عادوا ليتشبثوا بقول إبن تيمية رحمه الله في إنكار التخصيص .. وقالوا بأن إبن تيمية يبدَعكم يامن تفعلون الموالد .. وهؤلاء ينسون ان إنكار إن تيمية على التخصيص .. قد ردّه عشرات العلماء المعاصرين له .. والذين هم أوسع منه علما وورعا .. فقول إبن تيمية في إنكار التخصيص مردود ليس منا نحن فقط .. وتناسى هؤلاء ان إبن تيمية قد خالف في أكثر من ثلاثين مسألة إنعقد عليه إجماع علماء الأمة ( راجع الدرّة المضية في الرد على إبن تيمية لشيخ الإسلام علي بن عبدالكافي السبكي رحمه الله ) ..

وتناسى هؤلاء بإن إبن تيمية قد كفر مرات .. وقال بالكفريات .. وإستتيب مرات .. وصدر في حقه صكا شرعيا بكفره وإعترف إبن تيمية بذلك وأستتيب .. وقد كتبت إستتابته بتصديق قضاة المذاهب الأربعة في عصره .. وأقر بذلك إبن تيمية بذلك أمام القاضي العز بن جماعة رحمه الله .. وسُجن إبن تيمية ومات سجيناً في سجن القلعة بالشام ..

كل هذا تناسوه هؤلاء .. ونحن نقول بأن إبن تيمية قد تاب عمّا قاله وندعوا له بالرحمة والمغفرة .. ولكنه يبقى رجلاً إختلف العلماء في أقواله .. وحسم هذا الإختلاف بتكفيره وإستتابته وتم منعه من الفتوى تجنّبا وإحترازا لتضليل العامة من المسلمين ..

أمّا ماهي الأقوال الكفرية التي قالها إبن تيمية .. فليس هنا محل تفصيلها
ولو دعت الحاجة لذكرها لأحضرتها من مؤلفات العلماء المنكرين عليه .. ولكن يبقى أكبر هذه الأقوال الكفرية التي قالها إبن تيمية هو :
فناء النار .. وان الكفار لايخلدون فيها .. لأنها تفنى وطالما تفنى فليس لهم خلود فيها .. وهذا قول يخرج صاحبه من ملة الإسلام إلى الكفر .. وقد أنكر الوهابية وغلاة السلفية هذا القول .. وقالوا لم يقله إبن تيمية .. حتى أثبت هذا القول .. وإعترف بأنه قاله إبن تيمية .. محمد ناصر الدين الألباني .. في مقدمة .. ( رفع الأستار في إبطال أدلة القائلين بفناء النار .. للصنعاني ) .. بل ان الألباني طعن في عقيدة إبن تيمية .. وإتهمه بأنه سقط في التأويل المنكر ..

ثم ان هؤلاء الجهلة يسألون سؤالاً : هل الأولياء وصالحي البشر لهم القدرة على التصرف بالكون ؟؟ ويطلبون منّا أن نترك قول إبن تيمية في المسألة ..
ولماذا يريدون إبعاد إبن تيمية عن هذا القول ؟؟ فالسؤال هو .. هل قال ذلك إبن تيمية أم لم يقل به ؟؟ فإن قالوا قد قاله إبن تيمية .. فلزمهم تكفير إبن تيمية على هذا القول .. وإن قالوا لم يقل به إبن تيمية .. فقد كذبوا كعادتهم ..

جوابنا لليمني هو :
نعم صالحي البشر لهم القدرة على التصرف بالكون ( كما قال إبن تيمية ) .. ولهم القدرة على فعل أكثر من ذلك .. ولكن قدرتهم تلك ليس بالتفرّد عن مشيئة الله وإرادته .. إذ لولا مشيئة الله وإرادته لما إستطاعوا فعل ذلك .. فإذا كان الملائكة ( وهم مخلوقين ) لهم القدرة على إزالة الجبال .. فصالحي البشر أقدر من الملائكة وهذا مالا يخفى على ذي لب وبصيرة وعلم ..

اما الكذب فالحنيني كاذب وغير أمين في النقل .. وكان عليه أن يبيّن قول إبن تيمية في المولد بالضبط .. ولكنه أوحى بأن إبن تيمية يحرّم المولد وهذا محض كذب على إبن تيمية .. فإبن تيمية ينكر فقط على التخصيص ليوم بعينه .. ورغم هذا فإنكاره قد ردّوه الكثير من المعاصرين له ومن تلاهم ..

لماذا الإيحاء بأن إبن تيمية ينكر المولد ؟؟ أليس هذا كذبا ؟؟ كان الأولى أن يقول الحنيني : ان إبن تيمية ينكر التخصيص فقط ..
ثم من قال بأن من يفعلون المولد يخصصون يوما بعينه .. الم يفعلونه في معظم المناسبات ؟؟ وليس هناك قول ممن يفعلونه بأنهم يحرمون فعل المولد إلا في يوم بعينه .. فلماذا القول بأنهم يفعلونه في يوم محدد ؟؟ وأقول : بأن من ( يعتقد ) بأن عمل المولد يجب فعله ( فقط ) في يوم بعينه .. فهذه هي البدعة .. كما يقول إبن تيمية .. ولكن الواقع بأن القوم لايقولون بتخصيص يوم بل هم يفعلونه في سائر أيام السنة ..

ثم ان هذه المسألة خلافية .. وهناك عشرات من العلماء لم يقرّوها وأنكروها .. وهناك من أ،كر التخصيص ( كإبن تيمية ) وهناك من إستحسنها .. وهناك من حث على فعل المولد .. فالمسألة خلافية والأوجب والأدعى تركها .. فمن شاء فعل ومن شاء ترك ..

ولكن هؤلاء لايريدوا من الناس إلا العمل بقولهم .. وكأنهم هم الأنبياء وأهل العصمة .. وكأنهم هم الذين على الدين القويم دون سواهم .. بل زادوا على ذلك فأقحموا ( الشركيات والتكفير .. والمحبة .. وفعل الصحابة .. وخيرية القرون الثلاثة ) وأوردوا ذلك بقصد حشد الأدلة التي ليس لها صلة بالأمر وبقصد خلط الأمور على العامة .. كعادة أهل الباطل عندما يكثفّوا حججهم الواهية لنصرة أقوالهم الباطلة ..

فمثلا يقولون قولا عجيبا يريدون به التضليل والتدليس .. فنجدهم يقولون : هل نحن نحب النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ ( سؤال إستنكاري بليد ) ..
الجواب : إن كان ( وفق الإطلاق اللغوي للصحبة ) فهناك من المؤمنين اليوم يعيشون يحبون النبي أكثر بعشرات المرات من بعض الصحابة الذين تسمّونهم ( صحابة ) وهم ليس لهم من الصحبة إلا إطلاقها اللغوي ..
وإن كان ( وفق التخصيص الشرعي للصحبة وليس الإطلاق اللغوي لها ) فالجواب هو : لايوجد أحد أحب من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ..

فلاحظوا كيف تلبيساتهم وتدليساتهم وخلطهم للأمور .. ولاحظوا كيف يقحمون ( حديث خير الناس قرني ) .. وهم يقصدون التدليس بهذا الحديث على العامة .. ولو دخلنا معهم في حوار يقوم على الأدلة العقلية والنقلية لكشفنا تلبيسهم وتدليسهم على العامة .. ولكشفنا ماذا يريدون بحشد هذه الأدلة التي لايقصد بها إلا التعمية والمغالطات وصرف الأمور عن حقيقتها ..

وأما قولي وتسمية المدعو ( بباحث عن الأكاذيب ) فهذا صحيح .. وهو قد قام بنقل الأكاذيب التي إفتراها الحنيني .. فماذا نسمي من ينقل الأكاذيب ؟؟

فرحمة الله وغفرانه للشيخ إبن تيمية ( المظلوم من قبل هؤلاء الجهلة ) الذين يفترون الكذب عليه وعلى غيره من علماء المسلمين