سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   من هو ابن الجنوب العربي؟ (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=108302)

حد من الوادي 06-06-2012 03:01 AM

من هو ابن الجنوب العربي؟
 

من هو ابن الجنوب العربي؟

الأربعاء, 06-يونيو-2012 - 02:08:08
هاجع الجحافي -

نزولا عند رغبة العديد من المهتمين والباحثين الجنوبيين ممن يعرفون بوجود وثائق اعلامية هامة في مكتبتي الخاصة عما كان يدور من احداث في الجنوب العربي في حقبة الستينيات .. فقد قررت ابتداء من اليوم النشر وسأبدأ بوثيقة هامة حددت من هو ابن الجنوب العربي ومثلت البداية الحقيقة لتأسيس نظام الخدمة المدنية المعاصرة في الجزيرة العربية عام 64م بينما لا تزال ما تسمى الجمهورية اليمنية عاجزة عن تحقيق هذا النظام حتى اليوم .. سأحاول ان اقارن يوميا ما كان يحدث في الجنوب العربي بما يجري هذه الايام يوما بيوم .. وقد اخترت التغطيات الاعلامية لصحافة الجنوب العربي لكل ايام عام 64م لأنه كان عاما مهما من وجهة نظري وشهد احداثا تتشابه مع ما يجري في الوقت ألراهن فالى الوثيقة التالية الهامة التي حرصت على طباعتها بعناية ونقلها حرفيا من اصولها العربية والانجليزية:

تعريب الخدمتين المدنيتين لإتحاد الجنوب العربي وعدن


1- نشرصباح هذا اليوم تقرير اللجنة المشتركة لوزراء حكومتي الاتحاد وعدن التي كانت قد عينت لدراسة موضوع تعريب الخدمتين المدنيتين من كلتا الحكومتين . ويتوفر الان هذا التقرير باللغتين العربية والانجليزية للبيع ويمكن الحصول على نسخ من هذا التقرير من مطبعة الحكومة بالتواهي بسعر شلن ونصف.


2- وقد توصلت هذه اللجنة التي تألفت من ثلاثة وزراء من كل الحكومتين برئاسة الشيخ محمد فريد ، توصلت الى اتفاق تام حول جميع توصياتها . وذكرت الجنة في مقدمة تقريرها ان من البديهي تماما ان يكون للأشخاص المحليين في اي بلد الاحقية الاولية في المطالبة بملء وظائف الخدمة المدنية وأنها ترى ان الهدف الفوري هو وجوب التأكد من عدم حرمان ابن الجنوب العربي المؤهل والكفء تماما لملء اي وظيفة في الخدمة المدنية من التعيين في الخدمة او الترقية ضمن نطاق الخدمة بسبب عدم توفر وظيفة شاغرة نتيجة تقلد شخص من غير ابناء الجنوب العربي للوظيفة التي يعتبر مؤهلا لتوليها.

3- وتكمن المسألة الحيوية الاولى في تعريف ابن الجنوب العربي .وتوصي اللجنة من اجل تحقيق اغراض الخدمة المدنية بان يستوفي ابن الجنوب العربي كافة الشروط التالية :

أ‌- يجب ان يكون ابوه عربيا ولهذا الغرض تشمل كلمة عربي الشخص الذي اصبح من الناحيتين الاجتماعية والثقافية جزءا لا يتجزأ من المجتمع العربي في الجنوب.
ب‌- يجب ان يكون ضليعا باللغة العربية .
ت‌- يجب ان يكون قد ولد او ولد ابوه في الجنوب العربي.
ث‌- يجب ان يكون قد جعل الجنوب العربي وطنه الدائم .
ج‌- يجب ألا يدين بالولاء او يخضع لأي قرار بالطاعة او الموالاة لأية دولة تقع خارج الجنوب العربي عدا بحكم كيانه كأحد مواطني المملكة المتحدة والمستعمرات او كشخص مشمول بالحماية البريطانية نتيجة ارتباطه بالجنوب العربي.


4- وتدرك اللجنة ان تعريف ابن الجنوب العربي سيؤدي الى نشؤ مصاعب عند التطبيق غير انها تشعر ان لا وجود لأي تعريف يمكنه ان يشمل بصورة مناسبة كل فرد يمكن ان يكون لديه طلب وجيه لان يكون من ابناء الجنوب العربي حيث يجب ان تكون هناك حالات محددة.فقد وجد ان لابد من وضع تعريف دقيق الى حد معقول فيما لو اريد تحقيق هدف تعريب الخدمتين المدنيتين ولو انه سيكون لهذا التعريف تأثير استثناء عدد من الاشخاص الذين يعتبرون عادة من ابناء الجنوب العربي .

ومن ناحية اخرى فان وضع تعريف يشمل كل فرد معترف به بهذه الكيفية من شأنه ان يكون واسعا بحيث يشمل عددا من الاشخاص الذين لا يجب اعتبارهم من ابناء الجنوب العربي وعليه يمكن ان يهزم هدفه الحقيقي.

5- وقد اوصت اللجنة من اجل التغلب على هذه المصاعب والتأكد من عدم وقوع اي غبن بتشكيل لجنة اتحادية عدنية لدراسة طلبات الاشخاص الذين يودون ان يكونوا من ابناء الجنوب العربي اعتمادا على احقية هذه الطلبات .

وستتألف هذه اللجنة من ثلاثة اعضاء من غير الموظفين المدنيين ولكن من ابناء الجنوب العربي ذوي الحيثية في المجتمع العربي بالجنوب العربي . وستقوم هذه اللجنة بدراسة الحالات الفردية وبصلاحية اعتبار الاشخاص من"ابناء الجنوب ألعربي من اجل تحقيق اغراض الخدمة المدنية حتى وان لم يفوا بكافة متطلبات التعريف . وستراعي هذه اللجنة مبادئ التعريف وستعتبر الشخص من ابناء الجنوب العربي في حالة اقتناعها فقط بقبوله كفرد في المجتمع العربي بالجنوب العربي.

6- وتوصي اللجنة بتطبيق تعريف ابن الجنوب العربي"فورا من قبل الحكومتين وإحلاله محل تعريف ألمدني الوارد في انظمة الخدمة المدنية بعدن .وسيطبق هذا التعريف بعدئذ عند اعتبار تعيين الاشخاص في الخدمتين المدنيتين ولن يعين اي شخص من غير ابناء الجنوب العربي في المستقبل على اساس ثابت وتقاعدي .وتدرك اللجنة انه سيظل من الضروري استخدام عدد من الاشخاص من غير ابناء الجنوب العربي غير انه يجب ان يعينوا على اساس تعاقدي لفترات لا تتجاوز الفترة الضرورية لإحلالهم بأبناء الجنوب العربي وان تكون هذه العقود فيما عدا الحالات الخاصة لفترات تتراوح بين 18 و 24 شهرا.

7- وذكرت اللجنة ان الخطوة الثانية تكمن في اعطاء الافضلية لأبناء الجنوب العربي عند دراسة مسائل ترقية الضباط العاملين في الخدمة . وتنطوي هذه الخطوة على تعديل انظمة لجنة الخدمة العامة. وتدرك اللجنة انه لا يمكن انجاز ذلك ما لم تتخذ التدابير لتقديم معاملة عادلة للضباط الذين يعملون على اساس ثابت وتقاعدي الذين يمكن ان تتأثر خدماتهم بصورة مباشرة وعكسية نتيجة لذلك.

وأوضحت اللجنة ان حكومة صاحبة الجلالة في المملكة المتحدة كانت طرفا في التدابير الحالية التي تنظم الخدمتين المدنيتين وسيكون من الضروري قبل تعديل الانظمة اجراء مشاورات مع حكومة صاحبة الجلالة فيما يتعلق بالتدابير المناسبة لتعويض الضباط الذين ستتأثر خدماتهم بصورة مباشرة وعكسية نتيجة ادخال هذا التعديل وبالملابسات المالية لهذه التدابير.

8- وقد قبلت كل من حكومتي الاتحاد وعدن جميع التوصيات الواردة في التقرير وطلبت من المندوب السامي الشروع في اتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق التوصيات في اسرع وقت ممكن.

صدر بعدن في تاريخ 6يونيو1964م وزارة الارشاد القومي والإعلام (صحافة الجنوب ألعربي - نشرة رقم 702/

بيحم الشبامي 06-06-2012 08:32 AM

شكرآ على هذه المعلومات القيمه التي حملتها تلك الوثائق التاريخية .. وفي الحقيقه نحن اليوم ننصف بريطانيا - اذا ماقورن بالاحتلال اليمني الشمالي - لما قامت به في الجنوب العربي و عدن والمحمية الشرقية من نظام اداري متميز على مستوى الجزيرة العربية سوى اكان في نظام الخدمة المدنية او الاحوال العامه وتنظيم الحياة الادارية والتنظيمية للكيانات المؤسسيه ... فلو اخذنا مثالا في شؤون الخدمه المدنية والعامه اتذكر في العام 2005م عندما صدر القانون رقم 43لعام 2005 بشان نظام الاجور والمرتبات والوظيفه العامه وعملية النقل الى الهيكل العام المنشى بهذا القانون كان هناك اختلاف في التطبيق بين موظفي الجهاز الاداري في الشمال وفي الجنوب اذ ان الموظف العام في الجنوب يكون له ملف متكامل يحوي على جميع االوثائق منذ التحاقه بالوظيفه العامه ولا اقصد تلك الوثائق المتعلقه بالهوية الشخصية فهي موجوده لدى كل مواطن وانما وثائق واوامر وقرارات التنقل والتدرج في الوظيفه العامه وكل اجراء في فترة خدمته يكون محفوظ في ملفه الخاص واستمر الامر الى ما بعد حكومة الاستقلال 67م وبنفس اجراءات الارشفة المتبعه من سابق ، وفي الشمال لم يعرفوا الارشفه وملفات الخدمه العامه للاسف حتى الى مابعد "الوحده" اليمنية ، فعند صدور ذلك القانون اختلف التطبيق بين الشمال والجنوب كون ملفات الجنوب متواجده لدى مكاتب الخدمه العامه بينما في االشمال وحبآ في االحصول على الترفيع الوظيفي فالكل راح يصوغ قرارات " نسخه" على اساس تعيينه او شغله لمنصب قيادي او اشرافي ما مدعيآ انها صدرت في سنوات خلت من التحاقه بالوظيفه العامه ونتج عن ذلك اختلاف في الاستحقاقات والمزايا الوظيفيه بين موظفي الشمال والجنوب .... اكرر شكري اخي العزيز على اسهاماتكم الرائعة ،،، ودمتم بود

حد من الوادي 06-07-2012 04:38 PM


ياسين سعيد نعمان.. ومسئوليته في استعادة وثائق تاريخ شعب الجنوب

: بقلم محمد عباس ناجي
الخميس, 07 يونيو 2012 16:19

إن هناك شيئين لا يمكن لأي مجتمع تعويضهما مهما بلغ من التطور: الأول, وهو موت الانسان , لهذا حرم الله قتل النفس البشرية إلا بالحق . بل واعتبر قتلها من أعظم الكبائر , والثاني, هو إتلاف الوثائق التاريخية بكل أنواعها , لهذا تحرص الشعوب المتطورة على حفظ وثائقها التاريخية القديمة والحديثة وتصويرها من عدة نسخ وفي أماكن مختلفة, لأنها تعي أن كل وثيقة تتلف سوى بفعل الانسان أو بفعل الكوارث الطبيعية من الصعب استردادها , وأنها لا تقدر بثمن مهما بلغ صغر حجمها.

وعلى سبيل المثال إن أي دولة قد تحدث فيها كارثة وتخسر طائرات وعمارات وسدود وتتلف أموال ... الخ . فإن هذه الدولة بإمكانها أن تشتري بدلاً عن الطائرات وتعييد بناء ما تدمر من منشآت , ولكنها لا تستطيع استعادة وثيقة مزقت أو أحرقت أو تحفة أو نقش أثري اتلف أو مسح .

شعبنا صاحب تاريخ عظيم ومجيد , مع الأسف تعرض تراثه القديم للسرقة والنهب والاهمال , وتعرض تاريخه المعاصر والحديث للتشويه والتحريف. بل كانت أخر كارثة مهولة تعرض لها هذا التاريخ عام 1994م بفعل احتلال نظام صنعاء للجنوب. ومن الصعب شرح مفاصل هذه الكارثة في عجالة كهذه. ولكننا سوف نستعرض واقعة واحدة فقط.

كان يعتبر مركز البحوث والدراسات التابع للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ـ الحزب الحاكم للجنوب حينها ـ أهم مؤسسة تم فيها خزن ملايين الوثائق الخاصة بتاريخ شعب الجنوب , ومنها وثائق: فترة الاحتلال البريطاني , فترة الكفاح المسلح والاستقلال , وثائق دولة الجنوب وحزبها الحاكم السرية والعلنية , ووثائق العلاقات مع الدول الأخرى , وأهم الكتب والمراجع المتعلقة بتاريخ الجنوب الصادرة في الداخل والخارج. وأشياء كان من غير المسموح لنا ابناء الجنوب الاطلاع عليها.

كان المركز يشغل عمارة واسعة مكونة من اربعة طابق , وكانت هذه العمارة في مجمع قيادة الحزب الاشتراكي, ثم اصبح مقر وزارة الدفاع لدولة الجنوب في مديرية التواهي بعدن . قيادة المنطقة الجنوبية حالياً. فقامت سلطات صنعاء منذ اللحظات الأولى لاحتلالها لمدينة عدن ـ عاصمة الجنوب ـ بنقل وثائق ذلك المركز إلى صنعاء , فهي تدرك اهميتها.

الغريب أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بعد احتلال الجنوب عام 1994م ظلت تطالب نظام الاحتلال في صنعاء بإعادة مباني مقرات الحزب التي تم السيطرة عليها حتى استعادة تلك المقرات , فكانت تعتبرها مشكلتها الأولى , ولكننا لم نسمعها يوما تطالب بما هو اهم , وهي استعادة وثائق تاريخ شعب الجنوب. وكأن هذا التاريخ لا يعنيها.

لقد حاولنا من جانبنا أن نثني الدكتور / ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الحالي عن التوقيع على المبادرة الخليجية عن طريق رسالة وجهناها له في حينه ونشرناها علناً , لأننا اعتبرنا توقيعه عليها كزعيم جنوبي بمثابة سوط جديد سوف يسلط على شعب الجنوب. غير إن رأينا لم يؤخذ بعين الاعتبار من قبله , ونترك هذا الأمر للتاريخ.

اليوم وقد اصبح الحزب الاشتراكي الذي كان حاكما للجنوب حزباً مشاركاً في الدولة والحكومة المحتلة للجنوب , فإننا نناشد سيادة الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ليس لأنه أمينا عاما للحزب الاشتراكي , وإنما لأنه في المقام الأول جنوبي , وثانياً , لأنه رجلا مثقفا أن يعمل على استعادة وثائق شعب الجنوب التي قام بنهبها نظام صنعاء عام 1994م وفي مقدمتها وثائق مركز البحوث والدراسات الذي كان الحزب مشرفا عليه. فهي ليس وثائق حزب , وإنما وثائق تاريخ شعب. ونعمان من غير المعقول أنه لا يدرك اهميتها.

واذا كان الحزب الاشتراكي مشاركا في السلطة ولا يستطيع أن يستعيد هذه الوثائق فإنه اشرف له أن ينسحب فورا.

قد يقول البعض أنه كان جدير بي الاتصال هاتفيا بنعمان حول هذه القضية بدلا من نشرها علناً, اقول انني اتصلت به عدة مرات ولم يرد مع الاسف, وقبل أن اكتب هذه المقالة بدقائق ارسلت له رسالة عبر الهاتف , ولم اجد رداً. كما إن قضية مثل وثائق تاريخ الجنوب ليس بالأمر الهين والبسيط , وإنما هي قضية تستحق منا الجنوبيين جميعا جعلها قضية محورية في نضالنا.

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي .

الأربعاء 6 يونيو 2012م

حد من الوادي 06-09-2012 05:39 PM


الثلاثاء, 08 مايو 2012 12:20
الجنوب : عن الهوية والمصير وأسئلة الحوار

بقلم : أحمد عبداللاه

١
في كل محطَّٓة من مآسي تداعيات الوحدة اليمنيه الفورية جدًا والتي قادت للحرب الإنتحاريه في سنة ٩٤، ثم استمرارها بفرض الأمر الواقع الذي لبسه الجنوب بكل شرائحه وشرائعه، حتى قيام الحراك الجنوبي ،أول حركة شعبيه عفويه في التاريخ المعاصر قبل رماد البوعزيزي وقبل ميادين التحرير والتغيير ، دون تخطيط من صنَّاع الثورات أو تصدير متسلسل عابر للحدود والاقاليم وبالتاكيد دون َصنْعة إعلاميه في حِمَى الدياوين ألملكيه أو الأميريه المباركه ، وفي ظل جفاف وتجفيف أي دعمٍ مادي ،


نقول في كل محطَّه كان ينمو في فضاءِ العقل سؤالُ الأَسْئِله وعنوان الحَيرْه العظمى ، لماذا كل هذا التاريخ الموحش الذي جرى وما حقيقة ( الحقائق ) التي سِيْقت في وَهْج المراحل وتأَصَّلَت دون فواصل في الوعي الجمعي للنخب السياسيه الجنوبيه ، حيناً من الدَّهْر ، لم يلْتَفِتو فيه لحاضر أو مستقبل وَهُمْ في قبضة فولاذيه للمعتقدات السياسيه التي شُرِّعَتْ كبديهيات وجوديه وأقدار لا تتحمل المراجعه او الخوض في التفاصيل ، وبالطبع دون مشاركة المجتمع مشاركة حقيقيه في صناعة مستقبله وإحتجاب أي إجتهاد منظم للبحث في التاريخ الوطني بعيد عن المنهج الأيديولوجي لتفسير حركة التاريخ ومآلاته ودون أي لمسة براجماتيه تشذِّب الجموح المسْتَعر نحو اهداف كبيره في النظريه دون تجربه واقعيه او نَمْذَجَة فكريه تأخذ بأسباب المخاطره .

هل كان كل ذلك بسبب إلتباس في الهويه حَمَلَه الثائرون الأوائل أم زيف في الوعي الناشئ وطغيان المزاج القومي النازح من بلدان الريادة العربيه ؟

كل شئ جائز هنا.

والنتيجه أتت بأن ذهب

الجنوب إلى غموضه مقتولاً وهامداً .. كتتويج لمراحل الحصاد التي ذهب في تداعياتها المبكره ألجيل ألذي حمل لواء الاستقلال وتبعته صفوف وهامات .. وقبلهم تمت الاطاحه بالأحزاب والمنظمات الجنوبيه .

ومع قناعتنا بأن تقييم كل حدث يجب أن يأخذ بعين الإعتبار إطاره التاريخي بحيث تتجلى الموضوعيه بعيدا عن محاولة (تلبيس) طرف هنا أو هناك تبعات ذلك التاريخ ، إلّا انه يجب التذكير الآن بهذا التاريخ والجنوب أمام استحقاقات مصيريه وإستحضار قواه لإمتلاك ذاته بذاته ولكي لا تنكسر النفوس أخيراً ونهائياً بعد كل هذا المسير المظلم وبعد أن فتح الحراك ، ثورة الجنوب ، أفقاً قادماً يحمل الأمل .

وإنْ قلنا بأنَّ الجنوب ذهب ولم يعد بعد ، في رحلة لا يغفرها التاريخ لاحد .

إلَّا أننا نستدرك دوما بانه ليس من الحكمة هنا أن يتحمل ذنبها أو فتنتها أحد .. لان الدروس التي نَنْهل منها اليوم تكفي لأن نمتلك حِكْمَة الحكماء وصبر الصابرين .


٢

وفي مجريات الوحده إنصهر الجنوبيون في أكبر مفاعل إجتماعي ، بالغ التعقيد في تكويناته ، يعيش مآسي حُكَّامه وتاريخه منذ قرون ،

إنصهروا يحملون الصبر والأَمل تحت وطأتي النظام والواقع الذي وقف عنده الناس على عتبات متتاليه من رحلات الضياع والتبخر في فضاءات الله الفسيحه .. وأَمام العجز الإنساني إتَّبع المستضعفون خطى خاطفيهم ، على قسوة مشروعية فرض الأمر ، فاتَّسم عقدا الوحده بالضائِقه وقهر السنين خاصةً على المستوى الشعبي جداً ، في حين أن الامر برمَّته إختلف هنا وهناك على المستوى النخبوي السياسي والاجتماعي وغيره باحتساب متفاوت في القيمه الاجتماعيه والسياسيه للفرد أو الجماعة، أو المنطقة .. وهذا أمر طبيعي لا يعاب ...

إلّا أننا وفي هذه الصحوة الكبيره من ويلات الزمن وعبث التجارب السياسيه لم تُسْعِفنا اليَقَظَة الكامله للتوحد حول الضروره أولاً وحول البقاء الحُرْ أولاً ، فطفقنا نستطرد ماتَيَسَّر أو توَفَّر من الاختلاف في الرؤى والمواقع حول تسمية الوطن والهوية والمصير في لحظات فاصلة كهذه بل ونَسْتَتْبع مواقفنا بتذييل نظري لقناعات ، هنا وهناك ، لا تستقيم على مستوى واحد.

ومع تسليمنا بأنَّ مسائل الاختلاف هي وَصْفَة حيويه للشعوب المقهوره حين تضع ثقلها أمام فتح مصائر جديده أو إستعادت شروط بقائها ، ولقناعتنا هنا بان الجنوب أمام أسئلة الحرية الكامله أكثر من الصفقات السياسيه التي كانت دائماً عنواناً آسِراً لعلياء القوم من نَوَى الكتل ومكاتب الاحزاب ،

الا انه يجدر التاكيد في السياق بانه ليس من المنصف أن نضع أولوياتنا اليوم في جدال بيني حول المُسَمَّيات ألتي سبقت أو تلك التي لحقت قيام دولة الجنوب عام ١٩٦٧ ،

هَلْ جنوبٌ عربي أم يمني ؟ وما هي القيمه السياسيه والقانونيه للمسميات المختلفه الان ؟

وهل الإسم بوابة الهويه يدل عليها أم صفة تحتويها وتنوب عنها في مجريات الحياة ؟

فليغفر لي القارئ إن قلت :


لكأن على المرء هنا أن يَشُدَّ شعرَ رأسه ويقول :

أَلـِهذا الحد كنا غائبين عن حقيقة مَنْ نَحْن ؟ .




وهل الأبواب مُشَرَّعه والأحوال مُسَهَّلة لإختيار إسم لهوية الدوله الغائبه نشاغل به النفس أولًا قبل أن يأتيه الموعد والمنطق ؟

أليس من البديهي جداً أن تجد نفسك مستقلاً أولاً لتعرف مَنْ كُنْتَ وتختار من ستكون ؟

أليس هذا مُنْصِف في الوتيرة العاليه لمسيرة التدافع بالكلام ؟ ،

إلَّا إذا كنا نبحث عن مُطَهِّرٍ لجراحاتنا إلى حين التئامها ونفتتن بالنظريه وترهات الطريق ، والجنوب يجترح خطى إستعادة شخصيته السياسيه القانونيه وحقوقه الإنسانية في الوجود كشعب حُر أوقعته الصفقات التاريخيه في هلاك وتبعية قسريه بإسم الفتاوى الوطنيه -القوميه ،

هنا تبدو المسألة برُمَّتها وضعّ نفسي ، وهو مالا يجب ان يكون .


إنَّ الأمر حول تسميات الدوله الغائبه باعتقادنا ليس مجرد رأي يتم بثه هنا وهناك بل هو محتوى تاريخي بحت يجب البحث عنه بمهنية الأكاديميين والمؤرخين السياسيين المحايدين والمنصفين وعلى مدى كاف ، ولن يملك أحد الحق بان يوقف إي جهد علمي منظم في تقديم تاريخ نظيف للأجيال بحقائقه والتباساته ، فالتواريخ لازالت مُشَبَّعَه بالمراحل السياسيه :

التي اختطفت مفاهيم وحشرت أخرى ، وضَعَتْ مسارات وانْتَزَعَتْ أخرى من سياقاتها ، فَكَّكَت وركَّبت ، قَتَلَت وأَحْيَت مفاهيم نظريه ، أبْهَتت وجوه ورفعت ملامح ، أيقظت نزعات وأسْكَتت منطق العفوية والانسياب اللا إرادي لتحفة الفطرة

حد من الوادي 06-09-2012 05:56 PM


رابط حديث للجفري يحكي اسرارفشل الوحدة والحرب واعلان فك الارتباط وغدراليمنيين بالجنوب ارضا وانسانا؟

الجفري يكشف اسرارفشل الوحدة؟ وعدم تنفيذ وثيقة العهد؟ واعلان الحرب والاحتلال

حد من الوادي 06-10-2012 12:51 AM


الخميس, 03 مايو 2012 14:47
د.عيدروس النقيب جندي ياباني من طراز جديد!


علي نعمان المصفري

مؤخرا كتب د. عيدروس النقيب, المُنظر الجديد لإستمرارية يمننة الجنوب العربي حول الموضوع أعلاه وتم نشرة في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية. وذلك لتبرير فشلهم ومحاولة جر شعب الجنوب الى مربعات المتاهات وتفريغ أنتصارات اليوم لمسيرة تحرير الجنوب السلمية وقوة حضورها بهدف الألتفاف عليها وتمييع جوهر ومفهوم واقعها. فقد باءت جهودهم بالفشل لتخلفهم عن الحدث في المشهد. لذلك لاينطلي على أحد هذا التزييف الذي ورد في أدعاءآته لنكرانه حتى لهويتة الجنوب العربي التي ولد وترعرع فيها وتشبعت كل خلايا موروثه النووي فيها من هوائها ومائها ومانبت عليها وما حواه بحرها وتحت ترابها.

لا غرابة في أن ينضم د.عيدروس النقيب الى فوج المهاجمين الجدد القدامى من دعاة يمننة الجنوب ولا يبتعد كثيرا عن د.سيف العسلي(الأم والخاله) ولا د.عبدالله الفقيه, في مقالته المستور عنه في الوحدة اليمنية قبل سنوات وأراد ذوبان شباب الجنوب بذرهم في شتى بقاع اليمن على نفس النهج الستاليني كما حدث لشعوب آسيا الوسطى التي بقت هويتها وطاح الأتحاد السوفييتي.

ويندرج هذا الطابور ضمن الحملة الشرسة التي يشنها دعاة يمننة الجنوب العربي, خصوصا بعدما شهد الجنوب تطورات مشهودة وضحت على مستوى المشهد السياسي لصالح قوى مسيرة التحرير الجنوبية ووصول القضية الى المستوى الدولي والأقليمي مجسدة بالعرق والدم على أرض الواقع حقيقة وجودها, من الصعب أطلاقا تجاوزها أو نكرانها لأنها ليس حقائق على الأرض فقط بل أيضا عقيدة مسكونة في وجدان الناس تحت سقف مرجعية واحدة في الهوية والدولة على كامل أرض الجنوب المحتلة وعند حدود يوم الأستقلال عن بريطانيا في 30 من نوفمبر 1967.

ذلك بعدما حاول أعداء وقراصنة الجنوب طمس هويته وسلب ونهب أراضيه ودفن قضيتة نهائيا من خلال نصرهم المزعوم في 7 يوليو 1994 بوقوع الجنوب تحت أحتلال الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد مسلسل مسرحية هزيلة بدأت تنسج خطوط عنكبوتها في خمسينيات القرن الماضي وتوالت في مؤامرات عدة أفضت بوضوح في شراستها عشية الأستقلال في 30 نوفمبر 1967 عندما تم التحائل على كافة القوى السياسية الجنوبية كحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وجبهة التحرير ورديفها التنظيم الشعبي وتسليم الجنوب للجبهة القومية وفق مبرر ميكافيلي في غايتة يمننة الجنوب العربي ووسيلته التحائل والتآمر وفرض العنف والقوة على كل أبناء الجنوب لقبول نظام حكمهم الديكتاتوري الأستبدادي.

ويأتي بل يتفق هذا تواصلا للمشروع اليمني الذي ظل الأئمة على مدى حكم 73 أمام وحتى أنقلاب 26 سبتمر 1962 على آخر أمام وهو الأمام أحمد بن يحي بن حميد الدين. هولاء الأئمة كرسوا كافة جهودهم وصبوا جلّ همهم في كيفية السيطرة على الجنوب العربي الثروة والجغرافيا والتاريخ.

ماعجز عنه الأئمة تم مواصلته من قبل بعض أبناء اليمن المقيمين في الجنوب من خلال أستغلال الظروف السياسية الجديدة لحركات التحرر في منتصف القرن الماضي والنهوض الناصري القومي الحركي التحرري وتحسن وتطور المناخ السياسي في عدن بظهور العمل النقابي والسياسي المتعدد وحرية الصحافة والأنتخابات التشريعية في عدن وتكريس تلك المستلزمات نحو السيطرة على أدواة العمل السياسي وأخراج مشروعهم عبر تأسيس الجبهة القومية, أحد أمتدادات حركة القوميين العرب التي كان مركزها بيروت. ومن ثم الأعلان بقرار يمني في صنعاء على قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 على الرغم من أنقضاء فترة مقتل بن لبوزة بشهور مستغلينها كمناسبة لحدث لتحفيز وتأجيج المخزون الهائل من معاناة شعب الجنوب من الأحتلال البريطاني للجنوب.

رغم أنه مسبقا تم مناقشتها في عام 1959 تحديد موعد لأقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على أستقلال الجنوب العربي والبحرين والذي تم فعلا في 11 ديسمبر 1963. ولمزيد من التوضيح راجع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لأقرار أستقلال الجنوب العربي ولم يذكر الجنوب اليمني في ذات العام مع البحرين وعلى تتويج الأستقلال لكلاهما في عام 1968. فهل كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على باطل في تأكيد وأقرارهوية الجنوب العربي ود. عيدروس على حق؟.

قرارات المنظمة الأممية ووثيقة الاستقلال التي وقعت في جنيف سويسرا في يوم 29 نوفمبر 1967( راجع الوثيقة). وما قبلها المباحثات بين وفدي الحكومة البريطانية ووفد الجبهة القومية تجسد واقع الجنوب العربي وتناسى عيدروس هذة الحقائق لغياب بصيرتة وخلوها من المنطق لتبقى خاضعة للأملاءآت عليه وفق مبدأ ما قاله سيدي أفكر أنا ؟

لذلك وللسيطرة على الجنوب تم الأنقضاض عليه ومحو هويتة وإستبدالها بهوية الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد خلافات حادة يوم 30 نوفمبر 1967 قبل الأعلان على قيام الكيان السياسي الجديد وذلك بين الرئيس الشهيد قحطان الشعبي والمفكر فيصل عبداللطيف الشعبي طيب الله ثراهم وزملائهممن جانب وبين الجناح اليمني في اللجنة التنفيذية لجبهة القومية ممثلا بعبد الفتاح أسماعيل الجوفي من جانب آخر. أنتصر في هذة الخلافات التيار اليمني بتسمية الكيان السياسي الجديد بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على تراب الجنوب العربي.

لقد أستغلّ أصحاب مشروع يمننة الجنوب العربي خلاصة عوامل رئيسة حينه للتحائل والأستباق تأسيسا على أنقلاب صنعاء في 26 سبتمبر 1962. وأهم تلك العوامل:

1- المد الناصري القومي التحرري وحضورة القوي عسكريا في الجمهورية العربية اليمنية وصراعه المحتدم مع بريطانيا في ظل الصراع الدولي بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة من 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكل القوتين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وحتى أنهيار الاتحاد السوفييتي جورباتشوفيا في 1990.

2- المعاناة والإحتقانات ومحاولات أنتفاضات المناطق في الجنوب على بريطانيا في مستويات من المراحل المختلفة وأزمنه عدة لم تنجح حينة لعدم أمتلاكها الشروط اللازة للنجاح لغياب العنصر الذاتي في توفيرالدعم الأقليمي والدولي وضعف تنظيمها في حلقة تواصل مع بقية مناطق الجنوب العربي.

3- مكنون العداء اليمني على أمتداد تاريخة في النظرة الخبيثة على الجنوب العربي.

4- التنظيم الجيد لليمنيين في في حلقات متكاملة وفق شبكة متزاوجة مع بعضها في تنوع أجتماعي مهني نقابي وسياسي ضمن النسيج المجتمعي العدني مما جعلهم على قرة كافية في الحضور في القرار الأجتماعي والنقابي ومختلف أدوات التواصل الأداري والمالي والأجتماعي والأعلامي التي كانت بمنأى عنهم لوقوانين الهجرة والجنسية .

بحيث أعتمدوا على المال والأعلام سبيلا رئيسا في أستكمال التواجد في تلك المجالات.لقد تناسى عيدروس النقيب حتى أن بطل وفارس القومية العربية جمال عبد الناصر أكد ماذهبت اليه.

وفي مقالة سابقة كتب الكاتب: جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة:رفعتنا علو الثريا عندما كنا تحت أطراف الأستعباد, وفاخرت بنا بين الأمم وهاماتنا لا تنحو لجائر ومستعبد. وقوفك عام 1964 في تعز وكلماتك الحيوية لازالت في عمق أعماقنا. لأنك الأصيل ولا تنكر الأصل. ثبتْ هويتنا الجنوبية العربية قولا وفعلا. عندما قال جمال: على بريطانيا العجوز اليوم أن تأخذ عصاها وترحل من الجنوب العربي ولم يقل جمال الجنوب اليمني وهوبطل القومية العربية.

ماذا جرى بعد ذلك غير أن البحرين أستقلت دون قطرة دم بينما الجنوب العربي لازال ينزف حتى اللحظة؟ وكأننا بالفعل ماكنا بحاجة الى ثورة مثل هذة؟؟ولهذا نجد أن ما عجز الحزب الأشتراكي على أستكماله في الجنوب ليمننته, عمد النظام القبلي العسكري الذي وقف ويقف على رأسه الرئيس علي عبدالله صالح, عمد هذا النظام على تواصل حلقات وقوع الجنوب بأحكام بين براثن اليمننة, بحيث الكل مع الأئمة ألتقون عند باب اليمن؟ونتائجها تبينت في كل الأحداث التي شهدتها ساحة الجنوب منذو أعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 أبريل 1994 وحتى آخر ساعات يومنا هذا لازالت تتواصل؟

المؤلم والمؤسف أن نفر من بقايا دعاة اليمننة في ماتبقى من الحزب الأشتراكي اليمني لم يخجلوا ولا يعيبوا أنفسهم بمافعلوه بالجنوب الأرض والشعب منذو أستقلاله ولا يحرك ضميرهم لهم ساكن لما حلّ به من بلاوي زرقاء كانوا السبب فيها. تجللّت مشاهدها الدامية في كل دورات العنف خلال حكمهم بقوة النار والحديد والكفاح المجيد على مدى 23 عام وحتى بيع الجنوب رخيصا في 22 مايو 1990 المشئوم.

والدكتورعيدروس ربض عند ذات التعليمات التي أعطيت له حين تأطيره في المنظمة القاعدية وبقى راكدا يحبو عند مستواها دونما يقدر على تجاوز قمم وقيعان المساحة المرسومة لتحركه الفكري فيها على الرغم من نزوحه رصد الى جعار ومنها الى عدن وبلغاريا للتأهيل ليسقط أخيرا في عمق بئر اليمننة الجافة. ويبدو أن ثقل الجرعة في أطار شبكة الرفاق ومطبخ محسن الشرجبي أعاقته عن قدرة الحركة للتواصل مع مجتمعه الجنوبي بالرغم من تواجده الشكلي في نسيجه ليخضعه لتقبل أوامرالمركز القائد دونما لوازع الأنتماء قوة التأثير عليه لقوة المجال المغناطيسي الثابت عند يوم إلتحاقه بالرفاق.

وهو ما يذكرني عندما تم مؤخرا قبل عقد من الزمان قيام أحدى دوريات الشرطة اليابانية في أحدى الغابات القبض على شخص هرب بجلده بمجرد حضور الشرطة الى الموقع صدفة مما أثار أنتباهها لتلاحقة ويتم القبض عليه لتكتشف أنه أحد جنود الجيش الياباني الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء وأعطيت له الأوامر من قائد وحدتة في البقاء في ذلك الموقع وحمايته والدفاع عنه. ومنذو ذلك الحين بقى صاحبنا مرابطا على الرغم من أنتهاء الحرب ومرور كل هذة العقود . ليسأل من أنتصر في الحرب؟. وهي الحالة التي وقف عندها د.عيدروس النقيب ولم يبارحها حتى الآن ليصبح جنديا يابانيا لكن من طراز جديد؟.

ولهذا د. عيدروس لم يفرق بين دولة إتحاد الجنوب العربي كمحميات بريطانية تضم السلطنات والمشيخات والأمارات الغربية والمحميات الشرقية منها حضرموت السلطنة القعيطية والكثيرية والمهرة الذين لم ينضموا الى الأتحاد فقط لأختلافات في مفاهيم أدارية في أطار الأتحاد لظروف بعضهم في عدم أستيعاب ضرورة قيام الأتحاد. لكنهم شرقا وغربا ضمن مكونات الجنوب العربي وعملتها الموحدة التي أصدرتها مؤسسة النقد للجنوب العربي كانت متداولة حتى بعد الحرب الضالمة على الجنوب في صيف 1994 . ومن الجدير الأشارة الية أنهم كلهم كانوا ضمن أدارة موحدة عليا تحت الأنتداب البريطاني.

لهذا العديد من فلاسفة اليمننة يحاولون أستغلال عدم أنضمام المحميات الشرقية لأتحاد الجنوب العربي كذريعة يهدفون منها النيل والتشكيك بمشروعية الجنوب العربي الهوية ليتناسون حقيقة التاريخ والجغرافيا والتكوين الأجتماعي السياسي العصبوي منذو الأزل لوحدة العصبية والعقلية المبنية عليها أسس مفهوم وقواعد قبول شعب الجنوب العربي للدولة الحديثة دونما لليمن قدرة قوام أستيعابها حتى اللحظة في صنعاء المقسمة التي يريد توحيدها عيدروس على أنقاض الجنوب بتأكيدة كما قال على يمنية الجنوب للذهاب به الى مقبرة خزيمة مرة أخرى؟؟

وبخصوص تعريفه للجنوب العربي على أنه جزء من اليمن وعلى أنها رسائل مفخخة لم يدر صاحبنا أنه ومن يقف معه هم من يحاولون تفخيخ كل الطرق نحو أستعادة الدولة والهوية الجنوبية على عدة محاور مإسيها في ما يحصل اليوم على الأرض من تشتيت وتمزيق لمكونات مسيرة التحرير السلمية من قبل أفراد يعرفهم بالأسم د. عيدروس. وبأن الجنوب يمني أكد على ماقاله الشيخ عبدالله الأحمر ألتقى معتبرا الجنوب فرع عاد الى الأصل.

لم يقرأ التاريخ جيدا من أن تسمية اليمن جاءت نتيجة لاطلاق العرب على مناطق تحركاتهم في الشتاء والصيف وتجارة البخور بحيث قسموها لتشبيهها بالجسد. في أن كل ما هو شمال الكعبة شام ومايقع يمينها أو أسفلها يمن ووسطها الحجاز.ومن التاريخ القديم والوسط والحديث حتى أستقلال الجنوب لم يكن خاضع أو مشترك في كيان سياسي موحد سوى عشية اليوم الأسود في 22 مايو 1990. وأن اليمن السعيد تم أستبدالها بالعربية السعيدة.

تأسيسا عليه أقول للدكتور عيدروس وأمثاله أخرجوا الى واقع الجنوب وماذا يريد شعبه كما خرج أعضاء حزب الأحرار في الدورة السابعة للجنتكم المركزية في عدن حتى ولو متأخرا. فالجنوب يقبلكم حتى وأن غبتم عليه في دهاليز صنعاء؟. وأن سألتم من أنتصر في الجنوب مثل حكاية الجندي الياباني من أنتصر في الحرب العالمية الثانية؟ فشعبه هو الذي يصنع النصر وفق أرادتة السياسية. والشعوب دائما كما برهن التاريخ على أنها منتصرة وباقية والأفراد مهما تفرعنوا على الأرض زائلون. وكما دخلوا الغزاة عدن رحلوا كما جاؤوا وسيبقى اللجنوب العربي لشعبه.

لذلك أشعر من الخزى والعيب أن أناقش جنوبي بهويته. هولاء ومن ضمنهم د. عيدروس يتحفوننا اليوم بنكران ذاتهم وهويتهم وأرضهم وشعبهم الضحية بدم باردة ويرحلون الى هوية أخرى دونما يدركون أنهم يرمون الجنوب الى ما قبل الكهف. وبعد رحلة العذاب التي لازال شعبنا في الجنوب من رفاقه يسحب وزر مأساتة ويتجرع علقمها وهو الوضع المأساوي المزري القائم اليوم.

فبدل تكفيرهم لسئياتهم والأعتذار على ما أقترفوه يأتون ليكونوا ملكيين أكثر من الملك ذاته. وكانهم عميان وصم لايرون ولايسمعون حولهم . لكننا وبرغم تصالحنا وتسامحنا معهم ظلوا مصرين على ماضيهم. لذلك فهم معذورين أنهم وقعوا تحت تأثيرعملية غسيل مخ تخديرها لازال مفعوله في سلوكهم حتى اللحظة ومواقفهم دلائل واضحة على ذلك. صحى الجنوب من الصدمة لكنهم في غيهم باقون الى سوق الملح في صنعاء؟

وهل عيدروس مقتنع بالمشهد البائس وبما يحدث اليوم لأهلنا في الجنوب من تدمير نفسي وأخلاقي وصل الى حد أنهم فرضوا على نساء الجنوب أن يتحركون مثل الخيم السوداء في الشوارع تحت تهديدهم بماء النار. وهل يراقب تطورات المشهد العسكري والأمني في عموم مناطق الجنوب هذة الأيام وحلبات صراع الفرقاء في صنعاء على أرض الجنوب تحت مسميات القاعدة وأنصار الشريعة واللجان الشعبية التي تقاتل مع الجيش اليمني بهدف تطويق خروج الجنوب من مخالب أحتلالهم الذي لايقارن حتى مع أسرائيل في فلسطين؟.

وهل لايرى كيف تم تحول شعبنا الى شبه أمي وحرمان كل جنوبي من حقة في العمل والعيش والدراسة بعدما شهدت المنظمة الدولة لحقوق الأنسان على مشارفة الجنوب على الخروج من الأمية نهائيا. ألم يكن كافيا هذا في عودتكم الى جنوبكم؟ أو أنكم ايضا تريدون مع الغزاة مسخ الجنوب من الجهات الأربع الأصلية نهائيا بسبب الجنوب العربي وهذة أمنيتهم؟

أسئلة مهمة لابد من الأجابة عليها:

1- لماذا تم أختيار الجبهة القومية لتسلم الأستقلال دون مشاركة ديمقراطية حقيقية ألتزمت بها دولة الأحتلال على تطبيقها؟

2- ولماذا أعطيت للجيش العربي الأوامر لدعمها وحسم الموقف عسكريا لصالح الجبهة القومية في الحرب الأهلية نوفمبر ديسمبر 1967؟

3- لماذا تم تغيير الهوية من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, مع أن اليمن لم يدخل في مصطلح الكيان السياس سوى عند تحويل المملكة المتوكلة الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية اليمنية في عام 1917 من قبل الأمام يحي؟

4- لماذا تم الأنقلاب على الشهيدان قحطان وفيصل؟ ولدي شهادات حية بذلك على أن الشهيد فيصل قال: أذا قتلت قبل عبد الفتاح فهو قاتلي والعكس؟

5- ولماذا ظلّ الجنوب في دورات عنف مستمرة حتى هذة اللحظة؟

6- ولماذا قامت الحرب الأهلية في 13 يناير 1986 وكيف كانت القشّة التي قسمت ظهر البعير؟

7- ولماذا تلك العجالة في وحدة إندماجية في 22 مايو 1990 دون مشاركة شعبية في القرار وأختزال سنة للأعلان منذو التوقيع بموجب الأتفاق المحيروالمثير جدلا في 30 نوفمبر 1989 الى 6 أشهر؟

8- وكيف تم تدمير الدولة الجنوبية ومؤسساتها وكيف تمت حرب 1994 وماتلاها من مراحل مؤلمة وقاسية حتى اليوم؟

9- لماذا تمت كل قوانين التأميم والأصلاح الزراعي والأستثمار؟

10-لماذا تم تجميد أستخراج الثروات ومحاربة الأستثمارات المحلية والأجنبية؟

11- لماذا حولوا ميناء عدن من ثالث أشهر ميناء في العالم الى ثالث ميناء في آخر القائمة؟

12-هل الثورات تقوم من أجل تطوير المجتمعات من عند مستوى ولحظة أنطلاقها أم تجعل المجتمات أكثر تعاسة في حلتنا اليوم؟

13- ألم تعاقب عدن بتصدير ثروتها الى هونج كونج ومؤخرا دبي التي أستأجرت ميناء عدن كمستودعات وفق إتفاقية مشبوهة؟

14- لماذا حولتم الجنوب الى بؤرة توتر لتحرير العالم من بحر اليابان الى البحر الكاريبي؟ وجلبتم العداء لشعب كان في القمة وبسبكم اليوم في الحضيض غارق في صانونة هواكم؟

15- ولماذا ظل شعب النوب يدفع ضريبة مغامراتكم مع العالم والأقليم وهاجس تخوفهم لازال حتى اللحظة لربطهم تاريخ الجنوب بتاريخ حزبكم الذي لايفقه منها سوى حوشي وباب اليمن؟

16-ولماذا في الجنوب تم قتل كل حي تأسيسا على النظرية المعتمدة عليهاعقليتكم لتتركوا الجنوب وسط شوك مصائبكم ينزف حيا دون وازع ضمير, ولم يكن لكم موقف منذو 22 مايو 1990 غير أنكم أدرتم ظهركم وكأنكم يوسف عليه السلام مع أنكم بياعوه وشرعنتم أحتلال الجنوب بعودتكم الى صنعاء بعد الحرب حيث كان من الأحرى أن تنأون بأنفسكم وتعلنون ولو حتى العمل السري تحت واقع الأحتلال أو الأعلان على أغلاق كل دكاكينكم بالأفلاس والحصول على الأقل تعويض برضاء من شعب الجنوب, لكنكم دفنتم رؤسكم في رمال يمننة الجنوب كالنعام؟

هذة وقضايا أخرى ومحاور رئيسة سنتناولها بشفافية في المقال القادم

حد من الوادي 06-12-2012 05:45 PM


ويل للمثقفين

هنا حضرموت / د. أحمد باحارثه

الثلاثاء 12 يونيو 2012

إنهم هم مصدر شقاء الوطن وتعاسته ، بأفكارهم المنحرفة وطنيًا والحاقدة جهويًا ، سواء أكانوا من مثقفي الشمال بما يحمله كثير منهم من حقد وضغن على الجنوب وثقافته بل ووجوده الحضاري المتمثل في عدن وحضرموت ، أو من مثقفي الجنوب الذين انساقوا للانحراف الفكري القادم من الشمال وروجوا له عن طيب نية وحسن ظن بأولئك أو عن مصلحة آنية أو عدم تقدير للمآلات .

إنهم ينظرون إلى الثقافة وروادها في الجنوب ( عدن وحضرموت ) لا بوصفها جزءًا أصيلاً من الثقافة الوطنية بل بوصفها من مخلفات الفترة الاستعمارية السابقة التي يجب كنسها وتطهيرها ، فمثلاً يقول أحدهم : ” إن عوامل التجزئة والتفرقة التي كرستها السياسة الاستعمارية لم تكن لتتغلغل في أذهان الناس البسطاء وحدهم ، بل تجد أن المثقفين كانوا أكثر الناس وقوعًا في هذا المأزق الذي مزّق الكيان الجغرافي والفكري على حدّ سواء ” . ويقول آخر : ” بدا أثر الاستعمار في خلق عدد من ملامح تخلف التفكير الاجتماعي والتي ركزت في خلق العوامل للفرقة والتمايز بين اليمنيين ، فأديب عدن هو ( الأديب العدني ) في حين أن القادم من الشمال ( الأديب اليماني ) ، إلى جانب أدباء البدو ( حضرموت ) أو غيرها من ( المحميات ) ، وهو ما جعل ( العدني ) يشعر بتميزه عن غيره ” ، إلى غير ذلك من الأقوال والإشارات الطاعنة في ثقافة عدن وحضرموت وأعلامها ما لا تسع له هذه المقالة .

لكن المشكلة تكمن في تحول تلك الرؤية السوداء إلى سلوك سياسي حيث يوسوس أولئك المثقفون بأفكارهم الحاقدة المنحرفة لجهلة السياسيين ويزينون لهم قبح رؤاهم حول الوطن وثقافته وهويته تحت أقاويل تعميم وتجذير اليمننة ( أي الشمألة ) ، وتحت مناديل التباكي على الوطنية الزائفة ، وذلك من خلال وجودهم المؤثر في المؤسسات الثقافية والإعلامية في العاصمة صنعاء لتصديرها عبر السياسيين دون أي مراجعة أو نقاش لسائر الوطن في صورة قرارات خاطئة وسياسات مجحفة همشت أو شوهت مظاهر الثقافة في الجنوب بكافة صورها ومجالاتها .

لكن الغريب أن يتبنى تلك الأفكار المنحرفة بعض مثقفي الجنوب وينخدع بها ويشارك في ترديدها دون إدراك لعواقبها الوخيمة على وجوده الثقافي والحضاري ، والمخزي سكوتهم على آثارها السيئة بعد تحولها إلى سياسات لمصادرة وتشويه الثقافة في عدن وفي حضرموت إعلاميًا وثقافيًا وفي مقررات المدرسة والجامعة على حد سواء ، وتسليط الضوء على هذه الناحية يبرز البعد الثقافي للقضية الجنوبية الذي لا يقل أهمية عن بعدها السياسي .

ولا شك أن حضرموت هي المتضرر الأكبر من ذلك كله ، ليس منذ اليوم كما هو الحال بالنسبة لعدن ، بل منذ أكثر من أربعين عامًا وثقافة حضرموت تتعرض لمؤامرة مثقفي الشمال تحت ستار ( اليمننة / الشمألة ) ومن تأثر بهم من مثقفيها ومثقفي عدن تحت ستار ( اليمننة / الجنوبة ) حتى نشأ جيل لا يكاد يعرف شيئًا عن ثقافته وأصالته ، ومعجب فقط بالثقافة المصدرة له من الشمال اليمني والجنوب العدني ، وقد فطن لهذه المؤامرة الخفية عدد من مثقفيها ولكنها لم تجابه مجابهة حقيقية ومدروسة إلا بكتابات محدودة وأصوات خجولة .

الأمر الذي جعل الآخرين من مثقفي الوطنية الزائفة المنحرفة يلجون في عتوهم ويمدون في طغيانهم وظنوا أنفسهم على شيء ، حتى خنقوا حضرموت في كل مجال ثقافي أو إعلامي أو تعليمي ، سواء في داخل الوطن أو في خارجه ، والجميع يمتلك مئات الشواهد على ذلك بحيث يشكل ملفًا وقضية يجب أن يتمثلها مثقفو حضرموت ساحلها وواديها ويضعوها بجدية ومسئولية على طاولة البحث والنقاش وتحديد ما ينبغي رفعه للمعنيين للخروج بتشخيص ومعالجات لها ، وإلا فويل لنا من ضمير الأمة وأجيالها القادمة .

حد من الوادي 06-14-2012 02:31 AM


قراءة سريعة لإتفاقية استقلال الجنوب العربي

هنا حضرموت / محمد سعيد باحاج – جــدة

الأربعاء 13 يونيو 2012


اطلعت على نص إتفاقية استقلال الجنوب العربي التي وقعت في جنيف بسويسرا في ظهر يوم 29 نوفمبر 1967 م، ذلك اليوم المشئوم الذي لن ينساه كل حضرمي طيلة حياته حيث سلبت فيه حقوق دولة يعرفها القاصي والداني دولة التآخي ونشر السلام في شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا .. ومن خلال هذا الاستقلال الذي خرج من رحم المؤامرة البريطانية تعرض شعب حضرموت الأبي لأبشع أنواع القتل والسحل والتعذيب والمطاردات والتشريد إلى السعودية ودول الخليج المجاورة خلال حكم فاشي مستبد . إن هذه الإتفاقية المرتجلة التي وقعت بين حكومة المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وحضرها من الجانب الحضرمي : خالد محمد عبدالعزيز من المكلا ومحمود سعيد مدحي من سيئون وحسين مسلم المنهالي من جيش البادية كمستشارين .هؤلاء الأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم وهم أعضاء في الجبهة القومية .

ذكر في البند الأول الآتي: (( يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ويشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال)). إذا الاستقلال فقط للجنوب العربي، لأنه لم يذكر اسم محمية الجنوب العربي Protectorate of South Arabia) ) والتي تعترف بها بريطانيا قبل الاستقلال وهي حضرموت والموعودة بالاستقلال في 9 يناير 1968م. كذلك تقول الاتفاقية في البند السادس الآتي : ” لن تتحمل المملكة (تقصد المملكة المتحدة ) ابتداء من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها ، وسوف تكون الجمهورية مسئولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها “. إذا بريطانيا معترفة بأن حضرموت التي سمتها ( بمنطقتها ) في الاتفاقية دولة لوحدها وليس تابع للجنوب العربي ( الذي أنا اسميه أرض الجنوب(South Land ) . أما في البند السابع عشر والأخير جاء النص بصريح العبارة تحت كلمة ( الباقية) وتعني الباقية حضرموت حيث ينص البند السابع عشر على الآتي (( نظرا لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال ، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال . )) وإليكم نص الاتفاقية :

1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.

2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب

منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.

3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.

5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.

6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها

7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.

8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب … الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.

9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.

10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.

11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.

12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.

13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.

14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.

15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.

16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

وقع عن الجبهة القومية لتحرير

جنوب اليمن المحتل :


قحطان محمد الشعبي

وقع عـن المملكة المتحدة :

لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.


هارولد بيلي ـ عضو الوفد



صورة قحطان الشعبي أمين عام ورئيس وفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ولورد شاكلتون رئيس وفد المملكة المتحدة يوقعان اتفاقية استقلال الجنوب في جنيف ظهيرة 29نوفمبر1967 .



هذه هي اتفاقية الاستقلال التي ظلمت الحضارم من حقوقهم المشروعة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لقيام دولة حضرموت الموحدة وعاصمتها المكلا لأن حضرموت لم تكن يمنية ولا جنوبية والتاريخ والقرآن شاهد على ذلك ( سورة الأحقاف ) ، وأن شاء الله سوف ينتصر شعب حضرموت الشجاع باسترجاع أرضه المسلوبة من هؤلاء العابثين والفاسدين والمسترزقين والمدمرين لكل ما هو جميل في تاريخ حضرموت العريق .. تاريخ الشموخ .. والعزة والكرامة والمجد والخلود. .

حد من الوادي 06-19-2012 01:49 AM


الحضارمة ودورهم في تنمية وتحديث عدن والجنوب العربي من عام 1888م إلى عام 1990م

6/18/2012 المكلا اليوم / كتب: الدكتور/عبد الله سعيد باحاج

في صباح الأربعاء 11 إبريل 2012م وصلت إلى تريم عاصمة حضرموت الثقافية والحضارية ، بداية نقول... إننا قد قسمنا موضوع المحاضرة إلى ثلاثة محاور هي:
أولاً: إطلالة حول علاقة حضرموت بكل من عدن والجنوب العربي في عصور ما قبل الحماية البريطانية لحضرموت في عام 1888م.


ثانياً: تنامي الأهمية الاقتصادية والسياسية لعدن وأثره في جذب الحضارمة إليها منذ عام 1888م إلى عام 1967م.
ثالثاً: الدور الفاعل للحضارمة في النهضة والتحديث في عدن والجنوب العربي من عام 1888م إلى عام 1990م. وعن المحور الأول... والذي يتناول شيئاً عن علاقة حضرموت بعدن والجنوب العربي في مرحلة ما قبل الحماية البريطانية لحضرموت والتي وقعت عام 1888م فإننا نقول ما يلي:


أحدى إستعراضات جيش الليوي في الشارع الرئيسي في المعلا عام 1963م

رغم أن منطقة عدن وبقية الأراضي المجاورة لها في الجنوب العربي لم تكن يوماً ما جزءاً من الكيان الحضرمي المعروف في الأزمنة القديمة سياسياً أو حضارياً، إلا أن العلاقات التجارية والبشرية بينهما لم تنقطع عبر التاريخ، وذلك بحكم الجوار الجغرافي بينهما، ومنذ أن عرف الحضارمة بنشاطهم التجاري الواسع في بحر العرب وخليج عدن وسواحل المحيط الهندي الأفريقية والآسيوية وحيث جعلوا الحضارمة بنشاطهم هذا من ذلك المحيط بحيرة حضرمية.

وقد كان الحضارمة في هذا النشاط التجاري البحري يعتمدون على موانئهم المعروفة والمطلة على بحر العرب ومنها (قناء) أو بير علي الحالية ثم (الإسعاء) أي الشحر حالياً، بالإضافة إلى موانئ أخرى أصغر في كل من المشقاص والمهرة وظفار، ومنها شرمه، ثم خلفة التي تقع على ساحل مدينة الديس الشرقية وكذلك موانئ قصيعر وحيريج القريبة من سيحوت بمصب وادي المسيلة ثم ميناء خورروري المجاور لصلالة بسلطنة عُمان حالياً.

وكانت السفن الحضرمية تصل إلى ميناء عدن محملة بالمنتجات الحضرمية من البخور واللبان وغيرها، وكذلك محملة بسلع أخرى مجلوبة من مناطق متعددة. كما إن قوافل التجارة الحضرمية كانت تصل إلى أراضي أبين ولحج ومنها إلى عدن أو إلى تعز وصنعاء وأراضي تهامة والحجاز، ثم إلى بلاد الشام وما بعدها.

وقد عرف أهل عدن وبقية سكان الجنوب العربي الحضارمة من خلال هذا النشاط التجاري البحري والبري الذي تميزوا به عبر قرون طويلة من الزمن.

حدائق الشيخ عثمان وجمالها في تلك الحقبة التاريخية لعدن

ولا شك أن أفراداً وربما جماعات من الحضارمة التي قدمت إلى عدن والجنوب العربي بقصد التجارة قد استقرت فيهما وخصوصاً بعد إن لاحظ التجار الحضارمة الأهمية التجارية لميناء عدن ومدى هيمنته على جزء كبير من النشاط التجاري البحري والبري في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وما يتمتع به ميناء عدن هذا من خصائص جغرافية طبيعية فريدة، وكذلك مجاورته للأراضي الزراعية الخصبة في أراضي تعز، واقترابه من باب المندب ومن الساحل الشمالي للصومال والقرن الأفريقي.

وأصبح ميناء عدن بذلك يمثل نقطة محورية وتجارية هامة تخدم منطقة واسعة تشمل جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وامتداده إلى شرق إفريقيا، بل وإلى شواطئ بشبه القارة الهندية.

ولعل هذا و مع أسباب أخرى كانت مقنعة و مرغبّة لبعض الحضارمة في الاستقرار في عدن والأراضي المجاورة لها فيما عرف بأراضي الجنوب العربي، وخاصة أراضي أبين ولحج ويافع وغيرها، وهي مناطق لا تبعد كثيراً عن عدن. وبهذا تكونت جاليات حضرمية في هذا المناطق منذ عصور ما قبل ظهور الإسلام وحتى بعد ظهوره.

ولا شك أن هذه الجاليات الحضرمية في عدن وبقية أراضي الجنوب العربي قد نقلت الكثير من سمات وخصائص الحضارة الحضرمية إليها.
كما أن هذه الجاليات الحضرمية قد استفادت مما كان لدى سكان عدن والجنوب العربي من مزايا وإيجابيات.
أما عن المحور الثاني... وهو عن تنامي الأهمية الاقتصادية والسياسية لعدن وأثره في جذب الحضارمة إليها منذ عام 1888م إلى عام 1967م فنقول الآتي:

عدن الصغرى ومنظر الغروب فيها أيام العز الجميلة

بعد إن احتل البريطانيون ميناء عدن في عام 1839م والذي كان ضمن أراضي سلطنة العبدلي في لحج أخذت السياسة البريطانية تسعى إلى التوسع في أراضي جنوب الجزيرة العربية شمالاً نحو لحج وما جاورها، وغرباً نحو أراضي الصبيحة وما جاورها ووصولاً إلى مضيق باب المندب، وشرقاً نحو أبين وما جاورها وما بعدها ووصولاً إلى أراضي حضرموت، و حيث استطاع الإنجليز إن يعقدوا معاهدات حماية مع سلاطين وحكام هذه المناطق، ومنها معاهدة الحماية التي وقعتها بريطانيا في عام 1888م مع السلطان عوض بن عمر القعيطي في حضرموت، وهي المعاهدة التي اعتمدها وصادق عليها السلطان منصور بن غالب الكثيري في عام 1918م.

وبهذا أصبحت حضرموت برمتها ساحلاً ووادياً تحت الحماية البريطانية. و لا شك أن الإدارة البريطانية في عدن كانت هي بالفعل مصدر السلطات - بعد لندن - في توجيه السياسية البريطانية في حضرموت وكغيرها من المحميات البريطانية الشرقية أو الغربية في جنوب الجزيرة العربية. وهذا ما ساهم في تسهيل نقل البشر والأموال والأفكار والأعمال بين حضرموت وعدن. وقد تزايدت أهمية عدن بالنسبة لحضرموت وجنوب الجزيرة العربية في عام 1937م عندما أصبحت عدن حينها مقراً للقيادة البريطانية في الشرق الأوسط بدلاً عن البحرين، مما ساهم في جعل عدن نقطة تجارية هامة في مجال التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وبالتالي ازدادت أهمية عدن التجارية في نظر الحضارمة، فأقبلوا عليها وحداناً وزرافات من التجار ومن غير التجار، واستقر البعض منهم فيها وكونوا بذلك جاليات حضرمية حديثة تعرف حضرميتها من خلال أسماء العائلات والتي حافظوا عليها كدلالة على عمق الانتماء إلى وطنهم حضرموت. وكانت مدينة عدن بأحيائها السكنية وأسواقها وحوانيتها تعج بالكثير من الأسماء الحضرمية.

منظر ليلي بديع للشارع الرئيسي في المعلا عام 1962م

ولا شك أن للازدهار الملحوظ الذي شهده ميناء الشحر في خدمة التجارة الحضرمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أثره في حركة التجارة الحضرمية نحو عدن وغيرها، وحيث كان هذا الازدهار الذي شهده ميناء الشحر حينها نتيجة مباشرة لما شهدته أراضي حضرموت من استقرار في أوضاعها الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن ذلك شق الطريق البري الرابط بين تريم والشحر لخدمة حركة النقل بالسيارات والذي موّل بمساعدة آل الكاف وتعاون كل من سلطاني حضرموت القعيطي والكثيري وهو الطريق المعروف بالطريق الشرقية.

ولعله في هذه المرحلة وربما قبل ذلك أصبح كل حضرمي يفد إلى عدن يعرّف بأنه (شحاري) نسبة إلى مدينة الشحر، حتى وإن كان من أبناء مناطق أخرى في حضرموت. والمهم أنه كان لهؤلاء الوافدين من الحضارمة إلى عدن وما جاورها من أراضي الجنوب العربي الدور الملحوظ في تنميتها وتحديثها وهو ما سنتناول ملامح واضحة منه في الصفحات القادمة إن شاء الله.

ولا بد لنا إن نشير إلى انه خلال هذه المرحلة التي سبقت الاستقلال في عام 1967م اعتمد النشاط التجاري في كل من مينائي المكلا والشحر على الخدمات والتسهيلات الجيدة التي كان يقدمها ميناء عدن آنذاك.

محطة بترول شركة بي بي ونُشاهد في الخلق عمارة الأدهل في التواهي

كما أن وجود المجموعات التجارية الحضرمية الفاعلة في عدن قد ساعد على تنامي النشاط التجاري بين عدن وهذين المينائين الحضرميين. والمعروف أن ميناء عدن كان يصنف في منتصف ستينات القرن الماضي بأنه ثالث أكبر ميناء في العالم من حيث حركة السفن المتعاملة معه بعد كل من لندن و نيويورك بل كان ميناء عدن حينها يفوق في هذه الحركة موانئ عالمية أخرى مثل ليفربول في بريطانيا وملبورن في استراليا، وحيث وصل عدد السفن المتعاملة مع ميناء عدن حينها إلى حوالي سبعة آلاف سفينة سنوياً.

و بعد إغلاق قناة السويس في 5 يونيو 1967م نتيجة لعدوان إسرائيل على مصر حينها انخفضت كفاءة وقدرات ميناء عدن إلى ما دون (10%) عما كانت عليه في السابق، حيث لم يزد عدد السفن الداخلة إلى ميناء عدن خلال عام 1967م عن (600) سفينة وهو ما ترك أثراً سلبياً على حركة التجارة بين عدن وموانئ حضرموت. وللمزيد حول الأهمية التجارية والسياسية والحضارية لعدن انظر كتابنا الصادر في عام 1996م بعنوان (ميناء عدن: دراسة في جغرافية الموانئ منذ النشأة حتى عام 1980م).

أما عن المحور الثالث... والذي يتناول الدور الفاعل للحضارمة في النهضة والتحديث في عدن والجنوب العربي منذ الحماية البريطانية لحضرموت في 1888م وحتى إعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في عام 1990م فإننا نشير إلى بصمات ولمحات من هذا الدور لأنه من الصعب أن لم يكن من المستحيل تناول هذا الدور بكل أبعاده وزواياه.

ويكفي في هذا أن نشير بداية أنه منذ إن عرف الحضارمة الاستقرار في عدن وفي بقية أراضي الجنوب العربي منذ عهود بعيدة في الزمن وهم حملة لمشاعل النور والخير والنماء والازدهار ولم يعرف عن الحضارمة في استقرارهم في هذه المناطق بل وفي جميع المهاجر التي عرفوها وعبر التاريخ إلا أنهم بناة للحضارة ودعائم للاستقرار والازدهار، ولم يكونوا مصدر فتنة أو فوضى أو شقاء على الشعوب والأمم التي يفدون عليها ورغم أنه لا توجد لدينا - حالياً - منظومة متكاملة من المعلومات الموثقة عن الحضارمة الذين أسهموا في نهضة وتحديث عدن والجنوب العربي خلال العهود القديمة أي إلى ما قبل قرنين من الزمن، إلا أننا نكاد نجزم أن الوجود الحضرمي الملحوظ في عدن وبقية أراضي الجنوب العربي بغرض التجارة أو الاستقرار كان له بصمات ايجابية على المجتمع العدني ومجتمع الجنوب العربي بوجه عام.
ولذلك فإننا سنتناول هذه البصمات الإيجابية للحضارمة على النحو التالي:

أحدى محلات التصوير الجميلة في التواهي أيام الزمن الجميل
1. في المجال العلمي والفكري والثقافي والديني:

حيث يزخر هذا المجال وبما يتسم به من حيوية ونشاط بأسماء حضرمية لامعة وكان لها السبق والريادة. وقد استلهم البعض منهم ما قام به الأجداد الحضارمة من دور علمي وتنويري في عدن والجنوب العربي عامة. ومن ذلك ما قام به من جهد الطيب بن عبد الله بن أحمد بامخرمة وهو فقيه ومؤرخ وقد شغل القضاء في عام 1528م (934هـ) - وله عدة مؤلفات هامة ومن بينها (تاريخ ثغر عدن)، والذي وثّق فيه لمرحلة هامة من تاريخ عدن، بل ومن تاريخ جنوب الجزيرة العربية، و خصوصاً أثناء الغزو البرتغالي لعدن وحضرموت. قد عاش في عدن وتوفي بها عام 1540م.

ومنذ حوالي قرنين أو ثلاثة قدم إلى عدن أحد أبناء حضرموت وباشر دوره في التوجيه والإرشاد والتنوير بأمور الدنيا والدين وهو السيد أبوبكر عبد الله العيدروس صاحب الجامع الشهير بحي العيدروس في مدينة عدن القديمة (كريتر). ويضاف إليه بقية السادة والمشائخ من آل باوزير وغيرهم من الحضارمة الذين وفدوا على عدن كرجال علم ودعوة وإصلاح وإرشاد ديني.

الشارع الرئيسي تاريخ صنعه الأجداد وصرح دمرته الأجيال

ولا شك إن الأسماء الحضرمية في المجال العلمي والثقافي والإعلامي تشير إلى مكانة هؤلاء، ومنهم من أستطاع إن ينشر رسالته العلمية أو الفكرية أو الثقافية من خلال ما أسسه من مؤسسات خاصة به مثل دار (الأيام) الصحفية لآل باشراحيل. وكذلك ما كان يقوم به البعض من ممارسة للكتابة أو الإبداع في الصحف والكتب مثل آل باذيب و آل باوزير وغيرهم من الكتاب والمفكرين. وكذلك هناك مجموعة تحظى بالاحترام والتقدير من المحامين والقضاة وأساتذة الجامعة والأدباء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين وغيرهم مما كان لهم الدور في إنارة الطريق للآخرين. ومن هؤلاء ممن كانت له مكانة مرموقة في المجال الذي كان يعمل به و من خلال عمله هذا كان يساهم بإيجابية في تنمية وتحديث مجتمع عدن والجنوب العربي عامة.

وعلى سبيل الإشارة فإن مساهمة الحضارمة في النهضة التعليمية في عدن وبقية أراضي الجنوب العربي تتجلى من خلال الكوادر الحضرمية المؤهلة والتي تحملت دوراً كبيراً في هذه النهضة، وبكل المستويات بداية من أول وزير للتربية والتعليم في اليمن الجنوبي بعد الاستقلال وهو الأستاذ محمد عبد القادر بافقيه، ومروراً بأول أمين عام لكلية التربية العليا في عدن منذ نشأتها في عام 1970م وهو الأستاذ حسين سالم العطاس. وكما هو معروف فإن هذه الكلية كانت نواة لجامعة عدن التي نشأت عام 1971م، وحيث اختص الحضارمة بتولي رئاسة هذه الجامعة منذ نشأتها ولأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، فكان أول رئيس لجامعة عدن هو د. سالم عمر بكير ثم تلاه د. سعيد عبد الخير النوبان،

ثم د. محمد سعيد العمودي ثم أخيراً د. صالح علي باصرة. والذي شهدت جامعة عدن في أيامه نقلة نوعية مهمة، من خلال إنشاء (دار جامعة عدن للطباعة والنشر). وذلك في عام 1998م، مما ساهم في طباعة ونشر كثير من المؤلفات والأبحاث الخاصة بحضرموت ومنطقة الجنوب العربي عامة. وقد ضمت جامعة عدن هذه العديد من الكوادر الحضرمية المؤهلة علمياً وإدارياً.

شارع البنوك بعيداً عن العشوائية والفوضى الموجودة اليوم

وكان للبعض منهم دراسات مرموقة ومقدّرة خارجياً ومنهم الدكتور سعيد عبد الله باعنقود في مجال الزراعة وغيره. ولا شك إن العديد من هذه الكوادر العلمية الحضرمية بجامعة عدن قد أسهمت بأبحاثها ودراساتها عن عدن ومنطقة الجنوب العربي بدفع وتيرة التنمية المعرفية عنها. كما إن عدد من هذه الكوادر بجامعة عدن قد تبرع بما لديه من مقتنيات من كتب ومطبوعات ومخطوطات لمكتبات جامعة عدن لخدمة البحث العلمي فيها، وحيث يوجد اليوم في المكتبة العامة بكلية الآداب بجامعة عدن جناح باسم الأستاذ المرحوم أحمد سعيد باحاج مدرس الجغرافيا بهذه الكلية، وحيث يحوي هذا الجناح كل ما كان يحتفظ به في حياته وفي مكتبته الخاصة في منزله من كتب ومطبوعات ومخطوطات وخرائط نادرة. وهي خطوة نبيلة من ورثة المرحوم تؤكد عمق الاتصال والتواصل بين حضرموت وعدن وبقية مناطق الجنوب العربي.

ورغم الحضور الملفت للحضارمة في المنتديات والملتقيات الفكرية والثقافية في عدن ومشاركتهم مع إخوتهم من أبناء عدن في ذلك إلا إن للحضارمة منتدياتهم الثقافية والاجتماعية الخاصة بهم، و من ذلك (الجمعية الحضرمية في عدن) والتي تأسست في مرحلة ما قبل الاستقلال عام 1967م، ثم تراجع دورها بعد الاستقلال، وعادت مرة أخرى تنشط في أداء رسالتها الثقافية والاجتماعية ومعبرة عن الهوية الحضرمية ومناقشة قضايا حضرموت بل وقضايا عدن وبقية أراضي الجنوب العربي. ويرأس هذه الجمعية الحضرمية في عدن حالياً الأستاذ عوض باجرش.

ورغم الحضـور الملفت للحضارمة في المنتديات الثقافية في عدن إلا إن موقفهم من القات والذي عادة ما يسود هذه المنتديات لم يتغير فهم - أي الحضارمة - يرفضون القات جملة و تفصيلاً ولا يرون فيه إلا كل شر وضر. وحتى القلة القليلة من الحضارم ممن يتعاطـون القات تـبرر ذلك بأنه لزوم المشاركة في هذه المنتديات، ولا يعبر عن قناعة بفائدته، بل هم على قناعة تامة بأضراره الخطيرة ويتمنون الخلاص منه عاجلاً لا آجلاً.

وكما هو الموقف الرافض للحضرمية من القات والامتناع بأكثرية عن تعاطيه، كذلك هو الموقف من المسكرات، حيث يرفض غالبية الحضارمة في عدن شرب الكحوليات والمسكرات. ولا شك إن لذلك الموقف الرافض للقات والكحوليات أثره الكبير في نقل رسالة نبيلة تعبر عن خصوصية من خصوصيات الهوية الحضرمية و يساهم في رفع المستوى الاجتماعي في مجتمع عدن والجنوب العربي.

جولة التقاطع بين المعلا وعدن وخورمكسر كما كانت تبدو قديماً.
2. في مجال المال والأعمال والتجارة والاقتصاد:

لقد عرف الحضارمة بنشاطهم التجاري الجيد عبر التاريخ نظراً لاتصافهم بصفة الأمانة والصدق في تعاملاتهم التجارية وغير التجارية. هذا مما ساعدهم على تكوين مؤسسات تجارية ناجحة في مناطق عديدة من العالم، ومنها عدن والجنوب العربي.

وفي العصر الحديث برزت أسماء حضرمية من أهالي شبام والشحر ودوعن وغيرها في المجال التجاري. ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر آل شماخ من شبام و آل بديه و آل عدلان و آل مهدمي و آل باجرش من الشحر و آل باعبيد و آل باسويد و آل باشنفر و آل بازرعة و آل العمودي من دوعن وغيرهم. ويوجد في مدينة كريتر شارع باسم (شارع الحضارم) وحيث كانت تنتشر فيه حوانيت ومحلات الحضارمة بجوار سوق الطعام.

3. في مجال السياسة والإدارة:

لعل الأسماء الحضرمية في مجال السياسة محدودة بالقياس إلى كثرتها الملحوظة في مجال الإدارة فقد عرف الحضارمة أهمية الإدارة من حيث كونها لازمة لرعاية شؤونهم التجارية رعاية سليمة وبشقيها المحاسبي المالي والإداري البحت ولذلك برع الحضارمة في الشؤون الإدارية لما يتطلبه هذا المجال من الاحترام للقانون وتمسك بالحقوق والواجبات المحددة سلفاً وهو في واقع الأمر ركيزة من ركائز شخصيتهم وهويتهم الحضارية عبر العصور ولذلك نجد أن معظم المؤسسات التجارية للحضارمة والتي هي مؤسسات قطاع خاص تكون تحت إدارتهم مباشرة أو تكون تحت إدارة من يثقون فيهم مما يجعلها في النهاية ناجحة بوجه عام بل أن الحضارمة عندما يتولون مسؤولية إدارة مؤسسات تجارية أو غير تجارية لغيرهم تكون غالباً ناجحة وهذه صفة إيجابية للحضارمة يعتزون بها كثيراً.

سينما شهيناز في خورمكسر في ستينيات القرن الماضي الجميل

أما في القطاع العام والحكومي فقد عرف الحضارمة بأنهم من أمهر الإداريين في تصريف شؤون البلاد والعباد وخصوصاً إذا ما أتيحت لهم الحرية الفعلية في اتخاذ القرارات ووضعت ضوابط المحاسبة موضع التنفيذ وما يعنيه ذلك من عقاب وثواب وتقدير حسن للجهود الطيبة المبذولة في العمل.

ولم يعد غريبا القول بان الدولة القعيطية وما كانت تحويه من كوادر إدارية عالية المستوى والشفافية والنزاهة كانت نموذجا في شؤونها الإدارية والمالية خلال فترة حكمها وخاصة من عام 1936م إلى عام 1967م ودون استبعاد حالات استثنائية من الاختلال هنا وهناك كما أن دولة الاستقلال من عام 1967م إلى عام 1990م قد اعتمدت على النظام الإداري والمالي في الدولة القعيطية وفي جوانب كثيرة منه بل إن دولة الاستقلال هذه قد اعتمدت على كثير من الكوادر الإدارية الحضرمية لإدارة الشؤون المالية والإدارية لليمن الديمقراطية والأسماء في ذلك كثيرة لا يمكن حصرها ويكفي أن نشير أن أول وزير للمالية في اليمن الجنوبي هو الأستاذ محمد محفوظ باحشوان وأول وزير للاقتصاد والتخطيط التنموي كان الدكتور محمد عمر الحبشي ثم برز اسم الدكتور فرج سعيد بن غانم كوزير للتخطيط في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أما المجال النقدي والمصرفي فقد تولى محمد حسن بازرعة رئاسة مؤسسة النقد للجنوب العربي عند ظهورها عام 1964م هو بمثابة محافظ للبنك المركزي في الجنوب العربي وقد كان للحضارمة الدور الملحوظ في حسن إدارة الشؤون المصرفية في البنوك العامة والخاصة خلال فترة حكم (اتحاد الجنوب العربي) من عام 1959م إلى عام 1967م وكذلك فترة حكم اليمن الديمقراطية من عام 1967م إلى عام1990م.

لنتمتع ونطلق لأنفسنا العنان لنرى التواهي وجمالها البديع

أما في مجال العمل السياسي وما يرتبط به من عمل حزبي أو نقابي فقد كانت الأسماء الحضرمية قليلة وخصوصا في فترة ما قبل الاستقلال ومن هؤلاء زين عبده باهارون والذي كان رئيسا لوزراء اتحاد الجنوب العربي وشيخان الحبشي أمين عام (رابطة أبناء الجنوب العربي) ومحمد باشرّين أمين عام مساعد للمؤتمر العالمي في عدن وعبد الله عبد الرزاق باذيب من مؤسسي حزب الشعب الاشتراكي في عدن أو حزب الطليعة فيما بعد ثم علي سالم البيض وهو من مؤسسي (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) ومحمد سالم باسندوة من قيادات (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) وغيرهم وفي دولة الاستقلال برز اسم حيدر أبوبكر العطاس كأول رئيس وزراء حضرمي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وذلك في عام 1985م وبعد حوالي عشرين عاما من الاستقلال لم يتول خلالها أي حضرمي مسؤولية قيادية عليا في اليمن الديمقراطية نظرا لعزوف الحضارمة عن الاهتمام بالشؤون السياسية وكذلك نتيجة لسعي وربما إصرار بعض المجموعات السكانية في المناطق الغربية من اليمن الديمقراطية في إبقاء المناصب القيادية العليا في أيديهم وأبعاد الحضارمة عنهم نظرا لمعرفتهم المسبقة أن الحضارمة غالبا لن يكونوا في النهاية إلا حضارمة من حيث الصدق والأمانة والإخلاص لشعبهم وللمسؤولية التي أنيطت بهم وفي الأخير لا يخفى علينا الدور الذي قام به علي سالم البيض وبجذوره الحضرمية في تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية وبصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع هذه الخطوة التي تمت في 22 مايو 1990م.

شاطئ صيرة ... قصة ذلك الصياد الذي عبر
4. في مجال الآداب والفنون عامة:

من الأسماء الحضرمية التي ظهرت في عدن في مجال الأدب وخصوصا كتابة القصة القصيرة برز اسم حسين سالم باصديق وكذلك اسم عبد الله سالم باوزير وغيره وفي مجال الموسيقى والغناء برز اسم أبوبكر سالم بلفقيه والذي عاش فترة من حياته في عدن وكذلك اسم أحمد بن غودل وغيره وفي مجال الرسم والنحت برز اسم علي غداف وعبد القادر سعيد حداد وغيرهما كثير مما يصعب حصرهم هذه الأيام مع انتشار السكان وتوزع الحضارمة ليس في عدن فقط وإنما في بقاع كثيرة من العالم الواسع.

واليوم نجد أنه قلما تخلوا عائلة في حضرموت من فرد أو أكثر ممن يتصلون بها في صلة القرابة القريبة أو البعيدة ممن أصبح من ساكني عدن وبقية أراضي الجنوب العربي وهذا يعزز القول بأن حضرموت بقدر ما أعطت من دماء وانسال وأجيال كثيرة من أبنائها الذين استقروا في عدن وما حولها فإنها كذلك أعطت من روحها ومن خصائصها الحضارية الأصيلة الكثير إلى هذه المنطقة وخصوصا عدن والتي أصبحت بحق نافذة حضارية تطل منها حضرموت على العالم بأسره.
[email protected]
حديث الصورة الرئيسية : صورة نادرة لشارع الميدان ومقهاية زكو في الخمسينات

حد من الوادي 06-28-2012 03:18 AM


ستوب أند شوب Stop &Shop " " يَعُوقَ ويَغُوثَ ونَسْراً

6/27/2012 المكلا اليوم/ كتب: عَبْدَ الله بِنْ آل عَبْدَالله

لا نبكي على ما فات فتلك مشيئة الله كانت، فالذنب يأتي بالكرب ، ولابد أن هناك ذنوبا جمة أراد الله أن يطهرنا منها فسلط علينا قوما شياطين جلبوا لنا رؤوس الشياطين ، وستستمر علينا الكوارث ما لم نتخلص من ذنوبنا ، وذنوبنا ليست فقط في ارتكاب المحرمات فعلا وقولاً ، بل السكوت عن الحق ايضاً ذنبٌ كبير ، وترك الوطن عرضة لعبث الشياطين ذنبُ اكبر ، والمسئولية على الكبير قبل الصغير وعلى الرجال قبل النساء ،فرجال الوطن شيبا وشباناً هم ولاة الأمر في قول الحق والدفاع عنه وتطهير الأرض من تلك الشياطين القادمة من غربنا وخلفهم عبدة الشياطين من أرضنا وإلا ستستمر الكوارث . ما فُتحت مكة إلا بهدم اصنامها ورفع كلمة الحق بها ،

وما أحتلت حضرموت إلا با لاستسلام ليغوث ويعوق ونسرا ،وقد اضلوا كثيراً ,
هُلك يغوث ويعوق ، وهرب نسراً وظهر وداً وسواعا ،،

إنها الشياطين ، لا تيأس ، فقد توعد إبليس لربه بأن يغوي من يتولونه ، وما يتولون الشياطين إلا الضعفاء وقليلي الإيمان بربهم وبوطنهم وأمتهم .
يا أهل حضرموت يا شباب حضرموت يا حراك حضرموت ، تحرروا من عبادة تلك الأصنام ، إنكم أهل دين وأهل وطن وأهل تاريخ وحضارة ، أنظروا الى جواركم الشمالي والشرقي ، كيف كنا وكيف كانوا وماذا صرنا وماذا صاروا ، وأقيموا سداً على الجوار الغربي ،حتى يميلوا للحق .


حياتنا في عهد يغوث ويعوق ونسرا

ماذا كنا نآكل ونشرب ونلبس ، قد تتعجب عزيزي القارئ من مثل هكذا سؤال كون مثل هذه الأسئلة لا يُسأل عنها عادة إلا السجناء عن ظروف سجنهم ، ولكنه ليس بغريب في ذلك الزمان المهين الذي حَكمنا فيه شياطين الإنس من الرعاع وسفهاء القوم .

ليس هناك من رجال أعمال و تُجار في تلك الحقبة السيئة غير ذلك التاجر الحكومي واسمه شركة التجارة الداخلية ،ذاك هو التاجر الوحيد الذي كان يتحكم في مآكلنا ومشربنا وملبسنا ،

كان يبيعنا الغذاء والكساء من خلال دكاكينه الكبيرة نوعا ما ،حيث أنها أكبر من دكان الشحاري ( الحضرمي ) والجبلي( اليمني التعزي) كما يسمونهم في عدن ، وكان لهذا التاجر الاشتراكي فروعاً في كل أحياء عدن المحتلة كما يصفها أبناء عدن الأصليين وفي حضرموت المحتلة أيضاً كانت الحالة كذلك بل أسواء.

قبل أن يكون لدى المواطنين والمستوطنين في عدن بطاقات هوية شخصية ، تم تزويدهم ببطاقات تموينية أو كما يقال لها في عدن بطاقات ( الراشن) أو بطاقة الفقراء كما يسميها البعض ، من خلال تلك البطاقات يشتري المواطن والمستوطن ما لذ وطاب !من الأكل والشراب ، ومن القميص والبنطال والشُرَّاب، وكل ذلك من تحت سقف واحد !
دكان ذلك التاجر الاشتراكي عادة يتكون من (ستايل واحد) تتصدر جدرانه صور الأصنام الثلاثة ( يعوق ويغوث ونسرا)، وبه كاونتر بطول المحل تقريبا ،ليس هناك بضاعة تذكر على الأرفف إلا بعض العينات ، وفي الخلفية مستودع صغير لتخزين تلك المؤن .

حتى لا تحتار في الاختيار فقد اختار لك عزيزي المواطن رفاق السؤ والجهل كل شيء ، فقط أبرز بطاقتك التموينية وبموجب عددكم في المنزل ، يعطيك الموظف والعضو النقابي في الحزب من القائمة المتعارف عليها والتي تحتوي على عشرة اصناف من المواد الغذائية وأربعة اصناف من المنظفات ، هذه هي بضاعتهم.

لقد قرر أعضاء اللجنة المركزية للجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني الخبيث لكل فرد في الأسرة شهرياً كيلوا من السكر وعلبة واحدة من الحليب لكل الأسرة ، وقس على ذلك عدد من كيلوات الأرز الصيني ( في البداية كانوا يأتون بأردى الأنواع وهو النوع الذي يتكون بعد التصفية ويسمى الكسر أي الرز الحثالة (بواقي التصفية ) ثم بعد ذلك استوردوا نوعٌ افضل منه، وللإنصاف فقد كان جيداً ولكن لا يأتي إلا بكميات قليلة ، ونوع تايلندي اعتقد أن استيراده كان خصيصاً للحضارم ( للرز المريوك أي المعجون) ، ايضاً عدد محدود لكل أسرة من كيلوات الدقيق (الرمادي) كذلك صابون الجسم هناك نوع واحد فقط اسمه ( ليلى) أما صابون الغسيل فهو نوع واحد في أكياس كبيره ذؤ رائحة نتنة لكل شيء للملابس والصحون والحمامات وهلم جر ،الشامبو ايضا صنف واحد تقريبا لا أذكر نوعه المهم انه يعطيك رغوة، وكان مناسب لشباب الأفرو .

أما بالنسبة للعطر فكان الموجود في كل مخازن عدن عطر ما بعد الحلاقة الشهير (اولد سبايس Old Spice)

، أيضا لكل اسرة حصة من الثوم الصيني وعلبة تانج وعدد من علب الصلصة وكلها صناعة صينية من أردى الأنواع ، والتي لا يشتريها الصينيون أنفسهم من اللذين يأتون للمشاريع حيث يٌحضرون مئونتهم معهم كما يفعل كل موظفي السفارات ، هذا تقريباً كل ما يحتويه دكان ( الاشتراكي ) على وزن دكان الجبلي والشحاري . أما دكان الشحاري والجبلي فيحتويان على بعض المنتجات التي يبيعها إياهم المواطنون والمستوطنون من حصتهم التي يحصلون عليها من دكان الاشتراكي ، وتكون إما زيادة عن الحاجة أو ممن يريدون شراء القات او السجائر بدلا عن الأكل فيبيعونها بزيادة طفيفة في السعر ،وكذلك ما يقوم ببيعه مسئولي تلك الدكاكين الاشتراكية مما يسرقونه من دكاكينهم للشحاري وللجبلي إضافة إلى سليط المعصرة والسمن البلدي إن وجد.

كذلك مما اشتهرت به تلك الداكين الاشتراكية البطاريات ( الحجار) من ماركة 555)) ثلاث خمسات ، ولشهرتها هذه قصص كثيرة سنأتي عليها.

بالنسبة للماكولات ليس لها تاريخ انقضاء أو انتهاء الصلاحيةExpiry Date ، حيث لا يظهر على كثير منها التلف خصوصا السكر والأرز والله الحافظ ،وما يبدوا عليه التلف لا يبخلون به على المواطن فيعطونه إجباريا حصة أكبر! كالصلصة عندما تبدأ عليها مظاهر التلف من صدأ وانتفاخ ،وكذلك البطاريات حيث فسادها ظاهر من حيث انتفاخها وخروج السائل السام منها ، لذا كما يقول العدانيه ( يكعفوننا بها ) أي يجبروا المواطن بنصف درزن وأحيانا درزن على حسب المخزون (الأستوك) من الصلصة و البطاريات والتي يريدون تصريفها ،فيجبرون المواطن المسكين بدرزن من البطاريات ومثله من الصلصة التي بدأ يكسوها الصداء وذلك مع كل كيلو سكر، وإلا فلا تُعطى حصتك من السكر .اما في حضرموت فكانت حصة الفرد أقل منها في عدن .

وما أذكر ذلك حتى أتذكر قصة حكاها لي احد الحضارمة ، ليحدثني عن شخص يدعى سالمين وهو رجل مشهور في مدن الساحل بحضرموت ،ولديه مقهى في المكلا او الشحر ، وكان يتردد على مقهاه بعض عبدة الأصنام من الاشتراكيين الهمج فرع حضرموت لشرب الشاي ،

فكان يأتيهم بفنجان الشاي مع بطاريتين ، فيقولون له كنك يا سالمين واه ذي الكلام ، يقول لهم مع كل كيلو سنكر تعطونا نص درزن ونا عندي مع كل فنيان أي فنجان حيرين أي حجرين "بطاريتين" .

طبعا بحكم أنه رجل مشهور بالسخرية كانوا يتقبلون منه ذلك ولا يبلغون عنه أمن الدولة في عدن ،وله في ذلك العديد من القصص . منها قصة الشاه المصرية اوالهندية ذات الأذاني الطويلة ، فقد كان سالمين يربطها بأحد أعمدة قهوته ، فيسأله رعاع الاشتراكية ، كنك يا سالمين رابط الشاه ، يقول لهم هذي أجنبية وخايف تختلط بالغنم الحضرميات فتعملون لنا قضيه وتحبسونها ، ويقصد بذلك قانون منع اختلاط الشعب بالأجانب ، !!

أما اللحوم فكانت الكباش الأسترالية من الحجم الكبير والتي يبدأ طبخ لحومها منذ الصباح الباكر لتكون جاهزة لوجبة الغداء ، وطبعا ليس للفقراء الذين تزايدت أعدادهم نصيب في هذا اللحم البلاستيكي. قد يكون الوضع أفضل في حضرموت حيث أن حضرموت تعتمد على إنتاجها المحلي ، ولكنها لم تسلم ،

أما الأسماك فقد خلا سوق السمك المركزي ( الماركيت) بعدن تقريبا من الأسماك الجيدة المعتاد عليها والتي كانت بكثرة في أيام الانجليز ،طبعا لا مقارنه في نظافة السوق والنظام المتبع فيه والكم والنوع ، لتحل محلها أسماك غريبة الشكل والطعم وكان اشهرها سمكة تسمى ( إسطوانة أم كلثوم) والثعابين البحرية . وأسماك الباغة التي نشتريها مباشرة من الصيادين سراً وتحت جنح الظلام في صيرة .

الخضار إعتمد الأهالي في عدن على المنتجات الزراعية من لحج وابين ، وهي لا تتعدى الكراث والفاصوليا والبامية والباذنجان والبطاطس ومن الفاكهة موزها .
إنها حياة غاية في القسوة والذلة والمهانة عاشها العدنيون والحضارمة طوال 23 عاماً من حكم الرعاع .لتأتي بعدها 23 أخرى تحت احتلالاً آخر لا يقل عن سابقه جرما وخسة.

مقهى فارع تُهاجر عدن إلى اليمن

وذكرياتي تذهب إلى الماركيت ( سوق الصيد والخضار في كريتر) عبر شارع الزعفران ، توقفت عند فرن الأغبري وفول با فياض ، حيث في أيامي الأولى بعدن كنا نمر عبر شارع الزعفران لنتوقف عند فرن الأغبري لشراء الروتي ( العيش ابو صندوق كما يسمونه ، حقيقة ما أكلت مثله حتى في أفضل المحلات الفرنسية الشهيرة )
فقد كان له طعم خاص خصوصا مع الشاي العدني ، لكن بعد ذلك أصبح سيء الطعم واللون والرائحة ، فبعد أن كان أبيض كالثلج أصبح لونه مائلاً إلى الرمادي ، كون الدقيق الذي يستورده تاجر الحكومة من أردى أنواع الدقيق ،وكثير من الأحيان تجد السوس بداخله كالحبة السوداء ، نعم كل شيء تغير إلى أسوأ السيئات حتى روتي الأغبري ،
على الضفة الأخرى من الزعفران تقع مقهى فارع وهي من أشهر مقاهي عدن ،مع أنها صغيرة الحجم بالنسبة لغيرها ،ولكن شهرتها جاءت عبر مرتاديها ، فقد حدثني الكثيرون عنها ، فيقال ان ذلك المقهى كان بمثابة مقهى الفيشاوي في القاهرة ، يرتاده المثقفون ورجال اعمال وسياسيون ،ولكن ليس هذا ما جعلني أتذكره ،

عند هروبي من ذلك الجحيم إلى مهجري عبر اليمن في بداية الثمانينات ذهبت إلى الحديدة قابلت أحد الإخوة العدنيين، كانت سنته الأولى في اليمن وكان زميل دراسة ومن الشباب المنافسين لي في لعبة الشطرنج ،تحداني يومها وأخذني إلى أحد المقاهي ، وكان اسم المقهى مقهى فارع وكان أكبر مساحة وأجمل تأثيثاً ، ليس في هذا غرابة ففارع اسم يمني وعدن نصفها إن لم يكن أكثر من اصول يمنية قديمة والأسماء تتكرر ،

لكن المفآجآة في ذلك هي أكواب الشاي العدني ، فقد كان مكتوب عليها ( مقهى فارع عدن) وهي بالفعل نفس الأكواب التي نراها على طاولات المقهى الخارجية عندما نمر بجوارها بشارع الزعفران ، فقد كان المقهى الوحيد في عدن المتميز بهذه الأكواب الصينية الأنيقة .

نعم حتى أكواب الشاي هاجرت ،،، أيها السفهاء القومجيون ... ماذا تركتم لعدن أخزاكم الله دنيا ودين .
كسائنا ....


اما الكساء : فكلمة حق نقولها ، كانت أشكالٌ وألوان ، منها السادة والمنقط والمرقط والمشخط والممخط والمخطط أفقي وعمودي ومربعات ومكعبات ، وأما الألوان حدث ولا حرج كل ألوان الطيف ،وكلها من الصين او من بعض الدول الإشتراكية ، قمصان وبنطلونات وفلاين ،تقريبا نفس النوعيه التي يبيعها موظفي الإستخبارات اليمنية حالياً في المكلا في ( البساط الزرقاء) بالنسبة للملابس النسائية كان تاجر الحكومة يستورد فقط أقمشة الدروع السيئة ، لذا كانت تعتمد نساء عدن على الشراء من دكاكين الأقمشة الخاصة التي تأتي به عن طريق التهريب.

كان المشتري يشتري ملابسه مع الثوم والأرز والسكر في كيس واحد ومن تحت سقف واحد ،ما يميزها عن الثوم وغيره عدم دخولها في قائمة البطاقة التموينية , لذا يستطيع المرء شراء ما يريد منها،ولا أحد يشتري إلا من إهترأَ كساءه ، فالراتب ( المشاهرة كما ينطقها العدنيين ) لا تفي بأساسيات التغذية ،

كان الشباب في عدن يعتصرون غيضاً عندما يشاهدون الشباب الفلسطيني من أتباع فتح والشعبية وهم يلبسون البنطلون الجينز ويركبون السيارات ويسكنون افضل الأماكن في عدن ، كان الفلسطينيون يمثلون الطبقة الراقية في عدن بعد أبناء اللجنة المركزية في الحزب الخبيث ،فكل شيء موجود لديهم وكل شيء مفتوح أمامهم ، قال لي أحد الأصدقاء العدانية ذات مرة ، يزنطون علينا بسجائر الكنت والمالبورو ( أي الفلسطينيين) . ونحن بردفان وأبوبقره .وقال أخر عندما سألته من أين اشتريت هذا البنطلون ( الرانقلر ) قال لي مستعمل من أحد الفلسطينيين ، وهذا صحيح فقد كان بعض الشباب في عدن يشترون الملابس المستعملة وخصوصا الجنز من الفلسطينيين . أو من الطلبة المتعثين للخارج .

الصامد:

ربما ان الاستخبارات القومية المتخصصة بمراقبة الشباب في عدن ، رصدت الحالة التي تحدثنا عنها فقدمت تقريراً للجنة المركزية حول ما يدور في الشارع بين الشباب ، وأنهم بدأو يتحدثون عن الميزات التي يحصل عليها الشباب الفلسطيني ، وأن ذلك قد يجعل الشباب العدني يقوم بحراك ثوري ضد هذا التمييز العنصري ،
لذا أشار عليهم جورج حبش أوعرفات أو روح ميشل عفلق التي كانت تحوم حول قصر الرئاسة واللجنة المركزية لتغدق عليهم من بركاتها ، بضرورة توفير بعض الملابس العصرية للشباب ،

قام الرفاق الفلسطينيين بمنظمة فتح بافتتاح أول محل راقي نوعا ما في المعلاء بالشارع الرئيسي وأطلقوا عليه إسم ( صامد) وهو محل فلسطيني تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ويعمل به فلسطينيون وفلسطينيات يبيع بنطلونات الجنز والجزم الإيطالية وغيرها من مستلزمات الشباب ، ولكن ليس كل من يبتغي لديه القدرة على الشراء ،
نعم كان الفلسطينيين يتمتعون بعدن وبكل مابها !، كنا نشتري أردأ أنواع الدفاتر والأقلام والشنط المدرسية لأنه لا وجود لغيرها ،بينما الفلسطينيين كانوا يأتون بأجودها خصوصا ممن يأتون بمنح دراسية من الكويت وبعض دول الخليج ،


قال لي العم محمد عمر بامشموس رئيس غرفة عدن حاليا ، أنه في عام 89 تقريبا ، أخذ عينة من الجير الصخري من أحد مناطق حضرموت ،وأرسلها إلى إحدى الشركات اليابانية ، لمعرفة إن كان صالحا لصناعة الطباشير ، حيث كان يريد بناء مصنع للطباشير ، فأرسلت له الشركة اليابانية ،تقريرا يفيد بان مكونات تلك العينة أعطت نتائج جيدة لهذه الصناعة ، ولكن المدهش أن تقرير التحليل المبدئي اظهر ان بها مكونات معدنية أكثر وأهم من ذلك، وأن وفد من الشركة يرغب في زيارة المنطقة لمعاينتها على الطبيعة ،
أضاف أخذت تقرير الشركة مع دراسة مبدئية لإنشاء المصنع وأرفقت معه خطاب لوزير الصناعة في ذلك الوقت وذهبت إلى الوزارة ، فوجدت مدير مكتب الوزير وكان أحد الفلسطينيين ، عرَّفْتَه عن نفسي وطلبت مقابلة الوزير فأعطاني موعدا ليوم أخر ،ذهبت حسب الموعد ولم اجده فأعطاني المدير الفلسطيني موعدا أخر وذهبت ولم أستطع مقابلته ،فبادرني الفلسطيني ((( لا نريد !! ))) مصانع للطباشير وغير مسموح للشركة اليابانيه الحضور ولا لأي شركة من دولة راسمالية .

نعم فتح والشعبية وكل سفلة العالم كانوا يديرون عدن وحضرموت في ظل حكم السفهاء .
كيف نتداوى


تركت بريطانيا أكبر وأجمل وأفخم مستشفى في الشرق الأوسط ،ذلك المستشفى الذي أهدته الملكة اليزابيث الثانية للشعب العدني عند أول زيارة لها لعدن، كانت يومها أميره قَدَمت لعدن لقضاء شهر عسلها ، ونزلت في الكريسنت هوتيل بالتواهي الذي يحتفظ على ما يقال بغرفتها وسريرها ومكحلتها وروب نومها وبعض محتوياتها الخاصة ، وقد سمي المستشفى باسمها ، ويقال أن بريطانيا طلبت الاستمرار في الإشراف على المستشفى بعد تسلميها السلطة ولكن عصابات الجبهة القومية الشيوعية رفضت ، فتم تغيير مسماها إلى مستشفى الجمهورية ليصبح بعد ذلك مستنفى الجمهورية .

الرفاق الصينيين كان فيهم خيراً ، فقد تصدقوا على عدن بمستشفى تم إقامتها بإحدى المباني القديمة بكريتر وأضافوا إلى حوشها عيادات من البناء المتنقل والهنجر ، وكان معظم العلاج حبوب وإبر ،وبعض العمليات الباطنية والعيون أما من به قلب أو كبد او مخ أو مخيخ فمقبرة العيدروس جاهزة للاستقبال ولا ننكر أنها كانت افضل دور صحي بعدن كون الأطباء صينيون متخصصون أوفيا لمهنتهم أمناء لدولتهم،

هناك عدد قليل من الصيدليات الخاصة التي تبيع حبوب أوجاع الرأس والتهاب الحلق وعطر ما بعد الحلاقة أولد سبايس كما أشرنا ( ولا أدري سر وجود هذا العطر بكثرة في عدن ) رغم أنه ماركة إنجليزية فهل ترك الإنجليز لعدن ريحتهم !! ربما صد ق المثل ، أيضا هناك عدد من العيادات الحكومية التي لو دخلها الإنسان معافى خرج منها مريضاً .

وقد تصدق علينا الصينيون في حضرموت ايضاً بالطريق التي تربط عدن بحضرموت المحتلة إضافة إلى جسر العيقة ،أما السوفيت فلم نرى منهم شيأً غير الأسلحة التي حارب بها رفاق السؤ عمان والسعودية واليمن الشمالي ثم احرقوا بها أنفسهم ، والتي كانت تدفع أثمانها حضرموت منبع الدخل القومي الكامل لحكومة الاشتراكيين المحتلة، ولم تنل من ذلك الدخل غير الإذلال للشعب الحضرمي،كما هو الحال من قبل الاحتلال اليمني .

وللأمانة فالسوفيت الشيوعيين الملحدين كانوا أنبل من الحثالات الذين حكموا عدن وحضرموت في تلك الحقبة ،
قبل أيام جمعني لقاء خاص بإحدى الشخصيات السياسية التكنوقراطية الحضرمية التي احتلت مناصب عليا في تلك الدولة ولكن حسب قول هذه الشخصية انه لم يشارك ولم يكن راضيا عن قراراتهم وانه تحمل الكثير منهم ، قال لي ،

يا بوبدر السوفيت لم يكونوا بنفس السؤ الذي تم تصويرهم به ، فتواجدهم ليس ذلك التواجد الذي يقال عنه ،إن المصائب كلها تأتي من تلك العقول التي كانت تحكم في قيادة الجبهة القومية واللجنة المركزية بالحزب اليمني،

والحديث له ، يا بوبدر هل تعرف أن التأميم الذي تم في بداية السبعينات خصوصا تأميم المساكن والأراضي الزراعية في حضرموت وعدن ، لم يكن السوفيت راضيين عنه او موافقين عليه ! ، تعجبت وقلت كيف ذلك وأعتدلت في جلستي !

قال لي كنت حاضراً عند مناقشة قرار التأميم وكان بجواري مسئول روسي وكان هذا الروسي يحثهم على إلغاء هذا القرار وعدم إصداره لأنه قرار خطير وسيكون له مخاطر آنية ومستقبلية ، ولكن للأسف لم يعيروا ما قاله هذا المسئول الروسي أي إهتمام ،،،،

تصور عزيزي القارئ ماذا جرى لهذا الروسي الشيوعي الملحد عندما تم التوقيع على القرار ؟؟؟؟
لقد بكى الروسي ودمعت عيناه ،،،،.هكذا قال لي ذلك الشخص ،


وأترككم تضربونها أخماس في أسداس لتتعرفوا على حالة الإجرام التي بلغ بها من حكمنا في تلك الفترة ،إنهم من أنجس انواع البشر بل تترفع قوائم البشر أن يكون اولائك الرعاع من ضمن قوائمها .
الرياضة

كان لعدن نصيب وافر في مجال التطور الرياضي خصوصا في كرة القدم وكل هذا مما ترك الإنجليز ، فقد كانت بعدن أفضل الأندية الرياضية التي صدَّرت العديد من المشاهير في كرة القدم من أمثال علي محسن مريسي وسعيد دعاله وغيرهم ،

كان في كريتر على ما أذكر ثلاثة أندية ، وهي الأحرار ( برازيل عدن كما كنا نصفهم ) وكان هذا ناديي المفضل عندما كنت رياضيا أعشق كرة القدم ، ونادي الشباب الرياضي ناحية (الشوكي ) أي شرطة عدن والمهلكة كما يقال لها ، أيضاً نادي الحسيني في الخساف ،
وكان أفضل لاعبي الأحرار في تلك الفترة مهدي وعزيز وعبدالله مسعود وكان مدرسا ! ( لما يسمى التربية وطنية) في المتوسطة ، ثم بعد ذلك جاء الماس والحريبي وغيرهم ، واشهر لاعبي الشباب الرياضي على ما أذكر نشطان وعزام خليفة وهؤلا كانت شهرتهم في بدايات الحكم الإشتراكي ، ،ونادي الحسيني كان أشهر لاعبيه علي محسن على ما أظن، والذي رحل إلى مصر لتدريب أحد فرقها وسعيد دعاله هاجر لنادي عالمي وهناك العديد من اللاعبين لا يحضرني ذكرهم . وهؤلاء اعتقد كانوا من المدرسة الإنجليزية في كرة القدم .

في التواهي كان نادي التواهي من أشهر أندية عدن ، وكان به المجيدي ( يده اليسرى مقطوعة بالكامل من تحت الكتف ، وسبحان الله كان من أسرع اللاعبين وأفضل الهدافين ، وكان ايضاً الهتاري نجم من نجوم عدن ولا أفضل منه .

في الشيخ عثمان كان فريق الواي أو كما يطلق عليه الشبيبة وكان من أشهر لاعبيه ( قيراط) ونادي الهلال الذي كان من أشهر لاعبيه عوضين وعلي بن علي ، أيضا نادي الفيحاء كذلك هناك نادي في البريقة إضافة إلى أندية صغيرة أخرى .

هكذا كانت عدن تزخر بالأندية الرياضة والرياضيين ، وقد شاهدت مبارة دولية واحدة لنادي الأحرار مع الإسماعيلي المصري على ملعب الحبيشي بعدن ولا اذكر من فاز بتلك المباراة ،

تخيل عزيزي القارئ لو بقيت عدن بعد خروج الإنجليزي في أيدي أبنائها وشرفائها ولم تطأها أرجل السفهاء الباغين ، لاشك أن عدن اليوم ستحصد الكؤس الإقليمية والقارية بل لوصلت لكأس العالم .

لكن ماذا ننتظر من حكم الجهلة والمتخلفين ،

في نهاية السبعينيات تقريبا قام رعاع الحكم في عدن بهدم الكيان الرياضي العدني بالكامل ، فألغوا كل الأندية الرياضية بقرار من اللجنة المركزية ، حيث دمجوا أندية كريتر الثلاثة ( الأحرار والحسيني والشباب الرياضي ) في نادي واحد تحت اسم نادي التلال .

في الشيخ عثمان ايضاً قاموا بدمج الثلاثة الأندية ( الواي ، والهلال ،والفيحاء ) في نادي واحد تحت مسمى ((( الوحدة ))) وقبح الله الوحدة التي اتت لنا بكل المصائب من قبل أن تأتينا ومن بعد أن أتت ، ايضاً التواهي تم تغيير مسماه وهكذا ،،

قاموا بإستحداث فريقين تحت إمرتهم وتحمل مسميات عسكرية تتناسب مع عقلياتهم المتخلفة ،
حيث قاموا بإنشاء ناديين جديدين ( الشرطة والجيش ) وأخذوا لها أفضل اللاعبين من كل الأندية ...لتكون منتصرة دائماً فيشبعوا نزوتهم التسلطية حتى في الرياضة !!
كل هذا كان رغبة العسكر الذين سيطروا على عدن وأرادوا تغيير ملامحها المدنية العصرية وملامح حياة سكانها الأصليين ،وهذا نابع بلا شك من حقدهم على الرقي والتطور والإبداع والجمال ، لقد قتلوا الحياة بكاملها في عدن وفي حضرموت ،كانوا يريدون أن تكون عدن شبيهة بقرية من قراهم التي نزحوا منها . وأن تلغى حضرموت كدولة وهوية وتاريخ وحضارة من الوجود هكذا كانت أهدافهم الحاقدة .
الرذيلة في زمن الرذلاء
كان للرذيلة أكبر الحظ والنصيب في فترة الحكم الرذيل ، فقد قاموا بإضافة بعض حانات الخمور والأندية الليلية ( ولا تزال قائمة ) ، و بقيت كما هي عليه أماكن البغاء وتوسعت دائرتها أضعاف، وتوجوا فجورهم ببناء أكبر مصنع للخمور في الشرق الأوسط وهو مصنع صيره للبيرة . وللعلم فإن الشيء الوحيد المتواجد بأصنافه المتعددة وكمياته الوفيرة هي الخمور.
صيره تلك التي قاوم صياديها الغزاة من برتغاليين وإنجليز أصبحت ماركة تجارية لخمرالرفاق !! هذا المصنع الشهير الذي أصبح يغطي كل مناطق تلك الدولة ، قام الغزاة اليمنيون في عام 94 بهدمه ، ليس كونه حراماً كما يدعون ، فغزاة 90 و94 ليسوا إلا من نفس الطينة مع إختلاف المذاهب فقط فكليهما لا يفرقان بين حلال وحرام ولا بين خبيث وطيب ، لقد هدموا مصنع البيرة كونه كان منافساً شرساً لتجار الخمور القادمين من شمال اليمن ،
فكمية الخمور التي يدخلها هؤلاء التجار اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه سابقاً ، بل كل انواع الفساد اصبحت اليوم تشكل ظاهرة خطيرة في عدن وحتى في حضرموت ايضاً .وكل ما يجري في دولة حضرموت وعدن من فجور وفسوق وكل مفاسد الأرض يعود لذلك اليوم الخبيث 30 من نوفمبر عام 1967م.والذي تلته الخبائث حتى يومنا هذا ،
كما كانو يشجعون على فتح المطاعم في نهار رمضان ، ودون حياء فقد شاهدت بأم عيني أحدهم من اللجنة المركزية يخرج من أحد المطاعم التي بجوار سوق الخضار وهو من العائدين إلى حضن علي عبدالله صالح بعد 94 ،كما أنه في زمن حكمهم الخبيث إنتشر والعياذ بالله سب الدين والذات الإلاهية ،ويقال أنها اصبحت شتائم عادية بين بعضهم في اللجنة المركزية ناهيك عن صغار أعضاء الحزب بل بين االعامة في عدن لإنعدام الوعي الديني . كل ذلك سيُحسب عليهم سيئات جارية إلى يوم الدين.
ومن المفارقات في تلك الفترة أنه في حين كان المرحوم العم أحمد محمد بغلف رحمة الله عليه يسقي الناس الماء العذب من خلال مشاريعه الجبارة التي انتشرت في كل حضرموت وخارجها ، كان الاشتراكيون يسقون الناس الخمر.!!!
فمع كل غروب شمس عدنية تُفترش الساحات والشواطئ خاصة من قبل معاقري الخمور ، والذين يفسخون القات بالخمر ،وكما يقال لها ( تفسيخه ) أي تفسخ مفعول القات لتخرج من دائرة كيفه إلى دائرة أخرى من الكيف، ( اي من الهذيان إلى فقدان العقل) , حتى أنها اصبحت ظاهرة يومية وإسبوعية وملامح طبيعية لتلك الأمكنة ، خصوصاً ساحة المنصة التي تتوسط خور مكسر والتي يستخدمها الحراك حالياً ً لإحتفالاته ,وهذه أكثر من يرد إليها ضباط وجنود المعسكرات القريبة .فكانت هذه الساحة تمتلئ وتعج بهؤلاء , ويظهر أن (الهدة) التي وقعت في 86 إنطلقت من هذه الساحة بالذات .
نسأل الله أن يسقي العم المغفور له بإذن الله أحمد بغلف من كوثر نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يسقيهم حميما وغساقا.
لماذا تنبش الماضي؟
لأنني أرى القوم عائدون باثواب مختلفة وبأفكار مختلفة وبأكاذيب وشعارات مختلفة، ولكن عقولهم لا تزال كما كانت ، فإن درسوا سابقاً في الديار الروسية ـ فاليوم درسوا في الديار اليمنية ، وإن طبقوا علينا نظريات لينين و ماو تسيوتنغ مضافاً إلى نعراتهم القبلية المتخلفة وإرثهم الطفولي الحاقد ،، سيطبقون عليكم اليوم نظريات وحكم علي عبدالله صالح وشيطانية آل الأحمر . فلا تنتظروا يا أهلنا وشبابنا من الأصنام وعُبَّادِها غير الكفر .
رسالة إلى العدنيين
نقرأ ونسمع هذه الأيام صحوة عدنية يقودها الأستاذ الدكتور فاروق حمزة رئيس تجمع أبناء عدن ورئيس الحراك السلمي العدني ، ايضاً نسمع أن هناك العديد من شباب الحراك العدنيين قد تركوا ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يقوده العسكر وانضموا إلى التجمع العدني الذي يقوده الدكتور فاروق ،هذه لاشك صحوة عظيمة لأبناء عدن ،، نباركها لهم.

وكما انتفضت حضرموت وشكلت عصبة للقوى الحضرمية ، نتمنى أن نسمع عن عصبة عدنية ، لكل المكونات العدنية الرافضة للعسكر والاشتراكيين والقوميين , وأن تتحد هذه العصبة العدنية مع العصبة الحضرمية تحت مجلس موحد مقره المكلا عاصمة الدولة الحضرمية ، من مهام هذا المجلس التنسيق بين عدن وحضرموت في عدة مجالات أهمها (1) التنسيق دوليا وإقليميا لإخراج الاحتلال اليمني من حضرموت ومن عدن (2) التنسيق وطرح الرؤى المستقبلية للعلاقة بين دولة حضرموت وعدن ، إضافة إلى أمور التعاون الأخرى .

(ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
[email protected]
---------------------------------------------------------------------
تنوية حد من الوادي
هذة القليل من مصايب الرفاق ؟


1- علي ناصرمحمد
2-سالم ربيع علي
3-عبد الشيطان اسماعيل
4-على احمد عنتر


الساعة الآن 06:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas