![]() |
حباً في أبناءنا بصنعاء( يحيى بامحفوظ )
حباً في أبناءنا بصنعاء الأحد 18 يناير 2015 12:08 مساءً يحيى بامحفوظ في مؤشر خطير ومثير للاهتمام اختطف يوم السبت في العاصمة اليمنية صنعاء, مدير مكتب رئاسة الجمهورية هناك، وأمين عام ما سمي بـ "مؤتمر الحوار الوطني"، أحمد بن مبارك، وحراسته من قبل مسلحين, لتعلن جماعة الحوثي بعدها بساعات، تبني عملية الاختطاف, معلنين بأن هذه الخطوة تأتي في سياق سلسلة إجراءات ستنفذها اللجان الشعبية بحق من يحاول عرقلة أهداف الشعب وثورة 21 سبتمبر "حسب بيانهم". لن نخوض هنا في تفاصيل تبعدنا عن الهدف من كتابة هذا المقال لكن نكتفي بالفعل ذاته والذي يحمل من المدلولات ما يكفي لتكتمل الصورة و هو الأساس في الموضوع وهي الإشكالية أيضا التي تتجلى بكل وضوح لنا, أكثر منها لدى المحتل, فلكل فعل معنى رمزي يستشف المرء منه المقاصد القابلة للإدراك الحسي للإنسان السليم. يقول الواقع ان لا احد بمنأى من ان يطاله ما طال بن مبارك وان كبر حجمه السياسي, والجنوبيين هناك بمثابة صيد سهل المنال لا يتطلب عناء الحصول عليه, على الرغم مما قدموه من خدمة للمحتل في سبيل تركيع أهلهم وإطالة أمد الاحتلال لوطنهم لينالوا في الأخير "جزاء سنمار" نظير خدماتهم, كثيرا ما ناشدناهم وطالبناهم بترجيح العقل والمنطق للالتحاق بأهلهم في الجنوب والتخلي سلك الطرق الوعرة ولكن "لا حياة لمن تنادي". لقد طلبوا منا مرارا وتكرار التجاوب مع تخريجات ما بعد عزل صالح لكن كنا على يقين من أنهم يجانبون الصواب, فبعد سقوط صنعاء والتلاشي التدريجي لِما تبقى من ظلال للدولة اليمنية!! وتحطيم بقايا وخرائب ما يطلقون عليه مؤسسات دولة باستثناء مؤسسة الهيمنة والفساد التي لم يستطيعوا النيل منها, لأنها ببساطة محصنة تماما, ومع ذلك نرى المحتلين يلوحون بالويل والثبور لنا ان لم نقبل الرضوخ والبقاء تحت سطوتهم, وفوق ذلك نرى التماهي المشين من قبل بعض الجنوبيين هناك مع كل ما يجعل الجنوبي مهان وذليل, وان حاول هادي جاهدا في خلق أنياب سياسية لهؤلاء إلا ان ظهورهم بما فيهم هادي نفسه, تبقي عارية وغير محمية نتيجة لتواجدهم في مجتمع غير مجتمعهم وتخليهم طوعا عن أهلهم في الجنوب مع تنامي فقدانهم الإحساس بالانتماء للجنوب والذي نأمل ان لا يكون قد بلغ مداه وتمكن منهم. لذا نقول لإخوتنا المنضوين لأحزاب الخواء هناك والمتشبثين بإبط الحكومة الوهم ومؤسساتها, ان لا يسايروا التيارات السياسية بغيّها, بل التفكير بعمق جنوبي صرف لا بعمق حزبي, فمعاداتكم لأهلكم وكرهكم للجنوب .. ليس له ما يبرره, فاخلعوا الرداء الذي التحفتموه لسنوات خلت, وقولوا لهم وبصوت جهوري واحد "أننا جنوبيين و معارضين لكم ولمشروعكم هذا والذي أصبحت معالمه واتجاهاته واضحة", قولوا لهم "أننا غير ملزمين بتضّميد جراح الآخرين الذين ترفض جيناتهم وعقلهم الباطن تلك الضمادات", وتعالوا لتساهموا في لملمة شتات الجنوبيين في بوتقة الجسد الواحد وعلى قاعدة "ان تأتى متأخراً أفضل من ان لا تأتي أبدا", طالما ان هناك إمكانية لتدارك وردم تلك الهوة التي صنعتموها بأنفسكم, و "عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ", فالفرصة سانحة لكم اليوم و قلوب أحرار الجنوب ومكونات الثورة مفتوحة لكم وأيديهم ممدودة لكم بغية فتح صفحة جديدة معكم و الاصطفاف مع خيارات شعبكم وحقه في استعادة أرضه المحتلة وإعادة بناء دولته على كامل التراب الجنوبي. جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year} |
الساعة الآن 10:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir