![]() |
تقرير بريطاني: الفوضى في اليمن أصبحت مشروعاً طويل الأجل في أفضل الأحوال...
تقرير بريطاني: الفوضى في اليمن أصبحت مشروعاً طويل الأجل في أفضل الأحوال... صعدة.. حدود وأبعاد التدخل الخارجي في الحرب السادسة - عادل أمين 22/10/2009 الصحوة ت – خاص: مخاوف الأطراف الداخلية والخارجية الناجمة عن الحرب السادسة في صعدة كبيرة جداً مقارنة بالحروب الخمسة السابقة، وكلما زادت تلك المخاوف كلما زادت التدخلات الخارجية لدرجة أن الخارج بات معنياً بطريقة أو بأخرى بتلك الحرب للحد من تداعياتها الأمنية والسياسية عليه. بالنسبة للحكومة اليمنية فإن المتمردين يدّعون بالحق الإلهي المزعوم في الحكم، ويعتبرون قادة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر مغتصبين للسلطة، وبالتالي فهم يحاولون استعادة ما يعتبرونه إرثاً تاريخياً وسياسياً لهم عبر الانقلاب على النظام الجمهوري وإعادة حكم الإمامة البائد، وطبقاً لوجهة النظر تلك- التي ينفيها الحوثيون تماماً- فهم يشكلون تهديداً مباشراً على مستقبل النظام القائم، ويزيد الأمر خطورة- من وجهة نظر السلطة- الصلات المتينة التي تجمع إيران بالحوثيين، وهو ما جعل من هؤلاء جسراً للتمدد الشيعي الإيراني وامتداداً فكرياً وعمقاً إستراتيجياً له في اليمن، بكل ما يحمله الأمر من مخاطر وتحديات على كافة الصعد الأمنية والسياسية، بل وحتى العقدية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة ككل. ويذهب البعض إلى أن ثمة توجهاً دينياً لتشييع اليمن، وان إيران تنظر إلى اليمن كأرض خصبة لإنشاء قواعد للحوثيين، وكذا لمساعدة الانفصاليين في المنطقة الشرقية من المملكة، إضافة إلى وجود مصالح إستراتيجية لإيران في اليمن ذات صلة بمشروعها التوسعي وبخططها المستقبلية الرامية إلى مواجهة التهديدات الأمريكية المحتملة، ويزداد الأمر خطورة مع تهديد الحوثيين بنقل المعارك إلى الأراضي السعودية، بل والحديث عن أحقية أبناء صعدة في استعادة بعض المناطق التي دخلت ضمن سيادة المملكة طبقاً لاتفاقية الحدود الموقعة بين البلدين عام 2000م. مخاوف عربية بالنسبة لدول الجوار، فإن تجدد المعارك على الحدود المشتركة مع المملكة يثير مخاوف سعودية من انهيار سلطة الدولة في اليمن، وعجزها عن فرض سيطرتها على أراضيها بما يمثله من تهديد لاستقرار المملكة، ومن ناحية أخرى ترى المملكة في الوجود الإيراني المباشر في دعم الحوثيين تهديداً مباشراً لأمنها، بل يمكن اعتباره جولة أخرى من جولات الصراع بالوكالة بينها وبين طهران في ظل صراع أوسع بين الدولتين منذ اندلاع الثورة الإيرانية وحتى الآن، وبحسب بعض التقارير فإن هذا الصراع يعكس بداية مواجهه بين إيران والدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وتذهب بعض المصادر الصحفية الخليجية في تفسير التدخل الإيراني في اليمن والمنطقة على أنه جزء من برنامج تنفذه إيران لتسويق نفسها على أنها حامية الطوائف الشيعية حول العالم، وتضيف، بأن هذه التوجهات السياسية الإيرانية جزء من مخطط اللعبة الكبيرة بين الولايات المتحدة وإيران فيما بات لعبة شد وجذب بينهما، وأن هدف إيران من دعمها لتمرد الحوثيين في صعدة يتمثل بالزج بالمملكة إلى التدخل في اللعبة، لا لهدف ضرب المملكة مباشرة وإنما لجر الولايات المتحدة نحو طاولة مفاوضات أخرى لاسيما مع وجود علاقات قوية تربط المملكة بالولايات المتحدة، وترى تلك المصادر انه من الظلم الزج باليمن وأهله في صراع لا يعنيهم، مؤكدة أن مسألة تمرد الحوثيين أضحت إحدى المشاكل العالقة في المنطقة وعلى صعيدها الإقليمي لا اليمني، وتذهب المخاوف الخليجية إلى التحذير من عبث إيران باليمن كونه يعد العمق الاستراتيجي للسعودية ودول الخليج التي تسعى إيران بجد واجتهاد لمحاصرتها من كل الجهات. وتبرز قضية أخرى مهمة وهي أن استمرار الصراع مع الحوثيين (دون حسم) قد يغري الحوثيين بتوسعهم على البحر الأحمر، وهم ما قد يمهد الطريق لتسلل إيراني لمدهم بالإمدادات اللوجستية، وكذلك إيجاد موطئ قدم لإيران على ساحل البحر الأحمر، وهذه قضية إستراتيجية خطيرة قد تسبب إرباكات جديدة في المنطقة. تلك المخاوف دفعت بالحكومة المصرية إلى واجهة الأحداث في ما يشبه التفويض العربي لمواجهتها، وعلى الفور شرعت القاهرة بإرسال ممثليها إلى اليمن لتدارس أزماتها، ولم يتأخر أمين عام الجامعة العربية عن اللحاق بهم، وهو ما يشي بان التحرك المصري لمعالجة أوضاع اليمن مسنود بدعم وتفويض عربي كاملين. حقيقة التدخل الإيراني في الوقت الذي يكاد يتبلور فيه شبه إجماع في الوسط السياسي اليمني والعربي على وجود تدخل خارجي إيراني في الشأن الداخلي لليمن عبر تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للمسلحين الحوثيين في جبال صعدة، وبوجود تحالف (مثلث الرعب) يجمع إيران بكل من القاعدة والحوثيين، هدفه تفتيت اليمن وتقسيمه، وزعزعة أمن واستقرار دول الجوار، إلاّ أن الحكومة اليمنية لم تستطع حتى الآن إثبات دعوى التدخل الإيراني الرسمي في شئونها الداخلية بشكل قاطع، والأمر نفسه ينسحب على علاقة إيران بالحوثيين والقاعدة، بل إن تصريحات بعض المسئولين اليمنيين تنفي بشكل جازم وجود تدخلات من ذلك النوع، وعلى سبيل المثال قال مصدر مسئول في الحكومة اليمنية لـ « الشرق الأوسط» رفض الكشف عن اسمه أن لا تأكيد لديهم بوجود دعم إيراني رسمي للحوثيين، لكنه أكد أن الدعم يأتي من الحوزات العلمية والجماعات الشيعية بصورة عامة، في حين قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي في حوار مع صحيفة الخليج الإماراتية « نحن قلنا أن هناك مؤشرات عن دعم يأتيهم- أي الحوثيين- من مجموعات شيعية في إيران وخارج إيران، وحاولنا دائماً أن نؤكد أن الجانب الرسمي الإيراني لم يدخل في هذه الأزمة»، وبخصوص اكتشاف مخازن أسلحة للمتمردين بينها أسلحة إيرانية الصنع أجاب وزير الخارجية اليمني عن ذلك بقوله» حتى الآن هذه المعلومات رددتها وسائل الإعلام ولم تأتِ من مصادر رسمية، وعندما تتأكد هذه المعلومات من مصادر رسمية سيتم التعامل معها»، والتصريح يُعطي مؤشر للتشكيك في صحة الواقعة، وعلى نحو مماثل فإن الأمريكيين أنفسهم يُشككون في وجود علاقة وروابط خاصة بين إيران والحوثيين، وهذا ما صرح به كولن كال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لصحيفة الحياة اللندنية بقوله» لا نرى دليلاً قاطعاً أن هناك رابطاً عملياً بين الحوثيين وإيران، على الأقل ليس مثل الرابط بين إيران وحزب الله»، وعن الموقف الأمريكي إزاء ما يتردد عن وجود تدخل إيراني في صعدة قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان» سمعنا عن إحتمالية وجود تدخل لإيران في الحرب الدائرة في صعدة، ونحن نأخذ هذا الموضوع على محمل الجد، ونتمنى ألاّ يكون هناك أي تدخل من أي طرف في الصراع في صعدة»، وتصريح المسئول الأمريكي يحمل دلالة بأن الإدارة الأمريكية لم تتجاوز بعد دائرة الشكوك والاحتمالات بوجود تدخل إيراني في صعدة، ويذهب بعض المراقبين إلى أن الحكومة اليمنية تحاول دمج أزماتها الثلاث وهي أزمة إنفصاليوا الجنوب، والحوثيون، والقاعدة، في أزمة واحدة باعتبارها محور الشر المحلي، وهي لا تكتفي بذلك، بل تعمد إلى إيجاد بعد خارجي لتلك الأزمات من خلال ربطها جميعاً بإيران، بغية الحصول على الدعم والتأييد الإقليمي والدولي في مواجهة أزماتها الداخلية، وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قالت بأن اليمن تأخذ بشكل سريع مواصفات الدولة الفاشلة بشكل تام، بعد أن كانت تعتبر منذ وقت طويل دولة هشة، وذهب تقرير حكومي بريطاني- صادر عن وحدة المعلومات الاقتصادية الدولية- إلى القول» إن الفوضى في اليمن أصبحت مشروعاً طويل الأجل في أفضل الأحوال»، فيما حذرت صحيفة الرياض السعودية من انزلاق الأوضاع في اليمن نحو المجهول، وقالت بأن ذلك سيكون بمثابة زلزال هائل على أمن المنطقة بأكملها، ودعت دول مجلس التعاون إلى إنشاء صندوق بميزانية كبيرة يُخصص لمعالجة الأوضاع الاقتصادية في اليمن، وهو ما تبحث عنه الحكومة اليمنية، على أمل أن ينهض بها وينتشلها من واقعها المتعثر، ويبدوا أن الأزمات التي بدأت تتفجر في وجه الحكومة اليمنية هنا وهناك آخذة في التحول إلى قنطرة عبور اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، أو هكذا تأمل الحكومة اليمنية، وهذا ما يفسر ربما ذلك البعد الخارجي الذي صار لصيق حرب صعدة السادسة بصورة لم تشهدها كل الحروب السابقة، ويبقى على الحكومة اليمنية إعطاء التفسيرات وكشف الملابسات التي اكتنفت صفقة شحنة السلاح الصينية التي جرى استيرادها باسم وزارة الدفاع اليمنية بوثائق مزورة كما قيل بواسطة أحد تجار السلاح اليمنيين، وكانت في طريقها للمتمردين!! ومطلوب منها كذلك الإفصاح عمن يقف وراء شحنات السلاح تلك التي غالباً ما يتم ضبطها محملة على متن سيارات يجري تهريبها من وقت لآخر إلى جماعة التمرد، وقد صارت ظاهرة متكررة، فيما الغموض ما يزال سيد الموقف، والأحرى بالسلطات اليمنية أن تعمل على تأمين جبهتها الداخلية من أية اختراقات داخل صفوفها قبل أن تتحدث عن الاختراقات الخارجية. |
الاتهام الايراني الرسمي للسعودية 24/10/2009 علي الرز* لم يفهم كثيرون "الاتهام" الرسمي الايراني للسعودية بالوقوف مع السلطات اليمنية في حربها ضد الحوثيين. كان بيان الموقع الرسمي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون في طهران شبيها بالبيانات التي تصدرها المواقع الالكترونية التي فرختها اجهزة استخبارات عربية وايرانية حيث ترسم السيناريوهات بلا دليل وتوجه القذائف الشخصية والسياسية بشكل مركز على هذا المكان او ذاك المقام. تأكد، اذا، "رسميا" لدى ايران بحسب البيان، ان السعودية تدعم صنعاء بخمسة ملايين دولار اميركي (لاحظوا الرقم) لمواجهة تمرد الحوثيين اضافة الى ارسالها الف مقاتل للقتال الى جانب الجيش اليمني مع دعم واسناد من الطائرات الحربية... لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الحوثيون يقيمون على جزء من الاراضي الايرانية التي انتهكت المملكة سيادتها بالف مقاتل وخمسة ملايين دولار؟ غريب عجيب امر الاعلام الايراني. فهو من جهة ينفي ان تكون لطهران اي علاقة بالحوثيين ومن جهة اخرى يتعامل مع القضية وكأن "حوثستان" تتعرض لهجوم يمني مدعوم من السعودية. كل ما نعرفه عن القضية حتى الآن ان الحوثيين هم يمنيون يقولون عن انفسهم انهم يطالبون بحقوق ويتعرضون لظلم وتقول الحكومة اليمينة عنهم انهم متمردون لجأوا الى السلاح لتقويض النظام بدعم خارجي وتحديدا من ايران واحزابها الحليفة في المنطقة مثل "حزب الله" اللبناني. لكن البيان الرسمي الايراني الذي "يتهم" دولة جارة لليمن بدعم اليمن ضد تمرد داخلي يؤكد وجود الحضانة والرعاية والعناية الايرانية لهذا التمرد. قبل البيان الايراني بيومين، سارت تظاهرات "عفوية" و"غير منظمة" نحو السفارة السعودية في طهران هاتفة منددة متوعدة. بلد "ديموقراطي" تمنع فيه التظاهرات المحتجة على تزوير الانتخابات الرئاسية بالقمع والقتل ويسمح فيه بالتظاهر من اجل قضايا اقليمية. وتمحورت الشعارات الاحتجاجية التي رفعها المتظاهرون ضد المملكة حول ثلاثة امور مزعومة: دعم المملكة للارهاب. علاقاتها باسرائيل. دعم السلطات اليمنية ضد الحوثيين. لم يندد متظاهر باحتضان ايران لقيادات "القاعدة" التي فرت من افغانستان. لم يحتج على اللقاء الذي جرى بين الوفدين الاسرائيلي والايراني في القاهرة... وبالطبع لم يسأل نفسه عن سبب هذا الحشد الايراني الرسمي والشعبي لدعم الحوثيين. لم يحاصر المتظاهرون سفارة اليمن بل سفارة المملكة وفي ذلك اكثر من اشارة للذين يحسنون التقاط الاشارات. وبالتأكيد لم تخرج تظاهرات مماثلة في طهران حين اجتاحت احزاب لبنانية مدعومة وممولة من ايران وسورية بيروت في 7 مايو 2008 واسقطت عمليا وبالقوة الحكومة اللبنانية. كانت نشوة الانتصار تنضح في طهران ودمشق. في المقابل، لم يسمع اي صوت رسمي سعودي او يمني او مصري يتهم مثلا العراق بمساعدة السلطات الايرانية في قمعها لحالات "تمرد" في الاهواز. وقبل التظاهرة والبيان، سلوك عام لم يعد يخفى على احد من المتابعين، فايران تتصرف على انها قوة كبرى في المنطقة وتطمح للوصول الى مرحلة شبيهة بمرحلة الاتحاد السوفياتي الذي حكم بقبضة مركزية الى جانب نفوذ محلي منتشر في دول دائرته الاقليمية الاوسع. ولان الاوضاع والظروف مختلفة وتتداخل فيها عوامل العرق والدين والمذهب يتعثر هذا الطموح لكنه لا يتوقف بل يبني زحفه على "المشتركات" المذهبية طورا والدينية والسياسية تارة وعلى النفوذ بالسلاح والمال والتدريب في مختلف الاحيان. هكذا صار لايران موقع متقدم على البحر المتوسط من خلال حلفائها في لبنان. وهكذا صار لايران موقع في قلب فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي من خلال "حماس". وهكذا صار لايران موقع في العراق من خلال عشرات الاطراف المحلية والتنظيمات الموالية. وهكذا صار لايران موقع في "الحركة الجهادية" السنية التي يجمع العرب والعالم على اعتبارها "ارهابية" من خلال استضافتها لقيادات "القاعدة". وهكذا صار لايران موقع قوي في سورية من خلال التحالف الاستراتيجي الذي نشأ بعد احتلال العراق والاتفاق على ادخال "المجاهدين" لتفجير انفسهم وتفجير الاستقرار وبالتالي الامساك بورقة انهاك المشروع الاميركي او عقد الصفقات معه، وزاد هذا الموقع صلابة وقوة بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري والعزلة العربية والدولية لدمشق وسيف المحكمة. وهكذا صار لايران موقع في افغانستان من خلال النفوذ في ناطق تقطنها غالبية مذهبية معينة. واليوم تتهم الحكومة اليمنية ايران بدعم الحوثيين بالعتاد والسلاح والمال والتدريب ويلتقي انفصاليو اليمن مع ايران من خلال تصريحات الاشادة بها التي اطلقها النائب السابق لرئيس دولة الوحدة علي سالم البيض لدى دعوته الجنوبيين في اليمن الى الانتفاض... انه موقع متقدم جدا خليجيا ودوليا في مشروع الهيمنة الاقليمية. مرة اخرى، الحوثيون يمنيون، واليمن والسعودية جارتان تتداخل بينهما عوامل الحدود والمصالح والعلاقات الاجتماعية والاقتصاد والامن بطبيعة الحال. ولا مشروع لاي فئة عربية مهما كان انتماؤها الديني او المذهبي او المناطقي او القبائلي الا مشروع الدولة التي تعيش فيها، ومن حقها بل من واجبها ان تطالب بالعدل والقانون والانماء والمساواة، لكن خروج اي فئة على هذا المشروع ينصر الآخرين على الدولة ... وعليها لاحقا. انتظروا التحرك الايراني المقبل. [email protected] مدير تحرير جريدة - الرأي العام - الكويتية |
الساعة الآن 08:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir