|
لأن ارضاء الناس غاية لا تُدرك .
علمتني الحياة في ظل العقيدة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك , نعم إرضاء البشر ليس في الإمكان أبدا، لأن علمهم قاصر، ولأن عقولهم محدودة، يعتريهم الهوى ويعتريهم النقص، ويتفاوتون في الفهم والإدراك فلا يمكن إرضاءهم. فمهما حاول المرء أن يرضي الناس و لو على حساب الحق أو الواجب فلن يصل إلى ذلك لأنهم في الغالب لا يرضون إلا بما يوافق أهواءهم و يخدم مصالحهم فإذا سلكت مسلكاً أو عملت عملاً فلا تلتفت إلى كلام الناس إذا كنت متأكداً من أنك على هدىً أو صواب , فلا تكترث لهم إذا انتقدوك فقد يكون ذلك حسداً أو فضولاً أو... . الخ . وهذا لا يلغي أن تحسن معاملتهم و تبش في وجوههم وتجاملهم وتتعامل مع إساءتهم بحكمة ولين دون أن يؤثر ذلك على ما أنت فيه من عمل. هاهو رجل يبني له بيتا فيضع بابه جهة الشرق، فيمر عليه قوم فقالوا:هلا وضعت بابه جهة الغرب لكان أنسب. فيمر آخرون ويقولون :هلا وضعت بابه جهة الشمال لكان أجمل. ويمر آخرون ويقولون : لولا وضعته جهة الجنوب لكان أنسب. وكلٌ له نظر ولن ترضيهم جميعا هاهو رجل وأبنه ومعهما حمار، ركب الأب وترك الابن ومشيا، فمروا على قوم فقالوا:يا له من أب ليس فيه شفقة ولا رحمة يركب ويترك هذا الابن المسكين يمشي وراءه. فما كان منه إلا أن نزل وأركب هذا الطفل، فمروا على قوم آخرين فقالوا:ياله من ابن عاق يترك أباه يمشي وراء الدابة وهو يركب الدابة. فركب الاثنان على الدابة ومروا على قوم آخرين فقالوا:يا لهم من فجرة حملوها فوق طاقتها. فنزل الاثنان ومشيا وراء الدابة فمروا على قوم فقالوا:حمقى مغفلون يسخر الله لهم هذه الدابة ثم يتركونها تمشي ويمشون ورائها. نعم ارضاء الناس غاية لا تُدرك , فإن ارضيت البعض سخط منك البعض الآخر . فمن ترضي إذا ؟ أرضي الله جل وعلا وكفى. (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ َ). من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أما إرضاء رب الناس فهو الممكن سبحانه وبحمده، بل هو الواجب، لأن سبيل الله واحد، ولأن دينه واحد: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ). وصدق القائل: ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم **** بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتسم!! بسمتُ فقالوا يُرائي بها **** عبستُ فقالوا بدا ما كتم!! صمتُّ فقالوا كليل اللسان **** نطقتُ فقالوا كثير الكَلِم!! حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان *** ولو كان مقتدراً لانتقم!! يقولون شذ إذا قلتُ لا *****وإمَّعةً حين وافقتهم!! فأيقنت أني مهما أردت***رضا الناس لابد من أن أذم!! و قال الآخر: من راقب الناس مات غماً وفاز باللذة الجسور ونختم بالذي هو خير:قال الله تعالى :"و قولوا للناس حسنا". دمتم في خيرر ,, |
كلام درر !!
أحسنت أخي رسول الغرام فعلا رضا الناس غايه لاتدرك !! |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاستنتاج الطبيعي الذي نصل اليه من وحي موضوعك اخي رسول الغرام ولانملك منه فكاكا :) هو ان ماأ قدم عليه كبير القعيدة هو عين الصواب ولا يهزه ريح ! وأمامي اكثر من مسوّغ جعلني اتبنى هذا الرأي ولاداعي لذكره الان .. جزاك الله خير على هذا القول المستساغ .... شكري واحترامي . |
اقتباس:
و اعتقد ان هذا الحكمه هي : لسان الحال " حاليا " دمت في خير ,, |
اقتباس:
مرحبا بك " قبع السكر " و الله يحلي ايامك و لياليك :) لك كامل الحريه في استنتاجاتك و طريقه تفكيرك , و لكن الموضوع لم يتضمن اي اشارات او تلميحات مقصوده , انما كتبت ما جال بخاطري حول هذه الحكمه فحسب . و الله من وراء القصد . لا حُرمنا هذا الحضور ,, |
موضوع جميل ومن زمان لم نرى اقلام تكتب ما جال في خاطرها هنا في هذا المكان الذي لم يكن في يوم يعبر او يلتفت حتى ... للمنقول او المنسوخ .. فما بالك لما يرسل عبر الايميلات او الوتس اب او الرسائل .. قديمة ومكررة وياليت حتى تدّعم بناقشات جادة حول ما يطرحه .. واليوم لم نعد نرى الا مثل هذا الطرح للاسف .. مع التصفيق الحار .. *********** نعم رضى الناس غاية لا تدرك .. باعتقادي التواضع ان السبب يكمن في ان الناس لا تعلم من الامر الا الظاهر .. ولا تحتمل او تعي في نظرتها الامور الغيبية .. وخفاياها وحكمة المقدر الحكيم في تصريف الامور وتقديرها .. ولنا في قصة نبي الله موسى عليه السلام في صحبته مع الرجل الصالح العبرة والحكمة .. حين لم يتمالك نفسه من تصرفات الرجل الصالح واستعجل الحكم على الامور حين نظر اليها من منظوره كانسان ضعيف له حدود في الفهم والتفكير والادراك ولا يعلم عن الغيبيات شي .. فكان ان خسر ب3 محاولات فقط رفقة الرجل الصالح ولو انه صبر لتعلم واستفاد الكثير من هذه الصحبة .. ولكنه قدر الله وامره النافذ .. هذه هي النفس البشرية .. قال تعالى مخاطبا نبيه : قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء الخ الاية .. موضوع شيق .. ويحتاج للاسترسال اكثر .. من جميع ناحيه .. وان شالله المداخلات الاخرى ستكمل المعنى وتثري الموضوع اكثر .. بارك الله فيك اخي ( رسول الغرام ) تقبل مروري وخالص تقديري على هذا الموضوع الذي بحق جاء بعد جفاف لمواضيع باقلامنا فيها مافيها من الفكرة والمضمون ... |
مثل هذه المشاركة تثري السقيفة بحق وحقيق خاصة وقد رصّعتها بأبيات ليس من السهل العثور عليها. لك جزيل الشكر أخي رسول الغرام. |
ْ
{ رســــــ الغــــــــــرام ـــــــول } - نعم هي هذه الحقيقة موضوع أكثر من رائع بروعة تواجدك وطرحك الراقي - ولكن الذي نحب قوله هنا , - هو إذا أثبت القائد كفاءته وأظهر اهتمامه الصادق بالآخرين وبشخصيته الرائعة - فسيتبعه الناس ,كموضوعك هذا حتماً سحبنا إليه من قوة الأثراء ومن ناحية جماله ورونقه , - شكراً أخي على هذا الطرح الجميل بجمال كاتبه ,, - لك كل الود والتقدير // تحياتي وودي ووردي ,,, |
*رضا الناس غاية لاتدرك* من ابتغى رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس والعكس بالعكس.. طرح قيّم .. رسول الغرام ..تقديري لك. |
ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم=بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتسم!! طرح رااقي باسلوب سهل فبارك الله فيك اخي رسول الغرامبسمتُ فقالوا يُرائي بها = عبستُ فقالوا بدا ما كتم!! صمتُّ فقالوا كليل اللسان = نطقتُ فقالوا كثير الكَلِم!! حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان = ولو كان مقتدراً لانتقم!! يقولون شذ إذا قلتُ لا =وإمَّعةً حين وافقتهم!! فأيقنت أني مهما أردت=رضا الناس لابد من أن أذم!! |
| الساعة الآن 09:48 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir