![]() |
الجنوب العربي: الى من يهمه أو لا يهمه الأمر (1-2)
الى من يهمه أو لا يهمه الأمر (1-2) ( بقلم : قاسم ثابت الشعيبي ) التاريخ: الأربعاء 20 أغسطس 2008 الموضوع: كتابات حرة كاليفورنيا – لندن " عدن برس " خاص : 20 – 8 – 2008 يقال أن الحقيقة كالنجوم، لا تبدو الا من وراء ظلمة الليل.. والحقيقة بغير الحق والقوة، كشجرة بدون أزهار ولا ثمار، فمن يحاول التستر على زمن العار، الذي أصاب الجنوب، كمن يحاول تغطية الشمس يالغربال... بعد (18) عاماً من ورطة توقيع 22 مايو 1990م المشؤوم، وهو الاعلان الذي قاد الجنوب وشعبه، الى نفق مظلم، أدى الى نكبة الجنوب في 7 يوليو 1994م، وحطم كبريائه، تحت دعوى الحفاظ على الوحدة، فإن الايام توالت بعد هذا التاريخ على الجنوب وأهله، كقوافل من الارامل المتشحات بالسواد. أعتقد يقيناً مع غيري من أبناء الجنوب، المغلوبيين على أمرهم، بأنه لا حق لأحد من أبناء الجنوب أياً كان (جماعة، حزب، قائد، أو حتى فرد)، أن يبرر نفسه ومواقفه وممارساته، مما بلغه واقعنا المؤلم، ويعتلي منصة التاريخ.. ويولول.. ليعلن من خلال بيان أو تصريح أو تدبيج أو دراسة، بأنه يمتلك الحق، ليلقي بالاتهامات والادانات جزافاً، هنا وهناك، ضد الاخرين من أبناء الجنوب، ثم ينسل هو، كالشعرة من العجين، خصوصاً وحال شعبنا في الجنوب يدمي القلوب ويقع في النفوس ألم وحسرة، ويملاها غيظاً وقيحاً، وبالتالي فإن الكل أخطأ، وأرتكب المعصية، ولو بدرجات متفاوته.. وأعتقد أيضاً، أن لا أحد من أبناء الجنوب، يكون على قدر مقبول من الفطنة والحكمة، أذا علق شماعة المسؤولية، عما آلت اليه أمورنا وأوضاعنا، من خراب ونهب وسرقة وتزوير للتاريخ ومحاولة طمس لهويتنا، على عاتق نظام الاحتلال... وذلك على الرغم مما أنزله ومارسه، مع سبق الاصرار والترصد، من قهر وظلم، لا مثيل له في تاريخ الجنوب، طيلة (14) عاماً، ولازال الحبل على الجرار. وحين أقول هذا، في هذه الظروف الصعبة، التي يمر بها شعبنا عام 2008، بوعي اليوم ومعطياته، على ضوء حصيلة التجربة، التي عشناها وخضناها، بالحق أو الباطل، وما نجم عنها، ثم تحملنا جميعاً، خسائرها الفادحة، لعل أكبرها وأخطرها، خسارة وطن ودولة وشعب وجيش وتجربة، كقضية ما تحملها ملف، فأنني أدرك حسب فهمي المتواضع، بأن العالم يتغير وموازين القوى تتبدل، وقواعد اللعبة الدولية تأخذ أبعاداً، كما أن أبطال الامس ذابوا تحت حرارة الشمس، مثل تماثيل الثلج، لذلك فإن مواقف وحسابات الدول المؤثرة عالمياً وفق مصالحها... فالمجتمع الدولي لا يتعامل مع الاحداث والكوارث القديمة والجديدة بالعواطف، ولا يعترف بالضعيف مهما كانت عدالة قضيته.. ولا يعيد حقوقاً لمن لم يحفظها أو يصونها أهلها.. أنه يتعامل بقسوة وبلا رحمة مع الامر الواقع، حسب الوقائع على الارض وحجمها... والامر الواقع تصنعه القوة، وفي نفس الوقت، لا يعوض التاريخ شعباً ضيعت قيادته، أسباب قوته، وضاعت ثم تركته يوقف على قارعة الطريق، ينعي حظه العاثر، يتسول ويتوسل العدالة والرحمة مثلما فعلت(....). أقول هذا كذلك في مواجهة النغمة، التي لا تزال تظهر علينا أحياناً فجأة، وبدون مناسبة في بعض خطاباتنا السياسية، ومنابرنا وأوراقنا الفكرية، يحاول أصحابها طرح أفكار ومسوغات، تنطوي على محاولة تكريس فكرة، ذات دقة قديمة تبرر تسويق مقولة ( أنا وحدي )، كان ولازال موقفي وخطي السياسي والفكري، ثابت وسليم، بينما ( غيري )، فكان ما برح مكانه على خطأ فادح. فإذا كان من الصحيح أن درجة وحجم الاخطاء والمصائب ونوعيتها، تتفاوت بين القيادات الجنوبية، بتفاوت المسؤوليات، فمن الصحيح أيضاً، والثابت تاريخياً، هو أن كل ما حدث ويحدث لنا اليوم، من جراء الاحتلال، هو من صنع إيدينا، بفعل القيادات السياسية الجنوبية، التي حكمت الجنوب لاكثر من ثلاثين عاماً، سلمت الجنوب (بارد مبرد)، و بلهجة أهل أبين (جابتها الملب)، دون حتى تعتذر عما أقترفته في حق الشعب والوطن الذي حكمته. لذلك، يكفي كم فرص ضاعت... وطاقات أهدرت... ومرارات تراكمت... ودماء تساقطت على صحفات تاريخنا، وعلى جنبات وطننا، بسبب شططنا وشطحاتنا الفارغة، بسبب جهلنا لانفسنا ولتاريخنا ولعدونا، بحيث كنا بالامس فقط نعرف نختلف، ولا نعرف كيف نتفق، وأكتشفنا بعد خراب مالطا، أننا كالشمعة التي تحترق من الجانبين... كنا بالامس القريب، أشد عداوة وبغظاً لبعضنا البعض، أكثر من عدونا... وببطولة نادرة قاتلنا بعضنا البعض، دون مبررات وطنية أو دينية أو أخلاقية، ولما عرف السبب والمسبب والمستفيد، نهضنا من غفلتنا وسباتنا العنيق، وحاولنا تحويل العداوة الىتصالح وتسامح وتضامن ومحبة، سيما وأن الكل خرج من المولد بلا حمص، والكل خسران، أو كما قال الكاتب الكبير صبحي حديد: " ماذا نفعل عندما نكتشف بعد أن نخوض في عقدنا الخامس، أن الوطن الذي نسكن ليس المكان الذي حلمنا به!! وليت الأمر يتوقف عند حدود الحلم، فالأوطان التي تصارحنا بأنها ليست لنا لا تفعل ذلك بعد فوات الأوان فحسب، بل بعد أن تنهكنا وتأخذ نور عيوننا وبريق أرواحنا، في محاولات تقويم جدرانها المائلة، التي تواصل الميل فوق رؤسنا، مهددة بدفننا أحياء تحت ركامها، لا أوطان بديلة تقبل الكهول". لقد أثبتت التجربة، بأن قرار التصالح والتسامح والتضامن، هو قرار وطني وإختيار وطني، وليس إضطراراً ولكن ( //////////////////////////////////////// ) ركب رأسه كالعادة، وصدق نفسه أنه سيظل راكب على الجنوب والجنوبيين. أتى هذا المقال من جميع الحقوق محفوظة لـ "عدن برس |
الساعة الآن 04:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir