![]() |
آه على آه يا يمن؟ عابد هاشم / "عكاظ"
آه على آه يا يمن 2011/06/17 الساعة 21:03:12 عابد هاشم • يُعد الفنان اليمني الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي، من أهم وأكبر رموز الفن الغنائي اليمني الأصيل الفاعل والمتفاعل، ومن أوائل المبدعين المخضرمين في حمل المعاناة «أي معناة» ظلت تعصف بكل بارقة أمل من شأنها أن تعيد ما يمكن من صفة «السعيد» كواقع على أرض اليمن وخير ورخاء واستقرار كل من وما هو على أرض اليمن وينتمي إليه. ** وكل ما يعصف ويبدد هذا الأمل المشروع، ويصادر خيرات وطن كان يوصف بــ«اليمن السعيد» ويخسف بحقوق المواطن اليمني، وما يكفل له أبسط درجات العيش الكريم، ويجنبه العوز والتغرب ومرارته وشتاته وتشتيته، كل هذا وسواه من خسف ونسف لحقوق الإنسان يشعره بالاضطهاد وأقسى درجات المعاناة والضيم. وهذا الواقع المرير ظل يلازم حال وأحوال اليمن منذ القدم، ويفرض على شعبه ويلات التمزق والتناحر وضحاياها من الأبرياء. ولأن الفنان القدير الأستاذ محمد مرشد ناجي من القلة المحدودة جدا التي تؤمن بأن للفن رسالة هامة ومؤثرة، وعلى الفنان.. الفنان مسؤولية عظمى تجاه أرضه وأهله وناسه من خلال فنه وحسه ووعيه وصادق تفاعله، نجد هذا الفنان المثقف قدم لنا خلال مشواره الفني العريق الكثير والمميز والمؤثر من الأعمال الغنائية الرائدة الخاصة بهذا الجانب التفاعلي مع الهموم والأحداث والصراعات والحروب التي مر بها اليمن وعاشها وتعايش معها هذا الفنان المبدع «المرشدي» ولو تأتى لأي إنسان سماع أي عمل من بين هذه الروائع الوطنية اليمنية التي يزيد عددها على 200 عمل من بينها ما قدم قبل 54 عاما. سيقف على حقيقة ما ذكر أعلاه، أما لو تم الاستماع لمجمل الأعمال بتسلسلها فسيقف أمام توثيق تاريخي ليس بالصوت البديع المعبر ومضامين القصائد البليغة والألحان الأخاذة ليس بهذا وحسب بل وبالصورة أيضا لكن من يقوم بعرض الصورة أمامك وبأدق التفاصيل هو كل جزء من القصيدة المغناة من قبل أكثر من نصف قرن، وكأنك تستعرض حقيقة وعمر هذه المعاناة المزمنة التي لم ترحم اليمن وشعبه من سعيرها وفداحة تبعاتها وتنوع مقترفيها بين «غريب وقريب». •* وأكتفي خضوعا لضيق المساحة ببعض الأبيات من قصيد «نداء الحياة» التي كتبها الشاعر وديع أمان ولحنها وغناها الفنان الأستاذ محمد مرشد ناجي بتاريخ 30/5/1959م: انظر إلى بيتي ففيه مذلتي وفيه ضعفي يا أخي وخنوعي الموت يأكل من زواياه التي ترمز دما للأسى والجوع وبطون أطفالي تشد إلى الوراء خاوية والعين ملأى بالدموع وهناك في الركن تجلس زوجتي وشحوبها ينذر بالهول المريع انظر أخي انظر إلى قصورهم رائعة شامخة فوق السحاب وأنا وأنت لحافنا هذي السماء وفرشنا ما في الجبال من تراب فإلى متى نشقى هنا في أرضنا ونذوق فيها كل أصناف العذاب والله من وراء القصد. تأمل: ليت شعري متى شالقي عصاة المسافر.. وأي حين شايعود لي عيش قد كان نافر "عكاظ" |
الساعة الآن 01:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir