![]() |
آن ان يسمع من به صمم ( بقلم : د. يوسف خالد )
آن ان يسمع من به صمم ( بقلم : د. يوسف خالد )التاريخ: الخميس 22 مايو 2008 الموضوع: كتابات حرة عدن – لندن " عدن برس " خاص : 22 – 5 – 2008 يوم 22 مايو 2008م سيكون يوما تاريخيا غير مسبوق وانعطافة جديدة في مسار الانتفاضة السلمية لابناء الجنوب العربي ليسمعوا من به صمم في الداخل والخارج في هذا العالم , با ن ماسمي بوحدة22 مايو قد مسخت من عقول الجنوبيين بعد إن انكسرت في نفوسهم وصارت غصة في قلوبهم وبان هذا اليوم لم يعد يمثل سوى ذكرى لماساة حلت بالجنوب ذات يوم من شهر مايو للعام 1990م, يوم ان ُسيق شعب باكمله وارغم على اختيا ر الموت عوضا عن الحياة ,وليذبح شعب ومستقبلة قربانا لمشروع اليمننة , هذا المشروع الذي لم يكن وليد الصدفة بل وضعت مداميكه منذ امد بعيد هدفه سلخ شعب من هويته وطمس تاريخه ويستند في حيثياته الى فهم لما يمثله هذا البلد –الجنوب العربي- من ثقل استراتيجي وثقل قومي ناهيك عن الاطماع في ثرواته . كما انه اريد لهذا الجنوب منذ الاستقلال في30 نوفمبر1967م ان يدفع الثمن من دم ابنائه ومستقبل اجيالة في مشروعهم هذا لليمننة وليكون نقطة ارتكاز للوصول الى غاياته ومنها اسقاط صنعاء عبر توحيد الاداة لتصل عصابات تعز واب الى فرض هيمنتها على الجنوب والشما ل ومن لف لفهم , غيران المفاجاءات وسرعة المتغيرات الدولية بعد سقوط المعسكر الاشتراكي اضطرتهم الى تغيير تكتيكهم على منوال خطوة بد ل وليصلوا الى صنعاء في يوم 22مايو 1990م . لكن الوصول الى صنعاء ما لبث ان فتح عيون الجنوبيين على حقيقة المؤمرة التي انطلت على قيادة الجنوبيين واذا بااصطفاف شمالي –شمالي هدفه هذه المرة التهام الجنوب وهذا ما تجلى في ابشع صوره يوم ان استبيح الجنوب في 7-7- 1994م وليصبح الجنوب انسانا وهوية وتاريخ وارض وثروة اكبر ضحايا هذا المشروع وليصبح الجنوبيون مالكوا هذه الارض غرباء في وطنهم وليستنسخوا مشروع ابادة الهنود الحمر وتطبيق سيا سة الاستيطا ن واحلال كتلهم البشرية عوضا عن سكان الجنوب الاصليين ولينزع والى الابد اي صفة وطنية او قومية عن هذ ا المشروع ,وليكشف عن بشاعة الهدف وخساسة الوسيلة . وان كل ما جرى للجنوبيين على مدى 18 عاما من اقصاء وتهميش ونهب وسلب للممتلكا ت وحرمان وقتل واعتقال وتشريد ومحاربتهم في لقمة عيشهم واستهداف امنهم قد جعل النفوس تشمئز والابدان تقشعر ولعل ما حدث للشيخ يحيى محمد الصوملي وحافظ محمد حسن في طور الباحة انصع صورة تعبير على وحشية وهمجية هؤلاء القوم وبان التعا يش معهم اصبح ضربا من المستحيل حيث تم اقتياده على مراى من الجميع وطرح ارضا ليتم اعدامه بالرصا ص دون اي ذ نب اغترف وهو الشخصية الاجتماعية التي تحظى باحترام الجميع وحل اصعب النزاعات في المنطقة ان هذا المسلك الموغل في العبثية لسلطة اليمن يذكرنا بما عاناه وراه العرب وقرأناه في كتب التاريخ عن المشانق والاعداما ت في الساحات العامة للقومين العرب في العديد من العواصم ابا ن الحكم التركي والاحتلال لبلاد العرب .واذاكان هذا يجري اليوم لجيل شهد ميلاد يوم 22 مايو فيا ترى كيف سيتم التعامل مع الاجيال اللاحقة . انني لا ادعي التحليل للمستقبل ولكنني على ضواء ما لمست من حقائق على الارض على مدى 18 عاما في غاية التشاؤم وبانه مالم يتم ايقاف هذا التدمير الممنهج للجنوب فان الجنوبيين سيجدون انفسهم خلال سنوات قلا ئل خارج التاريخ والجغرافيا أسوة بمن سبقتهم من الشعوب التي ازيلت تماما واصبحت تعيش على هامش خريطة العالم . أتى هذا المقال من جميع الحقوق محفوظة لـ "عدن برس " |
''وحده'' بدون نقطتين ( بقلم / إياد محمد الشعيبي )التاريخ: الأربعاء 21 مايو 2008 الموضوع: كتابات حرة الرياض – لندن " عدن برس " : 21 – 5 – 2008 هناك فرق ٌ كبير لغويا في مضمون ما يحمله معنى كلٌ من كلمة (وحدة) وكلمة ( وحده) ، بل إن المعنيين يختلفان تماما في النطق والمضمون بالرغم من تشابههما شكليا في الحروف باستثناء النقطتين..! فكلمة (وحدة) التي جسدتها ذاكرة التاريخ صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990 بين اليَمنَيين الجنوبي والشمالي ، هي ذات الكلمة التي يحتفل على ذكراها الثامن عشر نظام صنعاء وجحافل الساسة هناك ، ولكنها اختلفت كممارسة جسدت للمعنى الحقيقي لشكلية كلمة (وحده) مع قص النقطتين اللتين يرمز تواجدهما لشراكة دولتين ونظامين وكيانيين سياسيين منفصلين ، وكذلك العكس.! ليصبح "وَحدَه" نظام صنعاء ممثلا بالرئيس صالح هو الدولة وهو الشراكة وهو الوطن وهو الجنوب والشمال وهو الحروف والنقاط والحبر ، وهو اللاهوت والمقدس وهو الثابت الذي لا يخالف ، وهو الخط الأحمر الذي لا يقل مصير من يتجاوزه خمسة عشر عاما في سجون الأمن السياسي والمخابر السرية المحشوة في جحور الضواحي وحارات الشيوخ. لن يقل الأمر بالنسبة كذلك لدعاة الاستقلال وأصحاب المطالب المشروعة عند تعرضهم لــ (وحده ) سحقت شعبا وسفكت دماء وطمست تاريخا وصادرت هوية وثروة ودولة ، إلا الموت أو الانتحار في بحري الجنوب الأحمر والعربي! فقد قالها وَحَده من يعيش ذكرى هذه الوحدة يوما في حسينية (الهجل) والذي دعا بالمناسبة رؤساء دول إقليمية لحضور فعالياته العام المقبل ، لما يمثله من حدث تقليدي تجسده (قوافل الصحراء) ، وهو ما يجعل الحديث عن الموت والخنق والبحار صفه سائدة لديه ، ربما لما يمثله من ارتباط تاريخي بثقافة (الهجل) والصحراء والبداوة والقبيلة ، وهذا ما يجعل التنازل للمساس بمشروع (الـ وحده) نوع من أنواع التعدي على التراث والقيم والتقاليد. تساؤل.. في عشية ذكرى إعلان الوحدة المنسية المغدورة في حرب 94م ، المتزامن مع بلوغ الغضب الجنوبي السلمي مبلغا لا يقل وصفه عن بركان لن يتوقف قدما للانتصار لتاريخه ودولته وشعبه ووطنه الذي اُنتزِع من طاولة الشراكة المبنية على أسس الشراكة المتفق عليها في جملة معاهدات إقليمية ومحلية ودولية كانت يجب أن تشكل الحد الضامن لنجاح واستمرار هذا المشروع القومي ، الذي كثيرا ما حُمِلت خلفه شعارات وصلت من العبث بمكان أن تمارسها سلطات صنعاء بذات المصطلحات والحروف ، في انتهاك سافر لأدبياتها التي أُفرِغت من روحها الحقيقية وغُضِّيت بالاحتيال والالتفاف وروح الكراهية ونزعة العنصرية الذاتية وسلبت من هذه القيم إرادتها ومريديها ، وأصبحت تتعامل بنوع من التجني المفضوح بحجة الدفاع والانتصار للـ (وحده) " الوطنية" كما أسموها ، في تزوير مفضوح لحقائق التاريخ الذي جسد هذه الوحدة بين يمنيين مختلفين تماما في كل الأوزان والأطوال القياسية ووحدات المساحة والثقافة والتاريخ.. سنجد أن ثمة تساؤل يطرح نفسه بمنطقية ملحة .. عندما يحتفل نظام صنعاء بذكرى وحدته المعدومة ! ، هل تتسائل قياداته مع من تحتفل بهذه الذكرى ، ومن هو شريك هذا الحدث حتى يكون هناك مصوغ عقلي لهكذا احتفال..!؟ فعادة مثل هذه الأحداث والمشاريع التاريخية يجب أن يكون هناك تواجد للطرف الفعلي في إيجادها وهذا الطرف يتمثل بإحدى حالتين هنا ، إما أن يكون شريك فعلي لوحدة حقيقية لا زال يُعترف بقيامها ووجودها باعتبار أن هناك رضى سياسي وشعبي من هذا الطرف بسير هذا المشروع ، أو أن يكون هذا الطرف انتزعت منه هذه الوحدة بالقوة والدم والحرب ، وهو ما جسده ويجسده تاريخ 7 /7 الذي يعتبره نظام صنعاء ذكرى اليوم الوطني الحقيقي باعتباره يوم هزيمة الجنوبيين ودحر الانفصاليين وإعادة توحيد " الوطن " – كما يقولون – ومن هنا نتساءل؟ هل يجسد مرور ذكرى إعلان قيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو أي دلالة لجدية مشروع الوحدة وصدقيته ؟ في الوقت الذي يعيش هذا الشريك الفعلي والأساسي والأكبر في دولة الوحدة – أنذاك - ممثلا بقياداته في منفى الخارج وزنازين وسجون الداخل ، وتعيش كل مدنه وقراه حالة من الفرض الأمني المسلح ، تمثل ثكنات عسكرية لجنود وجيش وقوات الطرف الآخر ممارسين بكل أدوات القمع الإجرامية الخارجة عن القانون والدستور التعدي السافر على حرمات البيوت واستباحة الأعراض وانتهاك الحقوق من خلال قتل المواطنين والمتظاهرين والمعتصمين واختطاف الناشطين الذين يطالبون بحقهم التاريخي ودولتهم المهمشة وثروتهم المصادرة ويناضلون من أجل حياتهم الحرة الشريفة وكرامتهم الشامخة ووجودهم الفعلي الحقيقي. أي ذكرى هذه ؟ لا تمثل إلا انتصارا لعصابات النهب والسلب ، وقتلة الإنسان وعديمي الضمير والإحساس ، ومصاصي دماء الشعب ، ومصادري حرياته وأحلامه وآماله وغدرة المستقبل والتاريخ والكرامة. شعبٌ أبي. الجنوب .. الوطن الكبير الذي قدمناه منارة حاضنة لكل أخواننا في الشمال ، تدوسه اليوم دبابات صنعاء ، ويستنزف خيراته تجار الحروب وسماسرة المنجزات.. الشعب في الجنوب .. من هتف وكفكف على أكفه الدموع لهذه الوحدة الذي تشربها كفكر ومنهج وثقافة ، يجازى اليوم بالموت أمام الملأ ، ويمارس بحقه كل أساليب العنف والظلم والباطل والحرمان وشتى وصوف التخوين والتكفير ، حتى قال عنهم صغيرٌ تافه محسوب على النظام أنهم لقطاء..!! لن يصبر مثل صبرنا أحد ، ولن يقدم مثل ما قدمناه أحد ، ولن يتنازل مما نؤمن فيه أحد.. فتحية بهذه الذكرى المغدورة أوجهها لشعب الجنوب الأبي ولقيادة مسيرة حراكه السلمي في زنازن صنعاء .. لكم أيها السادة باعوم وغالب والغريب وبن فريد ومنصر وكل الأبطال الذي يعيشون هذه الذكرى المؤرقة خلف سياج الزنازين وحيطان السجون أو في قمم الجبال وهي قبل كل هذا لشهداء النضال السلمي المخلدين في ذاكرة تاريخنا بدمائهم الزكية وشجاعتهم وإقدامهم الفريد ، وهي لجرحى هذه المسيرة الأحرار ، وهي لكل أسر المعتقلين وللأمهات والآباء ولكل الطلاب والطالبات لصمودهم التاريخي وشجاعتهم الباسلة للانتصار الجريء لقضيتهم الجنوبية العادلة.. إشارة.. كما كان هذا اليوم هو فرحة تاريخية غامرة للشعب في الجنوب ، فإنه من الأولى أن يكون كذلك يوما لصنع تاريخ فرحتنا القادم ، بجلاء أصناف الذل والباطل والاستبداد ، وانتزاع الحق المسلوب بإرادة حرة وجبارة ، ويكون محطة لتوحيد الصف الجنوبي والإرادة التغييرية السلمية والمنهج والاستراتيجية بخطوات محسوبة ، نتسامى فيها على أي خلاف استثنائي ، ونتواضع عند تحقيق أي نجاحات ، فلو لم يكن الجميع لما كنا ، ولولا الجهود المشتركة لما وصلت قضيتنا إلى العالم ، وبحرصنا القادم والمسئول الذي ينزل عادة عند المصلحة التي من شأنها تحقيق أماني الشعب في الجنوب ، سيكون للنصر مذاق وللتضحيات عنوان وللفكر الكبير حضور بكل قلب..! [email protected] |
الساعة الآن 09:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir