سقيفة الشبامي - صنعاء" الخطاب الرئاسي.. التخبط الساذج

الخطاب الرئاسي.. التخبط الساذج

2011/04/06 الساعة 19:04:40 حميد عقبي

البعض يرى ان الرئيس علي عبدالله صالح مجرد ضحية لبعض من مستشاريه و معاونيه و بعض افراد الحكومة , و انه رجل اليمن الاول و الاخير اليوم و عذا و مطالبته بالرحيل امر غير منطقي و غير دستوري سيجر البلاد و العباد الى الوراء و سيكون اليمن ابشع من الصومال , ناقشت احد الزملاء و هو الزميل سامي الاهدل الذي نشر مقال عن الخطاب الرئاسي بموقع "نباء نيوز" و قد دعاء الزميل الاهدل الرئيس صالح الى انتقاء خطاب سياسي موضوعي , اتفق معه في هذه النقطة و لكن نختلف معه في بعض النقاط فالخطابات الكثيرة للرئيس صالح و كثرة المبادرات و التخبط الواضح بين صالح و العديد من اركان نظامه و اعوانه و الاتجاه لشن حروب عديدة مع بعض وسائل الاعلام مثل الجزيرة و غيرها و غياب الرؤية تقريبا و الاتجاه لحشد مظاهرات بيعة و تائيد كل هذا ليس المخرج و الحل للازمة , نعلم جميعا ان هذه المظاهرات و الفعاليات يتم تمويلها من خزينة الدولة و اموال الشعب و ليس من جيب الرئيس الخاص.

تقريبا الرئيس اليوم يعيش في حالة نفسية صعبة و هو بحاجة لطبيب نفساني او فترة نقاهة الى اي بلد اخر , لكن ليس لديه شجاعة على السفر للخارج او استدعاء طبيب نفساني فالرجل كان يظن نفسه فعلا البطل الخالد و المعجزة و ان الناس تحبه و مستعده للبقاء قرون تحت حكمه و حكم عائلته , ليته اخلص لمن احبه و ليته جمع حاشيته و ابنائه و اصهاره وقال لهم (يكفي سرقة و اختلاس و فساد و علينا ان نعمل من اجل اليمن), و هو الى هذه اللحظة لم يتخذ هذه الخطوة و ربما تحلق به الطائرة باتجاه جدة او اي بلد اخر و يودع اليمن, و ربما يتم ملاحقنه و اسرته و تجميد ثرواتهم التي اكتسبوها بطرق غير شرعية ,و هذا ليس ببعيد و قد لا يطول انتظار الملاين من ابناء الشعب الذين قالوا كلمتهم و هي ارحل.

البعض يتحدث عن الشرعية و الدستور و القانون و الانتخابات و الذهاب للصناديق و التداول السلمي للسلطة, و ينسون او يتناسون ان الانتخابات الاخيرة اي قبل اكثر من تسع سنوات تم تزويرها و اتاحة الفرصة لاصحاب النفوذ و المال و لم يكن هناك اي نوع من التوازن و الشفافية و كان اختيار اعضاء مجلس النواب معيب, و اقول اختيار و ليس انتخاب كون هولاء وصلوا للمجلس بدعم شخصي من الرئيس و ليس من الشعب و كان امر جيد و ايجابي ان نرى بعض اعضاء مجلس النواب من المؤتمر الشعبي يعلنون استقالاتهم عبر الفضائيات و اليوم يتهاوى نظام او تهاوى تقريبا

ارتكب النظام اليمني عدة مذابح و جرائم مخجلة , لا تنفع الخطابات و الاجتماعات التي يرهق الرئيس نفسه بها و هو ايضا يرهق الناس في المظاهرات , فالوضع الحالي يستوجب عليه الاسراع باتخاذ خطوة شجاعة و على الاقل الاعتراف باخطائه السابقة و الحالية و طلب المعذرة من الشعب و يعيد الاموال المنهوبة و يعلن اعتزاله و اعتزال عائلته و اصهاره و حاشيته و يترك اليمن و الشعب يقرر مصيره.

شباب التغيير هم صناع الثورة و عليهم الصمود و المحافظة على هذه الثورة و عدم السماح لفئات اخرى تستحوذ على هذا الانجاز الرائع و على الاحزاب التي تسمي نفسها معارضة ,هي ايضا يجب ان تستحي و لا تسمح لنفسها سرقة الثورة فهي الى وقت قريب شريكة في الفساد و هي مازالت مصابه بالخلل من الداخل و لا تملك برنامج للمستقبل و فيها عناصر فاسدة و ساذجة , اغلب الدماء التي سالت في الميادين هي دماء شريفة و طاهرة كونها دماء زكية دماء شعب يطمح للحرية و الامل و المستقبل و الثورة ليست ثورة عشب و لا خبز هي ثورة كرامة و اي شخص سيحكم اليمن مستقبلا عليه ان يعي ان هذه الثورة هي البداية و رحيل صالح و حاشيته هو الانجاز الاول و ليس الاخير.