من الكتب العربية القديمة ،كتاب أسمه (الجغرافيا ) مؤلفه أبن سعيد المغربي
ذكر ؛حضرموت ) على أنها من القسم المعمور في الأرض أو في عالم ذلك الزمان وأنها من أقاليم المعمور وسماها ضمن الاقاليم الأولى التي تقع خلف خط الأستواء إلى الجنوب كما يذكر في كتابه السالف الذكر وقال في وصفه لحضرموت أو بعض ماعرف من بلدانها خاصة الساحلية :
أول ما يلقاك منه جبال حضرموت، وهي ممتدة من الشمال إلى الجنوب، ولها مدن خاملة الأسماء لكونها قليلة الجد ولا يتردد عليها الركبان في البر ولا أصحاب المراكب في البحر. وأشهر مدنها الساحلية في الكتب لسعا [ قلت وهذا من أسماء مدينة الشحر ] وهي حيث الطول اثنتان وسبعون درجة وعشر دقائق والعرض اثنتا عشرة درجة وبينهما أربعون ميلاً. وبين لسعا وعدن جبل ممتد معترض يطوّل السفر في البر ومسافته من البحر إلى شمالي لسعا ثمانون ميلاً. وقاعدة حضرموت تريم وهي في الجبال في شمالي لسعا بينهما تسعون ميلاً. وفي شمالي تريم من مدنها المذكورة في الكتب شنوه [ قلت : ولعله يقصد شبوة ] المذكورة بكثرة التمر وبينهما نحو تسعين ميلاً. وفي الشرق بستين ميلاً من كل واحدة الخزيمة. وفي الشرق ظفار التي كانت قاعدة التبابعة فخربت. وهي حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض خمس عشرة درجة. ثم يلقاك على الساحل من مدن الشحر، وهي بلاد العنبر واللبان مدينة مرباط وهي على جون يدخل إلى الشمال حتى تكون هذه المدينة عند طول أربع وسبعين درجة والعرض أربع عشرة درجة ونصف. وفي شرقيها على الجون المذكور ظفار المحدثة، وهي الآن قاعدة بلاد الشحر وفرضتها المشهورة، إليها يجلب خيل العرب ومنها يحمل إلى بلاد الهند.
فالساحل الجنوبي الشرقي لحضرموت يعرف (بالشحر )ويمتد إلى ظفار ومرباط وغيرها من المدن التي كانت تسكنها قبيلة قضاعة والإقليم كله مع جزيرة سقطرى ضمن مملكة حضرموت ،التي تنتسب للحضارم ويعيش في هذه المملكة أقوام وأعراق واثنيات مختلفة ولاينافي هذا من أن يدعون حضارمة نسبة للأرض التي يعيشون فيها و يستوطنوها