سقيفة الشبامي - حضرموت في زنقه حتى يتفق أبناؤها

حضرموت في زنقه حتى يتفق أبناؤها

صالح على السباعي
الجمعة , 1 يوليو 2011 م

من الظواهر الايجابية في قاموس الحضارم انهم يتعايشون مع الآخرين ويتقبلونهم , وقد خضعت حضرموت فى فترات زمنيه من تاريخها ان يحكمها آخرون دون تحسس او عصبية , وفى فترة ما بعد الاستقلال اي في زمن الجبهة القومية ووريثها الاشتراكي قبل الحضارم ان يكون دورهم هامشيا حتى وان كان بعضهم فى المقدمة ,وهكذا سارت الامور بعد الوحدة بنفس النظرة لابناء حضرموت , ولا ندرى ماذا سيحمل لنا الغد في احشائه , هذه التضحية ونكران الذات مع الاخر تقابلها المواقف المتصلبة والمتشنجة أحيانا عندما يتعامل الحضارم فيما بينهم , فتراهم لا احد ينتازل للاخر ولا يقبل بان يقوده اخيه , لذلك تراهم ناجحين بارزين مع الآخرين , فاشلين بامتياز فى علاقتهم ببعضهم خصوصا فى داخل حضرموت .

اعرف ان كلماتى قدتكون فاسيه وقد لايتقبلها البعض , خصوصا من الذين يخشون ان يعرف الآخرون حقيقة العلاقة السلبية التي تربطهم ببعضهم , اقول لهؤلاء الاخوة , ما قاله احد الفلاسفة اذا كنت تخشى ان يعرف الناس عيوبك .. عليك ان تقلع عن فعل هذه العيوب , وانا أدعو أبناء حضرموت دون استثناء الى التعاضد والتضامن والتكاتف فيما بينهم سواء كانوا في الداخل او الخارج , فما تعانيه حضرموت هو نتيجة للصراعات التي عاشوها منذ مئات السنين والتى بسببها هاجر الحضارم هربا من مواجهة هذه الصراعات , ليجدوا انفسهم في مهاجرهم ينقلون صراعاتهم معهم فى افريقيا وهضبة الدكن وارخبيل الملايو , ومن ثم يعود الصراع الازلي الى حضرموت الذى لاتزال اثاره حتى اليوم , حيث تتصارع النخب الحضرمية وحتى اليوم غير قادرة على الاتفاق على كلمة سواء , رغم ان بعض العاملين فى الشان السياسي لديهم التجارب الكافية لتحليل ما يدور على الساحة اليمنية ويدركون الى اين تسير الامور , ومع ذلك يصرون على التمسك بشعارات اكل الزمان عليها وشبع اكلا.

كنت اتوقع كغيري بعد وضوح الرؤية عن الاوضاع في اليمن وبعد ان قفزت الغالبية من السفينة , ان تفعل الشىء نفسه كتلة حضرموت النيابية والوزراء المحسوبين على حضرموت ويصدرون بيان انشقاقهم عن النظام , ومن ثم يقومون بفضح المهازل ونهب الاراضي والثروات فى حضرموت وظلم ناسها , لو كانوا فعلوا ذلك ستكون حضرموت معهم ولن تتأخر , لكن شيئا من ذلك لم يحصل , لان النظام احسن اختيار من يمثل حضرموت , هذه السلبية تنطبق على المعارضين الآخرين أحزاب وشخصيات اجتماعيه وقبليه ’, كلهم يدورون في حلقه مفرغه , حتى اليوم عاجزون عن تقديم شخصيه اجتماعيه يتفق عليها الناس بالتوافق اوبالانتخاب , كان يفترض من كل النخب الحضرمية ان تضع مصالح حضرموت فوق كل اعتبار , وان يعملوا على ايجاد حلول واقعية سريعة لمشاكلهم , وقبل كل ذلك عليهم تقبل بعضهم على علاتهم وان يتحلل هؤلاء من اوزار معضلاتهم من اجل مستقبل حضرموت , فهل لدى هؤلاء القوم نية حقيقية للتوافق والسير الى الامام ؟ هذا هو السؤال الجوهري الذى يتوجب الاجابة عليه من قبل تلك النخب المتصارعة في حضرموت في هذه المرحلة بالذات , حيث لم تعد خافية على احد الاخطار التي تهدد الجميع , والتي تدركها النخب الحضرمية اكثر من غيرها , لكن هذه النخب كما يبدو مع الاسف يجهلون الوسيلة للخروج من المأزق , والتي تنحصر فى رأينا المتواضع في التوافق على صيغة معينه بالنسبة لمن يقود مسيرتهم , فهل يتفق الفرقاء وتنتهي الزنقة من حضرموت ؟ نأمل ذلك ,