سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   تعايش قسري مع الفوضى (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=38246)

حد من الوادي 06-13-2008 01:55 AM

تعايش قسري مع الفوضى
 




تعايش قسري مع الفوضى



محمود ياسين

يعتمد الرئيس في التواصل مع الغضب الجنوبي على رجالٍ هم سبب رئيسي لهذا الغضب.

أسماؤهم متداولة كأي خاطئين شهيرين وأقوياء. أقوياء بتلك الميزة التي تقدمها عمليات فقدان السيطرة للأنظمة التي تفقد مع مرور الوقت أسباباً وجيهة للاستمرار... أنظمة لا يعود لديها رجال يمكن التعويل عليهم غير الرجال الأكثر تمثيلاً لشخصية النظام وبالتالي الأكثر ارتباطاً بأخطائه..

يحدث هذا أثناء ما قبل النهايات وفي حالات نذر التدهور القصوى حيث لم يعد الرئيس يثق كلية بأحد غير من دافعوا عنه. بغير ما حاجة للتأكد من استعدادهم بطريقة أو بأخرى للدفاع عن استقرار البلد، والحفاظ على هذا التعايش القسري مع الفوضى مقابل الوقت اللازم للتغيير بدون حرب أهلية.

إن واحدة من أكثر الأفكار خطورة هي أن النظام الرسمي حصل من خلال حرب صعدة على سبب جديد لبقائه. وقت إضافي متجاوز لكافة التزامات فترات الانتخابات وتداول السلطة... هذه فكرة متشائمة للغاية يمكن الأخذ بها الآن على الأقل.

لم نفرح ولم نعش.. نحن منصرفون كلية لالتباسات السياسة والحرب وعدم معرفة ما إن كان هناك طريقة ملائمة أو سبب وجيه للنوم بأمان.

كل شيء ينذر بأننا في سبيل تدهور كلي، وأن الضمانة الوحيدة لمعظم أبناء أمتنا، وهي (الفكرة المهيضة لما يعرف بالدولة) في طريقها لاختبار يحدد مصيرها كلية. وبالتالي مصير من لا قبيلة لهم ولا أرصدة ولا مقومات المشاركة الفاعلة في الفوضى القادمة. حيث لا يعود بوسعنا أن نكون طرفاً في شيء.

أراقب الناس فأرى لامبالاة من لم يختبر نتائج كارثية للحروب الداخلية. لامبالاة أناس لم يكونوا يوماً شركاء في ما هم بصدد خسارته الآن.

لقد أمضى أغلبنا حياتهم في الظل، على هامش الفرح وبناء المستقبل، وبعيداً عن مربعات الفرص الكبيرة، وبلا ضمانات لعدالة الحصول على فرصة ولو ضئيلة..

ذلك الركون الذي يلوذ به أناس أدركوا مع مرور الوقت كونهم غير “حمران عيون”، وأن في الأمر نوعاً من الحظ والفهلوة.. سمعوا أشياء كثرة منذ زمن. سمعوا حتى عن الوحدة والديمقراطية.. ولم يلامسوا شيئاً..

لذلك يصبح من غير المجدي كلية إيراد أسماء الرجال الذين سببوا الغضب الجنوبي وفرغوا للتعامل معه في أول هذه المقالة. إذ لا أحد يكترث ولا يجد سبباً وجيهاً لمعرفة أسمائهم. حيث تفتقر طريقة حياة الناس لشعورهم بالمشاركة مما ينفي إمكانية صناعة فضائح سياسية. إذ قد يعتقدونهم محظوظين ربما أو أكثر رجالة منهم.

يمر وعي أغلب الناس في بلادنا بفكرة “الرجال الأشرار” بتلك الطريقة الذاهلة لرجل يمر بأناسٍ من غير بلاده. حتى إنه لا يحدق في وجوههم ولا يلقي التحية..

ثمة حالة عزل كاملة لآليات ومفاصل الحياة العامة في بلادنا. ما يحدث هو شخصي بطريقة أو بأخرى.




الساعة الآن 01:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas