| abu iman |
05-22-2014 11:01 PM |
إهتم المسلمون بحادثة الإسراء و المعراج لرمزيته و لما فيه من مدلولات و عبر و كونه معجزة من معجزات الرسول صلوات الله و سلامه عليه و على آله حاول المشككون التشكيك في حدوثه. فقد اتفق المسلمون و علمائهم من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض أن يعتبروا ليلة السابع و العشرين من رجب هي ليلة الإسراء و المعراج تصديقا منا على صحة هذه الحادثة و بصرف النظر عن كون هذا التاريخ لا يقره نفر من العلماء فهذا شأن من خالف إجماع مليار و أربعمائة مليون مسلم بعلمائهم و فقهائهم و مؤرخيهم و محدثيهم و أئمتهم فعن ابن مسعود ( ما رآه المسلمون حسن فهو حسن) و إن قيل أن هذا الحديث موقوف على ابن مسعود فإنه من الثقاة. والأمة لا تجتمع على ضلالة ، فاجتماعهم من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض على حسن شيء يدل على حسنه شرعا. و أما التحجج بأن الرسول لم يعمل بذلك فليس حجة فليس كل ما لم يفعله الرسول بدعة ضلالة فهناك الكثير و الكثير مما لم يعمل به الرسول في عهده كجمع القرآن و غيره و غيره و عمل به من بعده لأنهم رأوا فيه عدم مصادمته لنص و لم يحدث أن منع الرسول صلى الله عليه آله و سلم ذلك و أما إسقاط كل عمل خير على حديث عام (كل بدعة ضلالة) فهذا تضييق على الأمة و منافي لقوله صلى الله عليه آله و سلم (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها....) إلى آخر الحديث شريطة عدم مصادمة لنص صريح لا لبس فيه يمنع ذلك لأن الأصل في التشريع الإباحة ما لم يوجد نص صريح مخصوص يمنع ذلك العمل. فمثلا ما الذي يمنع أن أتصدق كل تاريخ 30 نوفمبر شكرا لله على زوال المستعمر من بلادي أو أن أصوم مثلا كل تاريخ 2 يناير شكرا لله على إطلاق سراحي من المعتقل؟ هل تسمون ذلك ضلالة لأن الرسول لم يتصدق في أكتوبر و لم يصم في يناير؟ هناك فرق كبير إذا قلت أني سأضيف ركعة في كل صلاة من الصلوات الخمس في تلك التواريخ لأن ذلك فيه تعد و ابتكار غير مشروع لعبادة محدد عدد ركعاتها فدعونا نستبق الخيرات و لا تشككوا في نوايا المسلمين الطيبة و من لم يرد أن يهتم بإحدى معجزات الرسول صلى الله عليه آله و سلم فليفعل فهذا شأنه و لكن لا يرغم الآخرين على إتباعه كما أن الآخرين ليسوا مرغمين على إتباعه. و لا يعلم الحقيقة المطلقة إلا الله و هو يجزي من أحسن عملا و يجزي من أساء.... و إنما الأعمال بالنيات... و علينا أن نجعل لحسن الظن في المسلمين محمل ... هذا و ربما يخالفني البعض في رأيي و وجهة نظري فله أن يرشدني إلى ما يراه صائبا....
|
