![]() |
اليمن صنعاء تكاد تنفجر" مدينة خلف أكياس الرمل
مدينة خلف أكياس الرمل المصدر أونلاين - خالد عبدالهادي تستطيع آلاف من أكياس الرمل المعبأة على عجل داخل العاصمة صنعاء أن تطمر وجه واحدة من أقدم المدن وأجملها في العالم فضلاً عما تنزله بسكانها من عذاب يومي لا يطاق. وتقدم أكياس الرمل التي ترتص على مسافات طويلة دلالة على مدى ما يفعله القبح الطارئ الوليد مع الحرب بجمال المدن المتراكم منذ حقب غابرة. ففي مقابل مدينة صنعاء القديمة الموشومة بزخارف من طراز فريد في العالم، تقوم مدن جديدة في أوقات قياسية من أكوام الرمل الضخمة وآلاف الأكياس الرملية التي تتخذها قوات الرئيس علي عبدالله صالح وقوات اللواء علي محسن تحصينات استعداداً لقتال قد يتفجر بين الطرفين في أي لحظة. كانت قوات محسن قد أعلنت الالتحاق بالانتفاضة الشعبية ضد حكم صالح في 21 مارس الماضي وتعهدت بحماية المحتجين قبل أن تخوض قتال شوارع ضارياً مع قوات الأخير في سبتمبر الماضي. وبين القوات المتناحرة، خطوط تماس تمتد لنحو ثلاثة كيلو أمتار طولية بدءاً من غرب العاصمة في شارع الخمسين حتى وسطها في حي القاع وشارعي الكويت والقاهرة ومنافذ أخرى في أكثر من شارع. وبعد أن كاد الجيشان ينتهيان من إقامة سواتر عازلة بينهما على امتداد تلك الخطوط، يتبين حجم الأجسام الرملية الغريبة على طبيعة المدينة التي لم تشهد معارك تقليدية داخلها منذ 1968. علاوة على تلك الخطوط التي تستقبل يومياً أطناناً جديدة من الرمل، تجلبها شاحنات عسكرية من خارج العاصمة ترتفع في حي الحصبة في القسم الشمالي من صنعاء تحصينات مماثلة من أكياس الرمل. وتأخذ في التزايد كلما ازدادت المؤشرات على إمكانية استئناف القتال بين أنصار زعيم قبائل حاشد صادق بن عبدالله الأحمر وقوات الرئيس صالح. وخاض هذان الجانبان مواجهات دامية خلال مايو ويونيو الماضيين. إضافة إلى الأذى الجمال الذي تلحقه الحواجز الرملية بصنعاء غير أن ذلك يبدو أقل ضرراً بالمقارنة مع تقطيع أوصال المدينة وإخضاع سكانها لإجراءات استثنائية صارمة وشل حركة السير فيها. وتتركز أكثر الحواجز في المنطقة الملتهبة منذ سبتمبر الماضي حين خاضت قوات صالح والفرقة الأولى المؤيدة للانتفاضة قتالاً طاحناً لمدة أسبوع امتد من حي القاع حتى شارع هائل وأجزاء من شارعي الزبيري والأمم المتحدة حيث يقع في الأخير مكتب إداري لأحمد علي صالح قائد قوات الحرس الجمهوري النجل الأكبر للرئيس المترنح تحت وقع الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة. في الخطوط الفاصلة بين قوات صالح ومحسن من شارع هائل حتى حي القاع، ترتفع السواتر المبنية بأكياس الرمل لنحو متر ونصف وتسد منافذ كل الشوارع المتفرعة منهما. وتتخذ قوات الأمن المركزي الموالية لصالح متارس لها إلى جانب حيطان المنازل المأهولة في الأجزاء الجنوبية من شارع هائل حيث صب الطرفان المتقاتلان عنفاً مهولاً في هذه المنطقة. ويتوجب على سكان الأحياء الواقعة هناك إبراز هوياتهم في حال عاد أي منهم إلى منزله في وقت متأخر من الليل. كما على سائقي المركبات الذين يمرون من أمام مواقع الطرفين أن يطفئوا مصابيح مركباتهم ويقودونها في الظلام. "في الواقع لم تعد صنعاء أكثر من كيس رمل وقذيفة قاتلة" قال رشيد غاضباً وهو يدس هويته الشخصية في جيب قميصه بعد خضع لتفتيش صارم وتلقى بلهجة آمرة تعليمات من جندي عابس بألا يتأخر كثيراً بعد حلول الليل. |
الساعة الآن 10:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir