت أكثر مما يتكلّم
_________
الإمام الشافعي مخاطبا الإمام أحمد بن حنبل:
لبستَ ثياب الصالحين وأنت منهم
ردّ الإمام أحمد:
لبست ثياب الصالحين ولست منهم
نسأل الله لهما الرحمة والرضا عنهما.
_________
آفة المرء أن يرى في نفسه كمالا
__ سالم علي الجرو ____

ان من البيان لسحرا
جزيت خيرا علي تلكم الدرر اللتي نثرتها هاهنا

من غير المعقول أن يجرف من تحتنا الماء ونحن ننظر إلى العلا رافعين الأكف والعيون مغمضة بدون أعمال صالحة ترضي ربّ السماء.
ساعة قد أذنت برسم شيء ما
كارثة قد حلتّ فلنفعل شيء ما
أزف الرحيل فلنحدد جهة ما

قال الشاعر:
لا يعجبنّ مصونا حسن بزّته = وهل تروق دفينا جودة الكفن

وقال آخر:
إذا كان يعيش بعظم ميّت = فذاك الميّت الحي وهو ميّتُ
السّرج المذهّب لا يجعل الحمار حصانا.
ثوب الرياء يشفّ عما تحته ، فإذا اكتسبت به فإنه عاري.
قال جيفارا:
كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن أتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته.
يقولون لي أذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لئلا يحلم بالحرية وأقول لهم أذا رأيت عبدا نائما أيقظته وحدثته عن الحرية.

كثافه متدفقه من المعاني والحكمه والادب سطرتها اناملك بما سبق من كلمات رسمتها ريشة مبدع
بصراحه قرأت واعدت القراءة عدة مرات لا لشئ الا لان العين والنفس تهوي كل جميل
بارك الله له لك في موهبتك المصقوله وكفاك الله شر اعينا حاسده......

علمت فانزوت ، وشعرت أني فارقت ذكرياتي الجميلة فحزنت
هذه نتائج الإعجاب الوهم ومغازلة الشبح.

لن أنسى يوم أن بصقت في وجه الضّرغام
كانت شجاعة ، غير أني أبصرتها تنقاد لأبي سرحان في منتصف الليل ، وقال لي من أبصرها:
أنها لا تزال في جحره أو حجره ، لم أتأكد من اللفظ تماما و( سيأتيك بالأخبار من لم تزوّد ).

لا تسلني يا فرعون.........
إن كنت ترغب في السير معي فلا تسلني ،وإذا لم تستطع معي صبرا ، ارحل عن دياري
دعني في مساري لأحقق في شجاعة الأمس واعتراف اليوم ...

شجاعة ، البوح بما في الصدور ونعم البضاعة ... شجاعة الاعتراف بما تخفي الصدور ونعم الموقف ، وجبن التكتم وحبس الصدق كما هو جبن الانقياد خلف ثعلب.

كنت صادقا يوم أن كتبت: أحدنا بات عليه أن يخجل من الآخر ، أما هو أو أنا أو هذا ...
وكنت موهوما يوم أن قرأت: تعال نحرق بعض البعض في الدعابة
فلا الحياء حياء والدعابة أدّت إلى: ضرغام جريح وثعلب يطوف بين الديار كل فجر.

ستقول ـ يا فرعون ـ كلمات جزلة تريد معناها وأحيلك إلى الزمان السهل الذي يفسر كلّ غموض وجزالة.

:FRlol:لن ينتهي الفرعون من محاولة سبر ما في كلماتك من أبداع