سقيفة الشبامي - حضرموت وسقطات الماضي تلقي بظلالها على الواقع الحضرمي

سقطات الماضي تلقي بظلالها على الواقع الحضرمي

الإثنين , 23 مايو 2011

كان حلما جميلا يراودنا ، إنشاء كيان حضرمي خالص ، يفكر لحضرموت ، ويتواجد لحضرموت ، ويتكلم لحضرموت ، ويعمل لحضرموت ، ويحيا لحضرموت ، ويموت لأجل حضرموت ، فكانت فرحتنا كبيرة بقيام مجلس حضرموت الأهلي رغم الفترة القصيرة وسرعة القيام إلا أننا كنا نتطلع من وراء هذا الجسم الخير الكثير ، وكان ظننا فيه الخطوة الأولى نحو حضرموت التي تستحق أن تكون لا ما هي عليه الآن لما احتواه من شخصيات نكن لها الاحترام بدون استثناء.

قام العمل فسمعنا تصريحات كثيرة ، منها ما جعلنا نبتسم ابتسامة أمل ، ومنها ما جعلنا نضع استفسارات ، ولكن بحكم بعدنا عن الواقع في حضرموت الوطن والهوية ولصعوبة المرحلة وعظم الهدف ، التمسنا للقائمين عليه أعذارا - وهذا الصحيح في رأيي - لسبب وحيد انه لا يوجد جسم لحضرموت منذ قدوم الجبهة القومية والتي عملت بدون عناء في خطط محكمة لقتل حضرموت وبمعية أبنائها وللأسف ولكن عفا الله عما سلف فالقادم والآتي أحرى بالاهتمام.

ثم كانت الطامة الكبرى تئد أملنا في الكيان الحضرمي الموحد ، فرأينا الاختلافات ، والشقاقات ، والنزاعات ، وسوء الظن ، ثم تعاقبت النوائب حتى استقال الرئيس وتبعه كم كبير ، ثم رأينا فلانا يسب علانا وينتقده ، وزيدا يهجو عبيدا ويؤبخه ، وأمنا الحبيبة تئن ولا يسمع أنينها احد ، وكل يدعي وصلا بليلى ولكن ليلى ثكلى من فعال أبنائها.

سأتكلم من رؤيتي الشخصية. نعم أنا اطمع أن يكون هناك كيان حضرمي مائة بالمائة ، ولكن في نفس الوقت لا نستطيع أن نرفض حضرميا واحدا ولو كان حزبيا ، لأننا لا نستطيع ان نسلب حضرمية احد مهما كانت فعاله ، ولذا لابد علينا أن نلتمس الأعذار لإخواننا جميعا ، ولكن بظني أن أي مجلس سيتشكل في حضرموت لابد وان تكون قيادته مستقلة ، لا تمت لأي جسم خارجي بأي صلة ، سوى كانت حزبية ، أو جماعة دينية ، أو طائفة ما ، كما انه ليس من المصلحة أن نرغم غير القيادة على الانسحاب والاستقالة من أحزابهم ، ومنظماتهم لحاجة في نفس يعقوب ستأتي فائدتها يوم ما.

اعلم أن كلامي مكرر ، وكثيرا من الإخوة قد خاضوا فيه وبعضهم بشكل مفصل ، ولكننا لم نفقد الأمل بعد ، ونعتقد أن هناك أناسا سيعملون لعزة حضرموت ، ولكن لا تزال معضلة حضرموت الأولى هي القيادة الحكيمة المفقودة ، لا لأنها لا توجد ، بل لسمة سلبية وهي عزوف الشخصيات المتعلمة النظيفة – ليس كلها – والتي تحوز على احترام أوساط واسعة في المجتمع ، عزوفها عن اخذ روح المبادرة لمسك زمام الأمور ، والتخطيط ، وتقدم الصفوف ، لأجل الهدف المنشود ، فلا اعلم أن كان التواضع – إ ن كنا نستطيع أن نسميه تواضعا – وحب عدم الظهور في هذا الظرف الحرج محمودا أم مذموما !! فأين هم من قول يوسف عليه السلام "اجعلني على خزائن الأرض فاني حفيظ أمين"؟

اعتقد انه من الواجب أن تجد كلماتنا نحن الشباب آذانا واعية عند كبار السن ، وإذا كان الماضي بمرّيه العهد السلاطيني وما شهده من تسلط لفئات على أخرى ثم انقلاب الصورة تماما في عهد الاشتراكي ، هو ما جعل أبناء حضرموت يعادون أنفسهم ؟! فنرى الحساسيات والبغضاء والشحناء مستوطنة في أذهانهم ، فلابد علينا النظر للمستقبل وترك محاكمة الماضي رغبة منا في غد أفضل وحفاظا على مستقبل الأجيال القادمة ولنتذكر جميعا انه " إذا جاء الحاضر ليحاكم الماضي ذهب المستقبل"

[email protected]