إنه من دواعي سعادتي وسروري وغبطتي أن ألتقي هنا بأخي وصديقي العزيز أبي المنذر (إبن ماء السماء)..
فألف التحية وألف ألف المودة القلبية الأخوية أهديها إلى العزيز الغالي أبي المنذر..
وعمّا ورد في الموضوع فإنه عين الحقيقة.
العرب لم يعد ينقصها وجع رأس من الآن فصاعدا..
وقضية إيران والرافضة وسمومهما وسياستهما أشغلت العرب ونفرتهم وجعلتهم لا يعلمون من هم المتآمرون ومن المخادعون ومن الخائنون خاصة وقد كثروا.. فهل هم من الرافضة أم من اليهود أم من الغرب أم من بين أبناء جلدتهم.
ومسألة ما يجري في العراق ولبنان والسودان والبحرين ومصر والمغرب صدعت رؤوس العرب وأرجفت قلوبهم وزعزعت أحوالهم ولا ينقصهم الآن مشكلة تظهر عليهم في اليمن.. أما اليمن فقريب جدا منهم، ملاصقهم ومجاورهم..
وأن تتجمع فيه الأهوال من قاعدة ورافضة وانفصاليين ، فهذه أمور تفوق قدرة دول الخليج على استيعابها وتحملها أو أن تتمكن معها بالحفاظ على أمن مجتمعاتها.

عندما قامت حرب 94، كانت الدول منقسمة حول نفسها.. فمنهم من يؤيد الوحدة ومنهم من يسعى إلى حلّ وثاق عروتها..
وكانت دول الخليج والدول العربية بين مؤيد ومعارض.. واستطاعت الدول العظمى كأميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أن تنتصر في الأخير للوحدة.. فقد رأت هذه الدول في وحدة اليمن وجزره وبحاره مصلحة ومنفعة لها.. والآن لم يتغير موقفها ولا سياساتها.. بل بالعكس فإنه الآن حتى دول الخليج وكافة الدول العربية قد انضمت إلى الركب وأصبح العالم موحّد الرأي حول الوحدة.
هذا يعني أن دعاة الانفصال يسيرون في عكس التيّار.. ممّا يعني أنهم لا يقدّرون المنافع والأضرار وأنهم لا يتعاملون بالسياسة ولا يحتكمون إلى ميزان وأن لا دراية ولا خبرة عندهم سوى ما نسمعه ونشاهده منهم..
وإذا كانوا يرون بأن في الانفصال مصلحة لهم دون سواهم فليعلموا أن ذرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح.. هكذا يوضح لنا ديننا الحنيف قبل سياسة دنيانا.
والانفصال سواء في هذه الأيام أو حتى فيما بعد.. مفسدة ومهلكة ومحرقة للشعب وللأهل وللوطن.
وكلّ من يسعى اليوم إلى الانفصال إنما يسعى إلى خراب البلاد وهلاك العباد ليس في الجنوب وحده وإنما في سائر أرض اليمن من شرق وغرب وجنوب وشمال.
ساسة الانفصال لا يدرسون التأريخ ولا يعتبرون منه.. ولو فعلوا لعلموا وعرفوا أنهم على ضلال.

الوحدة محمودة دوما وأبدا.
نرى اليوم من حولنا كيف العالم يتوحد بالرغم من اختلاف اللغة والدين والعادات والتقاليد والجنس والعرق.
أوروبا في وحدة .. وأميركا متحدة وتسعى إلى اتحاد أكبر مع محيطها من المكسيك وكندا وحتى دول أميركا اللاتينية (الجنوبية) .. ودول آسيا تتدافع نحو الدخول تحت مظلة اليابان والصين والهند .. وأفريقيا تسعى إلى ذلك وتحاول جاهدة بالرغم عمّا تجده من مجاعات وأمراض وفقر.
ربما وجدنا العالم في غد تحت مظلة وحدة واحدة.
أصبحت الوحدة ضرورية في زمننا لاستمرار مقومات الحياة..
ربنا أمرنا بالاعتصام جميعا بحبله وأن لا نتفرق فنفشل وتذهب ريحنا.
ربنا عرفنا بأنّنا أمة واحدة.
نبينا عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم أوصانا بذلك.

فساد بعض ذوي النفوذ لا يعني بأي حال من الأحوال فساد الوحدة.
فالفساد هو الفساد سواء في وحدة أو في فرقة.
ذهاب الوحدة لن يأتي أبدا بالنظام ولن يعالج داء الفساد. فلماذا التجربة إذن؟.. ولماذا الوقوع في المجهول؟
كفانا جهلا! وتكفي التجارب! علينا التفكير بعواقب الأمور..

من بيده إصلاح أوضاع الفساد فالوحدة لا تمنعه ولا تقف حجر عثرة في سبيله بل ربما ساعدته ومكنته وحققت له أمانيه وأماني شعبه.

فمن كانت نيته خيرا فهو إلى خير ومن أراد سوءا فلا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله.

والسلام!!


.