سقيفة الشبامي - هكذا أقرأ والسلام

هكذا أقرأ ...... والسلام
أقرأ في السقيفة الخصوصية الفردية أو الشخصنة ، وكنت متوقعا أن يستوعب الإسم جميع الأطياف والألوان والأفكار والأطروحات المتباينة ذات العلاقة بالإنسان وبدينه وأصوله وفكره واجتماعياته ، كما استوعب سوق شبام خلال دهر مضى ، الوافدين إليه من جميع أنحاء اليمن الميمون وحتى من خارج اليمن ، إلا أنني شعرت بنسبة من خيبة الأمل ، فلقد بانت الخصوصية الفردية وتسلّط الذّات من هذا وذاك ، وهي ظاهرة تمثل الواقع على كل حال ، فكما تكونوا يولّى عليكم ، إلا أن الأمل في تفكير وأطروحات نخبوية بصرف النظر عن خلاف أطيافها ومدارسها سيغير الشكل واللون والمذاق وكذا الأمل في إدارة متجددة الأسلوب والطريقة بحكم الانفتاح لا الانغلاق ، كانا يحفزّان البعض ـ وأنا واحد منهم ـ على المتابعة والمشاركة في أوقات متباينة لعل وعسى ننطلق من منبر سيكون عالميا في يوم من الأيّام ، وكانت النتيجة الغير مرضية:
مناداة صاحب السقيفة للفصل في خلافات بسيطة ، والبعض يطالب بطرد البعض ، وحذف بعض المواضيع القيّمة جارٍ ، وكأنما هي عشيرة تلجأ إلى شيخ يسكن الخيمة عندما يكون في الصّحراء ، ويسكن الكهوف عندما يكون في الجبال .
أخي الشبامي:
آمل أن تدع الحلآن ينظرون إلى بعيد ليأتوك بالمفيد ، ولا تدعهم ، كالطائر الجزع .
قرأت للبعض بغض وكراهية وهم يستغيثون بكم ، وكأنهم غرقى أو هناك من سيغرق إذا لم تتدخلوا، أيّ منبر هذا؟.
قرأت للبعض وهم يشكرون بعضهم البعض متطلعين إلى لفتة مشرف ليشكرهم فتطول أعناقهم .
قرأت للبعض وهو يتوسل بأن لا يحذف موضوعه كما حذف شبيه له في السابق.
لن أقول لك سرّا إذا أفشيت لك أن العبد لله قام باستطلاع عندما كتب مواضيع منوعة بأساليب متنوعة والغرض معرفة عدد الزّوّار في كلّ لون من الكتابة ، فوجدت القرّاء الجميع لا يميلون إلى الأسلوب الذي يعدّونه سبب في خدش الكبرياء والحشمة ، فهم الرّقابة إذن غير أنكم تلغون هذا العمل الجماعي المتفق عليه بالفطرة وحسن التربية والتمسك بالثوابت ، ليأتي المقص وتسلّط الذات والفوقية إن شئت فتلغي جهودا قد يستفيد منها القرّاء من كلّ حسب فهمه ولكل حسب اجتهاده .
آسف ، إذ لم أجد أسلوبا غير ما تقرأ للتحدث إلى شخصكم الطّيّب ، النّشيط ، الطّموح ، المرن .
محق لو اتهمتني بالفظاظة في القول ، ولكنه هامش الحرية الذي منحتمونا إيّاه فهو منكم وإليكم .
من القلائل الذين قرؤوا بعض مواضيعي الغير مستحبّة لدى البعض حسب وجهة نظرهم المحترمة من ناحيتي، أخينا محمد عبد الرحمن العمودي الذي أرسل توبيخا بلغة مهذّبة ، وهنا وضعت القراء القليلين للمواضيع تلك في ثلاثة كشوف:
الأول: تجاهل ما قرأ وذهب في حال سبيله وفي هذا رسالة اعتبرها قويّة .
الثاني: لم يقرأ البتّة ، فلربما شاع أنها لا تستحق القراءة .
الثالث: الذي وبّخ بأسلوب مهذّ ب ، راقي ، وهو واحد فقط لا غير .
ابعد هذا الوعي والحصانة وهذه النّظافة وهذا الأدب تتدخل وصاية الحجاج لترينا أنها للأخلاق حافظة ، وللقيم حاضنة وتدع القرّاء جانبا الذين يتمتعون بالحصانة وهم الذين سيقيّمون الأمور . إنّ رفّ المقص يجب أن لا يغادر السقيفة السياسية والسقيفة الدينية ، امّا ما عداها وخاصة سقيفة الأسرة فلم نجد ما يبرر حذف موضوع الكاتب قمران حول العلاقة الرّوحية بين الرّجل والمرأة ، ويا ليتكم تذهبون إلى ما كتبه بعض علماؤنا الجهابذة من السلف الصالح حول المرأة والرجل وكيف ينبغي للعلاقات بينها أن تسود .
لا أطيق كلمة التقوقع لأنها غير مناسبة لتاريخ مدينة عريقة في اليمن الميمون ، تلك هي شبام ، وليست مناسبة لمنبر إسمه: [ شبام ] ، وبالضرورة ليست مناسبة للشبامي . كذلك أكره الوصاية الثقيلة التي تقوم على سلطة الذّات . أمّا لغة الفوقية أو المنهج الشّللي فليست في منزلة الكراهية والمقت فحسب ، بل في دائرة الرفض المطلق والمقاومة .
مع خالص تحيّاتي...........