![]() |
آلام العمــق
آلام العمق من أسبابها الفشل يحكى عن عالم كيميائي أو فيزيائي ، جلس في غرفته في الصباح ، حزينا ، كئيبا بعد 15 سنة من البحث والتجارب أدّت به إلى الفشل . كان ينظر إلى نملة تتسلّق الجدار ، وبعد كل حين تسقط وتعيد التّجربة . كان يذهب هنا وهناك ويخرج ويعود ، وكلما دخل غرفته وجد النّملة تصعد حتى إذا ما اقتربت من السّقف تسقط، وتعاود الصّعود من جديد. عتند مغيب الشّمس وصلت واختفت. تحمّس وسأل نفسه: هل أنا أقلّ صبرا وتحمّلا من هذه الحشرة الصّغيرة؟ عاد إلى تجاربه بعزيمة وصبر وحقق اختراعا علميّا جديدا تختلف جرعات آلام فشل عن فشل ، فالذين يخدعون أو الذين يشرعون في تجارب المكر ويفشلون تكون آلامهم في الأعماق. |
بالأمس كانت الحرب على العراق واحتلاله ، وهي تندرج في تجارب المكر والخديعة ، ولعلّ صورةبوش الإبن لا تزال في مخيّلة من يهمّه الشأن الإنساني ،
وهو ( أي بوش ) يتباهى بالنّصر على العراق في إحدى البوارج الحربيّة العائمة في المحيط الأطلسي. فشل وتألّم . ولا يزال... إنّها آلام في العمق بالأمس ، وتحديدا: 2006 كانت كوندليزا رايس تجوب المنطقة ، موقفة أيّ مبادرة لوقف الحرب الإسرائيلية والقصف الوحشي على لبنان ، معتقدة أنها أيّام فقط وتقطف ثمار النصر ، وهو تأسيس شرق أو سط جديد. طالت الحرب وطارت رايس إلى ماليزيا للترويح ريثما يتحقق النّصر. وكانت الهزيمة النّكراء لإسرائيل وآلام في العمق ......... رحل بوش عن البيت الأبيض ورحلت حمّالة الحطب ورحل كلّ الطّاقم ، ولم تغادر آلامهم الساكنة في أعماق نفوسهم. ... نعم آلام فشل الخديعة والمكر تكون في الأعماق وقليلا ما تسكن وتهدأ ............. |
[motr1]في هذيان لا سابق له بدت خيوط المجهول تظهر ، نحتاج إلى الوقت الذي يتبيّن فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
إنّها آلام العمق التي لا تختفي[/motr1] |
جميع الإمبراطوريّات التي قامت على المكر والخداع ، إنهارت وانقرضت ، رغم التظاهر بالتفوق والسعادة لأن بداخلها هزائم و آلام الفشل ضاربة في الأعماق.إن المتابع للمشهد والمقدمات والمعطيات يكاد أن يحدد رأس الدّبّوس من خلال حدسه والإستقراء لكنه الوقت الكفيل بإبراز النتائج الحتميّة في حينها ، وجاء في الأمثال: " ساير القمر حتّى يغيب " " ساير الكذّاب إلى باب داره " الكذب حبله قصير " قد تتأجّل النتائج ـ كحقيقة ماثلة ـ إلى حين ، بين قوسين ( إلى حين ) ، لكنها في حكم المؤكّد واردة قصّة شعبيّة لها مدلولاتها: يحكى عن ضعيف بصر أنّه رأى رجلا بعد غروب الشمس فاشتبه عليه الأمر: أهو عوض الذي يعرف أم رجل آخر ، فسأله: ــ أأنت عوض أو وجه خير؟ . ردّ عليه: ــ لا والله ، أنا عوض. ـــــــــــــــــ ليته قال: ـ أنا وجه الخير عوض. بل نفى الخير عن نفسه أوّلا ، ثمّ قال باسمه ثانيا يستخلص من هذه القصّة: إمّا التّعصّب للإسم ولما يضمر أو للغفلة والمفاجأة التي أتى فيها السؤال ،أو أن عوض غارق في آلام عميقة ومشكلة التّعصّب للفوقية والتعالي ـ كما تفعل إسرائيل ـ أنّها تغرق صاحبها في الوهم ، ولعلّ النّكات تعبّر عن هكذا حال . فقد قيل عن فوقيّ ، غبيّ ، متعصّب أنه مات وحاسبه 65 ملكا في قبره، ثلاثة فقط سألوه عن أعماله وواحد وستون ( 61 ) حاولوا إقناعه بأنه ميّت!!! |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
كلامك جميل ولغه عربيه جميله تنطق في كل حرف تخطه يمناك اخي صمت المشاعر دعائي من الله ان يحل السلم والسلام في كل بقاع الارض وتعود مشاعر المحبه ترفرف على الجميع تحياتي لك اخي ودمت بحفظ المولى |
اقتباس:
شكرا وآسف للتأخير بارك الله فيك وبك |
اقتباس:
شكرا لمرورك ورقّة ورقيّ أسلوبك ، وسلمت يمناك يا ابنة الأجواد. الحرف إن نطق فهو ذاك وليس للإنسان إلا ما سعى ، وذكّرتيني بقصّة وردت في الأثر ، قرأتها منذ سنين عشر فحواها أن عالما يمنيّا زار دمشق ودخل الجامع الأموي وقت صلاة العصر . بعد الصلاة إعتلا إمام المسجد منصّة الوعظ وأخذ في الحديث الوعظي ، المبكي ، لكن المستمعين ينظرون إليه دون تفاعل وكأنه يحكي قصة عن حيوان. تعجّب للأمر وذهب بطريقته يسأل عن بيت الإمام وتعرّف إلى جاريته وكانت ذات نصيب في الأدب . ومن يوم إلى يوم حتى أفضت إليه بأسرار زوجها ، منها: أنه بعد صلاة العشاء يشرب زقّ من خمر ولا يدع الأرجيلة تفارقه ، وكلّما نصحته ردّ عليها: " إن الله غفور رحيم ". قال لها العالم اليمني: قولي له: " إنّ الله شديد العقاب " وهكذا بعد فترة استطاع العالم اليمني أن يعلّم الجارية الوعظ حتى تمكنّت من قوة التأثير على الآخر. سافر العالم اليمني وبعد ثلاث سنوات عاد إلى دمشق ودخل المسجد الأموي ، فإذا بنفس الإمام يعظ والمستمعين ، يبكون . سأل عن جاريته فقيل له: أنّه أعتقها لوجه الله. النتّيجة: كلمة الصّدق تصل بحول الله وقوّته ، وكلمة التّكلّف والتّصنع لا تبعد بعيد . تهوي وتذهب إلى عدم. |
أسس على: صلابة متانة سلامة أمان صحّة عدالة تنجو من آلام العمق. |
من آلام العمق الشعور بسخرية الآخرين لك دون فعل شيء نظرا لأخذك العزّة بالإثم ، وكل مرّة تتوهم بأنك قادر على إزالة هذا الشعور بينما أنت تغرق، بحيث فسّر البعض أنّه من قمّة الغباء . [motr]يكون عرضة لآلام العمق من يكون عذره أقبح من ذنبه[/motr] |
الساعة الآن 10:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir