بتسرب خبر وفاة أحد أعمدة النظام هل يودع( اليمن) نظام القبيلة..؟؟!!


هنا حضرموت / أكرم باشكيل

الأحد 27 أكتوبر 2013

اليمن كدولة في أحدى زوايا الجزيرة العربية عاشت منذ مابعد انهيار الدولة العثمانية المركزية صراعات امتدت على مدى نحو قرن من الزمن تتجاذبها الولاءات الدينية والقبيلية وتعيش في ظلام دامس يسطو عليها الجهل والتخلف الذين لازماها كظلها حتى ما بعد قيام انقلاب( الضباط الأحرار) وإعلان ( الجمهورية) …!!

ظلت اليمن طوال تلك الحقبة (مابعد الجمهورية) تعيش بذات النقس لعصر (الأئمة) الذي لم يتغير منه سوى شكل النظام وظلت روحه عاشقة ذلك الجسد المهتريء كما وصفه الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني في قصيدته الشهيرة قائلا:

حبيب وافيت من صنعاء يحملني ×× نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء ياأبتي ×× مليحة عاشقها السل والجرب

وهكذا هي حالها أستمر إلى أن توحدت مع ( الجنوب ) وكان لها أن تتخلص من هذه العلل وتنطلق نحو رحاب العصر التقني الواسع لكن سطوة نظام ( القبيلة) خاض صراعا مريرا مع القوى التحديثية المنهكة والضعيفة وأستطاع أن يتغلب عليها بفعل قوته ومكوناته وقدرته على المناورة التي اكتسبها من سنين حكمه الطوال …!!

ظل الصراع يمتد ويطول بل ويشتد مع فعل عوامل التعرية السياسية والجغرافية بالمنطقة وكانت هناك من الحركات السياسية المطالبة بالتغيير مالها من أثر في تفكيك بنية النظام القبلي العسكري بأذرعه الدينية التقليدية وخاض صراع بيني شرس أدى في النهاية إلى إعادة هيكيلته بشكل ( كونتينات ) تتخندق بمواقع ثابتة كلها تحاول بسط نفوذها على الآخر والانقضاض عليه ولم يعد لها من القواسم المشتركة ماتتفق أو تجتمع عليه بفعل تضخم مصالحها الاستثمارية وتضاربها ..!!

اليوم تلوح بالأفق بوادر انهيار تام لهذه المنظومة القبلية المتفككة بفعل عوامل عدة ساهمت في انهيارها كما إن للتدخل الدولي وفرض الوصاية على اليمن من قبل الامم المتحدة هو ماساعد كثيرا لانهيارها لكي يعيد ترتيب هذه المنطقة بشكل هاديء ومريح لكونها منطقة حساسة جغرافيا للمجتمع الدولي والدول الكبرى ذات المصالح وهو ما جعلها تعالج الأمر بروية وصبر حتى وإن طال زمن معالجتها وقد باتت اليوم قاب قوسن من جني ثمار صبرها ..!!

-مانقرأه ونسمعه ونشاهده مرئيا من أحداث دراماتيكية هذه الأيام ينبأ عن تغيير جوهري قادم في شكل وبنية النظام اليمني برمته وماهو أخطر من ذلك هو المصير المجهول وراء اختفاء كثير من زعامات ورؤوس النظام بصورة تثير الريبة وتسريبات من هنا وهناك حول وفاة البعض منهم وهو مدعاة لقراءة متأنية للنظرية التفكيكية لبنية النظام القبلي الديني العسكري بكل بنياته ..!!

لعل من السابق لأوانه أن نحكم على انتهاء النظام بكله ذلك ماعودنا عليه التاريخ مرارا حيث أن ارتباطه ببنية المجتمع القبلي أصلا يعطيه عودة الإنبات من جديد عند وجود بيئة تتكرر وتسمح له بالنماء مجددا وهو مايجعلنا نستوقف مليا حول السؤال الإستشكلالي عن قدرة التجديد للنظام مابعد حالة التفكيك التي نشاهد آخر فصولها اليوم ..!!

الحالة ( اليمنية) حالة استثنائية بكل مقاييس علمي السياسة والاجتماع وهي لاتشابهها حالة بالمنطقة عموما من حيث جوهر انظام والبيئة الحاضنة له وهو ماادركه المجتمعان الدولي والإقليمي مؤخرا وإن بقى الأخير في دائرة المناورة والتناوب عليه لكي لايفلت من عقاله ..!!
-
إذن نحن مع تسارع الزمن ننتظر نهاية نظام وبداية تشكل آخر له ربما يكون هذه المرة ليس تحت قيود ونفوذ القبيلة ولكن تحت ( البند السابع ) لميثاق الأمم المتحدة ( العصا الغليظة) للتغيير الدولي ورسم ملامح خارطته الجديدة بكل ألوان طيفها التي تتلائم مع ماتريده من مصالح إستعمارية جديدة تؤمن لها بالمنطقة عموما والتاريخ ـ نحن العرب ـ للأسف الشديد لانتعلم منه الا مايعمق شرخ صراعاتنا البينية ..!!